الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى في القاعدة السابعة الالحاد في اسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها. نعم جزء من القائم ماذا بقي تدليل على المعلومات قال رحمه الله ذكر انواعا الرابع ان يشتق من اسمائه اسماء للاصنام قال وذلك لان اسماء الله تعالى مختصة به لقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وقوله الله الذين الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. وقوله له الاسماء اسماء حسنى يسبح لهما في السماوات والارض. فكما اختص بالعبادة وبالالوهية الحق. وبانه يسبح لهما في السماوات والارض. فهو مختص الاسماء الحسنى وتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله عز وجل ميل بها عما يجب فيها هذا سبق شرحه قال رحمه الله ومنه ما يكون شركا او كفرا حسب ما تقتضيه الادلة الشرعية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد ختم الشيخ رحمه الله القاعدة الخاتمة بقواعد الاسماء والتي تعلقت بموضوع الالحاد في اسماء الله عز وجل بالتنبيه على ان حكم الالحاد متفاوت فقد يصل الى حد الكفر الاكبر وقد يكون الحكم دون ذلك والمرجع في ذلك ان ينظر في كل حال على حدة وينظر في مدى قوة الشبهة وضع فيها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الباب الثاني قواعد في صفات الله تعالى. القاعدة الاولى صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه هذه القاعدة الاولى من قواعد الصفات والشيخ رحمه الله اورد في كتابه سبع قواعد في الصفات على نسق القواعد السبع في الاسماء القاعدة الاولى هنا هي ان صفات الله عز وجل كلها صفات كمال ومدح وثناء ولا شك ان هذه القضية من الامور المسلمة عند كل مسلم فالله جل وعلا له الكمال المطلق في ذاته وفي صفاته والكمال هو القاعدة التي ترجع اليها جميع افعاله سبحانه وجميع احكامه وجميع تقديراته وكماله سبحانه كمال ذاتي غير مكتسب فالله عز وجل له الكمال المطلق لذاته وليس الامر ككمال المخلوق كمال المخلوق كمال مكتسب اما كمال الله عز وجل فكمال ذاتي لذا فالله عز وجل كمل ففعل واما المخلوق فعل فكمل ففرق بين الكمال الذاتي والكمال المكتسب ذكر الشيخ رحمه الله ادلة تدل على كمال الله سبحانه وتعالى في صفاته من جهة الشرع ومن جهة العقل ومن جهة الفطرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والرحمة والعزة والحكمة والعلو والعظمة وغير ذلك وقد دل على هذا السمع والعقل والفطرة اما السمع فمنه قوله تعالى للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم. والمثل الاعلى هو الوصف الاعلى هذا دليل الاول وهو دليل السمع والمراد بالسمع في كلام الشيخ هو الشرع يعني الدليل النقلي من الكتاب والسنة استدل الشيخ رحمه الله بدليل شرعي على ان الله جل وعلا له الكمال المطلق في صفاته وذلك قوله سبحانه ولله المثل الاعلى وكذلك قوله جل وعلا وله المثل الاعلى والمثل الاعلى في قول طائفة من اهل العلم الوصف الاعلى فهو ليس وصفا عاليا بل هو وصف اعلى اذا الله عز وجل له الكمال المطلق بل اقصى ما يكون من الاكملية فهي ثابتة لله سبحانه وتعالى فان له المثل الاعلى يعني الوصف الاعلى. والمثل ياتي بمعنى الوصف كما قال جل وعلا في شأن الجنة مثل الجنة التي وعد المتقون يعني وصفها اذا الله عز وجل له الصفات البالغة في العلو والحسن ولاحظ معي ان الله تبارك وتعالى جميع صفاته مما جنسها يرجع الى الكمال كما ذكر الشيخ رحمه الله كالعلم والقدرة والعزة والحكمة الى اخر ما هنالك ثمان له في كل صفة اكمل ما يكون فحياته مثلا الحياة من حيث هي صفة كمال والله عز وجل متصف بالحياة ثم ان الله جل وعلا له الحياة الكاملة من كل وجه فهي حياة لم تسبق بعدم ولا يطرأ عليها خلل ولا يلحقها فناء وقل مثل هذا في بقية الصفات علم الله عز وجل علم شامل كامل لا نقص يعتريه لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان ولا يطرأ عليه خلل وهكذا في جميع الصفات اذا الصفات التي يتصف الله عز وجل بها كلها ترجع الى الكمال ثم له في كل صفة اكمل ما فيكون واقصى ما يكون من الاكملية اذا الله عز وجل له المثل الاعلى له الوصف الاعلى وهذا ما اخبرنا به الله جل وعلا. ومن اصدق من الله قيلا فاذا كان الله عز وجل له الوصف الاعلى اذا جميع صفاته صفات كمال اضف الى هذا من الادلة الشرعية ان الله سبحانه وصف اسماءه بانها حسنى. وهذا الامر قد مر معنا بالتفصيل ولله الاسماء لله ولله الاسماء الحسنى واذا كانت اسماء الله عز وجل حسنى فقد علمنا ان من حسنها اشتمالها ان من حسنها ما لها على اكمل المعاني والصفات فهذا دليل ثان على ان صفات الله عز وجل صفات كاملة ودليل ثالث وهو ان الله عز وجل له الحمد المطلق الحمد لله رب العالمين واذا كان الحمد بال الاستغراقية اذا كان الله عز وجل له الحمد المطلق فان ان هذا يقتضي ان له الكمال المطلق. لان الحمد هو الثناء بالكمال. فالله عز وجل يثنى عليه ويحمد لان له الكمال المطلق تبارك وتعالى. اضف الى هذا دليلا رابعا وهو ان الله عز وجل هو الصمد قل هو الله احد الله الصمد والصمد كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه عنه علي ابن ابي طلحة هو السيد الذي كمل في سؤدده والغني الذي كمل في غناه والجبار الذي كمل في جبروته. والعليم الذي كمل في علمه. الى اخر ما جاء في الاثر. اذا الله عز وجل له الكمال المطلق فهذه ادلة شرعية وغيرها كثير تظهر بالتتبع تدل على ان الله جل وعلا له الكمال المطلق واذا له الكمال المطلق اذا صفاته سبحانه وتعالى صفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما العقل فوجهه ان كل موجود حقيقة فلا بد ان تكون له صفة اما صفتك واما صفة نقص والثاني باطل بالنسبة الى الرب الكامل المستحق للعبادة. ولهذا اظهر الله عز وجل بطلان الوهية اصنام باتصافها بالنقص والعجز فقال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون. وقال والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون. اموات غير احياء وما يشعرون ايان يبعثون. وقال عن ابراهيم وهو يحتج على ابيه يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. وعلى قومه افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون. ثم انه قد بالحس والمشاهدة ان للمخلوق صفات كمال هذا انتقال من الشيخ رحمه الله الى ذكر الدليل الثاني على ان الله عز وجل له الكمال المطلق في صفاته الا وهو الدليل العقلي فالعقل قد اكد ما دل عليه الشرع من ان صفات الله جل وعلا صفات كاملة والدلائل العقلية والاوجه العقلية على كمال صفات الله عز وجل كثيرة منها ما ذكر الشيخ رحمه الله وهو ان كل موجود في الحقيقة موجود في الحقيقة يعني انه موجود في الواقع. وليس وجوده وجود اذهان ليس وجودا ذهنيا انما كل موجود كل موجود في الحقيقة فلابد ان يتصف بصفة والصبر والصبر والتقسيم يقتضي ان هذه الصفة اما ان تكون صفة كمال او تكون صفة نقص ولا يمكن ان يقول ان هناك ولا يمكن ان يقال ان هناك صفة في الوسط لا كمال ولا نقص وذلك لان الصفة اذا لم تكن نافعة مفيدة فانها لغو وعبث وهذا نقص وليس بكمال اذا الصفات التي يتصف بها اي موجود اما ان تكون صفات نقص واما ان تكون صفات كمال ولاحظ معي ان النقص والكمال امران متناقضان لا يرتفعان ولا يجتمعان بل لابد من وجود احدهما ولا يمكن ان يكون الله عز وجل ناقصا وهذه قضية كما سيأتي اجماعية لا بين المسلمين بل بين كل من اثبت وجود الخالق تبارك وتعالى اذا لا يمكن ان يكون الله عز وجل ناقصك. والصبر والتقسيم فيه ابطال الاوجه التي لا تصح فالذي يبقى ويسلم هو الصواب. فاذا ثبت ان الله جل وعلا ليس بناقص وان صفاته ليست بناقصة فلم يبق الا ان يكون ماذا ان يكون كاملا وهذا هو المطلوب اثباته لما؟ لان الله عز وجل هو الرب. ولان الله عز وجل هو الاله ولا يمكن ان يكون الرب ناقصا عاجزا والا فكيف يخلق هذا الكون؟ وكيف يبدعه؟ وكيف يتقنه لابد ان يكون كاملا حتى يكون ربه وكذلك الاله لابد ان يكون كامله. وهذه قضية بديهية والا فلو كان عاجزا ناقصا لم يغني شيئا عن عابده. فما فائدة عبادته اذا ولذلك تأمل في قوله جل وعلا يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا ولا يغني عنك شيئا. فاذا كان المعبود لا يغني عن عابده شيئا فان عبادته حينئذ تكون عبث وتكون عبادة باطلة اذا الله عز وجل هو الاله الحق وهو الرب جل وعلا. اذا لابد ان يكون له الكمال ولذا من تأمل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجد ان الله سبحانه ابطل الوهية ما سواه لكوني ما سواه ناقصة كما مر معك في هذه الايات السابقة وكما قال جل وعلا افمن يخلق كمن لا يخلق تأمل مثلا في قوله سبحانه ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة ماذا كانا يأكلان الطعام. اذا انتهت القضية بما انهما كانا يأكلان الطعام اذا لا لا ربوبية لهما ولا الوهية لهما. لما؟ لان اكل الطعام ام يستلزم ماذا؟ يستلزم الافتقار ويستلزم الحاجة. وما كان كذلك فانه لا يمكن البتة ان يكون ماذا ان يكون ربا او ان يكون الها. اذا النقص ممتنع عقلا على الاله والرب. وقد ثبت بالدلالة ان الله عز وجل هو الاله الحق وهو الرب الحق. اذا لا يمكن ان يكون الا كاملا تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم انه قد ثبت بالحس والمشاهدة ان للمخلوق صفات كمال وهي من الله فمعطي الكمال اولى به. الكمال اولى به. نعم هذه دلالة عقلية ثانية وهي اننا نجد في المخلوقات صفات ترجع الى ما جنسه كمال كالحسن والجمال والحكمة والقدرة وما الى ذلك واذا كان ذلك كذلك اذا كان هذا المخلوق فيه كمال فان كماله مستفاد ممن من خالقه واذا كان كماله مستفادا من خالقه فخالقه اولى بالكمال. لم؟ لان كل عقل سليم يدرك ان معطي الكمال اولى به معطي الكمال اولى به وهذه دلالة عقلية لا يجادل فيها عاقل اضف الى هذا دلالة ثالثة ذكر الشيخ معنا هنا دلالتين اضف الى هذا دلالة ثالثة وهي انه اذا كان المخلوق فيه كمال فلابد ان يكون خالقه كاملا وهذا قريب من الوجه الماظي وذلك انه لو لم يكن خالقه كاملا فلن يكون هناك كمال في المخلوق لم؟ لان فاقد الشيء لا يعطي فاقد الشيء ماذا؟ لا يعطيه. فاذا كان الخالق فاقدا للكمال فلا يمكن ان يعطي الكمال للمخلوق اضف الى هذا وجها عقليا رابعا وهو قريب ايضا مما سبق وهو ان يقال اذا كان الممكن والمحدث له كمال فان العقل يقتضي ان يكون الواجب والقديم اولى بالكمال اذا كان ما هو ناقص وهو المحدث والممكن متصفا بشيء من الكمال فان العقل يقتضي ان يكون ما هو اكمل وهو الواجب القديم وهو الله تبارك وتعالى ان يكون اكمل بل هو اولى بالكمال من الممكن المحدث اذا هذه دلالات عقلية تدل على ان الله عز وجل له الكمال المطلق في ذاته وفي صفاته. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الفطرة فلان النفوس السليمة مجبولة على محبة الله وتعظيمه وعبادته وهل تحب وتعظم وتعبد الا من علمت انه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته والوهيته هذا الدليل الثالث وهو دليل الفطرة. ولاحظ معي ان العلماء قد يذكرون في كتبهم الدليل العقلي وقد يدخل في ضمن ذلك دليل وقد يدخل في ضمن ذلك دليل الفطرة. وقد يذكرون الفطرة و يدخلون الدليل العقلي. لكن اذا ذكروهما في سياق واحد فقالوا دليل عقلي ودليل فطري او دليل فترة فان الدليل العقلي يقتضي تفكيرا والنظر في مقدمات واستخلاص نتائج وما الى ذلك. اما الدليل الفطري فانه لا يحتاج الى ذلك فالقضية الفطرية قضية تهجم على النفوس هجوما ولا يستطيع الانسان دفعها او كما يقولون قضية بديهية لا تحتاج الى اعمال فكر فالفطرة ايضا دالة على ان الله عز وجل له الكمال في ذاته وفي صفاته ووجه ذلك كما بين الشيخ ان النفوس مجبولة على حب الله تبارك وتعالى وعلى تعظيمه وهذا لا يمكن ان يكون الا اذا كان الله عز وجل كاملا فالنفوس كما يعلم ذلك كل احد مجبولة على حب الكمال ولذلك انظر في احوال الناس تجد انهم منجذبين تجد انهم مائلين يحبون الجمال ويحبون الاتقان ويحبون الحسنى وما الى ذلك. كل ما هو اقرب الى الكمال سواء كان ذلك من الذوات او من الصفات فان الناس تنجذب اليه وتميل اليه. لانها هكذا مفطورة على محبة الكمال وعلى الميل اليه واذا كان العباد جميعا مفطورين على محبة الله تبارك وتعالى فهذا دليل على ماذا دليل على كماله سبحانه وتعالى. لان النفوس انما تميل وتحب ماذا تحب الكمال اضف الى هذا دلالة فطرية اوضح وهي ان النفوس مفتورة على ان الله عز وجل له الكمال وهذا اوظح من سابقه يعني نحن في السابق استدللنا على كماله بماذا بفطرية محبة العباد لله عز وجل فنقول وايضا النفوس مجبولة ومفطورة على ان معبودها وخالقها ومدبر امرها تبارك وتعالى انما هو كامل سبحانه وتعالى لا نقص يعتريه بوجه من الوجوه اذا تظافر عندنا دليل الشرع ودليل العقل ودليل الفطرة على كمال الله تبارك وتعالى في ذاته وفي صفاته ويضاف الى هذا ايضا دليل الاجماع فان جميع الناس الذين اثبتوا وجود الله تبارك وتعالى وهم كل الناس الا من شذ من اهل الالحاد وهم شذاذ لا قيمة لهم ولا وزن لهم ولا عدد لهم يذكر في مقابل المثبتين للخالق تبارك وتعالى اقول ان جميع الناس مجمعون على ان الله تبارك وتعالى له الكمال في ذاته وفي صفاته والاجماع لا شك انه دليل معتبر وهذا اعظم ما يكون من الاجماع فليس اجماع المسلمين بل اجماع بل اجماع البشر قاطبة ويمكن ان يضاف الى هذا دليل حسي الدليل الحسي وهو ان هذا الكون وما فيه من الاتقان والاحسان وما فيه من الابداع لا يمكن ان يكون الا مخلوقا لخالق كامل. وهو الله تبارك وتعالى يستحيل ان ما نشاهده من هذه الدلائل الكونية العلوية والسفلية مخلوقة من ناقص او عاجز. هذا يستحيل ان يكون بل هذا الذي نراه من الاحسان والاتقان والابداع الذي يحير الالباب والعقول دليل حسي مشاهد الا ان الله تبارك وتعالى له الكمال المطلق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا كانت الصفة نقصا لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل والنسيان والعجز والعمى والصمم ونحوها. لقوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقوله عن موسى نعم قلنا سابقا ان الكمال والنقص نقيضان والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان واذا ثبت ان الله تبارك وتعالى له الكمال فان هذا يقتضي ماذا انه منزه عن النقص جملة وتفصيلا لا نقص يعتريه سبحانه وتعالى لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته وعليه فكل صفة نقص فان الله جل وعلا منزه عنها كالجهل والعمى والصمم كذلك اه الظلم والحزن وما الى ذلك كل هذا الراجع الى صفات النقص فان الله تبارك وتعالى يتنزه عنه. وذكر الشيخ رحمه الله ادلة على ذلك نعم؟ قال رحمه الله لقوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. هذا فيه تنزيه الله عز وجل عن صفة الموت لانها صفة نقص. نعم قال وقوله عن موسى في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. هذا فيه نفي صفتي الضلال والنسيان والنسيان تنبه الى انه قد جاء في كتاب الله عز وجل مثبتا وجاء منفيا اما المنفي كهذه الاية كهذه الاية لا يضل ربي ولا ينسى فان النسيان هنا بمعنى الذهول وهو الغالب في استعمال الناس وهو السابق الى الاذهان من هذه الكلمة نسي يعني ذهل عن الشيء ولم يعد يتذكره فهذا مما ينزه عنه الله عز وجل لانه صفة نقص تناقض كمال الله عز وجل فالذي له العلم الكامل لا يمكن ان ينسى اما الصفة الثابتة له جل وعلا فهي التي جاءت في نحو قوله سبحانه نسوا الله فنسيهم. والنسيان هنا غير النسيان الذي سبقه فالنسيان هنا بمعنى الترك وهذا يفعله الله تبارك وتعالى بمشيئته المقترنة بحكمته وهذا مما يرجع الى الصفات التي سيأتي الحديث عنها بعد بعد قليل. اذا النسيان الثابت لله جل وعلا هو كمال ولا شك وهو بخلاف النسيان المنفي عنه فذاك معنى اخر نعم قال رحمه الله وقوله وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا. هذا فيه نفي العجز عن الله تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله وقوله ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسلنا لديهم يكتبون. هذا فيه تنزيه الله عز وجل عن صفة الصمم. نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور. هذا ايضا فيه نفي صفة صفة نقص عن الله عز وجل وهي صفة العور ومن باب اولى ان يكون فيها نفي صفة العمى. نعم وقال صلى الله عليه وسلم ايها الناس ارضعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا اربعوا على انفسكم يعني ترفقوا بانفسكم و تلطفوا بانفسكم ولا تهلكوها برفع الصوت فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا وهذا ايضا فيه نفي لصفة الصمم وصفة الغياب ان الله عز وجل يغيب عن خلقه ولا يدري عنهم ولا يكون مطلعا عليهم ولا يكون محيطا به فهذا مما ينزه الله عز وجل عنه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص كما في قوله تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص فقال سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. لما كان وصف الله عز وجل بالنقص اثما عظيما ومنكرا كبيرا فان الله عز وجل قد توعد من اشترأ على ذلك بهذه النصوص التي مرت وفي غيرها كذلك نبه الشيخ رحمه الله على اية عظيمة تتعلق بهذا الموضوع وهي قول الله سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون فنزه الله عز وجل نفسه عما وصفه به الذين ما قدروه حق قدره والذين وصفوه بما لا يليق به من النقص نزه سبحانه نفسه عما قالوا وعما نسبوا اليه ثم سلم على المرسلين فقال وسلام على المرسلين لسلامة ما قالوا من النقص ولموافقة ما قالوا عليهم الصلاة والسلام للكمال الذي هو لائق بالله تبارك وتعالى ثم حمد نفسه وذاته العلية تبارك وتعالى لان له الكمال المطلق. نعم احسن الله اليكم وقال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون هذا فيه تنبيه على صفة نقص منفصلة عن الله عز وجل بخلاف عامة النصوص السابقة ففيها تنزيه الله عز وجل عن صفات نقص متصلة فالله عز وجل يتنزه عنان يكون له شريك تشاركه في ربوبيته او يشاركه في الوهيته فقال جل وعلا ما اتخذ الله من ولد والولد يأخذ خصائص والده والله عز وجل هو الواحد وهو الاحد والولد انما يتخذ للحاجة والله عز وجل هو الغني عن كل شيء وعن كل احد ثم قال وما كان معه من اله اذ لو كان ذلك كذلك لو كان مع الله عز وجل اله حق لكان ولابد ان يكون ربا. بمعنى ان يكون خالقا مدبرا. لان الاله الحق لا بد ان يكون خالقا مدبرا والا فهو اله باطل فلو كان مع الله عز وجل اله حق فلا يخلو الامر حينئذ من حالتين اما ان يذهب كل اله بما خلق ويستقل بعالم وكون مستقل عن الاله الاخر. لا يمكن ان يجتمعا لا يمكن ان تجد في البلد الواحد رئيسان او ملكان لا بد ان يكون هناك ملك واحد يدبر شؤون مملكته فلو كان هناك مع الله عز وجل اله اخر لكان له عالم وكون مستقل ومخلوقات مستقلة ترجع اليه ولا شك ان الواقع بخلاف ذلك فان هذا الكون كله متسق ومؤتلف نظامه واحد وقانونه واحد فدل هذا على ان ربه وخالقه واحد او لحصل هناك مغالبة ولا على بعضهم على بعض يعني قهر بعضهم بعضا قهر احدهما الاخر وبالتالي يستولي على هذا الكون والملكوت وبالتالي لا يكون هناك رب واله غير الله جل وعلا. ولا شك ان الكون لم يحصل فيه مغالبة ولم يحصل فيه حرب بين خالقين او خالقين او ارباب فما بقي حينئذ الا ان يكون الرب هو الله عز وجل وهو الاله الحق وحده لا شريك له لا شريك له في ربوبيته ولا شريك له ايضا في الوهيته. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا الصفة كمالا في حال ونقص في حال لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الاطلاق. فلا تثبت له اثباتا ولا تنفى عنه نفيا مطلقا. بل لا بد من التفصيل فتجوز في الحال التي تكون كمالا وتمتنع في الحال التي تكون نقصا. وذلك كالمكر والكيد والخداع ونحوها انتقل الشيخ رحمه الله الى الكلام عن صنف ثالث من الصفات عندنا صفات كمال مطلق وعندنا صفات نقص ينزه الله عز وجل عنها هناك شيء ثالث وهو الصفات المنقسمة التي تكون كمالا في حال وتكون نقصا في حال فهذه اذا وردت في النصوص فانها لا تثبت لله عز وجل اثباتا مطلقا ولا تنفى عنه نفيا مطلقا. بل انما تثبت له في الحال التي تكون فيها كمال وذلك لامرين اولا لانها هكذا وردت ومعلوم كما مضى وكما سيأتي ان الاسماء والصفات توقيفية فنثبت كما ثبت. وكما جاء في النصوص. وثانيا لانها في هذه الحال تكون كمالا. والله عز عز وجل لا يتصف الا بالكمال ضرب الشيخ رحمه الله لهذا امثلة وهي المكر والكيد والخداع والحق بها السخرية وكذلك الاستهزاء وكذلك المحال على الراجح في تفسير المحال كما قال جل وعلا وهو شديد المحال والمحال على الراجح هو الكيد والمكر وهو اختيار ابي عبيد وجماعة كبيرة من اهل اللغة ومن اهل العلم فالشاهد ان هذه الصفات ولها امثلة اخرى ونظائر تثبت لله جل وعلا في الحال التي تكون فيها كمالا وذلك ان هذه الصفات كالكيد مثلا كالمكر قد تستعمل في حال النقص وذلك ان الكيد وقريب منه في المعنى المكر هو ايصال الضرر الى الغير من حيث لا يعلم والكير والكيد والمكر كما ذكرت متقاربان وان كانوا مختلفين في الفرق بينهما وذهبت طائفة من اهل العلم الى ان الكيد ابلغ من المكر لانه يتعدى بنفسه الاصل انه يتعدى بنفسه. فكيدوني جميعا بخلاف المكر فانه يتعدى بالباء مكر به قد يأتي الكيد معدا باللام كذلك كدنا ليوسف لكن هذا لاقتران هذا الكيد بمعنى خاص افاده اه حرف اللام لكن الاصل فيه انه يتعدى بنفسه قالوا وما يتعدى بنفسه ابلغ مما يتعدى بغيره. الشاهد ان هذا الكيد او المكر او المحال قد يكون صفة نقص اذا كان واقعا بمن لا يستحق وذلك بان يكون متضمنا اما للكذب واما للظلم فاذا كان الكيد والمكر متضمنا لكذب او لظلم هل يكون نقصا او كمالا لا شك انه نقص وقد علمنا ان الله منزه عن النقص اما اذا كان الكيد والمكر راجعا او واقعا عفوا بمن يستحق وذلك بان يكون متظمنا لايصال حق ومجازاة مستحق فانه حينئذ يكون كمالا لما؟ لانه دليل على القدرة والعزة والعدل والحكمة وهل هذه صفات نقص او كمال لا شك انها صفات كمال اذا الله عز وجل يتصف بهذه الصفة اذا كان الحال على هذا النحو فالله عز وجل يكيد بمن يستحق. فالله عز وجل يكيد من يستحق. ويمكر بمن يستحق وكذلك السخرية وكذلك الاستهزاء وكذلك الخداع وقل مثل هذا ايضا في النسيان نسوا الله فنسيهم وقل مثل هذا في الاعراض. اما هذا فاعرض فاعرض الله عنه وهكذا في نظائر من هذه الصفات التي جاءت في النصوص وهي في اصلها منقسمة فلا تثبت لله جل وعلا الا على الوجه الذي يكون اه تكون فيه كمالا الا على الوجه الذي تكونوا فيه كمالا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهذه الصفات تكون كمالا اذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها لانها حين اذ تدل على ان فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله او اشد وتكون نقصا في غير هذه الحال. ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الاطلاق وانما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها لقوله تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وقوله والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين. وقوله ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. وقوله قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون. الله يستهزئ بهم. ولهذا لم يذكر الله تعالى انه خان من خانوه فقال تعالى وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم والله عليم حكيم. فقال امكن منهم ولم يقل فخانهم لان الخيانة خدعة في مقام الائتمان وهي صفة ذم مطلقة وبذا معهم عرف ان قول بعض العوام خان الله من يخون منكر فاحش يجب النهي عنه نبه الشيخ هنا الى ان الخيانة ليست من هذا القبيل الخيانة صفة نقص مطلقة ولذلك ينزه الله عز وجل عنها مطلقا لان الخيانة خدعة في مقام الائتمان وهذا ولا شك نقص بكل حال ولذا لما ذكر الله عز وجل خيانة اعدائه ما قال فخانه وانما قال فامكن منهم اما المكر والكيد والخداع فانه كما ذكرت اذا وقع بمستحق فانه حينئذ كمال لانه دال على قدرة ودال على عزة ودال على عدل ودال على حكمة وكل هذه هي صفاته صفات كمال بقي التنبيه على ان هذه الصفات صفات عظيمة وصفات جليلة وصفات ثابتة لله ثابتة لله تبارك وتعالى كبقية الصفات الثبوتية الواجب اثباتها لله واجراؤها على ظاهرها على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى وما اكثر ما يقع الخطأ في هذه الصفات ممن لم يحقق مذهب اهل السنة والجماعة ولذا تجد في بعض التفاسير وفي بعض شروح الحديث اذا ورد ذكر صفة من هذه الصفات تجد انهم يقولون ان هذه الصفة جاءت على سبيل المشاكلة وربما قالوا على سبيل المزاوجة وربما قالوا على سبيل المقابلة ومرادهم ان هذه الصفات لا تثبت لله عز وجل حقيقة انما ذكرت هكذا ذكرت مشاكلة تنبه الى ان المشاكلة فرع من علوم او من علم البديع احد علوم البلاغة وهو كما والمشاكلة كما ذكروا هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا او تقديرا ومنه ما يدعونه المشاكلة ان يذكر الشيء بلفظ ليس له لكونه صحبته تحقيق نوم مقدرا ومكر الله رووا لاحظ معي كيف انه مثل لقضية المشاكلة بماذا ومكر الله رووا فهذا عندهم على سبيل ماذا؟ المشاكلة والبلاغيون مختلفون اختلافا طويلا هل المشاكلة من قبيل الحقيقة؟ او من قبيل المجاز او هي وسط بين الامرين والكل متفق عندهم على انها لا تثبت حقيقة هؤلاء المتكلمون الذين يذكرون ان هذه الصفات من قبيل المشاكلة لا يثبتون هذه الصفة حقيقة لله تبارك وتعالى انما يقولون هذه مشاكلة كما يقول الشاعر مثلا قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقبيصا مشاكلة ولا يقصد حقيقة ان يطبخوا له ماذا؟ جبة وقميصه لكن ذكر هذا لانه ذكر قضية الطبخ. اذا هذا عندهم لا يثبت لله عز وجل حقيقة ولا شك ان هذا باطل ومن تحريف كلام الله عز وجل. بل هذه صفة تثبت لله عز وجل حقيقة. على ما يليق به جل وعلا كبقية الصفات ومن اولها فانه اول ما هو ثابت لله تبارك وتعالى فتنبه يا رعاك الله الى مثل هذا الامر فانه قد يقع. يعني بعض طلبة العلم ربما اذا قيل هذه الصفة مجاز يتنبه لكن اذا ذكر ان هذه الصفة مشاكلة فانه قد تمر عليه. ولا يتنبه ولا يعلم ان هذا من قبيل التأويل. فهم لا يثبتون ان الله عز وجل يخادع حقيقة وان الله عز وجل يكيد حقيقة على ما يليق به تبارك وتعالى. وعلى كل حال فالله عز وجل اعلم بنفسه ونبيه صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق به ولا يمكن البتة ان يضيف الله عز وجل الى نفسه او يضيف له نبيه صلى الله عليه وسلم صفة نقص بحال لا يمكن لا يمكن ان يتمدح الله عز وجل بان ينسب النقص الى نفسه هذا لا يفعله اكثر الناس بلاهة هذا لا يفعله اغبى الناس يذم نفسه ليمدحها هل يمكن ان يكون هذا من عاقل فكيف باحكم الحاكمين تبارك وتعالى اذا ما نسب الله عز وجل واظافها الله جل وعلا هذه الصفات الى نفسه الا وهي صفات كمال والله اعلم ما يليق به قل اانتم اعلم ام الله وليس عليك يا عبد الله الا ان تثبت ما اثبت الله لنفسه وان تقف عند حدود ما ورد وان تعتقد ان الكمال كله من جميع الوجوه ثابت له تبارك وتعالى وهذا القدر فيه الكفاية ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان