الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة الثانية باب الصفات اوسع من باب الاسماء الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذه قاعدة من قواعد الصفات عند اهل السنة والجماعة توضح العلاقة بين باب الصفات وباب الاسماء فان باب الصفات اوسع وباب الاسماء اضيق نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذلك لان كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الاسماء ولان من الصفات ما يتعلق بافعال الله تعالى وافعاله لا منتهى لها. كما ان اقواله لا منتهى لها نعم عندنا في هذا الباب ثلاثة مصطلحات مصطلح الاسماء ومصطلح الصفات ومصطلح الاخبار اما الاسماء فسبق الحديث المعنى الاسم وان المقصود بالاسم هنا هو العلم فالاسم كل ما اضيف الى الله تبارك وتعالى على صيغة الاسم وتضمن غاية الحسن وهذه الاسماء اعلام على الذات العلية وهي ايضا اوصاف لتضمن كل اسم بصفة من صفات الله عز وجل اما الصفات فانها بعوت الجلال والجمال المضافة الى الله سبحانه وتعالى وهذه اوسع من الاسماء اذ ان الاسماء تتضمن الصفات العكس ولان كل اسم كما مر معنا يصح ان يقال عن ما تضمنه من المعنى انه صفة لله تبارك وتعالى ولا يصح العكس فليس كل صفة يستفاد منها اسم لله عز وجل وذلك لانها هكذا وردت في النصوص ولان عمل السلف الصالح على هذا فلم يكن السلف رحمهم الله يستفيدون من كل صفة اسما لله جل وعلا فاذا وصف الله نفسه بانه يشاء وبانه يريد بانه استوى على العرش لم يكونوا يستفيدون من هذه الصفات اسماء فيقولون ان الله هو الشائي وان الله هو المريد وان الله هو المستوي فيعاملون هذه الكلمات معاملة الاسماء فيعبدون لها مثلا فيسمون عبد المستوي وعبد الشائي لم يكن السلف رحمهم الله على هذا اذا باب الصفات اوسع من باب الاسماء اما باب الاخبار فان ضابط الخبر عن الله عز وجل هو كل لفظ حسن او ليس بسيء اقتضت المصلحة اضافته الى الله جل وعلا ثمة كلمات يستعملها اهل العلم مضافة الى الله تبارك وتعالى لاقتضاء المصلحة ذلك كأن يقال مثلا الله سبحانه بائن عن خلقه الله سبحانه هو القائم بنفسه وامثال ذلك من هذه الكلمات التي تدخل في هذا الباب هذا استعمال حسن ولم يزل فعليه اهل السنة من السابقين واللاحقين الضابط الاهم هنا وان لا يستعمل في حقه جل وعلا اسمه سيئة وهذا الباب الغالب عليه الا يكون ما يدخل تحته ثابتا في النصوص وقد يكون بعض ما يدخل في الاخبار داخلا في النصوص كشيء فان الله عز وجل يخبر عنه بانه شيء مع ان هذه الكلمة قد جاءت في النصوص قل اي شيء اكبر شهادة قل لله فهذه اذا ثلاثة مصطلحات تتعلق بهذا الباب وهي الاسماء والصفات وثالثا باب الاخبار عن الله تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال الله تعالى ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم سبحان الله العظيم ما اعظم كلام الله عز وجل هذه البحار التي تملأ الدنيا لو كان معها مثلها ومثلها الى سبعة ابحر وكل شجرة على وجه الارض هي قلم يكتب وهذه البحار مداد وحبر يكتب به فان جميع هذه الاشجار وجميع هذه الاقلام تفنى والبحار هذه كلها تفنى وكلمات الله عز وجل لا تفنى فكلام الله عز وجل كلام كثير عظيم وتصور في ذهنك شيئا يقرب لك هذا المعنى العظيم فالله عز وجل هو الاول الذي ليس قبله شيء وكل زمان تقدره في نفسك مهما بلغ في البعد والاقدمية فان الله عز وجل كان فيه موجودا وما قبل ايظا وما قبل ايظا الى ما لا بداية وكل ذلك والله عز وجل يتكلم والله عز وجل يفعل والله عز وجل يحكم اذا تصورت هذا سهل عليك فهم ان كلما يتصور من اشجار على وجه الارض تنقلب اقلاما والبحار ومثلها ومثلها الى سبعة ابحر كل ذلك يفنى وكلام الله عز وجل لا يفنى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن امثلة ذلك ان من صفات الله تعالى المجيء والاتيان والاخذ والامساك والبطش الى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال تعالى وجاء ربك وقال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام وقال اخذهم الله بذنوبهم وقال ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. وقال ان بطش ربك لشديد وقال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها. فلا نقول ان من اسمائه الجائي والاتي اخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك. وان كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به. لان هكذا جاءت في النصوص جاءت صفات ولم تأتي اسماء وكذلك لم يستعملها السلف على هذا النحو نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الثالثة صفات الله تعالى تنقسم الى قسمين ثبوتية وسلبية صفات الله عز وجل تنقسم باعتبارات متعددة من تلك الاعتبارات انقسام الصفات بحسب تعلقها بذات الله عز وجل ومشيئته الى صفات ذاتية والى صفات فعلية وسيأتي الكلام عن ذلك ان شاء الله في قاعدة لاحقة كما انها تنقسم باعتبار الدليل عليها الى صفات خبرية والى صفات عقلية وتنقسم باعتبار الثبوت والنفي الى ما ذكر الشيخ رحمه الله تنقسم الى صفات ثبوتية والى صفات سلبية الصفات الثبوتية هي النعوت والصفات التي يوصف الله عز وجل بها صفات قائمة بالله تبارك وتعالى اما الصفات السلبية فانها الصفات التي تنفى عن الله عز وجل فيوصف الله سبحانه بانتفائها فيقال الله عز وجل ليس بكذا والله عز وجل ليس بكذا مما سيأتي ذكر امثلة له ان شاء الله و استعمال كلمة الصفات السلبية سائغ لا حرج فيه وان كان الغالب ان يستعمل هذا الاصطلاح المتكلمون المتكلمون لهم مراد بالصفات السلبية فالصفات السلبية هي عندهم خمسة اصناف قدم بقاء قائم متوحد ومخالف تمت صفات السلب وتحت كل نوع من هذه الصفات كلام اه بعضه حق وبعضه باطل المقصود ان اهل السنة والجماعة اذا استعملوا هذا المصطلح فانهم يريدون به الصفات المنفية وعلى كل حال الالفاظ المستعملة في هذا الباب ترجع الى آآ اربعة الفاظ الصفات المنفية والسلبية وكذلك التنزيه وكذلك التسبيح اذا عندنا نفي وسلب وتنزيه وتسبيح وكلها تدور على معنى واحد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالثبوتية ما اثبته الله تعالى لنفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة والعلم والقدرة والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا والوجه واليدين ونحو ذلك فيجب اثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل. هذه الصفات الثبوتية وهي كما علمنا فيما مضى صفاته كمال جميعها راجعة الى جنس الكمال وله سبحانه وتعالى من من كل صفة اقصى ما يكون من الاكملية كما مر معنا في الدرس الماضي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما السمع فمنه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا فالايمان بالله يتضمن الايمان بصفاته والايمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن الايمان بكل ما جاء فيه من صفات الله. وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن الايمان بكل ما اخبر به عن مرسله وهو الله عز وجل هذا حقيقة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذا يقتضي التصديق والاستيقاظ بكل ما اخبر الله عز وجل به وبكل ما اخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم ومن الاجماع المعلوم بالاضطرار بين المسلمين قاطبة ان من كذب الله عز وجل او كذب نبيه صلى الله عليه وسلم ولو في حرف واحد فانه كافر بالله سبحانه وتعالى اذا اذا اخبر الله عن نفسه او اخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عنه فان الواجب الذي لا خيار فيه ان يؤمن الانسان ويصدق ويسلم ويذعن فيعتقد ان الله عز وجل مقتصف بما جاء في النصوص ومن خالف في هذا فانه لا عذر له ولا ممدوحه بل قد فارق الاسلام ونقض شهادته بان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واما العقل فلان الله تعالى اخبر بها عن نفسه وهو اعلم بها من غيره واصدق واحسن حديثا من غيره. فوجب اثباتها له كما اخبر بها من غير تردد. فان التردد في الخبر انما يتأتى حين يكون الخبر صادرا ممن يجوز عليه الجهل او الكذب او العين بحيث لا يفصح بما يريد. وكل هذه العيوب الثلاثة في حق الله عز وجل فوجب قبول خبره على ما اخبر به لا شك ان ما اخبر الله عز وجل به العقل يضطر الى تصديقه وذلك ان الله سبحانه اعلم بنفسه وهو اصدق قيلا ومن اصدق من الله حديثا وهو سبحانه تكلم بكلام بالغ الغاية في البلاغة والفصاحة اذا لا عذر للانسان ان يتردد في القبول والايمان بما اخبر الله عز وجل به فان التردد في قبول الخبر قد يرجع الى ظني الجهل في المتكلم ارأيت لو ان انسانا مريضا و جاء شخص نجار او حداد فوضع يده عليه وتحسسه وقال هو مريض بكذا وكذا هل نقبل خبره ونسلم بكلامه لم لاننا نظن ماذا جهلة ان لم نقطع ببطلان قوله فلا اقل من ان نتردد في قبوله السبب الثاني نعم؟ كذب احتمال الكذب ارأيت لو انه عرف عن طبيب ما متخصص في الطب انه يكذب في حديثه وغير امين فاخبرنا بان هذا المريض بان هذا الشخص مريض بكذا وكذا هل يقع في نفسنا تردد في قبول خبره ام لا الجواب نعم يقع لان هذا الرجل لم يتصف بالصدق الذي يطمئن معه الى خبره الحالة الثالثة ان يكون هذا المتكلم فيه عي والعين هو العجز عن الافصاح جاءنا شخص يدعي انه طبيب فتكلم بكلام فهمنا بعضه وجهلنا بعظه ما استبنا كلامه تماما هل نتردد في قبول خبره ام لا الجواب نعم نتردد لانه لم يصف لم يفسر عن الحقيقة ولم يفصح عن عن كلامه ومراده فاصابنا التردد لكن في حق الله عز وجل هذه الامور ممتنعة فالله عز وجل له كمال العلم جل وعلا والله عز وجل اصدق حديثا والله عز وجل تكلم بكلام غاية بالفصاحة والبلاغة فلم يكن هناك مجال قط الى التردد بقبول ما اخبر الله سبحانه وتعالى به. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهكذا نقول فيما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى فان النبي صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بربه واصدقهم خبرا وانصحهم ارادة وافصحهم بيانا. فوجب قبول ما اخبر به على ما هو عليه كذلك الحال فيما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز بحال عقلا التردد في قبول ما اخبر به وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم اولا اعلم الخلق بربه قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية فهو اعلم الخلق بالله قطعا وهو صلى الله عليه وسلم اصدق الناس لسانا وهو ثالثا انصح الناس لهذه الامة لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ثم هو صلى الله عليه وسلم افصح من نطق بالضاد عنده من البلاغة وعنده من البيان ما يجعله يبين البيان التام الذي لا لبس فيه ولا غموض فاي مجال بعد هذا للتردد في قبول خبره صلى الله عليه وسلم ليس هناك مجال للبتة لهذا الامر اذا ثبت عقلا ان الواجب الاذعان لقبولي وتصديقي خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والصفات السلبية ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه سلم وكلها صفات نقص في حقه كالموت والنوم والجهل والنسيان والعجز والتعب فيجب نفيها عن الله تعالى لما سبق مع اثبات ظدها على الوجه الاكمل انتقل الكلام الان الى القسم الثاني من الصفات وهو الصفات السلبية والتي قلنا انها تسمى بالصفات المنفية هذه الصفات تنقسم بحسب ورودها في النصوص الى صفات منفية نفيا متصلا والى صفات منفية نفيا منفصلة فما مثل الشيخ به هو من النفي المتصل كالجهل والسنة والنوم والظلم والتعب وما الى ذلك واما النفي المنفصل فهو ما جاء في النصوص من نفي الولد والصاحبة والشريك والظهير والشفيعي بدون اذنه والولي من الذل الى غير ذلك مما جاء في النصوص فكلاهما داخل تحت مسمى او تحت اسم الصفات المنفية والصفات المنفية لمعرفتها طريقان اولا التنصيص على نفيها عن الله عز وجل لا يضل ربي ولا ينسى وما مسنا من لغوب لا تأخذه سنة ولا نوم الطريق الثانية ان ينص على الصفة الثبوتية فينفى عن الله عز وجل ضدها يتم التنصيص او يكون التنصيص على صفة ثبوتية فننفي ماذا ضدها لاننا قد علمنا ان اقضي الدين لا يجتمعان فثبوت احدهما يرفع الاخر وعليه فاذا قيل لنا مثلا ما الدليل على نفي صفة الجهل عن الله عز وجل؟ نقول ثبوته صفة العلم فلما ثبت لله عز وجل صفة العلم نفي عنه صفة الجهل و الصفات المنفية جاء الكتاب والسنة بنفيها عن الله عز وجل اجمالا وتفصيلا اما اجمالا دل على نفي عن الله تبارك وتعالى جملة من النصوص يمكن ان نعيدها الى ثلاثة اصناف اولا ادلة النفي العامة وذلك كقوله جل وعلا ليس كمثله شيء هل تعلم له سمية ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال آآ فلا تجعلوا لله اندادا هذه ادلة تدل على نفي مجمل ثانيا اسماء الله عز وجل التي تدل معانيها على نفي ما لا يليق بالله تبارك وتعالى وذلك اسم الله عز وجل السلام واسمه المتكبر واسمه القدوس واسمه السبوح واسمه الواحد واسمه الاحد فهذه الاسماء دلت معانيها على نفي على نفي مجمل لما لا يليق بالله عز وجل عنه ولاحظ ان الاسماء الاربعة الاولى فيها النفي المتصل والاسمان الاخران اه او الاخيرين واما الاسمان الاخير ان فان فيهما النفي المنفصل الله عز وجل هو السلام الذي سلم من كل نقص وعيب وهو سبحانه القدوس والسبوح يعني المتنزه سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به وهو كذلك اه المتكبر الذي تكبر عن كل عيب ونقص وعجز وهو كذلك الواحد وهو كذلك الاحد الذي يتنافى مع احديته تبارك وتعالى اتخاذ الولد واتخاذ الصاحبة واتخاذ الشريك وما الى ذلك اما الصنف الثالث فالادلة التي دلت على تسبيح الله تبارك وتعالى وهي كثيرة يصعب حصرها كل دليل جاء فيه تسبيح الله عز وجل في الكتاب او السنة فهو دليل على ماذا على نفي مجمل نفي مجمل لكل ما لا يليق بالله تبارك وتعالى. لان حقيقة التسبيح هو التنزيه اذا تنبه الى هذه الضوابط المهمة المتعلقة الصفات المنفية عن الله تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيجب نفيها عن الله تعالى اعد قبلها قال رحمه الله والصفات السلبية ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وكلها صفات نقص في حقه. كالموت والنوم والجهل والعجز والتعب فيجب نفيها عن الله تعالى لما سبق مع اثبات ردها على الوجه الاكمل وذلك لان ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده لا لمجرد نفيه لان النفي ليس بكمال الا ان يتضمن ما يدل على الكمال وذلك لان النفي عدم والعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون كمالا ولان النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له فلا يكون كمال كما لو قلت الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصا. كما في قول الشاعر قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل هذا ضابط مهم من ضوابط الصفات المنفية التي وردت في الكتاب والسنة وهي ان اهل السنة والجماعة يعتقدون انها منفية عن الله تبارك وتعالى مع ثبوت كمال الضد تنبه يا رعاك الله الى ان صفات الله عز وجل لابد ان يجتمع فيها اثبات ونفي الصفات الصفات الثبوتية لابد ان يصحبها نفي والصفات المنفية لا بد ان يصحبها اثبات فاما نفي بلا اثبات فليس بتوحيد واما اثبات بلا نفي فليس بتوحيد والتوحيد اجتماع الاثبات والنفي ولذا كان احب الكلام الى الله عز وجل سبحان الله والحمد لله سبحان الله فيها ماذا النفي والحمد لله فيها الاثبات فالاثبات بكل الصفات الثبوتية لله جل وعلا لابد ان يصحبه نفي فينفى عن الله عز وجل بهذه الصفات الثابتة له كل مشابهة للمخلوق والصفات المنفية فانه لا بد ان يصحبها اثبات الا وهو اثبات كمال الضد ولذا جمع الله عز وجل بين الامرين في اعظم اية في باب الصفات ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقلت انها اعظم اية لان جل كلام اهل السنة في باب الصفات يرجع الى هذه الاية لو احسن المتأمل تأمل هذه الاية لوجد ان كلام اهل السنة والجماعة يدور غالبا على هذه الاية وانت تلحظ انها قد جمعت بين النفي والاثبات النفي في قوله جل وعلا ليس كمثله شيء والاثبات في قوله وهو السميع البصير اذا نعتقد ان النفي في الصفات مجملا كان او مفصلا فانما جيء به لا لمجرد النفي ولكن لاثبات كمال الضد فالنفي المجمل كقوله سبحانه ليس كمثله شيء جيء به لاثبات الكمال المطلق اذا النفي المجمل يستفاد منه ماذا الكمال المطلق واما النفي المفصل فكل صفة منفية جاءت في النصوص فانما جيء بها منفية لاثبات كمال ضدها لله تبارك وتعالى وسيأتي التمثيل على ذلك في كلام المؤلف رحمه الله وجه ذلك اولا ان النفي من حيث هو عدم النفي لو لم يتضمن معنى ثبوتيا هو عدم والعدم لا شيء ولا فائدة من ان تخبر بلا شيء فضلا عن ان يكون هذا كمالا ومدحا والله عز وجل انما يوصف بالكمال وانما يوصف بما يقتضي الحمد له جل وعلا فانه سبحانه يحب المدح ولا احد احب اليه المدح منه جل وعلا ولذلك اثنى على نفسه كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اذا اذا جاء نفي آآ السنة والنوم عن الله تبارك وتعالى فذلك لكمال قيوميته جل وعلا اذا نفي عن الله سبحانه التعب. وما مسنا من لغوب فذلك لكمال قدرته وقوته سبحانه وتعالى تعالى وهكذا في كل الصفات المنفية يجب ان تتنفل ان تتنبه الى ان النفي ليس هو المقصود ليس هو المقصود لذاته انما هو مقصود لغيره كل نفي جاء في النصوص فيما يتعلق بالصفات فانه مقصود لغيره وليس مقصودا لذاته. مقصود لغيره يعني ها يراد اثبات كمال الضد الامر الثاني ان النفي من حيث هو قد يكون لعدم قابلية المحل وهذا لا مدح فيه قد ينفى او قد تنفى صفة من الصفات عن شيء ما ولا يكون في هذا النفي مدح ونحن قد علمنا ان الله عز وجل انما يضاف اليه ما يقتضي حمده ومدحه ولذا ذكر الشيخ رحمه الله ان وصفة الجدار بانه لا يظلم ليس مدحا له وذلك لان الجدار غير قابل اصلا لان يظلم ولذا استدل عبدالعزيز الكيناني رحمه الله في الحيدة على بشر بهذا المعنى حيث قال ان النفي عفوا قال ان نفي السوء لا تثبت به المدحة قال بشر وما ذلك قال ان قولي ان هذه الاسطوانة لا تجهل ليس مدحا لها يعني ليس فيه اثبات ماذا العلم لها لم لانها اصلا غير قابلة لا للعلم وليست قابلة للعلم وبالتالي فنفي الجهل عنها لا مدح فيه والله عز وجل انما يضاف اليه من الصفات ما يقتضي المدح والثناء العظيم الامر الثالث ان النفي قد يكون للعجز ينفى الشيء او تنفى الصفة عن الشيء للعجز عن الاتصاف به وهذا لا يعتبر مدحا عند العقلاء ارأيت لو ان شخصا ضعيفا اعتدى عليه شخص قوي فقال له اذهب انا سامحتك لن انتقم لنفسي هل يعتبر هذا مدحا في حقه لا يعتبر لم لانه عاجز عن الانتقام اصلا العفو عند العقلاء ممدوح متى عند المقدرة فالعفو عند المقدرة ممدوح واما عند عدم المقدرة فانه مذموم لانه دليل على العجز اذا اذا كان الامر كذلك فانه يتجلى لنا ان النفي من حيث هو ليس مقصودا في صفات الله تبارك وتعالى انما المقصود ما يدل عليه هذا النفي من الامور الثبوتية وهو اثبات كمال ضد هذه الصفات المنفية عن الله تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كما في قول الشاعر قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل. لاحظ معي هل الشاعر هنا والشاعر هو قيس ابن عمرو الحارثي والملقب بالنجاشي يتكلم عن قبيلة قبيلة بني العجلان يقول قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل هل هو الان مدحهم هل هو الان اه مدحهم بانهم اناس منصفون واناس متصفون بالعدل لا بدليل انه قال في حقهم ماذا قبيل صغره وهذا التصغير يقتضي التحقير ولذلك قال عقيب ذلك ولا يريدون الماء الا عشية اذا اذا صدر الوراد عن كل من هلي اذا صدر الوراد عن كل من هل لا يستطيعون ان يأتوا في الصباح الباكر في على الماء حيث صفوة الماء انما يأتون مات عشيا اذا اذا انصرف الناس فانهم يأتون ويأخذون الماء الباقي الذي هو ماء متكدر اذا هذا دليل على انهم ماذا على انهم قوم ضعفاء. اذا لما قال لا يظلمون الناس لم يكن في هذا مدحا في حقهم لان النفي ها هنا كان بسبب العجز نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقولي الاخر لكن قومي وان كانوا ذوي حسب ليسوا من الشر في شيء وانهانا نعم هذا شاعر اخر من بني العنبر من تميم اه لقيط ابن انيف العنبري التميمي يذم قومه ويمدح قبيلة اخرى نصرته هذا الرجل اه اعتدى عليه قوم من ذهل من شيبان فاخذوا منه ثلاثين ناقة فاستنجد بقومه فما نصروه استنجد بمازن فنصروه فغاروا فغاروا على ذهل واستاقوا منهم مئة من الابل واعطوها لهذا الرجل فقال فيهم هذه القصيدة الذائعة لو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو اللقيطة من ذهل ابن هذا الشاعر هل اراد مدح قومه او اراد ذمهم لكن قومي وان كانوا ذوي حسب وفي رواية لهذا البيت في كتب الادب ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وانهانا ليسوا من الشر لكمال الخيرية فيهم وكمال العدل فيهم او لعجزهم لعجزهم اذا اراد ذمهم لا مدحهم. وهذا هو الصحيح في توجيه البيت بدليل مطلع القصيدة بخلاف قول طائفة من الادباء ان هذا كان منه مدحا لقومهم مدحا لقومه الصواب انه كان ذاما لهم بدليل مطلع القصيدة وبدليل قصتها ايضا الخلاصة ان النفي قد يكون بسبب العجز وبالتالي فانه لا يكون مدحا والله عز وجل انما يضاف اليه ما يقتضي المدح. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله مثال ذلك قوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت فنفي الموت عنه يتضمن كما حياته مثال اخر قوله تعالى ولا يظلم ربك احدا فنفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله مثال ثالث قوله تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض. فنفي العجز عنه يتضمن كما على علمه وقدرته ولهذا قال بعده انه كان عليما قديرا لان العجز سببه اما الجهل اما الجهل باسباب ايجاد واما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله تعالى وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السماوات ولا في الارض وبهذا المثال علمنا ان الصفة السلبية قد تتظمن اكثر من كمال هذه الاية الاخيرة فيها برهان ساطع على هذه القاعدة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض السبب انظر الى ما عقب به جل وعلا قال انه كان عليما قديرة فلكمال علمه وقدرته تبارك وتعالى انتفى عنه العجز فدل هذا على ان النفي لم يكن مرادا لذاته وانما اريد لغيره وهكذا في بقية النصوص. تأمل مثلا قوله جل وعلا لا تأخذه سنة ولا نوم ثم عقب بيان الغاية من هذا النفي قال ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم لعلوه وعظمته تبارك وتعالى فانه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم. نبه اخيرا الشيخ رحمه الله الى ان الصفة المنفية قد تثبت بها صفتان كما في نفي العجز عن الله عز وجل فان هذا يقتضي اثبات كما لا ماذا اثبات كمال العلم واثبات كمال القدرة نكتفي بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان