الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة الرابعة الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال فكلما كثرت وتنوعت دلالاتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو اكثر ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي اخبر الله بها عن نفسه اكثر بكثير من الصفات السلبية كما هو معلوم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذه القاعدة الرابعة موضوعها متصل بالقاعدة الثالثة وهي راجعة الى اصل مهم وقاعدة مقررة عند اهل السنة والجماعة وهي ان الرسل عليهم الصلاة والسلام قد جاءوا بالاخبار عن الله عز وجل باثبات مفصل ونفي مجمل وهذا هو الذي يظهر به كمال الله سبحانه وتعالى ووجه ذلك ان التفصيل في الاثبات ادل على الكمال وابلغ في المدح والثناء واما الاجمال في النفي فانه ادل على التنزيه وابلغوا في دفع النقص واجمل في الادب ولذا كانت الكتب الالهية واعظمها حظا في هذا القرآن الكريم قد اشتملت كما ذكرت لك على هذا الاصل الاصيل وهو وصف الله عز وجل بصفات ثبوتية مفصلة و بنفي مجمل هذه الطريق الحميدة التي سار عليها الرسل واتباعهم قد خالفها من خالفها من علماء الكلام فانهم قد جعلوا الاصل في وصف الله عز وجل وفي معرفته السلب والنفي جعلوا السلب والنفي الاصل في وصف الله عز وجل وفي معرفته ومما لا شك فيه ان النفي المحض لا مدح فيه ولا ثناء فضلا عن ان يكون متضمنا للكمال فان المدح بلا شيء كلام مدح فكيف يكون هذا متضمنا لكمال الله تبارك وتعالى الذي يعظم ويجل ويقصد تبارك وتعالى ويحب لاجل اتصافه سبحانه وتعالى به ولذا هؤلاء ما عرفوا الله عز وجل من الوجه الذي عرفه به الرسل عليهم الصلاة والسلام وعرفوا الخلق به ولذا ضعف تعظيمهم لله عز وجل وظعف اجلالهم لله عز وجل وضعف اقبالهم على الله عز وجل اذا صفات الله عز وجل سواء اكانت مثبتة او منفية فانه يتعين وهذا امر قطعي لا اشتباه فيه بوجه من الوجوه يتعين ان تكون متظمنة لغاية الكمال وها هنا اراد الشيخ رحمه الله ان ينبه على هذا الاصل المهم وهو ان الصفات الثبوتية كلما تنوعت فانه يظهر من كمال الله عز وجل ما هو اعظم ولاحظ انه استعمل كلمة يظهر ولم يقل حصل او يحصل لان كمال الله عز وجل ثابت له سواء علمنا هذه الصفات او لم نعلمها واما الصفات السلبية فالاصل فيها ان تكون منفية وقد علمنا ان الاجمال في النفي كما سمعت قبل قليل هو الابلغ في التنزيه وهو الاكمل في دفع النقص وهو الاجمل في الادب وهذا مما يعلم بالبداهة ارأيت لو ان انسانا جاء الى ملك من الملوك فودحه فمدحوا فمدحه بنفي مفصل فقال له انت لست بقذر ولست بحقير ولست بكذاب ولست بدجال ولست بكساح ولست بكذا ولست بكذا اكان الذي ذكره مدح او هو الى الذم اقرب لا شك انه الى الذم اقرب وهو الى استحقاق العقوبة اقرب لكنه لو فصل في الصفات الثبوتية له فقال له انت كريم وانت حليم وانت تراعي رعيتك وانت تعدل بينهم لكان هذا في حقه ماذا مدحا كذلك لو انه اجمل في النفي فقال انت لست كاحد من رعيتك فان مثل هذا الاسلوب فيه اثبات اه مدح مطلق لهذا الممدوح بحسب بحسب حاله اذا هذا هو الاصل وهذا هو المتقرر عند اهل السنة والجماعة والمخالفون فيه مخالفون لطريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام ولد الذي يقرأ في كتبهم يجد انهم لا يصفون الله عز وجل الا بالسلوب في اسلوب غاية في القبح وسوء الادب في حق الله تبارك وتعالى ربما تقرأ صفحة او صفحتين كلها مليئة بان الله ليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا مما تنفر منه الطباع السليمة اين هذا من اسلوب القرآن ومن طريقة القرآن هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى لاحظ كيف ان النفس المؤمنة تنشرح بسماع هذه الصفات التفصيلية الثابتة لله تبارك وتعالى لانها تتضمن من انواع المدح والثناء ما تجعل القلوب تنصاع ما يجعل القلوب تنصاع وتذعن لمحبته والاقبال عليه وقصده وحده ومحبته وخوفه والتوكل عليه ويتفرع عن هذه القاعدة ان النفي المفصل قد جاء في النصوص استثناء من القاعدة الماضية لاقتضاء الحكمة ذلك اذا يمكن ان تقيد القاعدة السابقة بان الاصل في وصف الله تبارك وتعالى هو التفصيل في الاثبات والاجمال في النفي الا اذا اقتضت الحكمة التفصيل في النفي وهذا قد جاء في القرآن في نصوص كثيرة وقد مرت بك آآ ايات منها في الدرس الماظي فالله عز وجل قد نفى عن نفسه السنة والنوم وقال ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم لا يؤوده لا يثقله جل وعلا ونفى عن نفسه جل وعلا العبث واللعب ونفى عن نفسه الصاحبة والولد ونفى عن نفسه الظلم جل وعلا في صفات سلبية واردة في الكتاب وفي السنة وسيأتي في كلام المؤلف رحمه الله بيان الحكم التي تلتمس في سبب ورود هذه الصفات المنفية ولا يخفى عليك ما تقرر في في الدرس الماضي من ان ثبوت الصفات المنفية في حق الله عز وجل اجمالا او تفصيلا فانه مقصود لغيره لا لذاته لانه يتضمن اثبات كمال الضد فالنفي المجمل يتضمن اثبات الكمال المطلق والنفي المفصل في كل صفة منفية يتضمن اثبات كمال ضدها لله جل وعلا ولذا لما قال سبحانه ولا يؤوده حفظهما عقب على هذا بقوله وهو العلي العظيم فلانه العلي ولانه العظيم لم يكن حفظ السماوات والارض مثقلا على الله عز وجل نعم اعد احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي اخبر الله بها عن نفسه اكثر. اعد اول قال رحمه الله القاعدة الرابعة الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال فكلما كثرت وتنوعت دلالاتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو اكثر ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي اخبر الله بها عن نفسه اكثر بكثير من الصفات السلبية كما هو معلوم نعم الصفات الثبوتية لله جل وعلا اكثر بكثير من الصفات المنفية وهذا ظاهر لمن تأمل في النصوص بل وزد على هذا ان الصفات المنفية اجمالا اكثر من الصفات المنفية تفصيلا ولذا لو تأملت في نصوص التسبيح وحدها لوجدت انها اكثر بكثير فنصوص التسبيح التي جاءت في الكتاب والسنة اكثر بكثير من الصفات المنفية تفصيلا من جملة ذلك ايضا كما قد علمت ايات التنزيه العامة ومنها ايضا اسماء الله عز وجل التي تدل معانيها على تنزيه ما لا يليق بالله عز وجل مثل ماذا فالسلام القدوس نعم الواحد والاحد ها السبوح المتكبر هذه الاسماء تدل على تدل معانيها على نفي ما لا يليق بالله عز وجل سواء كان هذا النفي نفيا لمتصل او نفيا لمنفصل على التفصيل التي قد علمت في الدرس الماضي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما الصفات السلبية فلم تذكر غالبا الا في الاحوال التالية الاولى بيان عموم كماله كما في قوله تعالى ليس كمثله شيء. وقوله ولم يكن له كفوا احد. ما هو هذا الذي جاء في هذا النوع نعم هو النفي المجمل هذا النوع الذي جاء في سياق بيان ما ينفى عن الله عز وجل اولا النفي المجمل وقد علمت انواع ادلته قبل قليل فانه يدل على كمال ضده القاعدة النفي المجمل يتضمن الكمال المطلق النفي المجمل يتضمن الكمال المطلق من اشهر تلك الادلة الاية الاولى التي ذكرها رحمه الله وهي اية الشورى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الاية من اعظم الايات في تقرير الاصول والقواعد التي انبنى عليها منهج اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات فان فيها كما ترى بيان المنهج الذي قام عليه معتقد اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات الا وهو الاثبات بلا تنزيه الا وهو الاثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل اما الاثبات ففي قوله جل وعلا وهو السميع البصير واما التنزيه ففي قوله ليس كمثله شيء فقاعدة اهل السنة انهم يثبتون ما جاء في النصوص من صفات الله تبارك وتعالى ولكنهم لا يبالغون في الاثبات حتى يصلوا الى مرحلة التمثيل فهذا يدفعه قوله جل وعلا ليس كمثله شيء كما انه ينزهون الله عز وجل عما لا يليق به والتنزيه في حقه راجع الى دفع كل نقص عنه والى نفي كل مشارك له في كماله لكنهم لا يبالغون في هذا التنزيه حتى يصلوا الى درجة التعطيل فهذا يدفعه قوله وهو السميع البصير كما ان هذه الاية دلت على ان الايمان بالله عز وجل لابد من ان يجتمع فيه نفي واثبات فالاثبات بلا نفي لا يتحقق به الايمان والنفي بلا اثبات لا يتحقق به الايمان انما يتحقق الايمان في اجتماع الامرين باجتماع النفي والاثبات باجتماع التفريدي التجريد والتفريد فبهما يكون التوحيد باجتماع التخلية والتحلية كما ان هذه الاية العظيمة قد دلت على قاعدة مهمة عند اهل السنة والجماعة الا وهي قاعدة الجمع بين القدر المشترك والقدر المميز اما القدر المشترك فدل عليه قول الله جل وعلا وهو السميع البصير ولعل من حكمة ايراد هذين الاسمين على وجه الخصوص دون غيرهما ان ما تضمنه هذان الاسمان وهو وهما السمع والبصر صفتان واقعتان في كل حي بخلاف غيرهما من الصفات التي اتصف الله عز وجل بهما كالعلو والقوة وما الى ذلك فلما كان السمع والبصر وهما من الصفات التي لا يكاد حي من الاحياء ان يخلو منهما دل هذا على ان الله عز وجل متصف بصفات حقيقية وان الاشتراك في اصل الصفة بين الخالق والمخلوق ليس هو التشبيه الممتنع فالله سميع بصير والمخلوق سميع بصير الله قال عن نفسه وهو السميع البصير وقال عن المخلوق فجعلناه سميعا بصيرا ومع ذلك فليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير اذا اهل السنة يثبتون القدر المشترك فان به اثبات الصفة ومع ذلك يضمون اليه اثبات القدر المميز فما لله عز وجل من الصفات لا يوجد البتة اشتراك فيه مع المخلوق هنا قدر فارق لما اضيفت الصفة الى الله عز وجل واضيفت الصفة الى المخلوق ما اصبح هناك اشتراك وهذه قاعدة مهمة سيأتي الحديث عنها في محلها ان شاء الله. لكن يكفي في بيان في بيان معناها ملخصا ان تتأمل قول الله جل وعلا وتوكل على الحي الذي لا يموت الحي يدل على ثبوت قدر مشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق وهي ماذا وهي ثبوت الحياة من حيث اصل الصفة. من حيث اصل المعنى الذي دل عليه اللغة. فالله حي والمخلوق حي ولكن تأمل ما ضم الى هذا القدر وهو الذي يدل على القدر الفارق المميز الحي الذي لا يموت فالله عز وجل حياته ليست كحياة المخلوق فالله عز وجل له حياة خاصة به لا يشركه الخالق فيها. لا يشركه المخلوق فيها. حياة الله عز وجل لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء ولا يطرأ عليها خلل بخلاف حياة المخلوق المقصود ان هذه الاية قد ضمت من الفوائد واللطائف والقواعد المهمة في باب الصفات ما يصعب حصره في هذا المقام قال الله جل وعلا ليس كمثله شيء لاهل العلم كلام طويل في توجيه الكاف في قوله سبحانه كمثله واشهر الاقوال التي قيلت ما يأتي اولا ان الكاف حرف مؤكد ولا يقال انه حرف زائد لان الحرف الزائد هو الحرف المهمل الذي لا قيمة له نعم هو حرف زائد اعرابا اما من جهة المعنى فان له فائدة كبيرة والقرآن ليس فيه شيء حشو وشيء زائد بل العرب لا تتكلم بكلام اه حشو لا فائدة فيه. فانهم اهل الاختصار والاقتصار على المقصود اذا الكاف ها هنا حرف مؤكد قال ابن هشام رحمه الله في مغن لبيب عن هذه الكاف في قوله ليس كمثله شيء قال حرف مؤكد يقوم مقام اعادة الجملة ثانيا قاله ابن جني اذا هذه الكاف قامت مقام ماذا اعادة الجملة وتكريرها واعادة الجملة وتكريرها يدل على ماذا يدل على التأكيد اذا هناك فائدة مهمة من وجود هذه الكاف الوجه الثاني ان الكاف هنا عفوا ان مثل هنا بمعنى الذات ليس كذاته شيء ليس كهو شيء سبحانه وتعالى وفي هذا يقول ابن قتيبة رحمه الله ان العربة تقيم المثل مقاما النفس ولهذا يقولون انت يعني اذا اراد شخص ان يمدح اخر يقول له ليس مثلك ببخيل ليس مثلك ببخيل هذا ابلغ مما لو قال لست ببخيل لماذا قالوا وجود مثل هنا المقصود ليس مثلك بخيل يعني انت لست ببخيل. لكن هذا الاسلوب امثل كأنه قال انه لا لا يتصور وجود البخل فيك فصار استعماله مثل هنا فيه نكتة لطيفة بلاغية و على هذا حمل طائفة من اهل العلم قول الله جل وعلا وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله وهو القرآن الوجه الثالث ان مثل بمعنى الصفة يعني مثل بمعنى مثل والمثل بمعنى الوصف والصفة مثل الجنة التي وعد المتقون وعليه فيكون معنى الاية ليس كصفته شيء الوجه الرابع ان الكاف على بابها تفيد التشبيه وعليه فالمعنى ليس كمثلي مثله شيء والقائلون بهذا التوجيه قالوا ان في هذا استبعاد ثبوت المثل لله عز وجل فانه اذا فرض وجود مثل اذا فرض وجود مثل لله فلا يمكن من وجود مثل للمثل فلأن يكون عدم وجود مثل لله عز وجل اولى ولكن لا يخفاك ما في هذا الوجه من التكلف ومن ايهام امكاني ثبوت المثل لله تبارك وتعالى والاقوال في قوتها على الترتيب الذي ذكرت لك والله عز وجل اعلم ثم عطف المؤلف رحمه الله ب اية ثانية وهي جزء من سورة الاخلاص ولم يكن له كفوا احد كفوا انفرد بها حفص عن عاصم وقرأ كفأ وقرأ وهو وهي قراءة الجمهور كفؤا وكلها بمعنى واحد فالشاهد ان هذه الاية او ان هذا الايراد من الشيخ رحمه الله لهذه القطعة من السورة لاجل اثبات ماذا اتصاف الله عز وجل بنفي مجمل. والنفي المجمل ماذا يدل على الكمال المطلق وهذا النفي المجمل جاء في قوله سبحانه ولم يكن له كفوا احد والكفء والكفؤ هو النظير والمكافئ فلان كفؤ فلان او كفؤ فلان يعني مكافئ له ومماثل ومناظر والله عز وجل ليس لم يكن له كفوا احد واحد هنا نكرة في سياق النفي فتعم ولاحظ ايضا ان هذه السورة قد اشتملت على النفي المجمل في موضع اخر ايضا اين هو نعم في قوله الاحد قل هو الله احد فالاحد كما علمت قبل قليل اسم يدل معناه على ماذا على نفي مجمل تدل على نفي مجمل والاحد دال على صفة الاحادية لله عز وجل لم يرد اسما لله عز وجل الا في هذا الموضع من سورة الاخلاص ونص اهل العلم على انه لا ينعت به احد في مقام الاثبات الا الله عز وجل لانه المتفرد بالاحدية ومعنى الاحدية في صفاته جل وعلا انه الواحد في ذاته فلا نظير له والواحد في صفاته فلا مثيل له والواحد في عبادته فلا شريك له اذا هذه الاية عفوا هذه السورة دلت على اثبات الكمال على اثبات النفي المجمل في موضعين في قوله ولم يكن له كفوا وفي قوله قل هو الله احد وبالتالي فانها تكون قد دلت على ماذا على الكمال المطلق لله عز وجل وهذه السورة هي ايضا سورة عظيمة وهي حقا جديرة بان تكون ثلث القرآن لعظيم ما اشتملت عليه من المعاني فان فيها تقرير نوعي التوحيد العلمي والعملي بعض الناس يقول انها تدل على التوحيد العلمي على توحيد المعرفة والاثبات فحسب ليس الامر كذلك فهي دالة على نوعي التوحيد توحيد المعرفة والاثبات او التوحيد العلمي وهذا ظاهر من اولها الى اخرها هي وصف ونعت لله عز وجل وهي ايضا دالة على ثبوت التوحيد العملي لله عز وجل وذلك من وجوه اولا في قوله سبحانه قل هو الله احد وقد علمت ان من معنى احديته جل وعلا انه الواحد في عبادته فلا شريك له اذا هي دالة على ماذا على تحقيق التوحيد العملي توحيد الالوهية توحيد العبادة وثانيا في قوله جل وعلا الله الصمد فالصمد هو الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها تصمد يعني تميل وترجع فالله جل وعلا هو الذي يجب ان يكون مقصودا ومرجوعا اليه هو الذي يجب ان يكون مسئول السائلين وغياث المستغيثين ولذا فان الذين يلجأون الى غيره ويدعون سواه ويقصدون امواتا في قبورهم او احياء بعيدين او احياء قريبين فيما لا يقدر عليه الا الله ما امنوا بان الله هو الصمد لو امنوا بان الله هو الصمد نتوجه اليه ولقصدوه بالدعاء والسؤال وجه ثالث لقوله سبحانه لم يلد ولم يولد نفى الله عز وجل عن نفسه ان يكون مولودا لوالد او ان يكون له ولد اما كونه مولودا لوالد فهذا ما اشترى عليه احد من البشر اطلاقا ولا يعرف في مقالات الناس ادعاء ان الله ولد لوالد لكن ايراد هذا المعنى يدل على نفي ان يكون لله الولد من باب اللزوم فاذا كان الله عز وجل لا والد له فيلزم من هذا ان لا يكون له ولد اما الولد فقد اجترأ كثير من الناس على الله عز وجل فنسبوا اليه اعظم فرية وهي نسبة الولد اليه جل وعلا فاليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالوا عيسى ابن الله والعرب في الجاهلية قالوا الملائكة بنات الله ولا شك ان هذا من اعظم الجرائم ومن اثرى الفرق وخرقوا له بنين وبنات بغير علم افتراء عظيم على الله سبحانه وتعالى المقصود ان هذه الاية فيها نفي عبودية من نسب الى انه ابن لله فعيسى مثلا لماذا يعبده النصارى ويتوجهون اليه لانه في زعمهم ابن لله فاذا نفي هذا الزعم بطلة الوهية عيسى واذا ثبت انه مخلوق وجب ان يكون معبودا لخالقه لا ان وجب ان يكون عابدا لخالقه لا ان يكون معبودا. اذا هذا موضع ثالث باثبات التوحيد العملي في هذه السورة الموضع الرابع في قوله ولم يكن له كفوا احد فان هذه الاية كما قد علمت دليل على ثبوت الكمال المطلق لله عز وجل ولا يخفاك ان ثبوت الكمال لله عز وجل يلزم منه ثبوت العبادة فان العبادة عند كل عاقل سليم الفطرة لا تكون الا للكامل من كل وجه فاذا ثبت ان الله عز وجل له الكمال المطلق من جميع الوجوه اذا يلزم من هذا ان يكون هو المعبود تبارك وتعالى اذا تأمل يا رعاك الله كيف تظمنت هذه السورة اثبات عبودية الله عز وجل اثبات توحيده في الالوهية من هذه الوجوه الاربعة وعودا على مد وعودا على بدء فهذه السورة دليل كما قد علمت على ان الله عز وجل له الكمال المطلق ودليل على ان الايمان بالله لابد ان يجتمع فيه النفي والاثبات فاما النفي ففي قوله احد واما الاثبات ففي قوله الصمد وباجتماعهما يتحقق الايمان بالله تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون كما في قوله ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا نعم هذا تأمل وتلمس لحكمة او في سبب ارادي النفي تفصيلا في صفات الله عز وجل فالحكمة الاولى تتعلق بايراد النفي المجمل والحكمة الثانية والثالثة عند الشيخ تتعلق بالنفي المفصل يقول الشيخ ان من الحكم في ايراد النفي المفصل هو دفع ورد متعاه مدعاه الكاذبون المبطلون في حق الله عز وجل لما افترى من افترى على الله عز وجل الولد اقتضت الحكمة دفع هذه الفريا واقتضت الرد على هؤلاء الكاذبين فقال ما اتخذ الله من ولد وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا وهكذا في نظائر شتى فالحكمة تقتضي انه اذا تكلم المبطلون في جناب الربوبية وجناب الالوهية فانه اه من الحكمة دفع افكهم وكذبهم على الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالثة دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الامر المعين بالصفة المعينة نعم كما في قوله وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين. وقوله لا يظن ان الله جل وعلا خلق السماوات والارض بغير حكمة بالغة بل لمجرد العبث واللعب ربما يخطر على الخواطر شيء من هذا فيكون نقصا في كمال الله سبحانه فدفع الله عز وجل هذا ورده بان بين ان لله عز وجل في خلق السماوات والارض له حكمة عظيمة سبحانه وتعالى ولم تكن لمجرد لم تكن لعبا او عبثا. تعالى الله عن ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. من لغوب يعني من تعب وهذا الاستدلال اقرب الى الحكمة الثانية فيما يظهر والله اعلم لان فيه دفع افكن افتراه المفترون على الله عز وجل فان اليهود عليهم من الله ما يستحقون زعموا ان الله ابتدع خلق السماوات والارض يوم الاحد وفرغ يوم الجمعة واستراح لتعبه يوم السبت تعالى الله عن ذلك فجاء الرد في كتاب الله عز وجل وما مسنا من لغوب يعني من تعب فيحتمل دفع توهم النقص في صفة الله عز وجل ويحتمل وهو اقرب الحكمة الثانية وهي دفع افك المفترين على الله عز وجل ولا مانع من ان يكون الامران آآ ان يكون الامران مقصودين والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم طيب يمكن ان يضاف الى ما ذكر الشيخ ايضا حكمة يضاف للنفي المفصل حكمة ثالثا وهي تهديد الكافرين كما في قول الله عز وجل وما الله بغافل عما تعملون لاحظ كيف تضمن هذا النفي في قوله وما الله بغافل تضمن تهديد هؤلاء الكافرين الجاحدين ويمكن ان تضيف ايضا حكمة رابعة وهي ان يتضمن النفي بيانا وتكميلا لمعنى صفة ثبوتية يتضمن النفي تكميلا لمعنى صفة ثبوتية ومن امثلة هذا قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء لاحظ ان النفي الذي جاء في هذا الحديث انما سيق لاجل ماذا ها بيان المعنى او تكميل المعنى الاول ها الذي ليس قبله شيء سبحانه وتعالى وهكذا في بقية الصفات الواردة في الحديث لعل هذا القدر فيه الكفاية والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان