الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة الخامسة الصفات الثبوتية تنقسم الى قسمين ذاتية وفعلية الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فيذكر الشيخ رحمه الله في هذه القاعدة ما يتعلق بانقسام الصفات الثبوتية لله جل وعلا وقد علمت فيما مضى ان الصفات تنقسم الى ثبوتية والى سلبية ومضى الحديث عن الصفات السلبية وجاء وقت الحديث عن اقسام الصفات الثبوتية لله جل وعلا ذكر الشيخ رحمه الله ان الصفات الثبوتية تنقسم الى صفات ذاتية والى صفات فعلية وهذا باعتبار تعلق الصفة بالذات او المشيئة فهي منقسمة الى هذين القسمين واهل السنة لا يجدون في نفوسهم ادنى حرج من اثبات الصفات جميعا لله جل وعلا فسواء اكانت هذه الصفة ذاتية او فعلية فانهم يعتقدون ثبوتها لله جل وعلا لكن فائدة التقسيم تظهر من جهتين اولا من جهة فهم الصفات فان معرفة هذا التقسيم وهذه الاقسام يزيد الانسان فقها من صفات الله عز وجل والامر الثاني معرفة ما يتعلق بمواقف المخالفين من هذه الصفات فان اهل البدع متفاوتون في هذه المواقف فمنهم من اثبت نوعا من الصفات ونفى نوعا اخر ومنهم من نفى الجميع وهم في هذا بين مقل ومكثر فمعرفة هذه التقسيمات تعين طالب العلم على فهم مذهب هذه المذاهب البدعية الكلامية ذكر الشيخ رحمه الله ان الصفات تنقسم الى ذاتية والى فعلية اما الصفات الذاتية فهي الملازمة للذات اي لا تنفك عن الذات فالله عز وجل لم يزل ولا يزال متصفا بها هذا هو الضابط المتعلق بالصفات الذاتية اما الصفات الفعلية فانها صفات متعلقة بالمشيئة الله عز وجل يتصف بها اذا شاء بخلاف الصفات الذاتية فانه لا يتصور البتة البتة انفكاكها عن الذات ولذا تأمل الفرق بين ثبوت صفة الوجه لله عز وجل وبين ثبوت صفة الرضا مثلا فالوجه لم يزل ولا يزال الله متصفا به اما الرضا فان الله عز وجل يتصف به اذا شاء ولذا تأمل قول الله جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين متى اذ يبايعونك تحت الشجرة ففي هذه الحال التي ذكر الله عز وجل بين سبحانه انه رضي عنهم ففي هذه الحال رضي جل وعلا عنه فهو اتصف بالصفة لما شاء تبارك وتعالى وسيذكر الشيخ امثلة لهذا القسم ولذاك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالذاتية هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها كالعلم والقدرة والسمع والبصر والعزة والحكمة والعلو والعظمة. ومنها الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين. نعم هذه صفات ذاتية لا تنفك عن الذات ولا يزال الله عز وجل متصفا بها واشارته هنا الى الصفات الخبرية تنبيه على ان الصفات تنقسم باعتبار اخر الى صفات خبرية وان شئت فقل سمعية وان شئت فقل نقلية والى صفات عقلية خبرية او عقلية سمعية او عقلية نقلية والفرق بين النوعين ان الصفات الخبرية لا يستدل لا يستقل العقل بادراكها الصفات الخبرية لو لم يأتي في النصوص الاخبار بان الله عز وجل متصف بها لم يكن العقل مدركا لاتصاف الله عز وجل بها واما الصفات العقلية السمعية فانه قد توارد عليها دليل السمع والعقل فالشرع جاء مثلا باثبات ان الله عز وجل له صفة العلم وله صفة العلو وله صفة العظمة والعقل كذلك دل على ان الله عز وجل بما انه الرب والاله اذا لا بد ان يكون متصفا بصفة العلم وبصفتي العلو وبصفة العظمة اذا هذه الصفات التي ذكرها الشيخ اخيرا نبه على انها صفات خبرية مع كونها صفاتا مع صفات ذاتية له جل وعلا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والفعلية هي التي تتعلق بمشيئة ان شاء فعلها وان شاء لم يفعلها كالاستواء العرش والنزول الى السماء الدنيا. نعم الاستواء ولا على العرش بين الله عز وجل وقت فصوله وهو انه بعد خلق السماوات والارض اذا شاء الله عز وجل ان يتصف بهذه الصفة في الوقت الذي شاءه سبحانه وتعالى اذا هذه صفة ماذا صفة فعلية نزول الله عز وجل الى سماء الدنيا كل ليلة اذا بقي ثلث الليل الاخر. صفة فعلية لان الله عز وجل اتصف بها لما شاء لما شاء سبحانه وتعالى ان ينزل فانه جل وعلا اتصف بهذه الصفة فنزل اذا هذه صفات فعلية متعلقة بمشيئة الله تبارك وتعالى. وان شئت فقل صفات اختيارية فبعض اهل العلم يسمي هذا النوع بالصفات الفعلية وبعضهم يسميه بالصفات الاختيارية وكله بمعنى واحد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام فانه باعتبار اصله صفة ذاتية لان الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلما. وباعتبار احاد الكلام صفة فعلية. لان الكلام يتعلق بمشيئته تكلموا متى شاء بما شاء كما في قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون نعم صفة الكلام نبه الشيخ رحمه الله الى انها تجمع بين كونها صفة ذاتية وكونها صفة فعلية فباعتبار اصل الكلام فان الله عز وجل لم يزل متكلما ولم يكن الله عز وجل متصفا بالخرس تعالى الله عن ذلك ثم انشأ يتكلم من لم يزل الله سبحانه يتكلم لكن هذا الكلام المعين تكلم الله عز وجل به بعد ان لم يكن متكلما به فتكلم بالقرآن بعد ان لم يكن متكلما به. وهكذا التوراة وهكذا الانجيل. وهكذا الزبور وهكذا سيتكلم سبحانه وتعالى يوم القيامة. تأمل في قوله سبحانه ويوم يناديهم فيقول اين شركائي متى سيكون هذا الكلام متى سيكون هذا القول؟ متى سيكون هذا النداء نعم يوم القيامة. اذا هو متصف اذا هو كلام متعلق بمشيئة الله تبارك وتعالى. فاذا باعتبار احاد الكلام فان الله عز وجل يتصف بالصفة متى شاء. فيتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء تبارك وتعالى. اما اصل الصفة اما اصل الكلام فالله عز وجل لم يزل متصفا به بمعنى ان الله عز وجل لم يزل متكلما و بهذا تعلم ان هذه الصفة تجمع بين كونها صفة ذاتية من وجه وصفة فعلية من وجه اخر ومثل هذه الصفة كثير في الصفات كالفعل والخلق والرزق وامثال ذلك من الصفات فالله عز وجل لم يزل متصفا بها لانه لم يزل ربا ولم يزل ولم يزل الها سبحانه وتعالى وهذا يقتضي اصول افعال الربوبية منه تبارك وتعالى بل اذا نظر الى مثل صفة الاستواء وصفتي النزول مثلا الى انها ترجع الى جنس الافعال فهذه اصلها يعني هذا الفعل اصله قديم فالله عز وجل لم يزل فعالا سبحانه وتعالى فجنس الفعل قديم وان كانت انواعه مختلفة فثمة استواء وثمة نزول وثمة مجيء وثمة اتيان الى اخره لكن اذا نظر الى انها كلها ترجع الى افعال الله تبارك وتعالى فهذه يصدق عليها من هذه الجهة من جهة انها افعال ان الله عز وجل متصف بالفعل ازلا وان كان احاد الافعال يفعلها الله تبارك وتعالى ويتصف بها اذا شاء جل وعلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فانها تابعة لحكمته وقد نعم. وقد تكون الحكمة معلومة لنا وقد نعجز عن ادراكها لكننا نعلم علم اليقين انه سبحانه لا يشاء شيئا الا وهو وافق للحكمة كما يشير اليه قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما هذا تنبيه مهم من الشيخ غفر الله له جزاه عنا خيرا تتعلق بان افعال الله تبارك وتعالى وهكذا اوامره وخلقه مقترنة ب حكمة الله عز وجل بمعنى ان الله عز وجل يفعل بمشيئته المقترنة بحكمته ليس فعل الله عز وجل متعلقا بمشيئة محضة يفعل لانه شاء لا غير الامر ليس كذلك بل الله عز وجل يفعل اذا شاء لاقتضاء الحكمة ذلك فهو جل وعلا له في كل فعل وفي كل حكم قدري وشرعي له سبحانه حكمة بالغة لاجلها فعل وهو يحبها جل وعلا ويحمد عليها تبارك وتعالى وهذه قضية مهمة و فرقان ظاهر بين مذهب اهل السنة والجماعة ومذهب غيرهم من اهل البدع الذين ينفون اتصاف الله عز وجل بالحكمة وان القضية لا تعدو ان تكون مشيئة محضة فالله عز وجل يخصص ما يشاء بما يشاء. الله عز وجل يقدر ما يشاء. والله عز وجل يفعل ما يشاء. لمجرد المشيئة وليس هناك قدر زائد على ذلك وهذا لا شك انه من ابطل الباطل بل الله عز وجل يفعل بمشيئته المقترنة لحكمته وادلة ثبوت الحكمة كثيرة جدا وذكر ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل اثنين وعشرين نوعا من الادلة يدخل تحت كل نوع جملة من النصوص الشرعية التي تدل على ثبوت حكمة الله عز وجل ومن ذلك ان الله عز وجل اسمه الحكيم ومن معنى الحكيم بل هو من اول ما يتبادر الى الذهن من المعاني انه ذو الحكمة والحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب او الموصل للغايات المحمودة منه و الله عز وجل هو الحكيم وبين سبحانه ان له الحكمة فقال حكمة بالغة ومن جملة ذلك ان الله عز وجل قد بين في كتابه انه يفعل لاسباب يحبها جل وعلا فتجد في القرآن انه يقول سبحانه من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل فهناك سبب وحكمة مطلوبة لامر الله تبارك وتعالى ولحكمه جل وعلا تجد التعليل بكي الذي يدل على حكمة مطلوبة كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم وهكذا في نظائر كثيرة تجد ان الله عز وجل يبين انه يفعل لحكمة يفعل لعلة يفعل لغاية يحب تبارك وتعالى تجد في افعال الله عز وجل ورود اللام لام الحكمة او لام الغاية او لام التعليل كما في قوله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اذا الله عز وجل يفعل ويخلق ويقدر ويحكم لحكمة يحبها سبحانه وتعالى وهي غاية مطلوبة وغاية محمودة يحمد عليها تبارك وتعالى. والناظر بالادلة الشرعية وفي الايات الكونية يجد الدلائل على ثبوت حكمة الله عز وجل كثيرا بل كثيرا جدا بل هي مواضع تزيد على المئات بل على الالوف وذكر ابن القيم رحمه الله في الشفاء العليل ان من تأمل في مواضع حكمة الله عز وجل في الخلق والامر وجدها مع قصور النظر تزيد على عشرة الاف موضع كلها دليل على ثبوت حكمة الله تبارك وتعالى في كل ما يقدر وفي كل ما يحكم وفي كل ما يخلق تبارك وتعالى اذا تنبه اذا قلنا ان الله يفعل لمشيئته ان الله يفعل بمشيئته او يتصف بهذه الصفة اذا شاء مع اقتران ماذا مع اقتران هذا لحكمته تبارك وتعالى لكن تنبه هنا ايضا الى ان هذه الحكمة قد تظهر وقد تخفى ومن الخطأ العظيم ان يروم الانسان الاحاطة بحكمة الله عز وجل في كل شيء هذا من اوسع اودية الضلال وكم سلكه من لم يوفق فظل وانحرف وربما وقع في الكفر والعياذ بالله واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلة فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية الله عز وجل له الحكمة البالغة وهذا مما يجب على المسلم ان يستيقن به ولكن ان تظهر هذه الحكمة في كل صغير وكبير امام ناظر كل احد هذا لا يمكن انى للانسان الضعيف العاجز من كل وجه. ان يحيط بحكمة الله العظيم بحكمة الله الواسع بحكمة الله الكبير بحكمة من وسع علمه جل وعلا كل شيء وله الحكمة البالغة تبارك وتعالى هذا امر لا يمكن ان يكون بل انت يا ايها الانسان عاجز عن ان تحيط بحكمة مخلوق مثلك واعتبر في هذا بقصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام اقرأ في سورة الكهف وتأمل في الحوادث الثلاث التي جرت مع موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام موسى عليه السلام وهو هو الذي هو كليم الرحمن والذي هو من اولي العزم والذي هو افضل من الخضر ومع ذلك ما ادرك الحكمة من افعال الخضر عليه السلام كيف تخرق سفينة وكيف تقتل صبيا؟ وكيف تبني جدارا لقوم ما ادوا حقنا لكن لما افصح الخضر عليه السلام بالسبب والعلة والحكمة اتضح انه فعل الفعل لماذا لحكمة بليغة اليس كذلك وموسى عليه السلام ما ادركه اذا مخلوق مع مخلوق بل مخلوق فاضل مع مخلوق مفضول ما احاط بحكمته فكيف بين الخالق والمخلوق اذا يتنبه الانسان لهذه القضية وهذه المسألة مهمة ويجب ان نستوعبها ويجب ايضا ان ننبه الاخرين عليها فان اهل الضلال في هذا العصر لا سيما من دعاة الالحاد واللا دينية فانهم غالبا ما ينطلقون في دعوتهم الضالة مع ابناء المسلمين من هذا الجانب وهو جانب الحكمة والتعليل في افعال الله عز وجل فيقول انظر هذا الكون فيه مصائب وفيه بلايا وفيه محن وقد تقع على المسلمين انظر كيف ان اطفالا يقتلون انظر كيف ان حيوانات لا ذنب لها تهلك انظر كيف ان الانسان يدعو كثير من المسلمين دعوا في كثير من المصائب وما وجدت وما وجدت اجابة فانظر كيف ان هذا يحصل وانتم تزعمون ان هناك اله وان هناك ربا تعامى هؤلاء عن ان الله عز وجل له في تأخير الاستجابة او في تحويلها الى ما هو خير مما طلب الانسان وان له جل وعلا في كل ما يقدر سبحانه وتعالى حكمة بالغة وخيرا عظيما عموا عن ان الله عز وجل لا شر في افعاله بل افعاله خير محض وان مفعولاته وما يقدره جل وعلا ليس فيه شر محض بل لا بد ان يكون فيه خير من وجه من الوجوه لمن يقع عليه او لغيره جهلوا ان الله عز وجل بالمصائب يبتلي ويمحص ويأجر ويبين العبر والبصائر في اشياء كثيرة يتلمسها الانسان البصير اذا نظر الى هذا الموضوع بعلم وايمان اذا علينا ان نتنبه الى هذه القضية المهمة وهي ان على الانسان ان يقطع من نفسه الطمع الى ادراك الحكمة في كل احكام الله عز وجل القدرية والشرعية لكن ايقن بان لله سبحانه وتعالى حكمة بالغة انت اذا كنت تثق بعقل انسان وبمحبته لك وبصفاء قلبه فانك تسلم لافعاله وان لم تفعل وان لم تفعل وان لم تفهم السبب في كل فعل على على وجه الخصوص. يعني اذا كنت تثق بعقل ابيك مثلا محبته وبرجاحة اه تفكيره فانك اذا رأيت بعض الافعال تستغرب تقول لم فعل ابي كذا؟ لكنك ترجع الى ماذا الى الاصل المتقرر عندك وهو ان هذا الرجل عاقل لابد ان عنده ماذا سبب فعله اذا كان اتخذ موقفا مني فاني اوقن بانه يحبني وانه لا يريد بي الشر. لا بد ان هناك سبب وان كنت انا وان كنت انا اجهله اذا تنبه الى هذه القضية لله حكمة بالغة هذه قضية قطعية. كونها تظهر او لا تظهر هذا ليس شيئا ضروريا قد تظهر وقد لا تظهر اذا احفظ عني هذه القاعدة المهمة وحفظها كلمتان ممنوعتان في بابين كلمتان ممنوعتان في بابين كيف بباب الغيب ولما في باب القدر لما هذه ضع عندها خطا احمر هنا خطر ممنوع ان تدخل اليه لما يفعل الله؟ لما اعطى الله فلانا وما اعطاني؟ لما هدى الله فلانا ظل فلانا لم فعل الله كذا وكذا؟ انتبه الى هذا الامر فانه غاية في الخطورة. لكن ثق وايقن وامن واعتقد ان لله عز وجل حكمة بالغة لكن له سبحانه وتعالى حكمة ايضا في اخفائها والا تكون عالما بها نعم والله احنا وعدنا الاخوان التخفيف لعلنا نقف ان شاء الله ونبدأ الدرس المتعلق بالقاعدة الجديدة غدا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان