الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا رب العالمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة السادسة يلزم في اثبات الصفات التخلي عن محظورين عظيمين احدهما التمثيل والثاني التكييف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فقد عقد الشيخ رحمه الله القاعدة السادسة للتنبيه والتحذير المسلك اهل التمثيل والتكييف فاخبرنا الشيخ رحمه الله بان على مثبت الصفة لله عز وجل ان يتخلى فيها عن محظورين وجوبا الا وهما التمثيل والتكييف فماذا عن التعطيل ما ذكر الشيخ التعطيل نعم الحديث الان عن من؟ الحديث الان عن من؟ عن المثبت والمعطل ليس بمثبت اذا الشيخ هنا انما يتحدث عمن يثبت الصفات لله تبارك وتعالى فاذا اثبت الصفة يا عبد الله احذر ان تقع في التمثيل وان تقع في التكييف التمثيل وهو اول قضيتين داء قديم شاذ اما كونه قديما فلانه ظهر في الامة في اوائل القرن الثاني واول من يعرف بالقول بالتمثيل او اول من عرف بالقول بالتمثيل من المنتسبين الى الملة بيان ابن سمعان او اذان ابن سمعان وهو متوفى في حدود سنة ست وعشرين ومئة للهجرة اذا هذا المرض كان ماذا قديما لكنه ايظا شاذ الابتلاء فالبلاء به لم يكن كالبلاء بالتعطيف البلاء بالتمثيل كان قليلا في الامة قليل من الناس من نهجوا هذا المنهج لان شبهته اضعف من شبهة التعطيف ولذا فلا تعرف فرقة لهو اصولها وقواعدها ومؤلفاتها تسمى الممثلة انما التمثيل وجد في قلة قليلة نسب اليها هذا المرض البغيض الا وهو مرض التنفير اما حكم التمثيل فلا شك انه كفر بالله عز وجل فقد اتفق العلماء على ان من مثل الله عز وجل بخلقه فقد كفر وكلمة نعيم ابن حماد رحمه الله التي سمعتها غير مرة اضحت كلمة اجماع بين اهل السنة قال رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه قال الذهبي في السير رويناه باصح اسناد اهل التشبيه تذرعوا بشبهة قالوا نحن مثلنا صفات الله عز وجل بصفات المخلوق ولنا دليل والحقيقة ان هذا الدليل عليل قالوا ان الله عز وجل انما خاطبنا بما نعقل ولا نعقل من يتصف بالصفات الا المخلوق اذا فاتصاف الله عز وجل بالصفات كاتصاف المخلوق هذه الشبهة كما ذكرت شبهة لا قيمة لها ودليل عليل بل ميت فاولا الله عز وجل انما خاطبنا بما نعقل من حيث اصل الاتصاف من حيث القدر المشترك الذي سيأتي والتمثيل لا يتعلق بهذا التمثيل يتعلق بالخصائص يعني بالقدر الفارق المميز كما سيأتي بعد قليل ان شاء الله اذا الاستدلال في غير محل النزاع وثانيا ان الذي وصف نفسه بالصفات وصف نفسه بان له سمعا وان له يدا وان له وجها وان له يدا الى اخره هو الذي قال عن نفسه ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال هل تعلم له سم يا اذا كما امنت بالاول فامن بالثاني ولا يجوز لك ان تضرب النصوص بعضها ببعض او ان تؤمن ببعض وتكفر ببعض و امر ثالث وهو ان الله عز وجل انما وصف نفسه بصفات مضافة اليه وكل عاقل يدرك ان الصفة اذا اضيفت الى الموصوف فقد اخذت خصائص الموصوف. يعني كان لها خصائص موصوفة فكل صفة تناسب الموصوف وتلائم حقيقته والعرب كانوا يفهمون معنى الصفة لكن لم يكونوا يدركون كيفية اتصاف الله عز وجل بها اذا من الكذب البين ان يقال ان الذي يفهم من لغة العرب من الصفة هو ما كان من جنس اتصاف المخلوقين لان الله عز وجل لم يقل انه استوى على العرش كاستواء المخلوق لو قال هذا كان كلامهم حقا لكنه اخبر انه استوى فالاستواء اذا يليق بالله سبحانه وتعالى وليس يليق بالمخلوق اذا لا يمكن ان يفهم انسان من صفة مضافة الى الله تبارك وتعالى ما هو من جنس صفات المخلوقين الا لقذارة في قلبه ونجاسة في نفسه هي التي ادت به الى هذا التشويه اما من صح قلبه وسلم ايمانه فانه لا يمكن ان يفهم مما اضيف الى الله عز وجل ما هو من جنس صفات المخلوقين اذا شبهة القوم لا قيمة لها ولا حجة فيها والشيخ الان يبين لنا فساد مقالة اهل التمثيل نقلا وعقلا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما التمثيل فهو اعتقاد لمثبت ان ما اثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوق وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل. اذا هذا هو التمثيل اعتقاد المثبت يعني للصفات ان ما اثبته الله تبارك وتعالى لنفسه من هذه الصفات هو من جنسي ما يتصف به المخلوقون يعني ان التمثيل هو المساواة في الخصائص مساواة الله عز وجل بالمخلوق فيما يختص به سبحانه وتعالى هذا هو التمثيل الممنوع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل. اما السمع فمنه قوله تعالى ليس كمثله شيء وقوله نعم هذه من اصلح ما يكون في الدلالة على امتناع تمثيل الله عز وجل بخلقه كيف يقال ان صفة الله كصفة المخلوق؟ والله يقول ليس كمثله شيء نعم احسن الله اليكم وقوله افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون افمن يخلق كمن لا يخلق استفهام انكاري والجواب معلوم لا يمكن ان يكون من يخلق كمن لا يخلق. نعم وقوله هل تعلم له سميا؟ هل تعلم له سم يا؟ استفهام في معنى النفي وهو ابلغ مما لو قيل لا سمي لله فان هذا يدل على استبعاد هذا الامر غاية الاستبعاد. نعم وقوله ولم يكن له كفوا احد ولم يكن له كفوا احد. كفوا كما قد علمنا. العديد والمماثل والمناظر والمشابه فالله عز وجل يخبر ب افصح بيان ان الله عز وجل لم يكن له كفوا احد. فكيف يقال ان صفته كصفة المخلوق؟ نعم واما العقل فمن وجوه الاول انه قد علم بالضرورة ان بين الخالق والمخلوق تباينا في الذات. وهذا يستلزم ان ان يكون بينهما تباين في الصفات. لان صفة كل موصوف تليق به. كما هو ظاهر في صفات المخلوقات المتباينة في الذوات فقوة البعير مثلا غير قوة الذرة. فاذا ظهر التباين بين المخلوقات مع اشتراكها في الامكان والحدوث. فظهور بينها وبين الخالق اجلى واقوى خلاصة هذه الحجة العقلية الواضحة ان الاشتراك بين المخلوقات في الامكان والحدوث لم يستلزم الاشتراك في كنه الصفات فلا ان يكون هذا التباين حاصلا بين كل صفة الله عز وجل الذي هو الواجب القديم. وكنهي صفة المخلوق من باب اولى فان القاعدة المقررة عند كل العقلاء صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته اذا يمتنع غاية الامتناع ان يكون ما اتصف الله عز وجل به هو من جنس ما يتصف به المخلوق ويمكن ان يقال في وجه قريب مما مضى ان عامة اهل التمثيل يقرون بان ذات الله عز وجل ليست كذوات المخلوقين التماثل عندهم حاصل في ماذا بالصفات فحسب فانه حينئذ يقال اذا كانت ذات الله عز وجل مباينة ومخالفة لذات المخلوق فانه يلزم قطعا ان تكون الصفة التي لله مخالفة للصفة التي للمخلوق. لان عقلاء يقرون بان القول في الصفات كالقول في الذات فيستحيل ان تتباين الذوات وتتفق وتتفق الصفات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني ان يقال كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابها في صفاته للمخلوق المربوب الناقص المفتقر الى من يكمله. وهل اعتقاد ذلك الا تنقص من حق الخالق؟ فان تشبيه الكامل بالناقص يجعله ناقصا قبل ان نتكلم عن هذا الدليل اشير الى وجه اخر قريب من الدليل الاول وهو انه لو سلم بالتماثل بين صفة الله وصفة المخلوق للزم من هذا ان يكون ما يجوز على هذا يجوز على هذا وما يمتنع على هذا يمتنع على هذا وعليه فيكون الله عز وجل ممكنا لا واجبا وهذا لا شك في بطلانه لانه يستلزم ان تكون الممكنات معدومة لماذا؟ لان الممكن لا وجود له الا بماذا بالواجب وطرد مذهبهم يجعل الله تعالى عن ذلك ماذا ممكنا لا واجبة وبالتالي فاصبح الوجود وجودا ممكنا لا واجب له. وبالتالي فيستحيل ماذا وجوده. اذا طرد مذهب اهل التمثيل يقتضي نفي الخالق ونفي ونفي المخلوق اما هذا الوجه الثاني الذي ذكره الشيخ رحمه الله فهو ايضا حجة عقلية شرعية واضحة الا وهي ان اثبات التمثيل يقتضي نقص الله تبارك وتعالى ومعلوم شرعا وعقلا وفطرة واجماعا ان الله منزه عن النقص وجه ذلك ان العقلاء يدركون ضعف المخلوق وانه لا يتصف بالكمال ولا القدرة التامة ولا العزة المطلقة. اذا المخلوق عند جميع العقلاء ماذا ناقص فاضحى تمثيل الله عز وجل بالمخلوق يقتضي ضرورة نقصه ونسبة النقص الى الله عز وجل ماذا باطلة بل انها تقتضي الا يكون ربا والا يكون خالقا لانه لا يمكن ان يخلق ولا يمكن ان يدبر ولا يمكن ان يكون ربا الا من هو كامل من جميع الوجوه ناهيك عن ان الفطرة عند كل من سلمت فطرته تفصح غاية الافصاح بان الله لا يمكن ان يكون ناقصا بل مجرد المقارنة بل مجرد المفاضلة بين الفاضل والمفضول. دون اقتضاء الحكمة هذا فان فيها نسبة النقص الى الفاضل الم تسمع الى قول الشاعر؟ اذا قيل ان السيف امضى من العصا السيف ينقص قدره اذا قيل ماذا السيف امضى من العصا. فكيف اذا قيل السيف مثل العصا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث اننا نشاهد في المخلوقات ما يتفق في الاسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية فنشاهد ان للانسان يدا ليست كيد الفيل وله قوة ليست كقوة الجمل. مع الاتفاق في الاسم فهذه وهذه يد وهذه قوة وهذه قوة. وبينهما تباين في الكيفية والوصف. فعلم بذلك ان الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة هذه قاعدة تقضي على التمثيل بالبطلان الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في ماذا لا يستلزم الاتفاق في الكنه والحقيقة الاسم الاتفاق في الاسم هو اتفاق كما ذكرنا في ماذا بقدر مشترك ذهني لا محذور من اثباته والكنه والحقيقة قدر فارق مميز انتبه الى هذا الان انا اقول رأس رأس مطلقا هكذا ماذا يفهم منه؟ يمكن ان يضاف اضافات كثيرة فتقول رأس الجبل تقول رأس الابرة يقول رأس المال تقول رأس الامر كما في حديث معاذ رأس الامر الاسلام تقول رأس الفيل تقول رأس النملة الان كم رأس عندنا ها عندنا ستة رؤوس السؤال الان هل الرؤوس هنا هي حق الرؤوس اجيبوا يا جماعة هي حق الرؤوس طيب هل هي متماثلة هل هل يقول عاقل ان رأس الجبل مثل رأس الابرة او كرأس المال او ان رأس النملة كرأس الفيل هل يقول هذا عاقل اذا حصل اشتراك في شيء ما وحصل افتراق في شيء ما اليس كذلك؟ الاشتراك في ماذا بكلمة رأس وهذا قدر مشترك بين هذه الامور الستة جميعا. لكن هذا الاشتراك يصحبه شيء اخر وهو افتراق افتراض في ماذا؟ في الكيفية والحقيقة والكن وكل عاقل يدرك ان بولا شاسعا بين رأس الجبل ورأس الابرة وبين رأس النملة ورأس الفيل. اذا الاشتراك في الاسم لا يقتضي ماذا الاشتراك في الكنه والكيفية والحقيقة اذا عندنا امران لابد من الجمع بينهما اثبات القدر المشترك وهو اصل الصفة ويفهم في هذا ويفهم هذا من حيث اصل الوضع اللغوي الثاني ماذا القدر المميز الفارق وهو الصفة عند الاظافة الصفة ماذا؟ عند الاظافة. اذا القدر المشترك هو معنى كلي في الاذهان لا يستلزم خصائص الخالق ولا خصائص المخلوق اذا اثباته لا محظور فيه لان وجوده في الاذهان لا في الاعيان خذ مثلا اخر الان نحن اين نجلس بالمسجد النبوي وبجوارنا هناك مسجد صغير اسمه مسجد ها الغمامة السؤال المسجد النبوي هو مسجد الغمامة هل هما مشتركان في شيء ما ام لا مشتركان مشتركان في ماذا في كلمة مسجد. هل هذا مسجد نعم مسجد وهل ذاك مسجد؟ نعم هل هما متماثلان لا بينهما بينهما بون شاسع لا من حيث المساحة لا من حيث الفضل والاجر لا من حيث عدد المصلين. اذا هما اشتركا في ماذا اشتركا في شيء او في رابط يربطهما مقدر في الذهن وهو كلمة ماذا؟ مسجد كل عاقل يدرك ما معنى كلمة اذا كان يعرف المساجد يدرك ما معنى كلمة مسجد لكن اذا اضفنا فقلنا المسجد النبوي اصبح لهذا المسجد ماذا خصائص واصبح لذاك المسجد خصائص وبالتالي لا يمكن ان يقال لاشتراكهما في قدر مشترك هو مسجد اصبح ماذا متماثلين هذا لا يقال اليس كذلك؟ بل للمسجد النبوي خصائص ولمسجد الغمامة خصائص فليس هذا كهذا وان اشتركا في ماذا بكلمة مسجد فاذا ثبت هذا بين مخلوق ومخلوق فلا ان يثبت هذا بين صفة الخالق وصفة المخلوق من باب ايه اولى فهمنا يا جماعة اذا تأمل معي الله عز وجل قال عن نفسه وهو السميع البصير. اذا لله سمع وله بصر. وقال عن المخلوق فجعلناه سميعا بصيرا وليس السمع كالسمع ولا البصر كالبصر ولا السميع كالسميع ولا البصير كالبصير. اذا اثبتنا ماذا ها الامرين القدر المشترك فهذا سمع وهذا سمع في اصل المعنى اللغوي السمع هو ماذا؟ ادراك الاصوات هذه قضية الذهن فقط لان العقل هو الذي توجد فيه الكليات اما في خارج العقل في الواقع فتوجد الامور معينة ها مقيدة يوجد سمعي ويوجد سمعك يوجد سمعي اه الحيوان ويوجد سمع كذا فاختلفت هذه المسميات خارج الاذان اما في الذهن العقل يدرك سمعا اذا نحن ننظر الى الصفة اولا مجردة عن الاضافة سمع من حيث هو ما هو ادراك الاصوات بصر ادراك المبصرات مرحلة ثانية وهي الصفة مضافة الى الخالق تبارك وتعالى. هنا لا اشتراك هنا امتنع الاشتراك اصبح للصفة ماذا خصائص الخالق تبارك وتعالى سمع الله عز وجل سمع واسع سمع عظيم وسع كل شيء سبحانه وتعالى. اذا هذا القدر لا يمكن ان يشابه سمع المخلوق طيب ننظر الى الصفة ثالثا من حيث كونها مضافة الى ماذا مضافة الى المخلوق فنقول سمع الانسان اخذ الان هذا السمع خصائصه الانسان. الانسان ضعيف اذا سمعه مثل الانسان عاجز سمعه ايضا عاجز. انت لا يمكن ان تسمع ما خلف الجدار او المكان البعيد عنك انت كنت فاقدا للسمع وستفقده اذا مت. وفي اثناء حياتك سمعك معرض الى ماذا؟ معرض للضعف والخلل. لكن سمع الله عز وجل ليس اليس كذلك. اذا لابد من الجمع في اثبات الصفات بين ماذا ها القدر المشترك والقدر المميز. وعليه فمن نفى القدر المشترك فقد عطل ومن نفى القدر المميز فقد مثل مشكلة هؤلاء الممثلة الان علمناها. ما هي ها انهم الغوا القدر المميز الفارق اثبتوا القدر المشترك وما اثبتوا القدر المميز فوقعوا في التمثيل. اعيد من نفى القدر المشترك ماذا؟ فقد عطل لانه ما اثبت اصل الصفة ومن نفى القدر المميز الفارق فقد مثل واهل السنة والجماعة جمعوا بين الامرين بين اثبات القدر المشترك واثبات القدر المميز الفارق هذا اه القدر فيه كفاية ان شاء الله ونتمم في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان