الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا ارحم الراحمين. قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة السادسة من قواعد الصفات قال والتشبيه كالتمثيل وقد يفرق بينهما بان التمثيل التسمية في كل صفات والتشبيه التسوية في اكثر الصفات. لكن التعبير بنفي التمثيل اولى لموافقة القرآن ليس كمثله شيء الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد لا يزال الحديث متصلا بالقاعدة السادسة وهي التي اراد الشيخ رحمه الله ان ينبه فيها الى امرين يتعين الحذر منهما الا وهما التمثيل والتكييف مضى كلام الشيخ رحمه الله عن التمثيل وبقي تنبيه قبل الانتقال الى التكييف يتعلق بالتفريق بين كلمتي التمثيل والتشبيه ذكر الشيخ ان ها هنا امرين اولا التفريق بين الكلمتين وثانيا ما يتعلق بالاولى في الاستعمال منهما اما عن الفرق بين الكلمتين فذكر الشيخ رحمه الله ان التمثيل ان التشبيه كالتمثيل هذا قول لبعض اهل العلم لا يفرقون بين الكلمتين فهذا هو هذا وقد يقال ان التشبيه التسوية في اكثر الخصائص والتمثيل والتسوية في كل الخصائص وهذا هو الصواب ويدل عليه قول الله جل وعلا وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ثم قال تشابهت قلوبهم ولم يقل تماثلت قلوبهم الكلمة هي الكلمة والجملة هي الجملة لذا قال مثل قولهم لكن القلوب لا تتماثل مئة بالمئة انما يحصل بينها تشابه تتقارب الى حد كبير ولذا قال تشابهت قلوبهم اذا هذا من جهة اللغة اما من جهة الاستعمال فذكر الشيخ ان نفي التمثيل اولى لموافقة ذلك للقرآن وصدق رحمه الله من جهة ان التمثيل هو اللفظ الذي جاء النهي عنه في القرآن في موضعيه ليس كمثله شيء فلا تضربوا لله الامثال واما التشبيه فلم يرد في القرآن والسنة فيما نعلم النهي عنه فكان من هذه الجهة فيما ذكر الشيخ اولى وذكر الشيخ في مواضع من كتبه امرا اخر رجح به استعمال كلمة التمثيل على التشبيه الا وهو ان التشبيه في اصطلاح المتكلمين كان عندهم ذريعة الى نفي صفات الله تبارك وتعالى فاحترازا من هذا الحمل الذي حمل المتكلمون هذه الكلمة عليه رأى الشيخ رحمه الله ان الاولى استعمال كلمة التمثيل والذي يظهر والله تعالى اعلم ان استعمال التمثيل حسن ان استعمال نفي التمثيل حسن وان استعمال نفي تشبيه ايضا لا بأس به فنفي التشبيه استعمال اثري جاء عن السلف رحمهم الله كثيرا فقد جاء عن ابن عباس فيما اخرج ابن جرير رحمه الله في قوله تعالى هل تعلم له سم يا قال مثيلا وكذلك قال نحو هذه الكلمة عفوا قال شبيهة قال في قوله هل تعلم له سم يا؟ قال شبيها وكذلك فلا تجعلوا لله اندادا ذكر ايضا شبيها وكذلك جاء عن ابي ابن كعب رضي الله عنه عند تفسير قوله تعالى ولم يكن له كفوا احد فسر كفوا بالعديل والشبيه وكذلك جاء عن مجاهد رحمه الله احد التابعين الاجلاء في تفسير قوله تعالى هل تعلم له سم يا؟ قال شبيها وكذلك جاء في كلام نعيم ابن حماد رحمه الله الذي هو شيخ الامام البخاري من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جاحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه كذلك جاء في كلام الامام احمد وفي كلام الامام الشافعي وجاء ايضا في كلام اسحاق ابن راهويه رحمه الله وكذلك جاء في كلام ابن خزيمة وعثمان ابن سعيد الدارمي وجماعات لا يحصون الا بصعوبة كلهم يستعملون كلمة التشبيه الى عهد المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم. اذا لفظ جاء في كلام اهل السنة قديما وحديثا الذي يظهر والله تعالى اعلم انه لا حرج في استعماله. واما كون كلمين حملوا هذا اللفظ او استعملوا هذا اللفظ في تسويغ ما هم عليه من الباطل فاقول هذا ليس حكرا على هذا اللفظ فكم الذين استعملوا الفاظا شرعية على غير وجهها ولم يكن هذا مسوغا لهجر هذا اللفظ كم الذين حملوا لفظ التوحيد او العدل او التنزيه على غير المحمل الشرعي الصحيح ولم يكن هذا مسوغا لهجر هذه الالفاظ. لكن تنبه هنا رعاك الله الى ان المتكلمين انما ارادوا من نفي التشبيه نفي القدر نفي القدر المشترك نفي المعنى الذي دل عليه اللفظ في اصل اللغة واما السلف فانهم رحمهم الله ارادوا من نفي التشبيه نفي الاشتراك في الخصائص انتبه الى هذا اراد السلف رحمهم الله من استعمالهم نفي التشبيه نفي الاشتراك بين الخالق والمخلوق بالخصائص. يعني فيما يختص الله عز وجل به من الصفات. وهذا الذي اسميناه وماذا القدر المميز او القدر الفارق اذا فرق بين استعمال السلف وبين استعمال الخلف. هؤلاء حملوا على معنى غير صحيح وهؤلاء حملوه على المعنى الصحيح هذا عن التفريق بين اللفظتين وينتقل كلام الشيخ بعد ذلك الى كلمة التكييف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما التكييف فهو ان يعتقد المثبت ان كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا من غير ان نقيدها بمماثل. طيب اود في البداية ان تعلم يا رعاك الله ان الالفاظ المستعملة في هذا الباب سواء كان هذا الاستعمال من اهل السنة او من غيرهم اربعة الفاظ التمثيل والتشبيه والتكييف والتجسيم لكن تنبه رعاك الله الى ان نفي الالفاظ الثلاثة الاولى استعمال اثري صحيح سار عليه اهل السنة والجماعة اما اللفظ الرابع الا وهو التجسيم فان فيه وقفة وان فيه آآ تفصيلا ليس كغيره وذلك ان لفظ التجسيم لفظ مجمل لا ينبغي ان يبادر المسلم الى اثباته لله عز وجل او نفيه هو لفظ في اصله محدث لا اصل له في الكتاب والسنة لا اثباتا ولا نفيا واما من حيث استعمال الناس له فانه لا ينبغي المبادرة بقبول هذا اللفظ لا نفيا ولا اثباتا قبل الاستفسار فان جماعات من الناس تذرعوا من نفي التمثيل الى نفي ما هو ثابت لله تبارك وتعالى فمن الناس من يقول ان الله عز وجل ليس بجسم وهذه الكلمة ينبغي ان يستفصل عن مراد قائلها. ماذا تريد بقولك ليس بجسم فان من الناس من يقول اريد بانه ليس بجسم يعني ليس بالجسم المعروف لغة ذي اللحم والدم والعظم. كما قال جل وعلا وزاده بسطة بالعلم والجسم فما رأيكم في هذا النفي؟ النفي صحيح لان الله ليس كمثله شيء. تعالى الله عن ان يكون كالمخلوق اما ان قال اني اريد بكونه ليس جسما يعني ليس قائما بنفسه او ليس متصفا بالصفات او لا يشار اليه تبارك وتعالى فما رأيكم بهذا النفي هذا النفي ليس بصحيح بل الله عز وجل متصف بالصفات قائم بنفسه يشار اليه وقد اشار اليه الى جهة العلو حيث الله عز وجل في العلو المطلق اعلم الناس به وهو نبينا صلى الله عليه وسلم فانه عليه الصلاة والسلام في اعظم جمع للمسلمين الا وهو يوم عرفة قال اللهم فاشهد يرفع سبابته الى السماء ثم ينكتها على الصحابة. اللهم فاشهد في نصوص كثيرة. اذا كلمة التجسيم كلمة ماذا مجملة قد يريدنا فيها عن الله عز وجل معنى حقا وقد يريد معنى باطلا وبالتالي طريقة اهل السنة انهم اولا لا يستعملونها اطلاقا لا اثباتا ولا نفيا لا يقولون الله جسم ولا يقولون الله ليس بجسم. هذا من حيث الاستعمال ثانيا من حيث معاملة من يستعمل هذا اللفظ فانهم يستفصلون فالمعنى الصواب يقبلونه بلفظه الشرعي والمعنى الباطل يردونه بدليله الشرعي واما اللفظ فلا لا يتعرضون له لا نفيا ولا اثباتا هذه القاعدة المطردة المقررة عند اهل السنة والجماعة اما التكييف فان التكييف من الكيف الكيفية هي جواب السؤال عن الكيف فيقال كيف كذا الجواب الذي يقع هو ماذا الكيفية جواب السؤال بكيف هو الكيفية والتكييف حكاية الكيفية اذا عندنا كيفية وعندنا ماذا تكييف الكيفية هي جواب السؤال كيف كيف البيت حينما تجيب على هذا السؤال انت الان تتكلم عن كيفية البيت كيف القلم؟ كيف الساعة؟ الجواب هو الكيفية والتكييف هي حكاية التكييف عفوا التكييف حكاية هذه الكيفية الفرق بين التكييف والتمثيل كما يذكر الشيخ رحمه الله ان التكييف فيه حكاية للكنه والحقيقة والكيفية دون تقييد بمماثل وقت واما التمثيل ففيه تقييد بمماثل. فالذي يتكلم عن صفة الله تبارك وتعالى فيقول كيفية صفة الله هي كيت وكيت فالله ينزل على الهيئة الفلانية ويستوي على الحقيقة الفلانية ويجيء على الكيفية الفلانية نقول هذا الان ماذا هذا تكييف فهمنا يا جماعة يعني حينما تقولون فلان حينما تقول فلان ينزل مسرعا مثلا هذا ماذا تكييف لصفته انه ينزل ماذا مسرعا وهذا في حق الله عز وجل كما سيأتي ممنوع. نحن نثبت ان الله ينزل ونثبت ان الله استوى على عرشه ونثبت ان الله عز وجل يجيء يوم القيامة لفصل القضاء ولكن دون ان نذكره كيفية ذلك اذا هذا هو ما يتعلق بالتكييف والفرق بينه وبين التمثيل. نعم اعد احسن الله اليكم قال رحمه الله واما التكييف فهو ان يعتقد المثبت ان كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا من غير ان يقيدها ابي مماثل وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل. لا يقيد بمماثل الممثل يقيد بمماثل الممثل يقول وجه الله كوجه الانسان يد الله كيد نزول الله كنزولي آآ البشر تعالى الله عن ذلك هذا هو التمثيل والتشبيه. اما التكييف فهو مجرد حكاية لماذا؟ حكاية لكيفية وانت اذا تأملت وجدت الممثل في الحقيقة مكيفا لانه لما قيد بمماثل تضمن كلامه ماذا ذكرا لكيفية. ذكرا لكيفية معلومة عند السامع وبالتالي اصبح التكييف عند التحقيق اعم من التمثيل. فكل تمثيل تكييف وليس كل تكييف تمثيل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل اما السمع فمنه قوله تعالى ولا يحيطون به علما. ولا يحيطون به علما. العباد لا يمكن ان يحيطوا علما بالله تبارك وتعالى فيعرفون كيف هو تبارك وتعالى لا في ذاته ولا في صفاته وان لابن ادم العاجز الظعيف الذي اصله نطفة مهينة انى له ان يصبح خصيما مبينا في رب العالمين تبارك وتعالى يتكلم ويحكي ويقول صفة الله عز وجل كيفيتها كذا وذاته وصفها وحقيقتها كذا وكذا هذا ليس اه ذكر الكيفية ليس من شأنك ولا يمكن ان تصل الى علمه يا عبد الله. اذا كان البشر اذا كان علماء الطبيعة كما يسمونهم عاجزون عن ادراك كل شيء عن بعوضة واحدة هم جاهلون بتفاصيل كثيرة لهذه الحشرة الصغيرة الا وهي البعوضة فكيف يروم الانسان ان يحيط علما بالله العظيم الواسع الكبير تبارك وتعالى. لا شك ان هذا مطلب لا يمكن ان يكون حاصلا للانسان اذا نفى الله تبارك وتعالى احاطة العبد علما بالله تبارك وتعالى انما غاية العباد ان يعرفوا شيئا عن الله تبارك وتعالى افصح الله عنه وبينه وعلم عباده اياه تبارك وتعالى وليس من ذلك البتة الكيفية الله اخبرنا بشيء من صفاته نحن لا نعلم كل صفات الله تبارك وتعالى من نعلم بل نعلم بعضها نعلم ان الله متصف بالصفة فنثبتها له لا على وجه التكييف اما كيف هو يتصف بهذه الصفة هذا قدر زائد على ثبوت الصفة ولم يأتي دليل في الكتاب والسنة على بيانه. ولذلك انا ضربت لك مثلا قبل قليل تقول فلان ينزل هذا ماذا وصف اليس كذلك؟ فلان ينزل بسرعة او ينزل بتؤدة هذا ماذا تكييف ذكر الصفة وذكر لها كيفية اليس كذلك اذا ما موقف اهل السنة والجماعة من صفات الله تبارك وتعالى ها يثبتون الصفة دون ان يثبتوا الكيفية واضح يا اخوان ولا يقولن قائل ان الكيفية ملازمة للصفة ليس بصحيح بل العقل يدرك ما معنى الصفة في اصل اللغة لان الله خاطبنا بلسان عربي مبين. واما الكيفية فقدر زائد. ولذا كل انسان يعلم الفرق بين كيفية اتصاف المخلوقات بصفة معينة ولذلك انظر نزولك انت بالدرج كنزولك بالمصعد كنزول المطر من السماء كنزول الحجر من الجبل الان هذا نزول ونزول ونزول وكله نزول حقيقي. اليس كذلك ومع ذلك ماذا الكيفيات مختلفة فلم يكن التكييف ملازما لماذا لثبوت الصفة. اذا نحن نثبت الصفة لله تبارك وتعالى ثم نقف ولا نزيد على ذلك حكاية الكيفية ولذلك اطبق اهل السنة والجماعة على انهم اذا ذكروا صفة الله تبارك وتعالى يقولون نثبتها له بلا كيف ما معنى بلا كيف يعني بلا تكييف يعني بلا كيف نعلمه اما الكيف فهو ثابت من حيث هو في صفة الله. يعني لا شك ان لصفة الله كنها وحقيقة لكن يعلمها هو تبارك وتعالى انما نحن ننفي ماذا علمنا بهذه الكيفية وهو الذي اسميناه ماذا التكييف ولذا ان تفى عن اهل السنة والجماعة ذاك الظلم البين الذي يرمي به المعطلة اهل السنة والجماعة في زعمهم ان اثبات الصفات عند اهل السنة دليل على انهم ممثلة وهذا لا شك انه زعم باطل ولا شك انه ظلم مبين اهل السنة احرص الناس على البعد عن التكييف وابعد الناس عن التمثيل. يثبتون لله عز وجل ما اثبت هو سبحانه وتعالى لنفسه وينفون عنه تبارك وتعالى ما نفى هو ونبيه صلى الله عليه وسلم عنه ولا يزيدون عنها ولا يزيدون على هذا شعرة واحدة يقفون عند حدود ما ورد بدليل انهم يؤكدون دائما على ان اثبات الصفات لله تبارك وتعالى لا على وجه التكييف احد المعطلة لمز اهل السنة بانهم يتسترون بنفي الكيفية او ما اسماه بالبلكفة البلكفة كلمة منحوتة من ماذا؟ بلا كيف يقول هذا في ما انشده من الشعر لجماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري موكفة وصفهم بانهم ماذا بانهم حمر يعني حمير حمر لعمري موكفة عليها الاكاف. الكساء الذي على ظهر البعير قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتستروا بالبلكفة تستروا بماذا بالبلكفة وهذا زعم باطل حاشى وكلا ان يكون اهل السنة والجماعة كذلك وقد رد عليه اهل السنة على وزان ما قال فقال بعضهم يا عائبا من جهله للبلكفة هي قولكم في الذات دع عنك الصفة والله ليس كمثله شيء وذا ما لست تنكره فدع عنك السفه قولنا في الصفة هو كقولك انت في الذات اذا كنت تنكر قولنا بلا كيد في صفة الله فاننا نقول لك كيف ذات الله عز وجل فانه قطعا سيكون لا ادري اثبتوا لله ذاتا بلا كيف فهذا هو قولنا هو قولك نفسك لكن نحن نثبته في الصفة وفي الذات. فالقول بالصفات كالقول في الذات آآ على كل حال هذا الموضوع له ان شاء الله تفصيل سيأتي في محله باذن الله عز وجل اخر يقول من باب تتميم الفائدة ومبلكف للذات طال تعجبي من شدة استنكاره للبلكفة ان كنت تنكرها فكيف ذاته ايضا وقل هي كالذوات مكيفة بل انت تثبتها ولا تدري كما لم تدري قط من الحمير الموكفة ولقد هجوت وما دللت وانما ابدا تدل على الحمير العجرفة على كل حال اهل السنة والجماعة قولهم في الذات هو قولهم في الصفات وقولهم في الصفات هو قولهم في الذات فالباب باب واحد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ولا تقفوا يعني لا تتبع القفو في اللغة هو التتبع فلا تتبع ما ليس لك به علم فتقول بغير علم واعظم ما يكون القول بلا علم جرما اذا تعلق بالله تبارك وتعالى وهذا ما بين سبحانه وتعالى بقوله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فلا شك ان هذا من الامور المنهية وحينما يحكي الانسان كيفية لصفة الله تبارك وتعالى فهل هو قد تكلم بعلم او بغير علم نعم بغير علم قطعه لانه لو كان عن علم لكان هذا مذكورا في الكتاب والسنة وهذا ليس بحاصب ولا يوجد اية ولا ولا يوجد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه حكاية كيفية اتصاف الله عز وجل بالصفات. اذا من تكلم فيها فقد تكلم على الله بغير علم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن المعلوم انه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا لانه تعالى اخبرنا عنها ولم يخبرنا عن فيكون تكييفنا لما ليس لنا به علم. وقولا بما لا يمكننا الاحاطة به نعم واما العقل فلان الشيء لا تعرف كيفية صفاته الا بعد العلم بكيفية ذاته. او العلم بنظيره المساوي له او بالخبر الصادق عنه وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله عز وجل. فوجب بطلان تكييفها انتبه الى هذه القاعدة المهمة الا وهي ان ادراكك العلم عن كيفية شيء ما انما تكون من خلال هذه الطرق الثلاث اولا ان ترى الشيء وهنا تستفيد علما هو في اعلى درجات الصحة واليقين وليس من رأى كمن سمع والطريق الثانية ان ترى نظيرا له فتقيس الشيء على شبيهه والطريق الثالثة ان يأتيك خبر صادق فاذا طبقت هذه الامور الثلاثة فيما يتعلق بكيفية صفات الله عز وجل وجدتها مفقودة اولا هل رأين الله جل وعلا حتى نعرف كيفية اتصافه بالصفة الجواب لا وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا تعلموا فعل امر هذا مما يجب علينا ان نتعلمه ثانيا هل رأينا مثيلا لله تعالى الله عنان يكون له مثيل. ليس كمثله شيء. هل تعلم له سم يا؟ ولم يكن له كفوا احد ثالثا هل جاءنا خبر صادق من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يتصف بالصفة على كيفية معينة وهيئة محددة الجواب لا فاذا انتفت هذه الامور الثلاثة كان حينئذ المتكلم بكيفية صفة الله عز وجل متكلما بغير علم والكلام بغير علم لا شك انه من الباطل وليس من الحق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وايضا فاننا نقول اي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى؟ ان اي كيفية تقدرها في ذهنك فالله اعظم واجل من ذلك اعد وايضا فاننا نقول اي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى. ان اي كيفية تقدرها في ذهنك؟ كلكم في نسخة نعم اكمل. ان اي كيفية تقدرها في ذهنك فالله اعظم واجل من ذلك. واي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فانك كونوا كاذبا فيها لانه لا علم لك بذلك. وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديرا بالجنابة طيب طيب ينبه الشيخ رحمه الله الى دلالة عقلية ثانية فيقول ان اي كيفية تقدرها بذهنك فان الله عز وجل اجل واعظم منها الادق ان يقال ان كل كيفية ترد على الذهن فان كانت ترجع الى ما جنسه كمال فان الله عز وجل اعظم من ذلك واجل وان كان ما خطر بالبال من هذه الكيفية يرجع الى نقص فالله عز وجل ينزه عنه ثم انه يقال ثانيا ان اي كيفية تقدرها فان هذه الكيفية كذب ليست بصواب لانك تتكلم عن غير علم فما رأيت الله عز وجل ولا رأيت مثيلا له و معلوم يا ايها الاخوة ان ابن ادم علمه عاجز قاصر محدود محدود بالحواس الخمس لا يمكن ان يتجاوزها ولا يمكن ان يحيط علما تجاوز حدود هذه الحواس الخمس اما شيئا رأيته او شيئا سمعته او شيئا لمسته او شيئا ذقته او شيئا شممته وما تجاوز ذلك فانك لا يمكن البتة ان تصل الى علمه ومهما قدرت في ذهنك الان هيئة لا وجود لها صورة معينة غير موجودة في الواقع فانك مهما حاولت لن تستطيع ان ان تتجاوز مدركاتك التي ادركتها بالحواس الخمسة ما تجاوز ذلك فانك لا يمكن البتة ان تحيط علما به ولذا فان الواجب على المسلم حينئذ ان يقف ويعلم انه لا سبيل له الى ان يدرك كيفية صفة الله تبارك وتعالى اخرج اللاكائي رحمه الله عن عبدالرحمن بن مهدي الامام العلم المحدث الجليل انه بلغه عن فتى من الفتيان يتكلم في صفات الله عز وجل ويشبه ويخوض فيما لم يؤمر به بل يخوض فيما نهي عنه فدعاه وقال بلغني عنك كذا وكذا. قال نعم ثم بدأ يتكلم في مذهبه وطريقته فقال له على وينك دعنا نتكلم في المخلوق اولا فاننا اذا كنا عاجزين عن ادراك المخلوق فعجزنا عن ادراك الخالق اعظم ثم قال له حدثنا فلان عن فلان وساق باسناده الى زر ابن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى لقد رأى من ايات ربه الكبرى قال رأى جبريل عليه السلام وله ست مئة جناح فقال له اذكر لي كيف تكون هذه الاجنحة الستمائة كيف تكون فنظر اليه الشاب وما استطاع كلاما فقال ساهون عليك لن اسألك عن لن اسألك عن عن سبع عن سبعة وتسعين وخمس مئة جناح ساسألك عن ثلاثة فقط ركب لي الجناح الثالث يعني انا ادرك كيف يكون جناحان لكن كيف يكون ثلاثة اجنحة لا ادري ركب لي فقط الجناح رقم ثلاثة يقول فنظر اليه الشاب ثم قال نحن عن ادراك المخلوق عاجزين فادراكنا عن الخالق نحن فيه اعجز واستغفر الله عز وجل ورجع عن قوله اذا يا ايها الاخوة نحن عاجزون عن ادراك كثير من المخلوقات بل ربما نرى الشيء ولا نراه على حقيقته عندنا نقص اذا ينبغي ان نعرف قدرنا ولا نتجاوز هذا القدر الست ترى امامك اذا كنت تمشي في طريق بالظهيرة ترى امامك ماء لاحظ ان هذه الحاسة من اهم واقوى الحواس وهي حاسة البصر ومع ذلك خانتك هذه الحاسة وبينت لك شيئا ليس على وجهه. هل انت الذي رأيته هو ماء هل هذا الذي رأيتهما؟ ليس بماء اذا اذا كان هذا الشيء الذي انت تراه ومع ذلك عاجز آآ عن آآ اذا كنت تراه وليس رؤيتك له صوابا فكيف بالذي غاب عنك؟ كيف تروم؟ ان تكون ان تكون مدركا له لا شك ان هذا من الامور المحالة بالنسبة للانسان العاجز الضعيف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وحين اذ يجب الكف عن التكييف تقديرا بالجنان او تقريرا باللسان او تحريرا بالبنان يجب ان تكف بقلبك فلا تفكروا في هذا فلا تفكر في هذا الامر وتكف عن هذا بلسانك فلا تتكلم ولا تخوض فيه ويجب عليك ان تكف عن هذا ايضا ببنانك فلا تكتب حرفا فيه هذا هو الواجب عليك يا عبد الله وان تركت هذا ولم تعمل بهذه النصيحة فانك ستقع في لجج من بحار الشك والحيرة والضلال ولربما ادى هذا بك الى حد الانسلاخ من الدين فعلى الانسان ان يربع على نفسه وان يترفق بها وان يعرف حده وان يعرف الشيء الواجب عليه وفيما كلف به شغل وكفاية وهداية ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا لما سئل ما لك رحمه الله تعالى عن قوله الرحمن على العرش استوى كيف استوى اطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضاء اي العرق ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وروي عن شيخه ربيعة ايضا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول. نعم هذا الاثر العظيم عن الامام مالك رحمه الله اثر صحيح ثابت عنه رواه عنه اكثر من عشرة من تلاميذه وهو مخرج في كثير من كتب الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة باسناد صحيح عنه تلقاه اهل العلم عنه بالقبول واضحى ميزانا توزن به الصفات فكل صفة طبق عليها هذا الميزان النزول تقول النزول غير مجهول يعني من جهة اللغة لا يجهل الله ما حدثنا في كتابه بطلاسم والغاز او بكلام اعجمي لا يدرى ما هو حاشى وكلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته اذا ليس منه شيء مجهول لا يمكن العلم به البتة على جميع الخلق مستحيل. لا يمكن ان يأتي في القرآن هذا القرآن انزل لكي يتدبر اذا الاستواء والنزول وغير ذلك من الصفات غير مجهول. يعني معلوم من جهة اللغة والكيف غير معقول لا نعقل كيفية اتصاف الله عز وجل بهذه الصفة. وهذا هو لب موضوعنا الكيف غير معقول هذه هي الخلاصة وهذا هو اللب في هذا الدرس الكيف غير معقول والايمان به واجب يعني الايمان بصفة الله عز وجل وهي هنا الاستواء في هذا الاثر والسؤال عن ذلك بدعة. السؤال عن الكيفية. كيف استوى الله عز وجل لا شك انه بدعة بل لا شك انه جرأة على الله عز وجل وقريب منه ما جاء عن شيخه ربيعة الرأي وهو ايضا ثابت عنه كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله وغيره واخرجه اللالكائي وغيره عنه ان الاستواء معلوم والكيف مجهول وهو بمعنى الاثر السابق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد مشى اهل العلم بعدهما على هذا الميزان واذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه فالحذر الحذر من التكييف او محاولته فانك ان فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها. وان القاه الشيطان في قلبك فاعلم ام انه من نزغاته فالجأ الى ربك فانه معاذك وافعل ما امرك به فانه طبيبك. الله تعالى. هذا من الوصايا الحسان للشيخ رحمه الله في هذه الرسالة النافعة فعلى الانسان ان يأخذ بها ويلزم نفسه بها ويحذر من الاسترسال بهذه المهامه الخطرة فانها ستوقعه بمفاوز من الضلال وهنا اشار الشيخ رحمه الله الى وصف الله عز وجل بالطبيب وهذا قد جاء في سنن ابي داوود وغيره باسناد حسن من حديث ابي اه رمثا التميمي رضي الله عنه انه اتى ابيه الى النبي صلى الله عليه وسلم ولاحظ علامة النبوة الناتئة في ظهر النبي عليه الصلاة والسلام فعرظ على النبي صلى الله عليه وسلم ان يداويه وقال اني طبيب فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله الطبيب وانما انت رفيق فيوصف الله عز وجل بانه الطبيب الطب يراد به امران يراد به المداواة ويراد به الشفاء فاما الاول فانه يوصف به المخلوق المخلوق يداوي ويعالج واما الشفاء فهو مختص بالله تبارك وتعالى. واذا مرضت فهو يشفين فالطبيب بمعنى الذي يشافي هذا مختص بالله تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم. قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم. هذه كلها من نزغات الشيطان الوقوع في احابيله ولا ينجي الانسان من هذا الا لجوءه الى الله تبارك وتعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله وفي حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال وكذلك الانسان لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله نعم ختاما يعني اود التنبيه على ان السلف رحمهم الله كانوا محذرين وذاكرين ل نصائح تترى في هذا الباب بالاخذ بنصائحهم النجاة بتوفيق الله سبحانه من الوقوع في حمأة التمثيل والتشبيه ومن ذلك اولا نهيهم عن الخوض في الكيفية ولذلك يتكاثر في كلامهم ان اثبات الله ان اثبات صفات الله عز وجل بلا كيف؟ وهذا كثير جدا في كلامه وثانيا انهم كانوا ينهون عن التفكر في ذات الله عز وجل اورد اهل العلم عند تفسير قول الله جل وعلا ويتفكرون في خلق السماوات والارض جملة من الاثار في هذا ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله بل هذا قد جاء عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعا وقد اخرج الطبراني باسناد حسن كما قال الشيخ ناصر الالباني رحمه الله في السلسلة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تفكروا في الاء الله ولا تفكروا في الله عز وجل والامر الثالث انهم كانوا ينهون عن قياس الله عز وجل بخلقه وقياس الشمول الذي هو قياس المناطق وقياس التمثيل الذي هو قياس الفقهاء هذا في حق الله عز وجل ممنوع وليس للانسان ان يمثل الله عز وجل بخلقه بشيء من هذه الاقيسة ولذلك يقررون في عقائدهم ولا يقاس بخلقه انما يستعمل في حقه جل وعلا قياس الاولى الذي هو المثل الاعلى ولله المثل الاعلى كما مر معنا سابقا الامر الرابع انهم كانوا ينبهون الى ضعف العقول وعجزها وبالتالي يحذرون من الاسترسال وراءها فانها لا تقود الى العلم بما تجهل وبما لا يمكن ادراكه اخرج ابن بطة رحمه الله ان رجلا جاء بابن له الى ابن عباس رضي الله عنهما وذكر له انه قد اخذت الفكرة لبه وصرفته عن ربه يطلب منه ان ينصح له فقال تعالى يا ابن اخي ما هذا السواد الذي تراه قال فلان قال احسنت فما الذي وراءه قال لا ادري قال رضي الله عنه فكما جعل الله لابصار العيون حدا محدودا من دونها حجاب مستور فكذلك جعل لبصائر القلوب حدا محدودا من دونها حجاب مستور فمن الله عز وجل على هذا وتبصر ورجع عما كان عليه فعلى الانسان ان يدرك ان علم ابن ادم ضعيف ولا يمكن ان يتجاوز حدود ما يدرك والله عز وجل فوق ذلك والله عز وجل اعظم من ذلك والله عز وجل قد احتجب عن خلقه جل وعلا في الدنيا تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فهذه الامور الاربعة مما كان السلف رحمهم الله ينبهون وينصحون من خلالها ليحذر الانسان من الوقوع في هذا الامر والخلاصة ان النجاة بتوفيق الله عز وجل ان يرزق الانسان ايمانا وحكمة ان يرزق ايمانا يعظم به الله تبارك وتعالى ويقدره حق قدره ويتأدب معه جل وعلا وثانيا ان يرزق حكمة بحيث يفهم الادلة والنصوص على وجهها وينزلها منازلها ولا يتجاوز بها مواضعها اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه اتباعي باحسان