الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى في القاعدة السادسة يلزم في اثبات الصفات التخلي عن محظورين عظيمين احدهما اخر القاعدة. طيب قال رحمه الله واذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه. فالحذر الحذر من التكييف او محاولته فانك ان فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها. وان القاه الشيطان في قلبك فاعلم ان انه من نزغاته فالجأ الى ربك فانه معاذك. وافعل ما امرك به فانه طبيبك. قال الله تعالى واما ينزغنك انك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد ختام القاعدة الماضية في الدرس السالف كان يحتاج الى مزيد من الكلام عن هذه الوصية العظيمة فاقول تتميما الدرس الماظي ان هذه الوصية التي اوصى بها الشيخ رحمه الله في هذه الجملة من كلامه من في غاية الاهمية وذلك ان هذه الوساوس والخطرات التي تقع في النفوس فيما يتعلق بالله عز وجل وتورد صاحبها الموارد مما يبتلى به كثيرا في هذا الزمان بسبب شياطين الجن والانس فكم من الناس من وقع في قلبه ما وقع من وساوس رديئة تتعلق بالله سبحانه وتعالى قد اوقعته في حيرة وفي شك عظيم وربما كانت سببا في انسلاخه من الدين والعياذ بالله يقرأ كلاما مكتوبا او يطالعه بالشبكة او يسمعه من احد فيقع في نفسه ما يقع ولا يبادر الى علاج ما ابتلي به فلا يزال الامر يتطور حتى يصبح شيئا عظيما فعلى الانسان ان يتنبه من هذا المنزلق العظيم وان يعمل بوصيتين مهمتين الاولى ان يأخذ نفسه بما دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم من الوصايا المتعددة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن ابتلي بهذه الخطرات والوساوس المتعلقة بالله سبحانه وتعالى فيأخذ نفسه بها ويداوم عليها وهذه الوصايا ترجع الى ما يأتي اولا ان يقول المسلم اذا وقع في نفسه شيء امنت بالله ورسله وثانيا يقول الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وثالثا ان يدخل بعد قوله السابق ثلاثا عن يساره الرابع ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فانهما وقع في نفسه ما وقع الا بسبب وسوسة الشيطان ولا ينجيه من ذلك الا ان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى الامر الخامس ان ينتهي يلزم نفسه الزاما بان يقف عن هذه الفكرة الخاطئة وعن الاسترسال في هذه الوساوس التي يلقيها الشيطان في نفسه هذه خمسة هذه خمس وصايا نبوية حري بالمسلم ان يتعلمها وان يعلمها وان يراعيها في نفسه اذا ابتلي بشيء من هذه الخطرات اعيدها اولا ان يقول امنت بالله ورسله ثم يقول ولا اعني ثم الترتيب. فانه يرتبها كيفما شاء يقول الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ثم يتفل بعد هذه الكلمة ثلاثا عن يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وينتهي ولابد ان يحرص على هذا الامر الاخير فلو استرسل فان الامر سيزداد وان عصى الشيطان فانه سييأس عنه الوصية الثانية ان يراجع اهل العلم يسعى في طلب الدواء عند اهل العلم العلماء الذين يمكنهم بتوفيق الله عز وجل ان يكشفوا ما وقع في نفسه لا يذهب الى جحور الحيات والعقارب. يطلب الجواب منها او يدخل الى الشبكة ويبحث وربما يقع على كلام حسن وربما يقع على ما يزيده حيرة ويزيده شكا وانما يذهب الى العلماء الثقات فيسألهم وقد مر بنا في الدرس الماضي قصة ابن مسعود ابن عباس رضي الله عنهما مع الشاب الذي وقع في نفسه ما وقع ومما يذكر في هذا الباب ايضا ما اورد الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة الشافعي ان تلميذه المزني حك في نفسه شيء ووقع في نفسه خاطر رديء يتعلق بالله سبحانه وتعالى ذهب الى الامام الشافعي رحمه الله وكان جالسا في المسجد وجثا على ركبتيه بين يديه وشكى له ما يجد القصة طويلة لكن فيها ان الشافعي رحمه الله قال له كم نجما في السماء قال لا ادري قال فكوكب منه يعني مما في السماء تعرف جنسه وافوله وطلوعه ومما هو قال لا قال فشيء تراه بعينك من الخلق عاجز عن ان تعرفه فتطمح ان تعرف ما غاب عنك من الخالق سبحانه وتعالى ثم قال له اذا وقع في نفسك خاطر فارجع الى الله سبحانه والى قوله والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ان في خلق السماوات والارض الى اخر السياق من سورة البقرة ثم قال له فاستدل على الخالق بالخلق ودعك عما سوى ذلك فمثل هذه الامور لا تستهن بها يا من عافاك الله من هذه الوساوس والخطرات ما اكثر ما يقع منها في هذه الازمان فعلى الانسان ان يحمد الله ان عوفي وان يحرص على انقاذ من وقع فيها من اخوانه المسلمين والله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة السابعة صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها هذه القاعدة قرينة قاعدة ماظية تعلقت باسماء الله سبحانه وتعالى البابان في جانب الاستدلال هما في الحقيقة باب واحد الاسماء والصفات لا فرق بينهما من جهة الاستدلال والمصدر فكما ان صفات الله فكما ان اسماء الله سبحانه توقيفية وكذلك صفاته جل وعلا ومعنى كونها توقيفية يعني انه يوقف فيها عند حد ما ورد في الكتاب والسنة ولا يتجاوزها الانسان فيخوض بعقله بما يحلو له في نفسه ويتكلم في اسماء الله وصفاته باجتهاد منه هذا الباب باب توقيفي ليس لنا ان نثبت لله سبحانه الا ما اثبت الله لنفسه من الاسماء والصفات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا تثبت لله تعالى من الصفات الا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته قال الامام احمد رحمه الله تعالى لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا تجاوز القرآن والحديث هذه الكلمة من الامام احمد رحمه الله قاعدة ذهبية واصل اصيل ينبغي ان يحفظه طالب العلم قول مهم متين لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث وهذه الكلمة مأثورة عن الامام احمد رحمه الله من رواية جمع من اصحابه كتلميذه حنبل وغيره اهل العلم قاطبة على ما قال الامام احمد رحمه الله فالقضية قضية اجماعية قال السزي رحمه الله في رسالته الى اهل زبيد اتفقت الائمة على ان الصفات لا تؤخذ الا توقيفا يعني لا تعلم ولا تثبت الا من من جهة الكتاب والسنة وما عدا ذلك فليس للانسان ان يثبته وكذلك في جانب النفي فليس لنا ان ننفي عن الله سبحانه الا ما نفاه الله ونفاه رسوله صلى الله عليه وسلم عنه اذا على المسلم ان يثبت ما اثبت الله لنفسه وان ينفي ما نفى الله عن نفسه وان يسكت عما سوى ذلك وان يسكت عما سوى ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة اوجه. الاول نعم قبلها نتكلم عن ادلة ذلك وقد مرت لكن نعيدها من باب التذكير الادلة التي ذكرت في قاعدة ان الاسماء توقيفية هي هي ما يستدل بها هنا من ذلك ان الله عز وجل اخبر ان اسمائه حسنى وكانت اسماؤه حسنا لان او من اسباب كونها حسنى انها دلت على احسن ما يكون من المعاني وقد علمنا سابقا ان العقل لا يستقل بادراك احسن المعاني التي تضاف الى اعظم مسمى وهو الله سبحانه وتعالى اذا نكل هذا الامر الى عالمه فنصف الله بما وصف به نفسه والامر الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك اذا الله عز وجل انما يسمى بما سمى به نفسه وليس بما سمى به سماه به خلقه وهكذا الشأن في صفاته تبارك وتعالى الامر الثالث ان هذا الباب غيبي والعقل لا يمكنه ادراكه لانه خارج عن حدوده والله سبحانه يقول ولا تقف ما ليس لك به علم والامر الرابع ان تسمية الله او وصفه بغير ما ورد سوء ادب معه جل وعلا ما اقبح هذا التصرف ان تسمي الله او تصفه بما لا دليل لك عليه فان هذا معدود من سوء الادب وعدم اقدار الله عز وجل حق قدره والامر الخامس ما يتعلق ما يتعلق بالالحاد في اسماء الله سبحانه وقد علمنا ان من معاني الالحاد التي نص العلماء عليها من قديم ومن حديث تسمية الله عز وجل بما لم يسمي به نفسه وكذلك الشأن في الصفات اذا هذه ادلة خمسة تدل على ان صفات الله سبحانه توقيفية لا يتجاوز فيها القرآن والحديث. نعم. احسن الله اليكم رحمه الله ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة اوجه. الاول التصريح بالصفة كالعزة والقوة والرحمة والبطش والوجه واليدين ونحوهما. نعم ينبه الشيخ رحمه الله الى اوجه استنباط الصفات من النصوص كيف تعرف ان هذه صفة مضافة الى الله سبحانه وتعالى يقول الشيخ اولا التصريح بالصفة ان تذكر الصفة مضافة الى الله عز وجل وذكر امثلة على ذلك نعم بالعزة والقوة. العزة فان العزة لله جميعا ان العزة لله جميعا والعزة كما قد علمنا تعني ثلاثة امور عزة القوة وعزة الغلبة وعزة الامتناع وجميعها ثابتة لله تبارك وتعالى. نعم. والقوة والقوة ان الله اه هو الرزاق ذو القوة فوصف الله سبحانه بانه ذو القوة اذا القوة وصف له يضاف اليه تبارك وتعالى. نعم. والرحمة وكذلك الرحمة وربك الغفور ذو الرحمة فالله عز وجل اضاف الى نفسه الرحمة فهي اذا صفة له. نعم. والبطش والبطش ان بطش ربك لشديد البطش هو الاخذ بقوة وهذه صفة ثابتة لله عز وجل في نصوص كثيرة في كتابه وكذلك في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم والوجه وكذلك الوجه ويبقى وجه ربك. نعم واليدين وكذلك اليدان من صفات الله عز وجل كما فقال سبحانه بل يداه مبسوطتان فاضاف اليدين جل وعلا الى نفسه فهما اذا يدان حقيقيتان مضافتان الى الله جل وعلا لا يماثلان ايدي المخلوقين. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم قال رحمه الله الثاني تضمن الاسم لها مثل الغفور مثل الغفور متضمن للمغفرة. نعم الوجه الثاني لمعرفة الصفات ان يأتي الدليل على الصفة المضافة الى الله عز وجل من جهة التسمية وقد علمنا فيما مضى ان اسماء الله جل وعلا اعلام واوصاف كما علمنا ان الاسماء جميعا اسماء الله سبحانه الحسنى هي جميعا دالة بدلالة التضمن على ماذا على الوصف الذي اشتمل عليه الاسم ومثل على هذا الشيخ رحمه الله بما تسمع بالغفور الله عز وجل سمى نفسه بالغفور اذا ماذا نستفيد من هذا ان المغفرة صفة له سبحانه نعم والسميع متضمن للسمع والسميع متضمن للسمع الله عز وجل سمى نفسه سميعا اذا هو متصف بصفة السمع. نعم قال رحمه الله الثالث التصريح بفعل او وصف دال عليها هذه او هذا الوجه الثالث لمعرفة الصفة وهو ان يذكر الفعل مضافا الى الله عز وجل او يذكر الوصف كاسم الفاعل مضافا الى الله عز وجل فيستفاد من هذا اضافة الصفة اليه سبحانه وتعالى. نعم كالاستواء على العرش كالاستواء على العرش دل على الاستواء على العرش فعل اضيف الى الله عز وجل وهو قوله ثم استوى على العرش استوى على العرش استوى فعل ماض مشتق من مصدر ما المصدر هنا استوى استواء اذا نستفيد من هذا الفعل اضافة الصفة الى الله عز وجل فنقول من صفات الله سبحانه الاستواء والاستواء في صفات الله عز وجل ان عدي بعلى فانه بمعنى العلو والارتفاع وهذا قد جاء بسبعة مواضع في كتاب الله اعراف يونس رعد ثم في طه طرقان سجدة والحديد بها استوى ففي سبعة مواضع في كتاب الله اخبر سبحانه انه استوى على العرش اذا الاستواء صفة لله سبحانه وتعالى نعم والنزول الى السماء الدنيا والمجيء للفصل بين العباد يوم ما ذكر الدليل بعد الانتهاء طيب الامر الثاني او المثال الثاني نزول الله عز وجل الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر كل ليلة وهذا ثابت بل متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم مخرج في الصحيحين وغيرهما رواه عنه صلى الله عليه وسلم نحو من خمسة عشر من الصحابة رضي الله عنهم فرووا عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ربنا جل وعلا ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة اذا بقي ثلث الليل الاخر فيقول هل من داع فاستجيب له هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من سائل فاعطيه؟ نعم والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة كذلك المجيء لفصل القضاء يوم القيامة جاء فعل مشتق من ماذا جاء مجيئا اذا المجيء صفة لله عز وجل. وجاء ربك والملك صفا صفا اذا نستفيد من هذا اثبات المجيء لله عز وجل. نعم والانتقام من المجرمين كذلك الانتقام من المجرمين صفة لله عز وجل دل عليها قوله سبحانه ان من المجرمين منتقمون ولاحظ ان منتقمون على زنة اسم الفاعل فهو مشتق من ماذا من الانتقام اذا الانتقام من المجرمين من صفات الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله الدال عليها على الترتيب قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فقول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا الحديث وقول الله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله انا من المجرمين منتقمون استدلال الشيخ رحمه الله بهذه الادلة فيه لطيفة وهي ان اهل السنة والجماعة لا يفرقون في الاستدلال على صفات الله سبحانه لا يفرقون بين الادلة فتجد انه استدل باية واستدل بحديث ولا فرق اهل السنة والجماعة لا فرق عندهم بين ان تثبت الصفة في الكتاب او ان تثبت في السنة او ان تثبت بحديث متواتر او ان تثبت باحاديث احاد المهم عندهم ان يكون الحديث ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان كذلك تلقوه بالقبول ووضعوه على الرأس وقابلوه بالتعظيم واثبتوا ما دلت عليه هذه الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما سيأتي الحديث عنه ان شاء الله تفصيلا في القاعدة القادمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان