الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى الباب الثالث قواعد في ادلة الاسماء صفات القاعدة الاولى الادلة التي تثبت بها اسماء الله تعالى وصفاته هي كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد بعد ان ذكر الشيخ رحمه الله القواعد المتعلقة باسماء الله الحسنى ثم عطف عليها القواعد المتعلقة بصفاته جل وعلا العلا اورد ثالثا القواعد المتعلقة بادلة الاسماء والصفات وهذه القواعد التي ذكرها قواعد منهجية مهمة اعتمدها وسار عليها اهل السنة والجماعة في تعاملهم مع النصوص في باب الاسماء والصفات خصوصا وفي ابواب الدين عموما اولى تلك القواعد ان اسماء الله عز وجل وصفاته لا تثبت الا من طريق الكتاب والسنة وهذه القضية مضى التنبيه عليها وشرحها والاستدلال عليها غير مرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا تثبت اسماء الله تعالى وصفاته بغيرهما وعلى هذا فما ورد اثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب والسنة وجب اثباته وما ورد نفيه فيهما وجب نفيه مع اثبات كمال ضده. وما لم يرد اثباته ولا نفيه فيهما. وجب التوقف في لفظه فلا يثبت ولا ينفى لعدم ورود الاثبات والنفي فيه. واما معناه فيفصل فيه فان اريد به حق يليق بالله تعالى هو مقبول وان اريد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده هذا هو الامر المهم في هذه القاعدة اعني الجملة الاخيرة في كلام الشيخ رحمه الله ذكرنا الشيخ اولا بان ما ثبت لله من الاسماء والصفات وجب علينا اثباته ثم ذكرنا بان ما جاء نفيه من صفات الله سبحانه وجب نفيه مع اعتقادي كمال الضد وهذا ايضا مضى شرحه تفصيلا فبقي بعد ذلك امر ثالث وهو ما لم يرد اثباته ولا نفيه في النصوص ولابد ان يقيد هذا بان يكون محتملا لحق وباطل اعد الجملة واما وما لم يرد اثباته ولا نفيه فيهما مما يحتمل حقا وباطلا هذا هو مراد الشيخ وهذا هو محل البحث في هذا الموضوع عند علماء اهل السنة ثمة الفاظ لم يرد اثباتها ولا نفيها في النصوص معناها يحتمل الحق ويحتمل الباطل فما منهج اهل السنة والجماعة في هذه المسألة هذه الالفاظ تسمى عند اهل العلم بالالفاظ المجملة والمراد بكونها مجملة ان معناها يحتمل الحق والباطل و اهل السنة لهم فيها منهج مغاير لمنهج اهل البدع فان اهل البدع منهجهم ومذهبهم قائم على تفخيم هذه الالفاظ وتعظيمها بنوا اعتقادهم عليها ثم شددوا النكير على من خالفهم في هذه الالفاظ ففسقوا وبدعوا وربما كفروا من خالفهم في هذه الالفاظ التي ابتدعوها اما اهل السنة والجماعة فلهم منهج مغاير لهذا تمام المغايرة منهج اهل السنة في الالفاظ المجملة يتلخص فيما يأتي اولا منهجهم من حيث استعمالها فاهل السنة والجماعة لا يستعملونها البتة ولا يريدونها في كتبهم وفي تقريراتهم العقدية اطلاقا بل انهم ينسبون الى البدعة من يستعملها في تقرير الاعتقاد هذا الامر الاول الامر الثاني موقفهم منها حال المناظرة يعني كيف يتعاملون مع من يستعملها وقد علمت ان طوائف من المتكلمين بل جميع المتكلمين يستعملون هذه الالفاظ ويحشون كتبهم وتقريراتهم بها فما هو المنهج في التعامل معهم الجواب ان هذا الامر ينقسم الى شقين الاول يتعلق بالمعنى والثاني يتعلق باللفظ اما المعنى فان اهل السنة والجماعة يستفصلون عن معناها يستفصلون من يستعملها عن المعنى الذي ارادته فاذا ذكر شيئا من هذه الالفاظ قالوا له ماذا تريد بهذا اللفظ فان قال اريد كذا وكذا وكان ما ذكر حقا موافقا للكتاب والسنة فانه يقبل هذا الذي ذكره مع ارشاده الى استعمال اللفظ الشرعي واما ان كان المعنى الذي ذكره معنى باطلا مخالفا للكتاب والسنة فانهم يردون المعنى الباطل اما الشق الثاني فهو ما يتعلق باللفظ فاهل السنة والجماعة لا يتعرضون له لا بنفي ولا باثبات وسواء اكان المتكلم بهذه الالفاظ يريد بها معنى حقا او يريد بها معنى باطلا فاهل السنة لا يتعرضون للالفاظ لا بقبول ولا بنفي اذا هذا هو المنهج العام لاهل السنة والجماعة في التعامل مع هذه الالفاظ و سبب وعلة هذا المنهج عندهم راجع الى امور اولا ان هذه الالفاظ وسيأتي التمثيل لها الفاظ مبتدعة لم ترد في الكتاب ولا في السنة فكان على المسلم ان ينأى بنفسه عن استعمالها وثانيا هي الفاظ ليست واردة عن السلف الصالح ولو كان فيها خير لسبقونا اليها والامر الثالث ان هذه الالفاظ محتملة للحق والباطل واذا كانت كذلك كان استعمالها فيه لبس الحق بالباطل وهذا مما نهى الله عز وجل عنه ولا تلبسوا الحق بالباطل الامر الرابع ان هذه الالفاظ سبب لوقوع الشقاق والخلاف في الامة الامة انما تجتمع على الوحي وعلى الفاظ الوحي اما الالفاظ المحدثة فانها حمالة اوجه وكل يحملها على هواه وكم وقع في الامة من خلافات ونزاعات واحن بسبب هذه الالفاظ التي ما انزل الله بها من سلطان اذا هذا الذي ذكرته لك من اسباب امتناع اهل السنة والجماعة عن استعمال هذه الالفاظ واتخاذهم الموقف الحازم معها والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فمما ورد اثباته لله تعالى كل صفة دل عليها اسم من اسماء الله تعالى دلالة مطابقة او تضمن او التزام. كما مضى بسطه فيما تقدم من القواعد ومنه كل صفة دل عليها فعل من افعاله. كالاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة. ونحن وذلك من افعاله التي لا تحصى انواعها فضلا عن افرادها. ويفعل الله ما يشاء نعم كما مضى ومنه الوجه والعينان واليدان ونحوها ومنه الكلام والمشيئة والارادة بقسميها الكوني والشرعي. فالكونية بمعنى المشيئة والشرعية بمعنى المحبة ومنه الرضا هنا اشار الشيخ رحمه الله الى ان من صفات الله عز وجل الثابتة صفة الارادة ونبه رحمه الله الى ان هذه الصفة تنقسم الى معنيين كلاهما حق وكلاهما ثابت لله تبارك وتعالى اولا الارادة الكونية وثانيا الارادة الشرعية اما الارادة الكونية وقد تسمى الارادة القدرية فانها بمعنى المشيئة فما اراد الله كونا فقد شاء وما لم يرده كونا لم يشأ وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اما الارادة الشرعية وقد تسمى الارادة الدينية فانها ترجع الى معنى المحبة والرضا الله عز وجل يحب متعلقها وان كان هذا المراد قد يقع وقد لا يقع وتنبه يرعاك الله الى ان اهل السنة يثبتون الارادتين بخلاف اهل البدع الذين منهم من اثبت الارادة الكونية دون الشرعية ومنهم من اثبت الشرعية دون الكونية فوقعوا في الضلال والخطأ اما اهل السنة فوفقهم الله سبحانه ل الاخذ بالحق كله فاثبتوا الارادة الكونية واثبتوا الارادة الشرعية اتاني الارادتان تجتمعان وترتفعان وتنفرد احداهما عن الاخرى اما اجتماعهما ففيما وقع من الطاعات ما وقع من الطاعات ارادها الله ما وقع من الطاعات اراده الله كونا لانه شاءه فوقع واراده الله شرعا لانه يحب حصوله فاجتمع فيه الارادتان وترتفعان بمعنى ان لا توجد الارادة الكونية ولا الشرعية في حال معينة وذلك فيما لم يقع من المعاصي فما لم يقع من المعاصي فان الله سبحانه لم يرده كونا لانه لو اراده كونا لوقع وكذلك لا يريده سبحانه شرعا لان الله لا يحب المعاصي وتنفرد الارادة الكونية فحسب يعني تثبت الارادة الكونية فحسب فيما وقع من المعاصي و في الاعمال المباحة والاعيان التي لا يعلم ان الله يحبها فهذه ارادها الله سبحانه كونا فحسب المعصية التي تقع من ابن ادم واقعة بارادة الله الكونية لان الله شاءها فلما شائها وقعت ولا يمكن ان يقع شيء في هذا الكون الا بمشيئة الله اي بارادته الكونية والله اعز من ان يغالب في هذا الكون والعبد احقر من ذلك لكن لم يردها الله عز وجل شرعا لانه سبحانه لا يحب المعاصي وتنفرد الارادة الشرعية فحسب يعني تثبت وحدها دون الارادة الكونية فيما لم يقع من الطاعات الطاعة التي فالطاعة التي لم تقع بحال معينة هذه لم يردها الله عز وجل كونا لانه لو ارادها كونا لوقعت لكنه ارادها شرعا لانها طاعة محبوبة له ويمكن ان يمثل لهذه الاحوال بما يأتي اجتمعت الارادتان في ايمان ابي بكر رضي الله عنه ايمان ابي بكر اراده الله كونا اجيبوا اراده الله شرعا لا كونا او اراده كونا لا شرعا اراده الله كونا واراده الله شرعا. طيب ما الدليل على ان الله اراد ايمان ابي بكر كونا كونه وقع اي شيء وقع في هذا الكون؟ اي شيء حصل فهذا دليل على ان الله ها اراده كونا بمعنى شاءه لان ما شاء الله كاد كان هنا تامة يعني حصل وقع طيب واراده الله عز وجل شرعا نعم لان الله يحبه طيب ارتفعت الارادتان في كفر ابي بكر رضي الله عنه كفر ابي بكر رضي الله عنه اراده الله كونا لم يرده الله كونا لماذا لانه لم يقع اراده الله شرعا لا لان الله لا يحب لا يحب الكفر. اذا هذه الحال لم تكن مرادة لله لا كونا ولا شرعا الحال الثالثة اذا انفردت الارادة الكونية وحدها مثالها كفر ابي جهل كفر ابي جهل اراده الله كونا نعم نعم ما دليلكم كونه وقع فلما وقع علمنا انه ماذا مراد كونه هل اراده الله شرعا الجواب لا لان الله لا يحب لا يحب الكفر وجدت او انفردت الارادة الشرعية فحسب في ايمان ابي جهل ايمان ابي جهل اراده الله كونا نعم لا ما دليلكم كونه لم يقع اراده الله شرعا نعم لان الله يحب الايمان من الناس جميعا وها هنا سؤال كيف يريد الله عز وجل كونا ما لا يحب الجواب ان الله عز وجل اراده لغيره لا لذاته ما معنى هذا الكلام يعني اراد الله عز وجل ما يترتب على وقوعه وان لم يكن هو محبوبا لله كل ما يقدره الله عز وجل في هذا الكون من الشرور والمعاصي ووجود ابليس والكفار والظلم وما الى ذلك لله عز وجل في وجوده حكمة يحبها لاجلها قدر حصول هذه الشرور اذا هي مرادة لماذا لغيرها لا لذاتها فهمنا هذه المسألة يا جماعة كل ما يقدره الله عز وجل فله فيه حكمة بالغة سبحانه وتعالى وهنا مبحث لطيف اوصيك بقراءته لابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة في الاجابة عن السؤال الذي يتوارد على الاذهان كيف يقدر الله عز وجل المعاصي وهو لا يحبها اجاب عن ذلك رحمه الله من حوالي ثلاثين وجها وهو مبحث علمي ايماني اوصيك بان تنتفع به من امثلة ما جاء في النصوص من اه هذه اه او من هذين النوعين في الارادة قول الله سبحانه وتعالى ان كان الله يريد ان يغويكم الارادة هنا ما هي اجيبوا الكونية فقط لماذا؟ لان الاغواء ليس محبوبا لله تبارك وتعالى طيب وفي قوله سبحانه يريد الله ان يتوب عليكم هذه ارادة شرعية لان الله يحبها يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. هذه ارادة شرعية فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. هذه ارادة كونية لانها بمعنى المشيئة اذا كانت كلمة الارادة يمكن في غير القرآن استبدالها بالمشيئة تعلم انها ارادة كونية واذا كان يمكن استبدالها في غير القرآن بكلمة المحبة فاعلم انها فاعلم انها شرعية. اذا الارادة الكونية لابد من وقوع متعلقها والارادة الشرعية قد يقع متعلقها وقد لا يقع والارادة الشرعية يحب الله متعلقها وقد يقع وقد لا يقع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنه الرضا والمحبة والغضب والكراهة ونحوها نعم. ومما ورد نفيه عن الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده. الموت والنوم والسنة والعجز والاعياء والظلم الغفلة عن اعمال العباد وان يكون له مثيل او كفو ونحو ذلك شرح هذا بالتفصيل. نعم ومما لم يرد اثباته ولا نفيه لفظ الجهة فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة؟ قلنا له لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة اثباتا ولا نفيا. ويغني عنهما ثبت فيهما من ان الله تعالى في السماء. واما معناه فاما ان يراد به جهة سفل او جهة علو تحيط بالله او جهة علو لا تحيط به فالاول باطل لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة والاجماع. والثاني باطل ايضا لان الله تعالى اعظم من ان يحيط به شيء من مخلوقاته والثالث حق لان الله تعالى العلي فوق خلقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته نعم مثل الشيخ رحمه الله على لفظ مجمل الا وهو الجهة فهل نثبت الجهة لله عز وجل او هل ننفي الجهة عن الله عز وجل بمعنى هل نقول الله في جهة او نقول الله ليس في جهة ما رأيكم؟ ما الصواب منهما ها ليس لنا ان نذكر هذا لا اثباتا ولا نفيا هذا اللفظ لا نستعمله. طيب لو استعمله احد من الناس فاننا اذا كلمناه وناظرناه فاننا نقول له ماذا تريد فالجهة قد يراد بها جهة مخلوقة فلان في جهة يعني في مكان محاط من هذه المخلوقات الله عز وجل يتنزه عنان يحيط به شيء من مخلوقاته لا سيما والجهة قد يراد بها جهة سفل وقد يراد بها جهة علو اما جهة السفلي فالله عز وجل منزه عنها واما جهة العلو ففيها تفصيل ايضا فجهة العلو قد يكون الشيء فيها عاليا لكنه محايث لغيره او هو تحت غيره المصباح مثلا الذي يتدلى من السقف عال ام لا نعم عالم لكن هذا المصباح فوقه ماذا السقف والله عز وجل اعز واعظم واكبر واوسع من ان يحيط به شيء من مخلوقاته كذلك ان يكون شيء من المخلوقات محايثا لله فالله عز وجل يتنزه عن ذلك اذا في هذه الاحوال جميعا لا يجوز اثبات الجهة لله سبحانه وتعالى يبقى احتمال اخير وهو ان يراد بالجهة العلو المطلق يعني ان يكون الله فوق كل شيء وان يكون كل شيء تحته سبحانه فالجواب ان هذا المعنى حق ونحن نعتقد ان الله عز وجل فوق كل شيء. لكن نقول له استغني يا عبد الله بما جاء في النصوص فالله اثبت لنفسه العلو والله اثبت لنفسه الفوقية يخافون ربهم من فوقهم والله اثبت لنفسه السماء انه في السماء فنقول ان الله في السماء اامنتم من في السماء والسماء هنا او قوله في السماء هنا يراد به احد امرين لا ثالث لهما ان يكون معنى السماء العلو المطلق وهذا سائغ لغة فكل ما علاك فهو سماء والمراد بالسماء هنا السماء بمعنى العلو المطلق فوق السماء المبنية والمعنى الثاني ان يكون قوله في السماء بمعنى على السماء ففي هنا بمعنى على كما في قول الله عز وجل ولاصلبنكم في جذوع النخل في جذوع النخل يعني على جذوع النخل اذا نحن نعتقد ان الله عز وجل عال على كل شيء وهذه قضية ثابتة بادلة الشرع وبدليل العقل والفطرة والادلة عليها من الكثرة بحيث يصعب حصرها فليست الادلة احادا ولا عشرات ولا مئات بل الوف تثبت ان الله سبحانه عال على كل شيء وانه فوق كل شيء يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان اترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان فاذا الله عز وجل نعتقد علوه على كل شيء ونستعمل في بيان ذلك اللفظ الشرعي ونتجنب اللفظ البدعي من امثلة هذه الالفاظ ايضا لفظ الجسم وما اكثر ما يقع الخلط و الغلط بسبب اثبات هذا اللفظ او نفيه فمن الناس من يقول ان الله ليس بجسم فهل نقبل هذا النفي الجواب لا لان هذا اللفظ لفظ مجمل محتمل لحق ومحتمل لباطل فيا من تستعمل هذا اللفظ ماذا تريد به؟ ماذا تريد بقولك الله ليس بجسم فالجسم قد يراد به الجسم المعروف المعهود في الانسان والحيوان ذي اللحم والدم والعظم وزاده بسطة في العلم والجسم فما رأيكم بهذا النفي نعم نفي صحيح الله عز وجل ليس بجسم بهذا المعنى لكن قد يراد بالجسم انه القائم بنفسه او المتصف بالصفات او ما يشار اليه فما رأوا فما رأيكم بالنفي الان الجواب النفي ها هنا غير صحيح فالله سبحانه قائم بنفسه والله سبحانه يشار اليه كما اشار اليه اعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم والله متصف بالصفات اذا النفي ها هنا ليس بصواب وكذلك الشأن في الاثبات على وزان النفي فيه احتمال للصواب وفيه احتمال للخطأ. اذا ليس من طريقة اهل السنة استعمال هذا اللفظ ويستفصل بعد ذلك عن مراد قائله فنقبل المعنى او نرده في ضوء النصوص واما اللفظ فاننا لا نتعرض له لا بنفي ولا باثبات. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ودليل هذه القاعدة السمع والعقل. فاما السمع ما ما القاعدة هنا القاعدة الاولى الاصلية وهي اننا نتوقف في ثبوت ما ثبت لله من الاسماء والصفات عند حد ما ورد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما السمع فمنه قوله تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم هم ترحمون فقوله فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. وقوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقوله من يطع الرسول فقد اطاع الله. ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا وقوله فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا، وقوله وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم. الى غير ذلك من النصوص الدالة على وجوب الايمان بما جاء في القرآن والسنة ايات تترى ومثله ومثلها احاديث كثيرة كلها فيها الامر وفيها الحظ على الاخذ بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فاتبعوه واتبعوه فخذوه امثال ذلك من الالفاظ الحادة الامرة على اتباع الكتاب والسنة ولا الادلة في هذا يصعب حصرها الا بشيء من المشقة لكثرتها في الكتاب وفي السنة وفي اثار الصحابة رضي الله عنهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل نص يدل على وجوب الايمان بما جاء في القرآن فهو دال على وجوب الايمان بما جاء في السنة لان مما جاء في القرآن الامر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم. والرد اليه عند التنازع والرد اليه يكون اليه صلى الله عليه وسلم نفسه في حياته والى سنته بعد وفاته. نعم وما اتاكم الرسول فخذوه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول اذا واجب تحكيم النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغير وكبير ولاحظ هنا ان النبي صلى الله عليه ان الله سبحانه وتعالى امر باتباع السنة اتباعا مطلقا. وما اتاكم الرسول فخذوه وما اتاكم وهذا نفهمه على ان المراد ان نأخذ في باب الاعتقاد ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق متواتر فحسب ما رأيكم في هذا الكلام الجواب باطل بل من ابطل الباطل يا لله العجب اتستدرك على الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم سنته التي ثبتت عنه كلها حق وكلها على الرأس والعين وكلها لا خيار للانسان في قبولها او ردها فمتى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فواجب الاخذ به وليس للانسان خيار في ذلك سواء كان متواترا او كان احادا المهم وان يكون ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم وان من البلاء العظيم الذي ابتليت به الامة وجود اناس يطعنون في سنة النبي صلى الله عليه وسلم اما جملة واما بعضا فمنهم من يرد السنة جملة ويدعي انه لا يأخذ الا بالقرآن ويزعمون انفسهم قرآنيين وهذا لا شك انه من اعظم الضلال بل من اعظم الكفر بالله سبحانه وتعالى فمن رد حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم ثبوته فلا شك في كفره باتفاق المسلمين فكيف بالذي يرد السنة جملة وهناك من يرد بعضا وذلك بان يقول اقبلوا من الاحاديث ما كان متواترا ولا اقبل مكان احادا وهذا ايضا ضلال وافك مبين ولا فرق بين المتواتر والاحاد من جهة نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم واذا كان المتواتر يجب الاخذ به فكذلك الاحاد يجب الاخذ به والتفريق بينهما تفريق بين متماثلين و من الناس من يرد احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لكن بالتأويل وبالمعارضة فيزعم ان حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان عارض العقل قدم عليه واخر يزعم ان الحديث ان عارض العرف فانه يقدم العرف وثالث يقدم الاستحسان ورابع يقدم الرؤى والكشف وخامس وسادس الى اخر هذه المذاهب الرديئة ولا شك ان هذا كله من الضلال العظيم ومن وقع فيه فهو على شفا هلكه فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ولربما عاجل الله عز وجل من تردد او عارض سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالعقوبة في الدنيا قبل الاخرة وقد وقع هذا كثيرا وكان في هذا اية لعباد الله المؤمنين ان عليهم ان يخافوا وان يحذروا وان يقابلوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في القبول والانقياد والمحبة والاذعان في صحيح مسلم من حديث سلمة بن الاكوع رضي الله عنه ان رجلا كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فاكل بشماله فقال صلى الله عليه وسلم كل بيمينك فقال لا استطيع وهو كاذب هو يستطيع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستطعت ما منعه الا الكبر يقول الراوي فما رفعها الى فيه ما رفعها الا فيه ما استطاع بعد ذلك ان يرفع يده الى فمه. شلت يده والعياذ بالله وهذا لمخالفة ومعارضة سنة واحدة عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا الحذر الحذر من ان يعارض الانسان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو صغرت في عينه او في عين الناس وليس في سنة النبي صلى الله عليه وسلم صغير فالسنة هي الحسن الحصين الذي الذي من دخله كان من الامنين والباب العظيم الذي من ولجه كان من الواصلين السنة كما قال سهل ابن عبد الله رحمه الله مثل السنة في الدنيا مثل الجنة في الاخرة من دخل الجنة في الاخرة فقد سلم ومن دخل السنة في الدنيا فقد سلم اذا اردت النجاة فاذا اردت العافية واذا اردت الهدى واذا اردت الجنة فالزم السنة جاء رجل الى الامام مالك رحمه الله امام هذه البلدة الطيبة وشيخ هذا المسجد المبارك فقال يا ابا عبد الله اني اريد ان احرم فمن اين احرم قال احرم من ذي الحليفة ميقات النبي صلى الله عليه وسلم فقال فاني اريد ان احرم من المسجد يعني من هذا المسجد الرجل قاس بعقله قرأ ان المسجد النبوي افضل من ذي الحليفة اليس كذلك؟ المسجد النبوي افضل قال اريد ان احرم من هذا المسجد فقال لا تفعل فاني اخشى عليك الفتنة الفتنة تقلب القلب والرجوع من الحق الى الضلال والعياذ بالله فقال الرجل واي فتنة تلك انما هي خطوات ازيدها يعني بدل ان احرم من ذو الحليفة احرم قبل ذلك من هذا المسجد والامر يسير قال لا تفعل واي فتنة اعظم من ان تظن انك سبقت الى خير لم يسبق اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم اذا حذاري من ان ترد اليك سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو تعلقت باللحية ولو تعلقت بالشارب ولو تعلقت بالسواك ولو تعلقت بالحجاب ولو تعلقت بالعدة والاحداد ولو تعلقت باي امر جل او صغر الواجب عليك ان تتلقى ذلك بالتعظيم والقبول والاكبار والمحبة والمسارعة وهكذا يكون المثل وهكذا يكون المسلم الصادق والحذر من ان يعارض الانسان السنة برأيه او ان يقول والله انا ارى كذا وانا ارى كذا قال الله العجب اليوم ببعض وسائل الاعلام تعرض السنة على الناس تقبلونها او لا تقبلونها ما رأيكم هل تؤيدون هذا الحكم الشرعي او لا تؤيدون يا لله العجب سبحان الله العظيم. اللهم انا نبرأ اليك من ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم هل للانسان خيار في قبولها او ردها اي ايمان هذا الذي يحمله من يصل الى هذا الدرك واذا هذا المستوى الهابط والعياذ بالله سنة النبي صلى الله عليه وسلم محلها على الرأس والعين انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاين الايمان بالقرآن لمن استكبر عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم المأمور به في القرآن الله اكبر. واين الايمان بالقرآن لمن لم يرد النزاع الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد امر الله عز وجل به في القرآن الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي امر به القرآن لمن لم يقبل ما جاء في سنته. ولقد قال الله تعالى ونزلنا عليك الكتابة بيانا لكل شيء ومن المعلوم ان كثيرا من امور الشريعة العلمية والعملية جاء بيانها بالسنة فيكون بيانها بالسنة من تبيان القرآن نعم. واما العقل فنقول ان تفصيل القول فيما يجب او يمتنع او يجوز في حق الله تعالى من امور الغيب التي لا يمكن ادراكها بالعقل فوجب الرجوع فيه الى ما جاء في الكتاب والسنة العقل يقرر انه ليس للانسان ان يتكلم الا فيما يعلم هذه قضية عقلية او لا جميع العقلاء متفقون عليها ان على الانسان الا يتكلم الا فيما يعلم والعقل محدود وصفات الله عز وجل في كيفياتها وحقائقها وكنهيها ليست من حد العقل يعني العقل لم يحط علما بها وبالتالي هل العقل يقول للعقل ان يخوض فيها او ان العقل يقول ليس للعقل مجال فيها الثاني العقل يقول ليس للعقل مجال في الدخول فيها. اذا العقل هو الذي دل على ان العقل ليس له مجال للاثبات او النفي فيما يتعلق بماذا؟ بصفات الله تبارك وتعالى. اذا هؤلاء الذين يزعمون اتباع المعقولات وتعظيم العقل هم في الحقيقة قد هدموا العقل وما اخذوا بالعقل العقل يقرر انه ليس له مجال في هذه الابواب والمطالب الالهية لان العقل لم يحط علما بالله تبارك وتعالى واذا كان لم يحط علما بالله ولم يحط علما بمثيل له تعالى الله عنه ان يكون له مثيل. اذا ليس له بعد ذلك الا ان يذعن للخلق وان يقف عند حد الاثر وان يأخذ بما جاء في الكتاب والسنة فحسب هذا الذي يقرره العقل ان كانوا يأخذون بالعقل والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان