الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة الثانية الواجب في نصوص القرآن سنة اجراؤها على ظاهرها دون تحريف لا سيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فهذه القاعدة الثانية من قواعد ادلة الاسماء والصفات وقد تضمنت هذه القاعدة التنبيه على ان الواجبة على المسلم ان يجري نصوص الكتاب والسنة على ظاهرهما لا سيما ما يتعلق منها باسماء الله عز وجل وصفاته والمقصود باجراء نصوص الكتاب والسنة على الظاهر هو ان يفهم معنى النص بضوء لغة العرب بحسب سياقه ويخالف الاخذ بالظاهر التحريف او ادعاء الاظمار او نحو ذلك اذا اهل السنة والجماعة يحملون نصوص الصفات على ظاهرها ويفهمونها في ضوء لغة العرب وهذا راجع عندهم الى اسباب اولا ان الله سبحانه انزل القرآن بلسان عربي مبين وامر باتباعه انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء والامر الثاني ان حمل النص من الكتاب والسنة على خلاف الظاهر قول على الله بغير علم والقول على الله بغير علم من المحرمات العظام وان تقولوا على الله ما لا تعلمون والامر الثالث ان ظواهر النصوص مطابقة لمراد الشرع فالله عز وجل انزل الكتاب واوحى الى نبيه صلى الله عليه وسلم ما يريد من عباده ان يفهموه فيتدبروه فيتذكروا فيعملوا لان العقلاء جميعا يدركون ان الغاية من الخطاب افهام ان الغاية من الخطاب افهام المتكلم وبالتالي فلا بد ان يكون الكلام مرادا للمتكلم ومقصودا للمتكلم هذا اذا كان يريد ان يكون كلامه هداية للسامع اما اذا كان المراد ان يكون الغازا وحاجي وطلاس وتعقيدا للسامع فهذا شأن اخر وكلام الله عز وجل ليس من هذا الباب اذا هذه ثلاثة اسباب تجعل من المتعين اعتقاد انه لا بد من حمل نصوص الكتاب والسنة على الظاهر لا سيما اذا كان ذلك متعلقا بنصوص الصفات فنصوص الصفات اولى واحق واجدر ان تحمل على الظاهر لانها قضايا غيبية المرجع فيها الى الخبر ولا مجال للاجتهاد العقلي في ذلك. وهذا قد مر بيانه غير مرة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ودليل ذلك السمع والعقل اما السمع فقوله تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقوله انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي. الا ان يمنع منه دليل شرعي الا ان يمنع منه دليل شرعي كأن الشيخ رحمه الله تشير هنا الى ان بعض النصوص ربما لا تحمل على الظاهر لوجود دليل شرعي اخر يبين المراد ويضرب اهل ويضرب اهل العلم لهذا مثالا بقوله سبحانه واذا قرأت القرآن فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قالوا لو حمل هذا على الظاهر لكان على الانسان ان يستعيذ من الشيطان الرجيم متى بعد تلاوة القرآن وهذا قد بينت السنة انه على خلاف ذلك وان على الانسان ان يستعيذ قبل القراءة الذي يظهر والله اعلم ان هذا اذا فهم في ضوء سياق كلام العرب لم يكن خروجا عن هذا السياق وذلك ان العرب تعبر بالماضي عن الفعل عند الشروع فيه وعند الانتهاء منه كما فصل هذا ابن القيم رحمه الله بكلام نافع في كتابه بدائع الفوائد وعليه فقوله فاذا قرأت القرآن يعني اذا بدأت او اذا شرعت او عند قراءتك القرآن وقالوا ايضا من الادلة على ان الكلام يحمل على غير ظاهره لدليل قوله جل وعلا اتى امر الله فلا تستعجلوه والامر في هذه الاية سيأتي وليس امرا ماضية بدليل قوله فلا تستعجلوه قالوا هذا حمل على خلاف الظاهر لان الظاهر بالفعل انه مضى وانقضى فحملناه على خلاف ظاهره لوجود الدليل على ذلك وهذا ايضا اذا علم ما عليه العرب في مجاري كلامهم فانه لم يخرج عن الظاهر وذلك ان العرب قد تعبر عن الفعل المستقبل بلفظ الماضي تأكيدا لتحققه وهذه نكتة بلاغية تلاحظ في هذا السياق وامثاله وعليه فلم يكن هذا الكلام محمولا على خلاف الظاهر نعم لو لم يكمل الانسان الاية لو اخذ فقط اتى امر الله لقيل ان الكلام على خلاف الظاهر لكن لو اخذ الكلام بتمامه اتى امر الله فلا تستعجلوا فان الكلام محمول على ظاهره والمقصود انه لو سلم بحمل الكلام على خلاف ظاهره فلابد ان يكون هناك دليل شرعي على هذا الحمل لابد ان يرد في الكتاب والسنة ما يدل على ان هذا النص على خلاف ظاهره. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم وبين انهم بتحريفهم من ابعد الناس عن الايمان فقال افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرثونه ثم يحرثونه من بعد ما عقلوا وهم يعلمون. وقال تعالى من الذين هادوا يحرفون الكلمة عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا. الاية متى ما سلك الانسان مسلك التحريف بنصوص الكتاب والسنة فليعلم انه قد سلك مسلك اليهود فانهم الرواد في هذا الباب والله عز وجل قد وصفهم بانهم يحرفون الكلمة عن مواضعه كما قال ابن القيم رحمه الله امر اليهود بان يقولوا حطة فابوا وقالوا حنطة لهواني وكذلك الجهمي قيل له استوى فابى وزاد الحرف للنقصان قال استوى استولى وذا من جهله لغة وعقلا ما هماسيان نون اليهود ولام جهمي هما في وحي رب العرش زائدتان فكل من حرف الكلام عن ظاهره فقال في نحو قوله جل وعلا وجاء ربك اي جاء امر ربك او قال في قوله استوى على العرش استولى على العرش او قال في قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة اذا بقي ثلث الليل الاخر اي ينزل امره او ينزل ملك من ملائكته هذا كله تحريف وكله حمل للكلام على خلاف ظاهره وكله قول على الله بغير علم لانه لا دليل عليه لا من الكتاب ولا من السنة قل اانتم اعلم ام الله لو كان الله عز وجل يريد منا ان نفهم من قوله استوى على العرش استولى لبين هذا ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد من قوله ينزل ربنا اي ينزل امره او ملك من ملائكته لبين هذا ما الذي كان يمنعه عليه الصلاة والسلام لم يكن ثمة مانع لا علم فعلمه عليه الصلاة والسلام اعظم العلوم بل هو اعلم الخلق بالله وكذلك قصد النصح والبيان هو الرحيم هو الشفيق بامته عليه الصلاة والسلام وكذلك البيان والفصاحة هو افصح من نطق بالضاد عليه الصلاة والسلام. اذا لم لم يبين ان الحق على خلاف هذا الظاهر اذا هؤلاء الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه ويحملون نصوص الصفات على خلاف ظاهره فان فيهم شبها باليهود عافانا الله واياكم من هذا البلاء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما العقل فلان المتكلم بهذه النصوص اعلم بمراده من غيره. وقد خاطبنا باللسان المبين فوجب قبوله على ظاهره. والا لا اختلفت الاراء وتفرقت الامة. نعم هذا امر عقلي يتضمن قظيتين اولا الله عز وجل اعلم بكلامه وعليه فانه تكلم سبحانه بكلام عربي مبين انزله لعباده ليتدبروه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وبالتالي فالله عز وجل نحن نقطع انه اراد منا ان نفهم هذه النصوص على ظاهرها والامر الثاني انه لو فتح باب التحريف في النصوص وادعاء حملها على خلاف ظاهرها فان هذا الدين سينقذ من اساسه فما من قضية فيه الا ويمكن ادعاء ان النص فيها على خلاف ظاهره فنصوص الصفات محمولة على خلاف ظاهرها ونصوص الامر والنهي محمولة على خلاف ظاهرها فيمكن للانسان ان يدعي في قوله مثلا واقيموا الصلاة انها ليست الصلاة المعهودة انما الصلاة على المعنى على المعنى اللغوي الذي هو الصلاة الذي هو الدعاء فمتى ما دعا الانسان اي دعاء كان فقد اقام الصلاة وقل مثل هذا في الزكاة والصيام والحج وغير ذلك ويأتي ثالث فيقول ويمكن ايضا ان نحرف نصوص اليوم الاخر فليس هناك جنة فيها خمر ولبن وحور عين وما الى ذلك هذه كلها امثال وهذا كله نعيم نفساني ليس نعيما حقيقيا وليست هذه الامور محمولة على ظاهرها وهلم جرا في سلسلة طويلة من التحريف فاي شيء سيبقى من هذا الدين سالما لا شك ان فتح باب التحريف ان فتح باب التحريف وان حمل النصوص على خلاف ظاهريها بلا برهان من الله جل وعلا سيؤدي الى الانسلاخ من هذا الدين بالكلية ولو لم يكن في هذا المسلك الرديء الا هذه المفسدة لكفى بذلك تشنيعا وردعا عن سلوك هذا المسلك وسيأتي ان شاء الله في قادم هذه الرسالة ما يزيد هذا ما يزيد هذا الكلام بيانا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الثالثة ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار اخر فباعتبار المعنى هي معلومة وباعتبار الكيفية التي هي عليها مجهولة هذه قاعدة مهمة وهي تفريع على القاعدة الماضية الا وهي ان ظاهرة نصوص الصفات معلوم لنا باعتبار ومجهول لنا باعتبار اما باعتبار المعنى من حيث اصل المعنى اللغوي فانه معلوم واما الكيفية فانها مجهولة اما الامر الاول فان من نعمة الله عز وجل على العباد ان عرفهم نفسه جل وعلا عرفهم اسماءه وعرفهم صفاته جل وعلا جعل في كتبه التي انزلها على رسله من هذا الشيء الكثير وكتب الله لا سيما القرآن قد اشتملت في كثير من اياتها على اسماء الله عز وجل وصفاته اعود فاقول هذا من رحمة الله سبحانه لاجل ان يقوم العباد بعبادة الرحمن سبحانه فانه لا يمكن ان يعبد المجهول لو قيل لنا اعبدوا ربا لا تعرفوا عنه شيئا لو كان الامر كذلك لكان في هذا تكليفا بما لا يطاق كيف سيحب وكيف سيخاف وكيف سيرجى وكيف سيتوكل عليه وهو مجهول لكن لما اعلمنا جل وعلا عن نفسه انه جل وعلا رحيم وانه ودود وانه عزيز وانه ينتقم من المجرمين وانه يغضب وانه يبغض فانظر كيف يكسب هذا العلم؟ فكيف يكسب هذا العلم النفس انواعا من العبوديات فتقبل على ربها جل وعلا بالمحبة والاخلاص والرجاء والخوف والتوكل الى غير ذلك من انواع العبوديات الظاهرة والباطنة اذا الله جل وعلا خاطب العباد في هذه الكتب بما يعقلون ويعرفون وعرفهم نفسه جل وعلا اذا معاني نصوص الصفات معلومة لنا من جهة المعنى ويدل على هذا جملة من النصوص اولا النصوص التي دلت على ان هذا القرآن نور وبيان وتبيان وانه مفصل قال جل وعلا وانزلنا اليكم نورا مبينا هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. فصلت يعني بينت ووضحت ثانيا ان الله جل وعلا امر بتدبر كتابه بل جعل تدبر القرآن علة لانزاله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته افلا يتدبرون القرآن ولو كان القرآن بباب الصفات التي هي اشرف ما في القرآن لو كانت الغازا وطلاسم بمنزلة الكلام الاعجمي الذي لا يعرفه قارئه او بمنزلة حروف الهجاء التي لا معنى لها فاي تدبر يكون التدبر انما يكون لما يعلم معناه اما التدبر لما يجهل فانه امر لا يمكن ان يكون ايضا من تلك النصوص ذموا من لم يفهم القرآن بل جعل الله عز وجل ذلك عقوبة عل الذين اعرضوا عنه واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه. وفي اذانهم وقرا ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال انفه اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم قال صلى الله عليه وسلم كما اخرج احمد والترمذي وابو داوود لم يفقه القرآن من قرأه في اقل من ثلاث اذا الله عز وجل انما يذم من لم يفقه القرآن لانه يمكن ماذا يمكن فهمه والا لو كان مما لا يمكن فهمه فان هذا الذنب لا وجه له ايضا من تلك النصوص التي تدل على ان هذا القرآن نزل للفهم والتدبر ان الله سبحانه جعله بلسان عربي ليعقل انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ايضا من تلك النصوص وهي المجموعة الخامسة ان الله عز وجل يسر القرآن للذكر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر فهذا يدل وغيره ايضا على ان القرآن جميعا معلوم المعنى بالنسبة لعموم الناس يعني انه جميعا مما يمكن فهمه وتدبره فكيف يقال ان كتاب الله عز وجل فيه ما لا يعلم بل اشرف ما فيه وافضل ما فيه واعظم ما فيه وهو ما يتعلق بنصوص الصفات هذا الغاز هو احاجي يقرأه الانسان طلبا للبركة ولا يفهم منه شيئا البتة لا يمكن ان يقال هذا في كتاب الله سبحانه ولذا مضى السلف الصالح رحمهم الله على تدبر القرآن جميعا هذا آآ ابو عبد الرحمن السلمي التابعي الجليل رحمه الله يقول اخبرنا الذين يعلموننا القرآن كعثمان بن عفان وابن مسعود انهم كانوا كانوا يتعلمون من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لا يتجاوزونها حتى يتعلموا ما فيها من العلم. فتعلموا العلم والعمل والقرآن وما قال رحمه الله باستثناء نصوص الصفات هذا مجاهد التابعي الجليل رحمه الله يقول عرظت القرآن على ابن عباس رظي الله عنهما ثلاث عرظات اوقفه عند كل اية فيها اسأله عنها وما قال رحمه الله باستثناء نصوص الصفات فكنت اذا وصلتها فاني اغلق عيني واغلق قلبي ولا احاول ان افهمها فهذا كله يدل على ان نصوص الصفات معلومة المعنى لكنها من وجه اخر مجهولة الا وهي كيفياتها نحن نعلم ان معنى قول الله عز وجل ثم استوى على العرش يعني علا وارتفع لكن كيف استوى نقول الله اعلم هذه الكلمة ممنوعة كما قد تعلمنا القاعدة الماضية كلمتان ممنوعتان في بابين كيف في باب الغيب؟ ومن ذلك صفات الله عز وجل ولما ها في باب القدر فكيف انما تقال لما يعقل والله عز وجل ما نعقل صفاته وقد مر معنا في القاعدة السادسة من قواعد الصفات ان الشيء انما تدرك كيفيته باحد ثلاثة امور اولا ان يرى فاذا رأيته عرفت كيفية ذاته وعرفت كيفية صفاته والامر الثاني ان يرى مثيله ونظيره فنقيس هذا على هذا والامر الثالث ان ياتينا عنه خبر صادق وهذه الامور الثلاثة كلها منتفية في حق صفات الله تبارك وتعالى اذا كنا نجهل ما هو من المخلوقات كيف اتصف بالصفات خذ مثلا الملائكة عليهم الصلاة والسلام الم يخبرنا الله عز وجل عنهم ان لهم اجنحة جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع يزيد في الخلق ما يشاء نحن نعقل في حدود علمنا باللغة ما معنى جناح؟ نتصور في اذهاننا شيئا معينا عن معنى جناح قبل اضافته الى الذات اي ذات لكن ماذا عن كيفية اجنحة الملائكة ما لونها ما طولها؟ ما عرضها؟ ما سمكها هل نستطيع ان نتكلم في هذا بل ما هو اقرب وادنى الينا من ذلك هذه الروح التي بين جنبينا هي سبب حياتنا وبمفارقتها لاجسادنا موتنا كيفيتها كنهها مادتها نحن نعلم لها صفات جاءت جاءت في النصوص فجاء ان هذه الروح تصعد وتهبط وتكفن غير ذلك مما جاء في النصوص فكيف يكون ذلك وما ماهيته؟ وما كنه هذا بالنسبة لنا ماذا مجهول لاننا ما وقفنا على الكنه والحقيقة اليس لنا ان نتكلم فيه اذا اذا كنا عاجزين عن ادراك كنه مخلوقات لله فكيف نروم ان ندرك كيفية صفة الله عز وجل الخلاصة ان اهل السنة والجماعة اثباتهم للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف بمعنى اهل السنة والجماعة يعتقدون ان ما اخبرنا الله به عن نفسه حق يعلم معناه وتجهل كيفيته نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دل على ذلك السمع والعقل. اما السمع فمنه قوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك دبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. وقوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وقوله جل ذكره وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون والتدبر لا يكون الا فيما يمكن الوصول الى فهمه. ليتذكر الانسان بما فهمه منه. اذا الدرجة الاولى ان يفهم المعنى ثم يتدبر التدبر التأمل وادامة النظر وتكراره للوصول الى الفهم التام العميق ثم يسفر ذلك التذكر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكون القرآن عربيا ليعقله من يفهم العربية يدل على ان معناه معلوم والا لما كان فرق بين ان يكون باللغة العربية او غيرها. ولكان هناك حجة على النبي صلى الله عليه وسلم ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته لاعجمي وعربي اذا القرآن كله نزل بلغة العرب وكله مما يمكن فهمه وكله مما يمكن عقل معناه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن للناس شامل لبيان لفظه وبيان معناه. لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يبين اللفظ فيتلوه على اصحابه رضي الله عنهم فقط واما المعنى فانه لا يوضحه ولا يبين ما يستشكل منه بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يبين اللفظ ويبين المعنى معا. نعم قال رحمه الله واما العقل فلان من المحال ان ينزل الله تعالى كتابا او يتكلم رسوله صلى الله عليه وسلم بكلام يقصد بها هذا الكتاب وهذا الكلام ان يكون هداية للخلق. ويبقى في اعظم الامور واشدها ضرورة مجهول المعنى. بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يفهم منها شيء لان ذلك من السفه الذي تأباه حكمة الله تعالى. لا شك ان حكمة الله عز وجل تأبى ان ينزل كتابا يصفه بانه هدى وبانه شفاء ونور وبيان وتبيان ومفصل ثم بعد ذلك يكون كثير منه بل اعلى ما فيه واشرفه كلام لا يفهم له معنى البتة مثل حروف الهجاء الف باء ما معنى باء ما معنى تاء هذا لا يمكن طلب معناه طلب المعنى انما يكون للكلام كلامنا لفظ مفيد الكلام هو اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها وهذه الحروف ليست ليست كلاما وبالتالي فلا يمكن ان يكون ما اخبر الله عز وجل به عن نفسه وهو اعظم ما في القرآن ان يكون مجرد كلام لا يفهم له معنى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد قال الله تعالى عن كتابه كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير هذه دلالة السمع والعقل على علمنا بمعاني نصوص الصفات واما دلالتهما على جهلنا لها باعتبار كيفية فقد سبقت في القاعدة السادسة من قواعد الصفات. ومضى شرحها بالتفصيل. نعم وبهذا علم بطلان مذهب المفوضة مذهب المفوضة ان شاء الله نتكلم عنه في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان