الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين. قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى في القاعدة الثالثة وبهذا علم بطلان مذهب المفوضة الذين يفوضون علم معاني نصوص الصفات ويدعون ان هذا مذهب السلف والسلف بريئون منه هذا المذهب. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فا وقف المؤلف رحمه الله وقفة مهمة بالتنبيه على مذهب المفوضة الناس في الجملة في باب الصفات على ثلاثة مذاهب المذهب الاول مذهب اهل التمثيل والمذهب الثاني مذهب اهل التعطيل والمذهب الثالث مذهب اهل سواء السبيل مذهب اهل سواء السبيل هو مذهب السلف الصالح وهو الذي مضى عليه اهل السنة والجماعة وهو اثبات ما اثبت الله لنفسه وما اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل واما مذهب اهل التمثيل فقد مضى الكلام فيه مفصلا اما مذهب اهل التعطيل فانه منقسم الى ثلاثة مذاهب مذهب اهل التخييل ومذهب اهل التأويل ومذهب اهل التجهيل اما مذهب اهل التخييل فهذا مذهب طوائف من الفلاسفة فهم الذين زعموا ان لا حقيقة تحت ما اخبر الله عز وجل به من الصفات انما هي تخييلات تكلم بها النبي لتحقيق مصلحة ما وهم مختلفون فيما بينهم اكان النبي الذي تكلم بهذه التخييلات يعلم انه لا حقيقة تحتها ام لم يكن يعلم والمذهب الثاني مذهب اهل التأويل وهؤلاء سيأتي الحديث عنهم مفصلا في كلام المؤلف رحمه الله قريبا اما مذهب اهل التجهيل فهو المذهب الذي بين ايدينا الان وهو مذهب المفوضة هذا المذهب حقيقته راجعة الى تعطيل صفات الله تبارك وتعالى ولذا ادرجناه في مذاهب اهل التعطيل التفويض في اللغة هو الرد الى الشيء ومنه قوله تعالى وافوض امري الى الله واما في الاصطلاح فمذهب اهل التفويض هو اعتقاد ان ظواهر نصوص الصفات غير مراده لاقتضائها التشبيه وان لها تأويلا يعلمه الله فيفوض علمه اليه اذا هذا المذهب قائم على اساسين الاساس الاول ان ظواهر النصوص غير مراده وان شئت فقل هذه النصوص على غير ظاهرها تجرى على غير ظاهرها ولما فعلوا هذا قالوا لان ظواهر النصوص تفيد التشبيه تفيد تشبيه الله عز وجل بخلقه اذا ماذا نصنع اتى الاساس الثاني قالوا نقول ان لهذا الظاهر تأويلا لكن نحن نجهله ولا يعلمه الا الله او نفوظ هذا العلم الى الله عز وجل لاحظ معي ان الاساس الاول اساس مشترك بين مذهب اهل التأويل ومذهب اهل التفويض فاهل التأويل ايضا يقولون ان ظواهر النصوص مفيدة للتشبيه ولذا فانها محمولة على غير ظاهرها الى هنا المفوض والمؤول متفقا لكنهم بعد ذلك افترقا فالمؤول حدد المعنى المراد واما المفوض فقال لا يعلم هذا المعنى الا الله مثال ذلك قوله جل وعلا الرحمن على العرش استوى اذا جئت الى المؤول وجدته يقول هذه الاية على خلاف ظاهرها فالله عز وجل ما استوى حقيقة والمفوض يقول هذه الاية تجرى على خلاف ظاهرها. فالله ما استوى حقيقة اما المؤول فقال ولكن معنى استوى استولى نكد اذهاننا ونجتهد لنصل الى المعنى المراد والمفوض قال الله اعلم بما اراد لكن نقطع انه لم يستوي حقيقة لان هذا يقتضي يقتضي التشبيه وجرى بينهم وجرى بين الفريقين نقاش قوي المفوض قال للمؤول انت تتكلم بغير علم وتقول على الله عز وجل بغير علم فما دليلك على ان الله اراد من استوى استولى لا دليل عندك على ذلك الا مجرد ادعائك وهذا ايراد قوي والمؤول قال للمفوض لا يمكن ان ينزل الله عز وجل كتابا للتدبر لا يكون معلوم المعنى بل لا بد ان يكون لهذه الكلمة معنى يمكن الوصول اليه وقد اصابوا في هذا لكنهما اخطأ اخطأ من حيث ظن ان ظواهر النصوص موهمة للتشبيه او مفيدة للتشبيه فلا شك ان هذا باطل وما بني عليه بعد ذلك عندهما لا شك انه باطل اما كون نصوص التشبيه اما كون نصوص الصفات موهمة للتشبيه فلا شك ان هذه مقولة رديئة لا شك ان هذا منكر من القول وفيه من اساءة الظن بالله عز وجل ما فيه يا لله العجب الله سبحانه العظيم الذي له الصفات العلا والاسماء الحسنى والذي لا احد احب اليه المدح منه جل وعلا ولاجل هذا اثنى على نفسه واذا به يتكلم بكلام ظاهره يفيد التشبيه والتشبيه كفر ظاهره نسبة النقص الى الله تبارك وتعالى الله عز وجل يصف نفسه بالنقص ليمدح نفسه هذا حقيقة مذهب هؤلاء وهذا مما ينزه الله تبارك وتعالى عنه لا يمكن البتة ان يخبرنا الله عز وجل بكلام ظاهره الضلال لا سيما اذا تعلق به تبارك وتعالى انما توهم التشبيه مرض يقع في قلوب الذين ما عظموا الله عز وجل ولا قدروه حق قدره اما الذين عظموا الله سبحانه والذين قدروه حق قدره فلا يمكن البتة ان يقع في نفوسهم ان هذه النصوص مفيدة للتشبيه او حتى مهمة للتشبيه اذا تنبه يا رعاك الله الى ان هذه المقدمة هي اساس البلاء زعمهم ان ظواهر النصوص مفيدة للتشبيه. كلا والله بل هي مفيدة لما يليق بالله تبارك وتعالى من الاجلال والتعظيم وايهام التشبيه خلل في نفوس مرضى القلوب اما الذين يقرأون كلام الله ويسمعون حديث النبي صلى الله عليه وسلم وفيه صفات مضافة الى الله ثم يقال بعد ذلك انها مفيدة للتشبيه هذا لا يمكن ان يكون البتة من اهل الايمان الكامل اذا هذه هي اه القضية التي ادت الى وقوع الخطأ والعقدة التي تعثر بسببها كلا الفريقين مذهب اهل التفويض مذهب ظهر في اوائل القرن الرابع توهم اهله انهم يوافقون السلف ومن هنا كان هذا المذهب اعظم خطورة من غيره من هذه الجهة وهي من جهة حصول الالتباس عند من لم يحقق هذا الباب يحصل التباس حيث يظنون ان هذا المذهب هو مذهب السلف ولا شك ان مذهب السلف بريء منه زد على هذا ان هذا المذهب يكاد ان يكون المذهب الوحيد الذي يستدل اهله باثار السلف لكنهم مع الاسف الشديد يحملونها على غير مرادي من تكلم بها فيقولون مذهبنا هو مذهب السلف الم تسمعهم يقول الم تسمعهم يقولون امروها كما جاءت اذا هذا هو مذهب اهل التفويض والجواب الامر ليس كذلك ومن قال لكم ان معنى امروها يعني صموا اذانكم والغوا عقولكم وقلوبكم عن التفكر في معانيها ليس الامر كذلك امروها كما جاءت يعني اثبتوها كما جاءت من غير تحريف بدليل انهم يلحقون بهذه الجملة كلمة مهمة تجدهم يقولون امروها كما جاءت بلا بلا كيف ويا لله العجب من الذي يطالب بعدم الوقوع في التكييف اهو الذي يعلم المعنى ام الذي يجهل المعنى اجيبوا الذي يجهل الذي يعلم المعنى هو الذي يقال له انتبه لا تبالغ في الاثبات حتى تصل الى مرحلة التكييف انما اقتصر على ماذا على اثبات الصفة ومعرفة معناها في اصل اللغة وقفها هنا. واما التكييف فمرحلة لا يجوز لك ان تصل اليها اما الذي هو جاهل اصلا بمعنى هذه الكلمة ولا يعرف لها اي معنى بل هي عنده مجرد حروف مركبة ومؤتلفة مع بعضها اشبه بالطلاسم والالغاز لا لا معنى تحتها فمثل هذا لا يطالب بان يقال له ماذا بلا كيف الشاهد ان المفوضة ظنوا وتوهموا ان مذهبهم يوافق او هو قريب من مذهب المفوض من مذهب السلف والصواب انه بعيد تمام البعد عن مذهب السلف الصالح فالسلف الصالح يعتقدون ان الله عز وجل انزل كتابا بلسان عربي مبين ليعقل وامر بتدبره وذم وذم من لم يفقهه وبالتالي فلا يمكن البتة ان يكون فيه كلام لا يمكن معرفة معناه مطلقا هذا لا يمكن ان يكون يستحيل ان يكون في القرآن كلمة واحدة لا يمكن الوصول الى معناها فان قال قائل الم تسمع الى قول الله جل وعلا منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات متشابهات يعني غامضات وبالتالي فلا يعلم معناها فالجواب ان التشابه ها هنا انما هو تشابه نسبي وليس تشابها مطلقا ما معنى تشابه نسبي يعني انه قد يحصل تشابه لشخص معين في حال معينة ولكنه قابل للمعرفة هذا التشابه وهذه الكلمة تقبل ان تعلم. وهذا التشابه يقبل ان يزول فانا لقلة علمي ربما اقرأ في القرآن فاجد كلمة لا اعلم معناها هذه الكلمة بالنسبة لي في هذه الحال وفي هذا الوقت اصبحت ماذا كلمة متشابهة ولكن هل هذا الامر ضربه لازب يعني لا يمكن ازالة هذا الجهل لا الامر يسير. اذهب فاتعلم وتصبح هذه الكلمة بالنسبة لي واضحة اليس كذلك اذا التشابه يكون تشابها ماذا تشابها نسبيا وليس تشابها مطلقا. بدليل ان القراءة بالوصل ثابتة عن السلف رحمهم الله كما قال جل وعلا وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم فالراسخون في العلم يعلمون التأويل والتأويل ها هنا بمعنى التفسير قد يقول قائل وماذا عن قراءة الوقف وعليها الاكثر فنقول نعم هذه حق ولكن التأويل حينئذ على قراءة الوقف وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون يقول نقول ان التأويل ها هنا هو الحقيقة التي يؤول اليها الشيء فلا يعلم ذلك الا الله كما قال سبحانه يوم يأتي تأويله هل ينظرون الا تأويله؟ يوم يأتي تأويله. التأويل ها هنا حقيقة ما يؤول اليه الشيء فحقيقة صفات الله تبارك وتعالى وكونهها وكله ما يكون في اليوم الاخر وفي الجنة وفي النار هذا كله لا يعلمه ماذا الا الله تبارك وتعالى وهذا مما يقول به اهل السنة والجماعة. فالتفويظ عندهم على قسمين. حق وباطل اما الحق فهو تفويض كيفية الغيبيات واما الباطل فتفويض معاني ما اخبر الله تبارك وتعالى به في كتابه قد يقول قائل وماذا انت قائل في هذه الحروف المقطعة التي في اوائل السور فانها تنقض قولك الست تقرأ الف لام ميم؟ الست تقرأ كاف هاء ياء عين صاد؟ فما معنى هذه نجد كثيرا من الناس يقولون الله اعلم بمعناها اذا هناك في كتاب الله ما لا يمكن الوصول الى علمه وبالتالي فمعاني نصوص الصفات من هذا القبيل هي مما لا يمكن الوصول الى معرفة معناه والجواب ان هذا الايراد غير وارد لماذا لان هذه التي تقرأها يا رعاك الله في اوائل السور هل هي كلمات ام حروف عجيبة حروف والحروف يطلب لها معنى او لا يطلب لها معنى لا يطلب لها معنى عند جميع العقلاء وفي جميع اللغات لا احد يقول ما معنى الف لانه لو قال لي ما معنى الف لام ميم ساقول له وما معنى باء تاء ثاء فالحروف لا يطلب لها معاني المعاني تطلب لماذا للكلمات هذه التي عند جميع العقلاء يطلب لها المعنى لو اننا كنا نقرأ هذه الايات كهي عص حم عسق الم حم ها لكان هذا الكلام الذي اوردوه صحيحا لكن نحن نقرأها هكذا لا نقرأها حروفا الف لام ميم يبقى البحث بعد ذلك ما الحكمة من ايرادها الجواب هذا موضوع اخر هذا ليس موضوعنا الذي نتحدث فيه وهو ماذا هل في كتاب الله ما لا يمكن ادراك معناه ام لا هذا موضوع اخر ولاهل العلم فيه بحث طويل وارشدك الى كلام النفيس للغاية في هذا الباب للعلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه التبيان في ايمان القرآن فانه قد تكلم في هذا الموضوع بما بما لا مزيد عليه اذا اعود فاقول يا ايها الاخوة كتاب الله عز وجل كتاب عظيم نزل بلسان عربي مبين امر الله عز وجل بتدبره وبالتالي فانه جميعا مما يمكن معرفة معناه ومن ذلك نصوص الصفات و هذا المذهب اعني مذهب اهل التفويض لا شك انه مذهب مخالف للحق وبطلانه يظهر من اوجه كثيرة يظهر من جهة النقل ويظهر من جهة العقل ويظهر من جهة اللوازم الفاسدة التي تلزم عليه اما من جهة النقل فيرد مذهب اهل التفويض كل اية في كتاب الله بينت ان هذا القرآن هدى ونور مبين وبيان وتبيان وانه مفصل ثانيا يرد هذا المذهب كل اية في كتاب الله امرت بتدبر القرآن افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته هل الله عز وجل قال ليدبروا اياته الا ايات الصفات نعم ما قال الله ذلك؟ اذا ايات الكتاب جميعا هي مما ينبغي ماذا مما ينبغي تدبره. يرد مذهب اهل التفويض ايضا كل اية في كتاب الله بينت انه ميسر للذكر واذا كان ميسرا للذكر فلا بد ان يكون واظح المعنى ليس كتاب الغاز ولا احاجي ولا طلاسم يرد رابعا مذهب اهل التفويض كل اية في كتاب الله بينت انه نزل بلسان عربي مبين ليعقل انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ولا يمكن ان يعقل مجهول المعنى خامسا يرد مذهب اهل التفويض كل اية في كتاب الله ذمت من لم يفقه القرآن وهذا كله قد مضى الحديث فيه في الدرس الماضي اما عقلا فان مذهب اهل التفويض لا شك في بطلانه عقلا اولا من جهة استحالة ان يترك النبي صلى الله عليه وسلم امته بلا بيان في اشرف المطالب وهي المطالب الالهية اترون النبي صلى الله عليه وسلم يعلم امته كل شيء حتى القراءة حتى كيف ينام حتى كيف ينام الانسان وكيف يأكل وكيف يشرب وكيف يلبس حذاءه ثم ترك الامة بلا بيان ولا تعليم في اعظم ما يكون وهو الذي تطمح اليه كل النفوس وهو الذي تتشوف اليه كل القلوب وهو معرفة الله تبارك وتعالى باسمائه وصفاته مذهبهم يقتضي ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك امته سبهللا في هذا الباب وهذا امر نقطع معشر المسلمين في بطلانه ثانيا مما يدل على بطلان هذا المذهب عقلا ان اهل العلم مطبقون على انه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة هذا النبي صلى الله عليه وسلم يأمر امته بما امر الله عز وجل به من تلاوة كتابه والعكوف عليه يحض على الاكثار من قراءة القرآن وهذا امر لعموم الامة للعالم والجاهل وللصغير والكبير وللرجل والمرأة فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بقراءة كلام ظاهره التشبيه وبالتالي ظاهره الكفر دون ان يبين لهم ايتركهم معرضين للوقوع في الخطأ بل الضلال بل الكفر ولا ينبههم ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا في حديث واحد يا ايها الصحابة يا ايها المسلمون انتبهوا انتم تقرأون القرآن وفي هذا القرآن ايات ظاهرها التشبيه فمن اعتقد ظاهرها فقد كفر هل قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا ولو مرة واحدة بل هو عليه الصلاة والسلام حينما كان يحدثهم حينما كان يكرر عليهم كثيرا لان هذه الاحاديث المتعلقة بالصفات متكررة كثيرا. ورواها الجم الغفير من الصحابة يقول لهم ان الله تعالى ينزل اذا بقي ثلث الليل الاخر كل ليلة الى سماء الدنيا ولا مرة واحدة قال لكن انتبهوا ظاهر هذا الكلام تشبيه وكفر فلا تعتقدوه انما له معنى اخر الله اعلم به فقال هذا النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة اجيبوا لا والله اذا لا يمكن البتة ان يكون ظاهر النصوص التشبيه الذي هو ضلال وكفر هذا امر مستحيل اما اللوازم الفاسدة التي تدل على بطلان هذا المذهب هو معلوم لديك يا طالب العلم ان لازم المذهب ليس بمذهب ولكنه دليل على صحته او بطلانه فنحن نستدل على بطلان هذا المذهب ببطلان لازمه من اللوازم الفاسدة على هذا المذهب القدح في حكمة الله تبارك وتعالى واساءة الظن به حيث انزل كتابا وصفه بانه هداية ونور وموعظة ومع ذلك ظاهره التشبيه هذا يمتنع مع حكمة الله تبارك وتعالى ثانيا يلزم على هذا المذهب ان يكون القرآن كتاب اضلال لا هداية وبالتالي سيكون كتاب شقاء لا سعادة مع ان الله تعالى يقول طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ثالثا يلزم على هذا المذهب التكذيب بالنصوص التي دلت على ان القرآن نزل بلسان عربي مبين لانه على مقتضى كلامهم فيه طلاسم والغاز وكلمات اشبه بالأعجمية التي لا يدرى ما هي في كثير من اياته بل اشرف ما فيه اشرف ما فيه ليس بلسان عربي مبين. انما هو كلام لا يفهم له معنى فهو كتاب الغاز واحاجي وطلاسم يلزم على هذا المذهب ايضا تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم حيث ان لازم قولهم ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء من ربه وبلغ امته كتابا لا يعلم كثيرا مما فيه وهكذا هو عليه الصلاة والسلام كان يتكلم بكلام يتعلق باحاديث الصفات المتعلقة بالصفات السمعية الخبرية وهو لا يدري عليه الصلاة والسلام معنى ما يقول وهذا لا يجوز لمسلم ان يقوله كذلك فيه تجهيل السلف الصالح وانهم لا يعلمون الكتاب الا اماني يقرأون القط يقرأون القرآن ولا يفقهونه ولا يفهمون ما فيه بل لا يفهمون اشرف ما فيه وهذا يدرك كل من عرف حال الصحابة رضي الله عنهم وحال التابعين وحال اتباعهم انه من امحل المحال ايضا يلزم على هذا المذهب تخطئة السلف الصالح حيث كانوا يعكفون على هذا القرآن كل على هذا القرآن كله بالتدبر كما مر معنا قول ابي عبد الرحمن السلمي وقول مجاهد وغيرهما من السلف كيف انهما كانوا؟ كيف انهم كانوا يقفون عند كل اية؟ فيتدبرون ويتعقلون ومقتضى هذا ان الذي فعلوه عبث فالامر ليس لهم ان يحوموا حوله لان هذا مما استأثر الله عز وجل بعلمه يلزم على هذا المذهب ايضا فتح باب الانسلاخ من الشريعة لان كل مبطل يستطيع ان يقول ان هذه الاية متشابهة ولا ندري معناها ولها تأويل لا يعلمه الا الله لماذا حلال لكم حرام علي فهمتم هذه يا جماعة يعني لماذا نصوص الصفات بالذات هي التي من المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله فلتكن نصوص الامر والنهي كذلك اقيموا الصلاة واتوا الزكاة ولله على الناس حج البيت وهو الى اخره من نصوص الامر والنهي كلها متشابهة ليست على ظاهرها لها تأويل لا يعلمه الا الله ويأتي كذلك فيلسوف فيقول وكذلك نصوص الامر والنهي وكذلك نصوص اليوم الاخر كلها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله وبالتالي يغلق باب الهداية من قبل القرآن وبالتالي يمكن لهؤلاء الضالين المضلين ان يقولوا تعالوا عندنا هذا القرآن الذي تقرأونه كتاب لا يمكن ان تهتدوا من خلاله لانه كتاب غامض كتاب فيه تعقيد فيه تشابه مطلق فيه كلام لا يمكن ان تصلوا اليه لكن كلامنا نحن كلام بين كلام مفصل كلام واضح كلام فيه العلم والتحقيق. وبالتالي يمكن ان تهتدوا من خلاله فانظر يا رعاك الله الى هذه اللوازم الباطلة التي تدلك على ان هذا المذهب مذهب باطل ولوازمه لوازم خطرة وبالتالي هو ابعد ما يكون عن مذهب السلف الصالح نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقد تواترت الاقوال عنهم باثبات المعاني لهذه النصوص اجمالا احيانا. وتفصيلا احيانا وتفويضهم كانوا كانوا رحمهم الله ورضي عنهم يتكلمون بمعاني الصفات وينصون عليها ولارجع الى التفاسير تجد كلاما طويلا. نعود الى المثال الذي ذكرناه قبل قليل وهو الاستواء تجد العلماء كثيرا تكلموا من القديم والحديث كانوا يتكلمون عن معنى الاستواء فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه من وكذلك قد صعد الذي هو رابع. اذا كانوا يتكلمون عن معنى نصوص الصفات ولذلك ارجع الى كلام العلماء في التفاسير ارجعي الى كلامهم في كتب العقائد كالتوحيد لابن مندا كالشريعة للاجر كالتوحيد لابن خزيمة كذلك ما ضمنه عثمان ابن سعيد لنقظه على بشر الى غير ذلك. ارجع الى التبويبات التي بوب بوب علماء السنة آآ والحديث في كتبهم على الصفات تدل على انهم كانوا يعلمون معناها وكانوا يتكلمون وكانوا يدونون ما يفهمون ما معناه وليس ما يجهلون معناه. اذا قد تواتر عن اهل العلم من قديم انهم كانوا يعلمون نصوص الصفات. نعم. قال الله وقد وقد تواترت الاقوال عنهم باثبات المعاني لهذه النصوص اجمالا احيانا وتفصيلا احيانا وتفويضهم الكيفية الى علم الله عز وجل معلش قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه المعروف بالعقل والنقل. شيخ الاسلام ابن تيمية شيخ الاسلام هذا مصطلح من مصطلحات التقدير والتكريم وهو مصطلح مصطلح متأخر ومعناه شيخ كبير في الاسلام هو شيخ في الاسلام له قدم صدق وابن تيمية الامام العلامة العلم احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية الحراني المولود سنة احدى وستين وستمئة للهجرة المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة للهجرة عليه رحمة الله امام علم ما جاء قبله لعدة قرون مثله ولا اظن انه جاء بعده مثله رحمه الله رحمة واسعة. نعم في كتابه في كتابه المعروف بالعقل والنقل هذا كتاب عظيم من اعظم كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذي يسمى بكتاب العقل والنقل ويسمى ايضا بغير ذلك واشهر تسمياته درء تعارض العقل والنقل وهو الذي قال فيه تلميذه ابن القيم رحمه الله في النونية واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثاني كتاب ثمين وكتاب عظيم طبع في عشرة مجلدات اراد به الشيخ رحمه الله ان يرد على على القانون الكلي للمتكلمين القانون الكلي هو القانون الذي وضعوه لاجل تقديم العقل على النقل. انه اذا تعارض عقل ونقل قدم العقل على النقل الشيخ رحمه الله في مقدمة الكتاب ذكر هذا القانون في عدة اسطر ثم اجاب عنه في اربعة واربعين وجها تضمنت عشرة مجلدات عشرة مجلدات اجابت على على هذه الاسطر ولكنه كتاب ثمين وعظيم ومناسب لطالب العلم المتقدم واما طالب العلم المبتدئ فانه مما قد لا يناسبه لان هذا الكتاب بحر والبحر لا ينازله الا سباح ماهر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما التفويض فمن المعلوم ان الله عز وجل امرنا بتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه كيف يجوز مع ذلك ان يراد منا الاعراض عن فهمه ومعرفته وعقله الى ان قال وحينئذ فيكون ما وصف الله عز وجل به نفسه في القرآن او كثير مما وصف الله عز وجل به نفسه لا يعلم الانبياء معناه بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه قال رحمه الله ومعلوم ان هذا قدح في القرآن والانبياء. اذ كان الله عز وجل انزل القرآن واخبر انه جعله هدى وبيانا الناس وامر الرسول ان يبلغ البلاغ المبين وان يبين للناس ما نزل اليهم وامر بتدبر القرآن وعقله ومع هذا ما فيه وهو ما اخبر به الرب عن صفاته لا يعلم احد معناه فلا يعقل ولا يتدبر. ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل اليهم ولا بلغ البلاغ المبين وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد فيقول كل ملحد ومبتدع الحق في نفس الامر ما علمته برأيي وعقلي وليس في النصوص ما يناقض ذلك لان تلك النصوص مشكلة متشابهة ولا يعلم احد معناها وما لا يعلم احد معناه لا يجوز ان يستدل به. فيبقى هذا الكلام سدا لباب الهدى والبيان من جهة الانبياء وفتحا لباب من يعارضهم ويقول ان الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الانبياء. لاننا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالادلة العقلية والانبياء لم يعلموا ما يقولون. فضلا عن ان يبينوا مرادهم. فتبين ان قول اهل التفويض الذين يزعمون انهم متبعون للسنة والسلف من شر اقوال اهل البدع والالحاد انتهى كلام الشيخ رحمه الله. نعم هذا الكلام احال الشيخ في النسخة التي بين يديك الى بالطبعة القديمة التي كانت على هامش المنهاج وهو في الطبعة الحديثة المشهورة طبعة جامعة الامام في المجلد الاول من صحيفة صحيفة رقم مئتين وواحد الى مئتين وخمسة تقريبا وجد او دون الشيخ رحمه الله هذا الكلام فيه فانا اوصيك بالرجوع اليه والاستفادة منه. نعم قال رحمه الله وهو كلام سديد من ذي رأي رشيد وما عليه مزيد رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجمعنا به في جنات النعيم. امين صدق رحمه الله كلام سديد من ذي رأي رشيد وما عليه مزيد اتحفنا به عالم فريد اسأل الله عز وجل ان يبلغهما وايانا الجنة والمزيد والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان