الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم قال العلامة محمد ابن صالح ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة الرابعة ظاهر النصوص ما يتبادر منها الى الذهن من المعاني وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف اليه الكلام ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فهذه هي القاعدة الرابعة من قواعد ادلة الاسماء والصفات وهي قاعدة مهمة يحتاجها طالب العلم في فهم دلالات الكتاب والسنة في باب الاسماء والصفات ظاهر النص هل هو مراد او غير مراد هذا هو محل البحث في هذه القاعدة وقد مضى ذكر شيء يتعلق بهذا الموضوع فيما مضى ظاهر اللفظ هو ما يفهم منه بحسب السياق بضوء لغة العرب كما مضى بيان هذا والقاعدة عند اهل العلم ان الدلالة في كل موضع بحسب السياق وما يحتف به من القرائن اللفظية والحالية تنبه لهذه القاعدة المهمة واحفظها الدلالة تختلف في كل موضع بحسب السياق وما يحتف به من القرائن اللفظية والحالية وسيأتي في كلام الشيخ ان شاء الله تمثيل لهذا الامر به يتضح اكثر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق ومعنى اخر في سياق وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه ومعنى اخر على وجه فلفظ القرية مثلا السياق يختلف في دلالته على المعنى بحسب ما يحتف به من القرائن سواء اكان تركيبا للكلام او كان من حيث الاظافة او حيث او من حيث ما يسبق ويلحق من الالفاظ كل هذا راجع الى اختلاف السياق الذي يؤثر في فهم المعنى وسيأتي التمثيل على هذا الان. نعم قال رحمه الله فلفظ القرية مثلا يراد به القوم تارة ومساكن القوم تارة اخرى. فمن الاول قوله تعالى وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة او معذبوها عذابا شديدا. ومن الثاني قوله تعالى عن الملائكة ضيف ابراهيم انا مهلك اهل هذه القرية طيب لفظ القرية قد يراد به في القرآن السكان وقد يراد به المكان والذي يحدد هذا او ذاك انما هو السياق والمادة الجامعة بين هذا وهذا ان اصل مادة القرية يرجع الى الجمع تقول قريت الماء في الاناء يعني جمعته وبالتالي فان الناظرة في النصوص يجد ان القرية القرآن جاءت مرة يراد بها السكان وجاءت مرة يراد بها المكان ففي مثل نحو قوله جل وعلا انا مهلئ في قوله تعالى وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة او معذبوها سياق الكلام يدل على ان المراد من السكان لانهم هم الذين يستحقون العقاب والعذاب وليس المكان اما في قوله جل وعلا انا مهلك اهل هذه القرية في السياق ظاهر في ان المراد ماذا المكان لان وجود كلمة وجود كلمة اهل تمنع من ارادة ماذا؟ السكان. لا يمكن ان يكون المراد انا مهلك اهل هذه الاهل اليس كذلك وعليه فالقرينة ها هنا دلت على ان المراد بالقرية المكان لا السكان خذ مثلا قوله تعالى وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا ما المراد السكان بقرينة قوله اهلكناهم لما ظلموا لكن في مثل قوله تعالى او كالذي مر على قرية وهي خاوية ما المراد المكان بقرينة قوله وهي خاوية. اذا السياق هو الذي يحدد المعنى في كل موضع بحسبه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتقول صنعت هذا بيدي فلا تكون اليد كاليد في قوله تعالى لما خلقت بيدي لان يد في المثال اضيفت الى المخلوق فتكون مناسبة له. وفي الاية اضيفت الى الخالق فتكون لائقة به. فلا احد سليم صريح العقل يعتقد ان يد الخالق كيد المخلوق او بالعكس هذا ايضا مثال لي باختلاف المعنى المراد باختلاف السياق والسياق هنا اختلف في الدلالة بحسب الاظافة لما اضيف اليد لما اضيفت اليد الى الانسان فهم من هذا السياق معنى امسكت هذه الكأس او امسكت هذا الكأس بيدي وصنعت هذا بيدي هذا فيه اضافة اليد الى المخلوق فتفهم اليد ها هنا بناء على هذا ولا يرد على ذهنه الا هذا لكن في مثل قول الله جل وعلا لما خلقت بيدي بل يداه مبسوطتان لا يفهم الا يد الله عز وجل التي هي صفة لائقة به تبارك وتعالى ولا يمكن ان نفهم من هذه كما فهمنا من تلك. لا يمكن ان نفهم من هذه الاية مثل ما فهمنا من تلك. والسبب ان السياق اختلف في الدلالة بحسب الاظافة لما اظيفت اليد الى المخلوق فهم انها يد تناسب المخلوق تختص بالمخلوق. ولما اضيفت اليد الى الخالق تبارك وتعالى فهم ان المراد يد هي صفة لائقة الله عز وجل والسبب الاظافة الاظافة هنا منعت ان يفهم غير هذا منعت ان يفهم من هذه الاية غير هذا المعنى. اذا لا يمكن ان يقول قائل انني افهم من قوله جل وعلا لما خلقت بيدي انهما يدان كيدي المخلوق هذا لا يمكن ان يفهمه سليم القلب صحيح العقل هذه يد مضافة الى الله جل وعلا فانى يحصل هذا الاشتباه يد الله يد عظيمة يد كريمة تليق بذاته تبارك وتعالى فكيف يمكن ان يرد على ذهنك؟ انها كيد المخلوق الناقص العاجز الظعيف من كل وجه الله عز وجل اخبرنا ان السماوات مطويات وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمين اي يد هذه للمخلوق يمكن ان تكون كهذه اليد التي تطوي السماوات او تقبض الارض هل يوجد يد في المخلوقين هي كهذه اليد حتى يحصل نوع اشتباه اجيبوا اذا لا يمكن ان يقول قائل ان ظاهر هذه الاية هو ماذا هو التمثيل والتشبيه يد عظيمة لائقة بالله عز وجل مضافة اليه صفة له تجعلها مثل صفة المخلوق هذا لا يمكن ان يكون الا من جاهل او معاند الا من جاهل بحق الله تبارك وتعالى وجاهل بقدره العظيم سبحانه وتعالى او عنده عناد و اه تمرد على الحق فمثل هذا لا يستغرب منه ان يقول مثل هذا القول. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتقول ما عندك الا زيد وما زيد الا عندك فتفيد الجملة الثانية معنى غير ما الاولى مع اتحاد الكلمات لكن اختلف التركيب فتغير المعنى به اذا تقرر هذا السياق الان اختلف بحسب التركيب لاحظ انه حصل تركيبنا هنا وتقديم وتأخير اختلف المعنى المراد فيه في الجملتين فلاحظ حينما تقول ما عندك الا زيد المقصور الان القصر حصل على الصفة العندية وبالتالي فيكون المعنى المراد ما عندك احد الا زيد وليس عندك غيره ليس عندك غيره لا يصح ان تقول ما عندك الا زيد ولكن عندك عمرو هذا لا يتأتى اذا القصر ها هنا تعلق بماذا؟ بالصفة التي هي العندية ما عندك الا زيد ما عندك احد البتة الا هذا فقط الذي اسمه زايد لكن ما زيد الا عندك القصر ها هنا تعلق بالموصوف وبالتالي فيكون المعنى المراد زيد لا يغادر هذا المكان. هو عندك فقط ولا يكون في مكان اخر. لكن هذا لا يمنع ان يكون عندك ماذا؟ عمرو واضح؟ لان القصر ها هنا تعلق بماذا؟ تعلق بالموصوف الذي هو زيد ولم يتعلق بماذا ولم يتعلق بالصفة التي هي العندية. فلاحظ ان المعنى اختلف بحسب ماذا؟ بحسب التركيب اذا تفهم من كل سياق بحسبه لا يقول قائل ولكن الكلمات هي هي لو جئت ونظرت الى الكلمات وجدتها ماذا؟ هي هي الاختلاف فقط في التقديم والتأخير نقول وهذا الاختلاف في التقديم والتأخير هو الذي ادى الى اختلاف المعنى اذا لابد اذا نظرت في باب الاسماء والصفات ان تفهم فقه اهل السنة والجماعة واسخ الى فائدة جليل قدرها تهدي الى التحقيق والعرفان. ان الكلام اذا اتى بسياقه يبدي المراد من له اذنان اضحى كنس اضحى كنص قاطع لا يقبل التأويل يعرف ذا اولو الاذهان السياق اذا جاء واضحا مبينا كما جاء في نصوص الكتاب والسنة فانه بحسب السياق لا يمكن ان يكون الكلام مجملا لا يتبين المراد منه او موقعا في الغلط او قابلا للتأويل. هذا لا يكون نحن ننظر معشر اهل السنة الى النص اية او حديث من حيث الالفاظ وايضا من حيث السياق وبالتالي تعطى كل اية ويعطى كل حديث حقه من النظر الصحيح. وينزل اللائقة به فمثلا في قول الله عز وجل هل ينظرون الا ان يأتيهم الله الاتيان الان صفة لله عز وجل لائقة به. والسياق يدل على هذا ولكن في نحو قول الله عز وجل فاتى الله بنيانهم من القواعد هنا ليس اتيان الله ذاته انما هو اتيان عذابه بقرينة فخر عليهم السقف من فوقهم. اذا هذه ليست من الايات التي تدل على صفة الاتيان لله اتيان الله عز وجل كما جاء في النصوص الاخرى التي دلت على اتيانه تبارك وتعالى يوم القيامة اعيد فاقول هذه القاعدة مهمة لان بعض الناس يغلط او ربما يتطاول بعض اهل البدع على اهل السنة وينسبونهم الى شيء من آآ التناقض في الحكم على النصوص نتيجة لعدم فقه هذه القاعدة المهمة وهي ان الدلالة في كل موضع بحسب السياق وما يحتف به من قرائن اللفظية والحالية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تقرر هذا فظاهر نصوص الصفات ما يتبادر منها الى الذهن من المعاني وقد انقسم الناس فيه الى ثلاثة اقسام. هل نصوص الصفات على ظاهرها او على غير ظاهرها هل ظاهر النصوص مرادة او غير مراده انقسم الناس في هذه المسألة الى ثلاثة اقسام سيبينها الشيخ فيما يأتي. نعم قال رحمه الله القسم الاول من جعل الظاهر المتبادر منها معنى حقا يليق بالله عز وجل. وابقوا ديانتها على ذلك وهؤلاء هم السلف الذين اجتمعوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. والذين لا يصدق لقب اهل السنة والجماعة عليهم هذا القسم الاول وهم اهل الحق الذين قد فازوا به دون جميع الخلائق هم اهل السنة والجماعة السلف الصالح واتباعهم هؤلاء اعتقدوا ان نصوص الصفات على ظاهرها وهذا الظاهر هو اللائق بالله تبارك وتعالى ولا يمكن ان يفهم من هذا غير هذا البتة. لا يمكن ان يفهم من هذا السياق غير هذا البتة. هذه النصوص مفهومة في ضوء لغة العرب حق على ظاهرها اللائق بالله عز وجل يعلم معنى الكلام ولا تدرك حقيقته هذا هو منهج اهل السنة والجماعة هو الايمان بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تمثيل ولا تكييف هذا هو المنهج الحق القائم على الاسس العظيمة التي عليها ادلة كثيرة من الكتاب والسنة معضودة باجماع السلف الصالح الايمان بما وصف الله به نفسه وتنزيه الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين وقطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى هؤلاء كما ذكر الشيخ هم السلف واتباعهم. السلف مصطلح جليل يراد به اهل حقبة زمنية معينة هم الذين عاناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كما في الصحيح خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم اذا السلف واذا قلنا السلف فهل هنا عهدية وقد اه يزيد اهل السنة والعلماء اضافة توضح المراد فيقال السلف الصالح هؤلاء هم الصحابة والتابعون واتباع التابعين فهؤلاء هم اهل الخيرية الذين شهد لهم بهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. خير الناس وفي رواية خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هؤلاء هم اهل الحق الذين لا ينطبق وصف اهل السنة والجماعة الا عليهم وما احسن هذه الكلمة من المؤلف رحمه الله اهل السنة والجماعة وصف لا ينطبق الا على السلف وعلى اتباعهم السلف اهل الحقبة الاولى واتباعهم يعني من جاء بعدهم وسار على نهجهم هؤلاء ينسبون اليهم فيقال هؤلاء سلفيون دون بياء النسبة السلفي هو المنسوب الى السلف وليس المقصود الدعوة فما اكثر من يدعي الانتساب الى السلف ومذهب السلف براء منه كما نسمع في هذه الايام من اناس يزعمون ان منهجهم هو منهج السلف والواقع انهم ابعد الناس عنه اذ الناظر في حالهم يجد انهم سلوا السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم. وكفروهم بغير وجه حق ثم ادعوا بعد ذلك ان هذا مذهب السلف ووالله ان مذهب السلف لبراء منهم الشاهد ان المقصود هو ان يكون هذا الانتساب حقا تشهد له يشهد له الواقع والحال فمن كان كذلك كان سلفيا منسوبا اليه. مصطلح اهل السنة يشمل السلف والسلفيين فمجموع السلف والسلفيين هم اهل السنة والجماعة. لاحظ معي هنا ان التسميات في الجملة تنقسم الى ثلاثة اقسام هناك تسميات مشروعة وتسميات ممنوعة وتسميات مباحة اما التسويات المشروعة فهي التسميات التي دلت عليها النصوص او ما كان في معناها كالمؤمنين والمسلمين والمتقين وما الى ذلك وهناك تسميات ممنوعة وهذه التسميات قسمان اولا النسبة الى الفرق المذمومة والحزبيات البدعية فهذه النسبة اليها نسبة مذمومة او تكون النسبة نسبة مشروعة لكنها على وجه الفخر او العصبية كما في الحديث حينما قال احد الصحابة يا للمهاجرين وقال الاخر يا للانصار قال صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية وانا بين اظهركم النوع الثالث تسميات مباحة كالتي تكون فيها النسبة الى البلدان او المهن او ما شاكل ذلك. فهذه تسميات مباحة اهل السنة من التسميات المشروعة ففيها النسبة الى اسم محمود ممدوح وهو السنة امر اخر هو ان هذه التسمية تحقق مصلحة شرعية هذه التسمية نشأت قديما نشأت ووجدت فيما بين ايدينا منسوبة الى كلام اواسط التابعين كابن سيرين رحمه الله والحسن البصري واصبحت اكثر في كلام صغار التابعين كايوب السختياني وفشت اكثر في عهد اتباع التابعين كسفيان الثوري والفضيل بن عياض وفشت اكثر من هذا واكثر في عهد من بعدهم الى عهد الذين تلقوا عن اتباع التابعين كالامام احمد وابي عبيد وامثال هؤلاء من الائمة الاجلاء لاحظ ان نشأة هذه التسمية ارتبطت بحصول الابتداع والفرقة في الامة كما اخرج الامام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين رحمه الله انه قال كانوا لا يسألون عن الرجال حتى وقعت الفتنة. يعني حصل في الامة فتن وقلاقل وابتداع وفرقة فقالوا سموا لنا رجالكم فاما من كان من اهل السنة قبل حديثه ومن كان من اهل البدعة لم يقبل حديثه الشاهد ان هذا الاصطلاح ارتبطت نشأته بماذا بحصول الفرقة في الامة ووجود اهل البدع وهذا يحقق يحقق مصلحة شرعية عظيمة الا وهي مصلحة التميز تميز الحق وانفصاله عن الباطل وتميز اهل الحق مفارقتهم لاهل الباطل وهذه مصلحة شرعية عظيمة وذلك ان ممن ظل وانحرف وسلك طريق اهل البدع من لا يخرج من دائرة الاسلام فهو لا يزال مسلما اذا كيف يميز بينه وبين من ثبت على الحق المحض الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسار عليه اصحابه من بعده احتاج اهل السنة هنا الى هذا الاصطلاح الذي يميز الحق من الباطل ويميز اهل الحق من اهل الباطل. ولا شك ان بقاء الحق محفوظا مميزا بعيدا عن الشوائب والكدر سبب من اسباب بقائه واما اختلاطه بالباطل فانه سبب لاضمحلاله اذا احتاج اهل السنة والجماعة الى مثل هذا المصطلح الذي يتميز به اهل الحق عن غيرهم وهكذا المصطلحات القريبة منه كاهل الحديث وكاهل الاثر والجماعة مصطلح جاء في النصوص وهو مصطلح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء في حديث الافتراق من رواية معاوية رضي الله عنه من رواية انس ومن رواية عوف بن مالك وغيرهما من الصحابة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر افتراق الامة الى ثلاث وسبعين فرقة وذكر ان اثنتين وسبعين منها في النار وواحدة في الجنة قال هي الجماعة والمقصود بالجماعة هي التي اجتمعت على الحق وائتلفت عليه وذلك النسيم اهل البدع الافتراق وسيم اهل السنة والحق الاجتماع فالجماعة يراد بها كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله في الواسطية يراد بهذه الكلمة نفس القوم المجتمعين فهؤلاء يقال لهم الجماعة ويقال لهم كما جاء عن بعض المتقدمين يقال لهم اهل الجماعة ويقال وهو الاكثر والاشهر يقال هذا المصطلح مضافا الى اه مصطلح اهل السنة فيقال اهل السنة والجماعة فهم اهل السنة بعيدون عن البدع واهل اجتماع بعيدون عن الفرقة تمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم اثمر لهم ان اجتمعوا على الحق فاصبح قولهم من اولهم الى اخرهم متقدمهم ومتأخرهم كله قول واحد كانه صدر عن قلب واحد وهذا ولله الحمد ظاهر انظر الى مؤلفات المعتقد عند اهل السنة والجماعة. انظر الى مؤلف متقدم مؤلف في القرن الرابع او الخامس وانظر الى مؤلف في الاعتقاد مؤلف في هذه السنة المتأخرة وقارن بينهما تجد ان الكلام هو الكلام الاختلاف فقط في الصياغة والتعبير والا المضمون واحد كان الذي الف هذا والف هذا شخص واحد وهذا من عظيم توفيق الله لاهل الحق الذين ثبتوا عليه. ان الله عز وجل جمعهم على الحق فاضحوا حقا اهل السنة والجماعة. اذا تنبه الى هذا الملحظ المهم الذي ذكره الشيخ رحمه الله وصف اهل السنة والجماعة لا ينطبق الا على هؤلاء ومن هؤلاء؟ السلف الصالح والذين ساروا على نهجهم اما الذين خالفوا ذلك وفارقوا هذا النهج القويم فانه لا يصح بحال ان يوصفوا بانهم اهل السنة والجماعة ولا السلف الذين استعملوا هذا المصطلح ارادوا به الذين ربما وافقوا اهل السنة مثلا في مسألة او مسألتين ليس الامر كذلك هذا المصطلح انما نشأ واريد به التمييز بين من كان على الحق المحض الذي مضى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ابوه والذين فارقوا ذلك فالذين كانوا على هذا المحض على هذا الحق المحض هم الذين يستحقون هذا الوصف دون غيرهم. اعد الجملة قال رحمه الله القسم الاول من جعل الظاهر المتبادر منها معنى حقا يليق بالله عز وجل. وابقوا دلالتها على ذلك. وهؤلاء هم الذين اجتمعوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. والذين لا يصدق لقب اهل السنة والجماعة الا عليهم وقد اجمعوا على ذلك كما نقله ابن عبدالبر اجمعوا على ماذا اجمعوا على ان نصوص الصفات على ظاهرها اللائق بالله تبارك وتعالى. نعم كما نقله ابن عبدالبر فقال اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والايمان بها وحملها على لا على المجاز على الحقيقة لا على المجاز وهذه الجملة تشير الى الفرق بين اهل السنة واهل البدعة اهل السنة حملوا جميع النصوص المتعلقة بالصفات على الحقيقة اما اهل البدع فحملوا نصوص الصفات او بعضها او ما زعموا انه موهم للتشبيه على المجاز وهذا سيأتي في آآ قادم كلام الشيخ رحمه الله تفصيل له نعم قال رحمه الله الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة. نعم. وقال ابن القيم كلام ابن عبد البر رحمه الله هنا كلام نفيس والشيخ ناقل له عن الحموية نقله شيخ الاسلام رحمه الله في الحموية وهو موجود في كتاب التمهيد شرح الموطأ لابن عبد البر في الجزء السابع في صحيفة خمس واربعين ومئة. نعم وقال القاضي ابو يعلى في كتاب ابطال التأويل لا يجوز رد هذه الاخبار ولا التشاغل بتأويلها والواجب حملها على ظاهرها انها صفات الله عز وجل لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق. ولا يعتقد التشبيه فيها على ما روي عن الامام احمد سائر الائمة احمد عن الامام احمد وسائر الائمة. احسن الله اليك. على ما روي عن الامام احمد وسائر الائمة. هذا الكلام ايضا نقله شيخ الاسلام رحمه الله في الحموية بمعناه لا بلفظه وهو موجود في كتاب القاضي ابي يعلى ابطال التأويلات في الجزء الاول في صحيفة ثلاث واربعين والكلام تجد انه في اخره كأنه مبتور اعد اخر الجملة قال ولا يعتقد التشبيه فيها لكن على ما روي عن الامام احمد وسائر الائمة. ما هو الذي روي؟ تتمة الكلام في الكتاب اه انهم جميعا قالوا امروها كما جاءت انهم قالوا جميعا امروها كما جاءت وقد فهمنا في الدرس الماظي ما معنى كلام السلف؟ حينما قالوا في نصوص الصفات امروها كما جاءت. يعني ماذا اخذنا ها اثبتوها اثبتوها اذا المقصود بالإمرار ليس اننا نتلو الفاظا جوفاء لا معنى تحتها ونغلق اسماعنا وابصارنا وعقولنا عن التفكر فيها انما المقصود اننا نثبتها ونؤمن بها على ظاهرها دون تحريف لها. هذا مقصود السلف رحمهم الله من هذه الجملة نعم قال رحمه الله نقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية من مجموع الفتاوى لابن قاسم هذا هو المذهب الصحيح والطريق القويم الحكيم. وذلك لوجهين الاول انه تطبيق تام لما دل عليه الكتاب والسنة من وجوب الاخذ بما جاء فيهما من اسماء الله وصفاته. كما يعلم ذلك فمن تتبعه بعلم وانصاف يقول هذا هو الطريق القويم هذا هو المنهج الصحيح ما هو نعم اثبات الصفات وامرارها على ظاهرها اللائق بالله عز وجل يقول هذا هو الحق قطعا لما؟ لامرين. اولا ان هذا هو الايمان التام والتطبيق التام لما دل عليه الكتاب والسنة وهذا كما ذكرت لك دليل على ان اهل السنة والجماعة امنوا بالكتاب كله فجمعوا بين الايمان بقوله سبحانه ليس كمثله شيء. والايمان بقوله وهو السميع البصير. فاثبتوا لله ما اثبت لنفسه ونزه الله تبارك وتعالى عن مشابهة المخلوقين. نعم قال رحمه الله الثاني ان يقال ان الحق اما ان يكون فيما قاله السلف او فيما قاله غيرهم. والثاني باطل لانه يلزم منه ان يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان تكلموا بالباطل تصريحا او ظاهرا. ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريح ان ولا ظاهرا بالحق الذي يجب اعتقاده وهذا يستلزم ان يكونوا اما جاهلين بالحق واما عالمين به لكن كتموه وكلاهما باطل وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فتعين ان يكون الحق فيما قاله السلف دون غيرهم يقول الشيخ رحمه الله الدلالة الثانية التي تدل على ان هذه الطريق هي الطريق القويم هي ان هذا الذي مضى عليه السلف الصالح وهو امرار النصوص على ظاهرها كما نقل الاجماع على هذا قبل قليل في كلام ابن عبد البر والقاضي ابي يعلى يرحمك الله لابد ان يكون هو الحق لابد ان يكون ما مضى عليه السلف الصالح واجمعوا عليه هو الحق هذا امر قطعي لا شك فيه لان خلاف هذا اما ان السلف رحمهم الله كانوا ينطقون بالباطل جهلا منهم او كتمانا للحق يعني انهم لو كان المراد خلاف الظاهر لكانوا احد امرين اما جاهلين او خائنين اما جاهلين او خائنين. ومن عرف السلف الصالح وعرف حالهم يقطع ان هذين الاحتمالين في حقهم باطل فمن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عز وجل عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم اذا لا يمكن البت ان يكون السلف الصالح جاهلين في حق ما يتعلق بالله عز وجل او كانوا ماذا خائنين هذا لا يمكن ان يكون كانوا يتلون كتاب الله كانوا يروون للتابعين والتابعون يرون الى اتباعهم واتباعهم يروون لمن بعدهم احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا مرة ولا مرة واحدة. قالوا لهم هذه النصوص تفيد التشبيه. فاعتقدوا ان الله ينزل كنزول المخلوقين وايضا ولا مرة واحدة قالوا لهم اياكم ان تظنوا ان هذا النزول نزول الله عز وجل كلا بل هذا نزول امره او نزول ملك من ملائكته. ولا مرة واحدة يصرح بهذا الحق ان كان حقا لان ترك الناس على خلاف ذلك سيجعلهم يتوهمون ان الكلام على ظاهره. وهذا الاصل ان يحمل الكلام على ظاهره. الخروج عن الاصل خلاف الاصل عفوا الخروج عن الظاهر خلاف الاصل. اليس كذلك؟ والا الاصل ان نحمل كلام الناس على على ظاهره. الخروج عن هذا الاصل يحتاج الى بيان. وهم ما بينوا هذا ولا مرة واحدة ولا ولا حديث واحد ولا اية واحدة قالوا انها على خلاف ظاهرها اذا لابد ان يكون هذا الحق وهو ان تحمل نصوص الصفات على ظاهرها او هم كانوا جاهلين او كانوا خائنين وكونهم جاهلين او خائنين هذا امر مقطوع ببطلانه فتعين ان يكون الظاهر هو المراد ولذلك اذا نظرت في حال السلف من الصحابة فمن بعدهم في التعامل مع النصوص وما اورثهم التأمل في هذه النصوص تجد انهم ابعد تجد انهم ابعد ما يكونون تجد انهم ابعد ما يكونون عن الوقوع في التشبيه او الوقوع في التحريف في مسند الامام احمد وغيره خذ مثالا واحدا على هذا في مسند الامام احمد وغيره باسناد ارسله شيخ الاسلام وصححه غير واحد من الحفاظ بل قال المزي عليه جلالة النبوة قال الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره يعني تغييره للحال ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غياره سمع هذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم ابو رزين العقيلي رضي الله عنه فقال اويظحك ربنا قال نعم. قال لا عدمنا من رب يضحك خيرا انظر كيف اورثه هذا الحديث؟ وكيف اورثته هذه الصفة والايمان بها تعظيم الله عز وجل والرجاء فيه تبارك وتعالى لا عدلنا من رب يضحك خيرا لم يقل رضي الله عنه يا رسول الله يضحك اذا هذا يقتضي التشبيه والتشبيه غير لائق بالله او لعل المقصود يا رسول الله من يضحك انه يثيب وينعم لان هذا الظاهر الذي هو التشبيه لا بد من صرفه عن الله تبارك وتعالى افعل هذا يا اخواني والله ما فعل وانما اورثه هذا الحديث على ظاهره تعظيم الله عز وجل ومحبته والرجاء فيه. لا عدمنا من رب يضحك خيرا. وهذا هو الوجه المذهب والمنهج القويم كما قال الشيخ رحمه الله انتهى ما يتعلق بالقسم الأول بهذا القدر كفاية ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه