الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في مجلسنا وانفعنا بما علمتنا يا كريم قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى في القاعدة الرابعة قال رحمه الله القسم الثاني من جعل الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلا لا يليق بالله عز وجل. وهو التشبيه وابقوا دلالتها على ذلك نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا يزال فالحديث موصولا بالموضوع السابق وهذه المسألة التي نبحث فيها مركبة من امرين ما الظاهر المتبادر من نصوص الصفات ثم هل تجرى على هذا الظاهر ام لا هذا هو موضوع البحث في هذه المسألة هل او ما الظاهر المتبادر من نصوص الصفات والامر الثاني هل تجرى هذه النصوص على ظاهرها ام لا الناس في هذه القضية على اربعة اقسام قسم اجراها قسم اعتقد ان ظاهرها المتبادرة منها هو ما يليق بالله عز وجل وبالتالي فاجراها على هذا الظاهر وهذا هو مذهب اهل السنة الذي مضى في القسم الاول القسم الثاني هو هذا الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله وهو الذي اعتقد ان الظاهرة المتبادر من هذه النصوص هو ما يشابه فيه الله عز وجل المخلوقين وبالتالي اجروه اجروها على هذا الظاهر. اجروا هذه النصوص على هذا الظاهر الذي هو ماذا التشويه القسم الثالث الذي اعتقد ان ظاهرها يقتضي التشبيه كالقسم الماضي لكنه رأى انها لا تجرى على هذا الظاهر وهذا القسم تفرع الى مذهبين المذهب الاول هو الذي فوض علم ما يتعلق بهذه النصوص الى الله تبارك وتعالى وهؤلاء هم المفوضة الذين مضى الحديث عنهم والمذهب الثاني وهو الذي سيأتي الحديث عنه في القسم الثالث في كلام المؤلف هم الذين عينوا المراد وحددوا ما المعنى المراد الذي هو خلاف الظاهر اذا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات في الجملة الناس فيه على مذهبين هذا اعادة للكلام السابق لكن باسلوب اخر الناس في الجملة في الظاهر المتبادر من نصوص الصفات على مذهبيه المذهب الاول الذي اعتقد ان الظاهر المتبادر منها هو اللائق بالله تبارك وتعالى والذي ليس فيه اي شائبة للتمثيل وهؤلاء هم اهل السنة والجماعة وهم الذين فازوا بالحق المذهب الثاني الذي اعتقد ان الظاهر المتبادر منها هو ماذا التشبيه ثم انفصلوا الى فرقتين ارقى اجرت هذه النصوص على هذه الظاهر الذي هو التشبيه وهؤلاء هم الممثلة وسيأتي الحديث عنهم والقسم الثاني الذين رأوا انها تجرى على خلاف ظاهرها لان التشبيه في حق الله عز وجل ممنوع ثم بعد ذلك منهم من عين المراد ومنهم من فوض علم ذلك الى الله عز وجل هذا في الجملة ما يتعلق بتلخيص هذه المسألة مذهب اهل السنة مضى الحديث فيه ومذهب المفوضة مضى الحديث فيه ولم يذكره الشيخ هنا في هذه القسمة الثلاثية لعله لانه مضى الحديث عنه قريبا اما مذهب اهل التمثيل فهو القسم الثاني وهو وان كان مضى في القاعدة السادسة ما يتعلق به لكن كأن الشيخ رحمه الله رأى ان في اعادة ما يتعلق بهذا الموضوع ان في هذا مزيدا للتأكيد والتفهيم والتعليم هؤلاء الممثلة رأوا ان ظاهر النصوص يفيد مشابهة الله عز وجل للمخلوقين وبالتالي اجروا هذا الظاهر اه اجروا هذه النصوص على هذا الظاهر فاعتقدوا ان ما اتصف الله عز وجل به من الصفات هو فيه مماثل للمخلوقين فيد الله عز وجل عندهم كيد المخلوق ووجه الله عز وجل عندهم كوجه المخلوق وهكذا في بقية الصفات قال رحمه الله القسم الثاني من جعلوا الظاهر المتبادل من نصوص الصفات معنى باطلا لا يليق بالله وهو التشبيه وابقوا دلالتها على ذلك وهؤلاء هم المشبهة ومذهبهم باطل محرم من عدة اوجه. الاول انه جناية على النصوص انه جناية على النصوص وتعطيل لها عن المراد بها فكيف يكون المراد بها التشبيه؟ وقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء كيف يكون المراد من هذه النصوص التشبيه والله عز وجل يقول ليس كمثله شيء ويقول ولم يكن له كفوا احد ثم امر اخر كيف يكون ظاهر النصوص التشبيه والله عز وجل اظاف الصفات اليه جل وعلا لم يثبت صفات مطلقة بل اظاف الصفات اليه تبارك وتعالى فقال مثلا لما خلقت بيدي اليدان هنا مضافة الى الله عز وجل فكيف يتوهم انسان ان الظاهر من النصوص هو مشابهة الله عز وجل للمخلوقين وهل هذا الا جناية على النصوص وتقوين لها بما لا تحتمل وهذا ولا شك امر غاية في الامتناع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني ان العقل دل على مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات. فكيف يحكم بدلالة النصوص على التشابه بينهما العقل الذي سلم من نجاسة التشبيه وقذارة التمثيل يقطع بان بونا شاسعا بين الخالق والمخلوق في الذات والصفات بل من وجه اخر الممثلة انفسهم عامتهم يعتقدون ان الله عز وجل له ذات لا تماثل المخلوقين لكنهم يشبهون صفاته بصفات المخلوقين وهذا تناقض فان الاختلاف في الذات مع التماثل في الصفات ممتنع والعقلاء يدركون ان القول في الذات كالقول في الصفات سواء بسواء اذا لا يمكن البتة ان يكون مدلول نصوص الصفات هو مشابهة الله عز وجل للمخلوقين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث ان هذا المفهوم الذي فهمه المشبه من النصوص مخالف لما فهمه السلف منها فيكون باطلا نحن نقطع ان السلف الصالح رحمهم الله ما فهموا هذا الذي فهمه الممثل من نصوص الصفات حاشا وكلا ان يكون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذا التابعون وكذا اتباعهم وكذا ائمة اهل السنة من بعد قد فهموا من هذه النصوص ان الله تبارك وتعالى مشابه فيها للمخلوقين بل انهم كانوا ينبهون مرارا وتكرارا على ان ما يتصف الله عز وجل به من الصفات هو فيه غير مماثل للمخلوقين وهذا كثير في كلامهم رحمهم الله واذا كان ذلك كذلك فاننا نقطع ان هذا المذهب باطل لانه لا يمكن ان يجمع السلف على خلاف الحق لا يمكن ان يكون الحق قد ضاع في الامة في قرون متطاولة بل في افضل القرون وادركه هؤلاء الشذاذ الذين قالوا بمماثلة الله عز وجل للمخلوقين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال المشبه انا لا اعقل من نزول الله ويده الا مثل ما للمخلوق من ذلك. والله تعالى لم يخاطبهم الا بما نعرفه ونعقله فجوابه من ثلاثة اوجه. هذه حجة الممثل. ادلى بها الشيخ رحمه الله عنه وهي انه يزعم ان الله عز وجل خاطبنا في القرآن وكذا النبي صلى الله عليه وسلم في السنة بما نعقل ونحن لا نعقل من الصفات الا ما نشاهد وبالتالي فاننا مضطرون الى اجراء هذه النصوص على ما نعقل فنقول ان صفات الله عز وجل كصفات المخلوقين. نعم قال رحمه الله فجوابه من ثلاثة اوجه احدها ان الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه ليس كمثله شيء ونهى عباده ان يضربوا له الامثال او يجعلوا له اندادا فقال فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وكلامه تعالى كله حق. يصدق بعضه بعضا ولا يتناقض ان كنتم يا معشر الممثلة تزعمون انكم انما ذهبتم الى التمثيل اتباعا للدليل فان الدليل قد نص ايضا على ان الله ليس كمثله شيء افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض الذي وصف نفسه بانه قد استوى على العرش وانه يأتي يوم القيامة. وان له وجها ويدا وساقا جل وعلا هو الذي قال ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سم يا؟ ليس كمثله شيء وبالتالي الواجب على كل مسلم ان يؤلف بين النصوص والتأليف بين النصوص والاخذ بها جميعا ممكن متيسر ولله الحمد وهو ان نقول الله عز وجل متصف بهذه الصفات على ما يليق به لا كما المخلوق وبالتالي نكون قد جمعنا بين النصوص اخذنا او قلنا بالحق من جميع اطرافه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ثانيها ان يقال له الست تعقل لله ذاتا لا تشبه الذوات فسيقول بلى فيقال له فلتعقل له صفات لا تشبه الصفات فان القول في الصفات كالقول في الذات ومن فرق بينهما فقد تناقض. نعم. وهذا مضى الكلام عنه قال رحمه الله ثالثها ان يقال الست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الاسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية فسيقول بلى. فيقال له اذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق؟ مع ان التباين بين الخالق والمخلوق اظهر واعظم بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات هذا ايضا دليل عقلي بين وهو ان المخلوقات المحدثات الممكنات التي هي مشتركة في الخلق والامكان والحدوث متباينة في كنه الصفات مع اشتراكها باصل الوصف وهذا مضى مثاله غير مرة قلنا ان للرأس ان للجبل رأسا وان للابرة رأسا وان للنملة رأسا وان للفيل رأسا والرأس في كل هذه الامثلة رأس حقيقي يدركه الانسان ويعقل معناه ومع ذلك لا يقول عاقل ان هذه الرؤوس رؤوس متماثلة فاذا كان الاشتراك حاصلا بين المخلوقات في اصل الاتصاف وهو الذي سميناه بالقدر المشترك مع حصول التباين في القدر المميز الفارق يعني في الكنه والكيفية والحقيقة فلا ان يكون هذا ثابتا بين الخالق والمخلوق من باب اولى والله اعلم على كل حال الا وجه التي يرد بها على مثل هذا الدليل كثيرة وقد مضى بعضها فيما مضى وقلنا ان اثبات التشبيه في الصفات يعني اثبات النقص في حق الله عز وجل وهذا امر قطعي لازم من شبه الله بخلقه فقد انتقص والله عز وجل لا يمكن ان ينتقص نفسه وبالتالي فليس مدلول نصوص الصفات هو التشبيه ثمان هذه مغالطة التي يذكرها اه الممثل مغالطة في الحقيقة لانه يقول انا لا اعقل من هذه الصفات الا ما هو مشاهد فنقول له وهل عقلت كل الصفات للمخلوقين انت لم تعقل من صفات المخلوقين الا اقل القليل وهناك مخلوقات كثيرة متصفة بالصفات انت جاهل بصفاتها بل انت جاهل بصفتي وكونه وحقيقة ما هو اقرب اليك من كل شيء هذه الروح التي بين جنبيك انت جاهل بل جميع الخلق جاهلون بحقيقتها فكيف تزعم انك تحكم في ضوء ما تشاهد ربما يكون لك وجه في هذا الكلام والحق انه لا وجه لك لكن على سبيل التنزل لو كنت شاهدت جميع المخلوقات وبالتالي فانت تحكم بناء على ما تتصور فالحكم على شيء فرع عن تصوره لكنك يا ايها الانسان ما ادركت من مخلوقات الله عز وجل الا القليل والله عز وجل يقول ويخلق ما لا تعلمون المخلوقات كثيرة ولها صفات اكثر وانت ما عقلت منها الا اقل القليل. فكيف تقول بعد ذلك او كيف تدلي بهذه الحجة الواسعة فهذا منك مغالطة ودليل على ان هذه الشبهة داحضة لا قيمة لها نعم قال رحمه الله القسم الثالث من جعلوا المعنى المتبادل من نصوص الصفات معنى باطلا لا يليق بالله وهو التشبيه. ثم انهم من اجل ذلك انكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله اذا اتفق اهل القسم الثاني واهل القسم الثالث في شيء واختلف في شيء اخر اتفقا على ماذا نعم ان ظاهر النصوص يقتضي ماذا التشبيه ثم بعد ذلك الممثل اجراها وامضاها على هذا الظاهر واما اهل القسم الثالث الذين هم المؤولة فهؤلاء قالوا اننا مضطرون لصرف هذه النصوص عن ظاهرها. وهذا اعني انها تجرى على خلاف ظاهرها ايظا هم مشتركون فيه مع المؤولة مع المفوضة لكن المؤولة تميزوا كونهم عينوا المعنى الذي يؤول اليه النص واما المفوض فانه فوض علم ذلك الى الله عز وجل علمت فيما مضى ان الناس في الجملة في صفات الله عز وجل على ثلاثة مذاهب مذهب اهل التمثيل ومذهب اهل التعطيل ومذهب ومذهب اهل سواء السبيل ومذهب اهل التعطيل قلنا انه منقسم الى ثلاثة مذاهب مذهب اهل التخييل ومذهب اهل التجهيل ومذهب اهل التأويل مذهب اهل التخييل لم يتعرض له الشيخ رحمه الله في هذه آآ آآ في هذه القطعة من الكتاب وهو مذهب الفلاسفة الذين زعموا انه لا حقائق لهذه النصوص وانما هي مجرد تخيلات اقتضتها المصلحة والبلية بهذا المذهب في الامة قليلة اذا ما قورنت ببلية الامة بمذهبي التجهيل والتأويل مذهب اهل التجهيل الذي هو التفويض مضى الكلام فيه والان جاء الوقت للحديث عن مذهب اهل التأويل وقلنا سابقا ان هذين المذهبين قد اتفقا في درجة واختلفا في درجة اتفقا على ان ظاهر النص يفيد التشبيه وبالتالي وجب ان نجريه على خلاف ظاهره وهم في هذا متفقون ولاجل هذا اللقاني صاحب شرح الجوهرة اشار الى ان مذهب اهل التفويض هو مذهب التأويل الاجمالي وان مذهب اهل التأويل هو مذهب التأويل التفصيلي لان الكل متفق على ان النص ماذا على خلاف ظاهره لكنهم افترقوا بعد ذلك كما ذكرت الى تعيين او في تعيين المراد فالمفوض قال الله اعلم بما اراد والمؤول قال بل لا بد ان يكون لهذا النص معنى معلوما عندنا فالله لم ينزل كلامه ليكون طلاسم لا يدرى معناها اذا تلو قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى قالوا ان استوى بمعنى استولى واذا تلوا قول الله عز وجل وجاء ربك قالوا جاء امره واذا قرأوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا اذا بقي ثلث الليل الاخر الى سماء الدنيا قالوا ان الذي ينزل امره او رحمته او ملك من ملائكته وهلم جرا في جميع هذه الصفات التي لا يثبتونها لله تبارك وتعالى و المتكلمون كما علمت مختلفون الى هذين المذهبين لكن هنا خطأ شائع كتب كثير من اه آآ المؤلفين الذين تأثروا بمذهب الكلام فيزعمون ان مذهب التفويض هو مذهب السلف وان مذهب التأويل هو مذهب الخلف ويبنون على هذا تلك الجملة الذائعة الشائعة التي تقول ان مذهب السلف اسلم وان مذهب الخلف اعلم واحكم ولا شك ان هذا القول قول باطل اولا لمخالفته للواقع وهذا من جهتين اولا ان هذا القول ان من بنى على تصور ان مذهب السلف هو مذهب التفويض وهذا ليس بصحيح وقد علمت ذلك فيما مضى وثانيا انه لا يمكن ان يكون مذهب السلف بعيدا عن العلم والحكمة بل من علم بل من علم حال السلف يقطع بان مذهبهم هو الاسلم والاعلم والاحكم و هو الطريق للتي هي اقوى وبالتالي فلا يمكن ان يفوز الخلف بالعلم والحكمة دونهم فهذا امر مخالف للواقع قطعا والوجه الثاني لرد هذه المقولة من جهة ذاتها هذه المقولة في نفسها غير صحيحة بدليل انه جعل السلامة في مقابل العلم والحكمة وهذا شيء لا يمكن ان يقال به اي سلامة تلك التي تكون مع الجهل والطيش السلامة ثمرة للزوم العلم والحكمة اما سلامة مع جهل وطيش فانها لا يمكن ان تكون بل المعقول والمعهود ان الجهل والطيشة موقع في الضلال لا في السلامة وبالتالي فلا يمكن ان يقارن او يقابل بين السلامة والعلم والحكمة بل هذه الامور الثلاثة امور متلازمة ما كان اعلم واحكم هو قطعا اسلم وبالتالي يكون هذا هو مذهب السلف الصالح مذهب السلف الصالح حقا لا ما تخيله هؤلاء مذهب السلف الصالح الذي هو الايمان بما جاء في النصوص من صفات الله عز وجل واجراؤها على ظاهرها اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل اعود فاقول ان مذهب اهل التأويل هو انهم اعتقدوا ان ظاهر النصوص يفيد التشبيه فقالوا نحن مضطرون تنزيها لله عز وجل ان نجري هذه النصوص على خلاف ظاهرها وبالتالي نحدد ونجتهد ونكد ونكد اذهاننا حتى نصل الى المعنى المراد وهذا كالامثلة التي ذكرتها لك قبل قليل و الشيخ رحمه الله نبه تنبيها هنا وهو ان هذا المذهب يسمى مذهب التأويل والحق انه مذهب التحريف وصدق الشيخ رحمه الله فان هذا هو الوصف اللائق بهذا المذهب هذا المذهب مذهب تحريف وما اشبهه بمن حكى الله عز وجل او بحال من حكى الله عز وجل وهو او وهي حال اليهود الذين قال الله عز وجل عنهم يحرفون الكلمة عن مواضعه وكذلك هذا المذهب هو في الحقيقة مذهب تحريف وهو وان كان شائعا بانه مذهب التأويل لكن هذا هو الوصف الادق التأويل على المعنى الذي ارادوه وعلى الاصطلاح الذي تعارف عليه المتأخرون هو صرف اللفظ عن ظاهره لدليل التأويل اذا قيل مذهب التأويل او هذا تأويل فان المراد بالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره ليه دليل ولاحظ هنا ان الاصل بناء على هذا التعريف الاصل هو ابقاء النص على ظاهره والذي يخرج عن هذا الظاهر هو الذي يطالب بالدليل وليس من يبقى على الظاهر تنبه لهذا لانه يحتاج اليه في رد مذهب اهل التأويل هذا الاصطلاح كما ذكرت لك اصطلاح حادث متأخر ليس عليه اهل الاحتجاج في اللغة يعني العرب الذين يحتج بكلامهم ما استخدموا كلمة التأويل على هذا المعنى وانما التأويل في اللغة العربية الفصيحة التي يحتج بكلام اهلها يرجع الى معان اخرى وهي العاقبة التي يؤول اليها الشيء وعلى هذا جاء قوله تعالى هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله وكذلك يأتي التأويل في اللغة على معنى حقيقة الشيء حقيقة الشيء هو تأويله وهذا على ما جاء في قول الله عز وجل وما يعلم تأويله الا الله على قراءة الوقف ما يعلم تأويل هذه الغيبيات يعني حقائقها كصفات الله عز وجل حقائق ما يكون في اليوم الاخر الا الله سبحانه وتعالى ويأتي التأويل بمعنى التفسير وهذا كما انه شائع في اللغة هو شائع في كلام العلماء المتقدمين ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فالتأويل هنا بمعنى التفسير ويأتي التأويل على قول طائفة من اهل العلم ايضا بمعنى الحكمة او العلة الغائية وعلى هذا حمل طائفة من اهل العلم قوله تعالى ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبره وبعضهم حمل التأويل ها هنا على معنى التفسير وبعضهم حمل التأويل ها هنا على معنى عاقبة الشيء المقصود ان هذه المعاني المذكورة ليس منها شيء يرجع الى هذا المعنى الذي اصطلح عليه المتأخرون وبالتالي فاننا لا يمكن ان نحمل ما جاء في النصوص من كلمة التأويل على هذا المعنى المتأخر بل هذا امر لا يجوز شرعا في اي مصطلح متأخر ان تحمل نصوص كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عليه مذهب اهل التأويل مذهب مخالف للحق وقبل ان نبدأ بنقد هذا المذهب تنبه الى اصلين مهمين استصحبهما حين النظر في هذا الموضوع الاصل الاول هو ان ظواهر النصوص مطابقة لمراد الشارع هذا اصل مهم ينبغي عليك ان تستصحبه حين النظر في موضوع الصفات وذلك ان الله عز وجل انزل كتابه واراد منه ان يكون هدى للعالمين ونورا وبيانا وتبيانا وموعظة للمتقين وهذا لا يمكن الا اذا قيل ان هذه النصوص اراد الله تبارك وتعالى منها ما يظهر منها وهذا الذي اعتقده المؤمنون ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد قال النبي صلى الله عليه وسلم تركتكم على مثلي البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك قال صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم والانبياء انما كانوا يبلغون هذا الشرع بالفاظهم فدل هذا على ان هذه الالفاظ ظاهرها هو المراد الاصل الثاني ان ظواهر النصوص مفهومة للمخاطبين ظواهر النصوص مفهومة للمخاطبين وهذا امر مدرك عقلا فان فائدة الخطاب هي اعلام فان فائدة الخطاب اعلام المخاطب وافهامه هذا اذا اراد المتكلم بكلامه ان يكون بيانا وهدى لا الغازا واحاجب والله عز وجل بين انه انزل هذا القرآن بلسان عربي مبين وامر بتدبره بل تحدى الخلق به ولا يمكن ان يتحدى بما هو مجهول تحدى الله عز وجل الخلق به ان يأتوا بمثله او ببعضه او حتى بسورة منه وبالتالي فلابد ان يكون هذا القرآن قرآنا مفهوما وبالتالي فلا يمكن ولا يجوز ان يقال ان في كتاب الله عز وجل ما لا سبيل الى معرفته او ما لا يعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون اجمعون اذا استصحبت هذين المذهبين فانه يقال ان المتكلمين اصحاب هذا المذهب هم مع الاسف قد جعلوا همتهم في غير الكتاب والسنة وفي غير فهمهما واعتقدوا عقائد من طرق ليست هي الكتابة والسنة ثم اصطدموا بنصوص تخالف ما اعتقدوه وبالتالي وبالتالي رأوا انهم مضطرون الى ان يتجاوزوا هذه النصوص من خلال مركب ذلول هو مركب التأويل بنقض عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله على بشر يقول رحمه الله بلغني ان بشرا قد قال له اصحابه ماذا نصنع بهذه الاسانيد الجياد التي يردون بها علينا يعني اهل السنة يردون بها علينا كسفيان عن منصور عن الزهري وعن فلان عن فلان الى النبي صلى الله عليه وسلم. كيف نصنع معها فقال لهم بشر وهو من رؤوس المعطلة المؤولة قال لهم غالطوهم بالتأويل فتهونون فتكونون قد رددتموها بلطف اذ لم يمكنكم ردها بعنف اذا التأويل في حقيقته وسيلة لعدم الاصطدام بالنصوص التي تخالف ما اعتقد هؤلاء المتكلمون وبالتالي فان هذا المسلك مسلك التأويل هو مسلك تبري وتخلص من كل اه ما لا يريد المبطل ان يلزم به ولا شك ان هذا لو سلط على الاديان ومعاش الناس فانه سوف يفسد الدين والدنيا معه فان معاش الناس وكذلك دينهم لا يمكن ان يستقيم الا بان يحمل الكلام على ظاهره وعند ارادة خلاف الظاهر فلابد ان يكون المتكلم مبينا لهذا المراد ولا يترك الكلام عائما وعلى كل حال التأويل لما يستعمل من المبطلين في باب الصفات فقط بل استعمل في غيره من الابواب فهو كما ذكرت لك مركب ذلول يمكن لكل انسان لا يريد ان يلتزم بمعنى من المعاني او نص من النصوص فانه يقول لا هذا الكلام ليس على ظاهره انما هو على خلاف ظاهره. وهذا الذي سلكه هؤلاء ولذا قال قائلهم وكل نص اوهم التشبيه او اله او فوض ورم تنزيهه. فالتأويل اذا هو في الحقيقة مجرد وسيلة لا اقل ولا اكثر على كل حال سنبدأ ان شاء الله تعالى في مناقشة هذا المذهب في الدرس القادم لاني ارى ان الوقت قد داهمنا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان