الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وازه عنا خير الجزاء. قال محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القسم الثالث من جعلوا المعنى المتبادر من نصوص صفات معنى باطلا لا يليق بالله عز وجل. وهو التشبيه. ثم انهم من اجل ذلك انكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله وهم اهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عاما في الاسماء والصفات ام خاصا فيهما او في احدهما فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها الى معاني عينوها بعقولهم واضطربوا في تعيينها اضطرابا كثيرا. وسموا ذلك تأويلا وهو في الحقيقة تحريف ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الكلام لا يزال متصلا بموضوع ظاهر النصوص وقلنا في الدرس الماظي ان القسم الثالث ممن تكلموا في مسألة ظاهر النصوص وما هو المتبادر منها وما الذي يجرى عليه هذا الظاهر قلنا ان هذا القسم الثالث هو قسم اهل التأويل وهؤلاء مختلفون الى طرائق متعددة فمنهم من يؤول في الاسماء والصفات تأويلا عاما يعني يؤول جميع الاسماء والصفات ومنهم من يؤول تأويلا خاصا فيهما يعني يؤول بعض صفات الله عز وجل يثبت بعضا و الرد على هؤلاء كما ذكر الشيخ رحمه الله من وجوه وقبل ان نستعرض ما اورد الشيخ رحمه الله نذكر كلاما موجزا في مناقشة هذا المذهب الذي عمت البلية به مع الاسف الشديد فمذهب التأويل مذهب قد اثر كثيرا في المؤلفات والمصنفات وكذلك في العقول المذهب الذي نتحدث عنه مذهب اهل التأويل الرد عليه من وجهين وجه مجمل ووجه مفصل اما الرد المجمل فان المتكررة عند جميع العقلاء انه مع كمال العلم وكمال الفصاحة وكمال النصح والشفقة يستحيل ان يترك النبي صلى الله عليه وسلم امته في هذا المطلب الجليل وهو الذي يتعلق بصفات الله عز وجل يستحيل ان يترك امته دون ان يبين لهم ان الحق في تأويل هذه النصوص وليس ان تؤخذ على ظاهرها يمتنع اشد الامتناع. مع الامور الثلاثة التي ذكرتها لك وهي كمال العلم وكمال الفصاحة والبيان وكمال النصح والشفقة يمتنع ان يترك النبي صلى الله عليه وسلم الامة تنزلق الى الضلال والانحراف فتعتقد ما ظاهره التشبيه والنقص دون ان يبين لهم صلى الله عليه وسلم وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله في النونية فسل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان ماذا تقول اكان يعرف ربنا هذا الرسول حقيقة العرفان ام لا وهل حادث؟ وهل حاز الفصاحة كلها؟ فاللفظ والمعنى له طوعان ام لا؟ وهل كانت نصيحته لنا؟ كل النصيحة ليس بالخوان فاذا انتهت هذه الثلاثة فيه كاملة مبرأة من النقصان فلاي شيء عاش فينا كاتما للنصح للنفي والتعطيل في في للنفي والتعطيل في الازمان. بل مفصحا بالضد منه حقيقة الافصاح موضحة بكل بيان. ولاي شيء لم يصرح بالذي صرحتموا في ربنا الرحمن العجزه عن ذاك؟ ام تقصيره في النصح ام لخفاء هذا الشأن حاشاه بل ذا وصفكم يا امة التعطيل. لا المبعوث بالقرآن صلى الله عليه وسلم ومعنى هذا انه يقف امام هذا المؤول هذا الاشكال العظيم المكون من هذه الاسئلة الثلاث يقال لهذا المؤول اكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان الحق في هذه الايات بل في كلامك يا رسول الله بل في كلامه صلى الله عليه وسلم اكان يعلم ان الحق على خلاف ظاهرها ان الحق في نحو قوله جل وعلا الرحمن على العرش استوى هو دولة ام لا ان قلتم لا فقد قد قدحتم في علمه صلى الله عليه وسلم وكنتم انتم اعلم بالله منه وهذا لا يقوله مسلم اذ فيه تكذيب له صلى الله عليه وسلم الذي قال انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية فانتم مضطرون الى ان تقولوا نعم كان يعلم ان الحق في استوى استولى فيقال لهم ثانيا اكان النبي صلى الله عليه وسلم ذا فصاحة وبيان قادرا على ان ينطق بالحق واضحا فيقول ان استوى معناها استولى ام لا ما كان يستطيع ان يبين فان قلتم ما كان يستطيع ان يبين فقد نسبتموه صلى الله عليه وسلم الى العيد وهذا قدح عظيم فيه وحاشاه عليه الصلاة والسلام. بل هذا قدح في الله عز وجل. وفي حكمته اذ ارسل رسولا غير قادر على البيان ولا التوضيح فيلزمكم ان تقولوا نعم. كان عنده قدرة على ان يبين ان الحق فيما ذهب اليه اهل التأويل فيقال ثالثا اكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على العمة حريصا على الامة مشفقا عليها يريد لها الخير والهداية ام لا ان قلتم لا فقد كذبتم قول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم المؤمنين رؤوف رحيم فانتم مضطرون الى ان تقولوا نعم. كان حريصا علينا. يريد لنا الخير اذا مع كمال العلم وكمال الفصاحة والبيان وكمال النصح والشفقة ما الذي منعه صلى الله عليه وسلم ان ينطق بما نطقتم به وان يبين ان الحق في هذه النصوص حملها على خلاف الظاهر لا يمكن البتة ان يكون هذا منه صلى الله عليه وسلم مع كمال الامور الثلاثة التي ذكرتها لك اما الجواب المفصل فان مذهب التأويل يجاب عنه من عدة اوجه اولا من حيث المنهج وثانيا من حيث ذاته وثالثا من حيث نتائجه ورابعا من حيث لوازمه اما من حيث المنهج الذي سار عليه المؤولة فان مذهب التأويل مذهب باطل ويظهر هذا من وجهين اولا ان المؤولة زعموا ان نصوص الصفات موهبة للتشبيه وبالتالي يتعين تأويلها ومن ثم عينوا المراد اذا قوله تعالى عندهم الرحمن على العرش استوى اولا موهم للتشبيه وثانيا يتعين ها حمله على خلاف الظاهر وثالثا قالوا المراد باستوى استولى وهذا كله ليس بصواب فاولا لا يسلم لهم ان شيئا من كتاب الله عز وجل يوهم ظاهره الضلال والبطلان فهذا يمتنع اشد الامتناع بل هذا طعن عظيم في النصوص لا يوجد شيء من نصوص الصفات موهم للتشبيه التشبيه انما هو مرض يقع في النفوس التي تلطخت بنجاسة هذا التشبيه وحاشا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون ظاهرها موهما للتشبيه وبالتالي سقط الامر الثاني. وهو تعين حملها على غير ظاهرها وبالتالي سقط الامر الثالث وهو تعيينهم هذا المراد اضف الى هذا ان هذا الذي عينوه من المعنى المراد لا دليل عليه الا مجرد دعواهم. فلو قيل لهم ما الدليل؟ على ان الله اراد بهذه بما هذا المعنى الجواب ليس عندهم على هذا اي دليل بدليل انهم انفسهم بدليل انهم انفسهم تناقضوا واختلفوا اختلافا كثيرا في التأويلات فكل يتكلم بحيث من حيث آآ يرى ومن حيث يهوى والاخر يتكلم من حيثما يرى وما يهوى والثالث هكذا حتى اتوا باشياء عجيبة طيبة كأن النصوص صائل يدفع باي وجه المهم ان لا يحمل على ظاهره حتى وجدنا من هؤلاء المتكلمين من يقول مثلا في قول الله جل وعلا اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور اي مسلم مهما بلغ القلة من العلم لو قرأت عليه هذه الاية ماذا يعتقد يتملكه الخوف من الله عز وجل؟ اليس كذلك اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور لكن هذا عندهم على خلاف ظاهره لانه يوهم التشبيه اذا ما معنى هذه الاية؟ معنى هذه الاية الله يخوفنا من ملك من الملائكة هو الذي يخسف آآ بنا فاذا بها تمور من الذي يعتقد هذا؟ ومن الذي يظن هذا؟ وهل الله عز وجل كان يخوفنا من نفسه او كان يخوفنا من هذا الملك تجد بعض هؤلاء المؤولة في قوله جل وعلا فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اية صريحة على ان الله عز وجل ماذا يحب ومحبة الله عز وجل صفة لائقة به تبارك وتعالى تجد من المتكلمين من يقول احب هنا او يحب هنا ليست على ليست على ظاهرها بل على خلاف ظاهرها طيب ما هو هذا الذي خلاف الظاهر الجواب احب بمعنى اصاب حبة قلبه يعني ايش اصاب حبة قلبه فجعل قلبه مطيعا لله في اي لغة يفهم من كلمة احب او يحب هذا المعنى يا جماعة اذا تجد ان النصوص عند هؤلاء مع الاسف الشديد كأنها صائم يدفع من اي وجه والله المستعان ثانيا ان القوم وقعوا في مثل ما فروا منه بل اشد وجه ذلك ان يقال ما الذي جعل المؤول يؤول انه يفر من ماذا يفر من التشبيه والواقع انه وقع في التشويه بدل ان يشبه مرة شبه مرتين اولا حينما وقع التشبيه في قلبه فهو مصاب بداء التشبيه ثم اول فعطل وبالتالي شبهه فر من تشبيه الله عز وجل بالمخلوقات التي تحب او التي تغضب او التي ترضى فشبه الله تبارك وتعالى اما بجامدات او بناقصات او بمعدومات او بممتنعات جميع تأويلات هؤلاء المؤولة ترجع الى هذا. اما تشبيه الله عز وجل بالجامد او تشبيه الله عز وجل بالناقص او الله عز وجل بالمعدوم او تشبيه الله عز وجل بالممتنع يعني اذا كانوا يفرون من اثبات العلو لله تبارك وتعالى وانه فوق السماء وان له العلو المطلق وانه فوق كل شيء اي ان تبارك وتعالى لانه بزعمهم يقتضي التجسيم وهذا باطل اي تجسيم هذا الذي يؤدي اليه في السين اعني تشبيه الله عز وجل بالجسم المخلوق الله عز وجل فوق كل شيء وكل شيء تحته سبحانه وتعالى. ما هو هذا المخلوق الذي يشبه الله عز وجل في هذا ثم يقال ثانيا ان كنتم فررتم من هذا فقد جعلتم الله عز وجل ممتنعا لانكم تقولون لا فوق ولا لا داخل العالم ولا خارجه. وهذا في الحقيقة هو ماذا؟ هو الممتنع. فانتم نفيتم عن الله عز وجل النقيضين وانتفاء النقيضين ممتنع كما ان اثباتهما ممتنع اذا هذا هذا هو الرد عليهم من حيث المنهج. نرد عليهم من هذين الوجهين ثانيا الرد عليهم من حيث ذات التأويل المذهب نفسه مذهب غير صحيح ويظهر هذا من وجوه اولا انه ليس عند المؤولة ضابط يفرق بينما يصح تأويله من الصفات وما لا يصح تأويله نقول لهذا المؤول هل تؤول كل صفات الله تبارك وتعالى؟ ولا تثبت لله شيئا. البتة ان قال نعم فهذا في الحقيقة وقوع في الالحاد لان الذي لا صفة له البتة هو الشيء المعدوم وبالتالي هذا ملحد والواقع ان جميع المؤولة لابد ان يثبتوا شيئا لله ولو لم يكن الا الوجود ثم بعد ذلك يزيدون بحسب درجاتهم بحسب قربهم وبعدهم من المذهب الحق الشاهد ان يقال انتم لا تؤولون كل الصفات. انما تؤولون بعضا وتنفون بعضا. وهذا خلل يدل على ان هذا المذهب غير صحيح قال لنا المؤول كلا بل عندنا ضابط نفرق به بينما يصح تأويله وما لا يصح تأويله قلنا لهم بينوا لنا قالوا الصفات التي توهم التشبيه ننفيها ما فيها بمعنى نأولها وبالتالي ننفي ثبوتها عن الله عز وجل والذي لا يثبت والذي لا يدل على التشبيه فاننا نثبته فيقال له هذا ضابط غير صحيح لماذا لانه اذا كان بعض الصفات موهما للتشبيه فالبعض كذلك فانتم اما ان تثبتوا جميع الصفات او تنفو جميع الصفات فالقول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر بمعنى اذا كنتم تقولون نحن ننفي عن الله عز وجل الاستواء الحقيقي اللائق به لان الاستواء لا الا في مخلوق المخلوق هو الذي يستوي واستوت على الجود لتستووا على ظهوره. ارأيتم؟ الذي يستوي هو ماذا المخلوق اذا ننزه الله عز وجل عن ذلك فنقول وكذلك ما اثبتموه من الصفات لا يعرف الا في مخلوق على قاعدتكم. ان كنتم تثبتون لله السمع والبصر. فنحن لا نعقل وما رأينا باعيننا من يسمع ويبصر الا الا وهو مخلوق اذا انتم مشبهة اذا اثبتم لله الحياة اذا اثبتم لله العلم اذا اثبتم لله القدرة يلزمكم ان تكونوا مشبهة لان هذه الصفات ما عقلنا وما رأيناها الا الا فيما هو مخلوق. فاما ان تثبتوا جميع الصفات واما ان تنفوا جميع الصفات قالوا عندنا ضابط اخر هذا الضابط هو دلالة العقل ما دل العقل على اثباته اثبتناه وما لم يدل العقل على اثباته اولناه قلنا وهذا غير صحيح القوم او طائفة كبيرة من المتكلمين جعلوا العقل هو الذي به يثبت ما يثبت من الصفات. هذا فعلا قاموا به وهذا التزموه مثلا طائفة كبيرة منهم اثبتوا لله عز وجل صفات المعاني وهي سبع صفات على قول كثير منهم له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر ونفوا ما سوى ذلك ودليلهم العقل قالوا الفعل يدل على القدرة الله خلق وصنع واحيا وامات وانبت هذه افعال ولا يمكن ان تكون الا ممن من قادر فغير القادر لا يمكن ان يفعل اذا اثبتوا ها؟ القدرة والاتقان والاتقان دليل العلم. الله عز وجل خلق خلقه متقنا. الله اتقن كل شيء وهذا لا يمكن ان يكون الا من عليم. اذا اثبتوا ثانيا العلم. قالوا والتخصيص دليل الارادة حينما خصص الله عز وجل هذا بقدر وهذا بوزن وهذا بلون وهذا بطول وهذا بعرض الى اخره هذا دليل على ان الذي خلق عنده ارادة لان هذا التخصيص دليل على ان من خصص مريد. اذا اثبتوا الارادة قالوا والعلم القدرة والارادة لا تكون الا في حي يمتنع ان يكون ان تكون هذه الصفات الثلاث الا في ماذا؟ في حي. اذا اثبتوا الحياة والحي لا بد ان يكون سميعا بصيرا متكلما. فاثبتوا الصفات الثلاث. اصبح المجموع ماذا؟ سبعة. اذا نحن نثبت هذه صفات لان العقل اثبتها فيقال لهم الجواب من جهتين اولا هبوا ان العقل ما دل على خلاف هذه الصفات السبع لكنه ما نفاها وهناك دليل اخر اثبتها وهو اقوى من العقل وهو دليل السمع بمعنى عدم الدليل ليس دليلا على العدم بمعنى عدم الدليل المعين لا يدل على عدم المدلول المعين. لماذا؟ لانه يمكن ان يثبت من طريق او من دليل اخر مثلا اذا قال قائل ليس هناك اجماع على نقض الوضوء باكل لحم الابل اذا لا ينقض الوضوء باكل لحم الابل هل هذا المسلك في باب الجدل صحيح غير صحيح لاننا نقول نعم الاجماع غير موجود لكن وجد دليل اخر وهو دليل السنة واضح؟ اذا عدم الدليل ليس دليلا على العدم لانه يمكن ان يكون هناك دليل اخر. والدليل الاخر موجود وهو الدليل السمعي من الكتاب والسنة وهو اقوى من دلالة العقل ثم يقال لهم ثانية نحن نستطيع ان يثبت ان نثبت ما اولتم بالطريق التي سلكتموها نفسها اذا كان الاتقان دليل العلم فهو دليل على الحكمة ايضا. وانتم تؤولون الحكمة والتخصيص ب آآ الهداية دليل المحبة وانتم تؤولون المحبة ووقوع العذاب على من عصى الله تبارك وتعالى وتمرد عليه دليل الغضب وهكذا يمكن ان نسلك الطريق نفسها فنثبت لله عز وجل ما نفوه اذا هذا ضابط غير صحيح قالوا اذا عندنا دليل ثالث فارق ثالث ضابط ثالث منضبط. قلنا ما هو قالوا دليلنا الاجماع ما حكم ما وقع الاجماع على اثباته اثبتناه وما لم يجمع الناس على اثباته لا نثبته وهذا نرد عليه بما سبق الاجماع دليل وانتفاؤه لا يدل على عدم على عدم المدلول هذا اولا ثانيا كل شيء اثبتموه هناك من المتكلمين من خالف فيه يعني اذا كنتم يا معشر المتكلمين تثبتون لله عز وجل السمع والبصر طائفة من المتكلمين اخرى تنفي السمع والبصر. اذا ما حصل الاجماع قالوا لا الاجماع حاصل قبل مخالفة هؤلاء نقول والاجماع الصحيح اجماع السلف حاصل قبلكم وقبلهم على اثبات جميع النصوص اذا لم يكن هذا ضابطا صحيحا قالوا عندنا ضابط رابع هو كثرة الادلة بعض المتكلمين لما جاء الى صفة السمع والبصر اقر بان هاتين الصفتين توهم التشبيه لانها صفات الاجسام لكن قال لا حيلة لنا في تأويلها لكثرة الادلة الواردة فيهما والجواب ان يقول فما بالكم اولتم صفة المحبة صفة الحكمة وهي بنفس الكثرة التي جاءت بها صفة السمع والبصر بل صفة العلو لله تبارك وتعالى. جاءت اكثر بكثير من صفة السمع والبصر لماذا اولتموها صفة العلو لله تبارك وتعالى دل عليها الف دليل بل الفا دليل. يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان سبحانه وتعالى الوجه الثاني الذي يرد على مذهب المؤولة من حيث ذاته هو ان المؤولة يلزمهم في المعنى الذي اولوا اليه نظير ما فروا منه يلزمهم في المعنى الذي اولوا اليه نظير ما فروا منه اذا كان المؤولة يفرون من اثبات الاستواء لله عز وجل لانه في زعمهم موهم للتشبيه فانهم اولوه بماذا بالاستيلاء والاستيلاء كالاستواء موهم للتشبيه ما الفرق انتم فررتم من شيء فوقعتم في مثله سواء بسواء. ما استفدتم شيء الا انتهاك حرمة النصوص الان اذا جئت الى هؤلاء المتكلمين اذا وصل عند قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قال لك الاستواء هنا هو الاستواء هو الاستيلاء لان الاستواء من صفات الاجسام فنحمل الاستواء على الاستيلاء والدليل قول الشاعر قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق اذا هذا دليل على ان الاستواء هو ماذا؟ الاستيلاء طيب يا جماعة الاستواء الاستواء من صفات المخلوقين. سلمنا جدلا والاستيلاء من صفات المخلوقين. انتم في البيت الذي تتلونه هذا ماذا تقولون ها قد استوى من؟ بشر اذا بشر هو الذي يستوي. يعني يستولي. اذا انتم شبهتم الله عز وجل بالمخلوق وهكذا يلزمهم في كل المعاني التي اولوا اليها. تجد مثلا اذا جاءوا الى صفة العلو لله تبارك وتعالى. قالوا نعم نحن نثبت العلو لكنه علو القهر علو ماذا؟ القهر لا علو الذات نقول يا قوم القهر من صفاتي ماذا المخلوقين وبالتالي انتم شبهته وما استفدتم شيء من هذا التأويل. اذا كل معنى خذها قاعدة مطردة. كل معنى يؤول اليه المتكلمون فانهم ملزومون فيه او ملزمون فيه بنظير الشيء الذي الذي فروا منه وهو التشبيه يقال لهم ثالثا ان مذهبكم يقتضي صحة نسبة الله عز وجل النقص اليه وهذا لا يقول به من يدرك ما يقول بمعنى حقيقة مذهبهم ان الله تبارك وتعالى نسب الى نفسه النقص ومشابهة المخلوقين فيال الله العجب الله العظيم الله الذي لا احب لا احد احب اليه المدح منه. ولاجل هذا اثنى على نفسه الله القدوس السلام سبحانه وتعالى. ينسب الى نفسه النقص والعيب ايمكن ان يقول هذا مسلم الله ينسب الى نفسه الاستواء والمحبة والبوط والاتيان والوجه الى اخر الصفات التي ينفونها. والواقع انه ينسب الى نفسه النقص ولاجل ماذا؟ لاجل ان يمدح نفسه اذا ذم نفسه ها ليمدحها قالوا ولذلك هذه النسبة نسبة مجازية نسبة الاستواء والنزول وهو الى اخره هذه نسبة ايش مجازية كنسبة الارادة للجدار جدارا ها يريد ان ينقض هذي مثل هذي. الرحمن على العرش استوى مثلها مثل جدارا يريد ان ينقض. والنسبة مجازية ليست حقيقية نقول لهم هذا غير صحيح لامرين اولا سلمنا جدلا بوقوع المجاز وان هذه الاية فيها مجاز ولكن هل الجدار يذم بنسبة الارادة اليه اجيبوا لا اذا نسبت الارادة الى الجدار ليس هناك اشكال ليس هناك نقص او عيب او عجز نسب الى هذا الجدار بخلاف ماذا بخلاف الصفات فان نسبتها المجازية لله على زعمكم تقتضي ماذا نسبة النقص والعجز لله عز وجل. وهذا لا يمكن ان يقع ثم يقال ثانيا ان هذا يقتضي صحة استعارة اسم الذنب لاجل المدح صحة استعارة ماذا؟ اسم الذنب لارادة المدح. وبالتالي فيصح اذا اردت ان تمدح ملكا بالعدل تقول يا ايها الملك الظالم هنيئا لك هذا الظلم اذا اراد ان يعاقبك تقول له لا هذا ماذا مجاز انا اريد من كلمة الظلم ماذا العدل انا استعرت نعم صحيح استعرت اسم الذنب لكن اريد ماذا تريد المدح بل يمكن على هذا انه هو نفسه يتمدح فيقول يا ايها الناس انا ملككم رجل ظالم ويريد في الحقيقة ماذا انه عادل هل يفعل هذا؟ اجهل الجاهلين في اي لغة باللغات العالم يصح استعارة اسم الذنب لاجل المدح لا يقع هذا ولا يقوله اجهل الجاهلين ولا ابلد البليدين فكيف باحكم الحاكمين سبحانه وتعالى اذا هذا يدل على ان هذا المذهب مذهب غير صحيح الوجه الرابع الرابع ان يقال ان هذه النصوص قرأها قبلنا من هم اعظم منا في كل شيء الا وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كانوا ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا ومع ذلك ما جاء عن واحد منهم فقط انه استشكل نصا من نصوص الصفات او وقع في قلبه فصرح بانها موهمة للتشبيه او انه لابد من تأويلها وهذا يدل على ان هذا الاستشكال الذي وقع عندكم راجع الى مرض في نفوسكم وليس الى النص ويدل على ان اجماع الصحابة رضي الله عنهم على خلاف ما انتم عليه ويكفي هذا في رد مذهب التأويل هاتوا لنا صحابيا واحدا او تابعيا واحدا او واحدا من اتباع التابعين قال كما قلتم في نصوص الصفات ودون اثبات هذا خرط القتاد ثم يقال لهم خامسة انتم مضطربون والاضطراب دليل فساد المذهب ليس عندكم دليل على ما ذهبتم اليه ولذلك انتم تختلفون كثيرا ولذلك تجدهم مثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر مختلفين. قوم يقولون المراد ينزل امره. قوم يقولون المراد ينزل او تنزل رحمته. قوم يقولون لا المراد ينزل ملك من ملائكته اذا القوم ماذا؟ لو جمعت تأويلاتهم في نصوص الصفات وجدت انهم ماذا مضطرب وجدت انهم مضطربين. وجدت انهم مضطربون. وهذا الاضطراب دليل على ان المسلك الذي سلكوه غير صحيح الوجه الثالث ان نرد عليهم من حيث نتائج قانون التأويل نتائج مسلك التأويل الذي سلكه هؤلاء فيقال اولا ان من نتائج هذا المذهب اساءة الظن بالله تبارك وتعالى واساءة الظن وان يظن بالله غير الحق هذا مسلك الذين ما عظموا الله ولا قدروه حق قدره. يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية فانهم مقتضى مذهبهم ان الله انزل كتابا ليكون هداية وبيانا وموعظة وتبيانا لكل شيء وهدى ورحمة والواقع انه كتاب الغاز واحاجي بل كتاب اضلال اذا قرأه الانسان فاعتقد ما فيه فانه سيقع في الضلال وهذا قدح بحكمة الله تبارك وتعالى وسوء ظن به جل وعلا ثم يقال لهم ثانيا ان من نتائج هذا المذهب ان يمكن ان ينسلخ من الشريعة بالكلية اذا سلط التأويل على النصوص فانه يمكن الانسلاخ من الشريعة بالكلية فان المتكلمين اذا جاز لهم وصح لهم وامكنهم ان يؤولوا نصوص الصفات وهي بالمئات بل بالالاف فانه يمكن تأويل ما هو اقل من هذا بايسر من ذلك اليس كذلك يعني اذا صح ان يؤول المتكلم نصوص الصفات صح للفيلسوف ان يؤول نصوص نصوص المعاد وصح للقرمطي ان يؤول نصوص الامر والنهي وصح للعقلانيين والتغريبيين ان يؤولوا ما يشاؤون من النصوص التي تخالف اهواءهم كنصوص الحجاب ونحوها لان الباب اصبح ماذا مفتوحا كل من لا يريد كل من لا يريد اثبات شيء امكنه ان يركب هذا المركب الذلول وهو مركب التأويل فيتجاوز ويتخطى ما لا يهوى وما لا يريد من النصوص. وبالتالي ينسلخ من الشريعة بالكلية والعياذ بالله الامر الثالث من نتائج هذا المذهب رفض الثقة بالنصوص النصوص الشرعية يصبح الالتزام بها ضعيفا لم لان كل نص تقرأه سيجد ستجد ان نفسك تقول لماذا احمل على ظاهره؟ يمكن ان يكون ماذا النص مؤولا تقرأ نصوص تتعلق بالامر بالنهي بالوعد بالوعيد الى غير ذلك فبالتالي تقول والله يعني هو انا افهم منها هذا المعنى ولكن يوجد احتمال ماذا ان يعول. يعني اذا امكن ان تؤول قول الله جل وعلا يخافون ربهم من فوقهم اامنتم من في السماء اليه يصعد الكلم الطيب اذا امكن تأويل هذه النصوص فتأويل ما هو اقل دلالة منها من باب اولى اليس كذلك؟ وبالتالي يضعف ماذا يضعف التمسك بالنصوص فهذا من نتائج هذا المذهب الامر الرابع والوجه الرابع الرد على هذا المذهب من حيث لوازمه يلزم على مذهب التأويل لوازم باطلة وقد علمت ان اللازمة الباطل دليل على بطلان القول يلزم اولا على هذا المذهب ان يكون ترك الناس بلا قرآن خيرا لهم من ان ينزل عليهم كتاب يظلهم اذا كان عشرات ومئات واكثر من ذلك من نصوص الصفات التي جاءت في القرآن ظاهرها يفيد الاطلال والتشبيه والعقل هو الذي سيهدينا للصواب اذا كان الاولى ترك الناس من القرآن خيرا لهم من ان يؤتى هؤلاء الناس قرآنا يقال ان فيه هدايتهم. والواقع انه يحتمل ان يضلهم فكان تركهم بلا قرآن واستقلال العقل بالوصول الى الحق كافيا والله عز وجل يقول طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى يلزمهم ثانيا ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد اخر البيان عن وقت الحاجة الحاجة ماسة الى توضيح ان هذه النصوص على قولهم على خلاف ظاهرها ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يتلو لهم الايات يحدثهم بالاحاديث ثم هو ماذا يسكت ولا يبين وباجماع العلماء تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كذلك هذا المذهب لازمه ان الصحابة رضي الله عنهم بين امرين اما ان يكونوا جهالا او يكونوا خائنين كاتمين فانهم كانوا يقرؤون التابعين ويعلمونهم القرآن ومع ذلك ولا مرة واحدة قالوا لهم تنبهوا فهذه النصوص موهمة للتشبيه اياكم ان على ظاهرها الصواب هو ان تؤولوها الى كذا او كذا ما جاء عنهم هذا بل جاء بل جاء عنهم ضد ذلك وهو انهم كانوا يحملون على ظاهرها ويفسرونها لهم في ضوء لغة العرب يلزمهم على هذا المذهب ايضا ان يكون القرآن جله متشابها وليس هناك نصوص محكمة يرد اليها هذا التشابه مع ان كتاب الله عز وجل كتاب محكم واذا حصل تشابه نسبي لبعض الناس في احوال معينة فهذا تشابه تشابه قليل والغالب عليه على القرآن انه ماذا محكم والواقع ان هؤلاء عكسوا القضية فجعلوا جل القرآن ماذا متشابها وليس هناك محكم يرد اليه هذا التشابه فهذا يا ايها الاخوة رد موجز ومختصر لمذهب اهل التأويل و آآ يبقى ان نتكلم عما ذكر الشيخ رحمه الله وقد ذكر اوجها نافعة زائدة على ما ذكرت نأخذها ان شاء الله تعالى في اللقاء القادم وفي الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه