الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم بارك لنا في مجلسنا وانفعنا بشيخنا واجزه عنا خير الجزاء. قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى في ابطال مذهب اهل التعطيل قال ومذهبهم باطل من وجوه احدها انه جناية على النصوص. حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله ولا مراد له ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان كلام الشيخ رحمه الله متصل ب القسم الثالث الذين زعموا ان ظاهرة نصوص الصفات هو التشبيه وعليه فيتعين حمل هذه النصوص على خلاف الظاهر وعينوا المعنى المراد وقلنا ان هذا هو مذهب اهل التأويل ذكر الشيخ رحمه الله ان هذا المذهب باطل من وجوه الوجه الاول ان هذا المذهب فيه جناية على النصوص اذ زعم اصحاب هذا المذهب ان ظواهر النصوص تفيد التشبيه وهذا هو الذي دعاهم الى تأويلها ولا شك ان هذا من الجناية العظيمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وانتقاص كبير لهما فكيف يقول مسلم ان الله عز وجل اخبرنا بكلام ظاهره الضلال بل الكفر وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم نسب اليه ما ظاهره النقص والكفر فهذا لا شك انه من اعظم الخطأ وابين الضلال واوصيك بالرجوع الى مبحث مهم وموضع نفيس ناقش فيه مؤلفه هذه الشبهة وهي ان ظاهر النصوص يفيد التشبيه في باب الصفات وذلك ما سطره العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره العظيم اضواء البيان الجزء السابع من صحيفة ثلاث واربعين واربع مئة فما بعد فان هذا الموضع من احسن المواضع بمناقشة هذه الشبهة واضف الى ما ذكر الشيخ رحمه الله امرا ثانيا الا وهو ان زعمهم ان ظواهر النصوص تفيد التشبيه فيه سوء ادب مع الله سبحانه فكان لسان حال هذا المؤول يقول يا رب انت اضفت الى نفسك ما لا يليق بك وانا اخترت لك ما هو احسن واليق انت يا رب نسبت الى نفسك الاستواء والمجيء والوجه واليد وهذه لا تليق بك لانها تفيد التشبيه بالخلق وانا اخترت لك ان اقول ان لك استيلاء لا استواء وان انك متصف ب اه نزول الامر وليس انك تنزل وهكذا في بقية النصوص وناهيك عن سوء الادب في هذا الامر العظيم مع الله تبارك وتعالى. هو الذي وسع علمه كل شيء واحاط بكل شيء علما وهو اعلم بنفسه تبارك وتعالى فهو يعلم ما تكلم به وان هذه الالفاظ تليق به او لا تليق وحاشى كلام الله عز وجل ان يكون ظاهره غير لائق بالله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الوجه الثاني انه صرف لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره الله تعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين يعقل الكلام ويفهموه على ما يقتضيه هذا اللسان العربي. والنبي صلى الله عليه وسلم خاطبهم بافصح لسان البشر فوجب حمل كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي غير انه يجب ان يصان عن التكييف والتمثيل في حق الله عز وجل هذا الامر الثاني وهو راجع الى ما ذكرنا سابقا وهو ان الاصل حمل الكلام على ظاهره فمن حمل الكلام على خلاف ظاهره فانه مطالب بالدليل والا كان هذا الحمل باطلا وهذا لا شك انه المعقول عند جميع العقلاء لابد من ان يحمل الكلام على ظاهره والا فسد امر الدين والدنيا لو سلطنا ان كان حمل الكلام على خلاف ظاهره في معاش الناس فسدت احوالهم فان كل من تكلم بكلام كالذي يتعلق بعقد النكاح او البيع او الاخذ والاعطاء او حتى ما يأمر به الانسان الاخرين لو امكن حمل هذا كله على خلاف ظاهره ما استقام للناس معاشه فكل احد يتكلم بما يشاء ثم يقول لا انا ما اردت الظاهر اذا قلت لك احضر لي ماء فاحضرت ماء. اقول لا الكلام على خلاف ظاهره وكان عليك ان تتعب ذهنك حتى تصل الى مراده مرادي احضر طعاما وليس ماء فالكلام مؤول ومحمول على خلاف ظاهره فاي مشقة واي تعسير هذا وهل يستقيم للناس حال بهذه الصورة؟ وهل يقبل احد ان يحمل غيره كلامه على خلاف ظاهره او يعتبره سوء ادب معه. من اعطاك الحق؟ ان تحمل كلامي على خلاف ظاهره لو كنت اريد خلاف الظاهر لبينت ذلك ولا تكلمت بكلام واضح فصيح اذا من الخطأ البين ان يحمل كلام احد على خلاف ظاهره بلا دليل فكيف باعظم الكلام وهو كلام الله ثم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الوجه الثالث ان صرف كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره الى معنى يخالفه قول على الله بلا علم وهو محرم لقوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. ولقوله سبحانه ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا. فالصارف لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره الى معنى يخالفه قد قفى ما ليس له به علم. وقال على الله ما لا يعلم من وجهين. الاول انه زعم انه ليس المراد كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كذا مع انه ظاهر الكلام. الثاني انه زعم ان المراد به كذا لمعنى اخر لا تدل عليه ظاهر الكلام واذا كان من المعلوم ان تعيين احد المعنيين المتساويين في الاحتمال قول بلا علم فما ظنك بتعيين المعنى روح المخالف لظاهر الكلام مثال ذلك نعم هذا وجه اخر تدل على بطلان مذهب اهل التأويل الا وهو ان هذا المذهب قول على الله بغير علم هذا المسلك الذي سلكه المؤولة هو في حقيقته قول على الله بغير علم وهذا من اعظم المحرمات كما سمعت في الادلة التي ساق الشيخ رحمه الله فمن الذي ادراك يا ايها المؤول ان الله عز وجل اراد بهذا اللفظ هذا المعنى ربما لو سلمنا جدلا ان الكلام على خلاف ظاهره ربما يكون كلاما لربما يكون المعنى المراد شيء اخر فما الذي ادراك ان هذا هو المراد ثم نبه الشيخ الى ان الكلمة اذا كانت من قبيل المشترك الذي لا يتبين المراد منه او يحتمل اكثر من معنى احتمالا متساويا لا يجوز ان يحمل على احد الوجهين او الاوجه الا بدليل فكيف بحمل الكلام على معنى لا يحتمله اللفظ او لا يحتمله السياق اصلا مثال ذلك من الكلمات التي فيها اشتراك في المعنى القرء والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء والقلؤ والقرؤ في لغة العرب يطلق ويراد به الحيض ويطلق ويراد به الطهر فعلى اي المعنيين نحمل الاية؟ المسألة فيها خلاف بين اهل العلم والجمهور على ان القرآن هو الحيض وهذا هو الاقرب لو جاء انسان فقال انا اختار بالتشهد او اختار كيفما اتفق فاقول ان القرء هو الطهر هكذا بما ان المعنى يحتمل هذا ويحتمل هذا فانا اختار ما اشتهي هل يقبل منه يا ايها الاخوة هل يقبل ان يحمل كلام الله عز وجل على ما يهوى الانسان ويشتهي والله لا يجوز حتى مع قوة الاحتمال لا يجوز لك ان تتكلم الا بعلم ولذا تجد اهل العلم كالجمهور مثلا قالوا نحن نحمل هذا اللفظ على الحيض لدليل وذكروا ادلة كثيرة منها مثلا ما جاء عند الترمذي وابي داوود وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم امر ان تدع المستحاضة الصلاة ايام اقرائها فالقرؤ هنا لا محيص انه ماذا انه الحيض وبالتالي فلما تكلم اهل العلم في تعيين المراد من الاحتمالين تكلموا بماذا بدليل والدليل كان دليلا واضحا شرعيا فخير واحسن ما فسر به كلام الله عز وجل بعد كلام ربنا جل وعلا هو ما جاء في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم فهو اعلم الخلق بالله وبكلام الله وافصح الخلق صلى الله عليه وسلم فحينما قيل ان المراد بهذا اللفظ هذا المعنى كان هذا عن دليل شرعي فكيف اذا كان حمل الكلام على معنى لا يحتمله اللفظ اصلا او لا يحتمله هذا اللفظ في هذا السياق اصلا لا شك ان هذا مما لا يجوز القول به فالقول على الله عز وجل بغير علم امره عظيم والانسان سيسأل يوم القيامة باي حجة قلت ما قلت في ربنا جل وعلا وفي كلام ربنا سبحانه وتعالى وقفوهم انهم مسؤولون ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين فعلى الانسان قبل ان يتكلم في كلام الله ويحمله على ما يهواه ان يتذكر مثل هذه الادلة وان يتذكر المقام بين يدي الله سبحانه وتعالى يا ايها الاخوة ليس الامر امرا سهلا وهينا ان يتكلم الانسان في الله العظيم بما يشتهي وبما يهوى بلا دليل ويأخذ هذا الامر على محمل هين ويتناوله باطراف اصابعه وكانه كلا شيء امر سهل تكلم في صفات الله واحملها على ما تريد ولا حرج عليك يا لله العجب والله ان هذا لو تعلق بمسألة من مسائل الشريعة التي لا تداني هذه المسألة العظيمة وهي المتعلقة بالله عز وجل لو تعلقت بباب من ابواب الاداب او الطهارة او المعاملات المالية والله لكان هذا جرما عظيما فكيف اذا تعلق هذا الامر بالله العظيم سبحانه وتعالى فعلى الانسان ان يتقي الله عز وجل في نفسه وان يتقي الله في كلام ربه جل وعلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله مثال ذلك قوله تعالى لابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه فاذا صرف الكلام عن وقال لم يرد باليدين الحقيقيتين وانما اراد كذا وكذا قلنا له ما دليلك على ما نفيت؟ وما دليلك على ما اثبتت فان اتى بدليل وانى له ذلك والا كان قائلا على الله بلا علم في نفيه واثباته اذا المؤول قائل بلا علم مرتين مرة فيما نفى حينما زعم ان هذه الاية على خلاف ظاهرها ولا يجوز ان يعتقد ان الله عز وجل متصف بهذه الصفة حقيقة والمرة الثانية حينما عين المعنى الذي اراد في هذه الاية بلا دليل فهو متكلم على الله بغير علم في النفي ومتكلم على الله عز وجل بغير علم في الاثبات. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الوجه الرابع في ابطال مذهب اهل التعطيل ان صرف نصوص صفاتي عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وسلف الامة وائمتها. فيكون باطلا. لان الحق بلا ريب فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وسلف الامة وائمتها هذا الوجه كاف في اسقاط مذهب التأويل فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الناس وافصحهم وارحمهم بهذه الامة من البشر لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ولا في حديث واحد حمل نصوص الصفات على خلاف ظاهرها ثم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباع التابعين الذين هم صفوة هذه الامة وخيرها واقربها الى الحق والصواب بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس امتي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ومع ذلك ما ثبت عن صحابي واحد انه حمل هذه النصوص على خلاف ظاهرها وقل مثل هذا في حق التابعين وفي حق اتباع التابعين ولا شك ان اتباع نهج السلف الصالح امر حتمي لا خيار فيه قد اثنى الله عز وجل على الذين يتبعون هؤلاء الاسلاف الصالحين والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم قال قال النبي قال الله عز وجل واتبع سبيل من اناب الي ومن احق الناس بهذا الوصف بعد الانبياء الا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم التابعون ثم اتباعهم قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى والذين اصطفى في قول جماعة من اهل التفسير هم الصحابة رضي الله تعالى عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ قال صلى الله عليه وسلم هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحاب قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله الذي هو من اعظم سادات التابعين فارضى لنفسك بما رضوا به لانفسهم يعني الصحابة فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا قال ابو عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله في كتاب الايمان فاي شيء يتبع بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن منهاج السلف بعده الذين هم اهل القدوة رحمهم الله اذا منهج السلف اتباعه قضية حتمية ليس للانسان فيها خيار واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه والذين من بعدهم من الائمة الاعلام ما سلك احد منهم هذا المسلك ومن قال بخلاف ذلك فليبرز لنا قولا صحيحا صريحا عنهم ونحن نحتج على المؤولة لا بكلام علماء السنة بل بكلام علمائهم هم اقامة للحجة عليهم فهذا ابو المعالي الجويني الملقب بامام الحرمين ومن هو عند المتكلمين ما جاء بعده عندهم مثله وهو الذي نافح عن التأويل نفاحا قويا جدا وقرره بقوة في كتابه الارشاد وفي غيره لكنه في اخر امره الف كتابه العقيدة النظامية وقرر فيها منع التأويل قرر فيها ان الصحابة رضي الله عنهم ما اشتغلوا بتأويل نصوص الصفات فقال في صحيفة ثلاث وثلاثين من رسالته العقيدة النظامية فان الصحابة رضي الله عنهم ما تشاغلوا بتأويل هذه الاية والظاهر. يعني الظاهر الذي يفيد التشبيه كما يذكرون فلما انصرم عهد الصحابة رضي الله عنهم والتابعين على ترك التأويل اصبح قطعا الوجه المتبع اصبح قطعا الوجه المتبع فهو يقطع ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ما اشتغلوا بالتأويل انخرم هذا العصر وانصرم هذا العصر واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما اشتغلوا بتأويل هذه النصوص وقال فيما قال لو ان لو انهم تعين عندهم هذا التأويل لكان انشغالهم او لاوشك انشغالهم بذلك اعظم من انشغالهم بفروع الشريعة اذا هذه شهادة من رجل من اساطيل علم الكلام يقرر فيه ان السلف الصالح ما اشتغلوا بتأويل نصوص الصفات وهذا اجماع قطعي كما ذكر في هذا الكتاب ويكفينا هذا حجة على هؤلاء المتكلمين وهو وان كان عفا الله عنا وعنه ما سلك المسلك الصحيح بعد ان قرر منع التأويل فانه توهم ان مسلك السلف كان هو التفويض لكن الشاهد من سوق كلامه هو انه قرر فيه ما يعلمه اهل السنة قطعا وهو ان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورحمهم ما اشتغلوا بتأويل النصوص الصفات ويكفينا هذا دليلا على بطلان هذا المسلك ولو كان خيرا لسبقونا اليه فانهم ما تركوا خصلة من خصال الخير الا وكان لهم السبق اليها فان لم يقل المسلم بهذا كان هذا منه اتهاما لابي بكر رضي الله عنه ولعمر ولعثمان ولعلي ولاخوانهم من الصحابة رضي الله عنهم اتهاما لهم باحد تهمتين ولابد اما الجهل بهذا المطلب العظيم المطلب الالهي الكبير او الخيانة علموا فكتموا او سكتوا عن جهل لا يخلو الحال من هذين الامرين والا فما الذي منعهم من ان يبينوا ان الحق على خلاف او ان الحق حمل هذه النصوص على خلاف ظاهرها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الوجه الخامس ان يقال للمعطل هل انت اعلم بالله من نفسه؟ فسيقول لا ثم يقال له هل اخبر الله به عن نفسه صدق وحق فسيقول نعم. ثم يقال له هل تعلم كلاما افصح وابين من كلام الله تعالى فسيقول لا ثم يقال له هل تظن ان الله سبحانه وتعالى اراد ان يعمي الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقول فسيقول لا هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن. اما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له هل انت اعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم فسيقول لا ثم يقال له هل ما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله صدق وحق فسيقول لا فسيقول نعم ثم يقال له هل تعلم ان احدا من الناس افصحك هل تعلم ان احدا من الناس افصح كلاما وابين من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيقول لا ثم يقال له هل تعلم ان احدا من الناس انصح لعباد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيقول لا فيقال له اذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الاقدام والشجاعة في اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله. وكيف يكون عندك الاقدام والشجاعة في نفي حقيقته وصرفه الى معنى يخالف ظاهره بغير علم وماذا يضيرك اذا اثبت لله تعالى ما اثبته لنفسه في كتابه او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق به فاخذت بما جاء في الكتاب والسنة اثباتا ونفيا. افليس هذا اسلم لك واقوم لجوابك اذا سئلت يوم القيامة ماذا اجبتم المرسلين؟ اوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها وتعيين معنى اخر مخاطرة منك فلعل المراد فلعل المراد يكون على تقدير جواز صرفها غير ما صرفتها اليه ما احسن هذا الكلام وما اقوى حجته في بيان ان مذهب اهل التأويل مذهب مخالف للحق ومضى كلام قريب منه في الدرس الماضي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الوجه السادس في ابطال مذهب اهل التعطيل انه يلزم عليه لوازم باطلة وبطلان اللازم يدل على بطلان اللازم هو ما لا ينفك عن الشيء لازموا الشيء ما لا ينفك عنه ومسألة اللازم تكلم فيها في درس ماظ وعلمنا ان لازم القول ليس بقول لكنه دليل على صحته او بطلانه فاللوازم الاتية لا يقال ان المتأولة يقولون بها بل ربما كثير منهم ينتفون عنها وينفونه عن انفسهم لكننا نقول يكفي ان هذا لازم لهذا القول وبالتالي هو دليل على ماذا على بطلانه اللازم الباطل دليل على ان القول باطل نعم قال رحمه الله فمن هذه اللوازم اولا ان اهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها الا حيث اعتقدوا انه مستلزم او موهم تشبيه الله تعالى بخلقه وتشبيه الله تعالى بخلقه كفر. لانه تكذيب لقوله تعالى ليس كمثله شيء قال نعيم بن حماد الخزاعي احد مشايخ البخاري رحمهم الله ومن شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله عز وجل به نفسه فقد كفر وليس ما وصف الله عز وجل به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيها انتهى ومن المعلوم ان من ابقر الباطل ان يجعل ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيها وكفرا او موهما لذلك هذا هو اساس البلاء اساس البلاء عند المتكلمين التشبيه اذا نحن عندنا اساس وعندنا وسيلة وعندنا نتيجة الاساس هو التشبيه والوسيلة هي التأويل والنتيجة هي التعطيل التشبيه كما سيأتي ان شاء الله قريبا فاساس البلاء واس الشر في هذا الباب هو التشبيه الذي استولى على قلوبهم فادى بهم الى ورطة التعطيل ولا شك ان تشبيه الله عز وجل بخلقه امره عظيم فكما قال نعيم ابن حماد رحمه الله وقوله هو قول ائمة السلف جميعا ونعيم من ائمة السلف ومن علماء السنة الكبار وهو احد مشايخ الامام البخاري رحمه الله يقول من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه وهذا اثر ثابت عنه رحمه الله اخرجه الذهبي في العلو وغيره وقال الذهبي في السير سمعناه باصح اسناد فهو ثابت عنه رحمه الله وقد تلقاه اهل العلم عنه بالقبول. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثانيا ان كتاب الله تعالى الذي انزله تبيانا لكل شيء وهدى للناس وشفاء لما في الصدور ونورا مبينا وفرقانا بين الحق والباطل لم يبين الله تعالى فيه ما يجب على العباد اعتقاده في اسمائه وصفاته. وانما جعل ذلك موكولا الى عقولهم يثبتون لله عز وجل ما يشاؤون. وينكرون ما لا يريدون. وهذا ظاهر البطلان يا لله العجب من قول هؤلاء المتكلمين الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم قد ترك هذا الباب نهبا لعقول البشر النبي صلى الله عليه وسلم ما مات عليه الصلاة والسلام الا قد بين البيان الحق وبلغ البلاغ المبين قيل لسلمان رضي الله عنه قال له بعض المشركين كما في صحيح مسلم علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى القراءة حتى كيف يقضي الانسان حاجته؟ قال اجل نهانا صلى الله عليه وسلم عن ان نستقبل القبلة ببول او غائط وان نستنجي باقل من ثلاثة احجار وان نستقبل وان نستنجي بعظيم بعظم او رجيع انظر الى هذه الاوامر المتتالية في هذا الامر اليسير الذي يتقاصر امام الامر العظيم وهما يضاف الى الله تبارك وتعالى وما يستحقه من نعوت الجلال والجمال عند القوم فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك هذا الباب ليجتهد فيه الناس بعقولهم وكل وما ادى اليه عقله فهذا اداه عقله الى نفي الاسماء والصفات جميعا وهذا اداه عقله الى نفي الصفات واثبات اسماء مجردة وهذا اداه عقله الى اثبات بعض الصفات وتأويل بعض وذاك اداه عقله الى اثبات بعض الصفات وتفويض بعض وهلم جرا سبحان الله العظيم ابو ذر رضي الله عنه يقول ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائر يقلب جناحيه في السماء الا وقد اتانا منه علما فكيف يدع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الباب ملتبسا ولا يبين فيه الحق ولا بكلمة واحدة. يقول فيها الحق هو حمل هذه النصوص على خلاف ظاهرها اكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على تعمية الحق على الناس انظر الى اهتمام هؤلاء المتكلمين بهذه القضية وكيف انهم لا يدعون فرصة الا ويبينون فيها ان هذا النص على خلاف ظاهره وانه مؤول. لماذا؟ هم في زعمهم يدعون الحمية لدين الله والغيرة على كلام الله عز وجل والحرص على ان الا يقع الناس في الضلال اليس كذلك في كل اية يمرون عليها يقولون الصواب هو ماذا هو حمله على خلافه اياك ان تفهم منها الظاهر فتضل او تكفر انظر الى هذه الحمية التي في نفوسهم والله ان النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة ثم التابعون ثم اتباعهم لاشد حرصا واعظم غيرة واعظم ديانة منهم ولو كان هذا المسلك صحيحا لبذلوا فيه اعظم الجهد بل اعظم من جهد هؤلاء المتكلمين فدل هذا على ان ترك تأويل هذه النصوص وحملها على ظاهرها اللائق بالله تبارك وتعالى هو الحق الذي لا شك فيه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثالثا ان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين واصحابه وسلف الامة وائمتها كانوا قاصرين او مقصرين في معرفة وتبيين ما يجب لله تعالى من الصفات او يمتنع عليه او يجوز. اذ لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب اليه اهل التعطيل في صفات الله تعالى وسموه تأويلا. وحينئذ اما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وسلف الامة وائمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته او مقصرين لعدم بيانهم للامة وكلا الامرين باطل نعم كما سبق هذا لازم لا حيلة لهم معه هذا لازم قوي لا يستطيعون ان يراوغوا عنه اثبتوا لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم ثم اصحابه وبقية السلف حملوا هذه النصوص على خلاف ظاهرها وادعوا ان الظاهر هو التشبيه الذي هو ضلال وكفر او فانه يلزمكم ان تقولوا انهم علموا فكتموا او سكتوا عن جهل وكلاهما عظيم لا يقول بهذا مسلم يتقي الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله رابعا ان كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ليس مضجعا للناس فيما يعتقدونه في ربهم والههم الذي معرفتهم به من اهم ما جاءت به الشرائع بل هو زبدة الرسالات. وانما المرجع تلك العقول المضطربة المتناقضة. وما خالفها فسبيل التكذيب ان وجدوا الى ذلك سبيلا. او التحريف الذي يسمونه تأويلا ان لم يتمكنوا من تكذيبه. التكذيب تحريف التكذيب عند هؤلاء المتكلمين لا يتعلق بالمتن وانما يتعلق بالاسناد وهو مخصوص عندهم باخبار الاحاد ليس انهم يكذبون كلام النبي صلى الله عليه وسلم. او ينسبون الكذب اليه صلى الله عليه وسلم حاشا فمن فعل هذا فلا شك في كفره وزندقته انما المقصود انهم يزعمون ان هذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان نسلم بان النبي صلى الله عليه وسلم قد قاله وهذا عندهم يتعلق باخبار الاحاد فهي عندهم ظنية عارضت الامر القطعي وهو العقل وبالتالي فيقدم العقل على هذه الاخبار الظنية وبالتالي قعدوا قاعدة ان اخبار الاحاد لا يؤخذ بها في باب الصفات ولا شك ان هذا قول باطل بل الادلة النقلية حجة مطلقة بشرط ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا فرق عند اهل السنة بين ان تثبت من طريق متواترة او ان او ان تثبت من طريق احد لينذرهم لينذركم آآ لينذرهم به ومن بلغ وما اشترط الله عز وجل قدرا زائدا على هذا وهو التواتر فدل هذا على ان هذا المسلك مسلك باطل هذا من جهة الاسناد اما من جهة المتن فانهم اذا ما تمكنوا من رد الدليل لكونه احادا فانهم يسلكون مسلك التحريف الذي سموه تأويلا فيقولون نعم نحن نؤمن بهذه الاية وبذاك الحديث لكنه محمول على كذا وكذا مما لم يدل عليه دليل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله خامسا انه يلزم منه جواز نفي ما اثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فيقال في قوله تعالى وجاء ربك انه لا يجيء. وفي قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا انه لا ينزل. لان اسناد المجيء والنزول الى الله عز وجل مجاز عندهم واظهروا علامات المجاز عند القائلين به صحة ونفي ما اثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من ابطل الباطل. ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويل الى امره لانه ليس في السياق ما يدل عليه. ثم ان من اهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات او تعدى الى الاسماء ايضا. ومنهم من من تناقض فاثبت بعض الصفات دون بعض كالاشعرية والماتريدية اثبتوا ما اثبتوه هذه مسألة مهمة نبه عليه الشيخ رحمه الله وهي انه يلزمهم نفي ما اثبت الله عز وجل لنفسه طرد مذهبهم يقتضي ان نقول الله لا ينزل ولا وجه له ولا يد له ولا يحب ولا يبغض وهلم جرا في باقي الصفات وحكاية هذا تكفي في فساد هذا المذهب وباجماع المسلمين لا يجوز لاحد ان ينفي ما اثبت الله عز وجل لنفسه وعندهم ان نسبة هذه الامور الى الله تبارك وتعالى انما هي نسبة مجازية وتنبه الى العلاقة بين التأويل والمجاز المجاز وسيلة التأويل العلاقة بينهما وسيلة وغاية الوسيلة هي المجاز والغاية هي التأويل فانه يكاد ان يكون كل تأويل عن طريق المجازر ومعلوم عند البلاغيين ان من علامات المجاز صحة نفيه فانك اذا سمعت من يقول رأيت اسدا يخطب يصح ان تقول انك لم ترى اسدا وانما رأيت خطيبا فهذه علامة على ان هذا الكلام ماذا مجاز وهم ينسبون كما ذكرت آآ هذه الاظافات التي هي الصفات ينسبونها الى الله عز وجل على جهة المجاز فحينما يخبر الله عز وجل انه يجيء يوم القيامة فان هذه النسبة نسبة مجازية وانما المقصود يجيء امر الله عز وجل وقضية المجاز قضية كبيرة واثرت كثيرا في التراث الاسلامي وفي التعامل مع النصوص بباب الصفات على وجه الخصوص وفي غيره ايضا والمقام لا يسمح ببسط هذه القضية. لكن انبه فقط على انه اذا سلم بصحة المجاز لغة وبصحة وجوده في القرآن نسلم هذا تسليما جدليا فانه يقال انه لا يمكن البتة ان تحمل نصوص الصفات على المجاز لامرين الاول ان المجاز انما يلجأ له كما يقرر او يلجأ اليه كما يقرر البلاغيون عند تعذر الحقيقة يعني نحن قلنا ان هذا القول رأيت اسدا يخطب لا يمكن ان تحمله على الحقيقة فنضطر الى حمله على ماذا على المجاز وهل نحن ادركنا حقيقة ذات الله عز وجل وصفاته حتى نقول ان الله عز وجل لا يمكن ان ننسب له هذه الصفة اجيبوا يعني لما ادركنا حقيقة الاسد قلنا انه لا يمكن ان يخطب اليس كذلك قلنا انه لا يمكن ان يخطب لكن هل ادركنا حقيقة ذات الله عز وجل وصفاته؟ حتى نقول ان الله لا يمكن ان ينسب اليه الاستواء والمجيء وو الى اخره اجيبوا لا اذا اثبات المجاز فرع عن معرفة الحقيقة اثبات المجاز فرع عن معرفة الحقيقة ونحن ما عرفنا كنا صفة الله عز وجل حتى نصرفها الى غيرها. وبالتالي ادعاء المجاز في الصفات غير وارد وامر ثان كل مجاز لابد له من قرينه والقرينة اما ان تكون لغوية او ان تكون عقلية والسؤال الان اين القرينة التي الجأتكم الى ادعائه ان نسبة هذه الصفات الى الله مجاز اما القرينة اللغوية فمفقودة لا يوجد قرينة لغوية في سياق الايات تدل على لزوم حمل هذه النصوص على المجاز واما العقل فالقرينة العقلية ايضا مفقودة لان العقل لا يستقل بمعرفة الله تبارك وتعالى. فانه ما رأى الله ولا رأى مثيلا لله عز وجل فكيف يحكم بان آآ هناك قرينة عقلية تدل على ان الله عز وجل لا يمكن ان ننسب له هذه الصفة على وجه الحقيقة فاذا انتفى وجود القرينة انتفى الحمل على المجاز كما يقرر هذا اهل البلاغة فاتضح بهذين الوجهين انه لا يمكن ان ننسب هذه الصفات الى المجاز او ان نقول ان اضافتها الى الله عز وجل اضافة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم ان من اهل التعطيل من طرد قاعدتهم في جميع الصفات او تعدى الى الاسماء ايضا ومنهم من تناقض فاثبت بعض الصفات دون بعض كالاشعرية والماتريدية اثبتوا ما اثبتوه بحجة ان العقل يدل عليه. ونفوا ما نفوه بحجة ان العقل ينفيه او لا يدل عليه هذا مضى الكلام عنه في درس امس وقلنا انهم اثبتوا صفات المعاني صفات المعاني السبع اثبتوها بطريق عقلية هم على وجه التحديد المتأخرون منهم اثبتوا عشرين صفة صفات المعاني السبع المعروفة له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر والصفات المعنوية وهي تكرار في الحقيقة لصفات المعاني كونه يسمع كونه يبصر كونه حيا كونه قديرا الى اخر هذه السبع فهذه اه اربع عشرة صفة ثم الصفة النفسية وهي صفة الوجود ثم الصفات السلبية وهذه الصفات اه خمس صفات قدم بقاء قائم متوحد ومخالف تمت صفات السلب فهذه في الحقيقة صفات سلبية ويتخلص او يتلخص مما سبق ان الصفات الوجودية التي يثبتونها عند التحقيق هي هذه الصفات السبع على خلاف بينهم فيما هو زائد على ذلك كصفة التكوين او صفة الادراك في بحث طويل بينهم الشاهد ان هؤلاء على اثبات هذه الصفات بطريق عقلية ونفي ما عداها لعدم دلالة العقل على على ذلك كما مضى شرحه في درس الامس. نعم. قال رحمه الله فنقول لهم نفيكم لما نفيتموه بحجة ان العقل لا يدل عليه يمكن اثباته بالطريق العقلي الذي اثبتتم به ما اثبتتموه كما هو ثابت بالدليل السمعي. مثال ذلك انهم اثبتوا صفة الارادة ونفوا صفة الرحمة اثبتوا صفة الارادة لدلالة السمع والعقل عليها. اما السمع فمنه قوله تعالى ولكن الله يفعل ما يريد. واما العقل فان اختلاف مخلوقات وتخصيص بعضها بما يختص به من ذات او وصف دليل على الارادة. ونفوا الرحمة قالوا لانها تستلزم دين الراحم ورقة لانها تستلزم لين الراحم ورقته للمرحوم. وهذا محال في حق الله تعالى. واول الادلة السمعية المثبتة للرحمة الى الفعل او ارادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم او مريد الانعام فنقول لهم الرحمة ثابتة لله تعالى بالادلة السمعية وادلة ثبوتها اكثر عددا وتنوعا من ادلة الارادة. فقد وردت بالاسم مثل قوله الرحمن الرحيم. والصفة مثل قوله وربك الغفور رحمة والفعل مثل قوله ويرحم من يشاء ويمكن اثباتها بالعقل. فان النعم التي تترى على العباد من كل وجه. والنقم التي تدفع عنهم في كل حين دالة على ثبوت الرحمة لله عز وجل. ودلالتها على ذلك ابين واجلى من دلالة التخصيص على الارادة لظهور ذلك للخاصة والعامة بخلاف دلالة التخصيص على الارادة فانه لا يظهر الا لافراد من الناس واما نفيها بحجة انها تستلزم اللين والرقة فجوابه ان هذه الحجة لو كانت مستقيمة لامكن نفي الارادة بمثلها. فيقال ارادة ميل المريد الى ما يرجو به حصول منفعة او دفع مضرة وهذا يستلزم الحاجة. والله عز وجل منزه عن ذلك. فان اجيب بان ان هذا ارادة المخلوق امكن الجواب بمثله في الرحمة بان الرحمة المستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق. وبهذا تبين بطلان مذهب اهل سواء كان تعطيلا عاما ام خاصا. وبه علم ان نعم هذا الكلام الذي ذكره الشيخ رحمه الله كلام حسن متين وفيه ان القوم معارضون بمثل مسلكهم فيما نفوا فانه يقال اولا وقبل كل شيء هذه المباحث فباحث سمعية تتلقى من جهة الخبر لاننا ما رأينا الله ولا رأينا مثيلا له ويتعالى الله عنه ان يكون له مثيل وبالتالي فالقضية قضية خبرية محضة ثم يقال لهم ثانيا اننا سنسلك مثل مسلككم فيما نفيتم والباب باب واحد ومثل الشيخ لهذا بصفتي الارادة والرحمة كل الناس في درس الامس انهم اثبتوا صفة الارادة بالعقل فقالوا التخصيص يدل على الارادة كون الله عز وجل يخلق الخلق فيجعل هذا ذكرا ويجعل هذه انثى او هذا طويلا او هذا قصيرا هذا يدل على ان الخالق ذو ارادة فاثبتوا الارادة من جهة العقل فانه يقال لهم وكذلك الرحمة فان توالي نعم الله عز وجل على خلقه دليل على رحمته بل هذه قضية شرعية يعني سمعية وعقلية وحسية الم تسمعوا الى قول الله جل وعلا فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها اذا هذا هذا المطر وهذا الانبات ليس فقط قضية عقلية بل هذه قضية ماذا حسية مشاهدة تدل على رحمة الله تبارك وتعالى. فانظر الى اثار رحمة الله فكيف يقال ان الله عز وجل رحمة له اذا نستطيع من الطريق نفسه ان نثبت الرحمة التي نفيتموها بالطريق الذي سلكتم فيه او به اثبات صفة الارادة. على ان صفة الرحمة اكثر ورودا واكثر تنوعا في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا كان فاذا امكن ان نأول صفة الرحمة فلا ان نمكن فلا ان يمكن لنا تأويل صفة الارادة من باب اولى لان المسلك واحد والباب واحد القوم لماذا نفوا صفة الرحمة عن الله تبارك وتعالى؟ قالوا لان الرحمة لين وعطف وبالتالي فان الله ينزه عن ذلك اولا تعلمنا سابقا كيف نتعامل مع هذه الالفاظ المجملة عن طريق ماذا الاستفصال. ماذا تريدون بهذا القول؟ هل تريدون ان هذه علامة الضعف فلا شك ان الله عز وجل منزه عن ذلك. لكن لا نسلم لكم ان الرحمة تقتضي ذلك اما اذا اردتم من اللين ما هو قريب من معنى الرحمة فهذه صفة كمال فبما رحمة من الله ماذا لنت لهم فاللين على هذا المعنى اذا قيل انه بمعنى الرحمة فانه معنى صواب لكن تحدثوا باللفظ الذي جاء في النصوص وهو الرحمة حينئذ يقال لهم انكم نفيتم صفة الرحمة لانها لين وعطف او تنزلا تقتضي الضعف وتقتضي الحاجة فاننا نقول وكذلك الارادة يمكن ان نقول فيها على سبيل الجدل كما قلتم انتم في صفة الرحمة فان الارادة ميل للمراد وان شئت فقل هي ميل القلب الى شيء من الاشياء وهذه صفة المخلوق التي ينزه الله عز وجل عنها سيقول لك المؤول مباشرة لا هذه ارادة المخلوق اما ارادة الله ليست كذلك ارادة عظيمة تليق بالله. فنقول وهذا ايضا قولنا في ماذا في صفة الرحمة صفة الرحمة كذلك تليق بالله عز وجل العقدة التي عند القوم والتي من حلها فما بعدها ايسر منها هي ان ينظر الى الصفة لا باعتبارها مضافة الى المخلوق. بل ينظر لها اولا باعتبارها مجردة عن الاضافة. وهو الذي قلنا انه القدر المشترك فهذا المعنى اولا انظر اليه وافهم المعنى ثم بعد ذلك اضف الصفة الى الله جل وعلا وهذا قدر مميز فارق لا يمكن ان يحصل فيه اشتراك مع المخلوق. الصفة اذا اضيفت الى الله عز وجل كان لها خصائص من اضيفت له ثم تضاف ثالثا الى المخلوق فتأخذ خصائص المخلوق. وبالتالي فالاشتراك ها هنا بين الخالق والمخلوق العقدة عندهم انهم اذا رأوا الصفة مضافة الى الله عز وجل سبق الى اذهانهم الصفة مضافة الى المخلوق فنفوها عن الله عز وجل. وهذه هي القضية التي تحتاج الى بيان عنده حينما يقولون ان الضحك مثلا يستلزم لهوات ويستلزم جوفا ويستلزم اسنانا ويستلزم ما سوى ذلك. نقول لهم هذا ليس تعريف الضحك من حيث هو. هذا تعريف ضحكي الانسان وليس هذا الذي نثبته لله عز وجل وبالتالي انتم وقع الخلل عندكم بسبب انكم اثبتم لله عز وجل ما هو من خصائص المخلوقين فحصل التشبيه عندكم اولا فاداكم الى التعطيل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبه علم ان طريق الاشاعرة والماتوريدية والماتروريدية في اسماء الله وصفاته وما احتجوا به لذلك اتندفع به شبه المعتزلة وذلك من وجهين احدهما انه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف الامة وائمتها والبدعة لا تدفع بالبدعة وانما تدفع بالسنة. هذا كلام جميل البدعة لا تدفع بالبدعة وانما تدفع بالسنة سواء اكان هذا في القضايا العلمية او في القضايا العملية فاذا جاء النفاة كالجهمية والمعتزلة فانه لا يرد عليهم بالتزام قواعد باطلة او بالتزام الفاظ مجملة تحتمل حقا وباطلا او باعتقاد تقديم العقل على النقل او بترك لزوم مذهب السلف فان هذا كله مسلك باطل انما البدعة تدفع بالسنة كذلك في الامور العملية اذا جاء انسان وابتدع بدعة عملية فلا ينبغي ان يقابل ببدعة مقابلة يعني اذا جاء بعض الناس فتعبدوا لله عز وجل بالحزن في يوم عاشوراء ما رأيكم لو ان الاخرين قابلوهم باظهار الفرح في يوم عاشوراء لاجل ان نقابل تلك البدعة هل هذا مسلك حسن ليس مسلكا حسنا انما البدعة تدفع ببيانها وتدفع بالارشاد الى السنة. اما ان تدفع البدعة ببدعة هذا امر ليس بصحيح فكلمة الشيخ ها هنا كلمة حسنة جدا وينبغي ان تحفظ البدعة لا تدفع بالبدعة وانما تدفع بالسنة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني ان المعتزلة والجهمية يمكنهم ان يحتجوا ما نفعوه على الاشاعرة والماتريدية بمثل ما احتج به الاشاعرة لما نفوه على اهل السنة. فيقولون لقد ابحتم لانفسكم لا فيما نفيتم من الصفات بما زعمتموه دليلا عقليا. واولتم واولتم دليله السمعي. فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه بما نراه اذا عقليا ونؤول دليله السمعي فلنا عقول كما ان لكم عقولا. فان كانت عقولنا خاطئة فكيف كانت عقولكم صائبة؟ وان كانت اقول لكم صائبة فكيف كانت عقولنا خاطئة وليس لكم حجة في الانكار علينا سوى مجرد التحكم واتباع الهوى. وهذه حجة دامغة والزام صحيح من الجهمية والمعتزلة للاشعرية والماتريدية. ولا مدفع لذلك ولا محيص عنه الا بالرجوع لمذهب السلف الذين هذا الباب ويثبتون لله تعالى من الاسماء والصفات ما اثبته لنفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم اثباتا لا تمثيل فيه ولا تكييف وتنزيها لا تعطيل فيه ولا تحريف. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور هذا الالزام الزام قوي والزام حسن جدا وهو اننا نسلم لهم جدلا بان المرجع في معرفة ما يليق بالله عز وجل وما لا يليق هو العقل لكن يبقى السؤال باي عقل سوف نزن هذه المسائل فبعقل القرمطي ام بعقلي الفلسفي ام بعقل الجهمي ام بعقل المعتزلين ام بعقل من فالكل يزعم انه انما قال بما قال للدليل العقلي الذي زعم انه توصل اليه بطريق قطعي وبالتالي فما الذي اباح لكم وحرم علينا ان كنتم اثبتم اشياء بالعقل فنحن نفيناها بالعقل ولكم عقول ولنا عقول اذا ما الفيصل وما الضابط الذي يفرق بين الحق والباطل العقول متفاوتة وكل يرى ما لا يرى الاخر بل الشخص الواحد قد يرى في حال ما لا يراه في حال اخرى كما قلت لكم قبل قليل. الجويني عفا الله عنا وعنه اداه عقله في كتابه الارشاد الى لزوم التأويل واداه عقله الى نفي التأويل في في العقيدة النظامية. وهو هو شخص واحد وقد رأيت هذا كثيرا في كلامه تتبعت بعد بعض كلام هؤلاء المتكلمين فوجدت الشخص الواحد في كتاب يقول دل الدليل العقلي القطعي على اثبات كذا وكذا ثم وجدته في كتاب اخر وهو هو يقول دل الدليل القطعي دل الدليل العقلي القطعي على نفي كذا وكذا. القضية نفسها والشخص واحد فدل هذا على ان العقول لا يمكن ان تكون معيارا في هذا الباب لا يجمع الناس الا كتاب منزل احفظ هذه القاعدة لا يمكن ان يجتمع الناس الا على كتاب منزل منزل من رب العالمين تبارك وتعالى اما لو كانت القضية مآلها ومرجعها الى العقول فسوف يقع الاختلاف والاضطراب والتخبط الكثير هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان