الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى تنبيه علم مما سبق ان كل معطل ممثل وكل ممثل معطل اما تعطيل المعطر فظاهر واما تمثيله فلانه انما عطل لاعتقاده ان اثبات الصفات يستلزم التشبيه فمثل اولا وعطل ثاني كما انه بتعطيله مثله بالناقص واما تمثيل الممثل فظاهر. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ختم المؤلف رحمه الله قواعد ادلة الاسماء والصفات بتنبيه مهم يدلك على خطر التعطيل والتمثيل وذلك ان كلا منهما اعني الممثل والمعطل قد جمع الشر من طرفيه فالمعطل في حقيقة الحال معطل وممثل والممثل في حقيقة الحال ممثل ومعطل وبالتالي فلم يفز بالتوفيق للحق المحض الا اهل السنة والجماعة وهم الذين عافاهم الله من داء التعطيل ومن داء التمثيل ذكر الشيخ رحمه الله ان تعطيل المعطل واظح وذلك انه عطل الله سبحانه وتعالى عن صفته اللائقة به وبالتالي عطله عن كماله الواجب له واما كونه ممثلا في ظهر هذا من وجهين الاول انه ما عطل الا لانه ممثل في الاصل فلان التمثيل قد عشعش في قلبه لجأ الى التعطيل فصار اساس البلاء عنده التشبيه فهذا ممثل اولا ثم هو ممثل ثانيا حينما شبه الله عز وجل بتأويله الذي اداه الى التعطيل شبه الله تبارك وتعالى اما بالناقص واما بالجامد واما بالمعدوم واما بالممتنع فهذه الامور الاربعة هي المآلات التي يؤول اليها تعطيل هؤلاء المعطلة وبالتالي فانهم فروا من تشبيه زعموه الى تشبيه شر منه واذا كان ولا بد من التشبيه فلا لا شك ان تشبيه الله عز وجل بالمخلوق اولى من تشبيهه بجامد او بمعدوم او بممتنع وان كان الله جل وعلا منزها تنزيها مطلقا عن مماثلة المخلوقين باي حال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما تمثيل الممثل فظاهر واما تعطيله فمن ثلاثة اوجه. الاول انه عطل نفس النص الذي اثبت به الصفة. حيث جعله دالا على التمثيل مع انه لا دلالة فيه عليه وانما يدل على صفة تليق بالله عز وجل. هذا اولا الكلام الان في تعطيل الممثل الممثل من مثل الله عز وجل او صفة من صفاته بالمخلوقين فيقول الله ينزل كنزولنا او استوى على العرش كاستواء المخلوق وما شاكل ذلك فتمثيله واضح واما كونه معطلا فيظهر هذا من ثلاثة اوجه اولا انه عطل الصفة التي زعم دلالتها على التمثيل وهذا لا شك تعطيل عن تعطيل لدلالة النص عما اراد الله تبارك وتعالى ارأيت الى هذا الممثل الذي زعم ان قول الله جل وعلا يد الله فوق ايديهم ان هذه الاية دالة على ان يد الله عز وجل كيد المخلوق هل اثبت ما اثبته الله لنفسه او اثبت شيئا اخر بمعنى هل الله عز وجل اراد منا ان نعتقد وان نثبت له يدا لائقة به او يدا تشبه ايدي المخلوقين ما رأيكم لا شك ان الله اراد منا ان نعتقد ان له يدا لائقة به لا كايدي المخلوقين وبالتالي فالشيء الذي اثبته الممثل ليس هو الشيء الذي اراد الله عز وجل منا اثباتا اثباته وهو الذي اخبرنا به في كتابه جل وعلا. وبالتالي اهذا الذي اخبرنا الله به هل اثبته هذا الممثل او عطله عطله وما اثبته وبالتالي فهو معطل لكل نص زعم ان فيه التشبيه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني انه عطل كل نص يدل على نفي مماثلة الله عز وجل لخلقه لو ان هذا الممثل اعتقد ما اخبر الله عز وجل في الادلة النافية للتمثيل ما وقع في التمثيل لكن حقيقة الحال انه عطل هذه النصوص التي فيها اخباره تعالى انه ليس المخلوقين في ذواتهم ولا في صفاتهم كقوله جل وعلا ليس كمثله شيء هل تعلم له سمية ولم يكن له كفوا احد؟ ونظائرها من النصوص فهذا الممثل قد عطل هذه النصوص عما دلت عليه قال رحمه الله الثالث انه عطل الله تعالى عن كماله الواجب حيث مثله بالمخلوق الناقص علمنا وتكرر هذا غير مرة ان تشبيه الله عز وجل بالمخلوق هو اعظم تنقص له تبارك وتعالى لان المخلوق ناقص فتشبيه الله عز وجل به يجعله ناقصا وبالتالي فهذه الصفات التي اخبرنا الله عز وجل بها دالة على كماله لكن الممثل عطل الله عن كماله لكونه جعلها دالة على ماذا على التمثيل وبالتالي فيكون قد عطل الله عز وجل عن كماله الذي وجب له بصفاته اللائقة به. والله تعالى نعم قال رحمه الله الباب الرابع شبهات والجواب عنها بسم الله الرحمن الرحيم اعلم ان بعض اهل التأويل اورد على اهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات. ادعى ان اهل السنة صرفوها عن ظاهرها ليلزم اهل السنة بالموافقة على التأويل او والمداهنة فيه وقال كيف تنكرون علينا تأويل ما اولناه؟ مع ارتكابكم لمثله فيما اولتموه. نعم هذا فصل رابع عقده المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب واسترسل فيه الى ان وصل الى خاتمته الكتاب كما تذكر عقد فيه الشيخ اولا فصلا في قواعد الاسماء ثم فصلا في قواعد الصفات ثم فصلا في قواعد ادلة الاسماء والصفات وهذا الفصل الرابع عقده الشيخ لدفع شبهة تثار في وجه اهل السنة والجماعة وهي زعم المعطلة ان اهل السنة والجماعة انكروا التأويل لكنهم واقعون فيما انكروه اجاب الشيخ رحمه الله عن هذه الشبهة بجواب مجمل ثم باجوبة تفصيلية على الامثلة التي ذكرها وهي التي ادعى هؤلاء المعطلة ان اهل السنة والجماعة اولوا فيها اورد الشيخ رحمه الله خمسة عشر مثالا من الادلة التي زعم المعطلة ان اهل السنة اولوا فيها واجاب رحمه الله عنها وجواب محقق محرر نعم اعد. احسن الله اليكم قال رحمه الله اعلم ان بعض اهل التأويل اورد على اهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات ان اهل السنة صرفوها عن ظاهرها ليلزم اهل السنة بالموافقة على التأويل او المداهنة فيه. وقال كيف تنكرون علينا تأويل ما مع ارتكابكم لمثله فيما اولتموه. ونحن نجيب بعون الله تعالى عن هذه الشبهة بجوابين مجمل ومفصل ما زعمه هؤلاء المعطلة قديما وحديثا انتم وقعتم فيما فررتم منه فاما ان تترك ما انتم عليه وتقولوا التأويل في جميع الصفات اوعى او على الاقل تميل الى المداهنة معنا وبالتالي فتسكت ولا تنكر علينا التأويل اما ان توافقون فتتركوا هذا التشدد في مسألة تأويل الصفات او على الاقل تسكتون وتداهنون الذين يؤولون الصفات والشيخ رحمه الله بين ان هذا الذي اوردوه غير وارد وانما هم توهموا شيئا والصقوه باهل السنة واهل السنة منه براء. كما سيتضح لك ان شاء الله. نعم. قال رحمه الله اما المجمل فيتلخص في شيئين احدهما الا نسلم ان تفسير السلف لها صرف عن ظاهرها. فان ظاهر الكلام ما يتبادر منه من المعنى. وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف اليه الكلام. فان الكلمات يختلف معناها بحسب تركيب الكلام. والكلام مركب من كلمات وجمل يظهر معناها ويتعين بضم بعضها الى بعض هذا الجواب الاول وهو جواب بالمنع والجواب الثاني جواب بالتسليم الجدلي اما المنع فاهل السنة والجماعة لا يسلمون لكم يا معشر المؤولة انهم اولوا نصوص الصفات والامثلة التي تذكرونها وتشغبون بها ليست من التأويل في شيء والقوم اتوا من جهة انهم ما اعطوا النصوص حقها من التأمل والتدبر في ضوء كلام العرب الذي نزل القرآن وجاءت السنة به وذلك ان كلام اهل السنة بالامثلة التي ذكروها لا يخرج عن الظاهر المتبادر الذي يفهم من سياق الكلام ولكن سياق الكلام نفهم المراد منه بحسب التركيب وبحسب ما يضاف اليه الكلام وهذه قضية مضت في درس ماظ فلابد من التنبه الى هذه القضية مراعاة السياق والتأمل في السياق به يظهر المعنى والاخذ بهذا الظاهر ليس من التأويل في شيء ولعلك تذكر ان الكلمة الواحدة في القرآن يفهم منها معنى في سياق ويفهم منها معنى اخر في سياق اخر لعلك تذكر ان المعنى المراد من قوله جل وعلا وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا ان المراد بالقرى ها السكان او المكان السكان ولكن قوله جل وعلا او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ها هنا كلمة القرية تدل على المكان لا على السكان اذا سياق الكلام تركيبه ما يضاف اليه هو الذي حدد المعنى وبالتالي فاذا اخذنا الاية او الحديث بالسياق الذي جاءت فيه فانك تجدها في باب الصفات نصا لا يقبل التأويل واسخ لفائدة جليل قدرها تهديك للتحقيق والعرفان. ان الكلام اذا اتى بسياقه يبدي المراد لمن له اذنان اضحى كنس اضحى كنص قاطع لا يقبل التأويل. يعرف ذا اولوا الاذهان الذي يعطي النص حقه من التأمل والتدبر دون افراط وتفريط ودون غلو وجفاء فانه لا يمكن ان يزعم ان السلف الصالح رحمهم الله قد اولوا في نصوص الصفات لكنهم في سياق بينوا ان هذه الكلمة لها معنى وفي سياق اخر بينوا ان هذه الكلمة لها معنى اخر بينوا في سياق ان هذه الكلمة لها معنى وفي سياق اخر بينوا ان هذه الكلمة بعينها لها معنى اخر وهذا ليس من التأويل وانما هو الاخذ بالظاهر في كل نص بحسبه وبالتالي الامثلة التي ذكروها سترى ان فيها من التكلف والتعسف ما لا يخفى عليك بل ما لا يخفى على من له ادنى حظ من ايمان وانصاف اذا نظر الى هذه النصوص بايمان وانصاف فانه لا يمكن ان يقر ويسلم بان اهل السنة والجماعة قالوا في هذه الامثلة بالتأويل بعكس حال هؤلاء المؤولة ما ابعدهم عن الاخذ بظاهر النص اين هذه الامثلة وستأتي ان شاء الله؟ عما يقرره هؤلاء اامنتم من في السماء ملك من الملائكة حتى يضع الجبار فيها قدمه وفي رواية عليها رجله قالوا الرجل جماعة من الناس اين هذا في الكتاب والسنة؟ بل في كلام العرب يحب الله يعني اصاب حبة قلبه فجعله مطيعا له في اي لغة وفي اي عرف وفي اي شرع جاء هذا التأويل يخافون او عفوا وهو الظاهر فوق عباده قالوا فوق هنا يعني الله افضل من عباده هل هذا هو مدلول الاية هل الله يمدح نفسه بانه خير وافضل من عباده هذا لا يأتي في كلام البلغاء الم تر ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف امضى من العصا ارأيت حينما تقول الذهب افضل من البصل هل هذا كلام سائغ عند البلغاء او هذا انتقاص للذهب سلمنا جدلا بهذا وان لغة العرب قد يأتي فيها هذا فوق هذا ويراد به انه فوقه في المكانة لكن ماذا انتم قائلون في قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم والعرب لا تعرف كلمة فوق مصدرة بمن الا والمراد فوقية الذات كيف تقولون في هذه الاية ان المراد فوقية القدر والمنزلة اذا شتان بينما وقع في هؤلاء المؤولة من التأويل بل التحريف وبينما زعموه وما الصقوه باهل السنة والجماعة وسيأتي ذاك ذلك ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثانيهما اننا لو سلمنا ان تفسيرهم صرف عن ظاهرها فان لهم في ذلك دليلا من الكتاب والسنة اما متصلا واما منفصلا. وليس لمجرد شبهات يزعمها الصارف براهين وقطعيات يتوصل بها الى نفي ما اثبته الله لنفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم هذا جواب ثان وهو على سبيل التسليم الجدلي سلمنا جدلا ان ما جاء عن بعض السلف فيه تأويل ولكن ما الذي دفع اليه ما علته ما دليله اهو قواعد منطقية فلسفية زعمتموها عقلية اعتقدتموها في الله تبارك وتعالى ولاجلها حرفتم كلام الله عز وجل عن مواضعه ام هو لاجل نص اخر دل على ان المراد بالنص الاول كذا وكذا اهل السنة لا ينكرون ان النصوص يفسر بعضها بعضا. انتبه لهذا اهل السنة يسلمون ويقرون بان النصوص يفسر بعضها بعضا ويوضح بعضها بعضا ولكن هم اذا حملوا كلمة في نص على غير ظاهرها فانما يحملون هذا لدليل شرعي اخر اما ان يكون متصلا في نفس السياق واما ان يكون منفصلا يعني في نص اخر وهذا اقوله على سبيل التسليم الجدلي والا فلو اعطي كل نص حظه من النظر ومن التأمل والتدبر فان جميع تقريرات السلف ما خرجت عن ظاهر النص ولكن يقال هذا على سبيل التسليم والتنزل. الخلاصة ان هناك فارقا منهجيا بين اهل السنة والجماعة ومخالفيهم اهل السنة استدلوا ثم اعتقدوا واما مخالفوهم فانهم اعتقدوا ثم استدلوا بمعنى اهل السنة والجماعة نظروا في النصوص ثم اعتقدوا ما دلت عليه. ولولا ان النصوص قد اشتملت على هذه الدلائل ما اعتقدوا هذا الذي اعتقدوه. اذا هم استدلوا ثم اعتقدوا اما المخالفون لهم فانهم قد اكتسبوا عقائدهم من غير الكتاب والسنة من دلائل عقلية وقواعد منطقية زعموا انها قطعية فاعتقدوا عقائد استقرت في نفوسهم. ثم بعد ذلك نظروا في النصوص فوجدوها مخالفة لما اعتقدوا فما وجدوا امامهم الا ان يتجاوزوها ويتخطوها عن طريق التأويل. اذا كان مسلكهم مخالفا المنهج الذي سلكه اهل السنة اعتقدوا ثم استدلوا وهذا لو تنبهت له سيوضح لك حقيقة الخلاف بين اهل السنة والجماعة واهل البدع على جميع اطيافهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما المفصل فعلى كل نص ادعي ان السلف صرفوه عن ظاهره ولنمثل بالامثلة التالية فنبدأ بما حكاه ابو حامد الغزلي عن بعض الحنبلية انه قال ان احمد لم يتأول الا في ثلاثة اشياء الحجر الاسود يمين الله في الارض وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن واني اجد نفس الرحمن من قبل اليمين. نقله عنه شيخ الاسلام ابن تيمية من قبل واني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن نقله عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من مجموع الفتاوى وقال هذه الحكاية كذب على احمد بدأ الشيخ رحمه الله بذكر الامثلة التي ادعى المخالفون ان اهل السنة مثلوا فيها وافتتح هذه الامثلة ثلاثة جمعتها حكاية عن مذهب الامام احمد رحمه الله وهي ما نسبه اليه ابو حامد الغزالي نقلا عن بعض الحنابلة ان الامام احمد رحمه الله ما تأول الا في ثلاثة احاديث اليمين الحجر الاسود يمين الله واني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن وان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن هذه الحكاية التي نسبت الى الامام احمد رحمه الله ذكرها الغزالي في بعض كتبه ذكرها في كتابه الاحياء في الجزء الاول وذكرها كذلك في رسالته فيصل التفرقة بين الاسلام والزندقة وذكرها كذلك في كتابه قواعد العقائد نقلها عن بعض الحنابلة الذي الذين لقيهم ببغداد انهم اخبروه ان الامام احمد مات اول الا هذه الثلاثة احاديث هذه الكلمة او هذه الحكاية المنسوبة الى الامام احمد لا شك في انها لا تصح عن الامام احمد الامام احمد رحمه الله الامام احمد رحمه الله مات اول هذه التي ذكرها الغزالي ولا غيرها ويظهر هذا من وجوه اولا الانقطاع الحاصل بين الغزالي ومن روى عنه والامام احمد بينهم مفاوز تنقطع دونها اعناق الابل الامام احمد متوفى سنة احدى واربعين ومئتين. والغزالي متوفى سنة خمس وخمس مئة فانظر الى هذه العقود الى هذه العقود الطويلة بينهما فاين الاسناد الذي يركن اليه ويرجع اليه في هذه النسبة لهذا الامر الخطير لا يمكن ان نقبل مثل هذه الرواية التي هي منقطعة ومتقطعة ويقال ثانيا ان هذه الرواية شاذة لانها مخالفة لما رواه اصحابه عنه وهم اهل الخبرة بكلامه رحمه الله فان اصحاب الامام احمد رحمهم الله الثقات الذين يؤخذ عنهم اقواله واراؤه مطبقون على ان الامام احمد رحمه الله يمر الصفات ويثبتها على ما جاءت دون تحريف ثم هذه الرواية بالنظر الى منهج الامام احمد يقطع الناظر فيها انها مكذوبة عنه كما ذكر الشيخ شيخ الاسلام رحمه الله فمنهج الامام احمد ومسلكه وطريقته والروايات المستفيضة المتواترة عنه تدل على انه ابعد الناس عن التأويل ثم هذه الرواية رابعا من كلام الامام احمد ما يكذبها فانه قد جاء عنه في حديث قلوب الرحمن بين اصبعين من اصابع الرحمن جاء عنه من رواية ابي طالب عنه اثبات هذه الصفة لله تبارك وتعالى واقرارها كما جاءت ثم الامر الخامس مما يدلك على ضعفها ان ينفرد بها الغزالي عفا الله عنا عنا وعنه ما تعرف هذه الرواية عن الامام احمد قط قبل الغزالي والغزالي رحمه الله لم يكن له عناية ب الصحيح والظعيف والتفرقة بينما يقبل وما لا يقبل بدليل انه قد حشى كتبه بما لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه كثيرا فكيف يستكثر عليه ان يورد ما لا يصح عن مثل احمد رحمه الله ولك ان تنظر في تخريج الاحياء للعراق رحمه الله لتعلم مقدار عنايته بالتصحيح والتضعيف ومعرفة ما يثبت وما لا يثبت بل قد صرح بنفسه بلسانه كما نقل عنه تلميذه ابن العربي في كتابه قانون التأويل نقل عنه انه سمعه يقول ان بضاعتي في الحديث مزياة وهذا لا يحتاج الى اكثر من ان تنظر في كتبه عفا الله عنا وعنه وهو لم يكن يتعمد الكذب كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لكن لم تكن له عناية بمعرفة الصحيح والظعيف وقد جعل الله لكل شيء قدرا فبالتالي هذه الرواية عن الامام احمد لا تصح من هذه الوجوه الخمسة ونسبتها الى الامام احمد ظلم له رحمه الله ويأتي الان الكلام عن هذه آآ الامثلة الثلاثة في كلام الشيخ على وجه التفصيل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المثال الاول الحجر الاسود يمين الله في الارض. والجواب عنه انه حديث باطل لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في العلل المتناهية هذا حديث لا يصح. وقال ابن العربي حديث باطل فلا يلتفت اليه. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية روي عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد لا يثبت. وعلى هذا فلا حاجة للخوض في معناه لكن قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والمشهور يعني في هذا الاثر انما هو عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الحجر الاسود يمين الله في الارض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه. ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له انه لا اشكال قيل فانه قال يمين الله في الارض ولم يطلق فيقول يمين الله وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم المطلق ثم قال فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه. وهذا صريح في ان المصافح لم يصافح يمين الله اصلا. ولكن شبه بمن يصافح الله فاول الحديث واخره يبين ان الحجر ليس من صفات الله تعالى كما هو معلوم عند كل عاقل هذا جواب تفصيلي عن المثال الاول الذي زعنا ان اهل السنة والجماعة اولوه قال المؤولة انتم يا معشر اهل السنة اولتم قول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر الاسود يمين الله فانتم تقرون مثلنا ان الحجر الاسود ليس صفة لله وليس هو يمين الله حقيقة وبالتالي فتكونون قد اذعنتم الى التأويل فلماذا تنكرون علينا والجواب عن هذا من جهتين اولا من جهة الاسناد وثانيا من جهة المتن اما من جهة الاسناد فان هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم البتة والاسانيد التي روي بها هي بين موضوع وضعيفة وبالتالي قد كفينا مؤنة الكلام عن هذا الحديث ونحن يا معشر المؤولة لا نثبت لله عز وجل الا ما دل الدليل الصحيح عليه من كتاب الله او من السنة الصحيحة وبالتالي فهذا لم يثبت وبالتالي فلا تأويل له اصلا لانه غير ثابت. التأويل انما يكون لشيء ثابت فاثبت العرش ثم انقش فهذا ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم يقال ايضا روي هذا اثرا عن ابن عباس رضي الله عنهما وجود اسناده بعض اهل العلم والراجح ضعفه ايضا عن ابن عباس فلم يثبت باسناد صحيح عند التحقيق عن ابن عباس رضي الله عنهما وبالتالي الحمد لله كفينا مؤنة الحديث عن هذا اه الاثر ثم يقال ثانيا سلمنا جدلا صحة الحديث او صحة الاثر فانه لا تأويل فيه اذا انعم النظر المنصف فيه فانه يتبين له انه لا تأويل فيه ووجه ذلك ان هذا الكلام جاء فيه ان الحجر الاسود يمين الله في الارض وحكم الكلام المقيد ليس كحكم الكلام المطلق وبالتالي فالله جل وعلا ليس في الارض وليس له يد في الارض انما هو عال فوق خلقه ومستو على عرشه انما هذا كما تقول العرب يقول الامير مثلا عن نائبه في بلدة ما يقول لاهل هذه البلدة هذا عيني عندكم ايفهم اي عربي ان هذا الامير جعل هذا النائب عينه التي هي جزء من وجهه او رأسه هل يفهم احد هذا لا يفهم احد هذا انما مراده ان هذا الرجل هو الذي يعطيه الاخبار وانه كالجاسوس مثلا عليهم عنده وبالتالي فان الكلام اذا اخذ على سياقه فانه لا يمكن ان يفهم منه البتة انه اراد به العين التي هي العين التي يبصر بها والتي تقوم في جسد القائل كذلك الشأن في هذه اه في هذا الحديث انصحه وهو ان الحجر الاسود مكرم وله قدر فكأنه يمين الله عز وجل في الارض لا شك ان يد الله عز وجل قائمة به وهو سبحانه مستوي على عرشه فكيف يقال ان هذا العرش ان هذا الحجر هو يمين الله عز وجل التي هي صفة له اضف الى هذا ما جاء في الحديث فمن صافحه او من قبله فكأنما صافح يمين الله. ولاحظ ان القضية ها هنا قضية تشبيه فقط والمشبه شيء والمشبه به شيء اخر وبالتالي فالحديث سياقه الكلام في اوله والكلام في اخره نص صريح في انه لا يراد باليمين ها هنا التي هي صفة لله تبارك وتعالى بل لو قيل انها يد الله حقيقة ويمينه حقيقة لكان هذا هو التأويل انتبه الى هذا لو قيل ان هذا الحديث يدل على ان الحجر الاسود يمين الله او يده حقيقة لكان هذا تأويلا لانه صرف للكلام عن عن ظاهره وبالتالي فان زعمهم ان اهل السنة والجماعة اول هذا الحديث كلام غير صحيح هذا كله على تسليم ثبوته والصحيح عدم ثبوته والله اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المثال الثاني العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. والجواب ان هذا الحديث صحيح. رواه مسلم في الباب الثاني من كتاب القدر. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. وقد اخذ السلف اهل السنة بظاهر وقالوا ان لله تعالى اصابع حقيقية نثبتها له كما اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من كون قلوب بني ادم بين اصبعين منها ان تكون مماسة لها حتى يقال ان الحديث موهم للحلول. فيجب صرفه عن ظاهره فهذا السحاب مسخر بين السماء والارض وهو لا يمس السماء ولا الارض. ويقال بدر بين بدر بين مكة والمدينة. مع تباعد ما بين بينها وبينهما فقلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن حقيقة ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول هذا المثال الثاني وهو حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان قلوب العباد كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء والحديث صحيح لا شك فيه بل هو في اعلى درجات الصحة مخرج في صحيح الامام مسلم اولا كلمة اصبع فيها عشرة اوجه فمثلثة الهمزة ثم الباء مثلثة ايظا وبالتالي فتفتح الهمزة وتكسر وتضم ومع كل حركة من هذه الحركات آآ تفتح الباء او تكسر او تضم والوجه العاشر اسبوع وكأن الاكثر والله اعلم اصبع كأن الاكثر والله اعلم في كلام العرب اسمع وعلى كل حال كل هذه الاوجه العشرة صحيحة لا شك فيها عندنا في هذا الحديث ثلاثة امور اولا اثبات الاصابع لله عز وجل هل يثبت اهل السنة والجماعة الاصابع لله سبحانه وتعالى؟ الجواب نعم ولسنا نحن الذين انشأنا هذا بل هذا ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الامر قد جاء في السنة وقد علمنا سابقا ان اهل السنة والجماعة لا يفرقون بين الكتاب والسنة من حيث الاثبات والاستدلال فلا فرق عندهم بين ان تثبت الصفة في القرآن او ان تثبت في السنة او ان تثبت فيهما فهذه الصفة ثابتة لله عز وجل لله سبحانه وتعالى اصابع كيف هي اجيبوا ها لا ندري كيف هي بل هذا السؤال لا يجوز كلمتان ممنوعتان في بابين كيف في باب الغيب ولما في باب القدر فمن قال لنا كيف اصبع الله عز وجل؟ نقول كيف هو واذا كنت لا تدري كيف هو فاننا لا ندري كيف صفة الله عز وجل فنحن نعتقد ان لله هذه الصفة على ما يليق به تبارك وتعالى لا كاصابع المخلوقين واذا كان المخلوقون اصابعهم متفاوتة فالانسان و الحيوانات المفترسة غيرها متفاوتة في الكيفيات التي عليها اصابعها فكيف بين الخالق والمخلوق وقد دل على اثبات الاصابع الاصابع لله عز وجل حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين وهو انه جاء حبر من اليهود الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يضع وفي رواية يجعل وفي رواية يمسك السماوات على اصبع والارض على اصبع والشجر على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم تلا قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره فهذا ايضا دليل على اثبات الاصابع لله تبارك وتعالى على ما يليق به وعلى حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فنحن نعم نثبت الاصابع لله عز وجل ولا نزيل عن الله صفة ثابتة له لاجل شناعة المشنعين هذا اولا ثانيا ما زعمه هؤلاء المؤولة انه يلزم احد امرين اما اخذ هذا الحديث على ما ظنوه ظاهرا فيلزم من هذا حلول الله عز وجل في صدور وقلوب الناس حيث يكون اصبع الله عز وجل حالا في هذا الصدر وما مماسا له واما التأويل فترجعون يا معشر اهل السنة عن مذهبكم فيقال ان البينية من حيث هي لا تستلزموا المماثلة لا تستلزموا المماسة ولا الحلول فاذا قيل ان اصابع الله عز وجل ان قلوب العباد بين بين اصبعين من اصابع الرحمن لا يلزم من هذا لا حلول ولا مماسة وذلك ان البينية في كل سياق بحسبها وكما ذكر الشيخ رحمه الله امثلة تدل على ان البينية حصلت ولم تحصل مماسة فانه يقال بدر مدينة بدر بين مكة والمدينة وهي ليست متاخمة ولا مماسة لا لمكة ولا للمدينة كذلك في قوله جل وعلا والصحابي المسخر بين السماء والارض فالسحاب ليس مماسا للارض وليس مماسا للسماء المبنية. ويقول الانسان فلان وقف بين يديه هل المقصود انه ضمه او المقصود انه وقف امامه كذلك المصلي يجعل بين يديه سترة ليس المقصود انه ماذا يضمها ويلتصق بهذه السترة. فمن اين لكم ان قوله بين تقتضي المماسة فهذا لا يدل عليه ظاهر اللفظ يبقى الامر الثالث وهو ما وقع فيه هؤلاء المؤولة حيث ان كلامهم ناشئ عن تشبيه في قلبهم لما تصوروا من معنى الاصابع التشبيه زعموا هذا الزعم وقالوا انه لابد من التأويل او اعتقاد الحلول وهذا وهذا غير صحيح بل هذا دليل على انكم يا معشر المؤولة فيكم طرف من التشبيه والا ما قلتم هذا القول فالله تعالى اعلم كيف يكون هذا الامر؟ كيف تكون قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن؟ نحن نعتقد هذا لكن لا ندري كيف يكون الامر وعندنا امور اسهل من هذا تتعلق بالمخلوقين ما عرفنا كيفيتها ولا ادركنا كيفيتها خذ مثلا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين انه ما من مولود يولد الا وقد مسه الشيطان. وفي رواية نخسه الشيطان الا مريم وابنها عليهما الصلاة والسلام والحديث في الصحيحين فهل نرى نحن هذا النخس والمس من الشيطان الذي بسببه يستهل الجنين صارخا هل نرى هذا؟ هل نشعر به طيب هذا واحد ثانيا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ان الشيطان ينام على خيشوم الانسان هل نحن ادركنا كيف يكون هذا البيات اجيبوا يا جماعة نحن نعتقد هذا او لا اهذا الكلام حق او هو هزل ولعب هذا الذي اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم حق او انه هزل ولعب والله نعتقد انه حق وان هذا الذي اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم واقع وان الشيطان يبيش على خيشوم يبيت على خيشوم احد لكن كيف يكون الله اعلم ما نشعر بهذا خذ مثلا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يعقد على قافية احدنا ويضرب عليها ونحن والله لا ندري كيف يكون هذا العقد ولا ندري كيف يكون هذا الفك ولا نشعر به خذ رابعا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والحديث في الصحيحين هل نحن نشعر بهذا؟ كيف يجري وما هو آآ كيفية هذا الجري وكيف يكون موجودا في هذه المضائق في العروق وفي الاوردة؟ والله ما ندري لكن نعتقد ان هذا حق او لا؟ نعتقد ان هذا حق اذا كنا ما ندري كيف يكون او كيف تكون تصرفات وافعال لمخلوق نحن واياه نشترك في الخلق صح ولا لا؟ الشيطان نحن واياه نشترك في الخلق نحن نشترك في الخلق نحن اياه نشترك في الانكار نحن واياه نشترك في الحدوث ومع ذلك والله ما ندري كيف يكون هذا الامر فكيف ترومون ان تدركوا كيف يقلب الله عز وجل القلب بين اصبعيه انتم الى جهل هذا اولى وبالتالي فاهل السنة والجماعة يعتقدون بثبوت هذه الصفة وان لله اصابع وان الله يقلب القلوب كيف يشاء لكن كيف ذلك الله تعالى اعلم نحن نجهل كيفيات احوال المخلوقين فكيف نروم ان ندرك كيفيات او كيفية صفة الله تبارك وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المثال الثالث اني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن. والجواب ان هذا الحديث رواه الامام احمد في المسند من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان الايمان يمان والحكمة يمانية واجد نفس ربكم من قبل اليمن. قال في مجمع الزوائد رجال رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة. قلت وكذا قال في التقريب عن شبيب ثقة من الثالثة. وقد روى البخاري رحمه الله نحوه في التاريخ الكبير وهذا الحديث على ظاهره والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيسا مثل فرج يفرج تفريجا وفرجا هكذا قال اهل اللغة كما ففي النهاية والقاموس ومقاييس اللغة. قال في مقاييس اللغة النفس كل شيء يفرج به عن عن مكروب. فيكون معنى الحديث ان الله تعالى عن المؤمنين يكون من اهل اليمن قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهؤلاء هم الذين قاتلوا اهل الردة وفتحوا الامصار فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات انتهى هذا المثال الثالث الذي ساقه الشيخ رحمه الله من كلام المؤولة الذين يرومون الزام اهل السنة والجماعة اما في مذهب التأويل او انهم يتهمون اهل السنة بالتناقض او انهم يدعونهم الى المداهنة هذا الحديث اني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن ذكر الشيخ رحمه الله انه في مسند الامام احمد ورجاله ثقات وشبيب ابن نعيم احد التابعين الصحيح انه ثقة لكن هذه الرواية في هذا الحديث فيها شذوذ على التحقيق فانه قد روى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه من هو اوثق من شبيب كسعيد ابن المسيب وابن سيرين وغيرهما من الثقات وهو مخرج في الصحيحين بغير هذا اللفظ. لكن الشاهد من الحديث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير هذه الرواية اذا قوله صلى الله عليه وسلم نفس الرحمن لا يدل على ان لله تبارك وتعالى نفسا يتردد كما يتردد نفس الجوف كما يتردد في الجوف ولا يثبت اهل السنة والجماعة من هذا الحديث هذا الامر ولا يدل هذا على انهم قد اولوا هذا الحديث بل لو اعطى الناظر في هذا الحديث اعطاه حقه منا العلم والانصاف والتأمل لادرك انه لا يدل على هذا المعنى. فالنفس هنا ليس هو النفس الذي يتردد في الجوف النفس هنا بمعنى التنفيس نفس اسم مصدر من نفس ينفس المصدر تنفيسا نفس ينفس تنفيسا ونفس اسمه مصدر كما تقول فرج يفرج تفريجا هذا المصدر واسم المصدر فرجا كما تقول سلم يسلم تسليما. تسليما هذا المصدر واسم المصدر سلاما كما تقول كلما يكلم ها تكليما واسم المصدر كلاما واسم المصدر كالمصدر في المعنى لكنه يختلف فقط في الصيغة فاسم المصدر يكون فيه انتقاص حرف او نحو او اكثر من من اسم المصدر والا المعنى هو هو اذا اني اجد نفس الرحمن يعني تنفيسه يعني تفريجه. فان هذا الامر حق والنبي صلى الله عليه وسلم فرج الله عنه بان قيض له الانصار والانصار من الازد من اهل اليمن وكانوا هم انصار الله وانصار رسوله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وهكذا عامة الذين قاتلوا اهل الردة كانوا من اهل اليمن ولعل الله عز وجل ايضا يقيظ من اهل اليمن في المستقبل كما قيض هذا في الماضي من يجعل الله عز وجل الفرج لدين الله سبحانه وتعالى على ايديهم الخلاصة والشاهد ان كلمة نفس حملها المؤولة على ما لا تحتمل وبالتالي فانهم قد تعسفوا بنسبة التأويل الى اهل السنة والجماعة الكلام على ظاهره لفظا وتركيبا فنفس بمعنى تنفيس بمعنى تفريج والله عز وجل ينفس عن عباده بما يشاء سبحانه وتعالى ويقيظ من خلقه من يشاء فيكونون اسبابا لتفريج الهموم وتنفيس الكروب ومن هذا ما كان من جعله اهل اليمن سببا للتفريج عن النبي صلى الله عليه وسلم وسببا لنصرته لعلنا نقف عند هذا المثل المثال الثالث ونستكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان