الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا انا بعلمه يا ارحم الراحمين. قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى. المثال الرابع قوله تعالى ثم استوى الى السماء والجواب ان لاهل السنة في تفسيرها قولين احدهما انها بمعنى ارتفع الى السماء. وهو الذي رجحه ابن جرير حيث قال في تفسيره بعد ان ذكر الخلاف واولى المعاني بقول الله جل ثناؤه ثم استوى الى السماء فسواهن على عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته. وخلقهن سبع سماوات. انتهى كلامه. وذكره البغوي رحمه الله في تفسيره قول ابن عباس واكثر مفسر السلف وذلك تمسكا بظاهر لفظ استوى وتفويضا لعلم كيفية هذا الى الله عز وجل القول الثاني ان الاستواء هنا بمعنى القصد التام. والى هذا القول ذهب ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير سورة البقرة والبغوي في تفسير سورة فصلت. قال ابن كثير اي قصد الى السماء والاستواء ها هنا ضمن معنى القصد والاقبال لان انه عدي بالى وقال البغوي رحمه الله اي عمد الى خلق السماء وهذا القول ليس صرفا للكلام عن ظاهره وذلك لان الفعل على استوى اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء. فانتقل الى معنى يناسب الحرف المقترن به. الا ترى الى قوله تعالى عيني يشرب بها عباد الله حيث كان معناها يروى بها عباد الله لان الفعل يشرب اقترن بالباء فانتقل الى معنى يناسبها وهو يروى. فالفعل يضمن معنى يناسب معنى الحرف المتعلق به ليلتئم الكلام ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا المثال الرابع الذي ذكره الشيخ محمد رحمه الله بما زعم ان اهل السنة اولوه من نصوص الكتاب والسنة استوى فعل يدل على معنى بحسب سياقه وهذا يرجع الى اربعة او الى اربع احوال الحال الاولى ان يذكر وحده دون ان يعدى بشيء فيقال هذا الشيء استوى فهنا يعني كمل ومنه قوله تعالى ولما بلغ اشده واستوى ثانيا ان يكون السياق استوى كذا وكذا فيجمع بين شيء وشيء في هذا الفعل وهنا يكون معنا الكلام ساواه. يقال استوى الليل والنهار. يعني تساوى وثالثا ان يكون الفعل معدا بعلى وهذا يكون بمعنى العلو والارتفاع قولا واحدا عند اهل اللغة وعند علماء السلف قاطبة رابعا ان يأتي الفعل معدا بالى وهذا هو المثال الذي ذكره الشيخ رحمه الله وهذا الفعل اعني هذه الصفة جاءت في القرآن في تسعة مواضع في سبعة منها عدي الفعل بعلى اعراف يونس رعد ثم في طه فرقان السجدة والحديد بها مستوى وفي موضعين جاء هذا الفعل معدا باله في سورة البقرة ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وفي سورة فصلت ثم استوى الى السماء الى السماء وهي دخان وهذا هو موضع البحث في هذا الميثاق والذي يظهر والله تعالى اعلم ان استوى الى السماء ليس فيها عند اهل السنة الا واحد وهو على وارتفع وصعد الى السماء فان المعلوم في اللغة ان استوى اذا عدي هذا الفعل بالى فانه يفيد معنى العلو والصعود الى الشيء تقول استوى الى السطح يعني ارتفع اليه ومن ذلك القصة التي اخرجها الذهبي في العلو عن الخليل ابن احمد العالم النحوي اللغوي الشهير انه ذهب الى ابي ربيعة الاعرابي ووصفه بانه اعلم من رأى في اللغة فوجده جالسا على سطح له فأشاروا اليه بالسلام فرد عليهم ثم قال لهم استووا فيقول وقفنا حائرين فقال شيخ اعرابي بجواره يريد ارتفعوا فاصعدنا اليه. يقول الخليل هو من قول الله عز وجل ثم استوى الى السماء وهي دخان. يريد ارتفع استوى الى السماء لا يراد بهذه الصفة الا معنى العلو والارتفاع الى السماء. وهذا باجماع السلف. نقل هذا الاجماع شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم وهو المعروف في كلام السلف فلوى فهو المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك عن ابي العالية فيما ذكر البخاري رحمه الله في الصحيح حيث قال قال ابو العالية استوى الى السماء ارتفع وكذلك هو المروي عن الربيع ابن بس وكذلك هو المروي عن الحسن البصري وعن علماء كثر من علماء اهل السنة جماعة بل لا يعرف في كلام السلف فيه خلاف ان استوى الى السماء بمعنى علا وارتفع اليها. وقد يقول قائل ان هذا القول لربما فهم منه ان الله تبارك وتعالى كان دون السماء وتحت السماء ثم ارتفع الى السماء. مع اننا نعلم ان الله عز وجل متصف بصفة العلو الذاتي. فهو عال ازلا وابدا تبارك وتعالى والجواب اننا نعتقد ان صفة العلو صفة ذاتية لله عز وجل. فالله عال على كل شيء وفوق كل شيء. ولا يمكن البتة ان يكون شيء فوق الله. او ان يكون محاذيا لله او ان يكون الله دونه. تعالى الله عن ذلك. بل الله عال على كل شيء اما كيف ارتفع الى السماء وهو عال على كل شيء؟ فهذا البحث فيه ممنوع فاننا اذ انه ارتفع الى السماء مع انه عال على كل شيء. كما انه استوى على العرش مع انه قبل ذلك كان عاليا على كل شيء. ونحن لا نعرف كيف ذلك لاننا ما راعينا الله. ولا رأينا مثيلا لله وبالتالي فلا يمكن ان نخوض في الكلام في الكيفية. والكلام في هذا الموضع على وزان الكلام في في صفة النزول فكما اننا نعتقد ان الله ينزل الى سماء الدنيا اذا شاء كيف شاء مع كونه عاليا على كل شيء. ومع كونه نزوله لا يمكن ان تكون السماء محيطة به. او ان يكون اي شيء من الخلق. مظلا لله عز وجل تعالى الله عن ذلك بل لا يزال عاليا تبارك وتعالى وان نزل واما كيف يكون هذا الامر فهذا ليس الينا. وليس لنا ان نخوض فيه والله عز وجل ليس كمثله شيء المخلوق هو الذي نزل الى هو الذي اذا نزل الى مكان فانه يكون غيره فوقه اما الله تبارك وتعالى فليس كذلك ولا يمكن ان يقاس الله ولا يمكن ان يقاس الله عز وجل على خلقه. وهذا من ابطل الباطل ان اسى الغائب على الشاهد وانت اذا نظرت في النصوص وجدت ان الله تبارك وتعالى يتصف بما لا يمكن للمخلوق ان يتصف به بل ان الانسان يتحير من هذه الصفة العظيمة تأمل مثلا ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى اذا قال ابن ادم في الصلاة الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال الله عز وجل مجدني عبدي او اثنى علي عبدي ولاحظ كم مسلم كم مسلم مصل في اللحظة الواحدة على هذه الارض ومع ذلك الله عز وجل يقول هذا القول لكل مصل ولا يشغله قوله لهذا عن قوله لهذا وهذا مما تتحير فيه الالباب. ولا يمكن لمخلوق ان يكون كذلك تعالى الله عنان يكون احد مثله. تأمل معي ايظا ما يكون يوم القيامة فقد ثبت في الصحيحين ان الله تبارك وتعالى يدني عبده اليه يوم القيامة ويضع عليه كنفه ويقرره بذنوبه ويقول عملت كذا يوم كذا وكذا لاحظ ان هذا يكون مع كل احد ومع ذلك فالحساب سريع. قال جل وعلا وهو اسرع الحاسبين حساب سريع وجاء في بعض الاثار انه يكون كما بين الظهر والعصر. مع ان الله عز وجل يحاسب كل انسان محاسبة خاصة وهذا مما يدلك على ان الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء. الله عز وجل يسمع كل صوت ولا يشغله صوت عن صوت. الله عز وجل يرى كل شيء. ويعلم كل شيء. ما تسقط من الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض. ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. فكيف بعد هذا يقال ان العقل يحيل ان يكون الله تبارك وتعالى فوق كل شيء ثم هو يرتفع الى السماء اذا شاء سبحانه وتعالى فهذا من الخوض الباطل العقل محدود العقل لا يمكن ان تجاوز حدود محسوسه والمحسوسات تدور على امور يتعلق بها خمسة امور شيء المروي شيء مرئي او مسموع او ملموس او مشموم او مذاق. وما سوى ذلك لا يمكن ان يصل الى علمه. ولذلك خذ مثالا قريبا العقل كان يحيل اشد الاحالة اشياء في الماضي اصبح وجودها الان من الامر الكثير المنتشر الذي لا يتردد اي انسان في قبول هذا الامر يعني في السابق كان السفر من المدينة الى مكة يأخذ من سبعة ايام الى ثمانية ايام لو قيل للانسان قبل مئة او مئتي سنة انه يمكن ان تصل الى مكة في حدود ساعة او او اقل فكان يصدق؟ او كان يتهم هذا القائل بالجنون؟ لو قيل له انك يمكن ان يؤذن اذن وانت في المدينة ثم تصلي تلك الصلاة في الاحساء. ايمكن ان يصدق؟ ايمكن ان يصدق ان بلدا يأتون او كانوا يأتون الى الحج خلال ستة اشهر وربما اكثر. والان يمكن الوصول اليها في بضع ساعات. اكان يصدق؟ والله ما يمكن ان يصدق بل يقول انا لله وانا اليه راجعون ذهب عقلك يا هذا. اليس كذلك؟ كيف يمكن ان يحمل الانسان الى هذا المكان في ساعات يسير؟ هل الامر الان مستبعد بل هذا من ايسر الاشياء واسهلها. وربما في المستقبل يكون الامر اسرع من هذا لو قيل لانسان انك يمكن ان تدركه لو قيل له في السابق انك يمكن ان تستخرج كلمة من عشرة الاف في كتاب خلال ثوان معدودة. اكان يقبل؟ او يقول هذا الامر مستحيل؟ مستحيل. والان من خلال هذه الاجهزة الحاسوبية يمكن للانسان ان يستخرج كلمة من عشرات الالاف من الكتب خلال ثوان قليلة. مع انه ربما كان يحتاج الى الى اشهر طويلة او سنوات حتى يستقري هذه الكتب. اذا هذه امثلة تدلك على ان الانسان ضعيف. وان عقله ضعيف. وانه لا يمكن ان يكون معيارا للحكم بثبوت الاشياء او استحالتها وحده. وبالتالي فما اخبر الله عز وجل عن نفسه فاننا نعتقد وكذلك ما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم فاننا نعتقد ان هذا حق وانه صدق وانه كما اخبر الله عز عز وجل عن نفسه وكما اخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عنه دون ان نخوض فيه لا بتحريف ولا بتكييف. وبين ايدينا كلام حسن محرر لابن القيم رحمه الله وكذلك لشيخه فلعلنا نستمع اليه حتى تتم الفائدة. هذه جملة مختصرة لابن القيم رحمه الله كما في مختصر الصواعق في المجلد الثالث صحيفة ثمانمائة وتسع وثمانين. نعم. قال رحمه الله واما المقيد فثلاثة اضرب. المقيد من استوى. نعم احدها مقيد باله كقوله ثم استوى الى السماء واستوى فلان الى السطح والى الغرفة. وقد ذكر سبحانه هذا المعدى بالى في موضعين من كتابه. في البقرة في قوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء. والثاني في سورة السجدة في قوله ثم استوى الى السماء وهي دخان تمام والثاني في سورة فصلت ثم استوى الى السماء وهي دخان وهذا بمعنى العلو والارتفاع باجماع السلف كما سنذكره ونذكر الفاظهم بعد ان شاء الله اعد الجملة وهذا؟ وهذا بمعنى العلو والارتفاع باجماع السلف. وهذا بمعنى العلو والارتفاع باجماع السلف. هذا يحكيه ابن القيم رحمه الله ومثله ممن اذا نقل اجماعا اقبض عليه بخناصرك. نعم الان نقرأ كلاما جيدا لشيخ الاسلام رحمه الله في كتابه شرح حديث النزول وهو مضمن في مجموع الفتاوى في المجلد الخامس من اه صحيفة اه احدى وعشرين الخمسة واحد وعشرين خمسمية. خمسمائة. خمسمائة واحدى وعشرين. نعم. قال رحمه الله ومن قال استوى بمعنى عمد في قوله ثم استوى الى السماء وهي وهي دخان لانه عدي بحرف الغاية كما يقال عمدت الى كذا وقصدت الى كذا ولا يقال عمدت على كذا ولا قصدت عليه مع ان ما ذكر في تلك الاية لا يعرف في اللغة ايضا هذا هو التفسير الثاني الذي ذكر في الكتاب معنا انه استوى الى السماء عمد وقصد الى السماء فانظر ماذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله. نعم. قال رحمه الله مع ان ما ذكر في تلك الاية لا يعرف في اللغة ايضا ولا هو قول احد من السلف بل المفسرون من السلف قولهم بخلاف ذلك كما قدمناه عن بعضهم. وانما هذا القول وامثاله ابتدع في الاسلام لما ظهر انكار افعال الرب التي تقوم به ويفعلها بقدرته ومشيئته واختياره. فحينئذ صار يفسر القرآن من يفسره بما ينافي ذلك كما يفسر سائر اهل البدع القرآن على ما يوافق اقاويلهم. واما ان ينقل هذا التفسير عن احد من السلف في فلا بل اقوال السلف الثابتة عنهم متفقة في هذا الباب. لا يعرف لهم فيه قولان كما قد يختلفون احيانا في بعض الايات وان اختلفت عباراتهم فمقصودهم واحد وهو اثبات علو الله عز وجل على العرش فان قيل اذا كان الله عز وجل انتبه لهذا الاستشكال ثم الجواب عنه. نعم قال رحمه الله فان قيل اذا كان الله عز وجل لا يزال عاليا على المخلوقات كما تقدم فكيف يقال ثم ارتفع الى السماء وهي دخان او يقال ثم علا على العرش. قيل هذا كما اخبر انه ينزل الى السماء الدنيا ثم يصعد. وروي ثم يعرج وهو سبحانه لم يزل فوق العرش فان صعوده من جنس نزوله واذا كان في نزوله لم يصر شيء من المخلوقات فوقه فهو سبحانه يصعد وان لم يكن منها شيء فوقه. وقوله ثم استوى الى السماء انما فسروه بانه ارتفع. لانه قال قال قبل هذا اانكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام. سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها. قالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين هذه نزلت في سورة حا ميم بمكة ثم انزل الله عز وجل في المدينة سورة البقرة كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون. هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. ثم استوى الى السماء فسواهن سبع وهو بكل شيء عليم. فلما ذكر ان استواءه الى السماء كان بعد ان خلق الارض وخلق ما فيها. تضمن معنى عود لان السماء فوق الارض فالاستواء اليها ارتفاع اليها بارك الله فيك. وهذا احسن ما يقال في هذه الصفة فاحرص عليه يبقى ما نقله الشيخ رحمه الله ابن كثير وعن البغوي قبل اما ابن كثير فان كلامه يحتمل حمله على الصواب فمعنى قصد الى السماء يعني قصد الى السماء علوا وارتفاعا فاستفدنا معنى القصد من حرف الى واستفدنا معنى العلو والارتفاع من الفعل بالتالي فكلامه كلام مستقيم بناء على هذا التوجيه واما ما جاء عن البغوي او ما ذكر البغوي رحمه الله فان هذا الكلام ليس بصواب ان يفسر قوله تعالى استوى الى السماء بعمد الى خلق السماء هذا تفسير مخالف لتفسير السلف والعجيب انه هو رحمه الله في تفسير سورة البقرة هذا الموضع الذي ذكرته لك قاله في فصلت واما في البقرة فانه نقل عن ابن عباس واكثر السلف انهم قالوا استوى الى السماء يعني ارتفع الى سبأ فهذا الذي نقله اولا هو الصواب وهو الذي حكاه عن ابن عباس واكثر السلف وهو الذي قدمه من الاقوال تفسير البغوي لا شك انه من احسن التفاسير وانقاها واصفاها ولكن لا يعني هذا انه لا يخلو من خطأ بل وقعت للبغوي رحمه الله تأويلات في هذا التفسير في عدة فينبغي على طالب العلم اذا قرأ في هذا التفسير ان يتنبه لذلك. ومع ذلك فهو من العلماء الاجلاء المتوفى سنة عشر وخمس مئة عالم جليل من علماء التفسير والفقه والحديث. وليس معنى ان يكون الانسان من اهل السنة ان يكون معصوما بل الذي عليه معتقد اهل السنة والجماعة ان كل احد يجوز عليه الخطأ. كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب ذاك القبر صلى الله عليه وسلم واما ما عداه فانه يصيب ويخطئ ربما يذكر القول او التفسير ولا يوافق عليه لكن اجماع السلف بحمد الله معصوم. ثم نحمد الله ايضا ان السلف الصالح رحمهم والله ما جاء عنهم شيء من التأويل. اما من بعدهم من اهل السنة فانه ربما يقع الخطأ من احد. وطريقة اهل السنة في التعامل ومع ذلك انهم لا يوافقون المخطئ على خطأه وان كانوا يحفظون له مكانته ويترحمون عليه وايضا يتلمسون له المخارج ما امكن. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المثال الخامس والسادس قوله تعالى في سورة الحديد وهو معكم اينما كنتم وقوله في سورة المجادلة ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. هما مثالان باعتبار انه ذكر ايتين. والا فالصفة المذكورة هنا هي واحدة هي صفة المعية. نعم قال رحمه الله والجواب ان الكلام في هاتين الايتين حق على حقيقته وظاهره. ولكن ما حقيقته وظاهره؟ هل يقال ان ظاهره وحقيقته ان الله سبحانه وتعالى مع خلقه معية تقتضي ان يكون مختلطا بهم او حالا في امكنتهم او يقال ان ظاهره وحقيقته ان الله تعالى مع خلقه معية تقتضي ان يكون محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا وتدبيرا وغير ذلك من معاني ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه ولا ريب ان القول الاول لا يقتضيه السياق ولا يدل عليه بوجه من الوجوه. وذلك لان المعية هنا اضيفت الى الله عز وجل وهو اعظم واجل من ان يحيط به شيء من مخلوقاته. ولان المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم الاختلاط او المصاحبة في المكان وانما تدل على مطلق مصاحبة. ثم تفسر في كل موضع بحسبه. حسبه نعم صفة المعية لله سبحانه وتعالى. جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه سلم اتصاف الله عز وجل بصفة معية. وهي بحسب ورودها في النصوص تنقسم الى قسمين معية عامة ومعية خاصة. اما المعية العامة فهي التي جاءت في نحو قول الله عز وجل في سورة المجادلة المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم وغيرها من الايات التي تدل على هذا المعنى وثمة معية خاصة جاءت في نحو قول الله عز وجل لا تحزن ان الله معنا ان الله مع الصابرين. وفي غيرها من الايات وهي اكثر ورودا في النصوص. من المعية العامة المعية العامة اجمع السلف على انها معية علمية نقل هذا الاجماع عدد من اهل العلم المتقدمين. ومنهم الامام احمد رحمه الله ومنهم ابن عبد البر ومنهم ابو ابو عمر الطلمنكي وكذلك حكاه قوله للعلماء هكذا باطلاق او لاهل العلم الاجر وكذلك ابن بطة وغيرهم من اهل العلم ومعنى قولنا المعية العلمية يعني انها معية تقتضي العلم والاحاطة والسمع والبصر والتدبير والسلطان. واما المعية الخاصة فانها تقتضي معنى النصرة والتأييد. والفرق بين المعيتين ان المعية العامة صفة ذاتية. واما المعية الخاصة فصفة اختيارية يعني متعلقة بالمشيئة ويفرق بينهما ايضا من جهة الاثر. فالمعية العامة تورث في النفس الخوف من الله. واما المعية الخاصة فانها تورث في النفس الرجاء في الله عز وجل اهل السنة يعتقدون كما ذكرت لك في هذين المثالين اعني في الايتين المذكورتين وفي في نحوهما كقوله تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا. وامثالها من الايات يعتقدون ان المعية معية كما ذكرت لك علميا تقتضي العلم والاحاطة والسمع والبصر والتدبير والسلطان ولا تقتضي المخالطة ولا الحلول بل من اعتقد ان الله عز وجل حال في خلقه فلا شك انه اعتقد ضلالا بل اعتقد كفرا بالله عز وجل فمن اعظم الكفر ان يعتقد ان الله عز وجل حال في خلقه ومخالط لهم واشنع من ذلك ان يعتقد انه متحد معهم كما يقول هذا من يقوله من الحلولية والاتحادية الشاهد ان اهل البدع اوردوا على اهل السنة انكم يا معشر اهل السنة تزعمون انكم تنكرون التأويل وقد وقعتم فيه بدليل انكم اولتم هاتين الايتين وامثالهما قال اهل السنة التأويل صرف الكلام عن ظاهره ونحن اخذنا الكلام وحملناه على ظاهره بل لو قيل في هذه الايات بخلاف هذا لكان هذا هو التأويل اما ما قاله اهل السنة فانه ليس من التأويل في شيء. وسبب الاستشكال الذي حصل له هو انهم ظنوا ان مع تقتضي المخالطة والمماسة فاذا قيل هذا مع هذا اقتضى ولابد معنى المخالطة معنى المخالطة والمماسة وهذا ليس بصحيح بل الذي تدل عليه اللغة العربية ان مع تقتضي مطلق المقارنة والمصاحبة ثم كون هذا يقتضي المماسة والمخالطة او لا يقتضيه هذا مرجعه الى السياق فانك اذا قلت خلطت الماء مع اللبن الان هذه المعية اقتضت ماذا؟ المخالطة والمماسة. لكنك اذا قلت فلان او قلت فلانة مع فلان وهي في الشرق وهو في الغرب لكن تريد انهما لم يفترقان بل هما متزوجين. هل المعية هنا اقتضت مخالطة؟ الجواب لا اذا قلت فلان وفلان ولدا معا المقصود انهما خرجا من بطن واحدة اه ملتصقين او متجاورين او المقصود انهما اتفقا في التاريخ وفي نفس اليوم ما المراد يا جماعة اتفقا في نفس اليوم تقول سرنا مع القمر والقمر في مكان عال ولم خالطك بل تأمل في كتاب الله عز وجل واخبرني ماذا تفهم من قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين هل المقصود ان الانسان يخالطهم ويماسهم بالاكتاف؟ هل هذا معنى الاية؟ او المراد كونوا كما عليه الصادقون واتصف بما اتصف به الصادقون. ولذلك جاء عن الضحاك رضي الله عنه انه قال مع ابي بكر وعمر. وانى لنا ان نخالط الان ابا بكر وعمر اذا المعية هنا لم تقتضي ماذا؟ مماسة ولا مخالطة وقل مثل هذا في قوله وتوفنا مع الابرار وفي امثالها من النصوص الايات والاحاديث كلها تدل على ان معية لا تستلزم المخالطة. انما تستلزم ماذا تستلزم مطلق المقارنة والمصاحبة. واما كونها تقتضي شيئا زائدا على هذا وهو المماسق فهذا يرجع فيه في كل سياق بحسبه قد يفهم هذا وقد لا يفهم. اذا تنبه هنا الى الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء المتكلمون حتى ان بعضهم زعم ان الامة لقد اجمعت على تأويل هذه الاية بعض التفاسير المشهورة نصت على هذا وهي ان الامة اجمعت على تأويل هاتين الايتين والامر ليس كذلك بل اية المجادلة واية الحديد وكذلك اية النساء التي ذكرتها قبل قليل وغيرها من الايات ليس فيها شيء من التأويل بل هي محمولة على ظاهرها. وانت يا رعاك الله اذا تأملت السياق تبين لك كذلك تدبر معي قوله تبارك وتعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض. تأمل كلمة يعلم يعلم ما ينجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ثم قال وهو معكم اي اينما كنتم ثم قال والله بما تعملون بصير. لاحظ ان السياق ابتدأ بالعلم وختم بالبصر. فدل هذا على ان المعية التي بينهما معية يقتضي علمه سبحانه وتعالى وبصره بخلقه. ولا تقتضي الممازجة ولا المخالطة ولو كان الامر كذلك لاصبحت الاية متناقضة. لان الله عز وجل بين في هذه الاية انه استوى على العرش ثم بين انه مع خلقه سبحانه وتعالى فدل هذا على انه معهم بماذا بعلمه والا لاصبح اخر الاية ينقض اولها كذلك في سورة المجادلة المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. قال اهل العلم بدأ بالعلم وختم بالعلم. كذلك في اية النساء يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول ثم باي شيء ختم نعم والله وكان الله بما يعملون محيطا. فدل هذا على ان المعية تقتضي احاطة اذا اتضح لنا جليا ان المعية لا تستلزم المخالطة والممازجة وبالتالي فاهل السنة حملوا الايتين على ظاهرهما ولم كن في قولهما ولم يكن في قولهم شيء من التأويل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتفسير معية الله تعالى لخلقه بما يقتضي الحلول والاختلاط باطل من وجوه. الاول انه مخالف قل لاجماع السلف فما فسرها احد منهم بذلك بل كانوا مجمعين على انكاره. الثاني انه مناف لعلو الله عز وجل الثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة واجماع السلف. وما كان منافيا لما ثبت بدليل كان باطلا بما ثبت به ذلك المنافي وعلى هذا فيكون تفسيره معية الله لخلقه بالحلول والاختلاط باطلا بالكتاب والسنة والعقل والفطرة واجماع السلف. اذا عدة اوجه تبين ان تفسير المعية بالحلول او المخالطة باطل فاولا ان اجماع السلف رحمهم الله على ان هذا ليس كذلك بل المعية معية علمية. والامر الثاني ان القول حلول الله عز وجل في خلقه قول مخالف للادلة الدالة على علو الله تبارك وتعالى وسيأتي بعض آآ اه امثلة لهذه الادلة فيما يأتي ان شاء الله. ولا شك ان الادلة على علو الله تبارك وتعالى كثيرة جدا في الكتاب والسنة ثابتة في العقل والفطرة واجماع المسلمين قاطبة سوى من شذ من اهل البدع الوجه الثالث قال رحمه الله الثالث انه مستلزم بلوازم باطلة لا تليق بالله سبحانه وتعالى. لا شك فمن قال ان الله عز وجل حال في خلقه فان قوله يستلزم ان يكون في الاماكن المستقذرة كالحشوش وبطون الحيوانات. وامثال ذلك تعالى الله عن ذلك وما ما قدر الله حق قدره من قال بهذا القول او قال بقول يستلزم هذا القول. الله عز وجل اعز واعظم من ان يكون في هذه الاماكن المستقذرة فهذا لازم لكل من قال ان الله عز وجل حال في خلقه نعم قال رحمه الله ولا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي التي نزل بها القرآن ان يقول ان حقيقة معية الله لخلقه تقتضي ان يكون مختلطا بهم او حالا في امكنتهم فضلا عن ان تستلزم ولا يقول ذلك الا جاهل باللغة جاهل بعظمة الرب جل وعلا فاذا تبين بطلان هذا القول تعين ان يكون الحق هو القول الثاني وهو ان الله تعالى مع خلقه معية تقتضي ان يكون محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا وتدبيرا وسلطانا. وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته مع علوه على عرشه. فوق جميع خلقه وهذا هو ظاهر الايتين بلا ريب لانهما حق ولا يكون ظاهر الحق الا حقا ولا يمكن ان يكون الباطل ظاهر القرآن ابدا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ثم هذه المعية تختلف احكامها بحسب الموارد. فلما قال يعلم ما يلج في الارض وما منها الى قوله وهو معكم اينما كنتم. دل دل ظاهر الخطاب على ان حكم هذه المعية ومقتضاها انه مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم. وهذا معنى قول السلف انه معهم بعلمه وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته. وكذلك في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. الى قوله هو معهم اينما كانوا. ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار لا تحزن ان الله معنا كان هذا ايضا حقا على ظاهره. ودلت الحال على ان حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد ثم قال فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع يقتضي في كل موضع امورا لا يقتضيها في الاخر فاما ان تختلف دلالتها بحسب المواضع او تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها وان امتاز كل موضع بخاصية عن التقديرين ليس مقتضاها ان تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق حتى يقال قد صرفت عن ظاهرها. انتهى كلامه. ويدل وعلى انه ليس مقتضاها ان تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق. لان هذا موضع جيد. هذا موضع الحموية. نقله او ذكره شيخ الاسلام رحمه الله في اخر وفي اواخر الحموية هذا الموضع الذي سمعته هو موضع في غاية الحسن وفيه كلام اكثر مما نقل الشيخ ومن المواضع الحسنة في الكلام عن صفة المعية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويدل على انه ليس مقتضاها ان تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق ان الله تعالى ذكرها في اية المجادلة بين ذكر عموم علمه في اول الاية واخرها فقال المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم فيكون ظاهر الاية ان مقتضى هذه المعية علمه بعباده وانه لا يخفى عليه شيء من اعمالهم لانه سبحانه او مختلط بهم ولا انه معهم في الارض. اما في المحاسبي رحمه الله فيما نقل شيخ الاسلام عنه في الحموية على هذه الاية بقوله بدأ بالعلم وختم بالعلم. من كلمة جميلة تبين انتصار المراد. بدأ بالعلم وختم بالعلم. نعم. قال رحمه الله اما في اية الحديد فقد ذكرها الله تعالى مسبوقة بذكر استوائه على عرشه وعموم علمه متلوة ببيان انه بصير بما يعبد العباد. فقال هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما اكنتم والله بما تعملون بصير. فيكون ظاهر الاية ان مقتضى هذه المعية علمه بعباده. وبصره باعمالهم مع عليهم واستوائه على عرشه. لانه سبحانه مختلط بهم ولا انه معهم في الارض. والا لكان اخر الاية مناقضا لاولها الدال على علوه واستوائه على عرشه. فاذا تبين ذلك علمنا ان مقتضى كونه تعالى مع عباده انه يعلم احوالهم ويسمع او اقوالهم ويرى افعالهم ويدبر شؤونهم فيحيي ويميت ويغني ويفقر ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء. الى غير ذلك مما تقتضيه ربوبيته. وكمال سلطانه لا يحجبه عن خلقه شيء. ومن كان هذا شأنه فهو مع خلقه حقيقة ولو كان فوقهم على عرشه حقيقة قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من انه فوق العرش وانه معنا حق كن على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. انتهى كلامه. وقال في الفتوى الحموية اهل سنة يقولون في هذا المقام ان هذه المعية معية علمية احترازا من قول من الحلولية ويقولون كما قال شيخ الاسلام رحمه الله انها حق على حقيقتها يعني احترازا ممن قال ان هذا تأويل فافهم المراد في كل موضع. احتاج اهل العلم الى هذين التنبيهين احترازا من هذين القولين معية علمية احترزوا بهذا عن قول الحلولية وقالوا هذه المعية حق على حقيقتها يعني انها هذه العقيدة مستفادة من ظاهر النص احتراز ممن قال ان هذا كان ماذا؟ نعم؟ كان تأويلا من اهل العلم. نعم احسن الله اليكم قال وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية وجماع الامر في ذلك ان الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى النور لمن تدبر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقصد اتباع الحق واعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والالحاد في اسماء الله واياته. ولا يحسب الحاسب ان شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا ان شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا بتة مثل ان يقول القائل ما في الكتاب والسنة من ان الله عز وجل فوق العرش يخالف يخالفه الظاهر من قوله تعالى وهو معكم وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه ونحو ذلك. فاذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبصق قبل وجهه. المقصود بقبل وجهه يعني ان الله عز وجل يقابله سبحانه وتعالى بكيفية الله اعلم بها فنحن نعتقد ان الله عز وجل يكون قبل وجه المصلي اذا صلى. اما كيف ذلك؟ فالله اعلم كيف يكون وبالتالي فان من الادب ان لا يبصق الانسان يبصق يعني يبصق يعني يتفل قبل وجهه ولا معارضة في هذا ولا تناقض مع ادلة العلو. فان الله عز وجل عال على خلقه مع انه قبل مع انه قبل وجه المصلي واذا كان المخلوق امكن ان يكون عاليا مقابلا فكيف بالخالق انت الان تقف امام الشمس او القمر وتقول الشمس مقابلة لي او القمر قبل وجهي. مع انه عال عليك فالله عز وجل اذا امكن هذا في حق المخلوق فالله عز وجل من باب من باب اولى. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان هذا غلط وذلك ان الله عز وجل معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله عز وجل بينهما في قوله سبحانه هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. فاخبر انه فوق العرش يعلم كل شيء وهو معنا اينما كنا كما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاوعان والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. انتهى كلامه. نعم حديث الاوعال حديث مخرج عند الترمذي وابي داوود وابن ماجه احمد والحاكم وغيرهم وفيه بحث طويل في ثبوته وقد حسنه شيخ الاسلام رحمه الله وضعفه غيره والشاهد فيه ان هذا الحديث هذا الحديث جاء فيه ذكر ثمانية اوعال تحمل العرش والاوعال جمع وعل او وعل. التسكين او الكسر وهو معروف التيس الجبلي يسمى وعل. والشاهد من هذا انه قد جاء في الحديث ان الله عز وجل عال على خلقه وفوق العرش ومع ذلك فانه لا يخفى عليه شيء فهذا فيه جمع بين علو الله عز وجل اه استوائه على العرش و اللفظ الذي ذكره الشيخ هنا يختلف بعض الشيء عن لفظ الحديث حديث الاوعال وهو اقرب الى اثر جاء عن ابن عن ابن مسعود رضي الله عنه باسناد اه حسن خرجه ابن خزيمة في التوحيد وغيره وفيه ان الله عز وجل فوق العرش يعلم ما انتم عليه او نحو هذا فتطابق الكتاب والسنة وكذلك اثار السلف على ان الله تبارك وتعالى عال على خلقه وهو مع خلقه سبحانه وتعالى بعلمه واحاطته والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان