بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لشيخنا وانفعنا بعلمه يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى المثال الثاني عشر قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى انه قال من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة وهذا الحديث صحيح رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء من حديث ابي ذر رضي الله عنه. وروى نحوه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وكذلك روى البخاري نحوه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في كتاب التوحيد الباب الخامس عشر. وهذا الحديث كغيره من نصوص الدالة على قيام الافعال الاختيارية بالله تعالى. وانه سبحانه فعال لما يريد. كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقوله وجاء ربكم كوى الملك صفا صفا وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك وقوله الرحمن على العرش استوى. وقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر وقوله صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا الرحمن بيمينه الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على قيام الافعال الاختيارية به تعالى. فقوله هذا الحديث تقربتم منه واتيته هرولة من هذا الباب والسلف اهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل. من غير تكييف ولا تمثيل قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح حديث النزول واما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده هذا يثبته من يثبت قيام الافعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة. ونزوله واستوائه على العرش وهذا وهذا مذهب ائمة السلف وائمة الاسلام المشهورين واهل الحديث. والنقل عنهم بذلك متواتر. انتهى كلام رحمه الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذا الحديث الذي اورده الشيخ رحمه الله ضمن ما اورده المؤولة على اهل السنة في زعمهم ان اهل السنة تناقضوا فانكروا التأويل ووقعوا فيه هذا الحديث فيه اثبات القرب والتقرب والاتيان والهرولة لله عز وجل فالقرب والتقرب مضى الكلام فيه في درس ماض وعرفنا ان الله عز وجل يقرب متى شاء كيف شاء وانه يقرب من عباده اذا شاء بصفاته ويقرب بذاته تبارك وتعالى وكذلك الاتيان ثابت في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة كل هذه الصفات ترجع الى جنس الصفات الاختيارية الفعلية لله سبحانه وتعالى والتي يتصف الله عز وجل بها اذا شاء على ما يليق به سبحانه وتعالى دون ان يحد هذا بكيفية او تشبيه بالمخلوق فالجميع الصفات مرجعها الى قول الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير كذلك الهرولة اخبر الله عز وجل في هذا الحديث القدسي ان من اتاه يمشي اتاه سبحانه هرولة والعبد قد يأتي ماشيا الى عبادة لله عز وجل كايتيانه الى المساجد او في الجهاد او في الحج في الطواف والسعي وغيرهما وكله هذه عبادات يفعلها العبد مشيا الى الله تبارك وتعالى ولا غضاضة عند اهل السنة او عند اكثر اهل السنة في اثبات هذه الصفة لله تبارك وتعالى على ما يليق به فالذي يثبت لله الاتيان والمجيء والنزول والقرب فانه لا يجد بنفسه حرجا من اثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى فكما ان الله يأتي لك اتيان المخلوق ويجيء له كمجيء المخلوق وينزل ذاك نزول المخلوق وكذلك يتصف بهذه الصفة لا كما يتصف المخلوق لا كما يهرول المخلوق فكيفية ذلك فالله عز وجل اعلم بها ولا شك ان الاخذ بالظاهر الذي اخبر الله عز وجل به عن نفسه ونقله الينا الناقل الامين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو ليس على الغيب بضنين ولا بظنين اذا يلزمنا ان نأخذ بهذا الظاهر ولا يمتري عاقل ان هذا هو الاسلم والاحوط وقد نص على اثبات هذه الصفة جماعة من اهل العلم اما ب ذكرها صفة مضافة الى الله عز وجل واما بالتبويب على هذا الحديث بما يفيد اثبات هذه الصفة كأن يقولون كأن يقول باب الهرولة لله عز وجل كما فعل هذا ابو اسماعيل الهروي في كتابه الدلائل ابن منده في رده على الجهمية وكذلك كابن بطة بكتابه الشرح والابانة وغيرهم من اهل العلم متتابعون على اثبات هذه الصفة لله تبارك وتعالى على ما يليق به سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فاي مانع يمنع من القول بانه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟ واي مانع يمنع من اتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل. وهل هذا الا من كماله ان يكون فعالا لما يريد؟ على الوجه الذي به يليق وذهب بعض الناس الى ان قوله تعالى في هذا الحديث القدسي اتيته هرولة يراد به سرعة قبول الله تعالى واقبال هو على عبده المتقرب المتقرب اليه المتوجه بقلبه وجوارحه وان مجازاة الله للعامل له اكمل من عمل العامل. وعلل ما ذهب اليه بان الله تعالى قال ومن اتاني يمشي ومن المعلوم ان المتقرب الى الله عز وجل الطالب للوصول اليه لا يتقرب ويطلب الوصول الى الله تعالى بالمشي بل تارة يكون بالمشي كالسير الى المساجد ومشاعر الحج والجهاد في سبيل الله ونحوها وتارة بالركوع والسجود ونحوهما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. بل قد يكون التقرب الى الله تعالى وطلب الوصول اليه والعبد مضطجع على جنبه. كما قال الله تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوب وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب. قال فاذا كان كذلك صار المراد بالحديث بيان مجازاة الله تعالى العبد على عمله. وان من صدق وان من صدق في الاقبال على ربه. وان كان بطيئا جازاه الله تعالى اكمل من عمله وافضل فصار هذا هو ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه. واذا كان هذا ظاهر اللفظ بالقرينة شرعية لم يكن تفسيره به خروجا عن ظاهره. ولا تأويلا كتأويل اهل التعطيل. فلا يكون حجة لهم على اهل السنة ولله الحمد هذا قول ثان في هذا الحديث وقال به طائفة من اهل السنة كالترمذي رحمه الله في سننه وقبله الاعمش وبعض اهل العلم رأوا ان هذا الحديث يرجع معناه الى سرعة اجابة الله عز وجل وحسن مجازاته فانه اذا اقبل العبد اليه باي طاعة كانت فالله عز وجل تجازيه على ذلك ب احسن من ثواب فعله الذي فعل من جاء بالحسنة فله خير منها فمهما اتى الانسان الى الله جل وعلا ولو كان في فعله وتقربه قصور او بطء او عجز فان الله عز وجل من كرمه يجازيه باحسن مما فعلوا قالوا هذا التوجيه قاد اليه القرينة الحسية والقليمة الحسية قد تكون قد تكون كالقرينة اللفظية او اقوى فالقرينة الحسية هنا هي ان التقرب الى الله عز وجل ليس محصورا بالمشي وهناك تقرب الى الله عز وجل بالكلام وهناك تقرب الى الله عز وجل بالركوع وهناك تقرب الى الله بالسجود وهناك تقرب الى الله بالنظر والتفكر الى غير ذلك فهذه قرينة تدل على ان ليس المراد المشي الذي يقابله هرولة وانما المراد ان من اقبل الى الله تبارك وتعالى باي صورة كانت سواء اتى بشيء قليل تقرب بما يقابل شبرا او بما يقابل ذراعا او تقرب بما يقابل المشي فان الله عز وجل يجازيه بما هو اعظم اذا قال اصحاب هذا التوجيه اننا لم نخرج عن ظاهر النص نحن نقول ونعتقد وهذا قد تكرر كثيرا اننا نحمل النصوص كل نصوص الكتاب والسنة نحمل كل نصوص الكتاب والسنة على الظاهر المفهوم في ضوء كلام العرب بحسب سياقه وتراكيبه وهذا داخل في ضمن سياق كلام العرب هذا القول كما ذكر او كما سيذكر الشيخ قول له حظ من النظر لكن لا شك ان القول الاول اقوى واسلم واحوط لا سيما وان ذكرى مثل هذا الاسلوب على سبيل الاتساع انما يكون في حق من هو متصف باصل الصفة فلا يقال على سبيل الاتساع في الكلام واستعمال الاستعارة في الحديث لشيء انه يمشي او يهرول الا لما كان هو في الاصل متصفا بذلك وان كان في هذا السياق بعينه بحسب القرائن لا يراد المشي او الهرولة وهذه نقطة مهمة ينبغي ان تتنبه لها اذا القول الاول اسلم. ولكن على سبيل التنزل لو قال من قال بهذا القول فانه لم يخرج عن ظاهر النص ولا يعد كلامه تأويلا لوجود القرينة. وقد ذكرنا سابقا ان حمل النصوص بعضها على بعض فهمها بحسب التراكيب والسياق والقرائن ان هذا هو الاخذ بظاهر النص وليس خروجا عن ظاهر النص وبالتالي لم يكن هذا القول من التأويل في شيء. والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وما ذهب اليه هذا القائل له حظ من النظر. لكن القول الاول اظهروا واسلموا واليق مذهب السلف ويجاب عما جعله قرينة من كون التقرب الى الله تعالى وطلب الوصول اليه لا يختص بالمشي بان الحديث خرج مخرجا مثال لا فيكون المعنى من اتان يمشي في عبادة تفتقر الى المشي بتوقفها عليه بكونه وسيلة لها كالمشي الى المساجد للصلاة او من ماهيتها كالطواف والسعي والله تعالى اعلم. اذا هذا الجواب من اصحاب التوجيه الاول عن هذه القرينة والجواب هو ان ذكرى المشي هنا لا على سبيل الحصر وانما هو على سبيل المثال اذا فبقية العبادات شأنها كهذا الشأن ونحن لا ننكر قضية المجازاة وان الله عز وجل يجازي باحسن مما فعل العبد وانه يسرع الى عبده بالخير لكن هذا على التوجيه الاول وهو التوجيه الاسلم والاحوط هو من لوازم اثبات هذه الصفة فنحن نثبت الصفة ونثبت لازمها ايضا فيثبت لله عز وجل ما جاء في هذا ما جاء في هذا الحديث على ظاهره وعلى ما يليق بالله ويثبت ايضا لازم ذلك وهو حسن مجازاة الله عز وجل وسرعة آآ وصول الخير الى العبد ولا تنافي بين اثبات اصل الصفة واثبات لازمها كما هو الشأن في بقية الصفات فالله عز وجل يحب لازموا ذلك انه يثيب اما اهل البدع فانهم يثبتون اللازم دون ان يثبتوا اصل الصفة فالمحبة عندهم هي الاثابة والصواب ان الاثابة لازمة لاصل الصفة وهي المحبة وهكذا في بقية الصفات والله تعالى اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المثال الثالث عشر قوله تعالى او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما والجواب ان يقال ما هو ظاهر هذه الاية وحقيقتها حتى يقال انها صرفت عنه هل يقال ان ظاهرها ان الله تعالى خلق الانعام بيده كما خلق ادم بيده او يقال ان ظاهرها ان الله تعالى خلق الانعام كما خلق غيرها لم يخلقها بيده لكن اضافة العمل الى اليد والمراد صاحبها معروف في اللغة العربية. التي نزل بها القرآن اما القول الاول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين. طيب هذا مثال جديد وهو اية ياسين فيها يخبر الله عز وجل انه خلق الانعام سبحانه وتعالى واضاف ذلك الى اليد فقال مما عملت ايدينا انعاما احتج المتكلمون على اهل السنة بهذه الاية فقالوا انتم لا تثبتون ان الله عز وجل خلق الانعام بيده وبالتالي انتم وقعتم في التأويل وعليه تكونون قد نقضتم قولكم والجواب ان هذا الايراد غير وارد وقبل ان نسترسل في بيان ذلك يبين ما هو معتقد اهل السنة والجماعة في اثبات صفة اليد فان هذا الايراد في حقيقته مجرد تهويل ولا شيء تحته وذلك ان البحث فيه يرجع الى فهم الاية وليس الى اثبات صفة اليد فاثبات صفة اليد هذا امر متكرر ولا نقاش فيه ولا نزاع فيه ونحن مهما قيل في معنى الاية اه في شأن كوني الانعام مخلوقة بيد الله عز وجل او مخلوقة كسائر المخلوقات بان قال الله عز وجل لها كوني فكانت هذا البحث ليس هو في اثبات صفة اليد فنحن نعتقد ان هذه الاية دليل على اثبات صفة اليد لله تبارك وتعالى بخلاف قول المتكلمين اذا اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله تبارك وتعالى له يدان تليقان به سبحانه وتعالى لا تشبهان ايدي المخلوقين ودل على هذا قول الله سبحانه بل يداه مبسوطتان وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فدل هذا على ان لله عز وجل يدان كذلك ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين فهذه الادلة نصوص لا تقبلوا الاشتباه ولا التحريف على ان الله تبارك وتعالى له يدان تليقان به على حد قوله سبحانه ليس كمثله شيء قد يقول قائل قد جاءت اليد في النصوص مفردة وجاءت مجموعة ايضا فما هو التوجيه لهذا ولذاك الجواب عن هذا كالتوجيه الذي سبق في اضافة العين لله تبارك وتعالى مفردة ومجموعة اما الافراد فقد جاء في نحو قوله سبحانه يد الله فوق ايديهم واما الجمع فجاء في هذه الاية التي معنا مما عملت ايدينا والافراد كما علمنا راجع الى اثبات جنس الصفة فالمفرد المضاف كما قد علمت يعم يعم كل ما يدخل تحته من جنسه. كما اخذنا هذا في الدرس الماظي وعليه فهو من جنس قوله تعالى وان تعدوا نعمة الله احل لكم ليلة الصيام اذا فلا تنافي بين تثنية اليد وبين افرادها واما الجمع الذي جاء في هذه الاية ان اليد لما كانت مثناة واضيفت الى ضمير جمع والله عز وجل يعظم نفسه انا نحن نزلنا الذكر وامثال ذلك من النصوص فالله عز وجل عظم نفسه وهو واحد سبحانه وتعالى فناسب ان يجمع او ان تجمع اليد مع انها مثناة لمناسبة ضمير الجمع وعرفنا القاعدة فيما مضى وهي ان المثنى اذا اضيف الى جمع او الى ضمير جمع فان الافصح ان يجمع لمناسبة ما اضيف اليه وهو اسهل في النطق واحسن في النطق واذا كان المثنى اذا اضيف الى ضمير تثمينه اذا كان المثنى اذا اضيف الى ضمير تثنية جمع كما في قوله تعالى فاقطعوا ايديهما فقد صغت قلوبكما فان المثنى اذا اضيف الى ظمير جمع يجمع من باب اولى يجمع من باب اولى. اذا هذا هو التوجيه لجمع اليد مع كونها مثناة او يقال ان هذا الجمع انما كان لان اقل الجمع اثنان وهو قول لطائفة من اهل العلم وله حظ من النظر اذا لا تعارض بين افراد اليد وجمعها وتثنيتها الافراد يراد به اثبات جنس الصفة والجمع للتعظيم وذلك انه مضاف الى ضمير جمع واما التثنية فان التثنية نص بارادة الاثنين لان التثنية ترجع الى اسماء الاعداد واسماء الاعداد نص في افادة المعنى لا تقبلوا الحمل على خراف ما دلت عليه اسماء الاعداد لا لا تحتمل الا ما دلت عليه فقوله تعالى مثلا ثلاثة قروء لا يمكن ان تصبح الثلاثة ها اثنان او اربعة كذلك قوله تلك عشرة كاملة لا يمكن ان تكون العشرة تسعة او احدى عشرة اذا اسماء الاعداد نص والتثنية والمثنى من اسماء الاعداد. اذا هما يدان نصا فلله عز وجل يدان لائقتان به سبحانه وتعالى هذا عن معتقد اهل السنة والجماعة في صفة اليد له تبارك وتعالى اما عن هذه الاية وهي اية ياسين مما عملت ايدينا فكما قلنا في قوله تعالى تجري باعيننا نقول هنا هذه الاية لها دلالتان دلالة لفظية تدل على اثبات صفة اليد لله تبارك وتعالى ولها دلالة لزومية تدل على ان الله عز وجل خلق الانعام الانعام مخلوقة لله تبارك وتعالى. كما قال سبحانه والانعام خلقها اذا الانعام مخلوقة وخلقها راجع الى الله عز وجل ولا يفهم من هذه الاية ان الله عز وجل خلقها بيده بل ذكر اليد هنا يرجع الى مسلك معلوم عند العرب وهو ان اظافة الفعل الى يد من له يد يراد بها اضافة الفعل اليه اظافة الفعل الى يد من له يد يراد بها ماذا اضافة الفعل اليه وهذا الذي يفهمه العرب من نحو قوله تعالى فبما كسبت ماذا ايديكم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ما المقصود بما كسبت ايدي الناس يعني بما كسبوا بما فعلوا بما عملوا ولو كان الذي عملوه ليس ليس باليد فالذنوب والمعاصي سبب لظهور الفساد وان كانت بالنظر وان كانت آآ الفرج وان كانت اه اه الشرب كشرب الخمر او غير ذلك من الامور التي حرمها الله تبارك وتعالى فقوله بما كسبت ايديكم يعني بما فعلته فهذه هي نكتة المسألة وهي ان اظافة الفعل الى اليد يراد بها اظافة الفعل الى الفاعل وهذا له نظائر في النصوص كمثل ما جاء عند ابي داوود والترمذي على اليد ما اخذت حتى تؤديه على اليد ما اخذت يعني على الانسان الذي اخذ شيئا ان يؤديه وان كان الحديث فيه كلام من جهة ثبوته لكن المقصود ما معنى هذا الكلام؟ كذلك اذا ذكر العضد كما قلت في اليد تقول في العضد قال سنشد ماذا عضدك بأخيك ما المراد ما المفهوم سنشدك انت سنعينك انت باخيك. اليس كذلك كذلك اليمين مما ملكت ها ايمانكم ما المقصود بالايمان؟ يعني مما ملكت مما ملكتم. اذا هذا سائغ في لغة العرب وجار كثيرا بكلامهم وبالتالي فان اضافة الخلق الى الانعام آآ قال بما عملت ايدينا مما عملت ايدينا يراد بها ان الله عز وجل خلق هذه الانعام وليست هذه الاية كقوله تعالى بحق ادم عليه السلام لما خلقت لما خلقت بيدي ففرق بين اية ياسين اية صاد لما خلقت بيدي هذه الاية ليست كقوله تعالى مما عملت ايدينا ويظهر الفرق بين السياق والسياق من عدة اوجه. اولا ان اية ياسين اضيف فيها الفعل الى اليد اما ايات صاد فاظيف فيها الفعل الى الله تبارك وتعالى. قال ايش ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ثانيا ان اليد في صاد عديت بالباء ولم يكن الامر كذلك في اية ياسين والتعدية بالباء ها هنا لا تحتمل الا ما دلت عليه كما تقول كتبت بالقلم اذا القلم كان الة ها الكتابة الكتابة كانت بماذا بالقلم كذلك خلق ادم انما كان بماذا بيد الله تبارك وتعالى فهو يختلف عن خلقي عن خلق غيره كذلك امر ثالث يدلك على الفرق بين السياقين ان اليد في صاد جاءت مثناة واما اليد في ياسين فجاءت مجموعة اذا هذه الفروق الثلاثة تدلك على ان السياق هنا ليس كالسياق هناك. وبالتالي فالله عز وجل فرق بين خلق ادم وخلق الانعام فليس خلق الانعام كخلق ادم الله عز وجل خلق ادم بيده سبحانه ولذا اهل الموقف اذا ناشدوا ادم عليه السلام يوم القيامة فانهم يقولون له انت ابو البشر خلقك الله بيده كذلك في محاجة موسى وادم عليهم الصلاة والسلام قال موسى عليه السلام انت ابو البشر خلقك الله بيده. اذا هذه خاصية لماذا لادم عليه السلام لا يشركه فيها الانعام لا يشربه فيها الانعام فينبغي ان تتنبه الى ذلك ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما كما اخرج الدارمي في نقضه على بشر باسناد جيد كما قال الذهبي بل صحيح على شرط مسلم كما قال الالباني رحمة الله على الجميع قال ابن عمر رضي الله عنهما خلق الله بيده اربعة اشياء خلق الله بيده اربعة اشياء العرش والقلم وادم وجنة عدن ثم قال لسائر الاشياء كوني فكانت فهذا الاثر عن ابن عمر رضي الله عنهما له حكم الرفع لانه يتعلق بمسألة غيبية لا يقال فيها باجتهاد فلها حكم الرفع مثل هذه الاثار التي تتعلق بقضايا غيبية لها حكم الرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتضح لنا معنى هذه الاية والفرق بين خلق الانعام وخلق ادم عليه السلام وبالتالي لم يكن قول اهل السنة والجماعة هنا خروجا عن قاعدتهم بل اخذوا الكلام على ظاهره وفهموه كما يفهم كلام العرب الذي نزل القرآن بلغتهم والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى اما القول الاول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين احدهما ان اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اعدل القول الاول حتى يتضح قال هل يقال ان ظاهرها ان الله تعالى خلق الانعام بيده كما خلق ادم بيده؟ طيب عدوا الان قال اما القول الاول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين. احدهما ان اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اللسان العربي الذي نزل القرآن به الا ترى الى قوله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. وقوله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسب ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون وقوله ذلك بما قدمت ايديكم. فان المراد ما كسبه الانسان نفسه وما قدمه وان عمله بغير يده. بخلاف ما اذا قال عملته بيدي كما في قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله فانه يدل على مباشرة الشيء باليد الثاني انه لو كان المراد ان الله تعالى خلق هذه الانعام بيده لكان لفظ الاية خلقنا خلقنا لهم بايدينا انعاما كما قال الله تعالى في ادم ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي لان القرآن نزل بالبيان لا بالتعمية. لقوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. واذا ظهر بطلان القول تعين ان يكون الصواب هو القول الثاني. وهو ان ظاهر اللفظ ان الله تعالى خلق الانعام كما خلق غيرها ولم ازقها بيده لكن اضافة العمل الى اليد كاضافته الى النفس بمقتضى اللغة العربية بخلاف ما اذا اضيف الى النفس وعدي بالباء الى اليد. لكن نستفيد فائدة مهمة وهي اثبات صفة اليد اذا يجب ان نجمع بين الامرين. الدلالة اللفظية والدلالة اللزومية فلا يمكن ان يقال بمثل هذا القول او لا يمكن ان يستعمل آآ هذا الاستعمال الا لمن كان متصفا باليد انتبه لهذا لا يمكن ان تقول مثلا اذا كنت تأكل من شجرة وتستفيد من شجرة لا تقول هذه الشجرة لها علي يد لا تقولوا هذه الشجرة لها علي يد لماذا لانها في الاصل لا تتصف باليد لكن تقول فلان له علي يد ولاحظ انها بالقطع لا بالاضافة لا يسوغ ان تقول يده علي هذا لا يسوغ لكن تقول فلان له يد علي ما المراد بهذا السياق له علي نعمة له علي منة وليس المقصود انه يضع يده عليك لكن ساغ هذا الاستعمال لماذا لانه هو في الاصل يتصف بصفة اليد فهو من اتساع الكلام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فتنبه للفرق فان التنبه للفروق بين المتشابهات من اجود انواع العلم يزول كثير من الاشكالات هذه وصية مهمة كن منها على ذكر يا طالب العلم تتنبه الى الفروق بين المتشابهات بين المسائل التي بينها قرب فان ذلك من احسن العلوم واجود العلوم واضف الى هذا امرا اخر وهو ان تعتني بحفظ ومعرفة القواعد والاصول والضوابط اذا جمعت بين هذين فابشر بالخير فعلمك ينضبط تكون مستقرا وراسخا في العلم ان تضبط القواعد والاصول اي باب تبحث فيه عليك ان تعتني بقواعده وضوابطه عقيدة او فقها او تفسيرا او نحوا او غير ذلك من العلوم. اضبط القواعد والاصول حتى ترد الفروع اليها وحتى تأمن من الاضطراب والتناقض وحتى تضبط العلم لان حفظ الفروع من الامور المتعسرة لكن اذا ظبطت الاصول سهل عليك ارجاع الفروع اليها. الامر الثاني ان تضبط الفروق بين المسائل فهذا مما يعينك على فهم العلم كما ينبغي. تأمن من الاضطراب والتناقض تأمن من الوقوع في الخطأ تأمن من الوقوع في تلبيسات المخالفين فكم يلبس اهل البدع بذكر امور فيها نوع اشتباه وعدم التنبه الى هذه الفروق الدقيقة بين المسائل يوقع في اشكالات فالذين مثلا ما تنبهوا الى الفرق بين الارادتين الشرعية والكونية وقعوا في الخطأ من الجبرية والمقابلون لهم القدرية. فهؤلاء ظنوا ان الارادة شيء واحد وهؤلاء ظنوا ان الارادة شيء واحد وانحرف الفريقان. تنبه اهل السنة الى الفرق بين الارادتين ففازوا بالصواب والحق المحض كذلك يلبس بعض اهل البدع بتلبيسات تجد مثلا في باب توحيد الالوهية ان اهل البدع يلبسون بالتسوية بين مصطلحين بينهما فارق كبير وهما مصطلح الدعاء والاستغاثة ومصطلح التوسل فيقولون او يجعلون التوسل هو ماذا هو الاستغاثة فيقولون وقع آآ خلاف بين العلماء في التوسل ويريدون بالتوسل الاستغاثة وبالتالي يمررون هذا الباطل وان هذا قول مختلف فيه فلماذا التشديد والنكير فيه مع ان الاستغاثة بغير الله عز وجل ليس فيها ادنى خلاف بين العلماء بل هذا من اعظم المحرمات بل الشرك بالله عز وجل. الاستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى بالاموات او بالحي الغائب. او بالحي الحاضر فيما لا يقدر عليه الا الله تبارك وتعالى لكن هناك فارق دقيق ففرق بين السؤال بالشيء وبين سؤاله هو اذا تنبه الى الفرق هناك فرق التوسل سؤال بالشيء وليس هو سؤاله وليس هو سؤاله واضح؟ سؤال الشيء هذا دعاء هذا استغاثة اما سؤال الله عز وجل بالشيء هذا ماذا؟ توسل والبحث فيه يختلف عن عن البحث في مسألة الاستغاثة اذا تنبه الى هذه الفروق الدقيقة فان هذا من العلم المهم وهو ميزة لاهل العلم ميزة العلماء انهم يضبطون الفروق بين المسائل المشتبهة فيأمنون باذن الله عز وجل من الوقوع في الخطأ. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله اللهم صلي وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان