بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القائد المثلى خاتمة في الرد على الاشاعرة ومن اغتر بهم وحكم اهل التأويل اذا قال قائل قد عرفنا بطلان مذهب اهل التأويل في باب الصفات. ومن المعلوم ان الاشاعرة من اهل التأويل لاكثر الصفات. فكيف يكون مذهب وهم باطلا وقد قيل انهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين. وكيف يكون باطلا وقدوة في ذلك والحسن الاشعري؟ وكيف يكون باطلا وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامة قلنا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذه خاتمة ختم بها المؤلف رحمه الله هذه الرسالة النافعة هذه الخاتمة اشتملت على عدة مسائل ابتدأها الشيخ بايراد اورده على نفسه فيما قرر فيما سبق من وجوب حمل النصوص على ظاهرها وتحريم التأويل في نصوص الصفات اورد على نفسه هذا السؤال وهو لا شك انه واقعي ويطرحه بعض الناس على اهل السنة والجماعة كيف يقال ان مذهب اهل التأويل مذهب باطل. والاشاعرة مذهبهم. مذهب التأويل. وهم يمثلون خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين. هكذا قالوا ولا شك ان هذا الفرض المذكور ليس بدقيق حيث انه فرض ان مذهب الاشاعرة هو التأويل. والواقع ان الاشاعرة ليس لهم مذهب واحد. بل هم مختلفون فمنهم من نحى الى منحى التأويل ومنهم من نحى الى منحى التفويض. اذا ليس التأويل هو المذهب عند الاشاعرة. بل هذا قول من اقوالهم. ولا شك ان من خبر هذا المذهب فانه يدرك حجم الخلاف الواقعي بين اصحاب هذا المذهب. المذهب شعري مذهب من المذاهب الكلامية المخالفة لمذهب اهل السنة والجماعة وان كان اذا ما قورن ب نحو الجهمية والمعتزلة وامثالهم فلا شك ان هذا المذهب اقرب الى اهل السنة والجماعة من غيره من هذه من هذه المذاهب الاخرى اجاب الشيخ رحمه الله عن هذا السؤال وعن السؤالين الذين بعده كيف تقولون ان هذا المذهب مذهب مخالف وهو مذهب منسوب الى الامام ابي الحسن الاشعري ثم كيف تقولون انه مذهب مخالف للحق وهذا المذهب قد ذهب اليه ونحى اليه فلان وفلان من العلماء الذين لهم وزن ولهم آآ تقدم في العلوم واثر في التصنيف في العلوم الاسلامية فكيف يقال مع هذا ان هذا المذهب مذهب مخالف للحق والشيخ رحمه الله اجاب على هذه الاسئلة بجواب محقق ورتب فيه البيان في ازالة هذه الشبهة التي اثيرت في هذا الايراد. نعم قال رحمه الله قلنا الجواب عن السؤال الاول اننا لا نسلم ان تكون نسبة الاشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين فان هذه تحتاج الى اثبات عن طريق الاحصاء الدقيق؟ ثم لو سلمنا انهم بهذا القدر او اكثر فانه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لان العصمة في اجماع المسلمين لا في الاكثر ثم نقول ان اجماع المسلمين قديما ثابت على خلاف ما كان عليه اهل التأويل. فان فان السلف الصالح من صدر هذه الامة هم الصحابة الذين هم خير القرون والتابعون لهم باحسان وائمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على اثبات ما اثبته الله او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات. واجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى. من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم. واجماع حجة ملزمة ملزمة. لانه مقتضى الكتاب والسنة فقد سبق وقد سبق نقل الاجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات هذا الجواب الاول على السؤال او هذا الجواب على السؤال الاول الا وهو كيف يكون مذهب الاشاعرة الذي هو التأويل مذهبا مخالفا للحق الواقع ان خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين اشاعرة. اذا انتم ضللتم الامة كلها الا خمسة بالمئة فقط وهم الذين ليسوا اشاعرة اجاب الشيخ رحمه الله عن هذا الايراد ب اجوبة باجوبة ثلاثة اولا قولهم ان الاشاعرة يمثلون خمسة وتسعين بالمئة من الامة مجرد دعوة وكل فرقة تستطيع ان تدعي مثل هذه الدعوة ولكن العبرة بكون هذه الدعوة صحيحة وموافقة للحق وان يمكن لهم اثبات ذلك بمعنى من هذا الذي قام بالاحصاء الدقيق؟ فاحصى المسلمين جميعا من اقصى الشرق الى اقصى الغرب مرورا بافريقيا ومسلمي اوروبا وامريكا وغيرهم فطرق ابوابهم بابا بابا وسألهم عن مذهبهم فتحق بعدها ان مذهب الاشاعرة يمثل خمسة وتسعين بالمئة من عموم المسلمين هذا امر لا يمكن لاحد عاقل ان يدعيه وبالتالي فالدعوة المجردة عن الدليل يكفي في ردها عدم التسليم بها كما هو معروف في اساليب الجدال والمحاججة ثم يقال ثانيا سلمنا جدلا ان نسبة الاشاعرة من المسلمين هي هذه النسبة او اكثر فكان ماذا كون الاكثر على شيء ليس دليلا على ان هذا الشيء هو الحق لان العصمة انما هي في اجماع المسلمين وليس في قول اكثرهم وبالتالي فلو كان الاشاعرة بهذه المثابة فرضا فان هذا لا يعني انهم على الحق الحق انما يعرف بميزان الكتاب والسنة واما كون هذا قول الاكثر او ان هذا قول الاقل فهذا ليس بمعياش فليس بمعيار لمعرفة الصواب من الخطأ والحق من الباطل الامر الثالث ان هذا المذهب لم يكن له وجود اصلا الى ان وجد ابو الحسن الاشعر. وهذه قضية بديهية ابو الحسن ولد على الراجح كما اختاره ابن عساكر وغيره من الخبراء بمذهب الاشاعرة ولد سنة ستين ومئتين وتوفي سنة اربع وعشرين وثلاث مئة ايضا على ما اختاره ابن عساكر وولادته ووفاته فيها خلاف بين المؤرخين لكن لعل الاقرب هو ما ذكرت لك. ولد سنة ستين ومائتين بالبصرة. وتوفي سنة اربع وعشرين وثلاث مئة ببغداد وقبل ذلك لم يكن هذا المذهب موجودا وبالتالي مضى عهد الصحابة رضي الله عنهم وعهد التابعين وعهد اتباع التابعين والائمة الذين تلقوا منهم ايضا وهذا المذهب ليس موجودا ليس موجودا من حيث هو وليس موجودا ايضا من حيث اقواله واراؤه بل نحن نقطع ان الرعيل الاول قد مضى على خلاف ما كان عليه مذهب الاشاعرة سواء اكان مذهب التأويل او كان مذهب التفويض. وقد مضى الكلام عن هذا مفصلا في عدة مواضع من هذه الرسالة اذا الذين يتعين على المسلم ان يتبع قوله هم السلف الصالح. والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. والذين باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر افتراق الامم وذكر ان هذه الامة ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة نص على ان اهل النجاة من الهلاك هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ولم يقل ان الذين ينجون هم الذين اتبعوا ما عليه خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اليوم وبالتالي فان هذه الدعوة دعوة غير صحيحة اضف الى هذا وجها رابعا وهو ان ابن عساكر رحمه الله وهو متوفى سنة سبعين وخمس مئة من الهجرة قد نص في كتابه تبيين كذب المفتري لا شك ان ابن عساكر ومن يعرف من عساكر يعرف انه من اكثر المتحمسين للاشعري ولمذهب الاشاعرة نص في هذا الكتاب في صحيفة احدى وثلاثين وثلاث مئة ان المذهب الاشعري لم يذهب اليه من العوام الاكثر بل الجم الغفير وعامة الاشاعرة في سائر البلدان لا يعتقدون في الاشعري ولا يقولون باقواله وهم السواد الاعظم ثم اجاب عن هذا بقوله لا عبرة بكثرة العوام لا عبرة بكثرة العوام وحق لنا هنا ان نقول انه الى قرابة نهاية القرن السادس ومذهب الاشاعرة قلة في الامة وما نحى اليه الا قلة قليلة وعامة العامة على خلافه وهم نابذون لهذا المذهب اذا اما ان تقولوا يا اصحاب هذه الدعوة ان الكثرة علامة الحق والقلة علامة الباطل وبالتالي فيكون هذا المذهب ايام قوته وايام توهجه كان مذهبا باطلا لان القلة كانت عليه والكثرة على خلافه ثم انعكست القضية فاصبح المذهب الباطل مذهبا حقا وهذا ان قلتم به فقد تناقضت فالحق واحد ولا يمكن ان يكون المذهب حقا في وقت وباطلا في وقت اخر او تقول ان الكثرة والقلة ليست معيارا للحق ولا عبرة بها في وزن الاقوال وحينئذ فقد سقطت دعواكم من اصلها اتضح لكم يا اخوة ثم انه يقال ايضا ان هذه الدعوة المذكورة يكذبها الحس والواقع والا فخبرنا يا من تقول ان خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين اليوم اشاعرة خبرنا هل هؤلاء الخمسة والتسعين في المئة من المسلمين يعتقدون انه لا ايمان صحيحا الا ما كان بالنظر. والمقصود بالنظر النظر العقلي في الدليل المثبت لوجود الله. وهو دليل حدوث الاجسام لا يمكن ان يكون الانسان مؤمنا عندهم الا اذا اتى او كان ايمانه من خلال النظر. والمقصود بالنظر النظر في الدليل العقلي المثبت لوجود الله عز وجل مثل حدوث العالم والا فمن لم يكن ايمانه عن هذه الطريق اما كافر على قول واما فاسق على قول اخر وهذا الدليل هو اننا نثبت باننا نثبت حدوث العالم بحدوث الاجسام. ونثبت حدوث الاجسام بحلول الحوادث فيها هل خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين اسلموا وامنوا من خلال نظرهم في هذا الدليل الصعب الوعر الذي عليه من الاشكالات الشيء الكثير لك ان تعلم هذا اذا عرضت هذا القول على واقع المسلمين اليوم هل خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اليوم يعتقدون ان الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال الى اخر ما يقررون سلهم هل خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اذا رفعوا ايديهم في الدعاء الى الله عز وجل. لا تنجذب قلوبهم الى اعلى هل خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين اليوم يعتقدون ان القرآن الذي بين ايدينا ليس كلام الله وانما هو عبارة عن كلام الله وان كلام الله كلام نفسي قائم بذاته هو شيء واحد. لا فرق فيه بين قرآن وتوراة وانجيل. ولا فرق بين امر وخبر واستفهام. كله شيء واحد وهو قائم بذات الله عز وجل. اما هذا الذي بين ايدينا فهو مجرد تعبير من النبي صلى الله عليه وسلم او من جبريل هل خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اليوم يعتقدون ان الله عز وجل لا يحب وانهم اذا قرأوا قول الله عز وجل فسوف يأتي الله بقوم يحبهم يعتقدون ان هذا الحب ليس حقيقيا انما الله عز وجل يريد اثابته بل لا يحب على قول طائفة منهم انما الذي يحب هو ثوابه وجنته اما هو سبحانه فانه لا يحب هل خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اليوم؟ يعتقدون ان الله تبارك وتعالى لا تعلل افعاله بالحكم العظيمة التي يحبها تبارك وتعالى. وانما يفعل لمحض المشيئة. وبالتالي فلا فرق بين ان ينعم اولياءه ويعذب اعدائه او تنعكس القضية. فالامران بالنسبة لله عز وجل سواء من حيث ارادته سبحانه وتعالى لهذا او لهذا انما هذا حصل وهذا لم يحصل لمجرد ان الله شاء هذا ولم يشاء هذا هل خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اليوم يعتقدون بالكسب وهو ان العبد له قدرة غير مؤثرة في فعله وانه مجبور على كل ما يصدر منه من قول او فعل صواب او خطأ. وانه كالريشة في مهب الريح. عنده قدرة لكن لا اثر لها هل خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اليوم يعتقدون ان الادلة النقلية مجرد ظنون دلالتها دلالة ظنية. اما الدلالة القطعية فانها راجعة الى الدلالة العقلية. وبالتالي فاذا تعارض نقل مع عقل فان المقدم هو العقل هل خمسة وتسعون بالمئة من المسلمين اليوم؟ يقولون بهذه الاقوال اعتقد ان المنصف سوف يدرك ان هذه الدعوة دعوة مجردة. وان عامة المسلمين ليسوا من هذه الاقوال في شيء وبالتالي فان من الظلم لعموم المسلمين نسبتهم الى هذا المذهب لانهم لا يقولون بهذه المذاهب وحرك ترى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والجواب عن السؤال الثاني ان ابا الحسن الاشعري وغيره من ائمة المسلمين لا يدعون لانفسهم العصمة من الخطأ من لم ينالوا الامامة في الدين الا حين عرفوا قدر انفسهم ونزلوها منزلتها. وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به ان يكونوا ائمة. قال الله تعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وقال عن ابراهيم عليه السلام ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم. ثم ان هؤلاء المتأخرين الذين الذين ينتسبون اليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي ان يكونوا عليه. وذلك ان ابا الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة طيب هذا جواب السؤال او الايراد الثاني وهو انه يقال كيف يقال ان مذهب التأويل الذي عليه اهل هذا المذهب مذهب مخالف للحق وامامهم هو ابو الحسن الاشعري رحمه الله والجواب عن هذا من وجهين اولا هبوا ان اهل هذا المذهب سائرون على طريقة ابي الحسن الاشعري فكان ماذا هذا بحد ذاته ليس دليلا على ان هذا المذهب هو الحق والا فينزعمكم فيلزمكم دعوة العصمة بابي الحسن رحمه الله وهذا لا شك انه قول لا يقوله من يدرك من ما يقول فكل انسان سوى ما استدرك يؤخذ من كلامه ويترك فكل انسان سوى ما استدرك يعني نبينا صلى الله عليه وسلم. يعني صاحب هذا القبر عليه الصلاة والسلام. يؤخذ من كلامه ويترك اذا ابو الحسن الاشعري اذا كان هو المتبوعة في هذا المذهب فهذا ليس دليلا على ان هذا المذهب هو الحق نعم نحن نقر بفضل ابي الحسن رحمه الله فابو الحسن رحمه الله كان عالما من علماء المسلمين وكان كما قال الذهبي في ترجمته كان الذكاء متوقد الفهم رحمه الله وله جهد في الرد على المعتزلة وغيرهم لما رجع عن هذا المذهب فله فضل وله مؤلفات نافعة ولكن لم يكن اولا معصوما ومضى في الامة قبله من هو افضل منه واعلم منه؟ واولى بالاتباع منه و هؤلاء هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباع التابعين بل من جاء بعدهم من الائمة كالامام احمد رحمه الله واسحاق ابي عبيد وغيرهم من ائمة الاسلام لا شك ان لهم من النفع والاثر في هذه الامة اكثر مما كان عليه ابو الحسن رحمه الله وقد جعل الله لكل شيء قدرا اذا هذا من حيث هو ليس دليلا على ان هذا المذهب هو الحق ثم يقال ثانيا لا نسلم لكم انكم سائرون على الطريقة التي رجع اليها واستقر عليها امر ابي الحسن رحمه الله وهذا كما سيبين الشيخ سيكون اه واضحا من خلال كلام الشيخ رحمه الله فان ابا الحسن قد نص غير واحد من اهل العلم على ما يذكر الشيخ رحمه الله من انه مر بثلاثة اطوار وهذا الذي نص عليه ابن كثير رحمه الله في كتابه طبقات الفقهاء الشافعيين وكذلك اشار اليه الذهبي رحمه الله في كتابه العرش وكثير من اهل العلم اذا ما انتم عليه يا معشر الاشاعرة ليس هو ما استقر عليه مذهب ابي الحسن وانما هو الطور الثاني اما الطور الثالث وهو اخر امره وهو ما استقر عليه في اخر حياته وهو ما الف فيه كتابه الابانة فان مذهب الاشاعرة مخالف له وهذا سيتضح من كلام الشيخ رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم ان هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون اليه لم يقتدوا الاقتداء الذي ينبغي ان يكون ان يكونوا عليه. وذلك ان ابا الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة. المرحلة الاولى مرحلة الاعتزال اعتنق مذهب المعتزلة اربعين عاما يقرره ويناظر عليه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم هذا هو الطور الاول او المرحلة الاولى مرحلة كونه معتزلية ومضى شطر كبير من حياة ابي الحسن رحمه الله على هذا المذهب حيث ذكر انه مكث عليه اربعين عاما وذلك انه تأثر بابي علي الجباب الجبائي وكان ربيبا له فبعد وفاة امه وهو صغير تزوجت امه بابي علي الجبال وابو علي الجبائي احد اساطيل المعتزلة وعلمائهم الكبار فاعتنى به ورباه غذاه المذهب المعتزلي فنشأ وقد تشرب هذا المذهب ومكث عليه هذه المدة الطويلة وهذا الطور محل اجماع بين المترجمين لابي الحسن رحمه الله لكنه رجع بعد ذلك عنه وذلك لاسباب اهمها الحيرة التي انتابته فانه قد اصبح في حيرة عظيمة من مخالفة ما يعتقد لما يعلمه او يطالعه في ادلة الكتاب والسنة اضافة الى انه ناظر ابا علي الجبائي عدة مناظرات وثبت عنده ان هذا المذهب ليس على شيء واستطاع ان يفحم ابا علي في هذه المناظرات فهذا وما قبله وغيره ايضا كان سببا في تركه هذا المذهب بل انه تصدى للرد على هذا المذهب اعلن انه ضده وانه مخالف له والف في الرد عليه ايضا. اذا هذه هي المرحلة الاولى التي كان عليها رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرحلة الثانية مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق ابي محمد عبد الله بن قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مجموع الفتاوى والاشعري وامثاله برزخ بين السلف والجهمية اخذوا من كلاما صحيحا ومن هؤلاء اصولا عقلية ونوها صحيحة وهي فاسدة هذا هو الطور الثاني والمرحلة الثانية وهي انه بعد ان ترك مذهب المعتزلة مال الى طريقة ابن كلاب و ابن كلاب صاحب المذهب المشهور بالمذهب الكلابي وهو متوفى بعد سنة اربعين ومئتين له اراء خاصة به وجماعة اتبعوه على ارائه و رام عفا الله عنا وعنه الى الجمع بين مذهب الجهمية ومذهب السلف فاتى باشياء لم يسبقه اليها احد من ذلك انه اول من قال في الامة بالكلام النفسي وان الكلام ليس بحرف وصوت ومع ذلك فمذهبه خير من مذهب كثير من المتأخرين فانه كان يثبت علو الله تبارك وتعالى ولم يكن ينفيه كما عليه كثير من المتأخرين الشاهد ان ابا الحسن رحمه الله بعد تركه الاعتزال مال الى هذه الطريق واصبح كن لابيا في رأيه في الجملة وهذا ما يمثله بعض مؤلفاته كاللمع وغيره نعم احسن الله اليك قال رحمه الله المرحلة الثالثة مرحلة اعتناق مذهب اهل السنة والحديث. مقتديا بالامام احمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتاب الابادة عن اصول الديانة وهو من اخر كتبه او اخرها. قال في مقدمته جائنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب عزيز هذه المرحلة الثالثة وفيها كان رجوعه رحمه الله الى مذهب اهل السنة والجماعة في الجملة وهذه المرحلة يمثلها كتابه القيم الابانة وهذا الكتاب الصحيح انه اخر كتبه وكتبه كما قال شيخ الاسلام في بيان التلبيس كتبه في اخر عمره بعد ان زاد استبصارا بالسنة وهذا الكتاب في الجملة قائم على مذهبي او على طريقة اهل السنة والجماعة وفيه ما يخالف مذهب الاشاعرة المعروف ففيه اثبات الصفات الخبرية لله عز وجل كالوجه والعينين واليدين وفيه اثبات الصفات الفعلية لله عز وجل كالاستواء والنزول والمجيء والقرب وغير ذلك من المسائل بل فيه رد ايضا على ما عليه هؤلاء الاشاعرة فانه قد رد ردا حسنا على من زعم ان الاستواء هو الاستيلاء فبين ان هذا غير صحيح ولا يعرف شرعا ولا يعرف ايضا لغة اذا هذا الكتاب كتاب الفه ابو الحسن رحمه الله وصنفه على طريقة اهل السنة لا يعلم انه خالفه رحمه الله بعد ذلك اذا هذا هو الذي استقر عليه مذهب الامام ابي الحسن رحمه الله ولو ان الاشاعرة اخذوا بهذا الكتاب فكانوا من جملة اهل السنة ولذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله وستأتي هذه الكلمة في كلام الشيخ ان من اخذ من الاشاعرة بهذا الكتاب فانه يعد من اهل السنة والان ينقل لنا الشيخ نبذة مما جاء في هذا الكتاب تدل على انه رحمه الله سلك طريقة اهل السنة والجماعة وانه احب واقبل على ما كان عليه السلف ولا سيما ما كان عليه الامام احمد ابن عما كان عليه الامام احمد بن حنبل رحمه الله نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله قال في مقدمته جاءنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب عزيز لا يأتي الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد جمع فيه علم الاولين واكمل به الفرائض والدين فهو صراط الله المستقيم وحبله المتين من تمسك به نجا ومن خالفه ضل وغوى وفي الجهر تردى. وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسول صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا الى ان قال فامرهم بطاعة رسول صلى الله عليه وسلم كما امرهم بطاعته. ودعاهم الى التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما امرهم بالعمل بكتاب فنبذ كثير ممن غلبت ممن غلبت شقوته واستحوذ عليهم الشيطان سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وعدلوا الى اسلاف لهم قلدوهم بدينهم ودانوا بديانتهم وابطلوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضوها انكروها وجحدوها افتراء منهم على الله. فضلوا وما كانوا مهتدين. ثم ذكر رحمه الله وصولا من اصول المبتدعة واشار الى بطلانه ثم قال فان قال قائل قد انكرتم قول المعتزل المعتزلة والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة. فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وائمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به ابو عبد الله احمد بن محمد بن حنبل نظر الله وجهه ورفع درجته واجل مثوبته. قائل وما وبما كان يقول به ابو عبد الله احمد بن حنبل بن حنبل نظر الله وجهه ورفع درجته والزلم ثوبته قائلون ولمن خالف قوله مجانبون لانه الامام الفاضل والرئيس الكامل ثم اثنى عليه بما اظهر الله على يده من الحق. وذكر ثبوت الصفات ومسائل في القدر والشفاعة. وبعض السمعيات وقرر ذلك بالادلة النقلية والعقلية. والمتأخرون الذين ينتسبون اليه هذا الذي سمعته مقتطف من هذا الكتاب القيم الذي هو الابانة لابي الحسن رحمه الله وفيه افصاحه انه على ما كان عليه او انه صار الى ما كان عليه الامام احمد رحمه الله والامام احمد ابن حنبل المتوفى سنة احدى واربعين ومئتين للهجرة احد الائمة الاربعة واحد شيوخ الاسلام المشهورين المعروفين بل هو احد علماء الدهر ورجالاته واثره في الاسلام اثر عظيم واحب الله عز وجل هذا الامام من النعم والصفات والاثر الحسن ما جعله اماما مقدما من ائمة المسلمين حتى ان الامامة اضحت مقرونة باسمه كما يقول شيخ الاسلام فهو من اكثر الائمة والعلماء الذين يقترن باسمهم كلمة الامام ولعل هذا راجع الى ما نظنه فيه رحمه الله وانه قد اتاه الله الصبر واليقين الذين بهما يكون المرء اماما في الدين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون والامام احمد رحمه الله لم يأتي بشيء جديد ولم يخترع من عنده شيئا حتى ينسب الاعتقاد اليه انما هو قائل بما قال به من قبله من الصحابة والتابعين واتباع التابعين وهو ما دل عليه الكتاب والسنة لكن كلام الامام احمد رحمه الله في مسائل الاعتقاد اكثر من غيره وجهاده لاهل البدع اكثر من غيره ولاجل هذا كان اماما في الاعتقاد واصبح قوله معتبرا ومرجوعا اليه في باب الاعتقاد لاجل هذه المزية التي حباه الله عز وجل اياها والا فليس ثمة اكثر من هذا ولم يأتي الامام احمد ولا غيره من اهل السنة بشيء جديد لا شيخ الاسلام ابن تيمية ولا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ولا من بعدهم ولا من قبلهم بل كلهم على نهج واحد وعلى طريق واحدة من اولهم الى اخرهم كلهم سائرون على طريقة الصحابة رضي الله عنهم وغرر السلفي من بعدهم ولذا لو تأملت مصنفاتهم ومؤلفاتهم من اولهم الى اخرهم لوجدتها كانها مؤلفة من شخص واحد وكأن هذه الاثار انما صدرت من مؤلف من مؤلف واحد وهذا من علامات التوفيق للحق ولله الحمد ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله والمتأخرون الذين ينتسبون اليه اخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته. والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات ولم يثبتوا الا الصفات السبعة المذكورة في هذا البيت. حي عليم قدير والكلام له ارادة وكذلك السمع والبصر. اذا ما عليه فالمذهب الاشعري او ما استقر عليه المذهب الاشعري منذ ابي المعالي الجويني وهو اعظم رجالات هذا المذهب الذين قرروا قواعده واصلوا اصوله ثم جاء من سبق كل من بعده بل ومن قبله وهو فخر الدين. الرازي من كان على مثل هذا المذهب الى الوقت المعاصر ومؤلفاته فانه لا شك ان بين هؤلاء وبين ابي الحسن بون شاسع وان ابوا الا المحققة فانه يقال لهم هاتوا ما قرره ابو الحسن رحمه الله في الابانة وكذلك في رسالته الى اهل الثغر وكذلك مقالة اهل السنة التي اوردها في كتابه مقالات الاسلاميين وان كان اجود وان كان اجود الجميع ما قرره في الابانة لكن هاتوا هذه المؤلفات وقارنوها بما قرره هؤلاء وغيرهم من علماء الاشاعرة وحينها سيتضح لكم هل هذا المذهب موافق لما كان عليه ابو الحسن؟ ام لم يكن كذلك الاشاعرة توقفوا عند المرحلة الثانية وما اخذوا بما كان عليه ابو الحسن رحمه الله واخيرا ولا شك ان المذهب الذي ينسب الى الانسان هو ما استقر عليه امره وما ختم له به وليس ما تقدم ذلك وهذا من الامور البديهية التي لا يجهلها احد وبالتالي فان اصحاب هذا المذهب يدعون دعوة هي انتسابهم الى ابي الحسن رحمه الله والواقع ليس كذلك هذا المذهب كما ذكر الشيخ رحمه الله يقرر اصحابه اثبات صفات معينة لا يثبتون غيرها الكلام عن تفصيل ذلك يؤجل ان شاء الله الى الدرس القادم فانه كلام يطول ولا يمكن لنا ان نفصل اه بينه وبين ما يتبعه ويلحقه فيؤجل ان شاء الله الى الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان