بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى والاشعري ابو الحسن رحمه الله كان في اخر عمره على مذهب اهل السنة والحديث. وهو اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه في كتابه او وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ومذهب الانسان ما قاله اخيرا اذا صرح بحصر قوله فيه كما هي الحال في ابي الحسن كما يعلم من كلامه في الابانة. وعلى هذا فتمام تقليده اتباع ما كان عليه اخيرا وهو التزام مذهب اهل الحديث والسنة. لانه المذهب الصحيح الواجب الاتباع الذي التزم به ابو الحسن نفسه ان الحمد لله نحمده ونستعينه نستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الشيخ رحمه الله نبه بهذه الاسطر على ان القول الذي استقر عليه امر ابي الحسن الاشعري رحمه الله مخالف لما عليه المنتسبون الى مذهبه فانهم في حقيقة الحال بين الكلابية والجهمية واما ابو الحسن رحمه الله فانه قد ترك هذا المذهب واعلن انتسابه لمذهب اهل السنة والحديث وانهم بما قال به امام اهل السنة فهو الامام احمد قائل فلا معنى بعد ذلك لان ينتسب اليه من هو مخالف له في حقيقة الحال من كان صادقا في تقليد ابي الحسن والانتساب اليه فلينتسب اليه وليقل بقوله الذي استقر عليه امره وكان وكان اخر اقواله وذكر الشيخ هنا ان المذهب الذي ينسب اليه الانسان اذا كان له قولان هو المذهب الذي صرح بحصر قوله فيه وهذا فيه تفصيل فاذا كان قد جاء عن العالم قولان فان الحالة لا تخلو مما يأتي اولا الا يعلم قوله المتقدم من المتأخر وهنا ننسب له القولان فنقول عنه روايتان اوله قولان او ما شاكل ذلك ثانيا ان يكون له قولان ويصرح بانه قد رجع عن الاول وترك وهذا واضح لا شك فيه انه ينسب له القول الثاني قولا واحدا ثالثا ان يصرح بان قوله الذي انحصر فيه مذهبه هو كذا وكذا وبالتالي فيكون قوله الاول في حكم المنسوخ وينسب له القول الذي استقر عليه امره والذي حصر فيه مذهبه كما حصل في شأن ابي الحسن رحمه الله الحال الرابعة ان يعلم المتقدم من المتأخر دون ان يصرح بتراجع او بحصر قوله فيه وهذا الراجح فيه وهو الذي عليه جمهور العلماء انه ينسب له القول المتأخر ويكون القول المتقدم في حقه قولا في حكم المنسوخ وعليه فانه لا حاجة للتقييد الذي قيد به هنا وهو انه حصر قوله وهذا زيادة في التأكيد ان قوله الذي انحصر فيه مذهبه هو هذا القول والا فبمجرد علمنا ان هذا القول هو القول الثاني وهو القول المتأخر فاننا ننسب اليه هذا القول ويعتبر هذا هو مذهبه. يعتبر هذا هو مذهبه والله عز وجل اعلم اننا ينبغي ان نعرف وينبغي على اتباع ابي الحسن الاشعري رحمه الله ان يعرفوا ان بينهم وبين ابي الحسن بونا شاسعا هذه حقيقة لا يجحدها الا مكابر وابو الحسن الى مذهب اهل السنة والجماعة اقرب والصق منه الى ما عليه المدعون الانتساب الى مذهبه رحمه الله اذا هم بين امرين اما ان يكونوا صادقين في هذا الانتساب فيرجعوا عما هم عليه الى ما كان عليه او ينتسب الى غيره والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والجواب عن السؤال الثالث من وجهين الاول؟ الجواب الجواب عن السؤال الثالث وما هو السؤال ثالث نسيتم كيف يكون هذا المذهب باطلا وفيه فلان وفلان من العلماء الذين لهم لسان صدق في الامة وهم مبرزون في العلوم كيف يكون هذا المذهب باطلا والحال هو هذا الان يجيب الشيخ رحمه الله عن هذه الشبهة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاول ان الحق لا يوزن بالرجال وانما يوزن الرجال بالحق هذا هو الميزان الصحيح وان كان وان كان لمقام الرجال ومراتبهم اثر في قبول اقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق. لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال فان الانسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته فقد يكون فقد يكون الرجل وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم او ضعيف الفهم فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف او يكون قد نشأ على طريق معين او مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن ان الصوم يعرف جزاكم الله خير لا يكاد يعرف غيره غيره غيره فيظن ان الصواب منحصر فيه ونحو ذلك الثاني نعم يذكر اصحاب هذا المذهب في سبيل تحسينه وترويجه ان هذا المذهب قد انتسب اليه علماء واجلاء وبالتالي كيف يكون هذا المذهب مذهبا مخالفا للحق ولما عليه السلف الصالح ينبغي ان نعلم ان كثيرا من الناس ليس عندهم اكثر من احسان الظن من يحبون ويعظمون ولذا فانهم يقبلون قول المعظم في نفوسهم غالبا دون ان يكون لهم دليل وبرهان على هذا القول ولاجل هذا فان كثيرا من المذاهب المخالفة للحق تسلك في سبيل تزيين مذاهبها انها تنسب هذا المذهب او ذاك الى عالم له ذكر حسن وله لسان صدق في الامة لاجل اقتناص هذا الامر الذي عليه اكثر العامة وهو احسان الظن بالعلماء وهذه النسبة قد تكون نسبة صحيحة وقد تكون نسبة باطلة بمعنى ان من المذاهب الضالة من ينسب قوله وما هو عليه الى احد علماء المسلمين السابقين او اللائحة او اللاحقين او الى علم من علام ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم او ما شاكل ذلك وهذه النسبة غير صحيحة بل هي نسبة مفتراة وهذا العالم الذي نسب اليه هذا المذهب بريء منه وقد يكون هذا الكلام صحيحا قد يكون هذا العالم الذي نسب اليه هذا المذهب هو حقا يقول به او يقولوا باكثره او يوافق هذا المذهب في بعض ما هو عليه وبالتالي فانه يستغل هذا الامر في تحسين وتزيين هذا المذهب في نظر العامة لكن هل هذا المسلك صحيح هل هذا اسلوب موافق للمنهج العلمي السليم في معرفة الحق من الباطل وتمييز هذا من هذا؟ الجواب ان الحق محصور في الكتاب والسنة فيما انزله الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وبالحق انزلناه وبالحق نزل ويسألونك احق هو؟ قل اي وربي اذا الحق هو الكتاب والسنة. وما في الكتاب والسنة وبالتالي فالميزان الذي يعرف به الصواب من الخطأ والحق من الضلال لا يتجاوز هذا الامر العظيم وهو الكتاب والسنة. وبالتالي فانه انصح ان فلانا وفلانا من اهل العلم الراسخين او مشهورين انهم ينتسبون الى هذا المذهب فهذا لا يقدم شيئا ولا يؤخره في ميزان الانصاف وفي ميزان العلم بل العبرة بموافقة الحق وما احسن ما روي عن علي رضي الله عنه انه قال الرجال الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف اهله الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف اهله لان العلماء مهما بلغت منزلتهم ومهما علت درجتهم فانهم ليسوا معصومين يجوز عليهم ما يجوز على البشر جميعا من الخطأ والنسيان وربما ان يقع شيء في انفسهم من اه التقليد او غير ذلك فيقعون في الخطأ وبالتالي فكل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم تعرض اقوالهم واراؤهم ومذاهبهم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فما وافق ذلك المعين المورود العظيم فانه مقبول وما خالف ذلك فانه مردود والخطر كل الخطر ان يعارض الانسان قول الكتاب والسنة وما دل عليه الكتاب والسنة بقول عالم او معظم او امام هذا خطر عظيم دعوا كل قول عند قول محمد صلى الله عليه وسلم فما امن في دينه فما امنوا في دينه كمغامرين فليس لك يا عبد الله ان تغامر لانك مسؤول امام الله تبارك وتعالى عن اجابة النبي صلى الله عليه وسلم. سوف يسألك الله ماذا اجبت نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين فعليك يا عبد الله ان تتنبه لهذا الامر العظيم وهو ان الذي بعث اليك ووجب عليك اتباعه هو النبي صلى الله عليه وسلم وليس فلان وفلان اقوال العلماء يرجع فيها الى الكتاب والسنة وليس يرجع بالكتاب والسنة الى اقوال العلماء. اقوال العلماء يستدل لها. وليس ادلوا بها فكل انسان سوى ما استدرك يؤخذ من كلامه ويترك. نعم. اعد الثواب الاولهم بالاول احسن الله اليكم قال رحمه الله الاول ان الحق لا يوزن بالرجال وانما يوزن الرجال بالحق هذا هو الميزان الصحيح. وان كان لمقام الرجال ومراتبهم اثر في في في قبول اقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق. لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال. ان هذه مسألة اخرى يعني كون اه كوننا نقبل خبر الثقة دون خبر الفاسق الذي يظهر ان هذا خارج عن موضوع البحث فرق بين الرأي والرواية فرق بين الرأي والرواية الرأي القاعدة فيه مطردة لا عبرة بالقائل العبرة بموافقة القول للكتاب والسنة. نعم نحن لا ننكر انه كلما كان الانسان اعلم واتبع للسنة كلما كان قوله اقرب لكن هذا ليس ضربة لازب يعني القضية ليست حتمية. ربما يخطئ ربما العالم النحرير المتبع للسنة يخطئ وبالتالي المرجع والمعيار لمعرفة الصواب والخطأ هو ماذا؟ الكتاب والسنة. هذا في جانب الرأي. اما الرواية فشيء اخر فالمرجع فيها الى صحة الرواية من جهة سلامة الراوي من القادح وبالتالي فاننا نقبل روايته وهذا موضوع اخر المهم ان هذه القاعدة المذكورة انفا قاعدة صحيحة وهي ان الرجال يوزنون بالحق وليس ان الحق يوزن وبالرجال ولا حاجة لهذا الاستثناء او التخصيص. مسألة الرأي والحكم شيء ومسألة الرواية شيء اخر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان الانسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته فقد يكون الرجل دينا وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم او ضعيف الفهم فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف. او يكون قد او يكون قد على طريق معين او مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن ان الصواب منحصر فيه ونحو ذلك نعم الثاني اننا اذا قابلنا الرجال على طريق الاشاعرة بالرجال الذين هم على طريق السلف وجدنا في هذه الطريق من هم اجل واعظم واهدى واقوم من الذين على طريق الاشاعرة. فالائمة الاربعة اصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريق الاشاعرة واذا ارتقيت الى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريق الاشاعرة. واذا علوت الى عصر الصحابة والخلفاء الاربعة الراشدين لم تجد فيهم ومن حذى حذو الاشاعرة في اسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به الاشاعرة عن طريق السلف بس انت الجواب الاول كما علمت هو بعدم تسليم هذا آآ الدليل الذي ذكروه وهو ان على هذا المذهب فلان وفلان من العلماء المشهورين بل هذا دليل مقدوح فيه اما الجواب الثاني فهو على سبيل التسليم الجدلي تنزلنا معكم وقلنا ان انتساب العلماء الكبار الى المذهب دليل على صحته ولكن دعونا نلزم الانصاف ثم نقارن بين المنتسبين الى مذهب السلف حقا وصدقا وبين المنتسبين الى هذا المذهب فايهم اعلى كعبا وارفع درجة في العلم والفضل اذا قارنا فلا اظن ان هناك وجها للتردد في ان المنتسبين الى مذهب السلف الصالح وهم اهل السنة حقا ان هذا المذهب هو الذي عليه اولا عامة اهل العلم وعليه ثانيا ارفع اهل العلم فان الناظر في الطبقة التي كان فيها ابو الحسن او ما قبلها بقليل وما عليها او ما عليه كبار تلاميذه واتباع هذا المذهب ثم قارناهم بالذين كانوا في تلك الطبقة فانه لا وجه في الحقيقة للمقارنة. مع كون مع كون ان الذين انتسبوا لهذا المذهب فيهم من هو على قدر وعلى مكانة ولهم جهود لكن قارنها بالمنتسبين الى مذهب اهل السنة والجماعة فانه لا مقارنة في الحقيقة. ومن اولئك الائمة الاربعة اصحاب المذاهب المتبوعة فانه لا يمكن لاحد عرف مذهبهم وعرف مذهب الاشاعرة لا يمكن ان يقول انهم كانوا على مذهب الاشاعرة بل انهم كانوا على مذهب السلف وكذلك الكلام في العلماء الذين كانوا في هذه الطبقة ما قبلها ايظا كلهم كانوا على طريقة اهل السنة والجماعة كاصحاب الكتب الستة وامثالهم ونظرائهم من اهل العلم لم يكن احد من هؤلاء على ما كان عليه الاشاعرة. فاذا ارتقيت درجة ووصلت الى التابعين وصلت الى الحسن البصري وصلت الى محمد ابن سيرين وصلت الى علقمة وصلت الى هؤلاء الكبراء فهذا اوضح واوضح لم يكن احد من هؤلاء على مذهب الاشاعرة ولا حتى قريبا من هذا المذهب بل هم على الضد منه تماما اما اذا وصلت الى غرة هذه الامة والذين هم افضلها في كل شيء في العلم والعمل فانهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومذهبهم ظاهر تمام الظهور وبينوا تمام البيان انهم ابعد ما يكونون عن المذهب الذي كان عليه هؤلاء آآ اتباع هذا المذهب وبالتالي فاذا كان هؤلاء يقولون مذهبنا فيه علماء واجلاء فان المذهب المقابل له وهو مذهب اهل السنة والجماعة فيه من هو اجل واعظم واكثر وبالتالي فان هذه الحجة لا وجه لها والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونحن لا ننكر ان لبعض العلماء المنتسبين الى الاشعري قدم صدق في الاسلام والذب عنه والعناية بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية. والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم. ولكن هذا لا يستلزم عصمته عصمتهم من الخطأ اي فيما اخطأوا فيه ولا قبول قولهم في كل ما قالوا ولا يمنع من بيان خطأهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق اذا تنبه العالم مهما بلغ في العلم والفضل والاثر في الامة فان هذا لا يعني اولا انه معصوم ولا يعني ثانيا وجوب واللزوم قبول كل ما يقول ولا يعني ثالثا ان هذا العالم لفضله ومكانته يسكت عن خطأه ولا يرد ما في كلامه من خطأ بل كل احد يقبل كلامه الاخذ والرد ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم قام كما قال الامام مالك رحمه الله اذا تنبه الى هذه الشبهة التي ما اكثر ما يروجها المخالفون الى الحق وهو انهم يلبسون على الناس ويستثيرون فيهم العاطفة بكون العلماء او فلان وفلان ممن تحبون وتعظمون يقولون بقولنا نحن نحب هؤلاء العلماء ولكن الحق احب الينا منه هؤلاء العلماء اذا كانوا من اهل الاجتهاد ومن اهل الاتباع وزلوا واخطأوا فاننا نحبهم ونقدرهم ونتلمس لهم الاعذار ولكن هذا كله لا يعني ابدا اننا نقبل الخطأ او نتابع صاحبه عليه او ان نسكت عن بيان الحق فهنا امران تقدير العالم ومحبته والتماس الاعذار له وحسن الظن به هذا كله شيء وباب لا ينبغي ان يختلط بالباب الاخر. وهو ان الاتباع محصور فيما دل عليه الكتاب والسنة والحق يجب ان يظهر يجب على الحق او يجب على اهل الحق ان يظهروا حقه. وان يردوا الباطل مهما كان قائله وهذه قضية اجماعية بين رحمهم الله فانهم وهم يعرفون قدر اخوانهم واصحابهم ما كانوا يسكتون عن بيان الحق مع لزوم جادة الادب. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان بعضهم يرد على بعض وكان بعضهم يخطئ بعضا ويبين وجه الصواب مع بقاء المحبة والالفة بينهم. هذا ابن عباس رضي الله عنه استدرك على عائشة وهذه عائشة تستدرك على ابن عباس رضي الله عنهم ومع ذلك لم يكن هذا قدحا في الصحابة لم يكن هذا قدحا في الحق لم يكن هذا قدحا في الاخوة الايمانية بل هذا عند اهل الانصاف يدل على انهم متفقون خلاف اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من السلف الصالح يدل على انهم متفقون وهذا الاتفاق اهم عندنا من اختلافهم ما وجه اتفاقهم هو انهم ما اختلفوا الا لانهم متفقون على وجوب لزوم الكتاب والسنة هذا الذي لاجله اختلفوا فكل واحد منهم باجتهاده وصل الى ان القول الموافق للكتاب والسنة هو كذا. واخوه قال لا الموافق للكتاب والسنة هو كذا اذا هذا الخلاف دليل على ماذا على اتفاقهم على الاصل الاصيل والقاعدة اه العظيمة وهي انه يجب ان ترجع الاراء والاقوال الى الكتاب والسنة وهذا الذي ينبغي على الامة في كل وقت ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الخلاف وتشعبت فيه الاراء يجب ان يستوعبوه. ولو ان الجميع من العلماء وطلاب العلم والعامة لزموا هذه الجادة لتغيرت احوال المسلمين كثيرا والله المستعان. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله ولا ننكر ايضا ان لبعضهم قصدا حسنا فيما ذهب اليه وخفي عليه الحق وخفي عليه الحق فيه ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله بل لابد ان يكون موافقا لشريعة الله عز وجل. اعد لا اه لا يكفي نبقاو بقوة قال رحمه الله ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله. هذه كلمة مهمة وقاعدة رصينة اعدها حتى تحفظ قال رحمه الله ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله بل لا بد ان يكون موافقا لشريعة الله عز وجل. فان كان مخالفا لها وجب رده على قائله كائنا من كان. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. هذه قاعدة مهمة وهي انه لا يكفي في ان يكون القول صوابا صحة قصد صاحبه هذا امر مهم لكنه غير كاف بل لابد ان يجمع اليه امر اخر شرط قبول السعي ان يجتمعا فيه اصابة واخلاص مع لابد ان يحصل مع الاخلاص الموافقة للكتاب والسنة. والا فان الاخلاص وحده لا يعني صواب الفعل وبالتالي لا يعني قبول قول الاخرين بعض الناس اليوم اذا قيل لهم هذا امر خطأ او هذه بدعة او هذا امر محدث قال ولكن نحن نريد الخير فيقال كم من مريد للخير لا يبلغه. ارادة الخير شيء مهم ولكنها هذه الارادة ليست كافية لابد ان يجمع اليها ماذا لابد ان يجمع لها الاصابة والمراد بالاصابة موافقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم. تأمل معي في الصحيحين ان ابا بردة ابن نيار الذي هو خال البراء ابن عازب رضي الله عنهما ضحى يوم الاضحى قبل صلاة العيد وكان قصده حسنا ولا اظن مسلما الا يظن هذا في هذا الصحابي الجليل اليس كذلك كان ذا قصد حسن وبين قصده للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ان هذا اليوم يوم اكل وشرب فاحب ان يتعجل ذبيحته وان يكون اول شيء يدخل بيته او يكون في بيته هذا اليوم هو هذه الذبيحة ولاجل هذا عجل بها قبل صلاة العيد واهدى واكل ثم جاء الى الصلاة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من ذبح قبل الصلاة فلا اضحية له. فلينسك مكانها اخرى بعد الصلاة فاخبره ابو بردة ابو بردة رضي الله عنه بهذا الامر فقال له صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم يعني ليست اضحية السؤال الا يكفي حسن قصده رضي الله عنه في صحة فعله وقبوله ما كفى النبي صلى الله عليه وسلم قال شاتك ماذا شاة ولحم اذا حسن القصد وحده لا يكفي في صحة الرأي وبالتالي لا يكفي في قبول الرأي من الاخرين بل لابد ان يجتمع ماذا حسن القصد مع مع موافقة السنة حسن القصد مع موافقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم ان كان قائله معروفا بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة. والا عومل ما يستحقه بسوء قصده ومخالفته هذا موضوع اخر يختلف عن مسألة قبول القول او تلقيه او التمذهب به الا وهو مسألة المعاملة. معاملة المخطئ وهذا يحكمه امران الاول انه اذا علم بقرائن الحال ان المخطئة مريد للحق مجتهد في الوصول اليه لكنه زل واخطأ سلك الطريق الذي يروم به الوصول الى الحق لكنه ما وفق اليه فان هذا ينبغي ان يعامل بما يليق بموقفه الحسن وهو انه لا يشنع عليه ويلتمس له العذر ولا تهدر كرامته وقيمته ومكانته اما من علم بقرائن الحال انه متبع لهواه وانه لم يقصد الوصول الى الحق ومثل هذا يمكن ان يعرف كما ذكرت لكم بقرينة الحال. كما قال جل وعلا ولتعرفنهم في لحن القول فقرائن الاحوال التصرفات المواقف الاقوال قد تدل على ما في نفسي هذا القائل او الفاعل وبالتالي فانه يعامل بما يستحق من التعزير والانكار عليه او رفع الامر الى ولاة الامر او ما شاكل ذلك. المقصود ان موضوع المعاملة موضوع اخر يختلف عن القضية التي ابتدأنا الحديث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله حكم اهل التأويل فان قال قائل هل تكفرون اهل التأويل او تفسقونهم؟ قلنا الحكم بالتكفير والتفس والتفسيق ليس الينا بل هو الى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. هو من الاحكام الشرعية التي مردها الى الكتاب والسنة. فيجب فيجب التثبت فيه غاية التثبت فلا يكفر ولا يفسق الا من دل الكتاب والسنة على كفره او فسقه. هذه مسألة في غاية الاهمية الا وهي مسألة التكفير وهي مسألة حارت فيها افهام وظلت فيها عقول واصاب الامة من قديم ما اصابها بسبب الخلل في فهم هذا الموضوع العظيم وقد هدى الله اهل السنة والجماعة الى المسلك الوسط الذي خالفوا فيه افراط الوعيدية وتفريط المرجئة فكان مذهبهم هدى بين ضلالتين اعمل نصوص الكتاب والسنة جميعا ففازوا بالحق والصواب في هذه المسألة الجلل و نبه الشيخ في مطلع هذه المسألة الى ان التكفير حق لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بمعنى ان مسألة التكفير ليست من مسائل العقوبات بمعنى اننا يمكن ان نواجه شخصا لا نحبه او نريد عقابه بان نكفره هذا ليس بصحيح بل هذا من ابطل الباطل الكفر حق الله ثم رسوله صلى الله عليه وسلم بالنص يثبت لا بقول فلان. من كان رب العالمين وعبده قد كفراه فذاك ذو كفرانه الكفر حق التكفير حق لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم مثله مثل بقية الاحكام يعني ليس لنا ان نقول ان هذا الامر مباح او مستحب او واجب من عند انفسنا كذلك ان نقول هذا الامر كفر او ان صاحبه كافر. هذا امر ليس لنا وبالتالي يخطئ كثيرا من يقول اننا نكفر من يكفرنا هذا الامر ليس صحيحا وليس الامر في التكفير لك واذا اخطأ من اخطأ عليك وكفرك بغير وجه حق فليس لك ان تقابله بذلك كأن المسألة مسألة عقوبة بل لا يجوز لك ان تقدم على التكفير الا بمقتضى الدليل الشرعي كما انه لا يجوز لك ان تسكت عن التكفير اذا كان ذلك واقعا بل يجب ان تعتقد ما دل عليه الكتاب والسنة. فاذا دل الكتاب والسنة على ان هذا المقام يقتضي التكفير فان تكفير الكافر امر واجب اذا اهل السنة والجماعة في هذه المسألة العظيمة هم بين افراط وتفريط بين افراط من الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ومن لف لفهم وهم ايضا مخالفون لافراط اه لتفريط المرجئة الذين تساهلوا في هذا الباب ولم يكفروا من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله والاصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء اسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. هذه قاعدة مهمة ينبغي ان تكون منك على ذكر وهي ان الاصل في المسلم انه باق على اسلامه حتى يثبت الدليل الواضح على انتقاله عن ذلك وهذا ما عبر عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من ثبت اسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول الا بعد اقام الحجة وازالة الشبهة احفظ هذه القاعدة فانها مهمة وقد قررها في الجزء الثاني عشر من مجموع الفتاوى في صحيفة ست واربعين واربع مئة وصحيفة احدى وخمس مئة ايضا كررها مرة اخرى. من ثبت اسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول الا بعد اقامة الحجة وازالة الشبهة. هذه قضية من الاهمية بمكان. فالاصل ان كل الى هذا الدين مسلمون. وباقون على اسلامهم وايمانهم حتى يثبت الدليل الصارف عن ذلك فان من اهل الضلال في هذا العصر ما انعكسوا القضية وكان من قولهم ان الاصل في الناس في هذا الزمان هو الردة وان المجتمعات وان المجتمعات المسلمة او المنتسبة الى الاسلام كلها كافرة وبالتالي فاننا لا نثبت الاسلام الا لمن تحققنا اسلامه وهذا بغاية الضلال وغاية الانحراف والكفر بل هذا امر ما وصل اليه الخوارج المتقدمون. يعني هذا اغراق في الضلال. تجاوزوا فيه الخوارج الذين خرجوا على النبي صلى الله عليه وسلم. اذا لا بد من التنبه لهذه الامر لا بد من التنبه لهذا الامر العظيم. ولابد من التنبه لشبه هؤلاء الخوارج لا كثرهم الله فانهم مع الاسف الشديد يبثون هذه الشبه وينشرونها وربما تصل الى مسامع الناس كما نسمع من وقت لاخر من يكفر المسلمين عامة او منذ عهد الدولة الاموية الى هذا الزمان يرميهم بالكفر والخروج عن الاسلام الى اخر تلك الترهات العظيمة وربما لبسوا ببعض الشبه وهي عند التحقيق وعند النظر الصحيح شبه ساقطة لا عبرة بها لكن لكل ساقطة كما قالوا في الحي لاقطة. الشبه في هذا الزمان تؤثر تأثيرا كبيرا لانها يتلقفها غالبا العامة والعامة ليس عندهم رسوخ في العلم بحيث يحكمون القواعد والاصول والضوابط والادلة فيردون ما يشكل الى هذه الاصول والضوابط وبالتالي ادنى شبهة وادنى اه اشكال يسبب اه حصول زوبعة وحصول فتنة بين الناس والله المستعان. وساعدا على هذا انتشار هذه الوسائل وسائل اه الاعلام والتواصل الحديثة ادت الى اه رواج هذه الفتن وانتشارها وحصول اللبس على كثير من الناس بسببها فهذا من الامر المهم الذي ينبغي على المسلم ولا سيما على طالب العلم ان يضبطه مسائل التكفير هذا من المسائل المهمة التي ينبغي على طالب العلم في هذا الزمان ان يضبطها. حتى يسلم وحتى يكون سببا في لسلامة غيره. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا يجوز التساهل في تكفيره او تفسيقه لان في ذلك محظورين عظيمين. احدهما افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبذه به الثاني الوقوع فيما نبذ به اخاه ان كان سالما منه. ففي صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مقال اذا كفر الرجل اخاه فقد باء بها احدهما وفي رواية ان كان كما قال والا رجعت عليه. وفيه عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ومن دعا بالكفر او قال عدو الله وليس كذلك الا حار عليه هذا تنبيه من الشيخ رحمه الله الى خطورة التكفير بغير وجه حق والى خطأ التساهل فيه وعدم مراعاة اه توفر الظوابط الشرعية للتكفير وان المسألة ليست هينة ولا ينبغي ان يتناولها الانسان باطراف اصابعه الامر عظيم انت اولا تفتري على الله عز وجل لانك تحكم بان الله عز وجل قد كفر فلانا واذا كان الامر ليس كذلك فقد وقعت في امر عظيم ثم انه اذا كنت قد كفرت بغير وجه حق فانك قد تكون وقعت في اثم عظيم وفي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم ومن رأى مؤمنا بالكفر فهو كقتله فهو كقتله في صحيح البخاري اذا ارأيت قتلى المسلم بغير وجه حق هل هو امر هين هل هو قضية سهلة او على الاقل ذنب صغير او انه من اشنع الامور واعظمها واكبرها اجيبوا لا شك انه ما جاء في النصوص شيء من الاعظام والوعيد لمعصية دون الكفر مثل القتل تأمل ما جاء في النصوص تجد ان هذه اعظم جريمة بعد الشرك بالله تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه حق وليس هزلا هذه الكلمة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم والله انها لحق قال صلى الله عليه وسلم من رمى مؤمنا بالكفر فهو كقتله. الكاف ماذا تقتضي في اللغة التشبيه اذا المسألة مسألة عظيمة فمن وقع في تكفير اخيه المسلم بغير وجه حق فقد وقع في ذنب يضارع ذنب القتل على المسلم الذي يريد نجاة نفسه ان يحتاط وان يحذر وبين ايدينا هذه الاحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم. النبي صلى الله عليه وسلم يقول باء بها احدهما. رجعت اليه حار عليه وهذا امر يدلك على خطورة المقام وان المسألة ليست سهلة واهل العلم مختلفون في توجيه هذه الاحاديث وممن ومما ذهب اليه بعض اهل العلم وهو ما اختاره المؤلف رحمه الله ان معنى قوله حارت عليه او رجع اليه او باء بها احدهما انه يعاقب بان يقع في بان يقع في الكفر مستقبلا. نسأل الله السلامة والعافية. يعني هذا الذي كفر اخاه المسلم بغير وجه حق وكان مفرطا ومتسرعا في ذلك انه عقوبته انه في المستقبل يقع في ماذا في الكفر فعلى الانسان ان يحذر من هذا الامر العظيم. ولا شك ان هذا وعيد والوعيد له شروط وموانع ومن اهل العلم ولعله اقرب ان يكون من اهل العلم من قال ولعله اقرب ان معنى هذا انه حار عليه الحكم بالكفر ورجع اليه الحكم بالكفر ولكن الكفر ها هنا كفر اصغر لا اكبر. الكفر هنا كفر اصغر لا اكبر بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لاخيه فسماه النبي صلى الله عليه وسلم اخا للمحكوم عليه عند تكفيره ولو كان قد كفر كفرا اكبر لم يكن اخا للمسلم فهذه قرينة كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على ان الحكم ها هنا يراد به الكفر الاصغر وليس الكفر الاكبر على نسق ما قال صلى الله عليه وسلم في احاديث اخرى سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وما اه شاكل هذه النصوص؟ اذا الكفر ها هنا لمن كفر اخاه المسلم بغير وجه حق هو كفر اصغر لا اكبر ذلك المقام مقام عظيم فينبغي على المسلم ان يحتاط نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر او فسق ان ينظر في امرين اه هذه ضوابط التكفير نؤجلها ان شاء الله لدرس الغد الذي هو الدرس الخاتم ان شاء الله هذا الكتاب والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه