ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فنجتمع بعون الله عز وجل في هذا المجلس المبارك في هذا المسجد العظيم المبارك نتدارس رسالة عظيمة وهي من من المتون الاصيلة عند اهل السنة والجماعة بالتوحيد الا وهي رسالة الاصول الثلاثة هذه الرسالة رسالة قيمة لا غنى للمسلم عن هذه الرسالة وهي على اسمها اصول والاصول جمع اصل والاصل ما ينبني عليه غيره فالدين كل الدين مبني على هذه الاصول الثلاثة وواجب على المسلم ان يتعلم هذه الاصول وهي معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة هذه الرسالة كان الناس الى عهد قريب يتدارسونها ويحفظونها الكبير والصغير والذكر والانثى وحصل بسبب هذا ولله الحمد خير كثير فكان الايمان مستقرا في النفوس بفضل الله سبحانه وتعالى بسبب ان الايمان قد انبنى على العلم وشتان بين ايمان ومعتقد ينبني على علم راسخ ودليل ثابت وبين ايمان مبني على العادة وعلى المربى فينشأ هذا الناشئ في عقيدته بحسب ما يقال له وبحسب ما يسمعه من ممن حوله ولذا فايمان من كان حاله كذلك على خطر اذ انه يتزعزع عند الشبهات متى ما عصفت عواصف الشبه فانه يتزعزع ايمانه وربما يختل عياذا بالله اما الذي بنى ايمانه على العلم وعلى الدليل وعلى الاية والحديث فانه بتوفيق الله سبحانه يكون ذا ايمان راسخ وذا يقين مستقر وهذا هو الذي ينفع صاحبه لا سيما في زمن الفتن الذي نعيشه نحن في اخر الزمان في زمن فتن متلاطمة والذي يعين على الثبات على دين الله عز وجل بتوفيقه سبحانه هو هذا العلم الراسخ العلم بالله وبنبيه صلى الله عليه وسلم وبدين الاسلام عن دليل هذه الرسالة التي بين ايدينا هي الاصول الثلاثة وتسمى ايظا ثلاثة الاصول والمؤلف رحمه الله قد سماها بهذا وبهذا والامر في تسميتها يسير هذه الرسالة رسالة وجيزة قليلة الكلمات لكنها عظيمة النفع وتحتوي هذه الرسالة على مقدمة مضمون الرسالة وهو وهي الاصول الثلاثة وخاتمة اما المقدمة فانها تشتمل على ثلاثة امور اولا على مسائل اربع يجب على المسلم ان يتعلمها ثم ذكر المؤلف ايضا ثانيا ثلاثة مساء ثم ذكر ثانيا ثلاث مسائل ايضا يجب على المسلم ان يتعلمها ثم ذكر في خاتمة المقدمة خلاصة الملة الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام شرحها وبينها رحمه الله بكلمات وجيزة ثم بدأ في شرح الاصول الثلاثة وهي كما علمت معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة ثم ختم بخاتمة نبه فيها على بعض المسائل كالبعث وما يتعلق بالايمان باليوم الاخر و الكفر بالطاغوت هذه اطلالة وجيزة على هذه الرسالة النفيسة وانا اوصيك يا اخي رعاك الله بالاهتمام بهذه الرسالة وقراءتها بل اوصيك بحفظها فانها من اهم ما يكون ولا سيما طالب العلم عليه ان يحرص تمام الحرص على حفظ هذه الرسالة المهمة وكان علماؤنا رحمهم الله يحفظون طلابهم ويسمعونهم هذه الرسالة فلتحرص رعاك الله على دراستها وفهمها وحفظها ان استطعت بدأ المؤلف رحمه الله ب هذه المقدمة فقال بسم الله الرحمن الرحيم بدأ بالبسملة بدأ بدأ الرسالة بذكر اسم الله الرحمن الرحيم مستعينا ومتبركا ذكر اسمه تبارك وتعالى اذ بذكره جل وعلا وبذكر اسمائه وصفاته تحل البركات والخيرات وهو في هذا مقتسم بكتاب الله عز وجل فانه مفتتح بالبسملة فاول ما في المصحف بسم الله الرحمن الرحيم كذلك كان متسيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فانه كان اذا بعث رسائله استفتحها بالبسملة كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما ارسل الى هرقل عظيم الروم تلك الرسالة التي بين فيها دعوته صلى الله عليه وسلم بدأها ببسم الله الرحمن الرحيم واستقر عمل مصنفي العلوم ومؤلفي الكتب على افتتاح كتبهم ببسم الله الرحمن الرحيم قال اعلم رحمك الله اعلم هذا الفعل فعل امر يأتي به اهل العلم للتنبيه يعني تنبه فاني ساذكر لك شيئا مهما اعلم و عقب عقب رحمه الله بقوله رحمك الله دعاء من الشيخ لمن يستمعوا ولمن يقرأ كلامه رحمك الله وهذا فيه من التلطف الجميل ما فيه وهكذا ينبغي على المعلم ان يتلطف بالمتعلم وان يدعو له ولا سيما اذا كانت الدعوة تتعلق بسؤال الله عز وجل الرحمة له اعلم رحمك الله فالعلاقة بين العالم والمتعلم علاقة فيها تراحم قال اعلم رحمك الله انه يجب علينا وجوبا الواجب في الشريعة هو ما امر الله عز وجل به امرا جازما ما امر الله به امرا جازما يسمى ماذا الواجب وحكمه انه يثاب فاعله ويعاقب تاركه وان شئت فقل وصاحبه وتاركه متعرض للعقوبة يعني مستحق لها هذا حكم الواجب هذه الامور التي يذكرها الشيخ رحمه الله امور يجب علينا ان نتعلمها اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل يجب علينا جميعا يجب علينا معشر المسلمين ويجب ايضا على الكافرين يجب على الانس ويجب ايضا على الجن هذه امور لا يعذر احد بالجهل فيها لابد ان تعلمها يا رعاك الله يجب علينا تعلم تعلم يعني ان نطلب العلم في هذه الامور الاربع يجب ان نطلب العلم في هذه الامور الاربعة نتعلم لابد من ان تخصص شيئا من وقتك لهذا الامر العظيم وهو ان تتعلم وهذا الامر ممن صرف عنه كثير من الناس مع الاسف الشديد تعلم العلم النافع هذا شيء زهد منه او زهد فيه كثير من الناس مع الاسف الشديد وقل من يهتم به وكانه شأن فضلة ليس بذي شأن عند كثير من الناس مع الاسف الشديد يجب علينا تعلم اربعة او اربع مسائل المسألة الاولى العلم والعلم الذي يراد في كلام الشيخ بينه بقوله وهو معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة وهذه الامور الثلاثة التي يجب علينا العلم بها هي الاصول الثلاثة التي عقد الشيخ هذه الرسالة لبيانها هذا علم واجب لابد منه ولتعلم يا رعاك الله ان العلم ينقسم الى قسمين علم شرعي وعلم دنيوي اما العلم الشرعي فينقسم ايضا الى قسمين الى علم واجب والى علم مستحب واجب يعني لابد لك ان تتعلمه ومستحب يحسن بك ان تتعلمه اما العلم الواجب فهو علم ما اوجب الله عز وجل عليك اعتقادا وعملا الشيء الذي اوجب الله عز وجل عليك اعتقاده واوجب عليك العلم به فانه يجب عليك ان تتعلمه الله عز وجل اوجب عليك ان تصلي اذا يجب عليك ان تتعلم كيف تصلي الله عز وجل اوجب عليك ان تتطهر اذا يجب عليك ان تتعلم كيف تتطهر الله اوجب عليك ان تصوم اذا يجب عليك ان تتعلم كيف تصوم لما؟ لان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب هذا امر لا يعذر الانسان فيه الشيء الذي يقوم به دينك الواجب تعلمه واجب. هذه قضية متفق عليها بين متفق عليها بين اهل العلم لابد وجوبا ان تتعلم ما اوجب الله تعالى عليك اما العلم المستحب فهو العلم الشرعي الذي دون ذلك وهذا بالنظر الى الافراد هو مستحب في حقك وفي حقي وفي حق الاخرين لكن في مجموع الامة هذا العلم المستحب فرض كفاية يعني يجب ان يكون في الامة من يحمل هذا العلم لان به الحفاظ على هذا الدين. والحفاظ على هذا الدين فرض كفاية وفرض الكفاية اذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين اذا العلم بالشريعة لا يخلو اما ان يكون ماذا واجبا او مستحبا والواجب هو علم ما اوجب الله على العبد ذكرا كان او انثى اما العلم الدنيوي فانه يختلف الحكم فيه بحسب هذا العلم فهو من حيث الاصل مباح الاصل في العلوم الدنيوية ان تكون مباحة كعلوم الطب والهندسة والفيزياء وما الى ذلك و قد يتعلق او قد يرتبط بهذا العلم ما يصبح به محرما او يصبح به واجبا على الكفاية فاذا كان حاجة الامة قائمة الى هذا العلم اصبح فرضا كفائيا يجب ان يكون في الامة من تحصل به الكفاية في الطب والهندسة والصناعة وما الى ذلك وذلك لان هذا من الامور التي تحتاجها الامة في دينها او في دنياها وقد يتعلق بهذا العلم ما يجعله محرما كان يستعمل هذا العلم فيما حرم الله تبارك وتعالى او يكون موضوعه في الاصل محرما كعلم السحر وعلم الكهانة وعلم الموسيقى وما الى ذلك فهذه علوم موضوعها في الاصل محرم. وبالتالي فالتعلم لهذه العلوم لا يجوز هذا هو الاصل في مسألة العلم ولا شك ان العلم من اهم المهمات ونحن اذا اطلقنا العلم او اذا قرأت في النصوص كلمة العلم فالهنا عهدية والمراد العلم الشرعي علم الكتاب والسنة. علم ما انزل الله تبارك وتعالى على عباده. هذا هو العلم الذي جاء الامر به جاء الحث عليه وجاء بيان فضله وان فضل العالم على العابد كفضلي كما قال صلى الله عليه وسلم على ادناكم. كفضل النبي صلى الله عليه وسلم على ادنى العباد هذا العلم هو العلم الشرعي هو الذي من خرج في طلبه فهو في سبيل الله حتى يرجع. هذا العلم لا شك انه من الاهمية بمكان ومن الفضل بما كان ومن الثواب بما كان فلا ينبغي عليك يا عبد الله ان تزهد فيه فلينبغي عليك ان تحرص عليه تمام الحرص وهذا كما اسلفت مما قل الاهتمام به مع الاسف الشديد ولذلك انظر الى امر من اهم الامور التي اوجبها الله عز وجل علينا. بل هو اهم الامور على الاطلاق بعد التوحيد. الا وهو الصلاة قضية واجبة على كل مسلم ومسلمة في كل حال وفي كل وقت يعني في اليوم يجب عليك ان تصلي خمس مرات قضية مهمة ومع ذلك اين في مجموع المسلمين اولئك الذين جلسوا واثنوا ركبهم وخصصوا من اوقاتهم في تعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي امر بها اليس نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول صلوا كما رأيتموني اصلي. صلوا صلوا فعل ايش امر والاصل في الامر ان يقتضي الوجوب. اذا اوجب النبي صلى الله عليه وسلم على الامة ان تصلي كم اعتادت كما رأت الناس كما شاهدت اباءها وامهاتها او كما صلى هو عليه الصلاة والسلام اجيبوا يا جماعة كما صلى هو عليه الصلاة والسلام. صلوا كما رأيتموني اصلي. طيب كيف بنا او كيف لنا ان نصل الى معرفة صلاة صلى الله عليه وسلم حتى نؤدي هذا الواجب الجواب عن طريق التعلم ان نتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من اقل الاشياء ان تجد شخصا يبحث عن كتاب يشرح كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم او يأتي الى عالم او الى طالب علم ويقول علمني صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. هذا شيء قليل تجد الشخص يبلغ من العمر خمسين او ستين او سبعين سنة وهو ما تحرك في نفسه دافع الى ان يتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مع الاسف الشديد. مع ان عنده استعدادا لان يقرأ اي شيء يمكن يقرأ صحيفة من اولها الى اخرها. يمكن يقرأ مجلة من اولها الى اخرها. لكن ان يكون عنده دافع لان يتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قليل من الناس مع الاسف الشديد من يهتم به ولذا كم تقع من الاخطاء في صلاة الناس مع الاسف الشديد والسبب انهم ما حرصوا على التعلم وكم يضيع عليهم من الاجور تأمل في هذا الحديث يا رعاك الله قال صلى الله عليه وسلم من توضأ كما امر وصلى كما امر غفر له ما تقدم من عمل انتبه توضأ ولكن هناك قيد وهو كما امر. ممن من الذي امر الرسول صلى الله عليه وسلم هو الامر في هذه الامة. من من توضأ كما امر النبي صلى الله عليه وسلم وكما علم وصلى ايضا ماذا كما امر. النتيجة غفر له ما تقدم من عمل من الذي لا يطلب هذا الفضل العظيم؟ وهو ان يغفر الله عز وجل لك ما تقدم من ذنوبك ومعاصيك والامر يسير هو ان تؤدي هذه الصلاة طهارة وصلاة تؤديها وفق ما امر النبي صلى الله عليه وسلم. وكما جاء في سنته عليه الصلاة والسلام والسبب يسير وسهل وهو ان تتعلم. اذا هذا امر لا بد منه وهو ان تتعلم يا رعاك الله ان تتعلم ما يتعلق بربنا جل وعلا بمعرفة ما له من الاسماء والصفات ولا وما له من الحق على العباد وما حق الله عز وجل على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ان يعلم ما امر الله عز وجل به وما نهى الله تعالى عنه. اذا يجب علينا العلم وهو معرفة الله. معرفة الله تكون بمعرفة اسمائه وصفاته ومعرفة حقه على العباد ومعرفة حدود ما انزل الله على العباد. اذا عندنا ثلاثة عندنا ثلاثة امور. ان نعرف ربنا جل وعلا باسماء وصفاته وهذا لب الايمان واصل الاصول كيف تعبد من تجهل كيف تعبد من تجهل انت اذا علمت ربك تبارك وتعالى فانك تعبده على الوجه الصحيح بمعنى معرفتك بمن تحب تجعلك تحبه معرفتك بمن تعظم تجعلك تعظمه. معرفتك بمن تخاف تجعلك تخافه وهكذا اذا كل هذه التعبدات فرع عن ماذا عن العلم. لو قيل لنا اعبدوا ربا لا تعرفوا عنه شيئا اعبدوا ربا لا تعبدوا لا تعرفون عنه شيئا اعبدوه بالحب والخوف والرجاة والاخبات والدعاء الى غير ذلك. ولكن انتم لا تعرفون عنه شيئا هل هذا ممكن غير ممكن هذا من تكليف ما لا يطاق اذا لا يمكن ان تعبد الله تبارك وتعالى حتى تعرفه سبحانه وتعالى. فتعرف اسمائه وتعرف صفاته جلاله ونعوت جماله تبارك وتعالى ثم ان تعرف حقه على العباد وهو ما الاصل الذي خلق الله عز وجل الخلق من اجله وهو عبادته وحده لا شريك له هذا امر لا بد ان تعرفه لا بد ان تعرف كيف تتعبد للباري تبارك وتعالى سواء اكانت عبوديات باطنة او كانت عبوديات ظاهرة ظاهرة يعني تكون بالجوارح وتكون باللسان باطنة يعني تقوم بالقلب الامر الثالث ان تعلم وتعرف حدود ما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وامر به عباده يعني تعرف الحلال وتعرف الحرام. الله جل وعلا جعل لعباده حدودا. يجب ان يقفوا عندها. فعلا وتركا فاذا اردت ان تبيع او تشتري او تتزوج او تطلق او تأتي او تذر يجب عليك ان تعلم حدود ما انزل الله على رسوله. فهناك امور اباحها الله لك ان تأتيها. هناك امور حرمها الله يجب عليك ان تنتهي عنها. وهذا لا يمكن ان تصل الى ادائه الا من خلال ماذا من خلال العلم. اذا هذا هو الامر الاول معرفة الله تبارك وتعالى ثانيا معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم الا وهو نبينا الكريم محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي المكي ثم المدني صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي اخرجنا الله به من الظلام الى النور من الغواية الى الهداية من الضلالة الى نور الحق هذا النبي صلى الله عليه وسلم لابد ان تعرفه تعرف اسمه وتعرف نسبه وتعرف سيرته وتعرف شمائله وتعرف دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام. حتى ترضى به صلى الله عليه وسلم نبي وبذلك تصل الى مرحلة ان تذوق طعم الايمان. قال صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. كيف تصل الى الايمان به؟ بل الى الدرجة الاعلى وهي ان به نبيا وانت تجهله وانت تجهل سيرته وانت تجهل شمائله وانت تجهل ايضا دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. ولا سيما في هذا العصر كما اسلفت فان هذا العصر هو عصر الشبه وعصر التشكيك لا سيما مع انتشار هذه الوسائل العصرية في التواصل عن طريق الشبكة وعن طريق غيرها. هناك مشككون في النبي صلى الله عليه وسلم في دينه في رسالته فيما جاء به من عند الله عز وجل من الوحي هذا كله يحتاج منك معه الى ان تكون على علم بشمائله صلى الله عليه وسلم وبدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. حتى تكون في حماية وحرز بتوفيق الله من الوقوع في هذا التشكيك الامر الثالث معرفة دين الاسلام بالادلة ولاحظ كلمة بالادلة هنا هذا هو الايمان الذي ينفع غاية النفع ان يكون عندك معرفة بالاسلام عن طريق ماذا الدليل بعكس ديني وايماني المقلد الذي هو امعة فعلى مقلده فعل ترك مقلده ترك وهذا مع الاسف الشديد ليس بالايمان الراسخ الجازم ايمان المقلد تقليدا محضا ايمان غير راسخ انما يكون الايمان راسخا جملة وتفصيلا اذا كان عن علم بالدليل. اذا لابد من معرفة دين الاسلام بالادلة لاحظ ان الشيخ رحمه الله عرف العلم بالمعرفة فقال المسألة الاولى العلم وهو معرفة لاحظ العلم عرفه بماذا بالمعرفة فهل العلم هو المعرفة او بينهما عموم وخصوص المسألة فيها بحث طويل عند علماء اللغة ويبحث هذه المسألة ايضا علماء الاصول منهم من قال ان العلم هو المعرفة وهذا يبدو انه مما يرجحه المؤلف رحمه الله يعني انهما لفظان مترادفان ومنهم من قال ان المعرفة اخص من العلم فالعلم اعم والمعرفة اخص وعلى كل حال هذه الدقائق ليست من محل البحث في هذه اه الرسالة الوجيزة هذا هذا هو الامر الثاني. قال المسألة الثانية العمل به بعد ان تعلم لابد من خطوة ثانية العلم وحده خطوة غير كافية في النجاة لا يمكن ان تنجو بالعلم فقط بل لابد من العمل به فعمل بلا علم لا ينفع وعلم لا عمل معه لا ينفع اذا هما امران متلازمان العلم الذي يتبعه العمل علم بلا عمل لا ينفع عمل بلا علم لا ينفع ولذا كان اليهود مغضوبا عليهم لم لان عندهم علم وليس عندهم وليس عندهم عمل وكان النصارى ضالين لان عندهم عمل وليس عندهم علم وكان اهل الهداية من هذه الامة مهتدين لاجل انهم جمعوا ماذا بين العلم والعمل اذا لا بد من العمل لابد بعد ان تعلم ان تعمل والا فانك ما استفدت شيئا بل اضحى العلم حجة عليك بل ربما صار العلم وبالا عليك اذا لا يمكن ان تؤدي زكاة هذا العلم وتخرج من عهدته الا بان تعمل به فاضحى العلم له زكاة وهي العمل به اذا لابد من العمل بعد العلم الامر الثالث الدعوة اليه اذا اتاك الله عز وجل علما وعملت به فقد كملت نفسك فبقي عليك ان تكمل غيرك وذلك بالدعوة اليه. اذا الامر الثالث الذي علينا ان نتعلمه الدعوة ان نتعلم الدعوة الى العلم الذي تعلمناه وعملنا به والاسلام دين محبة دين يعلم اتباعه ان يحب الانسان لاخيه ما يحب لنفسه ليس دينا يدعو الى الاثرة او الى ما يسمونه الانانية المهم نفسي المهم ان انجو واما غيري فلا اكترث. ولا يهمني ذلك هذا خلق بعيد عن خلق الاسلام. الاسلام يدعوك الى ان تنجو تحرص على نجاة نفسك وان تجدي بما وان تجذب معك وتنجو باخوانك هذا الذي يعلمك اياه الاسلام ولذلك امر الله عز وجل بالدعوة وامر الله بالامر بالمعروف وامر الله او اوجب الله عن المنكر وكل ذلك يدل على انه لابد للمسلم بعد ان يعلم وبعد ان يعمل ان يجتهد في الدعوة والدعوة تشمل دعوة الموافق ودعوة المخالف. دعوة المسلم ودعوة الكافر دعوة المستقيم بالتذكير والحث على الثبات ودعوة من هو على غير الطريق المستقيم بان يعود ويؤوب ويتوب اذا الدعوة قضية عامة لابد منها لكل مسلم. الدعوة ليست مختصة بطائفة معينة هم موظفون ويأخذون اجورا على الدعوة او مختصون بوظيفة الحسبة او هم المعلمون هذه قضية واجبة على كل انسان حتى العاصي؟ نعم حتى العاصي حتى المقصر نعم حتى المقصر. حتى الشخص الذي يعاقر معصية والاخر بجانبه يعاقر معصية ايضا على هذا العاصي ان ينصح الاخر وان لم ينصحوا فانه مستحق للعقوبة مرتين على معصية على معصيته التي وقع وعلى عدم انكاره على اخيه انظر الى خطورة المسألة اذا لابد يا رعاك الله من الاجتهاد في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ولكن لا يمكن ان تدعو الا بعلم وهذه قضية تحتاج الى تفصيل. بعض الناس يقول كيف ادعو وانا جاهل وبعض الناس يقول انا اتصدر للدعوة ولو كنت ما حصلت علما لان الدعوة امر واجبة لان الدعوة امر واجب والحق هو في التفصيل اما التصدي للدعوة فانه يلزمه تحصيل قدر من العلم يمكن لهذا التصدر الذي يتصدر للدعوة ويجلس لعامة الناس ويوجه ويتكلم وربما افتى هذا لابد ان يجلس للعلم ويتعلم اولا اما الدعوة بمعنى انه علم شيئا من الدين فعليه ان يبلغه هذا لا يحتاج ان يصل فيه الى درجة عالم ومجتهد حتى يصل اليه. قال صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ماذا ولو اية اية تعلمها وهذا الشرط انك ما تدعو الى اية تجهلها لابد ان تكون تعلمها تعلمت لا اله الا الله ومعناها وشروطها ونواقضها اذا لا بد ان تعلم هذا الامر لابد ان تدعو اليه ولو كنت جاهلا في تفاصيل اخرى تعلمت كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ تعلمت احكام نواقض الطهارة تعلمت صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا في امور اخرى هذا القدر ادعوا اليه ولا تدعوا الى قدر انت فيه جاهل بلغوا عني ولو ولو اية كما قال صلى الله عليه وسلم. نعم الامر الرابع قال الرابعة الصبر على الاذى فيه. العلم لابد فيه من الصبر والعمل لا بد فيه من الصبر والدعوة لا بد فيها من الصبر اذا الصبر زاد محرك معين على تحقيق الامور التي سلفت لا يمكن ان تعلم او تتعلم حتى تكون صابرا وهذه ميزة يفرق بها بين طالب العلم وغيره ميزة طالب العلم على غيره ان عنده صبرا وعنده جلدا. ولذلك يصبر على التعلم حتى يحوز قدرا كبيرا منه كذلك العمل يحتاج الى صبر يحتاج الى صبر اولا في تعلمه وثانيا في تطبيقه وادائه على الوجه المطلوب وليس ان يؤديه كيفما اتفق او كأنه هم على ظهره يريد ان يتخلص منه يحتاج هذا الامر الى صبر ثم يحتاج ثالثا الى صبر عن الوقوع فيما يفسده الان هذا عمل طاعة واداها كما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هو الان قد حاز قدرا من الربح هذا الربح يحتاج الى ان تحافظ عليه كيف تحافظ عليه الا تأتي بعده بما ينقص هذا الربح يعني ينقص هذا الاجر بمعنى الا يأتي بمعاص تذهب او تضعف الثواب وهذا من الامور التي قل ان يتنبه اليها الناس فانه كما ان الحسنات لها اثر على السيئات تكفيرا فكذلك السيئات لها اثر على الحسنات احباطا انتبه لهذه القاعدة. كما ان للحسنات تأثيرا في السيئات تكفيرا فكذلك للسيئات في الحسنات تأثيرا احباطا كما ان الحسنة المتأخرة تؤثر في تكفير السيئة المتقدمة فالعكس ايضا صحيح كذلك السيئة المتأخرة قد تؤثر في حبوط او انقاص اجر حسنة متقدمة ولذا امر الله عز وجل بالحفاظ على الاعمال فقال ولا تبطلوا اعمالكم. قال السلف رحمهم الله بالمعاصي فالمعاصي قد تكون سببا في ابطال الثواب او انقاص الاجر اذا هذا يحتاج الى ماذا يحتاج الى صبر يحتاج ايضا الى صبر رابع وهو الصبر على كتمان العمل هذا امر يحتاج الى حبس والى مجاهدة للنفس بعض الناس يجتهد في العمل الصالح ويؤديه ولكن لا يصبر على كتمانه بل يحرص على ان يشيع انه قد عمل وهذا الذي يؤدي الى آآ اضعاف الثواب او ابطاله هذا من التسميع ومن سمع سمع الله به كما قال صلى الله عليه وسلم يعمل يقوم الليل مثلا فاذا اصبح تجد انه يتطلع الى ان يجد فرصة ليخبر زميله بانه قد قام الليل بالامس او يتصدق سرا ولكنه آآ عند ادنى مناسبة تجد انه يشير الى انه بالامس قد تصدق مع ان المسلم ينبغي عليه كما انه يحرص على كتمان سيئاته وعدم اشاعتها الذي ينبغي في حقه ايضا ان يحرص على كتمان حسنته فشتان بين الديوانين ديوان العلانية وديوان السر احرص على ان تكون حسناتك في ديوان السر ما استطعت الا ان يكون هذا العمل مما امر الله عز وجل باعلانه كصلاة الجماعة او الحج مثلا اذا هذا هو الامر الذي يجب عليك ان تتنبه له. الصبر على العلم الصبر على العمل الصبر على الى الله عز وجل الصبر على تعليم الناس الصبر على الامر بالمعروف الصبر على النهي عن المنكر وهذا لا بد منه لا يمكن ان تأتي بما امر الله عز وجل عليك من الدعوة والبيان والبلاغ والامر والنهي الا اذا تسلحت بالصبر ولذا امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الامر العظيم فقال فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل لا يمكن للداعية واعلى درجات الدعاة على الاطلاق هم هم انبياء الله ورسله وصفوتهم هم اولو العزم الخمسة الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام هؤلاء كانوا اهل صبر عظيم. ولذا سموا اولي العزم اذا لا يمكن ان تقوم بهذا الواجب وهو الدعوة والامر والنهي الا اذا تسلحت بالصبر. فان الامر لا يخلو من مشقة ولا يخلو من كلام ولا يخلو من مشاغبة ولا يخلو من مضايقة ولا يمكن ان آآ ليكون الطريق كما يقال مفروشا بالورد بل لابد من شوك ويتحمله الانسان في ذات الله تبارك وتعالى فيصبر ويصابر ويبالغ ايضا في حبس النفس عن فعل ما لا ينبغي حتى يحقق ما امر الله عز وجل ويفوز بما اوجب سبحانه وتعالى وما احسن ما قال صلى الله عليه وسلم وما اعطي عبد عطاء خيرا ولا افضل من الصبر. خير ما تعطاه يا عبد الله ان يرزقك الله عز وجل الصبر صبر على طاعة الله صبر عن معصية الله صبر على اقدار الله المؤلمة. هذه انواع الصبر التي اوجب الله تبارك وتعالى اوجبها الله تبارك وتعالى على عباده. نعم قال والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذه السورة العظيمة الكلام فيها كثير والفوائد المستفادة منها جمة ولاحظ اولا ان الشيخ يقول والدليل قوله تعالى يعلمنا ان لا نقبل شيئا الا بماذا الا بدليله تعود تعود في امور دينك على ان لا تأخذ الشيء الا مدعوما بماذا بالدليل لان الله عز وجل امرك بهذا ما امرك باتباع اي شيء اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. هذا الذي اوجبه الله عليك ما امر الله عز وجل باتباع كلام الناس وباتباع عقولهم وباتباع عوائدهم انما امر الله باتباع ما نزل من السماء ما نزل من عنده تبارك وتعالى على انبيائه ورسله وقاموا بدعوة الناس اليه ونبينا الذي امرنا الله باتباعه هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اذا لابد من الدليل في كل صغير وكبير. اذا قيل لك هذه سنة هذا هذا امر محبوب. هذا امر يحبه الله. انت مثاب اذا فعلته قل مباشرة. الدليل. ان كان هناك دليل فعلى الرأس وعلى العين وان لم يكن هناك دليل فقل لا حاجة لي به لابد ان يكون هناك دليل في كل خطوة تخطوها في طريق عبوديتك وطريق وصولك الى الله تبارك وتعالى او الى رحمته لابد ان تكون طلابا للدليل. قال والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر اقسم الله تبارك وتعالى بالعصر. واختلف المفسرون اختلافا طويلا في تفسير كلمة العصر هنا قيل ان العصر هو الدهر يعني الزمان وقيل ان العصر هو وقت العصر وقيل ان العصر هو صلاة العصر. الى اخر ما قيل والصواب في هذا والله تعالى اعلم ان العصر هو الزمان يعني الدهر اقسم الله تبارك وتعالى به تفخيما لامره. لما؟ لانه هو محل النجاة او الخسارة الوقت من اعظم النعم التي انعم الله عز وجل بها عليك. لانك اذ اذا استثمرته فانك تكون من اهل النجاة والا تكون من اهل الخسارة ولاحظ يا رعاك الله ان الله عز وجل اقسم بالعصر وهو مخلوق والله عز وجل له ان يقسم بما شاء من خلقه تعظيما لهذا المخلوق الله عز وجل اذا اقسم بمخلوق كالعصر كالسماء ذات البروج كالسماء والطارق. الى غير ذلك فان الله عز وجل له ان يقسم من خلقه بما يشاء. ولكن المخلوق ليس له ان يخلق ليس له ان يحلف او يقسم الا بالله تبارك وتعالى. لما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت اذا اردت الحلف عندك طريق واحدة فقط ان تحلف بالله او لا حلف ليس في الاسلام حلف الا بالعظيم تبارك وتعالى واما سواه فلا يجوز الحلف به بل الحلف بغيره تبارك وتعالى شرك بالله. قال صلى الله عليه وسلم فيما خرج احمد احمد وغيره باسناد صحيح. من كمن حلف بغير الله فقد كفر او اشرك اذا لا يجوز الحلف الا بالله تبارك وتعالى. قال والعصر ما جواب القسم ان الانسان لفي خسر. الانسان هنا المراد به جنس الانسان. يعني كانه قال ان الناس لفي خسر. بدليل الدليل على انه اراد جنس الانسان يعني جميع الناس انه استثنى فقال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الاستثناء كما يقولون معيار العموم. اذا الناس كلهم حكم الله عز وجل انه في خسارة وصدق الله الناس كلهم في خسارة باستثناء من سمى الله عز وجل وذكر والخسارة نوعان قد تكون خسارة مطلقة وهذه للكفار عافاني الله واياكم منهم الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة. نسأل الله عز وجل العافية من حالهم هؤلاء لهم الخسارة المطلقة وهناك خسارة جزئية خسارة نسبية وهي خسارة العصاة خسارة اهل الكبائر الذين ما تاب الله عز وجل عليهم وما غفر الله تبارك وتعالى لهم فان هؤلاء لهم خسارة ولكنها ليست خسارة مطلقة لانهم ان لم يعفوا الله عز وجل عنهم فانهم سيعذبون وسينالهم من من غضب الله عز وجل وناره عافاني الله واياكم. فقد تحقق في حقهم ان لهم خسارة لكن ليست خسارة ماذا ليست خسارة تامة او خسارة مطلقة ثم استثنى الله عز وجل استثنى من؟ استثنى اهل المسائل الاربعة السابقة الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. هؤلاء الذين حققوا الامور الاربعة يقابلون او هذه الامور الاربعة المسائل الاربعة السابقة العلم يقابله ماذا الايمان لماذا قال العلماء لان الايمان مستلزم للعلم يعني العلم لازمه الايمان فذكر سبحانه وتعالى المستلزم وهو الايمان لانه لا يمكن ان يكون هناك ايمان البتة الا بعلم كيف يمكن ان تعبد الله عز وجل اذا كنت لا تعلم هذا المعبود؟ اذا كنت لا تعلم الرسالة ولا تعلم الرسول ولا تعلم تفاصيل هذا الدين لا يمكن ان تكون مؤمنا الا بقدر من العلم. اذا العلم لازمه ماذا الايمان. اذا اشار سبحانه وتعالى الى هذه المسألة الاولى بقوله الا الذين امنوا المسألة الاولى ما هي العلم يقابلها في الاية الا الذين امنوا باي دلالة قال العلماء بدلالة اللزوم طيب الا الذين امنوا ثم قال وعملوا الصالحات هذه المسألة الثانية وهي العمل به العمل بالعلم ثم قال وتواصوا بالحق التواصي بالحق هو المسألة الثالثة وهي الدعوة اليه الامر الرابع وتواصوا بالصبر هي المسألة الرابعة وهي الصبر على الاذى فيه. ولاحظ معي ان المذكورة في هذه السورة العظيمة فيه ذكر عموم وخصوص قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات مع ان الايمان في الشريعة يتضمن ماذا العمل الصالح الذي دل عليه الكتاب والسنة واجماع العلماء ان الايمان مكون من ثلاثة امور من اعتقاد قلبي ومن آآ قول لساني ومن عمل بالجوارح. طيب كيف هنا يقول وعملوا الصالحات والعطف يقتضي المغايرة الجواب ان العطف لا يقتضي الموايرة في كل حال بل هناك احوال لا يكون فيها العطف بالواو يقتضي المغايرة ومنها هذه الحال. قال العلماء هذا من باب عطف الخاص ها على العام العطف الخاص على العام يعني عطف البعض على الكل من باب عطف البعض على الكل كما في قوله تبارك وتعالى حافظوا على الصلوات ماذا والصلاة الوسطى. طيب اليست الصلاة الوسطى من الصلوات نعم ولكن ذكر البعض بعد الكل تنبيها على البعض تنبيها على هذا البعض. اذا الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. طيب وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. اليس التواصي بالحق؟ والتواصي صبر من العمل الصالح اذا لماذا عطفه عليه كما قلنا انفا من باب عطف الخاص بعد بعد العام او باب ذكر البعض بعد من باب ذكر البعض بعد الكل. نعم. يقول قال الشافعي رحمه الله هو الامام العظيم الامام محمد ابن ادريس الشافعي رحمه الله وهو احد الائمة الاربعة واقربهم نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد سنة خمسين ومئة للهجرة وتوفي سنة اربع ومئتين للهجرة هذا الامام الجليل علق على هذه السورة تعليقا عظيما قال لو ما انزل الله حجة على عباده الا هذه السورة لكفته مراده رحمه الله انه في باب العلم والعمل والدعوة والصبر لو ما انزل الله في هذا الباب الا هذه السورة لكفتهم. ليس مراده ان هذه السورة تكفي عن الدين كله في شرائعه جميعا. وعباداته جميعا في الصلاة والزكاة والحج هذه السورة ليس اه مذكورا فيها هذا الامر. انما مراده حجة في ماذا؟ في هذه المسائل المهمة الاربعة وهي العلم والعمل. والدعوة والصبر اذا مراده هو هذا رحمه الله. وجاء عنه رواية في هذه في هذا الاثر وهو اقرب الى آآ يعني اقرب الى المعقول واقرب الى المفهوم وهو انه قال لو تدبر الناس في هذه السورة لكفتهم لو تدبر الناس في هذه السورة لكفتهم. لانها عند التأمل تدل على الدين كله. اما بدلالة المطابقة واما بدلالة تظمن واما بدلالة اللزوم. نعم نختم بكلمة البخاري رحمه الله الامام البخاري هو الامام الجليل محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم البخاري المولود سنة اربع وتسعين ومئة والمتوفى سنة ست وخمسين ومئتين. صاحب الكتاب العظيم كتاب صحيح البخاري. الذي هو اصح الكتب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاطلاق هذا الامام الجليل بوب بابا يعني ذكر بابا في كتابه الصحيح. قال فيه باب العلم قبل القول والعمل والدليل انظر هنا تعليم ايضا الامام البخاري لنا ان نأخذ العلم بماذا بدليله نأخذ الفائدة بدليلها. قال والدليل؟ قوله تعالى فاعلم لاحظ ان الامر جاء بماذا بالعلم فاعلم انه لا اله الا الله ثم عطف على هذا بماذا بالعمل بالعمل اللساني قال واستغفر لذنبك وللمؤمنين. اذا بدأ الله تبارك وتعالى اولا بالعلم ثم ثنى بماذا ثنى بالعمل اذا العلم قبل القول والعمل لعل في هذا القدر كفاية واسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق للدعوة والصبر والاخلاص في القول والعمل وان يوفقنا لطاعته وان يستعملنا في مراضيه. ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان والسلام عليكم ورحمة الله