بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الاصول الثلاثة اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار الدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا اليه العون رسولا. فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا الى ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله اشار في هذه المقدمة الثانية في هذا المتن العظيم الذي هو ثلاثة الاصول اشار الى انه يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلم هذه المسائل الثلاث التي سيأتي ذكرها وان يعمل بهن هذا امر واجب عيني على كل مسلم ومسلمة ومن تأمل في هذه المسائل التي اوردها الشيخ رحمه الله يدرك انها حرية بذلك بل الشأن فيها ارفع من كونها واجبة فهذا الذي ذكره الشيخ من اصول الايمان ومن معاقد الدين ومما لا يصح الاسلام الا باعتقاده والعمل به مسائل ثلاث ومر معنا في درس الامس مسائل اربعة اذا اضحى ما اتحفنا به المؤلف رحمه الله اضحى سبع مسائل يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلمها المسائل التي وجبت او تعلمنا وجوبها امس هي العلم والعمل والدعوة والصبر على الاذى اما هذه المسائل فالشأن فيها ادق والبحث فيها اخص المسألة الاولى يجب عليك يا عبد الله ان تعلم ان الله عز وجل خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا الله عز وجل هو الخالق هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض ولا يوجد موجود الا وهو احد امرين اما ان يكون خالقا او مخلوقا والخالق هو الله عز وجل وحده وما سواه فمخلوق وهو الرازق جل وعلا هو الذي ينعم على عباده ويتفضل عليهم بالرزق فالرزق صفة له سبحانه وتعالى فلا احد يرزق سواه جل وعلا اذا الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا ايحسب الانسان ان يترك سدى قال السلف رحمهم الله لا يؤمر ولا ينهى هذا عبث ينزه الله تبارك وتعالى عنه افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله يتعالى الله عز وجل عن هذا الظن بل هذا هو ظن المشركين الكفار ذلك ظن الذين كفروا اما المؤمن فانه يعلم ان الله تبارك وتعالى ما خلق هذا الخلق عبثا ولا خلق هذا الخلق سدى انما خلق الخلق لحكمة عظيمة ونحن معاشر المسلمين نؤمن ان الله تبارك وتعالى متصف بالحكمة حكمة يفعل الله عز وجل لاجلها ويقدر لاجلها ويخلق لاجلها ويشرع لاجلها حكمة بالغة له تبارك وتعالى الله عز وجل اذا خلق واذا فعل واذا قدر واذا شرع فانما كان هذا منه لحكمة يحبها تبارك وتعالى فالله موصوف بالحكمة وهو الحكيم يعني ذو الحكمة ينزه جل وعلا عن ان يكون شيء منه عن عبث هذا يتعالى ويتنزه عنه تبارك وتعالى اذا الله عز وجل خلق الخلق لحكمة فما هي هذه الحكمة هذه الحكمة هي الحق وخلق الله السماوات والارض بالحق الله عز وجل اراد ان يكون الحق وما هو هذا الحق هذا الحق هو غاية مرادة من العباد وغاية مرادة بالعباد اذا انتبه الغاية من خلق الناس تحقيق امرين قال اهل العلم هما امران غاية مرادة من العباد وغاية مرادة بالعباد اما الغاية المرادة من العباد فانها عبادة الله عز وجل وحده قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال سبحانه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما اذا يتلخص لنا ان الغاية من العباد غاية مطلوبة من العباد هي تحقيق معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته ثم عبادته تبارك وتعالى لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما لتعلموا هذه اللام ما هي لام الحكمة التي يسميها علماء اللغة لام التعليل فالله عز وجل خلق الخلق لاجل ان يعرفوه تبارك وتعالى باسمائه وصفاته لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما اما الغاية التي تتبع هذه فهي القيام بالعبودية لله تبارك وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اما الغاية المرادة بالعباد الشيء الذي اراده الله تبارك وتعالى بالعباد فهو جزاؤهم يجازيهم تبارك وتعالى على الحسنات بفضله ويجازيهم على السيئات بعدله اما فضله فهو الجنة ونعيمها وما يتبع ذلك واما جزاؤه بالعدل فهو النار والعذاب عافاني الله واياكم من ذلك اذا الخلاصة التي نصل اليها ان الغاية من خلق الخلق هي ماذا امران غاية مرادة من العباد وهي ان يعرفوه ثم يعبدوه وحده لا شريك له واما الغاية المرادة بهم فهي ماذا جزاؤهم عدلا او فضلا الفضل جزاء لماذا للحسنات للايمان للتوحيد والعدل جزاء للسيئات والكفر به سبحانه وتعالى ومحادته ومحادة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت اذا هذا هو الذي خلق الله عز وجل الخلق من اجله قال رحمه الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هم لا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار الله عز وجل من رحمته سبحانه وتعالى ارسل الرسل وانزل الكتب لكي يكون هؤلاء الرسل وسائط بين العباد وبين الله تبارك وتعالى فيعرفون العباد اولا بالله عز وجل ويعرفونهم ثانيا بما يحب وبما يكره يعني يعرفونهم بالوسيلة التي توصل اليه تبارك وتعالى ثم يعرفونهم ثالثا بالجزاء ان اطاعوا ماذا لهم وان عصوا ماذا عليهم اذا تتلخص وظيفة الرسل الذين ارسلهم الله تبارك وتعالى في هذه الامور الثلاثة تعريف العباد بربهم تبارك وتعالى ثانيا تعريفهم بالطريق الموصلة اليه جل وعلا ماذا يحب فيعملون وماذا يبغض فيجتنبون والامر الثالث تعريف العباد بجزائهم ان اطاعوا او عصوا هذه خلاصة دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ثم استدل على هذا بقوله جل وعلا انا ارسلنا اه ايش العين يا غدا انا ارسلنا اليكم رسولا اقرأ والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا الله عز وجل لم يكن بعثته لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم شيئا جديدا منه تبارك وتعالى بل هذه سنته في خلقه من قبل لم يزل الله عز وجل يبعث الرسل لاجل تحقيق الغاية التي ارادها تبارك وتعالى من الخلق قل ما كنت بدعا من الرسل ولقد بعثنا في كل امة رسولا اذا الله عز وجل بعث نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم كما بعث الانبياء قبله ومن اولئك نبي الله وكليمه موسى عليه السلام. فما ارسلنا الى فرعون رسولا هو موسى عليه السلام ماذا كانت النتيجة كانت النتيجة ان عصى هو وقومه فاخذناه اخذا وبيلا اخذه الله عز وجل اخذا شديدا وعذبه سبحانه عذابا عظيما النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب اذا هذا الذي حصل لمن كفر بالله عز وجل وهو فرعون وقومه سيحصل لمن عصى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وابى الانقياد له من لم يرفع رأسا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فانه جدير وحقيق بان يصيبه ما اصاب من عصى من قبل فرعون ومن كان على شاكلته فلتعلم يا عبد الله ذلك الامر عظيم هذه قضية يجب ان تكون نصب عيني كل انسان الله ما خلقنا لنأكل وما خلقنا لنشرب وما خلقنا نشتغل بالوظائف والاعمال الله عز وجل خلقنا لاجل طاعته تبارك وتعالى فلا يجوز ان تكون هذه الحكمة العظيمة غائبة عن العباد هذه القضية يجب ان تكون في اس اهتمامك وفي اساس تفكيرك يا عبد الله خلقك الله عز وجل وامدك بالنعم ورباك تربية ايمانية وتربية حسية كل ذلك لتحقيق عبودية الله تبارك وتعالى. اذا في كل خطوة تخطوها في هذه الحياة يجب ان تستحضر هذا الامر فتكون افعالك وتكون حركاتك وسكناتك كلها منطلقة من هذا الاصل الذي انت مستيقن به. انك عبد لله عز وجل انك مطيع لرسوله صلى الله عليه وسلم وينتظرك في الاخرة الجزاء اين اطعت الله واطعت رسوله صلى الله عليه وسلم فابشر بالخير انت على طريق النجاة انت من الفائزين عند الله عز وجل. وهذا هو الفوز الحقيقي. هذا هو الفوز العظيم. اما من غلبت عليه الشقوة وانصرف عن هذه الحقيقة العظيمة فليبشر بما يسوؤه فاخذناه اخذا وبيلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا هذه المسألة الثانية وهي مسألة عظيمة فتنبه لها يا عبد الله ان الله عز وجل لا يرضى بالشرك به. هذه قضية يجب ان تكون معلومة لك وقضية الاولى يجب ان تعلم ان الله خلقنا لغاية عظيمة وهي غاية مرادة بنا وغاية مرادة منا الغاية المرادة منا ان نعبد الله عز وجل والغاية المرادة بنا ان نجازى على اعمالنا الحقيقة الثانية والمسألة الثانية الله عز وجل لا يرضى الشرك به سبحانه وتعالى فالشرك مبغوض لله سبحانه اشد البوط منه تبارك وتعالى هو للشرك به سبحانه وتعالى الله عز وجل اغنى الشركاء عن الشرك فمن اشرك مع الله تبارك وتعالى شيئا فان الله عز وجل يتركه وما اشرك الشرك بالله عز وجل هو جعل غير الله عز وجل عدلا لله سبحانه وتعالى بمعنى ان يجعل غير الله سبحانه وتعالى ان يجعل له شيئا مما يختص به سبحانه وتعالى وما يختص به جل وعلا ثلاثة امور الربوبية والاسماء والصفات والالوهية الربوبية شيء اختص الله تبارك وتعالى به فالخلق والرزق والتدبير وما الى هذه المعاني شيء اختص الله تبارك وتعالى به فمن جعل غير الله عز وجل شريكا مشاركا مضارعا لله عز وجل في شيء من معاني الربوبية فانه يكون قد وقع في الشرك الامر الثاني الاسماء والصفات لله عز وجل اسماء وصفات اختص بها فمن جعل هذه الصفات لله عز وجل لغيره سبحانه وتعالى فقد اشرك مع الله تبارك وتعالى. من قال ان غير الله عز وجل مثل الله هو الاول وهو الاخر وهو الظاهر وهو الباطن. نقول قد وقع في ماذا في الشرك بالله عز وجل رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته ماذا هل تعلم له سمية؟ ليس هناك سمي لله. يعني ليس هناك كفؤ لله عز وجل ولا نظير لله عز وجل. اذا من جعل شيئا مما اختص الله عز وجل به من الصفات لغيره فقد اشرك بالله عز وجل الامر الثالث الشرك مع الله عز وجل في الامر العظيم الذي اختص به ثالثا وهو عبادته جل وعلا العبادة حق لله خالص لا يجوز البتة ان تكون عبادة لغير الله سبحانه وتعالى. فمن جعل غير الله معبودا فقد اشرك مع الله سبحانه هذا الشرك الله لا يرضاه الله لا يحبه الله يغضب على من فعله وعلى من وقع في هذا الامر ان يكون من هذه القضية على ذكر. انتبه الله لا يرضى ان يشرك معه غيره حتى لو كان نبيا مرسلا او ملكا مقربا وبالتالي فمن دونهم من باب اولى. اذا كان الله لا يرضى ان يشرك معه في عبادته او في ربوبيته او في اسمائه وصفاته ولو كان ملكا مقربا او نبيا مرسلا فكيف بغيره اذا على الانسان ان يحذر من هذه القضية العظيمة الشرك اكبر جريمة على وجه الارض الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفر البتة لمن مات عليه كل ذنب عدا الشرك فانه قابل للمغفرة اما الشرك فمستحيل من مات وقد بقي على شركه وما تاب الى الله منه فهذا لا امل له هذا يائس من رحمة الله فاولئك يأسوا من رحمته ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الشرك بالله عز وجل هو الذنب الوحيد الذي يحبط جميع الاعمال الشرك بالله اذا وقع فيه الانسان ومات عليه فانه والعياذ بالله يبطل كل حسنة وكل عمل صالح قال ما به الانسان في حياته سبحان الله العظيم امر خطير جدا ارأيت لو ان انسانا عاش في هذه الحياة ثمانين او تسعين سنة قضاها او قضى عامتها في طاعة وخير وصلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وذكر وتلاوة القرآن وقيام لليل. لكن في اخر دقيقة في حياته اشرك مع الله عز وجل دعا غير الله قال يا سيدي فلان المدد المدد قال يا سيدي فلان المدد المدد اشرك مع الله عز وجل في ماذا في ماذا في الدعاء وهل الدعاء عبادة من الذي قال هذا نبينا صلى الله عليه وسلم قال لنا الدعاء هو العبادة هذا ليس كلامنا. هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث في الصحيح الدعاء هو العبادة انتهت القضية بت في هذه القضية نبينا صلى الله عليه وسلم. اذا اذا كانت اذا كانت آآ اذا كان الدعاء عبادة اذا هذا حق لمن لله عز وجل. من صرفه لغيره من ادى هذا الحق لغير الله ماذا يكون يكون مشركا مع الله عز وجل. اذا من دعا غير الله ماذا يكون يكون مشركا ثم مات هذا الانسان. ما مصير ثمانين سنة كلها اعمال صالحة؟ ما مصيرها يا جماعة لا شيء وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. بسبب ماذا شرك يا سيدي فلان المدد. اربع كلمات كم اخذت من وقت ها خمس ثواني ولا اقل هذه الثواني القليلة لانه وقع فيها شرك اصبحت هادمة لكل تلك الحسنات في كل تلك السنين اذا اي شيء اخطر من الشرك بالله عز وجل قضية عظيمة ولذلك كلما عظم ايمان المسلم كان خوفه من الشرك اعظم خذها قاعدة كلما كان ايمان الانسان اعظم كلما كان خوفه من الشرك اعظم. ولذا تأمل قول الله جل وعلا عن إبراهيم عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام سبحان الله ابراهيم عليه السلام ومن ابراهيم؟ افضل البشر على الاطلاق بعد نبينا صلى الله عليه وسلم. خليل الله عز وجل اللهم اتخذ من البشر خليلا الا اثنان اتخذ نبينا صلى الله عليه وسلم واتخذ ابراهيم خليله. امام الموحدين. ابو الانبياء عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك يدعو الله عز وجل دعاء حارا يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام لما؟ لانه يعلم خطر الشرك بالله عز وجل مع انه نبي ورسول ومعصوم من الوقوع في الشرك ومع ذلك يخاف على نفسه قال ابراهيم التيمي رحمه الله فمن يأمن البلاء بعد ابراهيم من يأمن البلاء بعد ابراهيم؟ اذا كان ابراهيم عليه السلام وهو هو يخشى ويخاف على نفسه ويدعو الله ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام. فكيف بنا يا ايها الاخوان الشرك بالله عز وجل ذنب لا يمكن ان يقارن به غيره البتة ولذا شدد الله سبحانه وتعالى في شأنه اعظم تشديد وصوره باقبح صورة قال ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق خطورة عظيمة لمن يقع في الشرك بالله تبارك وتعالى اذا عليك يا عبد الله ان تحذر من ذلك الله عز وجل لا يمكن ان يرضى ان يشرك به تبارك وتعالى حتى ولو كان هذا الذي جعل شريكا لله عز وجل ذا مرتبة عظيمة حتى لو كان نبيا حتى لو كان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام الذي هو خير البرية عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك يجب ان تعرف ان لله حق وان للنبي صلى الله عليه وسلم حق فالرب رب والعبد عبد نبينا صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله عز وجل وهو اكرم البشر واحبهم عند الله تبارك وتعالى. ومع ذلك لا يجوز ان تصرف العبادة له عليه الصلاة والسلام. نبينا صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع عليه الصلاة والسلام. بل هو صلى الله عليه وسلم الذي علمنا هذا الامر. ولذلك اشتد غضبه صلى الله عليه عليه وسلم لرجل قال ما شاء الله وشئت اخطأ في العبارة قال ماذا ما شاء الله وشئت غضب عليه الصلاة والسلام اعتبر هذه الجملة جملة قبيحة فقال اجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده عبارة فقط فكيف لو سمع النبي صلى الله عليه وسلم من يقول يا رسول الله اغثني من يقول يا رسول الله اغفر ذنبي من يقول يا رسول الله المدد المدد ما ظنكم ان يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم والله انه ليغضب من هذا القائل اعظم من غضبه لمن قال ما شاء الله وشئت. وهذا امر قطعي لا شك فيه ولا شبهة اذا الله عز وجل لا يرضى ان يشرك به ولو كان هذا الذي اشرك مع الله ملكا مقربا او نبيا مرسلا طيب ما الدليل لاحظ ان الشيخ رحمه الله لا زال يعلمنا ويسير بنا على المنهج الصحيح وهو ان نتعلم العلم بماذا بدليله يعلمنا دائما الدليل. خذ الحكم بدليله. لا تأخذ هذا الكلام لانه كلامي. لكن خذ هذا الكلام لان عليه دليلا من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم قال والدليل قول الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا وان المساجد لله لله اللام هنا تقتضي الاختصاص هذي اللام تدل على ان المساجد خاصة لله عز وجل. وبالتالي فلا يجوز ان يشرك مع الله عز وجل ولاحظ انه قال فلا تدعوا مع الله احدا كلمة احدا كلمة نكرة وهي في سياق النهي قال العلماء النكرة في سياق النهي ماذا تعم اذا لا يجوز ان يشرك مع الله عز وجل اي احد ولو كان من كان واختلف العلماء في معنى المساجد هنا لهم في هذا خلاف وتعددت اقوالهم في تفسير المساجد منهم من قال ان المساجد هي المواضع المخصصة للعبادة هي المساجد المعهودة كهذا المسجد الذي نحن فيه الان ان المساجد لله وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال قال قتادة رحمه الله كان اليهود والنصارى اذا دخلوا بيعهم وكنائسهم اشركوا مع الله عز وجل. اليهود والنصارى اذا دخلوا معابدهم فانه يشركون مع الله عز وجل يدعون عزيرا او يدعون عيسى عليه السلام او يدعون مريم يقعون في الشرك. الله ينبهنا ويحذرنا بالا نكون كاولئك فاذا دخلنا المساجد فاننا نخصها بطاعة الله تبارك وتعالى ولا نشرك مع الله عز وجل في هذه المساجد اي احد نجعل العبادة في المساجد خالصة لله تبارك وتعالى. وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا قال بعض اهل العلم المساجد هي الارض كلها. لم؟ لانها جميعا موضع للصلاة. وجعلت لي الارض ماذا؟ مسجدا. اذا كانه قال فلا تشركوا بالله عز وجل في اي موضع القول الثالث قالوا المساجد هي مواضع او اعضاء السجود وبالتالي وان المساجد اي انكم لا تستعملوا هذه الاعضاء في طاعة غير الله تبارك وتعالى استعملوا هذه المساجد يعني هذه الاعضاء في طاعة الله تبارك وتعالى وتوحيده القول الرابع ان المساجد بمعنى السجود مساجد مفردها مسجد او مسجد كثير من اللغويين يقول ان المفرد مسجد وذهب بعضهم كابن قتيبة ان المفرد مسجد واصحاب هذا القول معنى ما ذكروا قريب من القول الثالث يعني لا يكون السجود الا لمن لله تبارك وتعالى وان المساجد يعني ان السجود لا يكون الا لله تبارك وتعالى. قال وان المساجد ياه خاصة خاصية لله عز وجل لا يشرك مع الله فيها. قال فلا لا اداة نهي صريحة فلا تدعو مع الله احدا الدعاء ينقسم الى قسمين دعاء عبادة ودعاء مسألة دعاء العبادة هو كل انواع العبادة. اي عبادة لله عز وجل فانه ينطبق عليها انها وبالتالي فلا يجوز صرف اي عبادة لغير الله تبارك وتعالى وضابط العبادة ان يكون فعل او قول يحبه الله ويشرعه لنا يعني يجعله طاعة لنا او طاعة علينا له تبارك وتعالى. كل شيء تعلم ان الله يحبه وشرعه لعباده فاعلم انه عبادة وبالتالي الصلاة عبادة نعم نعم لماذا لان الله يحبها وشرعها لنا. الدعاء عبادة نعم لان الله يحبه وشرعه لنا. اذا كل ما علمت ان الله يحبه ويشرعه لنا فهو عبادة او كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في تعريف العبادة هي اه اه اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه يحبه لاحظ ويرضاه يعني يرضاه لنا. يشرعه لنا. يرضى ان نكون طاعة له تبارك وتعالى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. ظاهرة يعني بالجوارح بالاعضاء تقوم بها بجسدك بلسانك او باطنة تقوم بها بقلبك وسيأتي لهذه العبادة شرح مفصل ان شاء الله تعالى فيما سيأتي. قال فلا تدعو مع الله احدا. هذا النوع الاول. اذا كل عبادة تسمى دعاء. لماذا قالوا لان كل عابد لله كأنه يدعو الله عز وجل بهذا العمل كانه يسأل الله عمليا يصلي وحقيقة الحال لسان حاله يقول يا الله اغفر لي بهذه الصلاة يصوم ولسان حاله يقول يا الله ارحمني بهذه الصلاة. اذا حقيقة الامر ان العبادة اضحت ماذا سؤالا عمليا اظحت سؤالا عمليا فصح فيها انها دعاء والنوع الثاني دعاء المسألة. دعاء المسألة يعني هذا السؤال المصدر بياء. يا الله يا رحمن يا رحيم وهذا الذي يتبادر الى الذهن من كلمة دعاء اذا سمعنا دعاء فالغالب انه لا يتبادر الى الاذان الا دعاء المسألة اذا ما كان من انواع الدعاء يعني العبادة عموما او ما كان خصوصا وهو دعاء الله وهو الدعاء الذي هو السؤال والطلب فان هذا يجب ان يكون لله تبارك وتعالى. ومتى ما صرف لغير الله عز وجل فقد وقع الانسان في حمأة الشرك. وقع في اكبر جريمة على وجه الارض طيب متى يكون دعاء متى يكون الدعاء شركا بالله عز وجل؟ انتبه لهذه المسألة. يكون الدعاء شركا في ثلاث صور ثلاث سور متى ما سال الانسان فيها متى ما طلب فيها فقد وقع في الشرك الاكبر المخرج من الملة اولا سؤال الميت مطلقا سواء كان عند قبره او بعيدا عنه اي سؤال يتوجه به الانسان للميت فقد اشرك مع الله عز وجل الشرك الاكبر. اضحى حكمه حكم ابي جهل وابي لهب سواء بسواء لا تستسهل هذه المسألة. هذا الامر في غاية الخطورة ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون ماذا؟ بشرككم. اذا اشركتم مع الله اذا دعوتم غير الله عز وجل من الاموات اذا هذه الصورة الاولى اي دعاء لميت سواء كان نبيا او كان ملكا او كان وليا صالحا او كان وليا طالحا اي ميت يسأل يدعى يطلب منه وقع من فعل هذا في الشرك الاكبر عافاني الله واياكم ثانيا دعاء الحي الغائب الطلب من الحي الغائب هذا حي ليس بميت. لكنه ليس حاضرا عندك. ولا في حكم الحاضر عندك. يعني ليس تكلمه بالهاتف مثلا او ونحو ذلك هذا غائب كان يقول انسان يا شيخي فلان يا سيدي فلان انقذني اغثني انا الان في المدينة لو قلت هذا هو شيخي مثلا في مكة اكون قد اشركت بالله عز وجل اذا دعا الانسان اذا سأل الانسان حيا غائبا فقد اشرك بالله عز وجل. صرف لب العبادة لغير الله. اعتقد ان غير الله له سمع عام. وله علم شامل وعنده قدرة وسلطان على ان يوصل الخير بغير الاسباب المعهودة. وهذا ليس الا لله عز وجل. اذا هذا جعل غير الله مثل الله الصورة الثالثة ان يدعو حيا حاضرا فيما لا يقدر عليه الا الله. يدعو حيا ليس بميت وحاضر ليس بغائب ولكن يسأله ماذا يسأله شيئا لا يقدر عليه الا الله كان يأتي مثلا عند الولي ويقول يا سيدي فلان ما عندي ولد اريد الولد من الذي يهب الاولاد الله عز وجل يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور. اذا لا يجوز ان تسأل احدا شيئا الا الله فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل هذا لا يجوز ان تسأله غير الله. او يقول مثلا يا سيدي فلان اريد ان ينبت انبت لي الزرع. انزل لي المطر. اغفر ذنبي. ومن يغفر الذنوب الا الله. اذا هذه صور ثلاثة يا اخواني هذه صور ثلاث يجب ان نتنبه لها. من وقع في واحدة منها فقد اشرك مع الله عز وجل الشرك الاكبر وبالتالي نفهم ان من سأله انتبه. من سأل حيا حاضرا شيئا في قدرة البشر فانه ماذا لا يكون مشركا من سأل حيا حاضرا سأل شيئا في قدرة البشر فانه ماذا ما اشرك بالله عز وجل ومهما كان فاحرص ما استطعت على عدم سؤالي احد استغناء بالله تبارك وتعالى. وقد اخذ النبي صلى الله عليه وسلم البيعة على جماعة من اصحابه الا يسألوا الناس شيئا لانك ان سألت احدا فانك تكون قد ذللت له والاولى بالمسلم ان يستغني بالله عز وجل طيب قال جل وعلا فلا تدعوا مع الله احدا. وهذا امر يجب ان نتنبه له ونهي عظيم يجب ان امر بعبادة الله وحده ونهي عن الشرك به جل وعلا. طيب احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالثة ان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ووحد الله لا يجوز له موالاة من اعد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. هذه مسألة ثالثة مهمة وما اكثر الغفلة عنها في هذا الزمان المتأخر نبهنا الشيخ رحمه الله على مسألة عظيمة وهي مسألة البراءة من اهل الشرك الايمان بالله عز وجل له لوازم من لوازم الايمان ان يحب الانسان اهل الايمان وان يبغض الشرك واهل الشرك لان الشرك معاندة لله تبارك وتعالى. بل هو اعظم معاندة لله عز وجل بل هو الذنب الوحيد الذي لا شهوة تدعو اليه ولذا كان اشنع الذنوب على الاطلاق الشرك ذنب ليس هناك شهوة نفسية تدعو اليه. انما هو مرض في القلب فساد محض اي ذنب اخر اذا سرق الانسان لان هناك شهوة لماذا شهوة للمال يريد المال يريد يتملك هذي شهوة مركبة في الانسان. يزني عافاني الله واياكم لما لان عنده شهوة للنساء. لكن لماذا يشرك ليس هناك شهوة في النفوس لماذا للشرك. اذا هذا فساد محض هذا مرض والعياذ بالله مستول على القلب. صاحبه مريض قلبه مريض عافاني الله واياكم. ليس له سبب يدعوه الى ان يشرك بالله عز وجل. اذا هذا الذنب العظيم الذي هو اشنع الذنوب على الاطلاق من لوازم الايمان ان يبغض وان يبغض اهله ولذا تأمل معي في قول الله عز وجل قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه انتبه وهذا تنبيه من الله عز وجل لنا ان يكون ابراهيم عليه السلام والمؤمنون معه قدوة لنا ومثالا نأتسي به. قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. ماذا فعلوا؟ اذ قالوا لقومهم قومهم كفار مشركون. اذ قالوا لقومهم انا برآء ماذا منكم ومما تعبدون من دون الله. لاحظ البراءة كانت من المشركين قبل قبل المعبودات انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله ما حقيقة هذه البراءة؟ قال كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء الى متى قال ابدا الى ما لا نهاية ابدا فقط في حالة واحدة الا كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده فقط في هذه الحال تنتهي هذه العداوة وهذا البغضاء. اذا امنتم بالله عز وجل وحده انتهت العداوة وانقلبت الى انقلبت الى ولاية انقلبت الى محبة في الله تبارك وتعالى. اذا من لوازم الايمان بغض الشرك وبغض اهل الشرك والبراءة منهم وهذا الموضوع موضوع دقيق ويحتاج الى تفصيل وذلك ان موالاة الكفار ذنب عظيم الموالاة اصلها المحبة ثم لها فروع بعد ذلك النصرة والمصادقة وما الى ذلك. هذه فروع لوقوع المحبة في القلب. اصل الموالاة المحبة ولها بعد ذلك ماذا؟ ثمرات ولها بعد ذلك فروع هذه الموالاة قد تكون كفرا بالله عز وجل وقد تكون معصية ولابد حين الحكم على هذه القضية من التفصيل قد تكون الموالاة كفرا بالله عز وجل من ذلك ما نص عليه علماء التوحيد في نواقض الاسلام مظاهرة المشركين ومعاونتهم ومعاونتهم على المسلمين من ذلك المسرة بارتفاع دين الكفار يفرح اذا كان الكفار واهل الكفر ودينهم ارتفع. في مقابل انه يحزن اذا انخفض حال اهل الاسلام والله المستعان. من ذلك ايضا محبة الكفار لاجل كفرهم يعني يرى كافرا ملتزما بدينه بدينه الباطل فيحبه لالتزامه بهذا الدين يرى شخصا يسجد لصنم في حب منه هذا الفعل هذه والعياذ بالله موالاة كفرية. هذه موالاة كفرية. يحب الكافر لاجل كفره اما التي هي دون ذلك والتي تكون معصية لله تبارك وتعالى فذلك بان يحب الكفار لامر دنيوي لا يحب الكافر لاجل كفره. انما يحبه لاجل امر دنيوي. كما يحصل من كثير من العصاة انهم يحبون لاعبين او يحبون ممثلين او فنانين او ما الى ذلك ولا يحبه لكفره بل يجب ان يبغضه لانه كفر بالله تبارك وتعالى لكنه يحبه لامر دنيوي لصداقة لجيرة لقرابة الى غير ذلك. فمثل هذا لا شك انه معصية والعلماء في هذا الباب منهم من يجعل المسألة على قسمين يقولون موالاة تامة وموالاة ناقصة او جزئية ومنهم من يجعل الموالاة التامة اسمها تولي والموالاة الناقصة يسميها الموالاة يعني يفرق بين ماذا التولي والموالاة. التولي يعني الموالاة الكاملة. ومن يتولهم منكم فانه منهم هذا هو الكفر بالله عز وجل. اما ما كان دون ذلك فالمحبة لاجل الامر الدنيوي او مشابهتهم فيما هو من خصائصهم. و اه ما شاكل ذلك فان هذا يعتبر من موالاة التي هي دون هذا الامر. الشاهد ان التوحيد والايمان يقتضي من المسلم ان يكون متباعدا من الكفر ومن اهل الكفر لانه يغار على حرمات الله عز وجل. هذا الكافر بالله عز وجل يبغض دينك ويكفر بنبيك صلى الله عليه وسلم. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا كاذب ليس برسول ومع ذلك تحبه وتواليه كيف يتأتى هذا مع الايمان يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء. لاحظ عدوي وعدوكم عدو لله عز وجل كيف تتخذه وليا؟ لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق كيف يتأتى هذا الامر هو يكفر بما جاءك من الحق يكفر بالاسلام بالقرآن بنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم. وانت تقابله بالمحبة هذا يتنافى مع الايمان الواجب يا عبد الله اذا لا يجوز لك ان تبادل هؤلاء الكفار بهذه المحبة ولذا قال صلى الله عليه وسلم اوثق عرى الايمان ماذا الحب في الله والبغض في الله من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. اذا هذه قضية مهمة ينبغي على المسلم ان يتنبه لها. وما اكثر التفريط فيها مع الاسف الشديد وما اقل التنبه والتنبيه عليها مع الاسف الشديد في هذا الزمان لكن هذا كله جانب جانب الموالاة شيء لكن لابد ان نتنبه الى جانب اخر وهو جانب المعاملة المعاملة شيء والموالاة شيء اخر المعاملة يحكمها قول الله جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا وان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. اذا المعاملة بالحسنى التعامل معه في امور دنيوية تبادل المصالح بيننا وبينهم هذا امر مباح ولا سيما اذا صحب ذلك نية الدعوة يتلطف الانسان بهم لاجل دعوتهم. ولاجل كسب قلوبهم. والنبي صلى الله عليه وسلم تعامل معهم. استأجر عبد الله ابن وهو مشرك على دين قومه في قضية عظيمة وهي الدلالة على طريق الهجرة النبي صلى الله عليه وسلم زار عمه ابا طالب وهو على دين الكفر في اخر لحظات حياته ليدعوه الى الله وزار ابن جاره اليهودي لاجل ان يدعوه الى الله وهداه الله عز وجل الى الاسلام بسببه. وهكذا في نظائر كثيرة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ان التعامل مع الكفار ولو كان في امر عظيم فانه لا حرج فيه. ولذا النبي صلى الله عليه وسلم استعار يوم حنين من رضي الله عنه وكان اذ ذاك مشركا ادرعا وهذا من الامور التي فيها تعامل والامور التي فيها تبادل وفيها اه تحصيل مصالح بين المسلمين وبين الكفار هذه قضية لا حرج فيها شرعا بشرط ان تبقى القضية العقدية ثابتة القضية العقدية قضية تتعلق بالقلب تعتقد بغضه وتعتقد كفره هذا شيء لا تسامح فيه اما المعاملة فتختلف ان كان كافرا ما قاتلنا وما اخرجنا من ديارنا وما سب ديننا ولا تعرض للمسلمين فانه لا حرج في التعامل معه. واما ان كان حربيا فانه يعامل بحسب لذلك فالمعاملة شيء والعقيدة القلبية شيء اخر اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يفقهنا في الدين وان يعيننا على اداء حق الله عز وجل علينا. فما اسأله تبارك وتعالى ان يملأ قلوبنا بحبه. والسنتنا بذكره وان يوفقنا لطاعته وان يستعملنا في مراضيه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان