ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا يزال درسنا موصولا في متن الاصول الثلاثة. وكان الحديث ولا يزال في الاصل الاول من الاصول الثلاثة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الاصول الثلاثة فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس معبود سواه ليس معبوده ليس لي معبود سواه. والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. وكل ما سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. فاذا قيل لك بما عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته. ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما. نعم عقب المؤلف رحمه الله الا ذكر الاصل الاول وهو معرفة الله عز وجل بسؤال وهو بم عرفت ربك يا ايها المسلم الذي اعترف بربوبية الله عز وجل بما عرفت ربك فكان جواب الشيخ رحمه الله باياته ومخلوقاته. وكنا ذكرنا في درس امس ان الايات التي يعرف الله عز وجل بها تنقسم الى ايات شرعية وهي ما جاء في الكتاب والسنة والدليل الفطري والدليل العقلي والدليل الحسي وذكرنا ان الشيخ رحمه الله ذكرها هنا مراعاة للايجاز الدليل العقلي وهو دليل الخلق وان شئت فقل دليل الاثر على المؤثر وبينا في درس امس اوجه دلالة هذا الدليل دلالة الاختراع ودلالة العناية ودلالة الاتقان ودلالة التسخير والتدبير اما الدليل الحسي فهو كل ما دل على وجود الله عز وجل من طريق الحس وهذا يدخل فيه مخلوقات الله يدخل فيه مخلوقات الله عز وجل ويدخل فيه غير ذلك مثل الايات التي اجراها الله تبارك وتعالى على ايدي انبيائه ورسله فانها دليل بين على وجود الله سبحانه وعلى ربوبيته جل وعلا. وذلك ان هذا الدليل والاية والبرهان الذي اجراه الله عز وجل على يد رجل يذكر انه نبي من عند الله ثم يبين لهم بامر يشاهدونه باعينهم هذا الدليل هذا لا يمكن الا ان يكون من خالق قادر مدبر بمعنى ان نبيا يريد اثبات نبوته واقناع من انكر هذه النبوة فيلقي عصا تنقلب الى ثعبان يلقف ما بين يديه او ان صخرة تخرج منها ناقة او ان قمرا ينشق او ان ماء يخرج من بين الاصابع الى غير ذلك مما اجراه الله تبارك وتعالى على ايدي انبيائه ورسله وهو الذي يسمى عند كثير من العلماء من اهل الكلام وغيرهم بالمعجزات. هذه دلائل حسية مشاهدة وملموسة على وجود الخالق المدبر سبحانه وتعالى. وقل مثل هذا في كرامات الاولياء فانها على نسق ما يتعلق بالمعجزات وان كانت دونها في الكم والكيف. ايضا من الادلة الحسية اجابة الدعاء وتفريج الكروب ممن يفزع الى الخالق سبحانه وتعالى وهذا امر محسوس ملموس يحسه الانسان في نفسه ويحسه الانسان في غيره وكل واحد منا يعرف من نفسه او يعرف من غيره انه دعا الله عز وجل ولجأ اليه فجاءه الكرب فجاءه تفريج الكرب وجاءته الالطاف والبركات والانعام من الله سبحانه وتعالى اذا هذا دليل على ان هناك ربا سمع الدعاء وهو قادر على الاجابة ويفعل في سلطانه وملكوته ما يشاء اذا هذا دليل حسي ايضا على وجود الله تبارك وتعالى وعلى كل حال ادلة وجود الخالق سبحانه وربوبيته اكثر من ان تحصر ولذا صدق من قال كما ذكرنا بالامس ان لله عز وجل طرائق بعدد انفاس الخلائق كل شيء تراه وكل شيء تحس فيه وكل شيء تلمسه فانه دليل على وجود الله عز وجل تأمل سطور الكائنات فانها من الملأ الاعلى اليك رسائل وقد خط فيها لو تأملت خطها الا كل شيء ما خلا الله باطله وما يذكره العلماء من هذه الادلة ما هو الا غيظ من فيظ. بل قطرة من بحر و الامر لا شك انه اعظم من ذلك واعظم والله المستعان اما معرفة الوهية الله تبارك وتعالى وهو الامر الثاني لاننا قلنا ان معرفة الله عز وجل يراد بها معرفة ثلاثة امور معرفة ربوبيته ومعرفة الوهيته ومعرفة اسمائه وصفاته. اذا علم الانسان هذه الامور الثلاث فانه يكون قد عرف ربه اما الوهية الله عز وجل فان المراد ان يعرف الانسان بل ان يستيقن ان الله تبارك وتعالى هو المعبود وحده لا شريك له ويقوم بمقتضى هذا الاعتقاد ب ان يعبد الله ويتقرب اليه بانواع الطاعات والادلة على انفراد الله سبحانه وتعالى بالالوهية ادلة كثيرة ايضا ترجع الى ادلة شرعية والى ادلة عقلية اما الادلة الشرعية فحدث ولا حرج فايات الكتاب واحاديث السنة طافحة في اثبات الوهية الله سبحانه وتعالى ووجوب عبادته وحده لا شريك له بل اول امر ان فتحت المصحف تجده امامك هو الامر بعبادة الله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم واول نهي ايظا في المصحف يمر بك هو النهي عن الشرك بالله عز وجل فلا اتجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اما الادلة العقلية فهي ايضا كثيرة. اهمها ثلاثة ادلة. اولا توحيد الربوبية اذا ثبتت ربوبية الله عز وجل فانه يلزم من هذا اثبات الوهيته. متى اعتقدت ان الله تبارك وتعالى هو الرب الخالق المدبر الرازق وحده. اذا يلزمك ان تعبده جل وعلا والا فما الذي يقوله العقل؟ الله يخلق وانت تعبد غيره والله يرزق وانت تشكر سواه هذا لا يتأتى عند العقل الصحيح. اذا كان الله عز وجل هو الذي خلقك اذا العبادة يجب ان تتوجه له تبارك وتعالى قال سبحانه ان الهكم لواحد ان الهكم لواحد كأن قائلا قال ولم يا ربنا؟ لم الهنا واحد لما لا يكون الهنا اثنان او ثلاثة لم لا يكون معك شريك في العبادة فجاء الجواب رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق. هذه الحجة. لانه رب السماوات والارض ورب المشارق اذا يجب ان يعبد وحده لا شريك له قال سبحانه ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه. تأمل هذه الاية العجيبة فيها مقدمة ونتيجة ثم مقدمة ونتيجة. مقدمتان ونتيجتان. ذلكم الله ربكم مقدمة ماذا ينتج عنها لا اله الا هو رب اذا يجب ان يكون معبودا لا اله الا هو. لا يستحق العبادة سواه. ثم مقدمة اخرى خالق كل شيء نتيجتها فاعبدوه لما كان هو خالق كل شيء اذا يجب ان تعبدوه والادلة في كتاب الله عز وجل على هذا المعنى كثيرة. ومن تأمل وجد من ذلك الشيء الكثير الطيب ايضا وهو الدليل الثاني اتصاف الله عز وجل ب صفات الكمال فهذه حجة ملزمة بان يكون الله عز وجل وحده المعبود الذي يعبد انما يعبد لامرين. اولا لانه يحب معبوده ومحبته لمعبوده راجعة الى اتصافه بالكمال سبحانه وتعالى. لان النفوس مجبولة على حب الكمال. لذا من امن بان الله تبارك وتعالى له الكمال المطلق فانه يتعين في حقه ان يحبه الحب الكامل وبالتالي فيتوجه له بالعبادة. الامر الثاني ان يعبد العابد معبوده لانه محتاج اليه ويعتقد ان هذا المعبود قادر على ان ينفعه وعلى ان يلبي له حاجاته وعلى ان ينقذه عند المآزق. ولد ابراهيم عليه السلام لما حاج ابا وقومه اعاد اذهانهم الى هذه القضية المهمة يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر لاحظ سماع وسمع وبصر يعني كمال ولا يغني عنك شيئا. هذا الامر الثاني. ما الفائدة من عبادته؟ اذا كان لا يغني عنك شيئا اذا لم تعبده اعبد من يتصف بالكمال هو السميع البصير. العزيز الحكيم العليم الحليم سبحانه. واعبد من بيده ملكوت كل شيء وهو الذي يجير ولا يجار عليه. وهو الذي ان دعوته وانت محتاج فانه ينزل عليك وينقذك مما انت فيه. اذا هذه الدلالة الثانية تأمل في اية الكرسي. الله لا اله الا هو هذا توحيد الالوهية؟ لم؟ ما الدليل؟ لانه الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم الى اخره تأمل في نصوص كثيرة في كتاب الله عز وجل تجد ان الله تبارك وتعالى يرتب عبوديته بل انفراده وبلعبودية على كون اسماء الله عز وجل وصفاته اسماء حسنى وصفات كاملة الدليل الثالث اتصاف ما سواه من المعبودات بالنقص. واذا كانت ناقصة معيبة فهي لا تستحق ان تعبد وبالتالي يجب ان يكون هو المعبود وحده لا شريك له. تأمل معي قال جل وعلا من المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام اذا لا تصلح عبادتهما. ليسا اهلا للعبادة فقط بهذه الجملة كان يأكلان الطعام. ما معنى كانا يأكلان الطعام؟ اذا هما محتاجان. المحتاج لا يكون ربا المحتاج لا يكون الها. تأمل قول الله عز وجل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. فعل امر استمع يا عبد الله. يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب اذا هذه الحشرة الصغيرة التي هي من اصغر مخلوقات الله عز وجل. لو اجتمع كل ما عبد من دون الله سبحانه على ان يخلق وهذه الحشرة فانهم لن يستطيعوا. بل لو امتصت هذه الذبابة شيئا من طعامهم او شرابهم انهم لا يستطيعون ارجاع هذا الشيء ضعف الطالب والمطلوب. اذا كل ما سوى الله عز وجل فانه لا يستحق العبادة. بدليل عقلي واضح اذا الله وحده هو الذي يستحق العبادة اما معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته وانه المنفرد غايات الكمال سبحانه وتعالى فان الكلام فيه يطول و محله في درس اسماء في درس شرح اسماء الله عز وجل. اذا هذه هي معرفة الله عز وجل على وجه الايزاء على وجه على وجه الايجاز والاختصار ان يعرف العبد انفراد الله عز وجل بالربوبية والالوهية واسمائه وصفاته تبارك وتعالى كلام الشيخ هنا تركز على الامر الاول وهو ربوبية الله سبحانه وتعالى لان ربوبية الله عز وجل هي الدرجة الاولى هي الباب الذي من دخله فانه سيرتقي الى ما فوقه فنبه الشيخ رحمه الله الى هذه المسألة وهي كيف عرفت ربك؟ كيف عرفت ربوبية الله عز وجل؟ فكان الجواب اياته ومخلوقاته وذكر من الايات قال ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والاراضون السبع. الايات والمخلوقات تجد ان الشيخ رحمه الله ذكر هذا وذكر هذا ذكر الايات وذكر المخلوقات فهل بينهما فرق الذي يظهر والله اعلم ان الاصل هو ان المخلوقات بعض ايات الله عز وجل وبالتالي فيكون عطف المخلوقات على الايات من باب عطف الخاص على العام. فان ايات الله تبارك وتعالى تنقسم الى ايات متلوة والى ايات مخلوقة الايات المتلوة هي ما انزل الله عز وجل على انبيائه ورسله من الكتب السماوية واما الايات المخلوقة فهي كما ذكر الشيخ رحمه الله الليل والنهار والشمس والقمر وغير ذلك ولا يفهم من قوله ان هذه ايات وهذه مخلوقات ان الايات المذكورة ليست بمخلوقات كلا بل الليل والنهار والشمس والقمر كلها مخلوقات لله عز وجل وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر. نص الله عز وجل على ان الليل والنهار والشمس والقمر مخلوقات. لكنه استعمل هذا الاسلوب رحمه الله من باب التنويع فقط في الاسلوب. بعض اهل العلم تلمس ان الشيخ رحمه الله نص على ان هذه ايات وتلك مخلوقات لان الايات اوضح في الدلالة من المخلوقات ولكن يبدو والله اعلم ان ما يقال من وضوح الدلالة فيما ذكر من الايات يقال مثله بل ربما اكثر فيما اه ذكره في المخلوقات لكن يبدو والله اعلم انه اراد التنويع في الاسلوب والله عز وجل اعلم. المقصود ان ما ذكر الشيخ رحمه الله في الايات والمخلوقات يرجع الى ما يأتي. الليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والاراضين. اذا ذكر رحمه الله ستة اشياء. وهذه معروفة عند اهل للعلم بدليل الافاق اوضحوا ادلة على ربوبية الله عز وجل من جهة الادلة المعقولة والمحسوسة دليلا الافاق ودليل دليل الافاق ودليل الانفس دليل الانفس وفي انفسكم افلا تبصرون. دليل الافاق سنريهم اياتنا في الافاق. وهذه الاية فيها تنبيه على الامرين سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم. فدل هذا على ان هذه اعظم ما يكون من الايات وما ذكر الشيخ رحمه الله الانفس اللهم الا فيما ذكر عرضا من ان ما فيهن يعني في والارض ويدخل في ذلك الملائكة والانس والجن كما سيأتي الليل والنهار ايتان تدلان على ربوبية الله تبارك وتعالى. وان الذي خلق الليل والنهار رب حكيم ورب قدير ورب عليم سبحانه وتعالى. وذلك ان الليل والنهار فيهما من الحكم والمصالح وظهور دلائل العناية بالعباد ما يعلمه كل من تأمل. فالله عز وجل جعل الليل لباسه وجعل النهار معاشه لو امتد ليل مستمر لهلك الناس. ولهلكت كثير من الكائنات لانها بحاجة لانها بحاجة الى الشمس بحاجة الى الشمس لاجل الضياء. بحاجة الى الشمس لاجل الحرارة. بحاجة الى الشمس لاجل انبات الاسماك في البحار بحاجة الى الشمس. النباتات بحاجة الى الشمس. الدواب بحاجة الى الشمس. اي بحاجة الى الشمس. اذا لو جعل الله عز وجل الحياة ليلا مستمرا فان الناس لن يستقيم لهم معاش والعكس صحيح لو كان الوقت كله نهارا لا ليل فيه فان معاش الناس ايضا سيتنغص وربما هلكوا ومن رحمته تبارك وتعالى ان جعل على العباد هذان الامران يتعاقبان فيهما كما سيأتي معنا. هذا يكور على هذا وهذا يكور على هذا. هذا يولج على هذا وهذا يولج على هذا. وهكذا يستمر الامر ما دامت السماوات والارض وهذا فيه من الحكم والمصالح الشيء الكثير لولا وجود الشمس لولا وجود الليل والنهار وهما اثران لوجود الشمس والقمر لما امكن للناس ان يعرفوا تواريخهم وازمنتهم ويحددوا المواعيد وتترتب كثير من امور حياتهم ومعاشهم اذا وجود الليل والنهار ايتان عظيمتان على وجود الله سبحانه وتعالى. قال الامر الثالث الشمس والقمر الشمس والقمر ايتان من ايات الله عز وجل خلقهما الله سبحانه وفيهما من دلائل الاختراع ودلائل الاتقان ودلائل العناية ودلائل التخصيص والتدبير. ما يعجز الانسان امامه ولا يزال الناس كل يوم يكتشفون اشياء يعجب منها الانسان في اتقان الله تبارك وتعالى وحسن تدبيره للشمس والقمر الشمس هذه الكرة الملتهبة التي اوجدها الله سبحانه وتعالى في هذا العلو وفي السماء وما يترتب عليها من مصالح عظيمة في معاش الناس وجعلها الله سبحانه في محل معلوم وجعل لها مسارا معلوما لا تحيد عنه ولا يختلف بل هو مسار محدد بدقة دليل على تدبير الله عز وجل في خلقه هذه الشمس التي لو قربت من الارض شيئا يسيرا لانتهت الحياة في الارض ولو انها ابتعدت شيئا يسيرا لانتهت الحياة ايضا من الارض هذه الشمس العظيمة الكبيرة التي يدبرها الله تبارك وتعالى وهي مع عظمتها تخضع لله سبحانه حتى انها في كل يوم تسجد تحت العرش. اذا ذهبت الى المغيب فانها تذهب فتسجد تحت العرش لله العظيم سبحانه وتعالى وكذلك القمر اية من ايات الله سبحانه جعل الله عز وجل هذا القمر منيرا ينتفع العباد بوجوده فيعرفون الازمنة ويعرفون الاهلة وتكون لهم مواقيت ويحصل انتفاع بتقدير الله عز وجل في البحار وفي النبات بوجود هذا القمر هذا كله ما جاء عبثا ولا وجد من العدم. بل هذا اية من ايات الله تبارك وتعالى الدالة على خلقه وربوبيته سبحانه وتعالى قال ومن مخلوقاته السماوات السبع والاراضون السبع و السماوات سبع بنص كتاب الله عز وجل في ايات كثيرة والاراضون سبع كما هو ظاهر كتاب الله سبحانه وتعالى. الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن والمثلية هنا والله تعالى اعلم تعود على ما ذكر جمهور اهل العلم تعود الى العدد لانها لا يمكن ان تكون مثل السماوات في الصفة والمقدار فبينهما بون شاسع فالسماوات اكبر من الارض بكثير فدل هذا على ان المثلية تعود الى العدد وهذا ما جاء صريحا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع شبرا من ارض ظلما طوقه من سبع اراضينا يوم القيامة. فدل هذا على ان الاراضين سبع كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بين اهل السنة والجماعة نقل الاجماع ابو بكر الانباري كما نقل عنه ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليهما. المقصود ان من ايات الله عز وجل الدالة على ربوبيته سبحانه السماوات السبع وما فيهما وما فيها من الايات العظيمة وكذلك الاراضون السبع وما وما فيها من الايات العظيمة فالله عز وجل خلق هذه السماوات بقوة والسماء بنيناها بايد يعني بقوة جعلها الله سبحانه محكمة وجعلها سقفا مرفوعا و جعلها او جعل لها ابوابا و امسكها سبحانه وتعالى ان تقع على الارض وان تزول وزينها سبحانه وتعالى بالمصابيح والنجوم والكواكب فكل ذلك من ايات الله العجيبة الدالة على انه الخالق سبحانه وتعالى وكذلك الارض وما فيها من عجائب خلق الله سبحانه وتعالى. والحديث فيها لا ينبغي ان يطال فيه لان هذا شيء يراه الانسان ويلمسه في كل لحظة. فالله جل وعلا جعل الارض مهادا والله عز وجل جعلها مذللة. والله عز وجل جعل فيها السبل التي يستطيع فيها ان ناس ان يضربوا ويسافروا وينتقل من مكان الى مكان كما ان الله جل وعلا جعلها قرارا ولو شاء سبحانه لجعلها تميد وتضطرب وتتحرك فما استقام للناس حياة والله جل وعلا شقها وانبت منها انواع النعم فلينظر الانسان الى طعامه انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا فانبتنا فيها حبا الى اخر ما اخبر سبحانه وتعالى والعجيب ان هذا النبات نبات يسقى بماء واحد. لكنه مختلف اختلافا كبيرا. مختلف في لونه مختلف في طعمه المشتبه وغير مشتبه وكل هذا لا يمكن ان يكون الا من خالق عظيم وحكيم ومدبر ومريد سبحانه وتعالى اذا هذه الارض ايضا من دلائل وجودي وربوبية الخالق تبارك وتعالى فلو احسن الانسان التأمل في هذه الايات فانه لا يجد مناصا من ان يذعن بربوبية الله سبحانه وتعالى. تأمل في قول الله سبحانه خلق السماوات بغير عمد ترونها والقى في الارض رواسيا يعني الجبال ان تميد بكم وبث فيها من كل دابة دواب عجيبة في الجو وفي الارض وفي البحر شأن عجيب. يعجز الانسان عن ان يحيط علما بكل ذلك. والقى في الارض رواسي ان تميل وبث فيها من كل دابة وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه هذا خلق الله يا معشر الملاحدة يا معشر المعطلة يا معشر الجاحدين لربنا تبارك وتعالى هذا خلق الله ليس خلقا من العدم فان العدم لا شيء العدم لا يخلق لان غير الموجود لا يمكن ان يوجد موجودا فاقد الشيء لا يعطيه هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ظلال مبين اروني ماذا خلق الذين من دونه يا معشر المشركون من الذي خلق مثل خلق الله عز وجل اهم الاصنام ماذا خلقت اللات وماذا خلقت العزى ماذا خلقت الاشجار وماذا خلقت الاحجار؟ ماذا خلقت الشمس؟ وماذا خلق القمر؟ ماذا خلق الاولياء ماذا خلق الانبياء بل الظالمون في ظلال مبين اذا هذه دلائل وعبر لا ينبغي ان تمر على الانسان دون ان يتأملها انها مما يزيد الايمان واليقين ومع الاسف كثير من الناس محروم من هذه النعمة العظيمة. وهي نعمة نعمة التأم وهي نعمة التأمل والتدبر والتفكر في هذا الكون كثير من الناس مشغولون ومنصرفون ويلهثون في هذه الحياة لا يقفون ولو وقفة يسيرة مع ما يشاهدون مع ما يطالعون من عجائب السماوات والارض الله جل وعلا جعل هذه الكائنات وجعل هذه المخلوقات وجعل هذا الملكوت العظيم لاجل ان نتدبر نتأمل وليبلونا اينا احسن عملا كيف نحسن التأمل وكيف نحسن استثمار هذه النعم التي اوجدها الله سبحانه وتعالى فهي امتحان وابتلاء واختبار للناس من الذي يقوم فيها بما امر الله عز وجل واحب لكن مع الاسف الشديد كما ذكرت قبل قليل كثير من الناس مصروف عن هذا الامر اعطي لنفسك فرصة ووقتا وتأمل في السماء وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من رفع بصره الى السماء كثير من الناس لا يحسن مثل هذا الامر العظيم. لا سيما مع هذه المدنية الصاخبة وانتشار الاضواء والكهرباء فان كثيرا من الناس لا لا يجد فرصة او لا يقع في ذهنه ان يرفع رأسه الى السماء فيتأمل لكن ان حصل للانسان وقت فرصة فلا ينبغي عليه ان يضيع هذا الامر هذا الامر العظيم الذي يعود عليه بالخير الكثير. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والدليل قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر ان يسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. مهما اعجبت مهما اعجبتم بالشمس والقمر وبحسن هذين المخلوقين وعظم في نفوسكم ما هما عليه فاعلموا انهما من مخلوقات الله عز وجل مربوبان لله تبارك وتعالى لا يستحقان شيئا من العبادة. وهذا يبين ضلال عباد الشمس والقمر الذين يعبدونهما ويسجدون لهما. والله عز وجل ينهى عن ذلك واذا كانت هذه المخلوقات العظيمة التي هي اكبر من الارض ومن كل ما على الارض فغيرها ايضا لا يستحق ان يعبد لا تسجدوا للشمس ولا للقمر. وانما عليكم ان تسجدوا لله عز وجل الذي خلقهن ان كنتم اياه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا. الشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق الامر تبارك الله رب العالمين. هذه الاية العظيمة تحتاج الى وقفة طويلة معها ونؤجل ذلك الى درس غد بعون الله عز وجل. والله سبحانه اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه اتباعه باحسان. هذا سائل يقول ما معنى رمضان اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار وهل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الجواب ان معنى ما ذكر في هذا الحديث هو ان العشر الاوائل من رمضان موطن تنزل رحمات الله عز وجل على الصائمين وان اوسطه يعني العشر العشر الوسطى يكون فيها مغفرة من الله عز وجل للصائمين وفي العشر اه الاخيرة يكون العتق من النار ولكن هذا الحديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث ضعيف والصواب ان رمضان كله من اوله الى اخره موطن رحمة ومغفرة وعتق من النار هذا يسأل عن رؤية منامية وانا لا اعبر الرؤى يقول بالنسبة للطواف بالبيت هل تشير الى الحجر وتكبر؟ في كل شوط او في الشوط الاول فقط الصواب انك ان استطعت تستلم الحجر مع التكبير في كل شوط فان لم تستطع وهذا الغالب مع الزحام الموجود الان فانك تشير بيدك وتكبر مع كل شوط هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه مسألة المضاعفة في مسألة مضاعفة في مكة هل هي مختصة بمسجد الكعبة ام تعم مكة كلها؟ المسألة خلافية والخلاف فيها طويل بين اهل العلم وذلك للخلاف في تفسير المسجد الحرام الذي الصلاة فيه بمئة صلاة في هذا بمئة صلاة في هذا المسجد. فيكون النتيجة اذا كان هذا المسجد بالف فالصلاة في المسجد الحرام بمائة الف هل المسجد الحرام يراد به مكة كلها او يراد بذلك المسجد المعروف الذي هو مسجد الكعبة المسألة فيها بحث طويل كل فريق من فريقي اهل العلم اه يدلي بحجته لكن جاءت رواية في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا مسجد الكعبة الا مسجد الكعبة فلذا الذي انصح به انك ان كنت في مكة فلا تضيع على نفسك الفرصة وخذ بالاوثق وهو ان تصلي في المسجد المعروف في مسجد الكعبة. حتى تنال الاجر بيقين فان لم يتيسر لك فمكة حرم والحرم في الجملة له فضل ان كانت المضاعفة في علم الله عز وجل ثابتة في المساجد جميعا في كل مساجد مكة الحمد لله والا فانت على خير ان شاء الله يقول صليت العصر وتذكرت قبل غروب الشمس اني غير متوضئ. فماذا علي ان افعل؟ عليك ان تبادر الى الوضوء ومن ثم الصلاة فان صلاتك بغير وضوء ليست مقبولة وليست صحيحة ولا تزال ذمتك مشغولة بهذه الصلاة وكونك نسيت فالنسيان لا يؤثر في عدم اه في اه لا يؤثر لا يؤثر في الشروط وبالتالي فمن ترك شرطا في العبادة نسيانا فان هذه العبادة باطلة. فعلى هذا الاخ انه يبادر الى الصلاة متى تذكر. فانه في الحقيقة لم يصلي صلاة الميت هل يجوز رفع اليدين عند التكبير اما التكبيرة الاولى فهذه آآ لا اشكال فيها انه يرفع فيها واما في بقية التكبيرات فالمسألة محل خلاف والذي يظهر والله اعلم انك ترفع يديك لثبوت هذا في الاثار عن السلف الصالح قل دعوة البعض الى تجديد الخطاب الديني هل هي صحيحة المشكلة ان مثل هذه الجمل والعبارات جمل حمالة لا وجه ماذا يراد بالخطاب؟ ماذا يراد بتجديد الخطاب الديني هل المراد استخدام الوسائل الحديثة في ايصال دعوة الاسلام الى الناس فهذا لا شك انه امر مطلوب كل وسيلة لا محظور فيها فانه ينبغي ان نحرص على ان نستعملها وان نستخدمها في ايصال الحق ان اريد بتجديد الخطاب الديني ان نتخلى عن بعض المعتقدات التي دل عليها الكتاب والسنة والاحكام التي جاءت فيهما مراعاة كما يقولون للعصر وللعرف وللتغيرات التي تحصل في العالم فلا شك ان هذا باطل غير صحيح لا يجوز لنا ان نخضع احكام الشريعة للواقع بل الواجب ان يخضع الواقع لاحكام الشريعة يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله يسأل عن الاستثناء هنا هل هو متصل او اه او هو منقطع الصواب ان الاستثناء هنا متصل وعلى بابه وهذه الاية معناها قل لا يعلم احد الغيب الا الله فما جاء فيها من قوله سبحانه وتعالى من في السماوات والارض تدل على العموم فكانه قال في غير القرآن قل لا يعلم الغيب احد الا الله و الذين قالوا بانقطاع اه بان الاستثناء ها هنا منقطع من المتكلمين فروا من اثبات كون الله عز وجل في السماء لانه قال قل لا يعلم من في السماوات والله عز وجل في السماء ولكن كونه في السماء يعني على السماء فان في بمعنى على او ان يكون المراد به بقوله في السماء قل لا يعلم من في السماوات ان المراد بالسموات العلو وبالتالي فثمة قدر مشترك بين اتصاف الله عز وجل بالعلو واتصاف الملائكة علو الملائكة لهم علو نسبي. فهم في داخل السماء المخلوقة واما الله عز وجل فانه في العلو المطلق فوق كل شيء تبارك وتعالى وابن القيم رحمه الله آآ بحث واحسن ما شاء الله ان يحسن في اه التوجيه الاعرابي لهذه الاية في كتابه بدائع الفوائد وقد ذكرت لك ملخص ما قال فارجع اليه ان احببت تمام الفائدة يقول دخلنا المسجد وقت صلاة العصر ولم نصلي صلاة الظهر فصلينا العصر جماعة مع الامام ثم صلينا الظهر جماعة فما الحكم الحكم انكم اخطأتم كان الذي ينبغي ان تدخلوا مع الامام بنية الظهر تدخلون مع الامام بنية الظهر واختلاف النية بينكم وبين الامام لا يضر. ودل على هذا جملة من الادلة في السنة ولكن بما ان الامر قد حصل فارجو ان شاء الله ان يكون فعلكم صحيحا لان الصحيح ان الترتيب واجب وان هذه الصلوات مؤقتة يجب عليك ان تصليها كما شرع الله تبارك وتعالى ولكن الواجبات تسقط بالجهل وتسقط بالنسيان. فارجو ان شاء الله ان تكون صلاتكم صحيحة لكن ان حصل ذلك مستقبلا فانكم تصلون الصلوات مرتبة يقول توضأت لصلاة الفجر وكان داخل فمي ماء وشربته وكان ذلك عند قوله اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم اكن اعلم بالاذان الواجب على الانسان ان يكف عن الطعام والشراب متى ما طلع الفجر الصادق والاذان علامة على طلوع الفجر الصادق. فان كان الاذان على الوقت فانه يجب عليك ان تكف عن والشراب الا في حالة واحدة استثنتها السنة وهي ان يكون اناء الماء او الشراب بيدك فانها الشريعة اباحت لك والحديث في هذا صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنهي نهمتك من هذا الشراب والاخ ذكر في السؤال انه ما كان يدري ان الاذان قد اذن وبالتالي فانه شرب وهو يظن بقاء الليل ومن شرب ان ومن شرب مع ظنه ان الليل باق فان صومه صحيح على الصحيح من كلام اهل العلم يقول اه في مسألة الصيام وانه لا يدخل في الموازنة التي يؤخذ منها يوم القيامة يعني يؤخذ اه يأخذ المظلوم من حسنات الظالم فهل الصيام يدخل في ذلك؟ الصحيح؟ نعم. وانه من جملة الحسنات التي يحصل فيها وخاصة من جملة الحسنات التي يحصل فيها المقاصة هذا هو الصحيح في هذه المسألة. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبدي ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان