الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبع باحسان الى يوم الدين. اما بعد قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الثلاثة المرتبة الثانية الايمان. وهو بضع وسبعون شعبة. فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان. واركانه او ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم بين المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمد محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذا شروع من المؤلف رحمه الله في بيان المرتبة الثانية من مراتب الدين الا وهي الايمان. وقد مضى الكلام في المرتبة الاولى الا وهي مرتبة نعم. والايمان هو سبب النجاة عند الله تبارك وتعالى وقد علق الله جل وعلا النجاة بل كل خير. على تحقيق الايمان بل ان الله تبارك وتعالى قد علق على الايمان في كتابه اكثر من مئة بخصلة من خصال الخير. فالايمان هو الغاية التي يسعى الى تحقيقها كل من يريد النجاة عند الله سبحانه وتعالى. والايمان في الشرع هو حقيقة مركبة من ثلاثة امور. من قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. لابد في الايمان من اجتماع هذه الامور الثلاثة لابد من قول وهو الشهادتان ولابد من اعتقاد بالقلب فهو كل ما امر الله تبارك وتعالى باعتقاده ويدخل فيه جميع الحسنات الباطنة التي يكون محلها القلب. والامر الثالث الاعمال الصالحة بالجوارح وهي كل ما شرع الله سبحانه وتعالى من الطاعات التي تقوم بالظاهر يعني التي يفعلها الانسان بدنه لا ايمان الا باجتماع هذه الامور الثلاثة. قول واعتقاد وعمل هذا اساس مهم من اسس اهل السنة والجماعة في باب الايمان. واساس ثان هو ان هذا الايمان يزيد وينقص فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان الايمان يزيد وينقص وقد جاء النص على زيادة الايمان في ستة مواضع في كتاب الله تبارك وتعالى ومن ذلك قول الله جل وعلا واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا كما جاء ما يتعلق بزيادة الايمان بالفاظ مقاربة كقوله جل وعلا والذين اهتدوا او زادهم هدى غير ذلك من الادلة التي تدل على ان الايمان يزيد واذا كان يزيد فهو بالتأكيد ينقص. لان كل ما يقبل الزيادة فانه يقبل النقصان وقد قال صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداهن يعني النساء اذا يعتقد اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص وهذا لا تاج فيه الى دليل اكثر مما يحسه الانسان في نفسه. فانه تارة يحس بان الايمان نزيد وتارة يحس بان ايمانه قد نقص وهذه قضية لا تقبل الاشتباه بوجه من الوجوه ثمة اساس ثالث عند اهل السنة في باب الايمان وهو ان الناس متفاوتون في الايمان. ليس الناس على درجة واحدة. بل بينهم بول شاسع في الايمان وقد دل على تفاوت الناس في الايمان قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عرض علي وعليهم قنص. قمص يعني جمع قميص. يعني هذا الثوب الذي تلبسه. فمنها ما يبلغ السدي تخيل ثوب يبلغ من القصر الى حد الثدي ومنها ما هو دون ذلك اقصر من هذه الحالة قال ورأيت عمر بن الخطاب وعليه ثوب يجره. يعني يلبس ثوبا ماذا؟ طويلا قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين والدين والايمان بمعنى واحد. اذا الناس تفاوتا عظيما في ايمانهم. وهم في الجملة على ثلاث درجات. جمعها قول الله تبارك وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. هذه الدرجات الثلاث هي اولا درجة اصل الايمان واصحابها هم الذين اتوا باصل الايمان لكنهم مقصرون. واقعون في معاص لم يتركوا كل ما نهى الله عنه. وتاركون لبعض الاوامر ما فعلوا كل ما اوجب الله. فهؤلاء في ادنى الدرجات ويدخل فيهم الفساق والعصاة وهؤلاء من اهل الوعيد وعدونا بالوعيد عند الله تبارك وتعالى. المرتبة الثانية مرتبة الايمان الواجب. وهؤلاء اتوا باصل الايمان وزادوا على هذا فعل كل ما اوجب الله وتركوا كل ما نهى الله عنه فهؤلاء من اهل الوعد فرق بين اهل الوعيد واهل الوعد اهل الوعيد متوعدون بعذاب الله عز وجل وناره وغضبه. واما اهل الوعد فانهم من اهل السعادة الذين وعدهم الله عز وجل بجنته ورحمته ونعيمه. والله لا يخلف الميعاد. المرتبة الثالثة مرتبة الايمان المستحب واهلها زادوا على المرتبة الثانية فعل المستحبات وترك المكروهات والمشتبهات وفضول المباحات. وهؤلاء في اعلى الدرجات هؤلاء من ارفع ما يكون وهم اهل الوعد ايضا ودرجتهم اعلى من درجة المرتبة السابقة وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا اهلها هاتين المرتبتين فقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ثم قال وما تقرب عبدي الي بشيء احب الي مما افترضته عليه. هؤلاء اهل درجة الايمان الواجب. ثم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اذا اهل المرتبة الثانية والثالثة هم اهل الوعد وهم متفاوتون في ذلك. اذا حذاري ان تظن ان الناس كلهم سواسية كاسنان المشط في الايمان كلا بل لهم تفاوت عظيم حتى اهل كل مرتبة هم فيها متفاوتون ولذا في هذا التقسيم تقسيم اجمالي فينبغي عليك ان تعرف اين انت؟ هل انت من اهل الوعد؟ ام انت من اهل الوعيد ضع نفسك في المحل اللائق. ثم بعد ذلك اعمل في ضوء ما تريد هل تريد ان ترتقي الى الدرجة الاعلى او انت راض بما انت عليه؟ اذا معرفتنا بهذه المراتب تشحذ الهمم للجد والاجتهاد والسعي في الرقي الى درجات اعلى فان الايمان درجات عظيمة متفاوتة ينبغي على الانسان ان يفني ساعات عمره في العمل على ارتقاء في هذه الدرجات. فان منزلتك بحسب الدرجة التي تصل اليها في هذه الحياة اذا هذه هي الاسس التي قام عليها معتقد اهل السنة والجماعة في الايمان. اولا ان الايمان قول وعمل واعتقاد وثانيا ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية واما الامر الثالث فهو ان اهل الايمان متفاوتون في ايمانهم. هذا الايمان شعب واعمال كثيرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة هكذا اخرجه الامام البخاري. او الايمان بضع وسبعون شعبة. هكذا اخرجه الامام مسلم او الايمان بضع وستون او بضع وسبعون على الشك. كما عند الامام مسلم ايضا. قال قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. نلاحظ ان ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يجمع الامور الثلاثة التي مضت ذكر القول والاعتقاد والعمل ولكن ثمة امور ستة هي اركان الايمان فلا ايمان الا باجتماعها. وهي التي ذكر الشيخ من الدليل عليها في قوله جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والامر السادس هو القدر. ان كل شيء خلقناه بقدر. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاركان الستة كما في حديث جبريل المشهور المخرج في صحيح مسلم وسيأتي ان شاء الله في الكلام عن مرتبة الاحسان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره نأخذ نبذة يسيرة عن كل ركن من هذه الاركان. اولا الايمان بالله جل وعلا وقد مضى الحديث عنه في الاصل الاول الا وهو معرفة العبد ربه. وقلنا ان الايمان بالله جل وعلا يقتضي الايمان بربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته. الركن الثاني الايمان بالملائكة الملائكة خلق من خلق الله جل وعلا خلقهم الله سبحانه له من نور. وجبلهم على طاعته. فهم دائبون في طاعة الله جل وعلا. لا يعصون الله وما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وهؤلاء الملائكة الكرام عباد مأمورون يدبر الله عز وجل بهم شؤون هذا الكون. وكلفهم الله تبارك وتعالى باعمال عظيمة منها ما يتعلق انزال غيث القلوب وهو الوحي ومنها ما يتعلق بغيث الارض وهو المطر انما ما يتعلق بشأن الجبال ومنها ما يتعلق بحفظ بني ادم ومنها ما يتعلق بكتابة اعمالهم ومنها ما يتعلق بقبض ارواحهم الى غير ذلك من الاعمال الجليلة الكثيرة التي دل عليها الكتاب والسنة. ايماننا بالملائكة يقتضي امورك اولا ان نؤمن بوجودهم فهم عباد مخلوقون موجودون وهم خلق حقيقي لهم صفات فلهم اياد يفعلون بها ويحبون ويتكلمون ويسمعون وليسوا كما يقول طائفة من العقلانيين الضالين انهم مجرد قوة لا حقيقة لها هذا لا شك انه باطل بل تكذيب للكتاب ويوصلنا للملائكة مخلوقون وان كان اصل خلقهم من نور لكن هم اه كائنات ولها تصرفات ولها اعمال ولهم اه اعضاء يفعلون بها منها انهم لهم ايد والملائكة باسط ايديهم كما انهم يحبون والله جل وعلا اذا احب عبدا نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه فينادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب لانا فاحبوه الى غير ذلك مما جاء في النصوص في شأنهم. اذا نحن نعتقد بوجودهم. ثانيا ان نؤمن بما علمنا من اسمائهم. جاء في الكتاب والسنة طائفة من اسماء هؤلاء الملائكة ومنهم ها جبريل ومنهم ميكائيل ومنهم اسرافيل ومنهم ما لك خازن النار. ومنهم ها؟ المنكر والنكير وهما الملكان الموكلان بماذا؟ بمحاسبة العبد وسؤاله في قبره. ايضا ها؟ الحفظة الذين يكتبون على ابن ادم اعماله ها عزرائيل نعم يشتهر عند بعض الناس ان ملك الموت عزرائيل ولكن هذه التسمية غير صحيحة. ولم تثبت لا في الكتاب ولا في السنة. انما الاسم الصحيح هو ما جاء في القرآن. قل يتوفاكم ماذا؟ ملك الموت. اذا اسمه ماذا؟ ملك الموت. كذلك فيشتهر ان رضوان خازنه الجنة لكن هذا لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. اذا نؤمن بما علمنا من اسماء الملائكة. الامر الثالث نؤمن بما علمنا من صفاتهم. وقد ذكرت لك بعض منها ومن ذلك انهم اولوا اجنحة اجنحة مثنى وثلاثة ورباعي يزيد في الخلق ما يشاء. ولذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل وله ست مئة جناح سد بها الافق. ومع يعطيهم الله عز وجل القدرة على ان يتشكلوا في صور مخصوصة. فهذا جبريل عليه السلام مع كونه على هذه الخلقة العظيمة كونه سد الافق في نظر النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فانه اتى في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. اذا نؤمن بما علمنا من صفات الملائكة رضي الله عنهم الامر الرابع نؤمن بما علمنا من اعمالهم. وقد علمت طرفا ايضا من هذه الاعمال. فمن ذلك ان جبريل عليه السلام موكل بالوحي وهو اجل الملائكة واشرفهم وارفعهم قدرا عند الله جل وعلا وميكائيل موكل بالقطر يعني المطر واسرافيل موكل بنفخ الروح كما انعقد على هذا الاجماع وهؤلاء الملائكة الثلاثة هم اشرف الملائكة وجاء تسميته في كتاب الله وتعالى. اه وجاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك من اعمال الملائكة ان انهم يكتبون اعمال ابن ادم ذلك ان كل انسان موكل به ملكان احدهما عن يمينه والاخر عن شماله واين يكونان بالضبط؟ نعم بعضهم يقول على الكتفين وبعضهم يقول على الانفقة وبعضهم يقول على الاضراس وكل هذا لا دليل عليه. نحن نؤمن انهما ماذا؟ عن اليمين وعن الشمال لكن اين بالضبط؟ الله تعالى اعلم. يكتبان على الانسان كل شيء كذلك المعقبات التي تحفظ ابن ادم له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله. كذلك الملك الذي وكله الله عز وجل جبال وغير ذلك من اعمال الملائكة والملائكة خلق كثر واخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ان البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم يعودون ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم. تخيل هذا العدد العظيم في كل يوم يدخل البيت المعمور هذا العدد من الملائكة ثم لا يعودون اليه البتة فهذا يدلك على انهم كثر وما يعلم جنود ربك الا هو. هذه القضية هي الركن الثاني من اركان ايمان الركن الثالث الايمان بالكتب والكتب يراد بها امر الله عز وجل الذي انزله على انبيائه ورسله. وذلك ان الله تبارك وتعالى انزل كتابا مع كل نبي. لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم والميزات فالله جل وعلا من رحمته بعباده انزل كتبا تحوي كلامه تبارك وتعالى فيه بيان عبوديته جل وعلا وحقوقه على عباده وفيه بيان نعوته سبحانه واسمائه وما يجب على العباد اتجاه ربهم ومعبودهم وتعالى وايماننا بالكتب يقتضي امورا اولا ان نؤمن بان الكتب هي من كلام الله تبارك وتعالى. تكلم الله سبحانه وتعالى بها حقيقة. ثانيا نؤمن بما علمنا من اسماء هذه الكتب. والذي علمناه في الكتاب والسنة. التوراة والانجيل والزبور والقرآن وصحف ابراهيم وصحف موسى على الخلاف هل هي صحف مستقلة غير التوراة او هي التوراة. كذلك يجب علينا ان نؤمن بما جاء في هذه الكتب من اخبار صحت في هذه الكتب. ومن ذلك ما اخبرنا الله جل وعلا به في القرآن ام لم ينبأ بما في صحف في صحف موسى وابراهيم الذي وفى الا تزر وازرة وزر اخرى وان ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى. ولكن تنبه في شأن الكتب الى امرين مهمين الاول ان هذه الكتب قد دخلها التحريف والتبديش. وبالتالي فان ما يوجد الان عند اهل الكتاب لا يوثق بانه كلام الله تبارك وتعالى الذي انزله على اه موسى او انزله على عيسى عليهما الصلاة والسلام. فان التحريم فان التحريف قد وقع نعم لا ينكر ان هناك قدر من هذا الموجود هو من كلام الله جل وعلا لكن لا نستطيع تمييز الصحيح من غيره. الامر الثاني ان هذه الكتب قد نسخت. نسخت بالقرآن الكريم وبالتالي فان العمل يجب ان يكون بالقرآن فحسب. ولا يجوز ان يعمل بغير القرآن. فالقرآن ناسخ مهيمن على جميع الكتب التي تقدمته. اذا هذا من الامر المهم الذي ينبغي ان يتنبه له الانسان والذي ينبغي على الانسان ان يحرص على عدم قراءة شيء من هذه الكتب. وماذا يريد؟ فان القرآن فيه الغناء فيه الغناء وفيه الكفاية ولا يحتاج الانسان بعد ذلك الى ان يقرأ غيره من الكتب انما اهل العلم قد يحتاجون الى الاطلاع على شيء من هذه الكتب لتحقيق مصلحة شرعية او دعوية اما غيرهم فانه لا ينبغي لهم ان يقرأوا شيئا من هذه الكتب. وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى موسى لما رأى عمر رضي الله عنه وهو يقرأ صحفا من التوراة التي انزلت على موسى عليه السلام. اذا هذا امر ينبغي ان نتنبه له. الركن الرابع الايمان بالرسل والرسل هم عباد الله الاخيار المصطفين الذين ارسلهم الله تبارك وتعالى الى الناس ليكونوا واسطة بين الله جل وعلا وهم يعني والناس في تبليغ دين الله سبحانه وتعالى. وايماننا الانبياء والرسل يقتضي امورا. اولا ان نعتقد ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام والرسل هم افضل البشر على الاطلاق. ولا يمكن ان يدانيهم في الخيرية. والفضل غيرهم البتة الامر الثاني ان ما اصطفاهم الله تبارك وتعالى به من النبوة والرسالة شيء مختص بهم فلا يمكن ان ينال باي وسيلة كانت. فبعض الضالين كان يظل ويتوهم انه يمكن ان يصل الى مرتبة النبوة من طريق الرياظة الروحية والتأمل والخلوة وما شاكل ذلك وهذا كله ضلال وانحراف فالنبوة والرسالة اصطفاء من الله جل وعلا واختصاص. لا يمكن الوصول الى ذلك الا بان ينبئ الله عز وجل عبدا او يرسله. وذلك قد انقضى وانتهى. بختم الانبياء والمرسلين. وذلك ببعثة نبينا صلى الله عليه وسلم. ايضا يجب ان نعتقد ان الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بشر من جملة البشر وليسوا مخلوقات مختلفة بل هم بشر ويجوز عليهم ما يجوز على البشر من الامور الخلقية الخلقية الجبلية. هم بشر وان كانوا صفوة البشر. هم بشر وان كانوا خير البشر واشرف صفاتهم واعظمها عبوديتهم لله تبارك وتعالى ولذا الله سبحانه وتعالى عليهم بالعبودية في اشرف المقامات سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الى غير ذلك من هذه النصوص. ومن ايماننا ايضا بالانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. ان نؤمن بما علمنا من اسمائهم. والذي علمناه في الكتاب والسنة من مائهم قليل والاكثر لم نعلمه. لان الله جل وعلا انما قص على نبيه صلى الله عليه وسلم بعضا منه ورسلا لم نقصصهم عليك. فنؤمن باسماء من علمنا اسماءه كابراهيم ونوح وموسى وعيسى اشرفهم وخيرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء هم العزم من الرسل شرع لكم من الدين ووصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. ولذا فنحن نؤمن ايضا ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام متفاوتون في الفضل. فالرسل افضل من الانبياء. وافضل الرسل هم اولو العزم. من الرسل وهم الخمسة الذين ذكرت لك وافضل اولي العزم الخليلان. محمد وابراهيم عليهم الصلاة والسلام وافضل الخليلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اذا هو سيد ولد ادم وسيد الانبياء والمرسلين وامام صلى الله عليه وسلم. ايضا مما يجب علينا الايمان به في هذا الباب ان نؤمن بما علمنا من صفاتهم واعمالهم وجليل ما هم عليه من اذا ثبتت اذا ثبت ذلك في القرآن والسنة وقد جاء من هذا طائفة من اخبارهم في القرآن والسنة فيجب الايمان بذلك كله. الركن الخامس الايمان باليوم الاخر. والايمان باليوم الاخر هو الايمان بما يكون من الحياة بعد الموت. فان من المعلوم بالاضطرار من دين الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جميعا ان بعد هذه الحياة الحياة الاخرى حياة يكون فيها حساب وجزاء على ما كان من الناس في هذه الدنيا والايمان باليوم الاخر يقتضي الايمان بثلاثة امور رئيسة ويدخل تحت تكن لواحد منها فروع ومسائل كثيرة. اولا الايمان بالحياة البرزخية وثانيا الايمان بمواقف القيامة. وثالثا الايمان بالجنة والنار. تفصيل ذلك ان الحياة البرزخية هي الحياة التي ينتقل اليها الانسان بعد مغادرته هذه الدنيا وهذه الحياة التي نعيشها فانه ينتقل الى حياة برزخية سميت برزخية من البرزخ البرزخ هو الحائل بين الشيئين فهذه مرحلة ليست من الدنيا وليست ايضا من القيامة بل هي قبل ذلك ولكنها حياة غيبية بالنسبة لنا الله تعالى اعلم بها. وتنبه يا رعاك الله الى قاعدة مهمة فهمها يحل كثيرا من المشكلات التي قد ترد عليك نتيجة عدم فهم بعض النصوص فان الروح لها تعلقات مختلفة بالبدن. الروح لها تعلقات مختلفة بالبدن. التعلق الاول تألق الروح بالبدن حال كون الانسان جنينا في بطن امه. فانه اذا مضى عليه اربعون ثم اربعون ثم اربعون كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا مضت هذه المدة وهي مئة وعشرون يوما فان الله عز وجل يرسل ملكا ينفخ في هذا الجنين الروح. اذا هذا هو التعلق الاول. ثانيا تعلق الروح بالبدن بعد خروجه من بطن امه. وهذا تعلق اكمل من الاول. وهو تعلق التكليف الذي يتعلق به التكليف التعلق الثالث تعلق الروح بالبدن حال كون الانسان نائما فان الروح في هذه الحال متصلة بالبدن من وجه ومنفصلة من وجه اخر. التألف الرابع تعلق الروح بالبدن حال كون الانسان في قبره يعني في الحياة البرزخية فالروح تعاد الى الجسد. اذا وضع الانسان في قبره ويكون حيا لكنها حياة اخرى ليست هي هذه الحياة التي نعيشها بل هذه حياة غيبية الله اعلم بكيفيتها. التعلق الخامس تألق الروح بالبدن اذا نفخ في الصور. وقام الناس وبعثوا من قبورهم لرب العالمين لحسابهم وهذا اكمل التعلقات. لانه يتعلق به حياة دائمة سرمدية لا نهاية لها. اما في نعيم واما في عذاب. اعود فاقول الحياة البرزخية تبدأ منذ قبض الروح والممهد لقبض الروح مرحلة الاحتضار. وهي لحظات عصيبة. حتى ان اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم لما وصل الى هذه اللحظات اصابه شيء عظيم حتى انه كان يضع يده عليه الصلاة والسلام في الماء ثم يمسح وجهه ويقول لا اله الا الله ان للموت لسكرات السكرة هي الشدة فله شدة نسأل الله عز وجل ان يخفف عنا. ثم اذا قبضت الروح وقبض الروح الناس فيه يتفاوتون. هذه الشدة تسبق قبض الروح. اما لحظة قبض الروح فانها بالنسبة للمؤمن لحظة سهلة هينة ان الروح تقبض بسهولة. وقد جاء تشبيهها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء الطويل. قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء. واما الكافر عافاني الله واياكم من حاله. فان روحه تنزع نزعا شديدا وهذا اول عذاب يناله في الاخرة وما بعده اشد ثم يتعلق حياة البرزخية موقفان عظيمان. الاول الفتنة فتنة القبر. والثاني عقيد الفتنة الا وهو عذاب القبر او نعيمه. اما فتنة القبر فانها سؤال الملكين الميت عن ثلاثة في اسئلة عن ثلاث اسئلة عن ربه ودينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. اما الجواب فان من عاش على هذه الحقيقة مؤمنا بها ومعتقدا اياها يؤمن بالله للاسلام ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم فانه سيجيب بالسداد. واما غيره فانه سيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ثم بعد ذلك يكون النعيم او العذاب والقبر اذكره وما وراءه فمنه ما لاحد براءة. وانه للفيصل الذي به ينكشف الحال فلا يشتبه. والقبر روضة من الجنان او حفرة من حفر النيران ليك خيرا فالذي من بعده اكرم عند ربنا لعبده يكن شرا فما بعد اشد ويل لعبد عن سبيل الله صدق. الناس بعد هذه الفتنة اما في نعيم واما في عذاب وهذا العذاب يتعلق بطائفتين الاولى الكفار عافاني الله واياكم من حالهم قال جل وعلا النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. واما العصاة فان النصوص قد دلت على ان للمعاصي اثرا في العذاب في القبر. بل جاء التنصيص على طائفة من هذه المعاصي. ومن ذلك عدم الاستبراء من البول. وهذه مسألة مهمة ينبغي التنبه لها. بل صح عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال ان عامة عذاب القبر من البول. والناس في هذه المسألة ووسط من الناس من يتساهل فلا يبالي بقضية الاستبراء والتنزه من البول والغائط فيقوم قبل ان ينتهي ولا يبالي ما وقع على جسده او على ثوبه وهذا متوعد بهذا العذاب عافاني الله واياكم في القبر. ومن الناس من يتشدد في هذه المسألة حتى يقع في شيء من الغلو بل الوسوسة وكلا طرفي قصد الامور ذميمة. والوسط ان على الانسان ان يتنزه وان يستبرئ من يتنظف ولكن لا يبالغ حتى يصل الى هذا الغلو والتنطع. ايضا من اسباب عذاب القبر والتي تقتضيه النميمة وهو ذاك الرجل وتلك المرأة صاحب وصاحبة النفس الخبيثة فالتي لا تستريح الا اذا اوقعت بين الناس العداوة تنقل الكلام من هنا الى هنا. فهذا ايضا متوعد بعذاب القبر ايضا رأى النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث سمرة رضي الله عنه في رؤيا النبي صلى الله عليه عليه وسلم الطويلة وروي الانبياء وحي من ذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم من يعذب بان يشدخ رأسه قال فرجل اتاه الله القرآن. فلم يعمل فلم يقم فيه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار وفي رواية وينام عن الصلاة المكتوبة. فاحذر يا صاحب القرآن وتنبه يا ايها المصلي ومن ذلك ايضا ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ممن يشق شدقه الشدق بالفم رآه يعذب بهذا العذاب. وذكر سبب ذلك وهو انه كذاب يكذب الكذبة حتى تبلغ الافاق وهو ما نسميه باللسان المعاصر الاشاعات. فتنبهوا يا اصحاب الاجهزة ويا اصحاب الواتساب من نشر اشاعات لم تتحقق من صحتها. اي من رأى الذين يعذبون في مثل التنور. وهم تعافاني الله واياكم من ذلك. ايضا اسبال الثوب مع المخيلة. ففي حديث ابي هريرة في الصحيح ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال بينما رجل يلبس جبة اسبل ثوبه تعجبه نفسه اذ خسف فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة. وبه تعلم ان من العصاة من يستمر عذابهم نسأل الله العافية سلامة الى يوم القيامة. ومن اعظم الاسباب التي تقي برحمة الله وتوفيقه من عذاب القبر تحقيق التوحيد والايمان. وجميع الاعمال الصالحة لها اثر في الوقاية من عذاب القبر. لكن بعضها لها خصوصية ومن ذلك قراءة سورة تبارك كل ليلة فانها المانعة تمنع برحمة الله عز وجل من عذاب القبر كذلك الذي يموت شهيدا في سبيل الله عز وجل فانه يوقى من عذاب القبر مباحث البرزخ وما يتعلق بها كثيرة لكن علينا ان نؤمن ان العذاب والنعيم في القبر واقع على الروح ويتصل بالبدن ايضا. واقع على الروح ويتصل بالبدن ايضا. هذه مرحلة البرزخية تنتهي في موقف معين الا وهو نفس الروح. الا وهو النفخ في الصور. فاذا نفخ في الصور انتهت الحياة البرزخية وقامت القيامة والنفخ في الصور موقف عظيم يكلف الله عز وجل به الملكة الموكل بنفخ الصور وهو اسرافيل عليه السلام. والصور قرن ينفخ فيه. الة تشبه هذه من وفي الاصل تشبه هذه الالة التي يزمر بها. ولكن لا شك ان السور الذي جاء في النصوص شيء اعظم ومن ذلك بكثير. الشاهد انه اذا نفخ في الصور قام الناس من قبورهم لرب العالمين. وصفتهم في ذلك اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الناس حفاة عراة بلا معاش عراة بلا ثياب غرنا جمع اغرن يعني الذي لم يختن تعود تلك الجلدة التي قطعت من الانسان لما اختتم لما اختتم كما اخبر جل وعلا يتحقق قوله سبحانه كما بدأنا اول خلق نعيده. يقوم الناس على هذه الهيئة. ثم الله عز وجل يكسوهم واول من يكسى ابراهيم عليه السلام كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن علي رضي الله عنه احوال الناس في بعثهم متفاوتة. يبعث الانسان على ما مات عليه. حتى ان الشهيد يبعث ودمه ينزف اللون لون الدم. والريح ريح المسك. كذلك الذي يموت في احرامه فانه يبعث يوم القيامة ثم ان الناس اذا بعثوا وقاموا من قبورهم حشروا حشروا الى ارض المحشر. جمعوا في تلك الارض العظيمة التي اخبر الله تبارك وتعالى يوم تبدل الارض غير الارض وصفة هذا الارض بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يحشر الناس على ارض بيضاء عثراء كقرصة نقي ليس فيها معلم لاحد. بيضاء عفراء. يعني بياضها ليس بياضا ناصعا. بل فيه آآ شيء من اللون القاتم ايضا. فهو بياض ليس بناصع. كقرصة نقي. القرصة يعني الخبزة والنقي يعني الدقيق النقي والمقصود انها ارض مستوية. ليس فيها نتوءات وليس فيها حفر. قال وليس فيها معلم لاحد. ليس فهناك اي علامات يستدل بها كما هو واقع الناس في هذه الدنيا. يستدلون بالاودية وبالجبال وبعلامات مصنوعة. لكن يوم قيام هذه الارض ليس فيها معلم لاحد. يجتمع الناس في هذه الارض وتحصل الكروب العظيمة التي جاءت في الكتاب والسنة حتى ان الشمس لتدنو من العباد دنوا عظيما حتى تكون منهم على قدر ميل والله اعلم هل وميل المسافة كيلو ونصف تقريبا او هو ميل المكحلة الذي يكتحل به. المقصود ان دنو الناس والشمس من الناس دنو عظيم. حتى انهم يعرقون. ويتفاوتون بحسب اعمالهم في العرق. منهم من يبلغ عرقه كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ حقويه ومنهم من يبلغ ثدييه ومنهم من يلجمه العلق الجاما. ولكل درجات مما عملوا. ويشتد الكرب بالناس جدا. الا اراد الله سبحانه وتعالى بهم الخير. ومن اولئك السبعة الاصناف الذين يظلهم الله عز وجل في يوم لا ظل الا ظله. فهنيئا له. ثم اذا طال الكرب بهم. فان الناس تستغيث بالانبياء عليهم الصلاة والسلام. ولاحظ ان هذه الاستغاثة استغاثة بحي حاضر قادر فيبدأون بادم عليه السلام لانه ابو البشر. واول الانبياء. ثم بنوح ثم بموسى. ثم نوح ثم بابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى. وكل يعتذر وكل يقول نفسي نفسي. وكل يذكر ذنبا الا عيسى عليه السلام فلا يذكر ذنبا وكلهم يقول ان الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. حتى تصل النوبة الى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها. فيذهب فيسجد تحت العرش ويفتح الله عز وجل عليه بحاق بمحامد لم يكن يحسنها في حياته صلى الله عليه وسلم. حتى يقول الله تبارك وتعالى يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم امتي امتي الحديث. الشاهد انه اذا حصلت الشفاعة العظمى وهي المقام المحمود الذي يحمده صلى الله عليه وسلم عليه جميع الخلائق فان الله تبارك وتعالى يجيء لفصل القضاء ويكون الحساب. الحساب موقف من مواقف القيامة والمقصود به توقيف الله عز وجل العبادة على اعمالهم وتقريرهم بها وتذكيرهم بما نسوه منها. والله جل وعلا سيخلو مع كل واحد منا وسيقرره بذنوبه يقول له عملت كذا يوم كذا وكذا. عملت كذا يوم كذا وكذا العبد يقول اعرف ربي اعرف ربي فان اراد الله عز وجل بعبده خيرا يقول سترتها عليك في الدنيا وانا اخرها لك اليوم. وهذا موقف عظيم. فيه الحياء من الله سبحانه وتعالى. من هذا الموقف الذي يذكر فيه الانسان بسوءاته وغدراته وفجراته. اسأل الله ان يعفو عنا وان يسامحه يقضي الله سبحانه وتعالى في ذلك الموقف العظيم بين العباد يقضي بينه في المظالم. واول ما يقضى فيه بين العباد في الدماء. و علينا ان نعلم ان اول الاعمال التي يسأل عنها الصلاة. واول ما يقضى فيه بين العباد الدماء ثم يتلو ذلك ما يتعلق بالمظالم التي تكون بين العباد بعد الدماء. و الجزء نتيجة هذه المحاكمة بين العباد ليس فيها اموال تدفع من طرف الى اخر يرضى بها. انما يكون الاقتصاص بالحسنات والسيئات خذوا المظلوم من حسنات الظالم واذا فنيت فانه يؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئات الظالم نسأل الله السلامة والعافية. فحذاري من مظالم العباد. احرص ما استطعت على ان تلقى الله تبارك وتعالى وليس لانسان عليك مظلمة لا قريب ولا بعيد. احرص ما استطعت على ذلك فان هذا اقرب الى النجاة ثم بعد موقف الحساب يكون موقف الوزن وموقف الوزن حد فاصل بين اهل السعادة والشقاوة. الوزن في ضوءه يتحدد مصير الانسان. فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. والناس في هذا الموقف العظيم ينقسمون الى ثلاثة اقسام. كل اعمالك سوف توزن. ما قدمته في حياتك. من حسنات وسيئات لما استمر ايضا بعد موتك من حسناتك وسيئاتك وانتبه. فان الحسنات والسيئات قد تستمر بعد الموت. اذا كنت عملت عملا صالحا واستمر كالذي يوقف وقفا كالذي يتصدق بصدقة وتبقى الذي يربي ابناءه الخير الذي يربيهم على الصلاة فان كل هذه حسنات تستمر على الانسان بعد ان تستمر بعد موت الانسان والعكس صحيح. ما عمله الانسان من سيئات. ولها ذيول. تستمر بعد الموت يكون الانسان في قبره ليس مستفيدا شيئا لا يلتذ بهذه السيئة التي قدمها في الدنيا ولكن سيئاته مستمرة. كتاب السيئات يسجل فيه وهو في قبره. ما شاء الله عز وجل من الزمان فذاك الذي يغادر الحياة وقد ترك شيئا مما يعصى الله عز وجل به في بيته من الات الله مثلا او من الامور التي يوقفها في في حياته او يتسبب في حصولها وهي مما يعصى الله تبارك وتعالى به. تخيل اي معصية تقع بسببك؟ فانه يسجل عليك مثل يأتي من عملها بالفعل اذا يا سعادة من تنتهي سيئاته بانتهاء حياته والله انه سعيد الذي تنتهي سيئاته بموته ولا تستمر بعد ذلك. اذا عندنا الاعمال التي عملتها سواء بموتك او استمرت بعد موتك. وعندنا ايضا نتيجة المقاصة. بين العباد في المظالم من الحسنات والسيئات. هذه تدخل في الوزن ايضا وعندنا امر ثالث وهو ما يهدى الى الميت من حسنات. وقد تكلمنا في درس سابق ان الذي دلت عليه النصوص وهو الراجح والله تعالى اعلم انه يجوز ويشرع اهداء الصدقة والنسك الحج والعمرة وقضاء الصوم الواجب فان هذا يصل ثوابه الى الميت فهذا ايضا مما يدخل في الموازنة المقصود ان نتيجة ان نتيجة الوزن تنقسم الى ثلاثة تنقسم الى ثلاث احوال الحالة الاولى ان تثقل كفة الحسنات. فمن ثقلت حسناته وزادت على سيئاته ولو واحدة فانه الى الجنة مباشرة. نسأل الله من فضله تصديقا لقوله جل وعلا فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. من زادت حسناته على سيئاته ولو بواحدة دخل الجنة. اذا اكثر يا رعاك الله من الحسنات ما تدري رب حسنة تفعلها تكون هي المرجحة لكفة الحسنات على السيئات. الحالة الثانية ترجح كفة السيئ ترجح كفة سيئات على الحسنات فمن ترجحت سيئاته على حسناته ولو بواحدة فانه من اهل الورطة كبيرة واما من خفت آآ موازينه يعني خفت موازين حسناته وبالتالي ثقلت موازين سيئاته فامه هاوية وما ادراك ما هي؟ نار حامية. فاستقل ما استطعت من السيئات. فربما تفعل السيئة تكون هي المرجحة وتوردك هذا المورد العظيم نسأل الله السلامة والعافية. الحالة الثالثة ان تتساوى الكفتان رجل عنده حسنات يقابلها سيئات بمقدارها سواء بسواء. والصواب في هذا اه في هؤلاء وهو الذي عليه فتوى الصحابة رضي الله عنهم انهم يكونون من اهل الاعراف. الاعراف مرتفع بين الجنة والنار فيوقفون على الاعراف ما شاء الله ان يوقفوا ثم بعد ذلك يكون مصيرهم الى الجنة. لان رحمة الله سبقت غضبه كما قال جل وعلا في سورة الاعراف ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. من مواقف القيامة ايضا التي علينا ان نؤمن بها الحول وهو وجه من اوجه من اوجه اكرام النبي صلى الله عليه وسلم. الله جل وعلا يكرم نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بان وفيه الحوض والحوض هو مجمع الماء العظيم الذي يضعه الله تبارك وتعالى يوم القيامة ويشرب منه المتبع بيعون للنبي صلى الله عليه وسلم. واعلم يا رعاك الله ان للنبي صلى الله عليه وسلم حوضان عظيمان. حوض في الدنيا وحوض في القيامة من شرب من حوض الدنيا شرب من حوض القيامة ومن لم يشرب من الحوض الدنيوي لم يشرب من الحوض الاخروي الحوض الدنيوي هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فالناس متفاوتون. منهم من يقل ومنهم من يكثر. المقصود ان هذا الحوض عظيم. وصفه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح ان طوله وشهر وعرضه شهر وزواياه سواء. صفات هذا الحوض ان ماءه ابيض من الثلج واحلى من العسل واطيب من المسك. وكيزانه واباريقه كعدد نجوم السماء. من شرب من وشربة لم يظمأ بعدها ابدا. وجاء عند مسند احمد ولم يسود وجهه ابدا. ويزاد عن هذا الحوض الذين ارتدوا عن الدين من هذه الامة نسأل الله السلامة والعافية وايضا الذين احدثوا والذين ابتدعوا والذين غيروا في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم. فحذاري حذاري من البدع. ايضا من مواقف القيامة موقف ايتاء الصحف. والله جل وعلا اخبر في كتابه في نصوص كثيرة في ايات كثيرة عن هذا الموقف العظيم وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا مفتوحا لا تكلف نفسك فتحة ستجده امامك مفتوحة اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم اليك حسيبة واذا الصحف نشرت والناس في تلقيهم لهذه الكتب مختلفون فاما من اوتي كتابا ابه بيمينه فهو في عيشة راضية. هذا يقول هاؤم اقرؤوا كتابيه اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية واما الذي ادبر و كفر بالله عز وجل فانه يتلقى كتابه وايضا من وراء ظهره. نسأل الله السلامة والعافية. ايضا من مواقف القيامة وهو موقف عظيم وبه اختم الكلام عن هذا الموقف اعني المرحلة المتعلقة بمواقف القيامة الصراط الصراط هو جسر منصوب على جهنم عافاني الله واياكم من ذلك. جاء في صحيح المسلم ان ابا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بلغني ان الصراط ادق من الشعر واحد من السيف وهذا الصراط اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان عليه خطاطيف وكلاليب وحسك تأخذ من امرت به فتلقيه في النار او تجرحه نسأل الله السلامة والعافية. والناس في مرورهم على الصراط احوالهم متفاوتة. يتفاوت حالهم من جهتين. من جهة النور والظلمة ومن جهة السرعة والبطء اما النور والظلمة فانهم قبل الصراط يكونون في ظلمة دامسة ظلمة عظيمة ثم يعطون انوارهم بحسب اعمالهم. اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان منهم من يعطى نوره كالجبل. بين يديه ومنهم من يعطى نوره من مثل النخلة بيمينه. ومنهم من يكون نوره عند ابهام قدمه يضيء تارة ويطفأ تارة. سبحان الله العظيم. شتان بين الاول والاخير اذا اضيئ تقدم واذا اطفئ وقف. وهذا دليل على ضعف الايمان الذي اوصله الى هذه المرحلة. ان اه الامر الثاني تفاوتهم بحسب السرعة والبطء. فمنهم من يمضي على الصراط كلمح البصر هو اسرع ما يمكن ان يعرفه الناس في احوالهم. ومنهم من يمضي على الصراط كالبرق. ومنهم من يمضي على الصراط كالريح ومنهم من يمضي كاجاويد الخيل ومنهم من يمضي كاجاويد الركاب يعني الابل ومنهم من يعدو يجري ومنهم من يمشي ومنهم من يحبو واخرهم يسحب سحبا. نسأل الله العافية والسلامة سلامة الذين يمرون على هذا الصراط صنفان المظهرون للاسلام والمبطنون للاسلام والمظهرون الاسلام المبطلون للكفر يعني المؤمنون والمنافقون. طيب ماذا عن الكفار؟ المظهرين للكفر؟ هؤلاء يؤخذون بهم قبل ذلك الى النار فيلقون فيها نسأل الله السلامة والعافية. ولا يبقى في هذا الموقف قبل الصراط الا الذين اظهروا الاسلام. احوال او نتيجة المرور على الصراط تنقسم الى ثلاث احوال. الحالة الاولى ناج يسلم ناج من الوقوع في النار. وسلم من هذه الخطاطيف وهذه الكلاليب. وهؤلاء هم اهل السعادة الصنف الثاني دونهم وهو ناج مخدوش يعني مكلم يعني مجروح وجاء في رواية اية مخدوج به مخدوج يعني انقص منه كأن هذه الكلاليب نسأل الله العافية والسلامة اخذت شيئا من لحمه ولكنه ينجو ينجو وقد جرح. والصنف الثالث هو المكردس في النار عافاني الله اخذته هذه الكلاليب والقته في النار. وهؤلاء صنفان المنافقون والعصاة الذين ما شاء الله عز وجل رحمتهم والعفو عنهم نسأل الله ان لا يجعلنا منهم. ثم بعد هذا الموقف الذين نجوا يوقفون على جسر اخر هو القنطرة كما ثبت في حديث ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج الامام البخاري ان الناس اذا خلصوا اوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم. يعني في الدنيا وهذا اقتصاص اخص من الاقتصاص الاول. الذي يكون في موقف الحساب. وكانه والله الا اعلم لكل واحد على الاخر مظلمة يعني هذا ظلم هذا وهذا ظلم هذا قال حتى اذا هذبوا ونقوا اذن لهم بدخول جنة كانه والله تعالى اعلم يراد من هذا الاقتصاص تصفية القلوب واصلاح الصدور اذا دخلوا الجنة لا يكون هناك شيء من الغل ونزعنا ما في صدورهم من غل. ثم بعد ذلك اذا وصلوا الى الجنة وجدوا ابوابها مغلقة. فالجنة ممنوعة على اهلها. حتى يشفع النبي محمد صلى الله عليه وسلم فاذا شفع النبي صلى الله عليه وسلم فانه يأذن الله تبارك وتعالى بدخول الجنة واول من يدخلها هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخلها من امته ابو بكر رضي الله عنه اول الامم دخولا الجنة هم امة محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الامر الثاني الذي يتعلق به الايمان باليوم الاخر اما الامر الثالث فهو الجنة والنار وماذا يقال في هذا الامر العظيم؟ هما دارا الخلد. لكن تنبه يا رعاك الله الى امرين مما اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الان. وليس انهما لقاني يوم القيامة والامر الثاني ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الجنة والنار باقيتان لا تثنيان ابدا ولا يفنى اهلهما. كل زمن تقدره في ذهنك لبقاء الجنة والنار انه الواقع انه سيبقى ستبقى الجنة والنار واهلهما وما زاد على ذلك الى ما لا نهاية اهل الجنة خالدون فيها ابدا واهل النار خالدون فيها ابدا. والله تبارك وتعالى اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار يناديهم فيشرئبون فيؤتى بالموت في صورة كبش فيذبح بين الجنة والنار قالوا يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان انا من اهل الجنة بل من اهل الفردوس الاعلى وان يجيرنا من النار وان يعافينا من عذابه واليم عقابه ان سميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان سائل يقول هل الملائكة لهم القدرة على الاختيار ام هم مجبورون؟ لا هم مجبون يسر الله عز وجل لهم الطاعة لكن ليسوا مجبورين. ولو كانوا مجبورين فما وجه مدحهم؟ ان يمدحهم الله عز وجل بالطاعة. في قوله لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. هذا تيسير وهذا جبل وهذا عصمة من الله تبارك وتعالى. لكن ليس اجبارا اسرافيل عليه السلام هو الذي ينفخ في الصور وهذا مجمع عليه ونقل الاجماع على هذا جمع من اهل العلم كالحليم والقرطبي وغيرهما وثبت وجاء في احاديث فيها بعض الكلام لكنها معضودة او تعتقد بالاجماع قراءة سورة تبارك كما جاء في الاحاديث يكون في الليل كل ليلة تقرأها كل ليلة احرص على ذلك ثلاثون اية لا تأخذ منك الا حدود ثلاث دقائق الى اربع دقائق او اقل حتى اذا ما هي سبب من اسباب الوقاية من عذاب القبر فلا تفتك هذه الغنيمة العظيمة يقول ما هو الصنف الاول من ما في الايمان لعله يريد المرتبة الاولى من مراتب الايمان قلنا هي مرتبة اصل الايمان. الذين معهم اصل الايمان. عندهم الحد الذي خرجوا به من الكفر ودخلوا الاسلام. لكنهم عصاة. ما فعلوا ما امر الله عز وجل به جميعا ولا تركوا مناهي الله عز وجل يلا لكن ما هي الامور الثلاثة التي يتضمنها الايمان باليوم الاخر؟ انا قلت على سبيل التقريب والتفهيم هناك ثلاثة امور رئيسة في مباحث اليوم الاخر. اولا الحياة البرزخية ثانيا مواقف القيامة. ثالثا الجنة والنار هل يشترط في كل ان يستنجى ام لا؟ لا يشترط دخول الحمام آآ يقول اذا هناك ريح الاستنجاء واجب عند قضاء الحاجة. اما اذا لم يكن للانسان حاجة في الخلاء يعني ليس هناك شيء من الخارج عن البول او الغائط فانه لا حاجة ان يستنجي الانسان وانما يتوضأ اذا لم يكن متوظأ اما الريح فانه لا يستنجى له. الريح التي تخرج من الانسان فانه لا يستنجى لها. لكن يجب ان اذا خرجت منه يقول ما المقصود بقوله تعالى يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟ الصحيح في هذه الاية ان المقصود هو ان اهل القبور جميعا يرقدون رقدا نومة وذلك بين النفختين. بين النفختين وبين النفختين نفخة الصعق البعث اربعون والله تعالى اعلم. ما هي هذه الاربعون؟ هل هي اربعون سنة او يوم؟ او شهر الله تعالى اعلم والمقصود انها اربعون تفصل بين النفختين فيها يفتر العذاب عن المعذبين وينامون جميعا نومة حتى اذا نفخت النفخة الثانية فان الناس تقوم ولذلك هؤلاء الكفار يقولون من بعثنا من مرقدنا فيجابون اما من الملائكة او من المؤمنين على خلاف بين المفسرين بين المفسرين هذا ما وعد الله وصدق المرسلين هذا هو الصحيح في تفسير هذه الاية وهو آآ قد جاء عن ابي ابن كعب رضي الله ومثل هذا اذا جاء عن الصحابة فان له حكم الرفع. في اي وقت من الليل تقرأ سورة فالملك في اي وقت من الليل لعموم ما جاء في الاحاديث والاثار. ما الدليل على تعلق عذاب في القبر بالروح والبدن. الدليل على ذلك انه جاء في النصوص ذكر شيء يتعلق بالجسد. كقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الرجل الذي لا يجيب على سؤالات الملائكة قال فيضرب مرزبة على رأسه او قال بين عينيه. كما جاء انه تختلف اضلاعه يضيق عليه في قبره حتى تختلف اضلاعه وهذا كله من صفات الاجساد. اذا الاصل في وقوع النعيم والعذاب هو ان يكون على الروح ثم يتصل بعد ذلك على البدن اذا شاء الله تبارك وتعالى والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه