ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فنبدأ بعون الله سبحانه في هذه الليلة منتصف شوال سنة ست وثلاثين واربع مئة بعد الالف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مدارسة رسالة قيمة ومفيدة ونافعة وهي تجريد التوحيد المفيد لتقي الدين المقريزي رحمه الله هذه الرسالة موضوعها توحيد الالوهية ما يتعلق بذلك من مباحث العبادة والشرك وما الى ذلك وهي رسالة من اطلع عليها علم حجم فائدتها. لا سيما وهي منتخبة من كلام ابن القيم رحمه الله في جلها. فهذه الرسالة كلها الا اسطر قليلة منتخبة من كلام ابن القيم رحمه الله لا سيما من كتابيه المدارج والدواء لعل العذر للمؤلف رحمه الله في عدم ذكره المرجع الذي استقى منه هذه الرسالة ان العصر الذي كان فيه كان عصرا اجتمع فيه اهل البدع والضلال على اهل السنة ومؤلفات اهل السنة فعادوها وشددوا النكير على اهلها بل خوفوهم واوقعوا بهم. ومن اهم تلك الكتب في ذاك العصر كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمه الله وانت تستشف شيئا من هذا من خلال ترجمة المؤلف لشيخ الاسلام في كتابه الخطط. حيث ذكر ما تعرض له رحمه الله ثم اشار الى ان الذين يأخذون بما قال ابن تيمية قلة قليلة في الشام ومصر كانه يشير الى ان تلك الهجمة الشرسة على دعوة شيخ الاسلام ابن تيمية قد اثمرت بانجفال الناس عن تداول كتب شيخ الاسلام رحمه الله وعن الاخذ بدعوته رحمه الله. فلعل مصلحة الدعوة واقتضت منه ان يخفي المصدر الذي استقى منه هذه الرسالة. وهذا في غير هذا المؤلف ايضا مما الف في تلك الفترة. فهو قد مشى على ما مشى عليه غيره. كابن ابي العز في شرحه على العقيدة الطحاوية فجل ما في شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز انما هو كلام شيخ الاسلام وكلام ابن القيم مع انه لم يصرح بذلك. ربما صرح في موضع او في موضعين باسم ابن القيم وما عدا ذلك فالكلام كلامهما. ولكنه لم يصرح بذلك لان المصلحة كانت تقتضي ذلك. فالمقصود هو العلم والمقصود حصول الفائدة اضف الى هذا ان قضية النسبة نسبة الاقوال الى قائليها كان الامر فيه تسامح في الماضي بخلاف ما تواضع العلماء والباحثون في هذا العصر من ضرورة نسبة الاقوال الى قائليها وان خلاف فذلك يعتبر من خلاف يعتبر خلافا المنهجية العلمية و ما الى ذلك المقصود ان هذه الرسالة في الجملة رسالة قيمة نافعة حري طالب العلم بل مسلم ان يطالعها وان يفيد منها المؤلف هو تقي الدين احمد بن علي المقريزي البعلبكي الاصل مصري ولادة ونشأة ووفاة. ولد رحمه الله سنة ست وستين وسبعمائة توفي سنة خمس واربعين وثمانمائة يعني عاش ثمانين سنة رحمه الله والناظر في بتراجم العلماء له يجد ان هذا العالم وصف بصفات حسنة في علمه وطول باعه فيه. لا سيما في علم التاريخ كما انه وصف بحسن الاخلاق والتعبد واتباع السنة وكان اول امره حنفيا ثم انتقل الى المذهب مع انه كان ميالا الى اتباع الدليل ووصفه الحافظ ابن حجر رحمه الله وهو معاصر له بانه كان متبعا للحديث حتى انه نسب الى الى مذهب اهل الظاهر. وهذا ليس بصحيح لكن انما كان ذلك كوصفا له من بعض الناس لما رأوا انه يخرج عن المذهب اتباعا للدليل و هذه الرسالة سيكون مدارستنا او ستكون مدارستنا لها بعون الله عز وجل تعليق عليها تعليقا متراوحا بين الاختصار والتوسط ان شاء الله تعالى بحيث اننا ننجز مدارستها في اقصر وقت بعون الله عز وجل نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال تقي الدين احمد بن علي المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد المفيد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. وصلى الله على نبينا محمد النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فهذا كتاب جمع الفوائد بديع الفرائض. ينتفع به ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد. والله اسأل العون على العمل به بمنه اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه. فالرب مصدر ربا هو راب فمعنى قوله تعالى رب العالمين اي راب فمعنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين فان الرب سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد لعباده. القائم بتربيتهم واصلاحهم. المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق عافية واصلاح دين ودنيا. بدأ المؤلف رحمه الله التنبيه على اهمية هذه الرسالة وما ذكره رحمه الله وصف صادق ان شاء الله فهي رسالة جمة الفوائد بديعة الفرائض. ثم بدأ بعد ذلك قضية الربوبية وقد احسن في ذلك فان الايمان بربوبية الله سبحانه هي الاصل. فاول ما يقع في القلب الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى ثم يرتقى الى عبوديته جل وعلا. فالسلم الذي يوصل به الى عبادة الله سبحانه هو الايمان بربوبية الله جل وعلا بل ولا يخطئ في توحيد العبادة الا من لم يعطي هذا التوحيد. اعني توحيد الربوبية حقه فالمشركون ما اشركوا الا لانهم ما قدروا الله حق قدره ولم يعظموا الله عز وجل حق تعظيمه ولم يكن ايمانهم بربوبية الله سبحانه ايمانا كاملا تاما فلاجل هذا اخطأوا ووقع ما وقع عندهم من خلل في توحيد الالوهية و توحيد الربوبية يعني الايمان بانفراد الله سبحانه بالخلق والملك والتدبير انفراد الله تعالى فالاعتقاد بانفراد الله سبحانه بالخلق والملك والتدبير. هذه اصول الافعال التي ترجع الى معنى ربوبية الله سبحانه على خلقه و هذا الايمان بربوبية الله جل وعلا دل عليه كثير من الادلة ويمكن ارجاعها الى اربعة انواع اولا الفطرة فالعباد مفطورون ومجبولون على الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى فلو ان الناس تركوا وفطرتهم التي فطرهم الله عليها فانهم سينشأون معتقدين بوجود الله سبحانه بل وانه رب كل شيء وخالق كل شيء والذي يفتقر اليه جميع العباد في وجودهم وفي تدبير احوالهم و النوع الثاني من الادلة دليل العقل فالعقل الصريح السليم من الاهواء يعتقد جازما بان هذا الكون له موجد عظيم ومدبر حكيم هو الله سبحانه وتعالى فالبعرة تدل على البعير واثر السير يدل على المسير فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج الا تدل على الحكيم الخبير سبحانه وتعالى فالعقل يقتضي قطعا ربوبية الله سبحانه وتعالى. وهذه قضية لا تقبل الاشتباه بوجه من الوجوه النوع الثالث من الادلة الادلة الشرعية التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم طافحة ب الادلة التي دلت على ان الله عز وجل هو الذي ينفرد بالخلق والرزق والاحياء والاماتة والتصرف في شؤون هذا الكون بمشيئته وحكمته سبحانه وتعالى الامر الرابع الحس فما يحسه الانسان ويشعر به ويراه شاهد ودليل قاطع على وجود الرب وانفراده بتدبير هذا الكون سبحانه وتعالى ومن ذلك ما يرى ويشاهد ويعلم من معجزات الانبياء عليهم الصلاة والسلام فهذه براهين قطعية على ربوبية الله سبحانه حينما يأتي نبي فيقول انه رسول من عند الله ويأتي باية خارقة للعادة هي اية عظيمة لا يستطيع الخلائق اجمعون على ان يأتوا بمثلها تدل على صدق هذا النبي الكريم فحينما يشير النبي صلى الله عليه وسلم الى القمر ويخبرهم بانشقاقه ثم يرونه باعينهم يصبح قطعتين هذا دليل على ان هناك من هو قادر على فعل كل شيء. والتصرف في كل شيء حينما يستدل نبي على ان الله ارسله بانه هو القادر على كل شيء فيرمي عصا تنقلب حية حقيقية بل وتلقف ما امامها او تخرج ناقة من صخرة الى غير ذلك من ايات وبراهين الانبياء عليهم الصلاة والسلام هذا دليل على ان ثمة رب خالق مدبر متصرف في هذا الكون وحده بلا مشارك كذلك كرامات الاولياء والكلام فيها على وزان الكلام في المعجزات كذلك اجابة الدعاء فالناس تعرف في نفسها وفي غيرها انه اجيبت دعواتها كم من الناس من كان مضطرا فدعا الله جل وعلا فاتاه الفرج من حيث لا يحتسب وهذا يحس به ويعرفه الانسان في نفسه وفي غيره وهذه قضية مشاهدة محسوسة الى غير ذلك من الادلة الحسية المشاهدة هذه السماوات وهذه الارض وما فيها من بدائع وما فيها من عجائب وغرائب ادلة محسوسة مشاهدة على الخالق العظيم سبحانه وتعالى اذا هذا هو الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى اشار المؤلف بعد ذلك الى اصل الكلمة قال فالرب مصدر رب يرب ربا فهو راب هكذا ذكرت طائفة من اللغويين ان كلمة رب اصلها على وزن فاعل راب ثم حذفت الالف لكثرة الاستعمال و هذا على نحو قولهم بار وبر رب وراب كبر وبار وهذا ذكره كثير ونازع فيه بعضهم كالسمين الحلبي في الدر المصون بان هاتين الكلمتين بار وبر كلمتان منفصلتان ليستا اصلا وفرعا وبعضهم قال ان هذه الكلمة على ما هي عليه كرب على وزن فعل. رب على وزني فعل وهذا قالوا كما تقول نم ينم فهو نم يعني نمام كذلك تقول رب يرب فهو رب قيل ان هذه الكلمة هي مصدر في معنى الفاعل. كما تقول رجل عدل وخصم كذلك تقول رب وعلى كل حال البحث اللغوي البحث اللغوي الامر فيه يسير المقصود ان الله عز وجل هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا الرب في اللغة يطلق على المالك ويطلق على السيد ويطلق على المصلح ويطلق على المربي وكل هذه المعاني ثابتة في حق الله سبحانه وتعالى وما هو اعظم منها وهو الخلق والانشاء من العدم نعم قال رحمه الله تعالى والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها ويفردونه بالحب والخوف والرجاء اي والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطلب والتوكل ونحو هذه الاشياء. انتقل بعد الربوبية الى ما ينشأ عنها وما هو ملزوم لها الا وهي الالوهية. الالوهية مصدر الهة يأله الوهة والهة واله والوهية كل هذه المصادر لكلمة والها باجماع اهل اللغة بمعنى عبد اله الهة كعبد عبادة فالعرب انما تعرف من لغتها عبدة اله بمعنى عبدة هذا هو الاصل في كلامهم ومنه قول رؤبة لله در الغانيات المدهي سبحنا واسترجعنا من تأله. يعني تعبدي يعني لما رآه اه النسوة تعبد واستقام سبحنا واسترجعنا لانه سيترك اللهو معهن سبحن واسترجعن من تأله يعني من تعبدي اذا الالوهية يعني العبادة وتوحيد الالوهية يعني توحيد العبادة يقول والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها ويفردونه بالحب والخوف الى اخر ما ذكر فهذا هو توحيد الالوهية لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى. وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. نعم. قال التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله التوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا وهو جعل الشيء واحدا او اعتقاد الشيء واحدا والتوحيد في الاصطلاح الشرعي عرفه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه التدميرية بتعريف حسن جامع حيث قال رحمه الله حقيقة التوحيد الا يشركه تعالى شيء فيما هو من خصائصه الا يشركه تعالى شيء فيما هو من خصائصه جل وعلا فالله جل وعلا اختص بامور لا يجوز ان يشارك فيها وما اختص الله عز وجل به هو اعتقاد ما اختص الله عز وجل به هو انفراده بالربوبية فهو الخالق وحده دون مشارك وهو الرازق وحده دون مشارك وهو المالك لكل شيء وحده دون مشارك وهو المدبر لكل ما في هذا الكون وحده دون مشارك كذلك اختص سبحانه وتعالى باسماء وصفات لا يشركه فيها احد هل تعلم له سمية ولم يكن له كفوا احد ليس كمثله شيء كما انه اختص جل وعلا بان العبادة لا يجوز ان تؤدى الا اليه ولا تصرف الاله سبحانه وتعالى فالعبادة حق له جل وعلا حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فمن جعل مع الله عز وجل معبودا غيره ولو في عبادة واحدة فانه جعل لله مشاركا فيما اختص به سبحانه وتعالى وهذا مناف للتوحيد وهذا هو حقيقة الشرك اذا حقيقة التوحيد عدم اشراك غير الله جل وعلا معه فيما يختص به سبحانه وتعالى وهذا التوحيد دل استقراء الكتاب والسنة على انه ينقسم الى هذه الاقسام الثلاثة التي ذكرتها لك هي التي يجب ان يوحد الله سبحانه وتعالى فيها توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وبعض العلماء يقسم هذا التوحيد الى قسمين الى توحيد المعرفة والاثبات والى توحيد القصد والطلب توحيد المعرفة والاثبات هو توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد القصد والطلب هو توحيد الالوهية و جمع الله جل وعلا هذه الانواع الثلاثة السابقة في قوله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمية فقوله رب السماوات والارض هو توحيد الربوبية فاعبده واصطبر لعبادته هو توحيد الالوهية هل تعلم له سميا هو توحيد الاسماء والصفات قال المؤلف رحمه الله فان التوحيد حقيقته الجملة من هذه الكلمة الى ما جاء في صحيفة اربعين من قوله الصديقين هذه القطعة مأخوذة من كتاب الاحياء للغزالي. في اوائله. الجزء الاول في صحيفة ثلاث وثلاثين قال فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط مراده ان تقطع عن النفس او يقطع عن النفس الالتفات الى الاسباب والوسائط قال فترى فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق. وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه هذا التعريف فيه نقص هذا القدر وحده لا يكفي بل لا بد من ان يكون بعد ذلك تعبد وقصد تأله ومحبة وخوف ورجاء والا فمن وقف عند هذا القدر فانه لم يتجاوز الايمان بتوحيد المعرفة والاثبات وهو قد كرر قريبا من هذه الجملة في الصفحة التي بعدها واظاف اليها العبادة لله سبحانه وتعالى وهذا هو الصواب هذا الذي ذكره رحمه الله هو توحيد المعرفة والاثبات ولا شك انه يثمر هذه الامور التي ذكرها ذكر خمسة امور التوكل على الله جل وعلا فمن امن بربوبية الله حقا فانه سوف يتوكل على الله ويفوض الامر اليه ويثق به سبحانه وتعالى في كل شيء وكذلك سيثمر ترك شكاية الخلق فاذا لم يحصل الانسان مطلوبه من الناس او من غيرهم فان الموحدة حقا يترك شكايتهم وتضييع العمر في التلهف على ما فاته من الحظ منهم لانه يعلم ان هؤلاء الخلق ليس منهم شيء ولا اليهم شيء انما الامر كله من الله جل وعلا وما فاته انما فاته لان الله جل وعلا لم يقدر له ذلك فهو يقطع التعلق بالخلائق تماما لانه على يقين من ان الامر كله لله وان الجن والانس جميعا لو اجتمعوا على ان ينفعوه بشيء لم ينفعوه بشيء لم يكتبه الله عز وجل له اذا لماذا يشتغل بهذا الامر الذي لا طائل له والامر الثالث قال ترك لومهم ايضا يترك لومهم وينشغل بان قلبه يمتلئ من الحزن وربما الغيظ منهم ويبدأ باللوم والعتاب لكونه لم يحصل الشيء الذي كان يرومه منهم وهذا ايضا نقص في تحقيق توحيد الربوبية قال والرضا عن الله تعالى الرضا عن الله سبحانه امر واجب يجب ان يرضى العبد عن ربه سبحانه وتعالى فيرضى عنه لكونه خالقا له ويرضى عنه لكونه متصفا بنعوت الجلال والجمال الكاملة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ويرضى عنه لانه حقيق بالعبادة وحده لا شريك له سبحانه وتعالى ويرضى عنه لانه المقدر للاشياء بحكمته وان تقديره تقدير حكيم يتضمن غاية العدل فلا ظلم فيه ولا عبث اما المقدور الشيء الذي قدره الله سبحانه وتعالى فهذا الرضا به ان كان في غير ما حرم الله سبحانه فانه يستحب الرضا به ولا يجب هذا هو الصحيح من كلام اهل العلم الصبر عن او الصبر على هذا الذي قدره الله عز وجل هذا قدر واجب اما الرضا بهذا المقدور فالصحيح من كلام اهل العلم انه مستحب لا واجب اذا النظر في مسألة الرضا بالقدر يلاحظ فيه امران وهذا هو التحقيق في هذا المقام هل الرضا بالقدر واجب او ليس بواجب؟ الصواب ان يقال الرضا عن فعل الله عز وجل الذي هو تقديره هذا واجب اما رضا عن الشيء الذي قدره الله وخلقه فهذا ان كان معصية فانه لا يجوز الرضا به واما ان كان غير معصية فان الصواب انه يستحب الرضا به ولا يجب قال والتسليم لحكمه. يجب على العبد ان يسلم لله عز وجل تسليما تاما لحكمه تبارك وتعالى وحكم الله سبحانه نوعان حكم شرعي وحكم قدري وكلاهما مما يجب على العبد ان يسلم به له تبارك وتعالى فيترك التسخط والمعاندة ويذعن ويثق بحكم الله سبحانه وتعالى الذي حكمه شرعا كان او قدرا. نعم قال رحمه الله تعالى واذا عرفت ذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه كما ان رحمة هي الوصلة بينهم وبينه عز وجل اذا عرفت ما سبق من هذين الشقين العظيمين الذين بهما نهض الايمان المعرفة والاثبات والقصد والطلب الربوبية والالوهية قال فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله يعني التعبد من عباده له سبحانه. وهذا صحيح ولذا عرف بعض اهل العلم توحيد الربوبية بانه توحيد الله بافعاله واما توحيد الالهية فهو توحيد الله بافعال العباد فالربوبية قائمة به سبحانه وتعالى لانه الرب جل وعلا واما التأله والعبادة فانها فعل العباد هي اقوالهم واعمالهم واعتقاداتهم التي يتوجهون بها الى الله سبحانه وتعالى فهي قائمة بهم متوجهة اليه سبحانه وتعالى قال كما ان الرحمة هي الوصلة بينه وبينه عز وجل وصدق فبرحمة الله عز وجل خلقهم لعبادته وبرحمته اعطاهم القلوب والعقول والاسماع والابصار. ومكنهم من الهداية ولم يحل بينهم وبين الوصول الى الحق وبرحمته ارسل الرسل وبرحمته انزل الكتب وبرحمته اقام الدلائل والبراهين على توحيده والايمان به حسا ومعنى فكل ذلك من رحمته التي وسعت كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا واجلها احسن الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدر توحيد الله تعالى. وصدق توحيد الله جل وعلا اجل الامور واعظمها على الاطلاق التوحيد لله فكيف لا يكون اعظم الاشياء فالله اكبر من كل شيء فتوحيده اكبر من كل شيء فالله اعظم من كل شيء فتوحيده اعظم من كل شيء توحيد الله هو الذي لاجله خلق الله الخلق. ما خلقك الله الا لكي توحده وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. يعني ليوحدون التوحيد هو الذي لاجله خلق الله هذه الدنيا ولاجله خلق الله الجنة والنار ولاجله شرع الله الشرائع ولاجله انقسم الناس الى اهل سعادة والى اهل شقاوة اذا هو اجل الامور وهو اعظم الامور وهو اوجب الواجبات وهو اول الاوليات واذا كان ذلك كذلك كان تعلمه وكانت المدارسة وكانت المدارسة فيه اعظم انواع العلوم واهم ما يكون من المدارسة وهذا مما ينبغي ان نتواصى به وان نتعاون عليه ان تكون الهمة منصرفة في العلم الى تعلم التوحيد ولا سيما في هذا العصر تعلم التوحيد امر مهم بل واجب في كل زمان وفي كل مكان ولكنه في هذا العصر الذي نعيشه اوجب واهم واعظم اهمية وقدرا وذلك لانه عصر مليء بالشبهات التي تقدح في التوحيد والتي تشوش على التوحيد والتي تشغب على التوحيد وعلى اهل التوحيد ومتى ما كان الامر فيه خطر يكتنفه كانت العناية به اهم واوجب ولد ابراهيم عليه السلام لجأ الى الله سبحانه بهذا الدعاء العظيم واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ما السبب قال ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فالخطر عظيم و اسباب الاضلال عن هذا التوحيد كثيرة لا سيما في هذا العصر ولا سيما بعد انتشار هذه الوسائل اعداء التوحيد يصطادون المسلمين من خلال شباك الشبكة او من خلال فضاء الفضائيات او من غيرها من الوسائل فكان الاهتمام بالتوحيد والعناية به وتحقيق مسائله ومعرفة ضده حتى يجتنب من اهم اشياء لو اخطأت في غير التوحيد فالامر يرجى ان يكون الى خير لكنك اذا اخطأت في التوحيد لا سيما الاخطاء التي تقدح وتنقض اصله فالامر حينئذ عظيم ولذا ينبغي على الانسان ان يتنبه رب انسان يعيش ستين او سبعين او ثمانين سنة كلها يقضيها في طاعة الله في ذكر ودعاء في صلاة وصيام في حج وعمرة ولكنه ربما اذا وصل الى اخر لحظة من حياته لنفرض ان رجلا عاش هذه الحياة ثم في اخر دقيقة من حياته دعا غير الله قال يا سيدي فلان المدد المدد ومات على هذا ما مصيره يا قوم ما رأيكم هذي اخر ما مات عليه ما مصيره اجيبوا الى النار خالدا مخلدا فيها عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وكل ما مضى من هذه الاعمال تصبح هباء منثورا هذا ما اخبرنا الله عز وجل به وقدمنا الى ما عملوا يعني المشركون وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورة اذا كان الله جل وعلا خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب العظيم فقال ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك يعني من الانبياء لان اشركت ماذا؟ ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين هذا الخطاب يوجه الى من؟ الى النبي صلى الله عليه وسلم. الذي هو سيد الخلائق الذي هو احب الخلق الى الله الذي هو اعظم الناس عبودية وتوحيدا. بل الذي هو معصوم واخوانه من الانبياء من الشرك الانبياء معصومون من الشرك ومع ذلك يحذرهم الله عز وجل من الوقوع في الشرك. وان اعمالهم ستحبط فكيف بنا يا معشر المسلمين اذا هذا الامر يا اخواني ينبغي ان نتنبه له وما وقع كثير من المنتسبين الى الاسلام في نواقض الاسلام وفي الشرك بالله جل وعلا الا لضعف همتهم وعنايتهم بتعلم التوحيد. مع الاسف الشديد فهذا التنبيه من المؤلف رحمه الله تنبيه هو في محله الا وهو ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله جل وعلا وهذا الامر ينبغي ان يكون له اثر في واقع الانسان اذا كان التوحيد شيئا نفيسا اذا حافظ عليه وضع الاسباب والاسوار والاحتياطات التي تحوطه وتحفظه لو كان عندك جوهرة ثمينة اشتريتها بغالي الاثمان فانك لا يمكن ان تضعها على قارعة الطريق لتكون نهبا لكل احد. توحيد الله اعظم من كل جوهرة على وجه الارض لذا عليك ان تحافظ عليه. ومن المحافظة عليه ان تتعلمه. وان تعرف ضده حتى تجتنبه. نعم قال رحمه الله غير ان التوحيد له قشران. القشر الاول ان تقول بلسانك لا اله الا الله. ويسمى هذا القول توحيدا. وهو هو مناقض للتثليث الذي تعتقده النصارى. وهذا التوحيد يصدر ايضا من المنافق الذي يخالف سره جهره. سره الذي يخالف سره جهره. القشر الثاني ان لا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول. بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به. وهذا هو توحيد عامة الناس. يقول غير ان التوحيد له قشرا قشران مثنى قشر هذه الجملة جاءت في الاحياء بنصها يقول الغزالي والتوحيد جوهر نفيس له قشران الحقيقة ان التعبير بهذين الامرين الذين ذكرهما بانهما قشران تعبير فيه ما فيه لان القشر عند الناس ممتهن القشر لا قيمة له في الغالب. فالتعبير عن النطق بلا اله الا الله وعن التصديق بذلك بانه قشر اه فيه تجوز في العبارة وكان الاولى الا يكون ذلك كذلك انما يقال توحيد عامة الناس هو الذي يجب وان يجتمع فيه هذان الامران اما التعبير بالقشر فالحقيقة انه كان ينبغي الا يكون مراده رحمه الله ان الناس في التوحيد على طبقات وعلى درجات قسمهم رحمه الله الى هذين القسمين الى توحيد عامة الناس والى توحيد الصديقين اما توحيد عامة الناس فهو الذي اجتمع فيه هذان الامران اللذان ذكرهما قال اولا ان تقول بلسانك لا اله الا الله ويسمى هذا القول توحيد ولا شك ان كلامه رحمه الله صحيح فلا اله الا الله توحيد ولذا في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس على ماذا شهادة ان لا اله الا الله جاء في رواية عند مسلم على ان يوحد الله اذا لا اله الا الله ماذا توحيد كذلك في حديث ابن عباس في الصحيحين لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم الى ماذا الى شهادة ان لا اله الا الله وجاء في رواية ايضا في الصحيحين قال الى ان يوحدوا الله اذا شهادة ان لا اله الا الله توحيد وهذا القدر متفق عليه بين المسلمين بل هو من المعلوم من الاسلام بالضرورة فانه لا يمكن ان يكون توحيد ولا ايمان ولا اسلام الا لمن جاء بلا اله الا الله لابد من ان ينطق بها مع القدرة على النطق اما من كان غير قادر على النطق فانه يسقط عنه واجب النطق ويبقى عليه واجب الاعتقاد اما القادر على النطق فانه يجب عليه ان يتلفظ بلا اله الا الله فلو قدرنا انسانا يقول انا هذه الكلمة لا اريد ان انطق بها. لكني في قلبي معتقد بها ولكن لا يمكن ان اتلفظ بها ما رأيكم مسلم او غير مسلم ليس بمسلم قطعا بالاجماع. امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. اذا لابد من النطق بلا لا اله الا الله وهذا هو الذي يدخل به الانسان في الاسلام. مفتاح الاسلام هو هذه الشهادة. الشهادة بلا اله الا الله ولكن انتبه ليست لا اله الا الله كلمة تقال باللسان فحسب والا لو كان الامر كذلك لكان المنافقون مسلمين لانهم كانوا يقولون لا اله الا الله كما ذكر الشيخ ها هنا قال وهذا التوحيد يصدر ايضا من المنافق الذي يخالف سره جهره اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والشهادة بان محمدا رسول الله قرينة الشهادة بلا اله الا الله ولا تغني احداهما عن الاخرى قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين ماذا لكاذبون. اذا لا تنفعهم لا اله الا الله التي كانوا يلهجون بها بل هم في الدرك الاسفل من النار اذا لا اله الا الله نطقا لا تكفي انما هي كلمة لها مقتضى كلمة لها لوازم فمن لم يأت بهذا المقتضى وهذه اللوازم فانها لا تنفعه لا اله الا الله قيل للحسن البصري رحمه الله يقول ناس ان من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال من قال لا اله الا الله وادى حقها وفرضها دخل الجنة قيل لوهب ابن منبه رحمه الله يقولون ان لا اله الا الله مفتاح الجنة قال نعم ولكن لكل مفتاح اسنان. فاذا اتيت بمفتاح له اسنان فتح لك. والا لم يفتح لك هذه اللوازم والمقتضيات والمقتضيات للانتفاع بلا اله الا الله تشمل فعلا وكفا تشمل فعلا يعني امرا وجوديا وتشمل كفا اما الفعل فيشتمل على باطن وظاهر فعل باطن وفعل ظاهر اما الفعل الباطن فانه يشتمل على امرين اولا على الاتيان بشروط لا اله الا الله يعني ان تقوم بقلبك وان تعتقدها وهذه الشروط جمعها اهل العلم باستقراء الكتاب والسنة فبلغت سبعة شروط علم يقين واخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها هذه الشروط السبعة لابد من ان تقوم بقلب الموحد حتى ينتفع بلا اله الا الله. اذا هي شروط للانتفاع بلا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله ولم يأتي بهذه الشروط او لم يأتي بواحد منها فانه لا تنفعه لا اله الا الله الامر الثاني ان يؤمن باركان الايمان الستة وبكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لابد ان يحصل منه ايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر ثم ان يؤمن بكل كلمة بل بكل حرف بلغه وثبت عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن لم يصدق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد بل في كلمة واحدة وكذبه فيها عليه الصلاة والسلام فانه لا ينتفع بلا اله الا الله بل هو كافر باجماع المسلمين اذا هذا هو الامر الباطن او الفعل الباطن الذي عليه ان يأتي به اما الفعل الظاهر فلا بد ان تنبعث جوارحه بطاعة الله عز وجل في الجملة وذلك الامتناع ان يكون هناك ايمان في القلب لا يتبعه حركة البدن يمتنع الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ولذا المتقرر عند اهل السنة والجماعة انه لا ينفع اسلام الا بقدر من الايمان يصححه كما انه لا ينفع ايمان الا بقدر من الاسلام يصححه ولاجل هذا فقد اتفق اهل السنة على ان الايمان لا يكون الا باجتماع هذه الامور الثلاثة ان يكون هناك قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معلوم بوضوح في ادلة الكتاب والسنة الله جل وعلا انما ارسل الرسل لاجل ان يطاع سبحانه وتعالى باذنه وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فمن قال انا امنت بلساني وصدقت واعتقدت بقلبي ثم جلس ولم يفعل لله عز وجل طاعة ببدنه البتة فاي ايمان هذا عنده؟ بل هذا هو حقيقة التولي المكفر ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك قال الله وما اولئك بالمؤمنين يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هؤلاء اتوا بالقول لكنهم ما اتوا بالطاعة فنفى الله عز وجل عنهم الايمان وهذا هو حال المنافقين اما الكف قلنا ان المقتضى واللازم لقول لا اله الا الله فعل وكف اما الكف يعني ان يترك الانسان ويتجنب فالمطلوب ان يتجنب نواقض التوحيد يعني الامور التي اذا قامت بالانسان انتقض عليه توحيده وزال كنواقض الطهارة لو تطهر الانسان احسن طهارة ثم اتى بناقض من نواقض الطهارة كبول او غائط فانه لا تنفعه الطهارة انتقضت عليه واصبحت كلا شيء اصبحت عدم الان كذلك التوحيد له نواقض هذه النواقض تنقسم الى قول وفعل واعتقاد وشك جميع النواقض وهي كثيرة حتى قال بعض اهل العلم انها تبلغ نحو اربعمئة ناقض ترجع الى هذه الاقسام الاربعة قول مخرج من التوحيد واعتقاد وفعل وشك هذه الامور الاربعة اليها ترجع نواقض الاسلام واشهرها واكثرها وقوعا عافاني الله واياكم من ذلك نواقض الاسلام العشرة المعروفة شرك دعاء ترك اكفار واعراض سحر مظاهرة تفضيل بغضاء كذا اعتقاد خروج المرء عن سننه جزء وهذه لعقد المرء اقصاء. فهذه النواقض العشرة هذه سيأتي ان شاء الله فرصة للحديث عنها بالتفصيل ان شاء الله اذا من اتى بهذا التوحيد؟ قال لا اله الا الله وصاحب ذلك ما ذكرته من لازم النطق بلا اله الا الله. من الفعل الباطن والظاهر والكف عن نواقض التوحيد فان هذا قد اتى بما ذكر الشيخ رحمه الله انه توحيد عامة الناس مراده انه اصل التوحيد لكن هناك قدر اخر هو كمال التوحيد سيأتي الحديث عنه اصل التوحيد ينجي برحمة الله عز وجل من الخلود في النار وكمال التوحيد ينجي من دخول النار اهل اصل التوحيد يشملهم وصف اهل الوعيد الذين هم تحت مشيئة الله جل وعلا ان شاء عذبهم وكان عذابهم عذابا مؤقتا وان شاء عفا عنهم من اول وهلة وادخلهم الجنة اما اهل كمال التوحيد فهم اهل الوعد فانهم موعودون بان الله جل وعلا لا يعذبهم ولا يعاقبهم بل هم الى الجنة من اول وهلة ولهم فيها الدرجات العلى هذا هو كمال التوحيد وهو الذي سيتحدث عنه الشيخ بعد قليل. نعم قال رحمه الله قل باب التوحيد يعني كمال التوحيد. هذا هو الذي اراده بقوله لباب التوحيد. نعم قال ولباب التوحيد ان يرى الامور كلها من الله تعالى. ثم يقطع الالتفات عن الوسائط. وان يعبده سبحانه يفرده بها ولا يعبد غيره نعم هذا الذي ذكره الشيخ رحمه الله هو كمال التوحيد وهو منقسم عند اهل العلم الى قسمين الى كمال التوحيد الواجب والى كمال التوحيد المستحب كمال التوحيد الواجب هو ان يأتي باصل التوحيد ثم يزيد عليه فعل الواجبات والكف عن المحرمات والمبادرة الى التوبة النصوح عند التقصير فلا احد يكاد يخلو من تقصير في اداء الواجبات والكف عن المحرمات لكن اهل هذا التوحيد هم مبادرون الى التوبة اذا زلت بهم القدم مباشرة ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون والتائب من الذنب كمن لا ذنب له اذا هؤلاء هم اهل كمال التوحيد الواجب اتوا باصل التوحيد السابق وزادوا عليه بان فعلوا كل ما اوجب الله عليهم وكفوا عن كل ما حرم الله عليهم من الكبائر او من الاصرار على الصغائر وهذا هو مقتضى توحيد الله عز وجل انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه توحيدك الله جل وعلا ينبغي ان يتبعه الاستقامة على طاعة الله عز وجل بفعل ما امر والكف عما نهى عنه من فعل هذا فليبشر بالخير هو من اهل السعادة ومن اهل النجاة. هو من اهل التوفيق قال صلى الله عليه وسلم كما اخرج الامام احمد باسناد صحيح قال من عبد الله لا يشرك به واقام الصلاة واتى الزكاة واجتنب الكبائر فله الجنة او قال دخل الجنة لاحظ معي ان هذا اتى باصل التوحيد عبد الله ولم يشرك به وزاد على هذا بفعل الواجبات وذكر اهمها الصلاة والصيام لان الزكاة لا تجب على كل احد. تجب على القادر وعلى الغني فاقتصر على الصلاة والصيام وربما يكون هذا مثالا لغير ذلك من الواجبات قال واجتنب الكبائر اجتنب ما حرم الله سبحانه وتعالى والاصرار على الصغائر يصيرها كبائر كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخل الجنة وهذا وعد. اذا هؤلاء هم اهل وعد الله سبحانه وتعالى ويقدح في كمال التوحيد الواجب ثلاثة امور الشرك الاصغر والبدع و الكبائر او الاصرار على الصغائر اما الصغائر التي تكون على ندرة ولا اصرار فيها فانها لا يكاد يخلو منها احد ولا تقدح في كمال التوحيد الواجب لكن المهم ان لا يقع في كبيرة ولا يدمن على صغيرة من اتى بهذا فقد اتى بكمال التوحيد الواجب اما كمال التوحيد المستحب اشار الى انه ان يرى الامور كلها من الله تعالى ثم يقطع الالتفات عن الوسائط وان يعبده سبحانه عبادة يفرده بها ولا يعبد غيره كمال توحيد الواو المستحب درجة سامية رفيعة لا يصل اليها الا الافراد ونستغفر الله من ان نتحدث عن شيء ما ذقناه ولا شممنا له رائحة لكن ما ذكر العلماء نذكره كمال التوحيد المستحب يعني انجذاب الروح الى الله جل وعلا محبة وتعظيما ورجاء وخوفا واخباتا وقصد طيب الكلام عن درجة كمال التوحيد المستحب تحتاج الى آآ وقت اطول من المتاح الان نكمل ان شاء الله تعالى غدا ونبدأ من هذه الفقرة والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. الاخ يقول ما هي الايام التي اه تدرس فيها حاليا في هذا هذه الفترة سيكون الدرس كل يوم ان شاء الله. الا اذا عرض عارض والا الاصل ان كل يوم ان شاء الله. يقول ما حكم حل الاحرام بعد النية؟ ولكن قبل الوصول الى الميقات وذلك بسبب من حصل في السيارة تقول ماذا يترتب علما بانه بانني قد اتيت بالعمرة من الغد حرام من دخل فيه فانه ليس له ان يتركه باختياره واتموا الحج والعمرة لله ومن دخل في الاحرام فلا بد ان يكمل ولابد ان يتمم الا اذا احصر واذا احصر بمعنى انه منع من الوصول الى البيت بسبب عدو يمنعه من الوصول الى البيت او بسبب سيل والامر يطول او نحو ذلك فانه يكون محصرا فيذبح ذبيحا في المكان الذي احصر فيه ويحلق وبهذا يتحلل اما صاحب هذا السؤال فانه لم يحصر. انما حصل له تأخير وبالتالي هو لم يحل احرامه ليست قضية الاحرام هو ان تنزع هذه الملابس التي لبستها هو قضية حكمية يعني حكم انت تلبست به وهو الاحرام فلا يمكن ان تتركه باختيارك بعظ الناس يظن ان قظية الاحرام القضية كما يحب احرم ثم بدا له ان لا يذهب فيقول خلاص تحللت ليس الامر كذلك. بعد الاحرام وبعد عقد النية خلاص نوى الان الدخول في الاحرام بحيث لو جاءه انسان يريد ان يطيبه فانه لا يقبل هذا الطيب يقول انا محرم وعلامة ذلك انه يلبي. اما النية العامة فهذه لا عبرة بها جاء من بلده الى المدينة ومنها يريد ان يذهب الى العمرة هذه نية عامة لكن المقصود النية الخاصة نية الدخول في النسك فمن نوى هذه النية الخاصة وعقد الاحرام فليس له ان يتركه والواقع ان الاخ السائل الكريم هو لم يتحلل هو كان باقيا على احرامه ولبس ملابسه وهو محرم لكن بما انه قد ادى العمرة فالحمد لله لا شيء عليه وهذا الذي وقع فيه من المحظورات لبسه المخيط او الطيب مثلا او الاخذ بشيء بشيء من شعره او اظفاره فهذا هو في معذور لجهله والله تعالى اعلم قل ما هي الامور الاربعة التي ترجع اليها نواقض الاسلام كما ذكرتها هي قول او فعل او اعتقاد او شك. دل الدليل الشرعي على انه مخرج من الدين قول دل الدليل على ما هو مخرج من الاسلام فعل دل الدليل على انه مخرج من الاسلام وآآ اعتقاد او شك. هذه الامور الاربع التي ترجع اليها نواقض الاسلام وهي معلومة بالاستقراء استقريت هذه النواقض فوجد انها ترجع الى هذه الانواع الاربعة يقول هل تنفع الشهادة من لا يفهم معناها اذا كان اميا المقصود يا اخواني ان يفهم فهما اجماليا لها ليس المقصود ان يفهم الفهم التفصيلي او ما يعرفه طلاب العلم او هذه العبارات المحددة المذكورة في كتب اهلها العلم انما المقصود انه يفهم معنى اجماليا وهذا حاصل ولله الحمد اه عامة العوام انه يؤمن ان الله عز وجل هو الذي يعبده ولا يعبد عيسى ولا يعبد حجر ولا يعبد شجر الله عز وجل هو الذي يعبده لا يعبد غيره. ودين الاسلام هو الدين الحق وغيره من الاديان شيء باطل هذا الفهم الاجمالي كاف في معرفة معنى لا اله الا الله اما هذا الذي لا يعرف شيئا البتة عن هذه الكلمة وينطق بها وهو لا يدرك لها اي معنى فهذا ان تصور حصوله فان من قال لا اله الا الله على هذا الوجه فانها لا تنفعه لا اله الا الله. والعامة ولله الحمد ليسوا كذلك فيما اظن قلنا بالنسبة لما يتعلق يريد اعادة تقسيم الرضا بالقدر قلت ان الرضا بالقدر فيه تفصيل فالرضا عن فعل الله عز وجل هذا واجب ويجب عليك ان ترضى بفعل الله عز وجل وان لا تسخطه واما المقدور يعني حصل حريق او حصل موت قريب او حصل اه حصلت اه حصل تلف للسيارة مثلا هذا امر مقدر تقدير الله عز وجل هذا يجب ان ترضى به. واما هذا الحريق او هذه السرقة او هذا التلف فانه يستحب في حقك ان ترضى به ولا يجب اما ما قدر من المعاصي والذنوب فانه لا يجوز لك ان ترضى به بل يجب عليك ان تسخطه وان تكرهه وان كنت وقعت فيه هذا سؤال جيد يقول فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى. هل يعتبر هذا مخالفا لقوله تعالى والشر ليس اليك هذا المقام ايضا يحتاج الى تفصيل فالشر لا يضاف الى فعل الله عز وجل لكن يضاف الى مفعوله لا يضاف الى تقديره لكن يضاف الى مقدوره اذا تنبه الى الفرق بين الامرين هناك فعل لله قائم به وهناك مفعول له منفصل عنه هو مخلوق. اقرب لك الامر الان هذا الكرسي من صنعه نجار اليس كذلك؟ هذا النجار له فعل الضرب والطرق والنشر والطلاء ونحو ذلك. هذه ايش هذه افعال له هذا فعله شيء قائم به. اما مفعوله فهو هذا الكرسي وهو شيء منفصل عنه هل الكرسي صفة للنجار ليس صفة له. اذا الله عز وجل اذا خلق الشر فانه لا يضاف الى فعله الشر فالشر ليس الى الله تبارك وتعالى لا الى ذاته والى ولا الى صفاته ولا الى افعاله ولا الى تقديره والى الى اي شيء يتعلق به هو سبحانه وتعالى اما المفعول المخلوق المنفصل عنه فانه يكون خيرا ويكون شرا فالله عز وجل هو الذي خلق ابليس الخلق من حيث هو يعني من حيث كونه مضافا الى الله جل وعلا هذا خير لا شر فيه البتة لانه يترتب عليه حكمة بالغة. وجود ابليس فيه خير وفيه حكمة ولاجل ذلك خلق الله عز وجل ابليس وان كان ابليس من حيث هو شران فصار الشر في ماذا في مفعوله لا في فعله في مخلوقه لا في خلقه تنبه الى الفرق بين الامرين فالشر ليس الى الله يعني ليس الى فعله ولكنه يكون في مفعوله وحتى مفعوله فلا يوجد شيء من مفعولاته ومخلوقاته وشر محض بل لا بد ان يكون فيما خلق من هذه الامور المبغوضة المكروهة شيء من الخير اما في ذاتها واما ما يترتب على وجودها وهذا المقام يحتاج الى تفصيل طويل يقول كيف يرد على الملاحدة الذين يمكرون وجود الله مع انكارهم بعض انواع الادلة؟ الحوار والبحث مع الملاحدة حوار اه له شروطه وله قواعده والكلام في هذه المسألة اعني في وجود الله وادلة وجوده اذا توجه الى مسلم بخلاف ما اذا توجه الى غير المسلم بخلاف ما اذا توجه الى من ينكر وجود الله عز وجل بالكلية فالحوار معه او النقاش معهم او اقامة الحجة معهم تحتاج الى قدر من العلم ومن الحجاج العقلي والدربة على هذا الامر. ولذا لا ينصح ان يدخل في هذا الامر اي احد بل لا ينصح ان يدخل اي احد الا من كان على علم ودراية وخبرة بهذا الامر والا هو والا فانه قد يفسد اكثر مما يصلح قد يضعف الموقف الايماني امام الناس وقد يكون سببا في دخول شبه على نفسه وانا اعرف ومرت بي حالات لاناس ظنوا في انفسهم انهم من اهل العلم والقدرة على محاورة الملاحدة فخاضوا غمار هذا الامر الخطر فعاد عليهم بوقوع شبهات في انفسهم بل بعضهم ارتد والعياذ بالله كان قصده اول مرة انه يناقش ويهدي ويدل على الخير فكانت النتيجة ان اصبح مدعوا لا داعيا شبهات الملاحدة اغبى الشبهات واخطر الشبهات في نفس الوقت لتجمع بين هذين الامرين العجيبين هي اغبى شبهة واتفه شبهة على الاطلاق وفي نفس الوقت فيها خطورة فيها مغالطات عقلية تحتاج الى تنبه فيها تلاعب احيانا بالالفاظ. فهذا يحتاج الى خبرة ودراية ليست لاي احد والله اعلم وصلى الله على