الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام احمد ابن علي المكنيزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد. ولباب التوحيد ان يرى الامور كلها من الله تعالى ثم يقطع الالتفات عن الوثائق وان يعبده سبحانه عبادة يفرده بها ولا يعبد غيره ويخرج عن هذا التوحيد اتباع الهوى فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه قال تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه؟ واذا تأملت عرفت ان عابد الصنم لم يعبد. انما عبد وهو ميل نفسه الى دين ابائه فيتبع ذلك الميل. وميل النفس الى المألوفات احد المعاني التي يعبر عنها بالهواء ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد توقف بنا الحديث في الدرس الماظي عند الكلام عن تحقيق كمال التوحيد. وذكر فيه ان تحقيق كمال التوحيد يكون على درجتين. الاولى هي تحقيق كمال توحيد الواجب والثانية هي تحقيق كمال التوحيد المستحب. و بدأ الحديث في بيان كمال التوحيد المستحب وذكرت كمال التوحيد المستحب هو انجذاب القلب الى الله تعالى وقصدا وتعظيما ومخافة ورجاء واخباتا. بحيث يكون الله جل وعلا اعظم في في قلب العبد من كل شيء. واكبر من كل شيء ومحبته اعظم من كل محبة. فيكون لله وبالله وفي الله فلا يحب الا ما احب الله. ولا يرجو الا الله ولا يخاف الا من الله. ولا يقصد في حوائجه جميعا الا الله فيعطي لله. ويمنع لله ويوالي لله. ويعادي لله ويأمر لله وينهى لله. فيتحقق لقوله تعالى وان الى ربك المنتهى وهذا القدر العظيم من تحقيق التوحيد لا يدرك كما اسلفت بالدعاوى وانما ببذل الجهد في التجريد والتفريط والتوحيد ولا شك ان هذا الامر لا يصل اليه الا الافراد من اهل للايمان واعظم الناس تحقيقا لهذا التوحيد هم انبياء الله ورسله و اعظمهم تحقيقا منهم هم اولو العزم من الرسل. واعظم اولئك تحقيقا له الخليل عليهم الصلاة والسلام ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم. اذا خلاصة هذا القدر الشريف من التوحيد ان يتجافى الموحد عن ادنى ما يخدش كمال الادب مع مقام الربوبية. وكما قال التعلق بمقام العبودية. اذا وصل الانسان الى هذه مرحلة فان الله جل وعلا يجازيه على ذلك بان يوفقه بان لا تنبعث جوارحه ولا قلبه الا في طاعة الله سبحانه وتعالى. تأمل ما جاء في الصحيحين. من الحديث القدسي الذي يقول فيه ربنا جل وعلا وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه لاحظ ان هذا القدر فيه تحقيق كمال التوحيد الواجب ثم ما ذكر كمال التوحيد المستحب. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه. ولان استعاذني لاعيذنه. فجمع هذا الحديث الشريف بين المقامين مقام تحقيق كمال التوحيد الواجب وتحقيق كمال التوحيد المستحب اصول الى هذه الرتبة يكون بفعل وكف. اما الفعل فهو ان يأتي اصل التوحيد وكماله الواجب. ثم يزيد على هذا فعل المستحبات فيفعل المستحبات التي امر الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. اما الكف فانه ترك المكروهات والورع عن المشتبهات والتجافي عن فضول المباحات. فمن كف عن هذه فانه يرتقي بتوفيق الله الى هذه الرتبة السامقة. يدل على هذا ما جاء في الصحيحين من حديث السبعين الفا الذين يدخلون الجنة فبغير حساب ولا عذاب. وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم باربعة اوصاف. قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. وهذا الحديث فيه ايضا ذكر ما يشير الى المرتبتين كمال التوحيد الواجب والمستحب ففيه فعل الواجب وترك المحرم وذلك في قوله يتوكلون وفي قوله لا يتطيرون. فالتطير محرم وتركه من كمال التوحيد الواجب. واما ترك المكروه فذلك في قوله ولا يسترقون. ولا يكتوون الاسترقاء يعني طلب الرقية من الغير. والاكتواء. هذا مكروه وان كان جائزا لكن تركه افضل. فاهل هذه المرتبة الذين جمعوا بين كمال توحيد الواجب والمستحب جزاؤهم انهم يكونون من السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب نسأل الله ان يحشرنا في زمرتهم. اذا هذا هو ما اراد المؤلف رحمه الله ان يعبر عنه بقوله ولباب التوحيد. يعني هذا الذي وصل اليه الصديقون. وصلوا الى هذه المرتبة العظيمة من التوحيد. قال ولباب التوحيد ان يرى الامور كلها من الله تعالى لانه هو الخالق وهو المدبر. وهو الذي له هذا الملكوت. فلا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن الا بتقديره سبحانه وتعالى بل وخلقه ثم يقطع الالتفات عن الوسائط. يعني لا يلتفت الى الوسائط المخلوقة. التي يخلق الله عز وجل بها ويوصل المقادير من خلالها. وذلك بعد بذل اسباب ليس المقصود هنا ان يترك الانسان الاسباب جملة بالفعل والاسباب من حقيقة التوكل. فالتوكل والاعتماد على الله والثقة به سبحانه وتعالى تقتضي ترك الالتفات الى هذه الوسائط والاسباب بعد فعلها ويفعلها ثم يتخلى قلبه عن التعلق بها. ويتعلق القلب بالله سبحانه وتعالى وحده وان يعبده سبحانه عبادة يفرده بها ولا يعبد غيره. قال ويخرج او قال ويخرج عن هذا التوحيد ويخرج عن هذا التوحيد اتباع الهوى. الهوى هو اتباع غير الحق. هذا الوصف الذي يشمل جميع صور الهوى وللهوى صور كثيرة. يجمعها انه اتباع غير الحق فكل من اتبع غير الحق فانه يكون متبعا لهواه. كل من اتبع غير الحق عن قصد عن ارادة فلا شك انه متبع لهواه. والحق منحصر فيما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه اذا فما ثم الا الاستجابة الى النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه او اتباع الهوى. قال جل وعلا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم وهل اتباع الهوى مذموم او ممدوح؟ لا شك انه مذموم. ولذا قال سبحانه ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. لا شك انه اعظم الضلال. ان يكون الانسان متبعا هواه متجافيا عن الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والهوى مصيره الهوان قالوا ان الهوى هو الهوان. لكن نقصت النون ذهبت عنه النون. والا الهوى مصيره الى الهوان. ينبغي على الانسان ان يتنبه الى هذا الامر العظيم وهو ان تكون همته منصرفة الى اتباع الحق. مهما وجده اقبل عليه قال فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبوده. قال تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه لا شك ان من حقق التوحيد خرج من قلبه التأله لما سواه من كل وجه. وبالتالي فانه يكون ممن بعد عن الهوى ولم يتبع الهوى. لا شك ان اتباع الهوى فيه شوب من التعبد لغير الله عز وجل. وهذا التعبد قد يكون شركا اصغر وقد يكون شركا اكبر. لكن يجمع هذا وذاك انه اتباع لما يستحسن ولما يظن نفعه بغير هدى من الله سبحانه وتعالى. فهذا حال المشركين عبدوا ما يظنون انه ينفعهم ولم يستضيئوا بنور الله سبحانه وتعالى. انما ظنوا ان هذه العبادة تنفعهم فظلوا عن الحق فكانت عبادتهم اتباعا للهوى. وهكذا من كان دون ذلك اهل البدع فانهم اتبعوا اهواءهم. وفيهم شوب من هذه الاية ولهم حظ ونصيب منها وذلك لانهم تعبدوا لا بامر الله ولا بامر رسوله صلى الله عليه وسلم انما تعبدوا وفق اهوائهم. فكان لهم نصيبهم من هذه الاية. كذلك اهل الكبائر ما استجابوا لامر الله ولا اتبعوا امر الله وبالتالي اتبعوا اهواءهم فكان لهم ايضا والنصيب من هذه الاية. ولكن ذلك التعبد الذي وقع فيه اخرجهم الى نوع من الشرك الاصغر لا الى الشرك الاكبر. اما من عظم تعلقه بغير الله عز وجل حتى صرف له شيئا من العبادة التي يجب ان تكون خالصة لله فلا شك انه اشرك مع الله الشرك الاكبر وسيأتي الكلام ان شاء الله لاحقا عن موضوع الشرك الاصغر. قال واذا تأملت عرفت ان عابد الصنم لم يعبده. انما عبد هواه. الحق انه عبده وعبد هواه معا فهو عابد للصنم بوضوح. وعابد لهواه من حيث انه اتبع هواه في الصنم فعادت العبادة لهواه. فهو جامع بين الامرين. عبد الصنم وعبد هواه وعبد ايضا الشيطان. الذي زين له عبادة غير الله عز وجل. الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان. فالشيطان هو السبب الدافع الى كل عبادة لغير الله سبحانه وتعالى قال انما عبد هواه وهو ميل نفسه الى دين ابائه فيتبع ذلك الميل وميل النفس الى المألوفات احد المعاني التي يعبر عنها بالهوى. على كل حال الناس في الجملة في هذا المقام ينقسمون الى اربعة اقسام. اما القسم الاول فهم الذين يعبدون الله ويتبعون اوامر الله عز وجل. وهؤلاء هم المؤمنون المتقون الصنف الثاني هم الذين يتبعون اهواءهم. واتخذوا اهواءهم اله فلا يفعلون الا ما تمليه عليه اهواءهم. ولا يتركون الا ما تمليه عليه فهم دائما متبعون لاهوائهم. وهذا حال المشركين والمنافقين حقيقة حالهم انهم اتبعوا اهواءهم. ولو اصابوا الحق فان هذه الاصابة لا تنفعهم ان هذه الاصابة للحق حصلت اتفاقا لا قصدا. ولذا تأمل حال رجلين ابو طالب وابو بكر رضي الله عنه. كلاهما نصر النبي صلى الله عليه وسلم. اليس كذلك لكن نصر ابي طالب ليس كنصر ابي ابي بكر رضي الله عنه. فابو طالب نصر النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لهواه. لانه يحبه فهو ابن اخيه يحبه محبة ولاجل كلام الناس. فهو ابن اخيه ولا يمكن ان يتخلى عنه. فهل نفعته هذه اه النصرة في اجارته من عذاب الله سبحانه ودخوله الجنة؟ الجواب لا. هو من اهل النار لا لم ينفعه ما فعل مع النبي صلى الله عليه وسلم. وان كان النبي صلى الله عليه وسلم قد شفع فيه في تخفيف العذاب فحسب. وليس في الاخراج من النار. ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اخف اهل النار عذابا ابو طالب. يعني من المشركين. ينتعل نعلين من نار يغلي منهما دماغه نسأل الله العافية والسلامة. هذا اخف اهل النار عذابا. ويظن انه اشدهم عذابا وانه لاهونهم عذابا اما ابو بكر رضي الله عنه فانه نصر النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لله لاتباع لهواه. وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى. وما لاحد عنده من نعمة تنتهز الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. ولسوف يرضى. اذا فعل ما فعل ارادة لوجه الله سبحانه واتباعا لامره وعده الله جل وعلا ان يرضيه ولسوف يرضى. الصنف الثالث هم الذين يتبعون امر الله تارة ويتبعون اهواءهم تارة اخرى. وهذا حال فساق المسلمين. اهل الكبائر هؤلاء العصاة جمعوا بين الامرين. تارة يطيعون ويعبدون ويتألهون لله جل وعلا وتارة يتبعون اهواءهم فيقعون في المعاصي فهؤلاء مسلمون عصاة. هم من اهل الوعيد. في الاخرة تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى. ان شاء عذبهم بقدر ذنوبهم ثم ما كان ثم كان مآلهم الى الجنة وان شاء عفا عنهم فادخلهم الجنة من ال من ولوهلة اما الصنف الثالث اما الصنف الرابع فهم الذين لم يتبعوا امر الله ولم يتبعوا اهواءهم وهذه الحال لا يمكن ان تكون حالا مستمرة لكن يمكن ان تكون حالا لبعض الناس مؤقتة يعني في احوال مؤقتة وفي وقت معين يكون غير متبع لامر الله وغير تابع لهواه وغالبا ما يكون سبب ذلك نقص العلم. ما يكون عنده علم. بان هذا الفعل مما يحبه الله ومما امر الله به فتجد انه لا يفعله لا اتباعا للهوى لكن لنقص علمه ان ان هذا ليس من امر الله سبحانه وليس من طاعته. لكنها كما ذكرت لك حال مؤقتة لا يمكن ان يكون الانسان غير متبع لامر الله ولا متبع لهواه. اذا هذه هي الاحوال التي ليرجعوا اليها الناس في هذا المقام. نعم. قال رحمه الله ويخرج عن هذا التوحيد السخط وعلى الخلق والالتفات اليهم. فان من يرى الكل من الله كيف يسقط على غيره او يأمل سواه. وهذا التوحيد مقام الصديقين كما سبق الى هنا نهاية النقل عن احياء علوم الدين. وهذا مضى الحديث فيه. وان التطلع الى ما في ايدي الناس رغبة او لومهم على عدم حصول الحظ منهم كل هذا يتنافى مع كمال التوحيد. من حقق التوحيد فانه ولا يلتفت الى المخلوقين لان قلبه معلق بالله سبحانه وتعالى. متيقن بقوله جل وعلا وفي السماء رزقكم وما توعدون. فما اتاه فهو من الله. وما لم يأته فالله عز وجل لم يشأ وصوله. اذا التعلق او السخط واللوم. كل هذا فعل لا فائدة من ورائه. انما فيه تضييع العمر الهمة والقلب. وهذا مما يأنف منه اهل تحقيق التوحيد. نعم. قال رحمه الله ولا ريب ان توحيد الربوبية لم ينكره المشركون. بل اقروا بانه سبحانه وحده خالقهم. وخالق السماوات والارض القائم بمصالح العالم كله. وانما انكروا توحيد الالهية والمحبة. كما قد حكى الله تعالى عنهم في قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. طيب. هذه قضية مهمة نبه اليها المؤلف رحمه الله وهي ان الاولين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا منكرين لربوبية الله عز وجل بل كانوا مقرين بها في الجملة. في الجملة هم مقرون بربوبية الله سبحانه وتعالى ليس المقصود انهم يحققون توحيد الربوبية كحال المسلمين. كلا بل عندهم نقص لهم تقصير وعندهم خلل وعندهم شرك في بعض الربوبية كما يعبر عن هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عندهم في بعض الربوبية لكن في الجملة يقرون بربوبية الله سبحانه وتعالى. الاصول العامة في باب الربوبية يقرون بها يقرون ان الله خالقهم يقرون ان الله رازقه يقرون ان الله يدبر شؤون هذا العالم هذا القدر لا اشكال فيه عنده ومع ذلك لم ينفعه هذا القدر من الاقرار لم ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى بل حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالكفر والخسران وبالخلود في النيران. فدل هذا على ان توحيد الربوبية وحده لا انفع بل لابد ان يضم اليه توحيد العبادة توحيد الالوهية توحيد القصد طلب يقول لا ريب ان توحيد الربوبية لم ينكره المشركون بل اقروا بانه سبحانه وحده خالقهم وخالق السماوات سوى الارض والقائم بمصالح العالم كله. وهذا عليه ادلة كثيرة. اولا الادلة التي فيها تصريح بهذا الاعتقاد منه صرحوا بالسنتهم بهذا الامر. واخبرنا الله عز وجل بهذا عنهم فقال سبحانه ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ومن يدبر الامر فسيقولون الله قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله. اذا هذا القدر كانوا مقرين به. وهذا تصريحهم بانفسهم قد يقول قائل الا يمكن ان يكونوا كاذبين؟ اخبروا بخلاف اعتقادهم؟ الجواب ان هذا غير صحيح. بدليل ما سيأتي. الله عز وجل ما اخبر عنهم انهم كانوا يعتقدون ان مع الله خالقين غيره ولا نهاهم عن هذا الاعتقاد. فدل هذا على ان هذا القدر صحيح. وكان هذا هو اعتقاده. الامر الاخر لو كان هذا الاعتقاد باطلا لبين الله سبحانه وتعالى ذلك. فالله جل وعلا اذا حكى عنهم قولا باطلا غير صحيح فانه يأتي التعقيب عقبه بان هذا باطل. و تأمل معي مثلا في قوله تعالى واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها عللوا فعل الفاحشة ما هي هذه الفاحشة انهم كانوا يطوفون بالبيت عراة. اذا لم يكن الرجل منهم من قريش او ممن والى قريشا ولم يعطه احد من قريش او من والاها ثيابه فانه يطوف عاريا. وان طاف بثيابه وخالف فلا بد ان يترك هذه الثياب ويرميها. بعد طوافه. اذا كانوا يفعلون هذا يطوفون بالبيت عراة رجالا ونساء هذه فاحشة وسماها الله عز وجل فاحشة لانه امر يفحش في النفوس والعقول السليمة قبيح. قال الله جل وعلا اذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا. هذا الامر الاول. الله عز وجل اقرهم على هذا. لان هذا حق هم فعلوا ما وجدوا عليه اباءهم ثم قال والله امرنا بها. هذا صحيح او غير صحيح؟ غير صحيح. ولذا جاء التعقيب قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ فاذا كانوا يقولون قولا باطلا فان الله جل وعلا يبين بطلان قولهم ويكذبهم في قولهم. فدل هذا على ان الايات الكثيرة التي جاءت في القرآن وفيها تصريحهم باعتقاد ان الله الله هو الخالق الرازق ان هذا كان اعتقادهم حقا ومع ذلك ما نفعه. ايضا من الادلة التي تدل على انهم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية في الجملة انهم كانوا يفزعون في الشدائد الى الله وحده اذا كانوا في شدة وكرب لا يلجأون الا الى الله وحده. فاذا ركبوا في الفلك ماذا؟ دعوا الله ماذا؟ مخلصين له الدين. يعني مخلصين له الدعاء لكن اذا وصلوا الى البر انتهت هذه الكربة. قال الله عنهم اذا هم يشركون. رجعوا الى الشرك. طيب كونهم لا يلجؤون في حال الشدة والكرب الا الى الله جل وعلا وهم يحبون الاصنام. قلوبهم متعلقة بها. بدليل انهم منذ ان تطأ اقدامهم. البر يرجعون الى الشرك قلوبهم معلقة بهذه الاصنام لكن السؤال لماذا ما لجأوا في حال الكرب الى هذه الاصنام؟ الجواب بان يعتقدون انها لا تنفع ولا تضر. وان الذي بيده ملكوت كل شيء والذي يدبر الامر والذي اليه مقاليد امور والذي يقدر على ان ينقذهم هو من؟ الله وحده. فدل هذا على انهم يقرون بتوحيد الله عز وجل في الربوبية في الجملة. الامر الثالث الذي يدلك على هذا الامر انهم صرحوا بانفسهم ان هؤلاء المعبودات من دون الله سبحانه لا يعدو امرهم ولا اعتقادهم فيهم الا انهم شفعاء عند الله ويقربون العابدين الى الله. قال الله عنهم ويقولون هؤلاء يعني الاصنام ماذا شفعاؤنا عند الله قال الله عنه ايضا ما نعبده الا ليقربونا الى الله زلفى ولو كان يعتقدون شيئا اكثر من هذا من انهم يخلقون ويرزقون ويعطون ويحيون ويميتون لفعلوا لقال هذه اصناف تفعل كذا وكذا لكن القدر الذي اعتقدوه في هذه الاصنام لا يتجاوز هذا الامر. ولذا كانت تلبيتهم كما في حديث ابن عباس في صحيح مسلم كانت تلبية المشركين اذا حجوا لبيك لا شريك لك. الا شريكا هو لك. تملكه وما ملك هذا الشريك صغير ما عنده شيء لا يملك شيء انت المالك له لكنه مجرد ماذا موصل لنا اليك يقربنا اليك زلفى. لا يتجاوز الامر ذلك فهذا دليل على انه كانوا يقرون بتوحيد الربوبية لله جل وعلا في الجملة. اضف الى هذا امرا رابعا وهو ما جاء في قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم ماذا؟ مشركون. فسر هذا ابن عباس رضي الله عنهما بقوله من ايمانهم انهم اذا قيل لهم من خلقهم ومن خلق السماوات والارض والجبال؟ قالوا الله وهم يشركون فدل هذا على ان الله جل وعلا اثبت لهم هذا الايمان بربوبيته لكنه ما نفعهم لانهم كانوا كانوا كانوا يشركون الامر الخامس انك لو تتبعت القرآن لوجدت ان الله جل وعلا اذا خاطبه امرا او نهيا وجدت ذلك متعلقا بالعبادة وافراد الله عز وجل بها. لا تجد ان الله جل وعلا يأمرهم بان يؤمنوا بان الله خالقهم. ولا تجد انه ينهاهم عن ان يتخذوا مع الله عز وجل خالقين لكنك تجد الامر متعلقا بالعبادة قال جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اذا دار الخلل عندهم في قضية او على قضية الالوهية. هذا الامر ينبغي ان نتنبه له يا اخوان لان من اهل البدع والضلال في هذا الزمان؟ من يقول؟ خلل المشركين الاولين. خلل ابي جهل وابي لهب واضرابهما انما هو في كونهم اعتقدوا مع الله عز وجل خالقا غيره ورازقا غيره. لا في قضية في العبادة فقط يعني لمجرد فقط انهم قالوا اه اصبحوا ينادون اللات ومنات ويدعونها من دون الله صاروا ودخلوا النار؟ لا القضية انما تعلقت بقضية الربوبية. فلا شك ان هذا القول باطل ومصادم للنصوص الصريحة القطعية وتدري لماذا يقولون هذا؟ ليسوغوا حال المشركين المعاصرين وبالتالي فان الانسان اذا دعا الله غير الله عز وجل او ذبح لغيره او نذر لغيره او خاف خوف السر من غيره الى غير ذلك من انواع الشرك عندهم ليس بمشرك. اذا كان يعتقد ماذا؟ ان الله خالق ورازق ومحيي ومميت اعطي هذا القدر من الاعتقاد لربك ثم بعد ذلك افعل ما تشاء. هذه عقيدته. ولا شك ان هذا منكر وباطل ومن فعل هذا لم يكن فرق بينه وبين ابي جهل وابي لهب. كلهم اشتركوا في اعتقادي ان الله خالق ورازق ولكنهم عبدوا غير الله. توجهوا لغير الله عز وجل بالعبادة. بل مع الاسف الشديد المشركون المعاصرون اغلظ شركا من المشركين الاولين. وهذا امر يشهد به الواقع. ولا ينكره عاقل تأمل في حال الاولين وقد سمعت ما كانوا عليه اذا كانوا في كرب وشدة لجأوا الى الله وما اصبحت قلوبهم تلتفت الى هذه الاوقات اظمحل قدرها في نفوسهم بعكس المشركين المعاصرين اشد ما يكونون شركا في حال الكربة والشدة. سبحان الله العظيم عكس القضية تماما. ولذا ذكرت لكم بعض كلامهم منثورا ومنظوما في بعض الدروس الماضية قارن بين هذه الحال وحال الذين قالوا القضية فقط شفاعة. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فقط ما في شيء اخر حينما يقول قائلهم رحماك ارجو يا ابا الفتيان. يخاطب مقبورا في قبره ولي يدعيه. واله يعبده من دون الله يقول ان رحماك ارجو يا ابا الفتيان في خطب اهاج القلب من حسراته. رحماك ارجو رحمتك. ما لي سواك ارومه في كشفه او ارتجي ان ضقت من وثباته. عار عليك اذا ترد خويدما قصر الفؤاد عليك في هذا الخطاب ما وجه الى الله. هذا وجه الى من هو في قبره. عار عليك اذا ترد خويدما قصرا الفؤاد عليك في حاجاته. في حال الكرب ما عرف الا هذا المقبور. بالله اي الحالين اشد؟ اهؤلاء ام الذين قالوا ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله؟ ايهم اشد؟ ايهم اشد هؤلاء ام الذي يقول مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما جئت بابك مادحا بل داعيا قصيدة مشهورة ربما لقب صاحبها بامير الشعراء ويتناقلها الناس انظر ما فيها من الشرك. ما جئت بابك مادحا بل ومن المديح تضرع ودعاء ادعوك عن قوم الضعاف لفتنة في مثلها يلقى عليك رجاؤه في الفتنة التي نزلت وهذه الذلة وهذا الحال البائس الذي وصل اليه المسلمون الرجاء معلق بمن؟ ليس الى الله وليس معلقا بالله انما بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبره هذه الحال خير ام تلك التي يقول اصحابها تملكه وما ملك. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر في رده على البكر انه لما هزم التتار على الشام ماذا قال هؤلاء؟ الذين ما الله حق قدره ولا امنوا به الايمان الذي يجب له سبحانه وتعالى قال قائله وهو يصيح يا خائفين من التتر لوذوا بقبر ابي عمر لوذوا بقبر ابي عمر ينجيكم من التتر. ابو عمر الذي في قبره هذا الولي هو الذي بيده الانقاذ من التتر سبحان الله والله يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء في كتيب صغير اوصيك بقراءته. صغير لا يأخذ منك الا وقتا يسيرا في قراءته ولكنه مفيد. اسمه كيف نفهم التوحيد ذكر فيه المؤلف حادثة حصلت له وهو شاب صغير. يقول ركبت البحر في سفر. فهاج بنا البحر كدنا ان نغرق فتنادى الناس ادع العيدروس ادع العيدروس هذا ولي في اليمن. يدعونه من دون الله في هذا الكرب وهذه الشدة تجاوبوا فيما بينهم وتآمروا فيما بينهم ان يدعوا ماذا العيدروس وليس رب العيدروس يقول فصحت فيهم ادعوا الله وحده يقول فاجتمعوا عليه حتى كادوا يرمونني في البحر حتى حال بيني وبينهم احد العقلاء فتركونا. كادوا يقتلونه لماذا؟ لانه امرهم ان يوحدوا الله عز وجل في الدعاء فهذا يدلك على ان كلام علماء التوحيد حق وصدق والواقع يشهد له ان مشركي زماننا اغلظ شركا من المشركين الاولين. نسأل الله السلامة والعافية قال وانما انكروا توحيد الالهية والمحبة كما حكى الله تعالى عنه في قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فلما سووا غيره به في هذا التوحيد كانوا مشركين كما قال تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون يعني اي يسمون غيره به المشركون هم الذين عناهم الله عز وجل في قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله يحبونهم كحب الله. يحبون اندادهم كحب الله. هذا هو الصحيح يحبون اندادهم كحب الله هذا هو الصحيح في تفسير الاية. فما اخلصوا حبهم لله سبحانه بل يحبون هذه الالهة كحب الله عز وجل لكن اهل الايمان حبهم لله اعظم من حب المشركين لله. لان قلبهم يتوجه الى جهة واحدة ولا يتفرق الى جهات ولذا اهل التوحيد اهل طمأنينة واهل سكينة واهل حب عظيم لله العظيم سبحانه لانهم لا يحبون غيره. اما المشرك فقلبه موزع في كل واد مزعة مع كل مشرك قطعة مع كل عفو معبود قطعة. اما اهل التوحيد فقلبهم ليس فيه الا معبود واحد اليه يتوجهون وهو الذي يقصدون ويحبون ويخافون ويرجون ويتوكلون وهو الله سبحانه على يقول ثم الذين كفروا بربهم يعدلون يسوون غيره به. وايضا كما قال جل وعلا عنه تالله ان كنا لفي ضلال مبين. اذ نسويكم برب العالمين ومعلوم ان هؤلاء المشركين ما سووا الهتهم ومعبوداتهم بالله في الخلق والملك والاحياء والاماتة ابدا. انما كانوا يسوونهم مع الله عز وجل ويسوونهم بالله سبحانه في العباد لاستحقوا ان يكونوا من اهل النار. نعم قال رحمه الله وقال الله تعالى وهم بربهم يعدلون. وقد علم الله سبحانه وتعالى عباده كيف مباينة في الشرك في توحيد الالهية وانه تعالى حقيق بافراده وليا وحكما وربا. فقال تعالى قل اغير الله اتخذ فاطر السماوات والارض وقال افغير الله ابتغي حكما؟ وقال قل اغير الله ابغي ربا. فلا وليا ولا حكم ولا رب الا الله الذي من عدل الذي من عدل به غيره فقد اشرك في الوهيته ولا او وحد ولو وحد ربوبيته. يقول علم الله سبحانه عباده كيف مباينة الشرك في توحيد الالهي يعني بين الله سبحانه التوحيد وبين ايضا ما يضاده وهذا به يكتمل الهدى ان يجتمع في الانسان معرفة الخير وايضا معرفة الشر وان يوفق الى اتباع الخير واجتناب الشر. هذا هو التوفيق. ان تعرف الخير. ولكن لا يكفي. بل لا بد ان تضم اليه ايضا معرفة الشر فيوشك من يجهل الشر ان يقع فيه وانه تعالى حقيق بافراده وليا وحكما وربا قل اغير الله اتخذ وليا؟ فاطر السماوات والارض يعني مع كونه فاطر السماء مع كونه فاطر السماوات والارض. اتخذ غيره وليا. وليا يعني معبودا. محبوبا مقصودا فكيف يكون هذا مع اعتقادي انه هو الذي فطر السماوات والارض هو الذي خلق السماوات والارض هذا لا يتأتى. اذا كنت اعتقد ان الله هو الخالق. اذا يجب ان اعبد هذا الخالق قال افغير الله ابتغي حكما؟ الله عز وجل هو الحكم واليه الحكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكما قال جل وعلا ان الحكم الا لله. فالحكم اليه سبحانه وتعالى شرعا وقدرا. اذا كان الحكم له سبحانه. اذا يجب ان ان تكون العبادة له سبحانه. وقال قل اغير الله ابغي ربا اذا كان ربا اذا يجب ان يكون معبودا وسيأتي بعد قليل ان الله عز وجل احتج عليهم في قضية الالوهية باقرارهم في قضية الربوبية. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى فتوحيد الربوبية هو الذي اجتمعت فيه الخلائق مؤمنها وكافرها. نعم هذا في الجملة وان كان الخلل في توحيد الربوبية قد حصل وسيأتي كلام المؤلف رحمه الله انه وقع من بعض الناس لكن في الجملة فان الامم التي ارسلت اليها الرسل كانت تقر بربوبية الله سبحانه وتعالى في الجملة ولكن الحال في هذا الزمان اختلف اختلف من جهة المشركين فانهم اشركوا مع الله سبحانه وتعالى كثيرا. في ربوبيته انهم اشركوا في الوهيته. فجعلوا له ولغيره سبحانه الخلق والرزق والاحياء والاماتة والنفع والضر الى غير ذلك كذلك هؤلاء الشذاذ الذين ثارت ثورتهم في هذا الزمان من الملاحدة فهؤلاء ما كان لهم ذاك الوجود في السابق انما افراد فقط كون لدينا الذين كانوا ينكرون وجود الله سبحانه وتعالى بالكلية. ولكن في هذا الزمان الامر اختلف. فالتيار الالحاد وموجة الالحاد اصبحت عاتية واصبح آآ غبار هذا التيار واصلا الى ديار المسلمين. فينبغي الحذر وينبغي التنبه. ولذا التركيز فيما اظن اه اعتقد ان التركيز في هذا الزمان على توحيد الربوبية ولا سيما في مخاطبة الشباب امر من الاهمية بمكان وذلك للحاجة الماسة. ربما في السابق ما كان هناك حاجة الى التركيز. والاعادة في قضية توحيد الربوبية لكن هذا العصر الذي نعيش فيه الامر فيه مختلف ولذا ما احسن ما اه ما احسن ان يجتهد الدعاة في هذا الزمان الى ابراز توحيد الربوبية الادلة والبراهين النقلية والعقلية كالتي اوردها امام الدعوة رحمه الله في الاصول الثلاثة هذه الرسالة نحن بحاجة اليها في هذا الزمان. ويا حبذا لو ان طلاب العلم اجتهدوا في تدريسها وتعليمها. لان فجمعت بين الامرين بين الدعوة الى توحيد الربوبية والدعوة الى توحيد الالوهية الناس بحاجة في هذا الزمان الى هذا كيف عرفت ربك باياته ومخلوقاته؟ وبدأ يفيض رحمه الله في هذا الامر فالناس بحاجة الى التركيز على مثل هذه الرسالة واخواتها من كتب اهل العلم التي اعتنت بهذه القضية. نعم قال رحمه الله وتوحيد الالوهية مفرق الطرق بين المؤمنين والمشركين. ولهذا كانت كلمة الاسلام لا اله الا الله فلو قال لا رب الا الله لما اجزأه عند المحققين. هذه كلمة حسنة من المؤلف رحمه الله يقول توحيد الالوهية مفرق الطرق بين المؤمنين والمشركين. هو الذي كان فيه الخصومة بين الانبياء واتباعه والانبياء واتباعهم مع المشركين. ما كانت تدور على قضية الربوبية بل كانت تدور على قضية الالوهية كما سبق. واذا لسان مقال وحال الانبياء جميعا اعبدوا الله لكم من اله غيره ونبه رحمه الله الى ان الكلمة التي يدخل بها الانسان الاسلام ويدخل بها الجنة لا اله الا الله فلو قال لا رب الا الله ما نفعت ما دخل بها الاسلام ارأيتم لو ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى كفار قريش وقال لهم قولوا لا رب الا الله. ماذا ان يكون جوابهم سيقولون حبا وكرامة نحن نعتقد هذا قبل ان تأتينا. صح ولا لا لكن لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا ماذا؟ اجعل الالهة الها واحد ان هذا لشيء عجاب. كيف؟ نترك عبادة اللات والعزة ومنات ونائلة وايساف الى اخره ونعبد واحدا فقط هذا شيء عجيب. دل هذا على ان الخصومة بين النبي صلى الله عليه وسلم انما كانت في الالوهية ولذا مفتاح الاسلام انما هو لا اله الا الله وليس لا رب الا الله ولذا يخطئ كثيرا من يفسر لا اله الا الله بانه لا خالق الا الله ولا رازق الا الله. مع الاسف بعض الناس اذا جئته وقلت له ما معنى لا اله الا الله؟ اجابك مسرعا يعني لا خالق الا الله لا رازق الا الله هذا القدر ما كان يخالف فيه ابو جهل وابو لهب. انما لا اله الا الله تعني شيئا فوق ذلك وراء كذلك هو انه لا معبود حق الا الله. لا اله الا الله تدل بدلالة المطابقة على توحيد الالوهية وتدل بدلالة اللزوم على توحيد الربوبية اذا المعنى الذي دلت عليه هو توحيد الله في عبادته. يعني البراءة من عبادة كل ما سواه اخلاص العبادة له وحده لا شريك له. انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. هذه هي كلمة التوحيد نعم قال رحمه الله فتوحيد الالوهية هو المطلوب من العباد بعد توحيد الربوبية. نعم. ولهذا كان اصل الله الاله كما هو قول سيبويه وهو الصحيح وهو قول جمهور اصحابه الا من شب منهم. نعم. هذا هو الصحيح وعليه اكثر العلماء المحققين ان اسم الجلالة الله اصله الاله يعني المعبود ثم حذفت الهمزة وصار الادغام فصارت الكلمة الله فدل هذا على ان معنى الله يعني المعبود المألوه الذي يتوجه له بالعبادة هذا هو معنى اسم الجلالة؟ هذا الاسم العظيم. نعم. قال رحمه الله وبهذا الاعتبار الذي قررنا به الاله وبهذا الاعتبار الذي قررنا به الاله وانه المحبوب لاجتماع صفات الكمال فيه كان الله هو الاسم الجامع لجميع معاني الاسماء الحسنى والصفات العليا. وهو الذي ينكره المشركون يحتج الرب سبحانه عليهم بتوحيدهم رؤيته على توحيد الوهيته. نعم. يقول اه عن هذا الاسم العظيم انه الاسم الجامع لجميع معاني الاسماء الحسنى والصفات العليا. لا شك هذا الاسم العظيم هو اعظم الاسماء واحسنوا الاسماء وكلها حسنة لكن بعضها ابلغ من بعض واسم الجلالة الله احسنها واعظمها واجمعها لنعوت الجلال والجمال والكمال ولذا جميع الاسماء الحسنى كما سيأتي تضاف اليه ولا يضاف هو اليها وتعرف به ولا يعرف بها. وذلك لانه اعظم ما يكون. فهو الاله المعبود المحبوب المقصود المعظم سبحانه وتعالى المتصف بصفات الكمال. نعم. ويحتج قال رحمه الله ويحتج الرب سبحانه عليهم بتوحيدهم ربوبيته على توحيد اوله على توحيد الوهيته كما قال الله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير ام لا يشركون؟ عندكم في على ايش ربوبيته على توحيد ولا توحيدهم؟ ها؟ توحيد طيب ايش اختلف عن النسخة التي قال على توحيد الوهيته؟ طيب نعم كما قال الله تعالى وللحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير ام لا يشركون؟ امن السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها االه مع الله؟ بل هم قوم يعدلون؟ وكلما ذكر تعالى من اياته جملة من الجمل قال عقبها مع الله فابانا سبحانه وتعالى بذلك ان المشركين انما كانوا يتوقفون في اثبات توحيد الالهية لا الربوبية الا ان منهم من اشرك في ربوبية في ربوبية كما يأتي بعد ذلك ان شاء الله تعالى. وبالجملة فهو تعالى يحتج على منكر الالهية باثباتهم الربوبية. نعم. هذه قاعدة اه دل عليها استقراء القرآن فجلوا ايات القرآن التي فيها اثبات ربوبية لله جل وعلا انما سيقت لاجل اثبات الالوهية فكان ربنا جل وعلا يحتج على المشركين باقرارهم بربوبيته على ما انكروه وهو عبادته وحده لا شريك له. ومن اوضح تلك الادلة الايات العظيمة في سورة النمل وهي التي ساقها المؤلف رحمه الله آآ او ساق بعضها هنا وآآ دليل او وجه الاستدلال بها بين واضح. لاحظ انه تعالى يقول امن خلق السماوات والارض لاحظ ان هذا الاستفهام استفهام تقريري. لانهم كانوا يقرون بذلك. امن خلق السماوات والارض هذا امر واضح بالنسبة له لكن الاستفهام الذي في ختام الاية االه مع الله؟ استفهام انكاري. يتضمن التوبيخ لهم اإله مع الله ويحكم وانتم تعتقدون هذا؟ كيف تجعلون مع الله معبودا؟ وانتم تقرون بما سبق ان الله خلق السماوات وخلق الارض وهو الذي يجيب المضطر وهو الذي انزل من السماء ماء الى اخر ما بين سبحانه وتعالى في هذه الايات. فهذا دليل واضح وقاطع على انهم كانوا يقرون بربوبيته سبحانه وتعالى لكنهم يشركون في الوهيته وهذا مناف للعقل. اذا كان الله يرزقك ويخلقك ويحييك ويميتك. اذا اعبده. كيف تعبد غيره عجب حال بني ادم عجب. الله يخلق وهم يعبدون غيره. والله يرزق وهم يشكرون سواه خيرهم اليه اليهم ناس خيره اليهم نازل وشرهم اليه صاعد تتحبب اليهم بالنعم ويتبغضون اليه بالمعاصي. حال عجيبة من هؤلاء المشركين مع الله سبحانه وتعالى هذا الذي ذكره المؤلف دلت عليه ايات كثيرة ان الهكم لواحد كأن قائلا يقول ولم يا رب؟ اله واحد فقط كان الجواب والحجة رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق لانه رب السماوات والارض وحده يجب ان يكون المعبود وحده. قال تعالى ذلكم الله ربكم خالق كل شيء اله الا هو ماذا النتيجة التلقائية الضرورية فاعبدوه. اذا كان هو الذي خلقكم اذا يجب ان يكون هو المعبود وحده ومن اوضح تلك الادلة ايضا قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم لم؟ شف التعليل الذي خلقكم والذين من قبل لعلكم تتقون الذي جعل لكم الذي خلق لكم من الارض نعم الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءه وانزل من السماء ماءه فاخرج به من الثمرات رزقا لكم ثم قال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم وانتم تعلمون ان الله هو فعل ما سبق. الله هو الذي فعل ما سبق. اذا كيف تتخذون اندادا تعبدونهم كما تعبدون الله سبحانه وتعالى. ايضا من المسالك التي احتج الله عز وجل عليهم بها ومسلك في غاية ما يكون من الحسن والحكمة ان الله يستدل عليهم بنقص هذه المعبودات وكمال هو وحده سبحانه لا شريك له. هذه معبودات ناقصة فكيف تعبدونها من دون الله؟ يقول تعالى ويعبدون من دون لله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض ولا يستطيعون. ما يرزقون ولا يستطيعون اصلا ان يرزقوا فهذا امر مخالف للعقل الذي يرزقك هو الذي تعبده. يقول تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من من قبله الرسل وامه صديقة ماذا؟ كانا يأكلان الطعام اذا انتهى عبوديتهم باطلة يأكلان الطعام اذا هما محتاجان والمحتاج لا لا يجوز ان يعبد انما يعبد من هو كامل. يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذون منه ضعف الطالب والمطلوب. اذا هذا دليل على ان هؤلاء ناقصين. يقول هل مشركوا قريش اقروا بجميع افراد توحيد الربوبية وان لم يقروا بجميع افرادها كيف نوجه كلام العلماء؟ ان قريشا اقروا بتوحيد الربوبية يعني في الجملة ولكن عند التفصيل لا شك ان عندهم خلل. فهم كانوا يستقسمون بالازلام كانوا يتطيرون. كانوا يستعملون التمائم وآآ نحوها وكل هذا خلل في توحيد الربوبية. كما انه خلل في توحيد الالوهية فهم كما وصفهم اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام في شرح الاصفهانية كانوا مشركين في بعض الربوبية لكن القدر الذي اقروا به يكفي في الزامهم. ويكفي في اقامة الحجة عليهم. في الشيء الذي انكروه وهو توحيد الالوهية يقول ما رأيكم في استعمال الاكتشافات العلمية الحديثة؟ التي نص عليها القرآن سابقا في اقرار التوحيد او في توحيد الربوبية في مناهج التعليم. استعمال الاكتشافات الحديثة التي جاء ذكرها في القرآن والسنة فيما ارى حسن بشرط ان يقتصد فيه ولا يبالغ ولا آآ يزاد فيه عن الحد انما يكون شيئا تطعم فيه آآ المناهج ومقام الدعوة لكن الاستغراق مبالغة ربما تفظي الى مفاسد. مع ظرورة ان يكون الشيء الذي يستشهد به قد اصبح حقيقة علمية يعني ليس مجرد آآ يعني آآ شيئا آآ محتملا او ظنيا لانه اذا ظهر غدا او بعد غد انه غير صحيح فان هذا سيعود على كثير من ضعفاء الايمان بالتشكيك هو حسن ولكن مع الاقتصاد فيه ومع التحقق والتحرز منه بمعنى انه لا يدخل في هذا الموضوع الا بيقين يقول الملحدون لا يدخلون في القسم الرابع لعله يريد من حيث اتباع الهوى مع امر الله لا هم متبعون لاهوائهم ما الذي جعلهم يلحدون؟ ما هو الا اتباع الهوى فهم من القسم الثاني قطعا بل من اظهر اهل هذا القسم. هل يمكن ان يكون كامل الايمان نعم يمكن ان يصل الى درجة كمال الايمان بفعل ما امر الله جل وعلا واجتناب ما نهى عنه. وان كان كمال الايمان نفسه درجات. فيصل الانسان الى درجة كمال الايمان وغيره هو اكمل منه ولذا ان تأملت ابو بكر رضي الله عنه قد كمل ايمانه وعمر رضي الله عنه قد كمل ايمانه. وان كان ايمان ابي بكر اعظم من ايمان عمر. مع ان الكل قد بلغ درجة كمال الايمان لكن لا لم يحصل التساوي حتى في هذه الدرجة يسأل عن الامانة العلمية في نقل المؤلف يعني اظن اننا تكلمنا عن هذه المسألة في الدرس الماظي كتاب كيف نفهم التوحيد؟ يسأل عن المؤلف هو الشيخ باشويل اما محمد احمد او احمد محمد باشميل يقول اقسام الرضا نرجو اعادة الكلام في ذلك اظن انني كررت اكثر من مرة لعلك ترجع الى الاخوة الذين سجلوا انا ذكرته حتى الان مرتين او ثلاثة يقول ما معنى ان الكفار مخاطبين او مخاطبون بفروع الشريعة يعني ان كلما امر الله عز وجل به فهو واجب عليهم. وكلما نهى الله عز وجل عنه من الشرك فما دونه من المعاصي واجب عليهم ان ينتهوا عنه وعليه فتظهر ثمرة المسألة في الاخرة. فان الله جل وعلا سوف يجازي هؤلاء الكفار معذبهم على كفرهم وايضا على معاصيهم وايضا على ترك ما امر الله عز وجل به حيث لم يفعلوه يعني كل فرض كل وقت من اوقات الصلوات مضى وهذا الكافر لم يصلي فان الله جل وعلا سيعذبه عليه وهكذا كل محرم فعله زنا او سرق او نحو ذلك فان الله جل وعلا سيعذبه عليه. ولذا قال الله سبحانه عنهم قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين. الله جل وعلا جازاهم على كفرهم. وعلى ما دونه ايضا من من المعاصي يقول هل خوفي من مديري في العمل يعتبر شركا في الربوبية؟ الخوف كما يقول العلماء الطبيعي فانه ليس ليس من الشرك الخوف من سبب يحصل به الاذية فان هذا ليس من الامر الممنوع موسى عليه السلام وهو من اعظم الناس تحقيقا للتوحيد ومع ذلك اخبر الله جل وعلا عنه فخرج منها خائفا يترقب الخوف الطبيعي كخوف الانسان من عدو او من سبع او من شخص ظالم هذا القدر ليس من الشرك في شيء اما شرك المشركين فهو الذي يسميه العلماء شرك السر فهو ان يخاف من مخلوق ان يوصل اليه الشر والسوء بطرق خفية وسلطان غيبي غير معتاد في قدرة البشر كخوف عباد القبور من اوليائهم وسادتهم ان يطلعوا على قلوبهم فيجدوا فيها شيئا مخالفا للشريعة فتجد انه خائفا فتجد انه خائف من شيخه وهو في قبره. ان يجد في قلبه شيئا من الالتفات الدنيا مثلا فهذا شرك اكبر مخرج من الملة ودون ذلك خوف قد يوصل الى درجة الشرك الاصغر كأن يخاف من مخلوق شيئا اه ان يخاف من المخلوق خوفا يمنعه من فعل ما امر الله عز وجل به او يرتكب لاجله شيئا مما نهى الله عز وجل عنه وهو غير مضطر يعني لم يصل الى درجة الاضطرار. فهذا شرك اصغر. ودون ذلك ايضا درجات تصل الى التحريم. واما الخوف الذي يكون من شيء مؤذي آآ يعني ومعتاد اذيته كان يخاف الانسان من شخص ظالم فان هذا ليس من الشرك يقول اعد الدليل الرابع من الادلة التي يقر او تقرر اقرار المشركين بتوحيد الربوبية في الجملة. الدليل الرابع هو قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وفسر هذا ابن عباس رضي الله عنهما بقوله من انه اذا قيل لهم من خلق السماوات ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قالوا الله وهم مشركون يعني يشركون مع الله عز وجل في اه عبادته سبحانه وتعالى يقول في صلاتي الجنازة اذا دخل المأموم بعد التكبيرة الاولى يعني دخل في التكبيرة الثانية او الثالثة ماذا يفعل هذه المسألة محل خلاف بين اهل العلم ليس هناك فيها نص فيما اعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ولد هي محل اجتهاد. والذي يظهر والله تعالى اعلم انه اذا كانت الجنازة ترفع بعد السلام عشرة كحال اه كحالنا نحن الان فان اه الذي يظهر والله اعلم ان الانسان يوالي التكبير التكبير يكبر التكبيرات التي فاتته يعني يدخل مع الامام في التكبيرة التي هو فيها ان كان في تكبيرة الدعاء يدخل في تكبيرة الدعاء ثم بعد ذلك يكبر مواليا الله اكبر الله اكبر ثم يسلم والامر في ذلك واسع. وذكر نحو من هذا الموفق رحمه الله في كتابه المغني والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه