الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام تقي الدين مقريزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد. والادلة الدالة على انه تعالى يجب ان يكون وحدهم هو المألوه تبطل هذا الشرك وتدحض حجج اهله. وهي اكثر من ان يحيط بها الا الله انا بل كلما خلقه الله تعالى فهو اية شاهدة بتوحيده وكذلك كل ما امر به فخلقه وامره وما فطر عليه عباده وركب فيهم من العقول شاهد بانه الله الذي لا اله الا هو وان كل معبود سواه باطل وانه هو الله الحق المبين. تقدس وتعالى. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد عقب المؤلف رحمه الله على ما ذكر من حال المشركين الذين سووا بين الله وخلقه في العبادة بان الادلة كلها عقلا ونقلا شاهدة ببطلان ما هم عليه وان ما هم عليه من الشرك مضاد للحق الذي قامت به ولاجله السماوات والارض واشار رحمه الله الى كثرة حجج التوحيد فكل اية في القرآن وكل حديث في سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل كل شيء كل مخلوق وكل موجود فهو شاهد على وحدانية الله سبحانه في ربوبيته وفي الوهيته جل وعلا فادلة التوحيد كثيرة هي كما قال اهل العلم بعدد الانفاس كل شيء تراه بعينك او تحسه باحدى حواسك فانه شاهد على وجوده سبحانه بل على وحدانيته في الربوبية والالوهية وانما يدرك هذا ويعلمه من جعل الله عز وجل له نورا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور نعم قال رحمه الله ووعجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد؟ ولله في كل تحريكة وتسكينة شاهدوا وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد ما احسن هذه الابيات وما اصدقها كل شيء فانه شاهد واية وبرهان على وحدانية الله سبحانه وتعالى وهذه الابيات عزيت الى ابي نواس وعزيت الى ابي العتاهية ولعل هذا اقرب وذكر الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ان ابا نواس مر على احد الكتبيين فوجد على ظهر كتاب بيتين الاول والثالث من هذه الابيات الثلاثة مكتوبة على ظهر احدى اه على ظهر احد الكتب فقرأها ابو نواس فقال من كتب هذا فقالوا له ابو العتاهية فانشأ بيتين او ثلاثة يدلان على هذا المعنى الذي ذكره ابو العتاهية وعلى كل حال هذه الابيات ابيات صحيحة فمعناها لا يشك فيه فكل شيء لله عز وجل فيه اية تدل على انه واحد جل وعلا. نعم قال رحمه الله والنوع الثاني من الشرك الشرك به تعالى في الربوبية كشرك من جعل معه خالقا اخر كالمجوس وغيرهم الذين يقولون بان للعالم ربين احدهما خالق الخير ويقولون له بلسان فارسيا يزدان. والاخر خالق الشر ويقولون ويقولون له بلسانهم قهر من. انتقل المؤلف رحمه الله الى النوع الثاني من انواع الشرك الا وهو الشرك في ربوبية الله سبحانه وتعالى وحقيقة هذا الشرك هو ان يجعل مع الله شريكا فيما يختص به من الربوبية كأن يعتقد ان غير الله يخلق او ان غير الله يرزق او ان غير الله يدبر الى غير ذلك من افعال الربوبية التي اختص الله سبحانه وتعالى بها ثم بدأ بضرب الامثلة على هؤلاء المشركين في الربوبية ذكر منهم المجوس وهم مشركون في الربوبية لانهم يعتقدون بوجود خالقين الاول النور وهو الذي يعبرون عنه بيزدان بلغتهم باللغة الفارسية و هو الذي خلق الخير وما اليه و الخالق الثاني هو الظلمة وهي التي عبروا عنها باهرما بلغتهم وهي التي خلقت الشر وما اليه والمجوس لهم فرق كثيرة ولهم اختلافات فيما بينهم لكن يجمعهم انهم يقولون الشرك في الربوبية ايضا هم عباد ل الكواكب لا سيما للشمس وللقمر وعباد للنار فانهم يعتقدون انها جوهر لطيف يحجب الاله وبينهم اختلافات بعظهم يفرق بين المجوس والثانوية حيث ان هؤلاء يقولون ان المجوس يقولون بقدم النور وحدوث الظلمة الظلمة نشأت عن النور فهو خالق محدث خلقه النور واما الثانوية فانهم يعتقدون بان النور والظلمة كلاهما ازليان. على كل حال كلا الطائفتين ترجعان الى الشرك في الربوبية واعتقاد ان ربوبية الله سبحانه وتعالى موزعة بين هذين الخالقين وهذه الطائفة ديانتها من الديانات القديمة ولكنها بمحلت في العصور المتأخرة اتباع المجوس في هذا الزمان قليل لا يقارنون بالديانات الاخرى كالنصرانية والبوذية الهندوكية وغيرها من الديانات. هذه الديانات هذه الديانة اتباعها قليل يعدون بالالاف ومنهم الطائفة التي في بعض المناطق تسمى البارسيين كانها كان اصلها الفارسيين البارسيين او اتباع الباريسي هؤلاء موجودون في القارة الهندية في ايران وفي بعض الدول الغربية هؤلاء يرجعون الى الزرادشتية والزرادشتية طائفة من المجوس والدارس لهذه الديانة يجد ان بينها وبين الديانة الاصلية للمجوس وهي المذكورة في كتب علماء الفرق والملل يجد انها حصل لها تطور وحصل فيها اختلاف كبير المهم ان هؤلاء من المشركين في الربوبية والمعتقدين ان مع الله عز وجل خالقا غيره. فان الناظر في صفات يزدان يذكرونها تشير الى انهم يعتقدون ان يزدان هو الله واما اهرما فالصفات التي يذكرونها يشبه الامر فيها ان يكون المقصود هو الشيطان والله المستعان. نعم قال رحمه الله وكالاسفة ومن تبعهم الذين يقولون بانه لم يصدر عنه الا واحد بصير وان مصدر المخلوقات كلها عن العقول والنفوس. وان مصدر هذا العالم عن العقل الفعال. فهو رب كل ما تحته ومدبره الفلاسفة وما ادراك ما الفلاسفة البلاء بالفلسفة واهلها عظيم وهم مؤثرون على جميع الديانات تقريبا ونحن نتحدث هنا عن الفلاسفة اليونان القدماء الذين كانوا قبل ميلاد المسيح بنحو خمسمائة عام هؤلاء اثروا تأثيرا كبيرا في من بعدهم ابتلي اتباع هذا الدين الحنيف الاسلام بدخول الاراء الفلسفية على بعض المنتسبين الى الاسلام فادى هذا الى انحرافات عظيمة بل لو تأملت المذاهب الكلامية البدعية التي افترقت اليها بعض آآ الطوائف في هذه الامة لوجدت ان اصل اقوالهم ترجع الى اقوال الفلاسفة ولا تكاد ان تخرج عنها لكن مع نوع من التطوير ونوع من التحسين. ونوع من الاسلمة من صحة العبارة الفلسفة هي البحث عن علل الاشياء ومبادئها هكذا عرفوا الفلسفة البحث عن علل الاشياء ومبادئها ولها علوم متعددة تتفرع عنها لكن المهم عندنا هو موقفهم في باب الالهيات. ما هو موقفهم؟ في هذا الموضوع الذي نتحدث عنه وهو موضوع التوحيد والشرك الفلاسفة في الجملة ينقسمون الى فلاسفة ملاحدة وفلاسفة وجوديين وفلاسفة مؤلهة اما الفلاسفة الملاحدة فهم الذين يعتقدون ان هذا العالم اصله المادة وهذه المادة هي الهواء او الماء او هما معا او الجوهر الفرض بمعنى الذرات التي آآ لا تتناهى فلا تزال تصطدم يصطدم بعضها ببعض الى ان تكون هذا العالم وهؤلاء يمثلهم اه جماعة من هؤلاء الفلاسفة كديم قريطس اظرابه من هؤلاء الملاحدة ولو تأملت في اقوال الملاحدة المعاصرين لوجدت ان اقوالهم لا تخرج عن قول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة اما الفلاسفة الوجوديين اما الفلاسفة الوجوديون فهؤلاء اصحاب الفلسفة الرواقية زين واتباعه واضرابه فهؤلاء بنوا على القول السابق ان اصل العالم هو المادة وهي ازلية. ولكن ينبثق او يشع من كل ذرة في هذا الكون قوة الهية مبثوثة في جميع ذرات هذا العالم هي الخالق وهي الموجد وهذا هو القول بوحدة الوجود وعنه اخذ اهل وحدة الوجود المنتسبين الى هذا الدين وهم بعيدون عنه والاسلام منهم براء كابن عربي والحلاج وابن الفارط وامثال هؤلاء لا يخرج قولهم عن قول هؤلاء الوجوديين وهم في الحقيقة ملاحدة اما الفلاسفة المؤلهة فهم المعنيون هنا فيما اشار اليه المؤلف وهؤلاء هم الفلاسفة المشهورون سقراط وتلميذه افلاطون وتلميذه ارسطو واتباع هؤلاء ومن دان بدينهم ممن انتسب الى الاسلام. هؤلاء لهم خلط عجيب في شأن الموجد والصانع لهذا الكون وفي سببي وكيفية وجود هذا الكون وخلاصة ما يقوله هؤلاء ان ثمة الها ازليا قديما واحدا بسيطا خيرا عادلا عاقلا هو الذي عنه صدر هذا الكون وقرروا على حسب ما يزعمون ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد. فكيف وجد هذا الكون وهم يرون انه لا صفة له وبالتالي فاهل التعطيل في الصفات هذا منشأ قولهم. يعتقدون ان هذا الواحد لا صفة له لانه لو كان له صفات فان هذا يتنافى مع الوحدة والاصل انه واحد وهذا ايضا هو الذي ادى الى تعطيل من عطل من اهل الكلام الشاهد ان هؤلاء قالوا ان هذا الواحد الازلي وسموه المبدأ الاول او العلة الاولى صدر عنه واحد هو العقل الاول. هذه العقول مثلوها بالافلاك فالعقل الاول هو الفلك الاول وعنه صدر الفلك الثاني يعني العقل الثاني. وهكذا الى العقل العاشر وهو العقل الفعال. الذي اشار اليه المؤلف الله فهذا هو رب كل ما تحته ومدبره يقولون كل ما تحت القمر فان العقل الفعال الذي صدر عن العقل التاسع الذي صدر عن العقل الثامن وهكذا هذا هو الذي اوجد هذه الكائنات وله او نون هم النفوس الخيرة الناطقة ويريدون بها الملائكة في خلط كثير قاله هؤلاء وكل ما تروه لا يخرج عن كونه تخمينات وحبس وليس عليه دليل واحد يمكن ان يدل عليه انما هي اقوال مجردة فقط تصوروها في اذهانهم ودونوها في كتبهم وابتلي الناس من جميع الامم بها والله المستعان هؤلاء يعتقدون بان هذه العقول التي صدرت عقول ازلية قديمة قدما المبدأ الاول او العلة الاولى او الذي سموه الاله هو قديم وما صدر عنه وفاض عنه قديم مثله فهم قائلون بان اصل العالم قديم وبالتالي هم مشركون ايضا هم مشركون من الجهة الاولى مشركون في قدم الله تبارك وتعالى فهو لا يتصف بالقدم وحده بل ما صدر عنه قديم مثله ثم هم مشركون ايضا في الايجاد. والصنع وذلك عن طريق اعتقادهم ان الذي خلق هذا عالم وكونه مما هو تحت القبر انما هو كان العقل الفعال وهذا لا شك انه شرك في ربوبية الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وهذا شر من شرك عباد الاصنام والمجوس والنصارى. اما عباد الاصنام مروا معنا وقلنا انه خير من هؤلاء فانهم كانوا يعتقدون ان الله هو الذي يخلق وان الله هو الذي يرزق ويوجد ويحيي ويميت الى اخره والمجوس مروا معنا ولا شك ان قولهم ايضا خير من قول هؤلاء واما النصارى فانهم ايضا مشركون في الربوبية كما انهم مشركون في الالوهية. فانهم يعتقدون ان الاله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد وهذه عقيدة التثليث التي دخلت على النصارى واصبحت اصلا من اصولهم ولا اصل لها في ما انزل الله سبحانه وتعالى ولا حتى في هذا الكتاب الذي بين ايديهم. مع تحريفه و اه الزيادة والنقصان فيه على ما انزل الله عز وجل ايضا لا وجود قضية التثليث على ما يعتقدون انما ادخلها عليهم شاؤول اليهودي كما هو معروف في كتب اهل العلم الشاهد ان هؤلاء النصارى يعتقدون ان الاله مكون من ثلاثة اشياء هي ثلاثة اقاليم في ذات واحدة وذات واحدة تنفصل الى ثلاثة اقاليم. الاب والابن وروح القدس. وكل له تصرف في الخلق فالاب يوجد ويخلق والابن آآ هو عيسى عليه السلام فانه هو الذي آآ يفدي بنفسه وهو الذي يحاسب يوم القيامة وروح القدس هو الذي ينصر ويعين اتباع المسيح عليه السلام الى غير ذلك ذلك مما ذكروه من هذا الشرك بالله سبحانه وتعالى. فهؤلاء ايضا من المشركين في الربوبية والالوهية لكن لا شك ان شرك الفلاسفة اعظم من شرك هؤلاء وهي ظلمات بعضها فوق بعض قال رحمه الله وهو اخبث شرك في العالم كد يتضمن من التعطيل وجحد الاهيته سبحانه وربوبيته واستناد الخلق الى غيره سبحانه ما لم يتضمن شرك امة من الامم وشرك القدري مختصر من هذا وباب وباب يدخل منه اليه. ولهذا شبههم الصحابة رضي الله عنهم بالمجوس كما عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم مضى الكلام في القدرية ووجه شبههم بالمجوس فان المجوس جعلوا الخلق الى اثنين واما هم تجعلوا خالقين كثر فكل انسان خلق فعل نفسه فاصبح ثمة خالقون آآ فاصبح ثمة خالقين كثر هم كل احد فهو يخلق فعل نفسه فهذا وجه تسميتهم انهم مجوس او مجوس هذه الامة وهذا مما ثبت عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى فقد روى اهل السنن فيهم ذلك مرفوعا انهم مجوس هذه الامة. هذا اخرجه ابو داوود وغيره مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم وحسنه بعض اهل العلم وضعفه كثير من اهل العلم لكن الذي لا شك فيه ان هذا ثابت عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه بقي التنبيه على ان من اظهر اولئك المشركين في ربوبية الله جل وعلا المشركون المنتسبون الى هذه الامة او كثير منهم اعني من عباد القبور فهؤلاء جمعوا بين الشرك في الالوهية والشرك في الربوبية وشركهم في الربوبية ظاهر لا يحتاج الى تطويل فانهم اعتقدوا في الاولياء والانبياء الذين يعبدونهم انهم يقدرون على كل ما يقدر عليه الله عز وجل ويفعلون مثل ما يفعل الله عز وجل طيحيون ويميتون ويرزقون وهذا كثير في كلامهم المنثور والمنظوم تجد من تجد من شيوخ هؤلاء ورؤساء الطرق التي يرجعون اليها من يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر على كل ما يقدر عليه الله عز وجل او ان الاولياء والغوص والاقطاب والاوتاد هؤلاء هم الذين يدبرون شؤون هذا العالم هذا شيء مدون في كتبهم وموجود ومبثوث بين الناس حتى انهم يزعمون ان الاقطاب الذين يدور عليهم تدبير هذا العالم اربعة يجتمعون كل ليلة في غار حراء فيدبرون شأن هذا العالم كل شيء يكون في هذا الكون يجتمعون ويقررون ما سيكون. فلا حركة لمتحرك ولا سكون لساكن الا بتدبير هؤلاء الاقطاب الاربعة وهذا شيء ما بلغه المشركون الاولون ولا حتى كانوا قريبين منه اين شرك هؤلاء؟ من شرك الذين انما ارادوا فقط ان يكون او ان تكون الاصنام شافعة لهم عند الله عز وجل لا اقل ولا اكثر اما هؤلاء فالامر في حقهم مختلف ولذا تجدهم يصدحون وينادون بالمهمات والملمات يا سيدي فلان المدد المدد انا في كرب اغثني انقذني من العدو افعل بي كذا وكذا حتى ان طواغيت هؤلاء الذين يعبدونهم والذين ترشحوا للعبادة مع الله سبحانه وتعالى يقولون لاتباعهم اذا اعيتكم الامور فعليكم بقبر ويقول بعضهم بئس الشيخ الذي يفصله عن تلاميذه شبر من تراب يعني وانا تحت التراب اذا مت لا استطيع ان انقذكم انا بئس الشيخ اذا انا افعل كل شيء واغيث وافرج الكروب الى غير ذلك مما يعتقدون ومن نظر في كتبهم ومن نظر في المؤلفات التي الفت في مناقب هؤلاء الشيوخ وسيرهم وجد من هذا السوء والضلال الشيء الكثير فهؤلاء لا شك انهم مشركون في الربوبية مع كونهم مشركين في الالوهية مع كونهم مشركين ايضا باسماء الله وصفاته فقد جمعوا بين انواع الشرك الثلاثة تجد احدهم يدعو صاحب القبر يدعو شيخه او يدعو الولي او النبي مع البعد فهؤلاء صرفوا لب العبادة وهو الدعاء لغير الله اليس هو صلى الله عليه وسلم القائل الدعاء هو العبادة فهؤلاء جعلوا العبادة لغير الله فكانوا مشركين في الالوهية الامر الثاني انهم اعتقدوا ان هذا الميت يستطيع ان يفرج وان يدبر وان يقرب الخير وان يدفع الشر عن من دعاه واستغاث به وهو في قبره فله سلطان غيبي وله قوة خفية يفعل بها ويصنع وهو في قبره تحت التراب فكانوا مشركين في الربوبية وهم ايضا مشركون في باب الاسماء والصفات اذ اعتقدوا ان هذا الميت وسع سمعه الاصوات ويعلم بعلمه المحيط كل شيء ولذا فانهم يستغيثون به مع البعد وهم يعتقدون انه يسمعهم وان له من القدرة ما يستطيع بها ان يغيثهم ويجيبهم فجمعوا بين السوء من اطرافه وبين الشر من جهاته وبين الشرك من انواعه فحالهم لا شك انه حال عظيمة عافاني الله واياكم فاي ايمان واي اسلام لهؤلاء مع هذه العقائد الباطنة نسأل الله العافية والسلامة قال رحمه الله تعالى وكثيرا ما يجتمع الشركان في العبد وينفرد احدهما عن الاخر. كما سبق نعم والقرآن الكريم بل الكتب المنزلة من عند الله تعالى كلها مصرحة بالرد على اهل هذا الاشراك. كقوله تعالى اياك نعبد فانه ينفي شرك المحبة والالهية وقوله واياك نستعين فانه ينفي شرك الخلق والربوبية من اراد ان يتتبع ايات الكتاب وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الناهية عن الشرك به جل وعلا فهذا شيء يتعسر او يتعذر لكثرته بل كما ذكرنا سابقا تكاد ان تستنبط من كل اية في القرآن دليلا على توحيد الله وعلى النهي عن الشرك به ومن ذلك اول سورة تفتحها في المصحف تجد قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين والقاعدة عند علماء اللغة ان تقديم ما حقه في التأخير يدل على الاختصاص ويدل على الحصر اياك نعبد يعني نعبدك ولا نعبد غيرك لم نقل نعبدك بل قال اياك نعبد فالعبادة مخصوصة ومحصورة فيما يتقرب به اليك يا الله كذلك الاستعانة ما قال جل وعلا نستعينك انما قال اياك نستعين يعني نستعين بك وحدك ولا نستعين بغيرك فهذا في اول سورة من كتاب الله جل وعلا غرس للتوحيد في النفوس اول امر في المصحف افتح المصحف واقرأ اول امر جاء في كتاب الله الامر بتوحيد الله سبحانه. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلق واول نهي جاء في المصحف اذا فتحته وقرأته تجده النهي عن الشرك فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اذا توحيد الله عز وجل والنهي عن الشرك به ايا كان هذا الشرك هو كثير في كتاب الله سبحانه وتعالى من اوله الى اخره وهكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم كلها حظ على التوحيد وتعليم للتوحيد وبيان لفضل التوحيد ونهي عن الشرك وتحذير منه وبيان لخطره وهذا شيء كثير بحمد الله هذا كله يدلك على اهمية الامر وخطورته وان كل شيء معلق به فوالله ان كل خير في الدنيا والاخرة فانه ثمرة لهذا التوحيد وكل شر في الدنيا والاخرة فانه ثمرة للشرك بالله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فتضمنت هذه الاية تجريد التوحيد لرب العالمين في العبادة وانه لا يجوز اشراك غيره معه لا في ولا في الالفاظ ولا في الارادات فالشرك به في الافعال كالسجود لغيره سبحانه والطواف بغير البيت المحرم وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره. وتقبيل الاحجار غير الحجر الاسود الذي هو يمينه تعالى في الارض او تقبيل القبور واستلامها والسجود لها ينبه الشيخ رحمه الله الان على بعض صوري الشرك بالله سبحانه وتعالى هنا من قوله في الافعال من هذه الكلمة الى ما سيأتي في صحيفة ستين كله مأخوذ من كلام لابن القيم رحمه الله في الداء والدواء هذا نقل عن ابن القيم رحمه الله لكنه سبكه رحمه الله اه حتى انه لا يتميز لكن من قوله في الافعال فما بعد هذا كله كلام ابن القيم رحمه الله في هذا الكتاب يقول فالشرك به في الافعال يعني يمكن ان يكون الشرك فعلا بمجرد الفعل يشرك الانسان ويكفر كما انه بمجرد القول قد يكفر كما انه بمجرد الاعتقاد قد يكفر كما انه بمجرد الشك قد يكفر فكل واحد من هذه الامور الاربعة يقع به الشرك بالله سبحانه وتعالى كما ذكرنا هذا فيما مضى قال كالسجود لغيره سبحانه فمن سجد لغير الله وكذلك من ركع لغير الله وكذلك من ذبح لغير الله سبحانه وتعالى فكل هذا من الشرك به سبحانه فان التعبد بهذه الامور انما يكون لله جل وعلا فمن توجه بهذه الافعال لغيره سبحانه فقد اشرك مع الله جل وعلا قال والطواف بغير البيت المحرم من طاف بغير البيت المحرم تقربا لغير الله فهذا شرك اكبر لا شك فيه كما يقع من عباد القبور الذين يطوفون بالقبور تقربا وتعبدا وتذللا لاصحابها فهذا لا شك انه شرك بالله سبحانه وتعالى اذ ليس الشرك الا صرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى يكفي ان تعلم ان هذا شرك وان تعلم الدليل على انه شرك من خلال اثبات ان هذا الشيء عبادة اذا ثبت ان هذا عبادة كان صرفه لغير الله شركا. وهذه قاعدة احفظها كل ما ثبت انه عبادة فصرفه لغير الله ماذا شرك هذه قاعدة ينبغي ان تحفظ كل ما ثبت انه عبادة ماذا فصرفه لغير الله شرك. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. طيب لو قال قائل ما الدليل على ان السجود لغير الله شرك الجواب الدليل هو ثبوت ان السجود لله عبادة اليس كذلك؟ اذا ثبت عندنا ان السجود لله عبادة وهل هذا فيه شك السجود لله عبادة عبادة. اذا ما حكم السجود لغيره شرك بالله جل وعلا عرفنا يا اخوان الصيام الصيام لله عبادة اذا ما حكم الصيام لغيره؟ شرك. ما القاعدة كل ما ثبت انه عبادة فصرفه لغير الله شرك. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. اذا الطواف بالبيت الحرام عبادة لله ام لا نعم عبادة لله اذا من طاف بالقبر يتقرب لصاحب القبر ما حكمه نعم مشرك بالله سبحانه وتعالى واما اذا كان يطوف بغير البيت الحرام تقربا لله في هذا المكان فهذا ليس بشرك اكبر ولكنه بدعة وان كان هذا لا يتصور لكن اذكره تتمة او تتميما للقسمة فقط اذا الطواف ان كان تقربا لغير الله فهو شرك اكبر قولا واحدا ولا يختلف في هذا عند علماء التوحيد واما ان كان يطوف بمكان ما تقربا لله جل وعلا فهذا ابتداع واحداث في الدين. وان كان لا يتصور ان يقع من احد فهؤلاء الذين يطوفون بالقبور لا شك انهم يتقربون لاصحابها قطعا ولذا ففعلهم لا شك انه شرك اكبر مخرج من الملة عافاني الله واياكم من ذلك قال وتقبيل الاحجار غير الحجر الاسود المراد التقبيل الذي هو تعبد وليس هو التقبيل الذي هو عادي يعني من جملة العادات كتقبيل الانسان لاهله او لابنه او نحو ذلك. هذا لا يدخل في كلام المؤلف رحمه الله قطعا انما مراده التقبيل الذي هو تعبد فانت يا رعاك الله اذا قبلت الحجر الاسود فانت تتعبد لله جل وعلا بماذا بهذا التقبيل انت تعظم الله عز وجل بهذا التقبيل. وبالتالي اصبح هذا التقبيل ماذا اصبح عبادة وبالتالي لو صرف لغير الله كان شركا بالله سبحانه وتعالى. وهذا يقع من عباد القبور الذين يقبلون التراب لهذه القبور او يقبلون السياج الذي يحيط بها او يقبلون العتبات المحيطة بها وكل هذا تقرب لاصحاب هذه القبور من الاولياء او يزعمون انه بهذا التقرب بهذا التقبيل بهذا التبرك بهذا التمسح فان هذا الولي يعطف عليهم في رفع حاجاتهم الى الله جل وعلا ويشفع لهم. وهذا ايضا شرك اكبر. حاله كحال الذين اخبر الله جل وعلا عنهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. اذا تلخص لنا ان التقبيل الشركي له صورتان ان ان يقبل شيئا تقربا له فهذا مضارعة لعبادة الله جل وعلا. وشرك بالله سبحانه وتعالى او يقبله لاعتقادي ان ما قبله من القبور او من الاشجار او من الاحجار او غير ذلك ان هذا التقبيل يحصل له به عطف ونظر من صاحب القبر او من روحانيات هذه السواري والحجارة والاشجار ونحوها لها روحانيات اذا قبلت وتبركت وتمسحت فانها ترفع لي الحاجات الى الله سبحانه وتعالى. او انها تمنح البركة لذاتها هي التي تمنح البركة لذاتها هؤلاء الذين يعتقدون ان التبرك بالاولياء والقبور بالتمسح بالتقبيل بالخضوع والعكوف عند هذا المكان تفيض البركات على الانسان من هذا الشيء نفسه من صاحب القبر فهذا لا شك انه شرك اكبر بالله سبحانه وتعالى. فالبركة مثلها مثل الرزق مثلها مثل العافية مثلها مثل النصر انما تطلب من الله عز وجل فالبركة من الله ومر معنا ان كنتم تذكرون في درس سابق ان الامام البخاري رحمه الله اخرج عن ابن مسعود رضي الله عنه انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء يعني الماء اصبح قليلا فاشتكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فطلب وعاء فيه شيء من ماء اتوا بوعاء فيه ماء قليل في قعره فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يده فيه وقرأ قال ابن مسعود رضي الله عنه فاذا بالماء يفور من بين اصابع النبي صلى الله عليه وسلم اية ومعجزة له صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حي على الطهور المبارك والبركة من الله حي على الطهور المبارك ماذا والبركة ممن ليست مني انتبهوا البركة ممن من الله سبحانه وتعالى. اذا الذي يعطي البركة ويمنحها هو الله سبحانه وتعالى بقيت صورة اخرى وهي انه يقبل هذا القبر مثلا او تلك الشجرة او ذاك الحجر ويعتقد ان هذا التقبيل او التمسح او التبرك انما هو سبب ووسيلة لحصول البركة والا فان الله عز وجل هو الذي يمنحها وهو الذي يعطيها فمن اعتقد هذا فقد وقع في الشرك الاصغر وقع في الشرك الاصغر لانه اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا قال الحجر الاسود الذي هو يمينه تعالى في الارض كأن المؤلف رحمه الله آآ يشير او يقتبس في هذه الجملة من حديث مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم اخرجه ابن عدي والخطيب وغيرهما فيه انه صلى الله عليه وسلم يقول الحجر الاسود يمين الله في الارض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله تعالى ولكن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو باطل منكر فلا يجوز ان ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام وانما هذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما والمعنى فيه ليس فيه اشكال لمن تأمله هو كقول السلطان لنائبه في قرية من القرى هذي يقول هذا عيني عندكم يقول هذا عيني عندكم هل المراد انه قطعة من العين وضعت في هذه القرية ليس المراد هذا سعة كلام العرب تسمح بمثل هذا الاسلوب فالمراد انه يخبره بكل ما يحصل او كل ما يصل اليه علمه مما يكون في هذه القرية كذلك في هذا الاثر ليس فيه ان الحجر الاسود هو يمين الله عز وجل لانه قيد هذا بانه في الارض. والله عز وجل فوق السماء مستوي على عرشه سبحانه وتعالى الله انما يحصل من الخير والبركة التي ينزلها الله عز وجل على من استلم هذا الحجر كانه صافح الله عز وجل فلا شك ان المشبه ليس هو المشبه به. فالله عز وجل متصف بصفة اليد القائمة به جل وعلا على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء فليس هذا كما يقول علماء اهل السنة ليس هذا من التأويل. حمل هذا الاثر على هذا المعنى ليس من التأويل بل التأويل هو ان يقال ان الحجر الاسود هو يمين الله حقيقة هذا هو التأويل الباطل اما حمله على ظاهره في وفق ما يفهم من كلام العرب فانه ليس من التأويل في شيء وعلى كل حال هذا الكلام لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال او تقبيل القبور واستلامها والسجود لها وهذا اه عفوا قال قبلها وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره حلق الرأس له احوال اولا يكون حلق الرأس شركا بالله سبحانه وتعالى كيف ذلك يكون من خلال ان يتعبد به الانسان لغير الله ما رأيكم بحلق الشعر في الحج او العمرة هل هو عبادة لله ام لا نعم هو نسك وعبادة وامر واجب يحبه الله سبحانه وتعالى وامر به نبيه صلى الله عليه وسلم اذا هو عبادة. طيب من صرف هذه العبادة لغير الله ما حكمه مشرك اين القاعدة ها كل ما ثبت انه عبادة فصرفه لغير الله شرك وهذا يقع وله صور منها ما يقع من بعض المبتدعة الظالين الذين اذا توبوا بعض الناس اتوا بهم فخضعوا وذلوا بين ايديهم وحلقوا لهم تقربا للشيخ والولي والسيد و بذلك يصبح مريدا لهذا الشيخ فهو يحلق رأسه يتقرب ويذل ويعظم بهذا الحلق لهذا الشيخ وهذا يقع من هؤلاء الظالين كثيرا فمثل هذا لا شك انه شرك اكبر بالله سبحانه وتعالى كذلك ما يحصل من بعضهم انه اذا ذهب الى قبر من القبور قبور الاولياء فانه يحلق رأسه عند هذا القبر تقربا لصاحبه فمن فعل هذا فلا شك انه وقع في الشرك الاكبر وهذا الذي اراده المؤلف رحمه الله. قال وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره. اذا هذه الحال الاولى الحال الثانية ان يكون فيها الحلق عبادة وقربة لله سبحانه وتعالى. وهذا انما يكون في النسك في الحج او العمرة الحال الثالثة ان يكون حلق الرأس بدعة بدعة محرمة لا تجوز وذلك كما وقع او يقع من بعض الناس انهم يذهبون ويسافرون الى المسجد الاقصى في ايام الحج او في غيره ثم يحلقون رؤوسهم هناك وذكر هذه الصورة شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم. يتقربون لله عز وجل بالحلق في هذا المكان فهذه بدعة لانها عبادة لله عز وجل ليس عليها الختم النبوي ليس عليها دليل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الفعل بدعة لا تجوز الحال الرابعة يكون حلق الرأس فيها محرما لا يجوز وذلك بان يكون الحلق تشبها غير المسلمين كما يقع من بعض الشباب هدانا الله واياهم انهم يحلقون رؤوسهم بحسب ما يسمونه الموضة التي تأتي من عند الكفار يلاحظ من وقت لاخر ان بعض الشباب ينساقون وراء هذه الموضات التي تأتي من بلاد الغرب فيحلقون رؤوسهم تشبها بلاعب او تشبها بممثل او بمغن ونحو ذلك فهذا لا شك انه محرم ومنكر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من تشبه بقوم فهو منهم الحال الرابعة او عفوا الحال الخامسة يكون فيها الحلق مباحا او مطلوبا كأن يكون الحلق لاجل التداوي. شخص يريد ان يتداوى اه اه فصد الدم مثلا او بالحجامة او نحو ذلك فيحتاج الى الحلق او يكون به اذى من قمل ونحوه او آآ يكون به حر اه يريد ان يتبرد فيحلق رأسه فمثل هذا الاصل فيه انه مباح وقد يكون مطلوبا اذا حصل به حفظ للصحة ولا شك ان هذا امر مطلوب وربما كان مستحبا على القول باستحباب التداوي اذا رجعت الاحوال التي آآ يكون فيها اه الاحواء يكون فيها الحلق الى هذه الاحوال الخمسة واشار ابن القيم رحمه الله الى بعضها بكتابه احكام اهل الذمة وكذلك في كتابه زاد المعاد نعم قال رحمه الله تعالى وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد يصلى لله فيها فكيف من اتخذ القبور اوثانا تعبد من دون الله؟ فهذا لم يعلم معنى قوله تعالى اياك نعبد ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وفيه عنه ايضا ان من للناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد وفيه ايضا عنه صلى الله عليه وسلم ان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن الشرك المتعلق بالقبور وذرائعه وذلك بسوقه هذه الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما من النهي عن اتخاذ القبور مساجد ولا شك ان اتخاذ القبور مساجد من اعظم اسباب وقوع الشرك بالله سبحانه وتعالى واتخاذ قبور مساجد معناه راجع الى ثلاث صور انتبه لها كلها يشملها نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد اولا الصلاة اليها او عندها واشنع من ذلك السجود عليها. هذه السورة الاولى ان يصلى الى القبر يعني ان يكون القبر بين يدي المصلي يصلي وهو امامه فلا شك ان هذا منكر وداخل في وداخل في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ثبت عن عمر رضي الله عنه انه رأى انسا رضي الله عنه يصلي ولم يكن ينتبه الى ان قبرا بين يديه فاذا به يناديه وهو يصلي القبر القبر يعني اقطع الصلاة فامامك قبر. وما انتظر رضي الله عنه حتى يترك او حتى ينتهي ويفرغ من من صلاته فالصلاة الى القبر لا تجوز لانها ذريعة واضحة الى الشرك بهذا الميت او عندها يعني بينها وحولها وبالتالي فالصلاة في المقبرة محرمة ولا تجوز بل باطلة وكل الارض مسجد الا المقبرة والحمام كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فبالتالي الصلاة في المقبرة في هذا المكان الذي يقبر فيه ومحاط ومعروف انه مقبرة فانه لا يجوز ان يصلي الانسان ولو كان هذا في ناحية منه ولو لم يكن بين يديه قبر واشنع اضل من هذا ان يسجد مباشرة على القبر فيتحقق فيه انه اتخذ القبر مسجدا يعني محلا للسجود وهذا لا يرتاب في انه شرك بالله سبحانه وتعالى فمن سجد على القبر يتقرب لصاحبه فلا شك في كفره بالله سبحانه وتعالى اذا هذه الصورة الاولى من اتخاذ القبور مساجد. ان يصلى الى القبور او عندها واقبح من ذلك ان يفسد عليها الصورة الثانية ان يموت ميت فيحمل ويدفن في مسجد مسجد مبني نأتي الميت فنحفر له قبرا في داخل المسجد فهذا ينطبق عليه ماذا انه قد اتخذ القبر مسجدا ولا شك ان وضع هذا القبر في داخل المسجد لا شك انه يصير هذا المسجد مقبرة وبالتالي فوقع من فعل هذا في النهي الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث المتواترة عن اتخاذ القبور مساجد الناهية عن اتخاذ القبور مساجد وايضا اصبحت الصلاة في هذا المكان لا تجوز فان الصحيح من كلام الفقهاء ان الموضع يصبح مقبرة بوجود قبر واحد فيها فاكثر متى ما وجد في هذا المكان قبر او اكثر وجد قبران او ثلاثة الى اخره اصبح اسم هذا المكان ماذا مقبرة وبالتالي فلا تجوز الصلاة فيه كل الارض مسجد الا المقبرة والحمام. الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك اذا هذه هي الصورة الثانية وبالتالي فليحذر هؤلاء الذين يذهبون فيصلون في مساجد قد دفن فيها اموات فالصلاة ها هنا محرمة والصلاة ها هنا باطلة فتنبه يا رعاك الله الصورة الثالثة ان يموت ميت فيدفن ثم يبنى على هذا القبر وحوله وعنده مسجد يموت الميت فنأتي نبني في هذا المكان مسجد فيكون القبر في داخل هذا المسجد الذي بنيناه وهذا ايضا ينطبق عليه انه قد اتخذ القبر مسجدا اذا عندنا ثلاثة عندنا ثلاث سور اه بها يستبين لنا معنى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وهو نهي اكيد مكرر تكرر منه صلى الله عليه وسلم كثيرا الاحاديث الناهية عن اتخاذ القبور مساجد كما نص اهل العلم كشيخ الاسلام وغيره بلغت مبلغ التواتر. احاديث كثيرة مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدلك على انه نهي مؤكد وان الخطر من هذا عظيم فان هذا من اعظم الذرائع لوقوع الشرك بالله سبحانه وتعالى قديما وحديثا. نعم فقال رحمه الله تعالى وفي مسند الامام احمد وصحيح ابن حبان عنه صلى الله عليه وسلم لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسري وقال نعم هذا الحديث فيه ما ذكر انفا وهو النهي عن اتخاذ القبور مساجد في قوله والمتخذين عليها المساجد وفيه ايضا مسألتان الاولى والسرج يعني النهي عن اصراج المقابر يعني النهي عن اضاءتها عن انارتها فهذا امر منكر لا يجوز لما فيه من الذريعة الى تعظيم هذه القبور ولما فيه ايضا من الاسراف والله جل وعلا نهى عن الاسراف وهكذا نبيه صلى الله عليه وسلم. فما الحاجة الى ان تضاء المقابر؟ وان تنار وان توضع فيها هذه المصابيح والسرج لا شك ان هذا منكر ولا يجوز بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم بقيت عندنا المسألة الاولى في هذا الحديث وهي لعن الله زوارات القبور او زوارات القبور ففي الحديث النهي عن ان ان تزور المرأة القبور المرأة منهية عن زيارة القبور على الصحيح من كلام اهل العلم وهذا الحديث ظاهر في اثبات هذا الحكم وهذا هو الصحيح كما ذكرت من كلام اهل العلم ومن قولي اهل العلم في هذه المسألة الصحيح انه لا يجوز للمرأة ان تزور القبور لهذا الحديث قد يقول قائل هذا الحديث فيه لعن زوارات القبور. وهذه الكلمة فيها صيغة مبالغة وبالتالي النهي انما هو عن الاكثار من الزيارة اما لو زارت المرأة مرة او مرتين او نحو ذلك فانه لا يعد هذا اه داخلا في هذا الحديث وهذا المذكور غير صحيح. وذلك لوجوه اولا من اهل العلم من قال ان القراءة الصحيحة للحديث لعن الله زوارات القبور زوارات بمعنى آآ جمع زوارة وزواره بالظم بمعنى زائرة ليست كزوارت زوارات جمع زوارة وهي في اللغة بمعنى زائرة وبالتالي فلم يكن هذا من صيغة المبالغة التي تدل على تكرار الزيارة ذكر هذا التوجيه السيوطي رحمه الله التوجيه الثاني ان يقال نعم هذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم و ذلك من حديث ابي هريرة لكن جاء من حديث ابن عباس لعن الله زائرات القبور وبالتالي فاعمال الدليل اولى من اهماله. فالقول بالدليلين اولى من الاخذ باحدهما فيكون النهي عن الزيارة مطلقا اخذا بحديث لعن الله زائرات القبور ونأخذ ايضا بحديث ابي هريرة في التكفير فيكون التكرار اشد تحريما يكون التكرار ماذا اشد تحريما وبالتالي نكون قد اخذنا بماذا بالحديثين الزيارة القليلة مني عنها بحديث ابن عباس والزيارة الكثيرة يكون منهيا عنها بحديث ابي هريرة التوجيه الثالث وهو توجيه لطيف ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو ان المبالغة هنا ليست لتكرار الزيارة ليست لتكفير الزيارة انما ما هو لكثرة الزائرات وهذا سائغ في اللغة على نحو قول الله جل وعلا مفتحة لهم الابواب يقول رحمه الله ابواب الجنة تفتح مرة واحدة ولكن المبالغة هنا لكثرة الابواب كذلك في قوله زوارات ليس لكثرة الزيارة وانما لكثرة الزائرات فهذا توجيه ثالث الامر الرابع الذي يؤكد هذا الامر انك تجد ان في هذا الحديث وعيدا شديدا اكيدا وهو اللعن يعني الطرد والابعاد من رحمة الله جل وعلا. والشريعة لا تعلق مثل هذا الحكم العظيم على امر غير منضبط بمعنى ما حد الكثرة من القلة كيف اعرف الحد الذي تكون به المرأة قد وقعت في هذا الامر العظيم وهو الذي هو سبب للعنة الله سبحانه وتعالى. كم يعني هل خمس زيارات في السنة كثير او قليل قد يقول قائل خمس زيارات كثير واخر يقول خمس زيارات قليل انما مئة زيارة هي الكثير اذا هذا امر ماذا غير منضبط ولا يمكن ان يعلق عليه هذا الامر العظيم الذي يقتضي لعنة الله سبحانه وتعالى فهذه الاوجه الاربعة تدلك على ان التعلق بلفظ زوارات لا وجه له في اباحة ان تزور المرأة القبور قالوا الا تدخل المرأة في قول النبي صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة هكذا قال بعض اهل العلم فالمرأة داخلة في قوله ماذا فزوروها لان المرأة تدخل في خطاب الرجال تغليبا. هكذا قرروا الاصوليون وهذا ايضا ليس بوجيه وذلك اولا ما الدليل على ان النهي الذي جاء في هذا الحديث يدخل فيه نهيه صلى الله عليه وسلم اعود الى ما كنت توقفت عنده قبل الاذان وهو ان القائلين بان قوله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور يشمل النهي عن زيارة النساء وبالتالي فيكون هذا منسوخا بقوله فزوروها والجواب ان هذا لا يمكن ان يقال به الا بمعرفة التاريخ فما الدليل على ان النهي اه الذي جاء في حق النساء كان متقدما عن قوله صلى الله عليه وسلم فزوروها ربما يقال ان النهي كان عاما ثم جاء الاذن ثم جاء نهيه صلى الله عليه وسلم عن النساء خاصة وفي علم الاصول النهي الخاص اقوى من العموم الذي يدخل فيه النساء من باب التغليب النهي الخاص للنساء عن زيارة القبور اقوى في الاصول من ادخالهم في العموم الذي انما يدخلون فيه تغليبا هذا اولا وثانيا ان يقال انكم اذا قلتم بان النساء يشملهن قول النبي صلى الله عليه وسلم الا فزوروها فانه يلزمكم اذا ان تكون زيارة النساء مستحبة لهن كما هي مستحبة للرجال. اليس كذلك؟ بلى. وهذا لا قائل به فالامة علماؤها مختلفون في زيارة النساء للقبور الى قولين القول بالمنع والتحريم والقول بالاباحة ولا قائلة بالاستحباب فاما ان تقولوا بانهن يدخلن في هذا الحديث وبالتالي تقولون بقول لم يقل به احد او تقولون انهن لا يدخلن او تقولوا انهن لا يدخلن في هذا الحديث وهذا هو الصحيح ويؤيد هذا وجه ثالث وهو ان المعلومة بالتتبع من حال السلف الصالح في القرون المفضلة ان زيارة القبور للنساء امر غير ظاهر فلم يكن من شأنهن زيارة القبور انما كان ذلك شأن الرجال اما النساء فلم يكن ظاهرا فيهن زيارة القبور اخذا بقوله صلى الله عليه وسلم الا فزوروها ويؤيد هذا امر رابع من جهة المعنى فان زيارة القبور انما يحصل او انما شرعت لما يحصل بذلك من تذكر الاخرة والاعتبار والاتعاظ فهو موقف عظيم يذكر بالله سبحانه وتعالى الرحلة عن هذه الدنيا الى الدار الاخرة فاما مع وجود النساء بين الرجال في هذا المكان فان هذه الحكمة ربما يصيبها ما يصيبها من الاضعاف فتخيل لو ان الرجال دخلوا الى القبور وتمر المرأة بجانبه من ها هنا ومن ها هنا فان هذا يحصل به تشويش عليه ما الطف ما ذكره ابن الحاج في كتابه المدخل من ان الخلاف في آآ زيارة النساء للقبور هذا شيء يمكن ان يكون معتبرا في القديم اما في هذا الزمان المتأخر وهو يتحدث عن عصره فلا يقول احد من اهل العلم بل من عنده مروءة او غيره ان نساء هذا الزمان يجوز لهن زيارة القبور لما هو حاصل مع الاسف الشديد من التبرج والسفور في العصور المتأخرة ولا سيما في هذا الزمان اضف الى هذا ان النساء فيهن من الضعف من قلة الاحتمال من سرعة البكاء والنحيب اه ما هو اكثر من هذا من شق الثياب او ضرب آآ الخدود والصدور ونحو ذلك فهذا امر لا ينكر فيهن جزع فيهن قلة صبر في الغالب ومثل هذا مما تأتي الشريعة بسد الذريعة اليه ليس شأنهن كالرجال الذين آآ هم في الغالب لا يتصفون بهذا الجزع بل فيهم من الصبر والاحتمال ما ليس في النساء اذا الخلاصة ان الذي يترجح والله تعالى اعلم انه لا يجوز للنساء زيارة القبور بل زيارة القبور في حقهن كبيرة من الكبائر لانه قد توعد على ذلك باللعن القاعدة ان المنهيات التي جاء فيها اللعن فانها داخلة في حد الكبيرة والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه يقول هل يجوز لمن كان من اهل البيت ان يأكل من السفر التي تفرش في الحرم الذي يظهر لي والله تعالى اعلم ان ال البيت انما نهوا عن الزكاة لا صدقة التطوع فيكون قوله صلى الله عليه وسلم ان ان ال البيت ان ال محمد لا نأكل الصدقة على نحو قوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين والمراد بهذه الاية الزكاة لا التطوع وبالتالي فانه يجوز لهن يجوز لهم ان يأكلوا من هذه السفر لانها من الغالب غالب الظن انها انما توضع صدقة تطوع لا زكاة وبالتالي لا حرج ان شاء الله تعالى لان يأكل منها. على ان من كان من ال البيت محتاجا ومن اهل الزكاة ولا يعطى من الخمس الذي اه امر الله جل وعلا باعطائه به في اه كتابه سبحانه وتعالى اذا كانوا لا يعطون من الخمس فالصحيح وهو الذي اختار بعض المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية وغيره انه يجوز لهم ايضا ان يأخذوا من الزكاة فان منعه من اخذ الزكاة هو في مقابل انهم يعطون من الخمس اذا لم يكونوا يعطون من الخمس فانهم يأخذون من الزكاة بل اقول انهم اولى من غيرهم لي ان لهم من حق المحبة والتقدير ما ليس لغيرهم. فهل نترك هذا الانسان الذي هو من ال البيت يموت ولا نعطيه من الزكاة لا شك ان انه اذا كان من اهل الزكاة وما اعطي من غير زكاة فانه يعطى من الزكاة بل هو اولى من غيره والله تعالى اعلم يقول من اعتمر في شوال هل يجوز له ان يختار ان ينبع؟ اي نوع من انواع الحج الجواب انه اذا اعتمر في شوال او في ذي القعدة ولم يمكث في مكة وانما رجع الى بلده فان حكم عمرته قد انقطع وبالتالي فانه يجوز له ان يحج كما يشاء ان شاء مفردا وان شاء متمتعا وان شاء قارنا اما اذا كان يعتمر ثم يجلس في مكة او يسافر الى غير اهله. الى غير بلده فانه يكون متمتعا شاء ام ابى فقد جمع في سفرة واحدة بين حج وعمرة. وهذا اعدل الاقوال في المسألة ان شاء الله وهو مروي عن عمر ابن الخطاب وهو الصحيح ان شاء الله في هذه المسألة يقول اه مرأة تقضي صوم رمضان فباشرها زوجها فماذا عليهما ان حصل جماع بينهما او حصل انزال منها من تقبيل وضم نحوه فهذا لا شك انه اولا لا يجوز. لان قضاء رمضان واجب فهو صيام واجب في حقها فليس لها ان تقبل بهذا فان كانت راضية فهي اثمة وعليها التوبة. وان كانت مكرهة فان شاء الله ليس عليها شيء وعليها ان تقضي عليها ان تقضي هذا اليوم وليس عليها كفارة كما هو الحال في الجماع في نهار رمضان هل هناك علاقة بين صحة العبادة وقبولها مع الاصرار على المعاصي الاصل ان كل مسلم لم يخرج من دين الله عز وجل فعبادته صحيحة وبالتالي فان الفساق عبادتهم صحيحة وهم مثابون على ذلك لكن ينبغي التنبه الى امر وهو ان للمعاصي اثرا في حبوط الحسنات المتقدمة. بمعنى التأثير حاصل من الطرفين كما ان الحسنات يذهبن السيئات يعني الحسنات المتأخرة تذهب السيئات المتقدمة فالعكس صحيح السيئات المتأخرة قد تحبط حبوطا جزئيا للحسنات المتقدمة. والله اعلم وصلى الله على محمد