الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا الحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام تقي الدين مقريزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد. واما الشرك في الارادات والنيات فذلك البحر الذي لا ساحر له وقل من ينجو منه. فمن نوى بعمله غير وجه الله تعالى لم يقم بحقيقة قوله اياك فان اياك نعبد هي الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام التي امر الله بها عباده كلهم. ولا يقبل من احد غيرها وهي حقيقة الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فاستمسك بهذا الاصل ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركون اليه تحقق معنى كلمة الالهية. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبي محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد عطف المؤلف رحمه الله على ما بين من بعض صور الشرك الاصغر صورة ذات خطر منه وهي المتعلقة بشرك الارادات والنيات بين رحمه الله ان هذا الشرك هو البحر الذي لا ساحل له وقل من ينجو منه وصدق فان هذا النوع من الشرك له الوان وله صور وهو غاية في الخفاء. ويرد على الانسان في الساعة الواحدة. من اوجه متعددة وقد جاء تسميته في النصوص بشرك السرائر وبالشرك الخفي وبالشرك الاصغر ايضا. فهذا مما عظمت به وندر من ينجو منه. لا ينجو من حبال هذه الشبكة القاتلة الا الموفقون ممن جردوا توحيدهم وتفريدهم لله سبحانه وتعالى. هذا الشرك ينافي الاخلاق والاخلاص اساس العمل الصالح مع المتابعة. فالعمل الصالح انما هو العمل الخالي من الرياء ومن ارادة الدنيا والمقيد بالمتابعة فهذا هو العمل الذي يقبله الله جل وعلا. انما يتقبل الله من المتقين والتحقيق في تفسير هذه الاية ان الله انما يتقبل العمل من من اتقاه فيه وتقواه فيه ان يكون عمله لله متبعا فيه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. الله جل وعلا ما امر العباد ان يعبدوه كيفما اتفق. انما على العباد الا يعبدوا الا الله والا يعبدوه الا بما شرع رسوله صلى الله عليه وسلم. وبهذين الامرين يتحقق للعبد الشهادتان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا لا يمكن ان يكون العمل مقبولا الا بتحقيق هذين الشرطين وان شئت فقل الركنين شرط قبول السعي ان يجتمعا فيه اصابة واخلاص مع وكان عمر رضي الله عنه يدعو الله جل وعلا كما اخرج الامام احمد في الزهد كان يقول اللهم اجعل عملي صالحا ولوجهك خالصا. ولا تجعل لاحد فيه شيئا فهذا هو العمل المقبول الخالص لله الموافق لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الشرك الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله يضاد الشرط الاول من شرطي قبول العمل الصالح وهو الاخلاص. يتفرع الى صورتين. الصورة الاولى هي الرياء والصورة الثانية ارادة الدنيا بالعمل الصالح. يتفرع عن شرك والايرادات هاتان الصورتان الرياء وارادة الدنيا بالعمل الصالح اما الرياء فانه من الرؤية وهو ان يقصد العامل عمله غير وجه الله سبحانه وتعالى. ان يقصد العامل بعمله غير وجه الله سبحانه تعال بمعنى انه يعمل ولا يريد ثواب الله ولا يريد رحمته او يريد ذلك ويريد معه مدح الناس وثناؤهم وبلوغ لديهم فهذا هو الرياء. وهو الذي جاء في السنة تسميته بالشرك الاصغر ففي حديث محمود ابن لبيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال الرياء كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك الخفي. قال صلى الله عليه وسلم ااخبركم بما هو اخوف عندي عليكم من الشرك من الدجال قالوا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي ان يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل كما جاء ايضا في حديث محمود ابن لبيد في حديث محمود ابن لبيد ايضا تسميته بشرك السرائر. فاذا كان حال هذا الرياء بهذه المثابة فهو شرك اصغر وخفي وهو شرك السرائر فانه مؤذن بحبوط العمل. وعدم قبوله. كما قال المؤلف رحمه الله فمن نوى بعمله غير وجه الله غير وجه الله تعالى لم يقم بحقيقة قوله اياك نعبد فان اياك نعبد هي الحنيفية ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم. ولا يقبل الله من احد غيرها. وهذا المقام يحتاج الى تفصيل. اعني في عدم قبول عمل المرائي اتضح ذلك من خلال ما يأتي. اولا كلامنا عن الرياء. انما هو في الرياء اصغر الذي يقع من المسلم في بعظ اعماله اما الرياء الاكبر الذي هو رياء المنافقين فهو شرك اكبر وهو واقع في اصل الدين وفي فروعه. وقد وصف الله جل وعلا المنافقين بهذا الرياء. ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس هذا الرياء لا شك انه شرك اكبر وليس هو محل بحثنا. الامر الثاني ان الرياء اذا كان في قلب الانسان خالصا بمعنى انه لا يريد الا مدح الناس فحسب بهذا العمل. بمعنى انه لا يريد مدح وثناء الله جل وعلا واثابته. لا يرد هذا على قلبه. انما يريد فقط مدح الناس وثناءهم. فهل يتصور هذا؟ فهل يتصور تصوروا هذا من المسلم هذا محل بحث عند اهل العلم. فمن اهل العلم من قال ان هذا لا يتصور فصوله من فان وقع منه فقد وقع في الشرك الاكبر. يعني يقوم فيصلي او تصدق وهو لا يريد وجه الله البتة. انما يريد ثناء الناس ومدحهم. قال بعض اهل للعلم هذا لا يتصور من المسلم لابد ان يكون المسلم مريدا لوجه الله والدار الاخرة ويشارك ذلك ان حصل نية ارادة وجوه الناس. وقال بعض اهل العلم ان هذا مما يمكن تصوره في بعض الاعمال ولا يتصور في اعمال اخرى فالصوم لا يتصور حصوله من صاحبه لكن في مثل الصدقة والحج يمكن ان يرد مثل هذا. وعلى كل حال هذا الموضع موضع مخوف وما اقرب من وقع في هذه الحال من حال المنافقين الصورة الثالثة ان يقصد الانسان وجه الله مع غيره في اصل العمل. يعني ان يكون الرياء في اصل العمل بمعنى ان يبتدأه مرائيا يقوم يريد ان يصلي لاجل ان يري الناس انه مصلي. فالرياء ها هنا نشأ مع العمل. وشارك اصله وهذا لا شك في بطلانه وحبوط اجره. وهذا مما اتفق السلف عليه فمتى ما شاركت نية الرياء اصل العمل فالعمل حابط بلا خلاف. وان خالف في هذا بعض المتأخرين لكنه خلاف محجوج باجماع متقدم عليه وهو اجماع السلف كما نقل هذا غير واحد من محققين الصورة الثالثة الرابعة هي الرياء الطارئ. يعني يدخل في العمل مريدا به وجه الله سبحانه وتعالى ولكن ان اثناءه يطرأ عليه العمل وهذا اكثر ما يقع في اه عبادات من المسلمين ان يرد عليهم في اثنائه هذا الوارد وهذه الصورة لها حالتان ان يكون هذا الوارد مجرد خاطر ويمر يدفعه صاحبه. يعني وهو يصلي مر بجواره شخص ممن يقدرهم ويحترمهم فبدا له ان يزين عمله ويطيل صلاته او يظهر التخشع ثم انه استذكر مباشرة ونفى عن نفسه هذه النية فهذا لا شك انه لا يضره باذن الله سبحانه وتعالى. لان مثل هذا الخاطر معفو عنه كما دلت على هذا ادلة صحيحة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. اما ان كان هذا الوارد قد استرسل معه صاحبه طرأ عليه قصد غير وجه الله عز وجل فاستمر معه واسترسل معه فهذا مما حصل فيه خلاف بين اهل العلم. لكن ينبغي ان تعلم ان محل البحث في هذه الصورة انما هو في عمل يتصل اوله باخره اما الاعمال التي هي اجزاء مستقلة متلاحقة فانه لا يريد فيها هذا الخلاف بمعنى ان هذا الخلاف يرد في صلاة يرد في اه صدقة يرد في صوم يرد في حج اما في مثل التسبيح او تلاوة القرآن فان كل تسبيحة وكل تحميدة عمل مستقل فما مضى على الاخلاص فهو مقبول وما طرأ عليه الرياء فهو مردود لكن بحثنا في عمل يتصل اوله باخره مرتبط بعضه ببعض قالت طائفة من اهل العلم ان العمل لا يبطل اخذا بالنية الاولى فاصل نيته لوجه الله ولا يضره هذا الطارئ وهذا القول ضعيف القول الثاني انه يبطل عمله لان هذا العمل ارتبط اوله باخره والرياء كالناقط كنواقض الطهارة متى ما ورد ناقض الطهارة على العمل على الصلاة مثلا في اخرها هل نقول بطلت الصلاة كلها او نقول انها لا تبطل لانه جاء في الاخير نقول تبطل الصلاة كلها والقول الثالث هو انه يثاب على ما مضى وهو مخلص ويحبط اجر ما خالطه الرياء وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فدل هذا على ان ما خالطه الرياء حابط ومردود على صاحبه بقول ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وسئل النبي صلى الله عليه وسلم كما عند النسائي باسناد جيد عن الرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى مكانه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه وهذه قاعدة عامة لا ينبغي ان تنسى بل ينبغي استصحابها في كل الاعمال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه والرياء ان خالط العمل لا يصح ان يوصف بانه خالص لوجه الله اليس كذلك فدل هذا على انه حابط ولا يقبل ويبقى بعد ذلك الخلاف فيما آآ يقبل من هذا الجزء الذي كان مخلصا او لا يقبل على الخلاف الذي ذكرته لك يبقى بعد ذلك صورة خامسة وهي الرياء اللاحق بعد العمل وهل هذا موجود هل يمكن ان يكون هناك رياء بعد انتهاء العمل اطلق بعض اهل العلم ذلك وقالوا ان الرياء يمكن ان يلحق بالعمل بعد انتهائه وقال بعض اهل العلم ان هذا لا يسمى رياء فالرياء ما صاحب العمل اما ما مضى وانتهى فلا يلحقه الرياء. لكن اسمه السمعة وثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم من رأى رأى الله به ومن سمع سمع الله به يعني فظحه وهتك ستره يوم القيامة فهذا التسميع هو الذي يلحق بعد العمل ما يكون بعد العمل له صورتان. الصورة الاولى ان يظهر العمل بغير اظهار من صاحبه يظهر العمل بغير اظهار من صاحبه. يعني يكون قد صلى لله في الليل مريدا وجه الله ويظن انه لا احد يطلع عليه والواقع ان احدهم كان يطلع عليه ثم لما اصبح اخبر الناس بهذا فهذه الصورة لا اثر لها في حبوط الاعمال وان صاحب ذلك سرور في قلب الانسان فان كان هذا السرور ابتهاجا بفضل الله عليه وسرورا بان الله ستر القبيح واظهر الحسن ويرجو ان يكون فعله سبحانه معه في الاخرة كذلك فمثل هذا لا حرج فيه ولا يضره بل يرجى ان يكون هذا من عاجل بشرى المؤمن كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم اما ان كان هذا الاظهار من فعله تعني انه صلى ثم لما اصبح بدأ يتحدث يقول البارحة صليت والبارحة تصدقت والبارحة فعلت وفعلت فهل هذا مؤثر في قبول العمل ام ليس مؤثرا في قبول العمل هذه المسألة محل خلاف بين اهل العلم فمنهم من قال ان هذا التسميع ينقص الاجر ولا يحبطه يعني يؤثر في الثواب انقاصا لا احباطا ومنهم من قال انه محبط من العبد محبط للعمل فانه يبعد ان يعاقب يبعد ان يعاقب على هذا بان يسمع الله عز وجل به يوم القيامة ثم بعد ذلك يثاب على هذا العمل فان هذا فيه شيء من البعد والحديث مؤذن بان هذا العمل قد حبط اجره. والله تعالى اعلم. وعلى كل حال غالبا ما تكون حال هذا الانسان من الاصل ليست خالصة يعني الشخص الذي يقوم فيتحدث باعماله الصالحة ويقول فعلت وفعلت آآ يتزين بذلك في اعين الناس في الغالب ان نيته في الاصل ليست خالصة وبالتالي فيكون قد اثر على عمله اما ابتداء واما انتهاء والله تعالى اعلم هذه الاحوال التي آآ تتعلق بموضوع الرياء الذي هو احد شقي شرك المقاصد والنيات والايرادات اما الشق الثاني وهو ارادة الانسان بعمله الصالح الدنيا فهذا مما عم البلاء به والله المستعان ولكن ايضا يتعلق بهذا الشق من الموضوع صور بها يفهم الموضوع اولا قصد الدنيا بالعمل الصالح فحسب لاحظوا الفرق بين هذا وما قبله هذه الصورة او هذا الشق ارادة الدنيا بالعمل الصالح. يعني ان الانسان يريد بالعمل الصالح تحصيل شيء من الدنيا تريد تحصيل مال يريد تحصيل آآ وظيفة يريد تحصيل مسكن يريد تحصيل شيء من حطام الدنيا ولا التفات له الى مدح الناس وثنائهم. مدحوه او ذموه لا لا يلتفت الى هذا. انما هو يريد شيئا من الدنيا بعكس الحالة الاولى فهو لا يقصد شيئا من متاع الدنيا انما هو يقصد مدح الناس وثناءه وان كان الموضوعان متقاربان يجمعهما ارادة غير وجه الله سبحانه وتعالى اقول السورة الاولى او الحالة الاولى ارادة الانسان الدنيا بعمله لا غير يعني يعمل العمل الصالح ويريد به تحصيل الدنيا فحسب فهذا لا شك ان صاحبه قد احبط عمله ولا ثواب له في هذا العمل من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطن ما كانوا يعملون اذا من اراد بعمله الدنيا فحسب فهذا لا شك ان عمله حابط بل يخشى ان يصل حاله الى حال المنافقين فيكون واقعا في الشرك الاكبر الحالة الثانية قصد ما هو من لوازم العمل ومن ضروراته وهذه صورة مهمة لوقوع خلاف يسير فيها والصواب ما سأذكره ان شاء الله وهو ما عليه اكثر اهل العلم ان يقصد الانسان شيئا هو من ضرورات العمل وهو من لوازمه التي تلزمه فهذا الذي قصده حاصل تلقائيا كما يقولون قصده او لم يقصده كمثل انسان يتوضأ ويريد بذلك العبادة ويريد بذلك ايظا التنظف على يده او على وجهه وسخ يريد ازالته فهو يقصد الامرين والحقيقة ان التنظف حاصل قصده او لم يقصده او انه يصوم يريد بالصوم وجه الله ويريد بذلك ايظا حصول الحمية او حصول التداوي بالتوقف عن الطعام فهذا حاصل تلقائيا قصده او لم يقصده والصحيح ان هذا لا يؤثر في العمل لا حبوطا ولا نقصا ان شاء الله فما الضرر في ان يقصد العمل بضروراته وبلاوازمه الصورة الثالثة قصد ما اذن الشرع في قصده ثمة صور جاء في الشريعة اباحة قصدها يعني من امور الدنيا بالعمل الصالح كمثل الغنيمة في الجهاد فالنبي صلى الله عليه وسلم مثلا يخاطب اصحابه فيقول من قتل قتيلا فله سلبه فمثل هذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم الا لاجل ان يقصد ويطلب وبالتالي ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليدلهم على شيء فيه ابطال اعمالهم فدل هذا على ان قصد ما اذن الشرع في طلبه من امور الدنيا مع العمل الصالح لا بأس به بشرط ان يكون القصد الاخروي هو الغالب ويكون القصد الدنيوي قصد ضمني يعني في ضمن القصد وفي ضمن ما يطلب ولكن الاهم عنده والغالب على نفسه هو ارادة وجه الله سبحانه وتعالى فمثل هذا لا يضره ان شاء الله كذلك من حج واراد بهذا السفر ان يحج وان يتاجر اثناء الحج فهذا ايضا لا بأس به ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم وامثال هذا في مواضع دلت عليها الشريعة السورة الرابعة ان يقصد ما لم يأذن الشرع به ان يقصد من الدنيا ما لم يأت دليل من الشريعة انه يقصد كمثل من يطلب العلم ومراده ان يحصل المكافأة التي تعطى لطالب العلم بحيث ان هذه النية مؤثرة لو منع منها لما توجه للعمل او يؤم ومراده المكافأة او تحصيل السكن او يؤذن وهذا هو مراده تحصيل الدنيا. بحيث ان انه لو قيل انه لا عمل عفوا انه لا لا اثابة دنيوية على هذا مكافأة ومسكن نحو ذلك فانه لا تتحرك نفسه الى ارادته فالصواب في هذه الصورة ان هذا محبط للعمل لان القاعدة بينها نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ايضا من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. يعني ريحها في نصوص كثيرة فدل هذا على ان ارادة الدنيا بالعمل الصالح فيها من الخطورة الشيء العظيم وهذا مما ينبغي ان يحذره المسلم ولا سيما المتصدي للوظائف الدينية كالتعليم والامامة والاذان وما الى ذلك فكم يعرض في هذا المقام من العوارض والله المستعان. نسأل الله عز وجل عفوه السورة الخامسة ان يعمل الانسان العمل لوجه الله ويجعل الدنيا وسيلة لتحصيل هذا العمل وهذا فارق او هذا فرقان مبين بين المخلص وغير المخلص هذا رجل يريد وجه الله بالعمل الصالح لكنه يأخذ من الدنيا وقصده ان يكون ما اخذه وسيلة لتحصيل العبادة لتحصيل للطاعة وهذا ما عبر عنه شيخ الاسلام رحمه الله في اختياراته بانه يأخذ ليؤم وليس يا امة ليأخذ. فرق بين الامرين فرق بين من ام ليأخذ المال هذا الاقرب انه ليس له في الاخرة من خلاق. ولا يثاب على عمله اما من اخذ ليؤم. من جعل هذا المال الذي يعطاه وسيلة للقيام بهذا العمل لانه لو لم يأخذ فانه لا يستطيع ان يتفرغ لادائه. سينشغل التجارة او بالوظيفة والدنيا لكنه محتاج الى هذا الاخذ لاجل ان يحقق العبادة ففرق اذا بين من ام ليأخذ ومن اخذ اليؤوم ومن اذن ليأخذ ومن اخذ ليؤذن. ومن حج ليأخذ. ومن اخذ ليحج ومن علم ليأخذ ومن اخذ ليعلم وهكذا في صور كثيرة فمثل هذا لا حرج فيه ان شاء الله فهذه الارزاق الذي تسمى رضخا او رزقا من بيت المال او المكافآت التي تعطى في الجامعات او في المعاهد او نحوها او ما يتسلمه المؤذن والامام ان احسن قصده فيه وجعل نيته ان هذا المال وسيلة للقيام بهذا العمل فمثل هذا لا حرج عليه فيه ان شاء الله والله تعالى اعلم اذا هذا هو الذي يتعلق بشرك الارادات والنيات على وجه الاختصار اعود فاقرأ ما ذكر الشيخ قال فمن نمى فمن نوى بعمله غير وجه الله تعالى لم يقم بحقيقة قوله اياك نعبد فانا اياك نعبد هي الحنيفية ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا ومعنى حنيفة الحنيف هو المائل الحنف هو الميل ولذا يقال فلان احنف يعني فيه ميل في ساقيه فيه انحراف في الساقين فالحنف هو الميل وابراهيم عليه السلام كان حنيفا يعني مائلا من الشرك الى التوحيد مائلا من الشرك الى التوحيد فابراهيم عليه السلام قد حقق اعلى درجات التوحيد وحقق غاية ما يكون عليه الموحد ولم يفقه في هذا الا نبينا صلى الله عليه وسلم فاستحق هو ونبينا صلى الله عليه وسلم ان يكون خليلي الرحمن سبحانه وتعالى فهو ليس في قلبه الا ارادة وجه الله عز وجل كما وصفه ربنا سبحانه اذ جاء ربه بقلب سليم اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين فهو قد جاء ربه بقلب سليم سلم لله عز وجل وسلم لله عز وجل. فهو لا يريد الا ما الله ولا يفعل الا ما امر الله به ولا يوالي ولا يعادي الا في الله سبحانه وتعالى فمثل هذا هو الذي يكون متبعا لابراهيم قد اخذ الحنيفية والله عز وجل انما امر العباد كلهم بهذه الحنيفية هي التي خلقهم الله عز وجل من اجلها. وهي التي امرهم الله عز وجل بها الحنيفية يعني ان تحقق اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الحنيفية ان تحقق اياك نعبد واياك واياك نستعين فكل عبادتك وكل ارادتك وكل توكلك واعتصامك وثقتك وتفويضك انما هي بالله سبحانه وتعالى وبهذا تتحقق الحنيفية التي بها النجاة وهذا ولا شك يتنافى مع حصول هذا الشرك في النيات والايرادات والمقاصد قال وهي حقيقة الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فاستمسك بهذا الاصل ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركون اليه تحقق معنى كلمة الالهية ينبه الشيخ رحمه الله الى ان للمبتدعة والمشركين لهم شبه ولهم علوم كاسدة ولهم تلبيسات فلا يظن ظان ان الحق ليس على طريقه اعداء قاعدون على جنبتيه يلبسون بل ويقطعون الطريق على السالك في هذا الطريق؟ كلا. بل اهل البدع والشرك واعداء التوحيد. كثيرون لا كثرهم الله يقعدون كل مرصد لاهل التوحيد. يلبسون ويبثون الشبه. يبثون التلبيسات يشبهون على الناس ويلبسون عليهم فعلى الانسان ان يعتصم بالقواعد والاصول والمحكمات من الشريعة. فاذا ورد عليه وارد من هؤلاء والاولى به ان لا يلتفت اليهم ولا يستمع لهم البتة لكن ان ابتلي فعليه ان يرد هذا الذي اشكل عليه الى هذه الاصول والمحكمات سواء فهم جواب هذا التلبيس او لم يفهمه لا يضره. فهذا متشابه يبقى متشابها ولكن المحكم الواضح هو ان يعبد الله وحده وان يتبع نبيه صلى الله عليه وسلم فكل ما خالف ذلك وان دق فانه متشابه ويعتقد الانسان جزما انه مردود وانه باطل. وان كان لا يعرف جواب ذلك تفصيلا اذا لتستصحب معك دائما هذه القواعد قواعد التوحيد اصول المعتقد الصحيح استصحبها استصحبها دائما واسقها في قلبك حتى تكون راسخ كالجبال. وبالتالي مهما عرض عليك وارد من هذه آآ الايرادات الباطلة فانها لا تضرك باذن الله. تبقى شيئا مشكلة تبقى شيئا مشتبها. ومع الوقت يزول بالسؤال يذهب لكن لا يجعلك تتردد وترتاب كما يفعل من لم يكن من لم يكن اعتقاده قائما على ساق راسخة ادنى ريح وادنى شبهة تميله فاليوم هو على معتقد وغدا على معتقد اخر وربما بعد غد على معتقد ثالث هذا ليس حال اهل الحنيفية اهل الاتباع الصادق اهل التوحيد الخالص. فهذا تنبيه لطيف من المؤلف رحمه الله فكن منه على ذكر نعم قال رحمه الله فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى وانه لعظمته لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط والشفاء كحال الملوك فالمشرك لم يقصد الاستهانة فالمشرك لم يقصد الاستهانة بجناب الربوبية وانما قصد تعظيمه قال اياك نعبد وانما اعبد هذه الوسائط لتقربني اليه وتدخل بي عليه. فهو الغاية وهذه وسائل فلما كان هذا القدر موجبا لسخط الله تعالى وغضبه ومخلدا ومخلدا في النار. وموجبا لسفك دماء اصحابه واستباه حريمهم واموالهم وهل يجوز في العقل ان ان يشرع الله تعالى لعباده التقرب اليه بالشفعاء والوسائط فيكون تحريم هذا انما استفيد بالشرع فقط ام ذلك قبيح في الشرع والعقل يمتنع ان تأتي به شريعة من الشرائع وما السر في كونه لا يغفر من بين سائر الذنوب كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما. قلنا الشرك نعم هذا النقل من قوله فان قيل اخذه المؤلف رحمه الله من كلام ابن القيم في الجواب الكافي باختصار هذا السؤال يطرحه المؤلف رحمه الله يتضمن ثلاثة امور اولا ان المشرك ظاهر حاله انه يريد تعظيم الله لا الاستهانة بحقه عوقب بالخلود في النار الخلود المؤبد وهل قبح الشرك قبح شرعي فقط او هو قبح شرعي وعقلي ثم عاد الى الامر الاول لكن بصيغة اخرى وهو ما السر الذي جعل هذا الذنب بالذات مما لا يغفره الله عز وجل لصاحبه بخلاف غيره وآآ نقل بعد ذلك رحمه الله مقدمة تبعها بعد ذلك الجواب عن هذه الامور التي ذكرها خلاصة ذلك ان قبح الشرك لا شك انه شرعي وعقلي وان الله جل وعلا حرمه وكذلك الفطر السليمة والعقول المستقيمة تشهد بقبحه وبانه ضلال وبانه ظلام وبانه انحراف اما لما كان اعظم الذنوب ولما كان لا يغفر مع ان هذا المشرك اراد تعظيم الله باتخاذ وسائط تقرب الى الله سيأتي ان شاء الله الجواب عن ذلك ولكن اقول باختصار ان المشرك ما اراد تعظيم الله عز وجل ولو اراد تعظيم الله لاتبع امره ان المحب لمن يحب مطيعه والله ما امر الا بعبادة يكون صاحبها مخلصا له فيها وما امروا الا ليعبدوا الله ماذا مخلصين له الدين. هذا هو الذي امر الله عز وجل به. ما امر الله عز وجل بعبادة كما يهوى الانسان وكما يحلو له وبالتالي لا يسلم ان هذا المشرك اراد تعظيم الله عز وجل الحق انه انما اراد اتباع هوى نفسه وانما اراد تعظيم من عظم في قلبه ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله فهذا تلبيس مردود وهذه شبهة زائفة ليس الحال كما ذكر ثم نقول سلمنا جدلا ان هذا المشرك اراد تعظيم الله لكن اخطأ فنقول انه استهان بجناب الربوبية من جهة اخرى هي التي استحق عليها العقوبة فهو من جهة ان سلمنا جدلا قد حسن قصده لكنه من جهة اخرى بل من جهات قد اساء اساءة عظيمة هي اعظم الاساءات على الاطلاق فاستحق على هذا ان يكون ذنبه اعظم الذنوب وان تكون عقوبته اعظم العقوبات. وهذه قضية قد شرحت فيما مضى. فالشرك اولا فيه غاية التنقيص والاستهانة بالله سبحانه وتعالى ولو ان هذا المشرك قد قدر الله عز وجل حق تقديره. وعظمه حق تعظيمه ما وقع في الشرك. لكن لاستهانته بحق الله عز وجل جعل غيره معه عدل غير الله بالله او عدل غير الله عز وجل به ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين والامر الثاني ان ما وقع فيه هذا المشرك فيه غاية الظلم والظلم قبيح. ان الشرك لظلم عظيم فانه تسوية بالعاجز من كل وجه ب الكامل والغني من كل وجه فهو يجعل الضعيف الفقير المحتاج الممكن مساويا وفي محاذاة من هو غني من كل وجه وكامل من كل وجه ومن الذي يرضى هذا انت لا ترضى ان يشبه بك من هو غبي او سافل او ناس ناقص او فاسق اذا قيل فلان مثلك فانك لا ترضى وانت واياه مشتركان في كونكما من المخلوقات ومن الانس وخصائصكما في الجملة واحدة لكن بينكما تفاوت في الصفات ومع ذلك لا ترضى ان قال انك مثل فلان الغبي او الجاهل او المعتوه فكيف يقال ان هذا له مثل ما لله سبحانه وتعالى من الحق؟ انا اعبده كما اعبد الله عز وجل. فهذا غاية الظلم لله سبحانه وتعالى وقلنا ايضا امرا ثالثا وهو ان الشرك بالله سبحانه فيه غاية المعاندة لله فانه مضاد تمام المضادة للغاية التي لاجلها خلق الله هذا الانسان لاجلها. الله ما خلقه الا لتوحيده وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وهذا اتى بضد ذلك وبعكسه تمام المعاكسة الله يخلقك للتوحيد فيأتي بالشرك الذي هو ضد التوحيد. فهذه معاندة لله جل وعلا يستحق صاحبها اعظم العقوبة اضف الى هذا امرا ثالث امرا رابعا. وهو ان المشرك قد اساء الظن بالله سبحانه وتعالى ظن ان الله لا يقدر ولا يرحم ولا ينفع الا اذا شفع عنده الا اذا عطف الا اذا اثر عليه مؤثر الا اذا اعلمه من اعلمه من هؤلاء الوسطاء هذا لا شك انه سوء ظن عظيم فهؤلاء ظنوا بالله غير الحق ظن الجاهلية. اساءوا بالله الظن وسوء الظن بالله من اعظم الذنوب. كما سيأتي الكلام على هذا اضف الى هذا امرا خامسا وهو انه الذنب الوحيد الذي لا شهوة تدعو اليه فهو اذا فساد محض كل الذنوب سوى الشرك ثمة ما يدعو ما يحفز ما يدفع الى فعلها الزنا هناك شهوة للنساء. السرقة هناك شهوة لتحصيل المال. القتل ربما يريد تحصيل منصب يقتل ليحصل الى منصبا او يحصل مالا او غير ذلك. اذا ثمة شهوات دافعة للوقوع في هذه الذنوب. وتبقى ذنوبا وان كان لها ما لها من الدوافع. لكن الشرك لا دافع له اصلا ما الذي يجعل الانسان يلجأ الى غير الله يستغيث بغير الله يدعو غير الله يذبح لغير الله ينظر لغير الله يسجد لغير الله لم لا سبب يدعو الى هذا. فالله معك سبحانه وتعالى بعلمه وسمعه وبصره قدرته. الله قريب منك الله مجيب الله ارحم الراحمين. الله هو الذي على كل شيء قدير. الله هو الذي احاط بكل شيء. اذا لماذا يلجأون والانسان الى الى غيره. اذا هو ذنب لا شبهة لا شهوة تدعو اليه انما هو فساد محض في القلب. وظلمة حالكة في النفس فاستحق صاحبها ان يكون ذنبه اعظم الذنوب على الاطلاق. وسيأتي ان شاء الله في كلام المؤلف ما يبين هذا اكثر او اكثر. نعم قال رحمه الله قلنا الشرك شركان. شرك المقدمة بين يدي الجواب على هذه الشبه. نعم شرك متعلق بذات المعبود واسمائه وصفاته وافعاله. هذا هو الشرك في المعرفة والاثبات. الشرك في المعرفة والاثبات وهو الشرك في الربوبية والشرك في الاسماء والصفات وغالبا اهل العلم اذا جاءوا الى هذا الموضع فانهم يدرجون الشرك في الاسماء والصفات ضمن الشرك في الربوبية لانهما يرجعان الى نوع واحد هو المعرفة والاثبات فغالبا ما يتكلمون عنهما معا وقد يفصلون فيقولون شرك في الربوبية هذا نوع وشرك في الاسماء والصفات هذا نوع اخر نعم قال رحمه الله وشرك في عبادته ومعاملته هذا هو الشرك في العبادة هذا هو الشرك في الالوهية هذا هو المضاد لتوحيد الالوهية نعم وان كان صاحبه يعتقد انه سبحانه لا شريك له في ذاته ولا في صفاته. فاما الشرك الثاني فهو الذي فرغنا من الكلام فيه واشرنا اليه الان وسنشبع الكلام فيه ان شاء الله تعالى. نعم اشار رحمه الله الى صور للشرك في العبادة وختمها ببعض انواع الشرك الاصغر. وسيأتي بعد قليل ايضا ان شاء الله الكلام على صور اخرى. نعم واما الشرك الاول يعني الشرك في باب المعرفة والاثبات. فهو نوعان احدهما شرك التعطيل. وهو اقبح وانواع الشرك كالشرك فرعون في قوله وما رب العالمين وقال لهامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. والشرك والتعطيل متلازمان فكل مشرك معطل وكل معطل لكن الشرك لا يستلزم اصل التعطيل بل قد يكون المشرك مقرا بالخالق سبحانه وصفاته ولكنه معطل حق توحيد واصل الشرك وقاعدته التي يرجع الى التي يرجع اليها هو التعطيل وهو ثلاثة اقسام. احدها تعطيل المصنوع عن صانعه الثاني تعطيل الصانع عن كماله الثابت له. الثالث تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد نعم التعطيل قال ان الشرك في الربوبية هو نوعان شرك وتعطيل والشرك من جعل مع الله ربا اخر كما سيأتي اما شرك التعطيل التعطيل هو النفي فالمعطل هو النافي وهذا التعطيل في الجملة بغض النظر عن كونه متعلقا بتوحيد الربوبية او متعلقا بتوحيد الالوهية التعطيل في الجملة ينقسم الى ثلاثة اقسام تعطيل المصنوع عن صانعه يعني يعطل الله جل وعلا عن وجوده ويعطل المخلوقات عن خالقها وهؤلاء هم نفاة الله سبحانه وتعالى بالكلية او لا هم الذين اصطلح على تسميتهم بالملاحدة وسيأتي لهم آآ امثلة اما التعطيل الثاني فهو تعطيل الله عز وجل عن كماله الثابت له بنفي اسمائه او صفاته او نفي الاسماء فحسب او نفي الصفات فحسب فهؤلاء تعطيلهم تعلق بتوحيد الاسماء والصفات وهؤلاء درجات بعضهم اشد من بعض وبعضهم اشنع من بعض ومن وصل منهم الى الدرجة العليا في التعطيل فهذا قد رجع الى النوع الاول كما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله النوع الثالث تعطيل الله عز وجل عن عبادته وهؤلاء اعني اصحاب هذا التعطيل هم المشركون في العبادة فرجع هذا النوع الى الشرك في العبادة اذا الشرك الذي يتعلق او عفوا التعطيل الذي يتعلق بهذا النوع من نوعي شرك الربوبية وشرك الاسماء والصفات انما هو النوع الاول. وهو تعطيل الله سبحانه وتعالى بالكلية وبالتالي فما سيأتي من امثلة انما هو متعلق بهذا النوع الاول وهو مراده بقوله شرك التعطيل وبالمناسبة اختصار المؤلف رحمه الله من الجواب الكافي باختصار قد آآ يشكل احيانا ولذا انصحك بان ترجع الى الموضع الذي اخذ منه المؤلف رحمه الله من الجواب الكافي من صحيفة مئة وسبعة وتسعين الى صحيفة مئتين اقرأ الكلام كله من كلام ابن القيم فانه سيكون اوضح مما اورد المؤلف ها هنا نعم قال رحمه الله ومن هذا شرك اهل من اي شيء اول النوع اللي هو هدف من شرك التعطيل الذي هو النوع الاول. تعطيل المصنوع عن صانعه. يعني يعطل هذا الكون عن خالقه. وبالتالي هو ينفي وجود الله عز وجل بالكلية. نعم ومن هذا؟ قال رحمه الله ومن هذا شرك اهل الوحدة ومنه شرك الملاحدة القائلين بقدم العالم وابديات وابديته. وان باسرها مستندة الى اسباب ووسائط اقتضت ايجادها ويسمونها العقول والنفوس. طيب. النوع الاول شرك اهل الوحدة هؤلاء القائلون بوحدة الوجود حقيقة قولهم نفي وجود الله سبحانه وتعالى فالقوم عندهم ان كل شيء تراه بعينك او تسمع به كل شيء هو الله سبحانه وتعالى فليس عندهم خالق وليس عندهم مخلوق وهؤلاء لا شك انهم كفار بل كفرهم من اشنع الكفر. واخبث الكفر يلي هذا في الخبث شرك اهل الاتحاد الذين عندهم في الاصل فرق بين الخالق والمخلوق لكن اتحدوا او اتحدا بعد ذلك فلم يحصل تميز بين الخالق والمخلوق وهذا قول الاتحادية واقل من ذلك خبثا هو شرك اهل الحلول الذين يظنون او يعتقدون ان الله جل وعلا حل في مخلوقاته اما حلولا خاصا في بعض المخلوقات كقول النصارى الذين زعموا حلول الله عز وجل في عيسى حل اللاهوت في الناسوت او من يزعم حلول الله جل وعلا في عيسى عليه السلام او غير ذلك من هذه الاقوال في علي رضي الله عنه او في غير ذلك من هذه الاقوال الضالة او يكون الحلول عندهم عاما الله عز وجل حل في كل شيء والفرق بين الاول بين الثاني والثالث هو ان اهل الحلول مع الحلول عندهم تمييز بين المخلوق والخالق. وكل هذه الاقوال ضالة وكل هذه الاقوال مخرجة اه اصحابها من دين الله عز وجل على ان اصحابها هم انفسهم ليسوا بمطردين يعني تارة تجد من هو من اهل وحدة الوجود يتكلم بمذهب لاهل الاتحاد وتارة يتكلم بمذهب اهل الحلول. وعلى كل حال هي مذاهب متقاربة في الضلال وكلها آآ كفر بالله سبحانه وتعالى اما النوع الثاني الذي اشار اليه وهو شرك الملاحدة من الفلاسفة سواء اكانوا من الملاحدة او كانوا من الوجوديين او كانوا من المؤلهة الذين سبق الحديث عنهم في الدرس الماظي فكل هؤلاء في حقيقة حالهم ما اثبتوا وجود الله الذي هو الله سبحانه وتعالى اثبتوا وجودا له وجود مطلق لا يصدر منه شيء لا يخلق ولا يفعل ولا يصنع وليس منه شيء بل لا يتصف باي شيء البتة واضافوا الفعل والخلق الى العقل الفعال الذي هو الفلك العاشر عنده ومنه فاض ذلك الى النفوس الخيرة الناطقة وبعد ذلك تكون هذا الكون الى غير ذلك من هذه الترهات التي اه سبق الحديث عنها حقيقة حال هؤلاء انهم ما اثبتوا وجود الله سبحانه فعطلوا المخلوقات عن خالقها. نعم قال رحمه الله ومنه شرك معطرة الاسماء والصفات كالجهمية والقرامطة وغلاة معتزلة. نعم معطلة الاسماء والصفات الغلاة منهم لا شك ان تعطيلهم من التعطيل الاول حقيقة قولهم نفي وجود الله سبحانه وتعالى. ومن ذلك هؤلاء الذين ذكر اولا الجهمية اتباع جهم بن صفوان مذهب الجهمية هو نفي اسماء الله عز وجل بالكلية ونفي صفاته تعالى بالكلية. وروي عن جهم انه اثبت اسمين فقط الفاعل والقادر. ونفى ما سوى ذلك واثباته لهما لانه جبري. فلا احد يفعل عنده او يقدر الا الله. اه بقي ذكر ما عليه تعطيل القرامطة و غلاة المعتزلة اما القرامطة فانهم من غلاة معطلة الاسماء والصفات وهؤلاء نفوا النقيضين في حق الله سبحانه وتعالى فاتوا بمذهب عجيب قالوا لا نقول انه عالم ولا نقول انه جاهل. ولا نقول انه قادر ولا نقول انه عاجز. ولا نقول انه كذا ولا نقول انه كذا وشبهته في هذا شبهة عليلة. قالوا لو نفينا الاثبات فاننا نكون قد شبهناه بالمعدومات واذا نفينا النفي فنكون قد شبهناه بالموجودات. وبالتالي فنحن ننفي الاثنين والواقع انهم ما صنعوا شيئا وقعوا في شر مما فروا منه. فقد شبهوه بالممتنعات وان كان ولا بد من التشبيه فتشبيهه بالموجودات او على الاقل بالمعدومات اهون اما غلاة المعتزلة وهذه كلمة لم يوردها ابن القيم رحمه الله انما اوردها المقريزي المشهور من مذهب المعتزلة انهم يثبتون اسماء مجردة لله جل وعلا ليست متظمنة لصفاته وينفون صفات الله سبحانه وتعالى ويأولونها ويعيدونها الى الذات فيقولون ان الله جل وعلا عليم. عليم بعلم وعلمه ذاته. او يقولون عليم بذاته اما يقولون عليم بذاته قدير بذاته يعني لا يمايزون بين صفة وذات ليس عندهم الصفة قدرا زائدا على الذات كما عليه اهل السنة والجماعة انما يعيدون كل هذه الصفات الثابتة لله جل وعلا الى او يتحذلقون فيرجعون الى القول الاول ولكن بنوع من الحذلقة. يقولون عليم بعلم وعلمه ذاته وهذا وذاك آآ لا يظهر بينهما فارق كبير. فهذه بعض الطوائف المعطلة بل التي غلط في تعطيل اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه. هذا يقول لو ان انسانا من عادته ان يدعو لاصحابه وعندما يقولون له ادع لنا يقول لهم انه يدعو لهم باسمائهم يعني كانه يتكلم عن اظهار عمله لاخوانه اخباره اياهم بانه آآ يدعو لهم الاصل ان ديوان السر اعظم من ديوان العلانية هذا هو الاصل. ثمان المعول على النية الله اعلم بنية هذا الانسان ماذا يريد بهذا الاخبار؟ هل يريد مثلا حثهم على ان يدعو لاخوانهم؟ وهذه نية حسنة او يريد المراة وهذه نية قبيحة المعول في هذا على على النيات والارادات انما الاعمال بالنيات يقول ما يحصل في مسابقات في المسابقات التعليمية انا لا امنع آآ حصول آآ الجوائز والمشاركة فيها ووالى اخره انتبه. انا اقول يا من تشارك انتبه لنيتك وقصدك ان كنت انما حفظت القرآن لتحصل الجائزة لا غير فان هذا مشكل يخشى ان لا يكون كثواب عند الله سبحانه وتعالى والا يكون لك في الاخرة من خلاء. اما ان حسنت قصدك وجعلت تحصيل الدنيا وسيلة لتحصيل الاخرة مثل هذا لا حرج فيه ان شاء الله كما سبق بيان كذلك هذا يقول آآ احيانا اكون خارجا من الحرم بعض الاقارب اقول انا خارج الان من المسجد. العبرة بنيتك ماذا تريد فان كنت تريد التزين في اعينهم بانك ممن يحافظ على الصلاة في المسجد النبوي فهذه نية رياء وان كان غير ذلك فبحسبه. كذلك هذا طالب حضر دورة علمية لاجل ما فيها من مكافأة وحج عن الغير. قلنا فرق بين من حج ليأخذ ومن اخذ ليحج. ومن شارك ليأخذ ومن اخذ ليشارك. اه آآ رتب الله عز وجل على بعض الاعمال جزاء من الدنيا نحن قلنا هذا. قلنا قصد ما جاءت الشريعة بقصده من امور الدنيا هذا لا بأس به. فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا. وغير ذلك من هذه النصوص هذا لا بأس به نحن هذا قلنا قسم مستثنى ليس داخلا في المنع هذا ايضا من يظهر نيته في الواتساب كما لا يخفى على فضيلتكم وكذلك يتصور اثناء العبادة كما في الطواف حقيقة ان هذا من المشكلات التي ينبغي ان يتنبه لها وقد قدمت يا اخواني ان هذا النوع من الشرك شرك وفي ينبت في القلب في الساعة الواحدة من اوجه متعددة. فتنبه يا رعاك الله. هذا الذي اه يكتب كل ما يفعل في الواتساب او في وسائل التواصل تويتر ولا فيس بوك ولا غيرها اليوم فعلت كذا واليوم عندي كذا واليوم وسافعل كذا انتبه لنيتك. ان كان المقصود ان آآ تخبر لاجل ان يقتدى بك وانت ممن يقتدى به فهذا ان شاء الله حسن. ومع ذلك فانني اوصيك ان توغل في هذا الموضوع برفق. وقد اه يحصل تحصل حيلة نفسية يأتيك الشيطان فيقول انت قصدك كذا. ولو فتش الانسان في نفسه قليلا لوجد ان القصد غير ذلك. كذلك الذي يصور نفسه مع الاسف اصبحنا نرى اشياء عجيبة. شخص يطوف عند بيت الله عز وجل والجوال آآ يمده امامه لكي يتصور وهو يطوف ثم يرسل ويقول ها انا ذا اطوف او ها انا ذا عند بيت الله او ها انا ذا افعل كذا وكذا. هذا في الحقيقة من من العجائب ان يكون هذا من مسلم وفي هذا المقام العظيم. الذي ينبغي ان يحضر الانسان فيه قلبه في دعائه وتضرعه اه سؤاله لربه جل وعلا وذكره فمثل هذه الامور لها مداخل عجيبة ينبغي على الانسان ان يتنبه لها كذلك الذي آآ يحصل من بعض الناس آآ له على كل حال صور كثيرة يعني بعض الناس يتصل به هل تأتينا مثلا اليوم فبدون اي مناسبة يقول والله المعذرة انا صائم. مع انه كان يمكن ان يقول اعتذر لا استطيع لا لكن يحرص على ان يذكر هذا. بل بعضهم اشد من ذلك. يقول اليوم اثنين. اليوم خميس. يعني يعني اما تعلم ان من عادتي هذا امر معتاد عندي هذا اليوم اثنين يعني لازم اكون صائم. فهذه يعني صور دقيقة وخفية وترد على الانسان احرص ما استطعت ان يكون عملك خالصا لله جل وعلا لا يطلع عليه احد واستذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه تذكر دائما الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وهذه الامور سهلة بالكلام لكنها في التطبيق تحتاج الى مجاهدة يقول لو فرض ان امرأة ارتدت وكان جميع اقاربها مسلمون. نسأل الله العافية. من سيكون وليها اذا ارادت ان تتزوج؟ ما شأنك بها يعني هي مرتدة. ثم بعد ذلك تأتي يعني هي تسألنا من يزوجها؟ ما شاء الله. ما هذا الورع الذي في هذا هذه المرتدة ما شأنك وبها؟ هي كفرت بالله العظيم. فنأتي نبحث من الذي يزوجها اه هذا يسأل عن انه اذا تكلم مع بعضهم في مسألة التوسل يقول هناك خلاف بين العلماء قلنا يا اخواني سابقا اه في الدرس الماضي ان الخلاف ليس حجة على الاباحة. يعني ليس الشيء الذي وقع فيه خلاف اصبح امرا اهلا وميسورا ويفعل الانسان ما يحلو له او انه اصبح مباحا. الاستدلال بالخلاف على التيسير او الاباحة في المسائل هذا مسلك مردود. الواجب ان يرد الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويل. وان كان حصل خلاف فالمرجع الى ما جاء في الكتاب والسنة واذا ارجعت هذه المسألة او غيرها الى الكتاب والسنة يتضح لك الحال ان شاء الله سفارة الرياء التوبة الى الله جل وعلا. من تاب الى الله من الرياء فان الله عز وجل يقبل توبته ويثاب على عمله الذي كان قد رأى فيه هل يجوز اكل الدجاج والذبائح التي تأتي من بلاد الغرب؟ نعم. بشرط ان ان يذبحوها وفق الشريعة والله اعلم