الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا بالصحة والعافية يا رب العالمين. قال الامام تحي الدين مقريزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد. النوع الثاني شرك التمثيل وهو شرك من جعل معه الها اخر كالنصارى في المسيح واليهود في عزير والمجوس القائلين باسناد حوادث الى النور وحوادث الشر الى الظلمة. وسر نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان المؤلف رحمه الله ذكر ان الشرك في الربوبية نوعان مضى الكلام عن الاول منهما وهو شرك التعطيل ثم انتقل الى النوع الثاني فقال شرك التمثيل وهذه الكلمة ليست من الاصل المنقول عنه وهو كلام ابن القيم انما جعل ابن القيم رحمه الله هذا النوع هو شرك من جعل مع الله الها اخر ومراده من جعل مع الله ربا اخر فان البحث ها هنا ليس في شرك الالهية انما هو في شرك الربوبية وكلامه له وجه وذلك ان الرب هو الاله الحق وعليه فمن اشرك في الربوبية فقد اشرك في الالهية لهذا الوجه اما المؤلف فاختار ان يعبر شرك التمثيل عن هذا النوع ومراده هو ان هذا المشرك الذي اشرك في هذا النوع جعل مع الله ربا مثل الله وبالتالي فيكون قد وقع في التمثيل وسيأتي ان اصل هذا الشرك وحقيقته راجعة الى التشبه والتشبيه والتشبيه والتمثيل معنيان متقاربان جدا وبينهما فارق دقيق في حال الاجتماع اما في حال الافتراق فاذا ذكر التشبيه فهو التمثيل واذا ذكر التمثيل فهو التشبيه المقصود ان هذا النوع مضى الحديث فيه ومضى الكلام في الامثلة التي ذكرها رحمه الله ومما يلاحظ على هذه الرسالة التكرار فالمؤلف رحمه الله كرر الكلام في هذا النوع وفي هذه الامثلة قبل قليل ثم اعادها مرة اخرى ها هنا والسبب ان هذه الرسالة انتخبها انتخابا ونقلها نقلا من كلام ابن القيم رحمه الله غالبا والا ثمة نقول عن غير ابن القيم لكن جل الرسالة عن ابن القيم رحمه الله لا سيما في كتابيه الداء والدواء ومدارج السالكين قال وهو شرك من جعل مع الله الها اخر كالنصارى في المسيح في المسيح وايضا في رح القدس وروح القدس هو عند النصارى في جل المواضع التي ورد ذكره في كتابهم المقدس فانما يراد به جبريل عليه السلام المقصود انهم جعلوا تدبير هذا الكون وافعال الربوبية موزعة بين الارباب الثلاثة الاب الذي هو الله والابن الذي هو عيسى وروح القدس الذي هو جبريل عليه السلام ولا شك ان هذا من اعظم الضلال واشنع الكفر ان يجعل الاله واحدا في ثلاثة وثلاثة في واحد وهذا فعدا كونه خروجا عن المعقول وعن الفطر جميعا فهو كفر قبيح بل غاية في الكفر والله جل وعلا نهى اتباع هذا القول عن ذلك ولا تقولوا ثلاثة فالقول بان الله عز وجل ثلاثة اقاليم لا شك انه كفر بالله سبحانه وتعالى وشرك في الربوبية كذلك اليهود في عزير فعزير عند اليهود ابن الله والابن يأخذ خصائص والده فاذا كان الله هو الرب فابنه له حظ من الربوبية ايضا كما هو الشأن في عيسى لما كان ابن الله في زعمهم تعالوا الله عن قولهم جميعا كان له حظ من الربوبية كذلك الشأن في عزير بالنسبة لليهود قال والمجوس القائلين باسناد حوادث الخير الى النور وحوادث الشر الى الظلمة ومضى الكلام عن المجوس بدرس ماظ قال رحمه الله تعالى وشرك القدري المجوسية مختصر منه وهؤلاء اكثر مشركي العالم وهم طوائف جما شرك قدرية مضى الحديث فيه وقلنا ان المراد بالقدرية ها هنا هم القدرية النفات وهذا هو المصطلح الغالب عند المتأخرين انه اذا اطلق القدرية فالمراد النفات واما ما يقابلهم فالغالب عند المتأخرين ان يسموا الجبرية واما عند المتقدمين فانهم يطلقون القدرية على هؤلاء وعلى هؤلاء اقول المتقدمون يكثر فيهم اطلاق القدرية على هؤلاء وهؤلاء فكل من ظل في باب القدر عندهم فانه قدري قد يكون قوله قول القدرية المجوسية النفات وقد يكون قوله قول القدرية المشركية الجبرية الذين يزعمون ان العبد مجبور وانه لا قدرة له ولا مشيئة ولا اختيار وبالتالي فانه لا فعل له وسيأتي الكلام عن هؤلاء المقصود ان هؤلاء القدرية المجوسية و ابرز من يمثلهم المعتزلة ينفون تعلق مشيئة الله وقدرته وخلقه بافعال العباد وبالتالي فان افعال العباد حادثة من قبل العباد. يعني هم الذين خلقوا افعالهم ولا تعلق لمشيئة الله وقدرته وخلقه بافعال العباد وبالتالي فيكونون جعلوا مع الله عز وجل خالقين كما ان المجوس جعلوا الخالق اثنان فهؤلاء جعلوا الخالق كثيرين فهذا وجه تسميتهم بالمجوسية قال وهؤلاء اكثر مشركي العالم وهم طوائف جمة وبدأ يمثل لهؤلاء نعم قال رحمه الله وهم طوائف جما منهم من يعبد اجزاء سماوية منهم من يعبد اجزاء سماوية كالصابئة المشركة الذين كانوا يعبدون الكواكب فكان قوم ابراهيم الذين بعث فيهم عليهم الصلاة والسلام منهم نعم ومنهم من يعود اجزاء ارضية كالذين يعبدون الاحجار والاشجار والاصنام وكذلك الذين يعبدون القبور ويعتقدون ان اصحابها وهم في قبورهم يتصرفون في هذا الكون ولذا هم يدعون اتباعهم الى ان يلجأوا بعد موتهم اليهم في قبورهم فهؤلاء كلهم من هذا الصنف المشرك في توحيد الربوبية. نعم ومنه ومن هؤلاء من يزعم ان معبوده اكبر الالهة ومنهم من يزعم ان انه اله من انه اله من جملة الالهة. اختلافات وطرق متعددة منهم من يزعم ان الذي يعبده هو الاله الكبير ومع ذلك هناك الهة صغار معاونون له هؤلاء لا فرق بينهم وبين من يجعل معبوده وهو الله جل وعلا الها من جملة الالهة ولا فرق بينه وبينه فالكل شرك بالله سبحانه وتعالى فمن اعتقد ان الله عز وجل هو الرب الاعظم ودونه ارباب يرجعون اليه لكنهم معاونون له او من اعتقد انهم بمثابة واحدة وبمستوى واحد فلا فرق بين هذا وهذا كله كفر بالله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله ومنهم من يزعم انه اذا خصه بعبادته والتبتل اليه اقبل عليه واعتنى به الجملة في الداء والدواء ليس فيها ومنهم من يزعم انما هذه الجملة تابعة لما قبلها الجملة في الداء والدواء ومنهم من يزعم انه اله من جملة الالهة وانه اذا خصه بعبادته والتبتل اليه اقبل عليه واعتنى به. واظن ان هذا اصوب واقرب للمعنى نعم قال رحمه الله ومنهم من يزعم ان معبوده الادنى يقربه الى يقربه يقربه الى الاعلى الفوقاني. والفوقاني الى من هو فوقه حتى تقربه تلك الالهة الى الله سبحانه وتعالى. فتارة تكثر الوثائق وتارة تنتقل اتخاذ الوسائط هو السبب الذي لاجله اشرك المشركون وفي الجملة الوسائط الى الله سبحانه وتعالى تكون من جهتين وسائط في العبادة ووسائط في تبليغ العبادة اما الوسائط في تبليغ العبادة فوجوبهم فوجودهم ضروري وحاجة الناس اليه اعظم حاجة وهؤلاء هم الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فهم وسطاء بين الله عز وجل وخلقه في تبليغ الرسالة وتبليغ العبادة وبيان ما يحبه الله عز وجل وما يبغضه اما الوسائط في العبادة بمعنى انهم يعبدون اعني هؤلاء الوسائط ليقربوا الى الله سبحانه وتعالى ويرفعوا اليه الحوائج فهذه هي الوسائط الشركية وهي التي كان عليها المشركون الاولون الواسطة التي تنفع العبد هي التقرب الى الله سبحانه وتعالى بعبادته وفق ما شرع هذه الواسطة الصحيحة هذه الوسيلة النافعة وابتغوا اليه الوسيلة يعني عبادة الله عز وجل وفق ما شرع الله سبحانه وتعالى اما اتخاذ وسائط يتقرب اليهم لاجل ان يجعلون العبد مقربا الى الله سبحانه وتعالى فهذا هو حقيقة الشرك وكل المشركين يرجع شركهم الى الرغبة في اتخاذ الوسائط مع الله سبحانه وتعالى والحق انه لا واسطة بين العبد وبين ربه في هذا الباب فمن اتخذ واسطة بينه وبين الله جل وعلا حرم حرم الله سبحانه على هذا المتخذ الوسائط الوصول اليه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فاذا عرفت هذه الطوائف وعرفت سداد نكير الرسول صلى الله عليه وسلم على من اشرك به تعالى في الافعال والاقوال ايرادات كما تقدم ذكره انفتح لك باب الجواب عن السؤال فتقول فنقول فنقول فنقول اعلم ان حقيقة الشرك كلام ابن القيم السابق كله انتهى عند قوله وتارة تقل ثم بدأ جملة جديدة من الداء والدواء من قوله اعلم وبينهما حوالي ثماني صفحات يبدأ الان المؤلف رحمه الله بالجواب عن الشبهة السابقة ما هي هذه الشبه نعم ايوه وقبلها سؤال نعم لأ نعم ان المشرك انما اراد تعظيم الله عز وجل باتخاذ الوسائط ولم يرد ان يستهين بحق الله سبحانه وتعالى فالان جاء وقت الجواب عن هذه الشبهة وما سبق كان تمهيدا موصلا الى هذا الجواب. نعم قال رحمه الله فنقول اعلم ان ان حقيقة الشرك تشبيه المخلوق بالخالق وتشبه المخلوق بالخالق اما الاول نعم التشبيه الممنوع نوعان تشبيه المخلوق بالخالق ومحله بباب توحيد الالهية وتشبيه الخالق بالمخلوق ومحله باب توحيد الاسماء والصفات فتشبيه الخالق بالمخلوق هو اعتقاد ان صفات الله سبحانه وتعالى تشبه صفات المخلوقين فمن يقول ان يد الله عز وجل كيد المخلوق او ان وجهه كوجه المخلوق او انه ينزل كنزول المخلوق الى غير ذلك والبحث في هذا اه له محله من مباحث الاسماء والصفات انما الذي نبحث فيه ها هنا هو النوع الاول وهو تشبيه المخلوق بالخالق قال حقيقة الشرك تشبيه المخلوق بالخالق وتشبه المخلوق بالخالق تشبيه المخلوق بالخالق شيء يرجع الى العابد وتشبه المخلوق بالخالق شيء يرجع الى المعبود وسيتضح هذا فيما سيأتي قال رحمه الله اما الاول فان المشرك شبه المخلوق بالخالق في خصائص الالهية وهي التفرد بملك الظر والنفع والعطاء والمنع فمن علق ذلك بمخلوق فقد شبهه بالخالق تعالى وسوى بين التراب ورب الارباب. فاي فجور وذنب اعظم من هذا الخصائص الالهية الحقة هو يتكلم الان عن الاله الحق لا مطلق الاله الالهية الحقة خاصتها او خاصيتها التفرد بملك الضر والنفع الاله الحق الذي يستحق ان يعبد هو الذي يملك الضر والنفع والعطاء والمنع وعليه فمن علق ذلك بالمخلوق فقد شبهه بالخالق تعالى وسوى بين التراب الذي منه المخلوق وبين ربي الارباب وهو الاله الحق سبحانه وتعالى فاي فجور وذنب اعظم من هذا وبه تعلم ان الشرك اعظم الظلم ان الشرك لظلم عظيم اذ فيه وضع الشيء في غير موضعه انى يكون المخلوق العاجز الظعيف الفقير بمثابة ومساويا للاله العظيم الكبير القدير العزيز سبحانه وتعالى فلا شك ان هذا فجور ما بعده فجور وظلم ليس وراءه ظلم نعم قال رحمه الله واعلم ان خصائص الالهية الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب ان تكون العبادة له وحده عقلا وشرعا وفقرا فمن جعل ذلك لغيره فقد شبه الغير بمن لا شبيه له ولشدة قبحه وتظمنه غاية الظلم اخبر من كتب على نفسه الرحمة انه لا يغفره ابدا. وجه اخر يبين لنا ان الشرك ظلم عظيم وانه وضع للشيء في غير موضعه فاستحق صاحبه اعظم العقوبة وذلك انه تشبيه للكامل من كل وجه بالظعيف الناقص من كل وجه قال واعلم ان خصائص الالهية يعني الحقة الكلام المطلق الكمال المطلق من جميع الوجوه وهذا ثابت لله سبحانه وتعالى عقلا وشرعا دون ادنى شك وذلك يوجب ان تكون العبادة له وحده عقلا وشرعا وفطرة وعليه فمن جعل ذلك لغيره فقد شبه الغير بمن لا شبيه له واستحق ان يكون هذا الذنب غير مغفور ابدا ان الله لا يغفر ان يشرك به ان الشرك لظلم عظيم ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل اي الذنب اعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك فهذا اعظم الذنوب على الاطلاق ان يجعل لله ند يناده ويدانيه ويكافئه ويساويه عند المخلوق مع ان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق وهو الذي برأ وهو الذي يدبر ويرزق. وليس هذا للمخلوق البتة فاي ذنب اعظم من هذا الذنب فاستحق صاحبه اذا الا يغفر الله عز وجل له وان يخلده في النار وان يحبط اعماله كلها. نعم قال رحمه الله فمن خصائص الالهية العبودية التي لا تقوم الا على ساقي الحب والذل. فمن اعطاهما لغيره فقد شبهه بالله وتعالى في خالص حقه وقبح هذا مستقر في العقول والفطر. نعم. ولذا كان الشرك مضادا للغاية التي لاجلها خلق الله الخلق كان غاية المعاندة لله سبحانه وتعالى الله عز وجل خلق الخلق لعبادته جاء المشرك واتى بضد ذلك الله خلقك للتوحيد وانت يا ايها المشرك تأتي بضد ذلك هذا معاندة لله سبحانه وتعالى والعبودية من جهة التعبد من جهة ما يقوم بالعبد هي ما جمع كمال الحب مع كمال الذل وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبانه وعليهما فلك العبادة دائر ما قام حتى قامت القضبان فمن احب دون ان يذل فما عبد ومن ذل دون ان يحب فما عبد ومن اعطى شيئا من الحب مع شيء من الذل فما عبد العبودية المطلقة اما من جمع بين غاية الحب وغاية الذل فهذا الذي اشرك مع الله سبحانه وتعالى ان توجه بهذا لغير الله او وحد الله سبحانه وعبده ان توجه بهذا لله المعبود الحق سبحانه وتعالى اذا هذا يدلك على ان الشرك غاية المعاندة لله العظيم سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله لكن لما غيرت الشياطين فطر اكثر الخلق واجتالتهم عن دينهم وامرتهم ان يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا كما وذلك عن الله اعرف الخلق به وبخلقه. عموا عن قبح هذا عن قبح الشرك حتى ظنوه حسنا اشار المؤلف رحمه الله بهذه الجملة الى ما اخرج الامام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث رياض ابن حمار المجاشع رضي الله عنه فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى قال واني خلقت عبادي حنفاء كلهم الله جل وعلا خلق العباد حنفاء يعني مائلين عن الشرك الى التوحيد كلهم خلقهم الله عز وجل وفطرهم على التوحيد ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم الاخر كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء فهل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا انتم الذين تجدعونها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله فالله عز وجل خلق الناس جميعا على التوحيد بمعنى لو ترك الانسان وفطرته التي فطر الله عز وجل فطره الله عز وجل عليها وجبله عليها ولم يكن ثمة مؤثر خارجي عليه كابويه تعليم كمجتمع فانه سينشأ موحدا قطعا لو افترضنا ان انسانا نشأ في برية وتيسرت له اسباب المعاش دون ان يخالط احدا من الناس فانه سينشأ قطعا عابدا لله سبحانه وتعالى عبودية مطلقة لن يهتدي الى تفاصيل العبادة فهذا لا يمكن الوصول اليه الا من طريق الانبياء لكنه في الجملة سيعبد الله سبحانه وتعالى سيخضع سيذل سيحب الهه الذي خلقه سبحانه وتعالى ولن يشرك به لاحدا هذا امر قطعي تدل عليه شواهد الشرع والحس والعقل اذا يقول ربنا جل وعلا واني خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين اخذتهم الشياطين جرتهم الشياطين الى مستنقع الشرك فاشتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يعبدوا ما لم ينزل الله به سلطان فالشرك كان عن از وكان عن دفع وكان عن تزيين من الشيطان ولذا كل مشرك بالله سبحانه وتعالى فان شركه يؤول الى عبادة الشيطان لانه اطاعه في الشرك الذي زينه له فرجعت العبادة الى هذا الشيطان المسبب الى هذا الشيطان الدافع الى هذا الشيطان المزين فالمقصود ان هذا الحديث يدل على ان الاصل في الخليقة الاسلام وان الاصل في الخليقة التوحيد وان الاصل في الخليقة ليس هو الشرك انما الاصل في الخليقة هو التوحيد والانبياء عليهم الصلاة والسلام بعثهم الله لتكميل هذه الفطرة وللارتقاء بهذه الفطرة الى معرفة تفاصيل ما يحبه الله عز وجل وما يرضاه وما يكون من جزاء على قبول عبادة الله او عدم قبولها. نعم قال رحمه الله ومن خصائص الالوهية السجود فمن سجد لغيره فقد فقد شبهه به ومن مضى الكلام عن السجود ومنها التوكل فمن توكل على غيره فقد شبهه به. كذلك مضى الكلام عن التوكل ومنها التوبة فمن تاب لغيره فقد شبهه به. نعم. فما مضى؟ ومنها الحالف باسمه تعظيما فمن حلف بغيره فقد شبهه به. نعم ومنها الذبح له فمن ذبح لغيره فقد شبهه به اظن انه مضى الكلام ايضا عن الذبح وقلنا ان الواجب على العبد ان يذبح لله بسم الله وبذلك يكون جامعا بين اياك نعبد واياك نستعين ان يذبح لله قاصدا التقرب الى الله فيحقق معنى اياك نعبد وان يذبح باسم الله ان يهل باسم الله ان يستعين في ذبحه بالله. فيقول بسم الله عند الذبح وبهذا يكون ذبحه عبادة وقربة وتوحيدا ويخالف ذلك ثلاثة احوال ان يذبح بسم الله لغير الله يقول بسم الله وقصده التقرب الى المقبور او الصنم او غير ذلك او العكس ان يذبح باسم غير الله لله وهذا كما ذكرت لكم فيما مضى فيما اظن ان هذا ربما لا يتصور حصوله لكن نذكره تتمة للقسمة ان يذبح باسم المسيح يقول باسم المسيح او يذبح باسم السيد الفلاني او الولي الفلاني ويريد التقرب الى الله باراقة الدم وهذا شرك في الاستعانة والامر الثالث ان يذبح باسم غير الله لغير الله ان يقول باسم السيد الفلاني ويريد التقرب اليه فهذا ضلال فوق ضلال جمع صاحبه بين مضادتي اياك نعبد ومضادتي اياك نستعين اذا لا يكون التوحيد بالذبح الا بان يذبح باسم الله لله تعالى وله ان يذبح ذبحا عاديا لا يريد به التقرب الى الله انما يريد ان يأكل اللحم فقصده اللحم والذبح تبع ومثل هذا يكتفى فيه بان يذبح باسم الله وان كان قصده اكرام الضيف او اطعام اهله او ما شاكل ذلك فهذا لا بأس به ولا حرج لكن لا بد ان يذبح باسم الله لابد ان يهل باسم الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه فكلوا مما ذكر اسم الله عليه قال صلى الله عليه وسلم ما انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل اذا هذا شرط حلها ان يكون ثمة ذبح لا ضرب على الرأس او صعق للكهرباء او تغريق بالماء انما يكون ذبحا ثريا للاوداج والامر الثاني ان يذكر الانسان اسم الله عز وجل عند الذبح. يقول بسم الله بهذا تصبح الذبيحة حلالا طيبة زاكية فذكر اسم الله فذكر اسم الله على الذبيحة يطيبها ويزكيها ويجعل فيها بركة ب آآ اذنه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله ومنها حلق الرأس. نعم. الى غير ذلك. هذا في جانب التشبيه واما في جانب التشبه هذا في جانب التشبيه يعني من جانب العابد من جهة من يتقرب الى غير الله عز وجل؟ فحقيقة حاله انه شبه معبوده بالله سبحانه وتعالى وثمة شق اخر وهو التشبه وهو ما يرجع الى المعبود وهو ما يرجع الى ما يتقرب اليه بالعبودية. وما يتقرب اليه باعتقاد الضر والنفع والاعطاء والمنع. هذا هو التشبه وهو يرجع الى حالتين الحالة الاولى ان يعبد فيرضى لا يدعو الناس الى عبادة نفسه لكن يعبده العابدون فيقع منه هذا موقع الرضا لا بأس يوافق لا يكره لا ينكر فهذا قد تشبه بالخالق سبحانه وتعالى والحال الثانية ان يدعوا الناس الى عبادة نفسه فانه يكون قد وقع منه التشبه الشرك ولو لم يعبده احد يكفي ان يترشح للعبادة ان يقول اعبدوني ان يقول انا اهل ان اعبد انا اهل ان افعل وافعل مما يرجع الى خصائص الالهية الحقة فيكون بذلك مشركا بالله سبحانه وتعالى بل يكون طاغوتا الطاغوت هو الذي اشرك شركا مبالغا فيه ليس اي شرك ليس اي كفر بل كفر وزيادة فيه مبالغة وفيه معاندة وفيه طغيان الطغيان هو الزيادة. انا لما طغى الماء زاد عن الحد فليس الطاغوت اي كافر بل هو مبالغ في الكفر وذكر علماء التوحيد ومنهم امام الدعوة رحمه الله رؤوس الطواغيت الخمسة. وذكر منهم هذين قال من عبد وهو راض ومن دعا الناس الى عبادة نفسه هذان طاغوتان هؤلاء في اعلى درجات الكفر عافاني الله واياكم من ذلك نعم قال رحمه الله واما في جانب التشبه فمن تعاظم وتكبر ودعا الناس الى اطرائه ورجائه ومخافته فقد تشبه بالله ونازعه في ربوبيته وهو حقيق بان يهينه الله غاية الهوان ويجعله كالذر تحت اقدام خلقه. الذي يقول للناس الجأوا الي عند الحاجة واذا مت عليكم بقبري فاني لا اتخلى عنكم ويقول بئس الشيخ الذي يحجزه عن مريديه شبر من تراب لا فرق بين ان يكون فوق الارض او تحت الارض الجأوا الي اي نائبة تنوبكم فما عليكم الا ان تهتفوا باسمي ولو من مكان بعيد فاني افعل وافعل فمن كان هذا شأنه والعياذ بالله فقد تشبه بالخالق سبحانه وتعالى فوقع في اعظم الكفر قال وهو حقي بان يهينه الله غاية الهوان ويجعله كالذر تحت اقدام خلقه لانه اتصف بالكبر وتعاظم واختال واذا كان المتكبرون جنس المتكبرين قد جاء الوعيد في حقهم كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد حسن وهو عند الترمذي وصححه قال يحشر المتكبرون كامثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان سبحان الله العظيم تخيل انسان ولكنه في حجم النملة الصغيرة في صور قال يحشر المتكبرون كهيئة الذر في صور الرجال يعني انسان. ولكن هذا حجمه جزاء وفاقا لما تعاظم في الدنيا عوقب بنقيض قصده فاصبح في غاية الصغار وغاية الذل اصبح صغيرا لانه اراد ان يكون عظيما عظمة لا تليق به فالكبر انما هو لله عز وجل لانه يليق به سبحانه وتعالى اما بالمخلوق فهو غيره غير مناسب وغير لائق وهو غير حقيق به وايضا هو اراد ان يعظم تعاظم في نفسه واراد ان يعظم فعوقب بضد ذلك فاصبح ذليلا يغشاه الذل من كل مكان نسأل الله العافية والسلامة اقول ان هذا في حق جنس المتكبرين فكيف بهذا الذي اداه كبره الى ان يدعي الربوبية والالهية مع الله سبحانه وتعالى لا شك انه اولى الناس بهذه العقوبة. نسأل الله العافية والسلامة. نعم قال رحمه الله وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله عز وجل العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته واذا كان المصور الذي يصنع الصور بيده من اشد الناس عذابا يوم القيامة لتشبهه بالله في مجرد الصنعة فما الظن بالمتشبه بالله في الربوبية والالهية كما قال صلى الله عليه وسلم اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون يقال لهم احيوا ما خلقتم وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله عز وجل ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرا تنبه بالذرة والشعيرة على ما هو اعظم منها نعم هذه لفتة حسنة من المؤلف رحمه الله تبين لك عظيمة قبح الشرك وعظيم عقوبته فاذا كان الذي يصور مجرد تصوير فانه يعاقب بهذه العقوبة حيث قال صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان من كان كذلك فهو ذو عذاب هو اشد العذاب اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون فكيف بمن تشبه بالله عز وجل في الربوبية جملة او في الالهية جملة فكان مجرد تصوير كان صاحبه اشد الناس عقوبة فكيف بمن ترشح للعبادة قدم نفسه للناس على انه رب يفعل باستقلال ويضر باستقلال وينفع باستقلال لا شك انه اجدر ان يكون اشد الناس عذابا بمناسبة ذكر التصوير تلاحظ يا رعاك الله في هذه النصوص التشديد العظيم في حق التصوير فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر ان اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون وانهم اعظم الناس ظلما قال ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة الصحيح ان هذا امر تعجيز فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين فهذا امر تعجيز من جملة تعذيبهم ان يؤمروا بهذا الامر الذي هم لا يستطيعونه فالشريعة شددت في جانب التصوير لحكمتين الاولى ما جاء هنا في هذه الاحاديث وهو ان التصوير يتضمن مضاهاة الله عز وجل الله عز وجل في خلقه والامر الثاني ان التصوير سبب وذريعة وقوع الشرك في الغالب اكثر الشرك واغلب الشرك الذي وقع في الارض انما كان سببه التصوير ومن ذلك اول شرك وقع على وجه الارض وهو الذي كان في قوم نوح عليه السلام كان سببه التصوير ولاجل هذين الامرين كان التصوير امرا محرما وقد اتفق العلماء على تحريم نوعين من انواع التصوير الاولى التصوير الذي له ظل لما فيه روح يعني الذي يكون على هيئة صنم على هيئة تمثال له ظل والنوع الثاني التصوير الذي لا ظل له لما فيه روح يعني الذي يكون على الاوراق والذي يكون على القماش وما شاكل ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم انكر كما في حديث اشد الناس عذابا على عائشة رضي الله عنها انها وضعت ستارة عليها تصاوير ستارة والتصوير الذي فيها لا ظل له كذلك النبي صلى الله عليه وسلم غسل بيده الكعبة لما وجد فيها تصاوير لابراهيم عليه السلام ولغيره فدل هذا على ان التصوير ولو لم يكن له ظل فانه محرم لا يجوز بل ذهب بعض اهل العلم وهو وجه عند الشافعية وقال بعض التابعين به انه يحرم تصوير كل ما خلقه الله عز وجل حتى الشجر حتى الثمر حتى البحر كل ما خلقه الله عز وجل لا يجوز تصويره لكن الذي عليه الجماهير هو الصواب وفي صحيح البخاري سأل رجل ابن عباس رضي الله عنهما عن ان صنعته التي يأكل منها هي هذه التصاوير فشدد عليه ابن عباس رضي الله عنه وروى له وعيد النبي صلى الله عليه وسلم في التصوير ثم قال فان ابيت فعليك بالشجر والحجر ونحو ذلك فهذا هو الصحيح انه يجوز تصوير ما ليس له روح واما ما له روح فانه لا يجوز تصويره لهذين الامرين واما قوله صلى الله عليه وسلم ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي هذا يدل على ان المصور له حالتان ان يقصد مضاهاة الله عز وجل في خلقه يقصد ان يتشبه بالله سبحانه وتعالى في فعله وان يكون ندا لله سبحانه وتعالى في هذا الامر فهذا لا شك انه كافر بالله سبحانه وتعالى وبالتالي فيستحق ان يكون اشد الناس عذابا على الاطلاق واما الحال الثانية فهي ان يصور ويصنع هذه التصاوير ولا قصد له في ان يكون مضاهيا لله عز وجل في خلقه فهذا فعله محرم لا كفر القصد ها هنا مؤثر في التكفير وعدمه وعليه فيكون قوله صلى الله عليه وسلم في حقه اشد الناس عذابا على تقدير من يعني من اشد الناس عذابا وهذا التوجيه تنبه اليه فانه يحل لك اشكالات كثيرة فيما يأتي في النصوص مما فيه افعل تفضيل اشد الناس عذابا اشد الناس عذابا او فيما فيه التفضيل انه احب العمل الى الله وافضل الاعمال كذا مع ان غيره قد يدل الدليل على انه افضل منه فانه محمول على تقدير منه وهذا اسلوب عربي صحيح ان يذكر افعل التفضيل والمراد انه من احسن ومن افضل او من اشد وما شاكل ذلك فالذي لا يقصد مضاهاة خلق الله لا يكفر بذلك ولكن فعله مجرد الفعل فيه نوع مضاهاة دون قصد وبالتالي استحق ان يكون فعله محرما انكار النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها ذلك يدل على ان القصد لا اثر له في التحريم بل له اثر في التكفير. اما مجرد وجود السورة سواء كان من حيث تصويرها او حتى من حيث تعليقها فعائشة رضي الله عنها لم تكن هي المصورة انما استعملت التصوير بالتعليق علقت الصورة ومع ذلك واجهها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام فدل هذا على ان مجرد الصورة او مجرد التصوير لا يجوز والله اعلم نعم قال رحمه الله وكذلك من تشبه به تعالى في الاسم الذي لا ينبغي الاله كملك الملوك وحاكم الحكام وقاضي القضاة ونحوه وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اخنع الاسماء عند الله رجل تسمى بشاهان شاه ملك الملوك لا مالك الا الله وفي لفظ اغيب رجل عند الله رجل تسمى ملك الاملاك. نعم هذا ايضا مما فيه تشبه من المخلوق بالخالق سبحانه وتعالى وهو ان يتشبه به تعالى في الاسم الذي لا ينبغي الا له كملك الملوك وقد ثبت في الصحيحين هذا الحديث الذي ذكره لنا الشيخ رحمه الله ان اخنع الاسماء عند الله رجل تسمى ملك الاملاك لا ملك الا الله او لا مالك الا الله روايتان في الصحيحين وكلاهما حق فالله الملك والله المالك ملك يوم الدين مالك يوم الدين وتنبه الى انه ليس في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم رجل تسمى بشاهان شاه النبي ما تكلم بهذا انما هذا تفسير من الراوي احد الرواوة وسفيان ابن عيينة رحمه الله فسر ملك الاملاك او ملك الملوك بشاهان شاه وهذه الكلمة يبدو انها وجدت او انتشرت في عهده رحمه الله فاراد ان ينبه الى ان بمعنى ملك الملوك ما يزعمونه من هذه الكلمة وهي شاه شاه او شاهان شاه وشاهي شاه او شاهان شاه كلمة فارسية بمعنى ملك الملوك وقد يطلقونها شاه شاه وقد يقولون شاهان شاه شاهان ملوك وشاه ملك ومن عادتهم تقديم المضاف اليه على المضاف شاهان شاه يعني ملك الملوك فهذا الاسم قبيح بل هو اعظم ما يكون في القبح ولذا كان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انه اخنع اسم هكذا جاءت الرواية في الصحيحين وجاء عند البخاري اخنى اسم وجاء في رواية عند مسلم اغيظ اسم والمقصود انه اقبح ما يكون اخنع الاسماء من الصنوع وهو الذل فهو اذل اسم وبالتالي يكون صاحبه اذل الناس يوم القيامة كما جاء في رواية عند الترمذي بتقييد هذا في يوم القيامة اخنع الاسماء عند الله يوم القيامة وصاحب هذا الاسم سواء تسمى به او سمي به ورظي فانه يكون حاله انه يكون اذل الناس يوم القيامة عافاني الله واياكم من ذلك وجاء ايضا انه اغيظ اسم كما عند مسلم رحمه الله الله عز وجل يشتد غضبه على من يكون من يكون هذه حاله. من تكون او من تكون هذه حاله فالله عز وجل يشتد غضبه عليه سبحانه وتعالى لانه سبحانه ملك الملوك او ملك الاملاك كما جاء في الصحيحين والاملاك جمع ملك وكذلك تأتي جمع ملك بالفتح وبالكسر ملك تجمع على ملوك واملاك الله عز وجل هو ملك الملوك سبحانه وتعالى فهذا الذي تشبه به سبحانه وتعالى بالاسم الذي اختص به والذي لا يليق الا به كانت عقوبته انه يكون ذليلا عنده سبحانه وتعالى وذلك معاقبة بنقيض مقصوده مقصوده التعاظم والتعالي والتكبر الله جل وعلا يجعله اذل الناس وربما عاجله بالعقوبة في الدنيا تضيء يتشبه بالله سبحانه وتعالى في اسمه او في صفته يتعالى على الناس ويتكبر بذلك هذا حري ان يقسم الله عز وجل ظهره في الدنيا وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية بترجمة عضد الدولة البويهي انه تسمى بشاه شاه وذكر انه اول من تسمى بهذا مع ان الواقع انه قد سمي بهذا قبله سفيان رحمه الله ذكر هذه الكلمة وهو قبل هذا بكثير باكثر من مئة سنة لكن يبدو انه انتشر واشتهر بهذا فكان اول من اشتهر بهذا بل انه انشأ قصيدة وقيل انها انشأت وانشد اياها فرضيها وفيها انه وصف نفسه او وصف ورضي بانه غلاب القدر فلما قال هذا وتسمى قبل هذا بملك الملوك يقول ابن كثير نقلا عن ابن الجوزي ونقلا عن غيره ايضا انه اهلكه الله عز وجل بعدها عجله الله سبحانه وتعالى بالعقوبة على انه تعالى وتكبر فمن تسمى بالاسم الذي اختص الله عز وجل به نفسه فحكمه كما جاء في هذا الحديث يوم القيامة ولربما عجله الله عز وجل بالعقوبة في الدنيا كذلك الذي يتسمى بالاسم الذي اختص به كالرحمن او القدوس او الخلاق او البارئ او غير ذلك من هذه الاسماء التي اختص بها بها سبحانه وتعالى فحكمه حكم ملك الاملاك لانه تشبه بالله سبحانه وتعالى فيما اختص به والضابط في المنع من التسمي الاسماء الحسنى هو النظر الى المعنى فالمعنى الذي لا يليق اصله بالمخلوق لا يجوز التسمي بالاسم الذي تظمنه واما ما كان من الاسماء يليق بالمخلوق الاتصاف باصله فانه لا حرج في التسمي به كالعزيز مثلا قالت امرأة العزيز او الرحيم بالمؤمنين رؤوف رحيم كذلك الرؤوف فللعبد عزة تليق به وعند العبد رحمة لائقة به ورأفة لائقة به وهكذا اذا هذا من التشبه الذي يوقع صاحبه في الشرك عذابا بالله سبحانه وتعالى من ذلك. نعم قال رحمه الله وبالجملة فالتشبيه والتشبه هو حقيقة الشرك ولذلك كان من ظن انه اذا تقرب الى غيره بعبادة ما يقربه ذلك الغير اليه تعالى فانه يخطئ. لكونه شبهه به واخذ ما لا ينبغي ان يكون الاله فاشرك معه سبحانه فيه غيره فبخسه سبحانه حقه فهذا قبيح عقلا وشرعا اذا الشرك بالله عز وجل قبيح شرعا وعقلا وهذا هو السؤال الذي اورده انفا ثانيا حينما قال هل الشرك قبيح في الشرع والعقل او في الشرع فقط الصواب ان الشرك قبيح شرعا وعقلا وان العقول تدرك ولو لم يأتي الشرع بمنع الشرك فان العقول تدرك قبحه وانه لا يجوز بحال لا يجوز ولا يليق ان يشرك مع الله سبحانه وتعالى غيره. نعم قال رحمه الله ولذلك لم يشرع ولم يغفر فاعلمه اذا اتضح لنا ان الشرك اعظم الذنوب وذكرنا لهذا خمسة اسباب فليذكرنا بها اولا نعم انه اظلم الظلم. ثانيا ان فيه غاية المعاندة لله سبحانه انتظر ها ان فيه غاية التنقص لله سبحانه وتعالى لا لا هذا عقوبته اشد العقوبات. انا اريد لماذا هو اعظم الذنوب؟ لماذا هو اعظم الذنوب؟ ها يا عامر انه يتضمن اساءة الظن بالله سبحانه وتعالى. الامر الخامس نعم انه لا سبب يدعو اليه لا شهوة تدعو الى ان يشرك بالله سبحانه اذا هو فساد محض في قلب المشرك بالله عز وجل. اتضح لنا اذا ان الشرك اعظم ان الشرك اعظم الذنوب. وبالتالي فان عقوبته ماذا اعظم العقوبات وقلنا ان هذا يظهر من ثلاثة اوجه ها ها يا شيخ نعم انه الذنب الذي لا يغفره الله البتة ها نعم محبط لجميع الاعمال انه يخلد صاحبه في النار. اذا هذه ثلاثة اسباب تجعل الشرك اه تجعل عقوبة الشرك اعظم العقوبات نعم قال رحمه الله واعلم ان الذي ظن ان الرب سبحانه لا لا يسمع له او لا يستجيب له الا بواسطة تطلعه على ذلك او تسأل ذا او تسأل ذلك منه فقد ظن بالله ظن السوء فانه ان ظن انه لا يعلم او لا يسمع الا باعلام فانه ان ظن انه لا يعلم او لا يسمع الا باعلام غيره له واسماعه فذلك نفي لعلم الله وسمعه وكمال ادراكه. وكفى بذلك ذنبا وان ظن انه يسمع ويرى ولكن يحتاج الى من يلينه ويعطفه عليهم يلينه ويعطل ايوه جزاكم الله خير وان ظن انه يسمع ويرى ولكن يحتاج الى من يلينه ويعطفه عليهم قد اساء الظن بافضال ربه وبره واحسانه وسعة وجود وسعة جوده. نعم وهذا حال المشركين حال المشركين انهم ظنوا بالله ظن السوء ظنوا بالله ظن الجاهلية يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية وظنوا الجاهلية كما سيأتي هو ظن السوء وضابطه انه ظنوا غير ما يليق بالله فمن ظن بالله غير ما يليق به فقد ظن به ظن السوء وهذا اعظم الذنوب قال فمن ظن ان الرب سبحانه لا يسمع له او لا يستجيب له الا بواسطة تطلعه على ذلك اذا هذا يتنافى وايمانه بسعة سمع الله سبحانه وانه وسع سمعه الاصوات او طعن وسوء ظن برحمته انه لم يسع كل شيء رحمة وعلما كما اخبر عن نفسه سبحانه وتعالى بدليل انه يحتاج الى من يزين له هذه الرحمة من يحسن له هذه الرحمة فلا يستجيب الا اذا كانت واسطة تدفعه وتؤزه الى هذه الرحمة. وهذا سوء ظن بالله العظيم سبحانه وتعالى قال فانه ان ظن انه لا يعلم او لا يسمع الا باعلام غيره له. واسماعه فذلك نفي لعلم الله وسمعه وكما لادراكه. وكفى بذلك ذنبا وان ظن انه يسمع ويرى ولكن يحتاج الى من يلينه ويعطفه عليهم فقد اساء الظن بافضال ربه وبره واحسانه وسعة جودة وبالتالي فقد اساء الظن بالله سبحانه وتعالى وهذا حال المشركين حال المشركين يتلخص في كلمة واحدة انهم اساءوا الظن بالله سبحانه وتعالى وعليه فلم يقدروه حق قدره جل وعلا فاستحقوا ان يكونوا اعظم الناس ذنوبا وان يعاقبوا اشد العقوبة على الاطلاق. نعم قال رحمه الله وبالجملة فاعظم الذنوب عند الله تعالى اساءة الظن به. ولهذا يتوعدهم في كتابه على اساءة الظن به اعظم مواعيد كما قال الله تعالى الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا فقال تعالى عن خليله ابراهيم عليه السلام اذ كان الهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين اي فما ظنكم ان يجازيكم اذا عبدتم معه غيره؟ وظننتم انه يحتاج في الاطلاع على ظرورات عباده لمن يكون لمن يكون بابا حوائجي اليه ونحو ذلك وهذا بخلاف الملوك فانهم محتاجون الى الوسائط ضرورة لحاجتهم وعزهم وضعفهم. وقصور علمهم عن ادراك حوائج المضطرين. نعم هذا حقيقة حال هؤلاء المشركين اساءوا الظن بالله عز وجل فاوردهم سوء الظن الموارد وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فهذا هو الذي جعلهم في هذا الدرك وفي هذه الحفرة من العذاب عافاني الله واياكم من ذلك. ظنوا بالله عز وجل خلاف ما يليق به جل وعلا يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. فظن الجاهلية هو ظن السوء ظنوا ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى وان كنت طالبا للفائدة فاوصيك بالرجوع الى موطن في غاية النفع لابن القيم رحمه الله في الجزء الثالث من زاد المعاد فقد فسر ظن السوء بالله عز وجل باحسن ما يكون واوضح ما يكون. هذا السائل يقول اه يعني يسأل عن اظهار صاحب العمل الصالح لعمله بقصد ان يتبع هذا القصد لا بأس به ويرجى ان يكون مثابا بقدر ما اه واتبع على ذلك ولكني انصحك ان توغل في هذا الموضوع برفق فان النية تتلون وان القلب يتقلب يخشى ان يبدأ الانسان بهذه النية ثم بعد ذلك يحصل تغير في نيته فمن دخل في هذا الموضوع ينبغي عليه ان يكون شديد المراقبة لقلبه ونيته ويحذر من حيل النفس والله المستعان يسأل عن حديث خير ما اخذتم او احق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله. نعم هذا وارد بشأن الرقية فاخذ هذا جاء في حديث اه النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الرقية فاخذ المال على الرقية لا شاه لا لا بأس به وذلك لان الرقية فيها شبه من التطبب او التطبيب ومثل هذا لا حرج في اخذ المال عليه هل الحمد مختص بالله عز وجل؟ او ان الحمد يكون للعبد بشكل جزئي. نعم الحمد التام الكامل هذا لله سبحانه وتعالى والمخلوق له حمد يليق به ما الفرق بين القدرية نفاة العلم ومن لا ينفي العلم وهل هما نفس الطائفة القدرية النفاة درجتان الاوائل او المتقدمون هؤلاء نفوا العلم والكتابة وبالتالي يكونون نفوا المشيئة والخلق يكونون قد نفوا جميع المراتب وهؤلاء نشأوا في اخر عهد الصحابة رضي الله عنهم وكفرهم السلف بالاجماع الدرجة الثانية هم الذين اثبتوا علم الله عز وجل وكتابته ولكنهم نفوا المشيئة والخلق فهؤلاء هم القدرية المجوسية الذين تحدثنا عنهم هل الكفار تحت مشيئة الله في دخول الجنة يوم القيامة كلا بل الكفار قد حكم بل لا يبدل القول لديه جل وعلا بانه حرم عليهم الجنة وان مأواهم النار انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة ان من لقي الله عز وجل كافرا به لم يتب الى الله عز وجل من الكفر به فانه يكون من اهل النار خالدا مخلدا فيها ان كان قد قامت عليه الحجة الرسالية يقول في اه كلام ابن القيم رحمه الله ان من الشرك تشبيه المخلوق بالخالق يقول قلت هو في توحيد الالوهية اليس في الربوبية كذلك؟ نعم هو في توحيدي الربوبية والالوهية يقول نحن نذهب بالذبيحة الى المسلخ ولا ندري هل الذي ذبح ذكر اسم الله ام لم يذكر الجواب ان انه لا حاجة بك الى هذا البحث فالاصل ان الفعل الذي صدر من اهله انه محمول على السداد والسلامة الاصل في الفعل الذي صدر من اهله انه محمول على السداد والسلامة فالاصل في ان المسلم اذا ذبح انه ذكر اسم الله عز وجل على ذبيحته وبالتالي فلا حاجة الى التشدد والتنطع وانما آآ اذا شككت فاذكر اسم الله عز وجل انت وكل ولا تبحث ولا تذهب تسأل فالاصل هو هذا بارك الله فيك الا اذا علمت علمت انه ما ذكر اسم الله عليها. اذا فرق بين ان تعلم انه ما سمى وبين ان لا تعلم هل سمى ام لا هل من يفجر نفسه يعتبر شهيدا لا لا يعتبر شهيدا انما ان كان آآ فجر نفسه في اعداء الله عز وجل فهذا يكون قد اخطأ في فعله وامره الى الله سبحانه وتعالى لكن البلية الان في من يفجر نفسه بين المسلمين بل من يفجر نفسه في المصلين بل من يفجر نفسه في المصلين في البيوت التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه كما فجعنا في اه امس في هذه الجريمة النكراء التي وقعت في عسير فيال الله العجب لم ترعى حرمة المصحف رأيناه قد مزق وتلطخ بالدماء والاشلاء لم ترعى حرمة المسجد الذي اذن الله ان يرفع هذه المساجد التي هي احب البقاع الى الله سبحانه وتعالى لم ترعى حرمة العبادة التي هي الصلاة التي هي احب الاعمال الى الله سبحانه وتعالى لم ترعى حرمة الدم المسلم الذي هو اعني المسلم اعظم عند الله عز وجل من هذه الكعبة المعظمة المشرفة فيال الله العجب من حال هؤلاء والمصيبة انه يقتل نفسه وانه يقتل غيره وانه ينتهك حرمة بيت الله وحرمة كتاب الله ثم يجعل هذا وسيلة في زعمه الى دخول الجنة يقضى على المرء في ايام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن واحسن من هذا قوله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون مع قال طائفة من السلف رحمهم الله انها تليق بالخوارج وصدق والله انها لائقة ومناسبة لحال الخوارج الذين هم من اغرب خلق الله عز وجل سبحان الله العظيم يقلبون الحق باطلا. مع انهم يقولون من خير قول البرية لكنهم سفهاء في احلامهم حدثاء في اسنانهم ضلوا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا. نسأل الله السلامة والعافية من حاله يقول الذي قصد المباهاة بخلق الله كفره كفر اصغر ام اكبر؟ بل كفر اكبر هل يجوز تحنيط رأس الغزال؟ مسألة التحنيط فيها بحث وخلاف بين اهل العلم والذي انصحك به ان لا تفعل فالتحنيط قد تكون مغبته الى غير خير وكان شيخنا الشيخ بن باز رحمه الله يفتي بالتحريم بتحريم تحنيط الحيوانات فانصحك يرعاك الله الا تفعل هذا سؤال جيد يسأل عن الوصف بقاضي القضاة هل يصح او لا يصح هذه مسألة اختلف فيها العلماء يعني هذه اهون من ملك الملوك او ملك الاملاك ولكن الصحيح من كلام اهل العلم والله اعلم ان قاضي القضاة ايضا محرم وايضا ممنوع وان آآ المنع لا يختص بهذه الكلمة بل كل ما شاركها في العلة والعلة هنا امران او ان شئت فقل الحكمة هنا امران نكمل ان شاء الله في وقت لاحق والله اعلم وصلى الله على محمد