الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا حاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ احمد بن علي المقريزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد. ولقد او حق قدره من قال انه رفع اعداء رسوله صلى الله عليه وسلم واهل بيته. وجعل فيهم الملك ووضع اولياء رسوله صلى الله عليه وسلم واهل بيته. وهذا يتضمن غاية القدح في الرب تعالى الله عن قول الرافضة. وهذا ومن قول اليهود والنصارى في رب العالمين انه ارسل ملكا ظالما فادعى النبوة وكذب على الله ومكث زمنا طويلا يقول امرني بكذا ونهاني عن كذا ويستبيح دماء انبياء الله واحبابه. والرب تعالى يظهره ويؤيده. ويقيم الادلة والمعجزات على صدقه ويقبل بقلوب الخلق واجسادهم اليه. ويقيم دولته على الظهور والزيادة. ويذل اعداءه اكثر من ثمان مئة عام هوازن بين قول هؤلاء وقول اخوانهم من الرافضة تجد القولين سواء. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا يزال الشيخ رحمه الله يريد جملة من الامثلة التي اؤكد القاعدة التي اشار اليها انفا وهي ان جميع طوائف الضلال والبدع اصل ضلالهم راجع الى امرين اولهما انهم ظنوا بالله ظن السوء والثاني انهم لم يقدروا الرب تعالى حق قدره. وآآ من الامثلة التي ذكرها قول اعداء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل اعدائه هو عليه الصلاة والسلام الذين قدحوا في اصحاب النبي صلى الله عليه عليه وسلم وزعموا ان الله جل وعلا اتاهم ما اتاهم من محبة الخلق. والرفعة في قلوبهم وما اتى جملة منهم من الحكم والسلطة قامت الدين والجهاد في سبيل الله ومع ذلك فحقيقة حالهم انهم منافقون بل مرتدون وحاشاه رضي الله عنهم فان هذا لو تأمل فيه المتأمل بغض النظر عن عشرات الادلة التي تدل على بطلان هذا القول لو نظر الناظر فقط من هذه الجهة وهي من جهة ان هذا يتنافى مع تعظيم الله سبحانه وتعالى. ومع مقداره حق قدره فانه لا يمكن في حكمة الله سبحانه وتعالى ان يمكن لهؤلاء الاصحاب الاخيار وهم على هذا الوصف السيء الذي وصفهم به اعداؤهم واعداء المسلمين. قبحهم الله انى يكون في حكمة الله عز وجل؟ ان يجعل احباب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اخوانا ووزراءه من كانوا معاشريه في حياته ومن كان سادتهم وهم الشيخان ضجيعيه في قبره. ان يكونوا هؤلاء جميعا على هذا النعت التي ذكروا على هذا النعت الذي ذكروا لا شك ان هذا لا يتأتى مع ثبوت حكمة الله عز وجل وعزته. ثم نظر رحمه الله هذا القول بقول قريب منه وهو قول مكذبي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لزموا قولهم ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم مدعيا للنبوة ويزعم انه رسول من عند الله هو في حقيقة الحال كما يزعمون يكذب على الله وحاشاه صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فالله جل وعلا ينصره ويمده ويقبل قلوب الخلق اليه ولم يزل دينه في رفعة ولم يزل ولم يزدد الداخلون الا كثرة ومع ذلك هذا كله افتراء على الله عز وجل. هذا لا يمكن ان يكون. ان يستمر الحال هكذا الى ثمانمائة عام يعني الى عهد المؤلف. والى اكثر من الف واربع مئة من السنين الى هذا اليوم والى ان يرث الله الارض ومن عليها. كل هذا الذي يكون من الرفعة والتمكين لدين النبي صلى الله عليه وسلم. وهو يفتري على الله هذا لا يمكن ان يتأتى وحكمة الله وعزة الله جل وعلا. اذا هذا من الدلائل والبراهين. على انه رسول من عند الله ان الحق وان قول هؤلاء انما هو الكذب والافتراء. نعم. قال رحمه الله ولا قدره حق قدره من زعم انه لا يحيي الموتى ولا يبعث من في القبور ليبين لعباده الذي كانوا فيه يختلفون. وليعلم الذين انهم كانوا كاذبين. كذلك ما قدر الله حق قدره. الذي نفى بعث الله جل وعلا للاموات يوم القيامة ثم انه يحاسي يحاسبهم ويجازيهم سبحانه وتعالى. فان هذا يقتضي ان هذا الخلق انما خلق عبثا. خلق الله هذا الخلق العظيم البديع العجيب ثم افنى ذلك كله ولا شيء وراء ذلك. هذا لا يتأتى واقدار الله حق قدره بل حكمة الله عز وجل تنافي ما زعموا وهؤلاء هم المشركون. وقضية البعث اعظم قضية انكروها بعد التوحيد. ولذا رد الله جل وعلا عليه قوله واقسموا بالله جهد ايمانهم. لا يبعث الله من يموت. اعظم الايمان واعظم اقسام بذلوها لتأكيد انكارهم لبعث الله سبحانه الاموات يوم القيامة فرد الله جل وعلا ذلك بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعني هؤلاء المشركون ثم قال ليبين لهم الذي يختلفون فيه اللام هنا لام الحكمة او لام التعليل فمن حكمة البعث ان الله جل وعلا يبين الحق فيما اختلف الناس فيه ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين فالله جل وعلا يوم القيامة يفصل بين عباده فيما ويحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ويبينوا لجميع الحق لجميع الخلق الحق من الباطل. جل وعلا فهذا من حكم البعث بيان ما تنازع واختلف الناس فيه يوم القيامة فيوم القيامة يوم ظهور الحق ويوم جلائه ويوم بيانه فلا يخفى الحق حينئذ ولا يلتبس على احد ولكن لا ينفع هذا الظهور لمن اعرض عن الله سبحانه وتعالى في الدنيا انما يستبشر بذلك اهل الايمان. ويزداد الذي كفروا يزدادون خيبة وحسرة. وليعلم الذين كفروا انهم كانوا نعم الحقيقة ان المؤلف اختصر اشياء مفيدة من هذه الامثلة الطيبة التي اوردها اوصيتك واؤكد عليك ان تراجع ما ذكر رحمه الله في الجواب الكافي و نظيره ايظا ما اورده في مدارج السالكين. كله في بيان بعظ الفوائد التي تلتمس. من من قول الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره. نعم قال رحمه الله وبالجملة فهذا باب واسع. والمقصود ان كل من عبد مع الله غيره فانه عبد شيطانا. قال تعالى لانه هو السبب. ولانه هو الداعي. ولانه هو المزين. وتنبه هنا يرعاك الله الى ان هذه قاعدة مطردة. كل من عبد مع الله غيره فانه عبد شيطانا واستدل الشيخ رحمه الله على هذا بقوله الم عهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين ونحوه ايضا قوله جل وعلا ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن. اكثرهم بهم مؤمنون. كذلك في قول ابراهيم عليه السلام ابيه يا ابتي لا تعبدي الشيطان. ان الشيطان كان للرحمن عصيا كذلك في قوله تعالى ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا فهذه اياكم ايات مؤكدات ان كل من عبد غير الله جل وعلا فانما يكون قد عبد الشيطان وهذا المقام فيه تفصيل وذلك ان عبادة الشيطان تكون على ثلاثة انحاء تأتي على نحو عامة في كل عابد لغير الله وعبادة لغير الله وتكون في حالتين خاصة. اما الحالة العامة فما سبق ان كل من عبد غير الله جل وعلا فالحقيقة انه عبد الشيطان. والسبب انه سبب عبادة غير الله. والداعي لعبادة غير الله. والمزين لعبادة غير الله. فمن هذا الوجه عادت العبادة اليه وهذا كما ذكرت عام في كل عبادة لغير الله. الحالة الثانية هي انه في بعض الاحوال التي يعبد فيها غير الله جل وعلا يتمثل الشيطان وينتصب الشيطان امام العابد حتى يكون له قسط من العبادة. يعني يناله حظ من العبادة. وذلك كما يكون في حال عباد الشمس حينما يعبدونها حين الشروق وحين الغروب فان الشيطان ينتصب امامهم ويقوم امامهم حتى يقع له السجود ل اه او من هؤلاء العباد فهذا ايضا يصدق عليه انه عبادة للشيطان الصورة او الحالة الثالثة وهي ان يعبد الشيطان قصدا يعني ان يعبد العابد الشيطان قصدا وهذا واقع من بعض المشركين قديما وحديثا فطوائف من القدماء في ديانات شتى كانوا يعظمون الشيطان ويقدسونه ويعبدونه وهذا ايضا موجود الى هذا العصر الحاضر فان من الناس اليوم من يعبد الشيطان ومن يتسمى ويفتخر بانه من عبدة الشيطان فاقدس مقدس واعظم معظم عندهم هو الشيطان. عافاني الله واياكم من هذا الضلال. هؤلاء الذين يسمون عبدة الشيطان لهم وجود لهم مراكز لهم كنيسة في امريكا لهم كتاب مظلم يسمى الانجيل او انجيلهم الانجيل الاسود الظالم انجيل الشيطان ولهم دعاة ينشطون بين الشباب ومع الاسف الشديد وصل بلاؤهم الى بعض بلاد المسلمين وانغر بهم قلة من ابناء المسلمين هنا وهناك. وهؤلاء من اخبث خلق الله. ومن ارذل الناس على الاطلاق ومن احقرهم ظاهرا وباطنا. وقد اطلعت على شيء من احوالهم ولا اظن ان احدا من الناس يصل الى مستواهم في الخبث والقبح فانهم لا متعتهم الا في اللذات الشاذة. حتى انهم من اه آآ الخبث الذي بلغوه يستخرجون الجثث من القبور ويمارسون معها الفاحشة. يجدون لذتهم في هذا يجدون لذتهم في مص الدم. يجدون اعظم اللذة في اه التعاطي مع النجاسات المقصود انهم اناس في غاية القبح والشناعة وآآ يحبون الظلام ويحبون الفواحش ويحبون الظلم. ويعشقون كل لذة شاذة اه ويمررون افكارهم ويجذبون الشباب اليهم عن طريق وسائل اغرائية فانهم اباحيون الى اخر درجة. فيزينون للشباب هذه اللذة ويمررون افكارهم من خلال بعض الاغاني وبعض الموسيقى اه يبثون من خلالها افكارهم حتى تتشبع بها عقول وضعيفي الايمان والعقل. وهؤلاء فتنتهم فتنة عظيمة. و لا يستهان باي داع للشر. فلكل ساقطة في الحي لاقطة كما يقولون. وآآ مع الاسف الشديد من ابناء المسلمين من ينجر وراءهم. ينخدع بشعار الحرية الذي يكثر رفعهم له. فمثل هذه الدعوات الهدامة الكفرية الخبيثة. ينبغي ان يحذر منها الناشئة وان ينبه عليها. اسأل الله العافية والسلامة من حالهم. اذا كل من عبد مع الله غيره فانه عبد شيطانا. هذه قاعدة مطردة. نعم. قال رحمه الله قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان. فما عبد احد احدا من بني ادم كائنا من كان الا وقد وقعت عبادته للشيطان. فيستمتع العابد بالمعبود في حصول غرضه ويستمتع المعبود بالعابد في تعظيمه له واشراكه مع الله تعالى وذلك غاية رضا الشيطان. ولهذا قال تعالى ويوم يحشرهم جميعا يا معشر يا معشر والجن قد استكثرت من الانس اي من اغوائهم واضلالهم وقال وقال اوليائهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض مما بلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله. ان ربك حكيم عليم الشرك ما كان ليقع لولا الرغبة في حصول نفع وفائدة. ولا يوجد عاقل يفعل فعلا الا وهو يرجو من ورائه فائدة. ومن ذلك هذا الشرك. لكن عميعة هؤلاء عن ان ما ظنوه فائدة وفي الحقيقة ليس بفائدة بل هو شر ووبال عليهم. في هذه الحالة التي بينها الشيخ رحمه الله وهي انه اذا عبد غير الله والمعبود راض فانه قد حصل استمتاع من الجانبين. ولاجل هذا وقع هذا الشرك ووقعت هذه العبادة. اما بالنسبة للمعبود الذي عبد وهو فانه قد حصل له منفعة. من جهة الشهوة النفسية التي يطلبها والتي يلتذ بها وهي ان يحصل له تعظيم وان يحصل له تقديس وان يحصل الخضوع بين يديه. وهذا الذي اراده الشيطان. ولهذا ينتصب امام عابد الشمس لاجل هذه الرغبة. واما بالنسبة للعابد فانه يطلب حصول غرضه من المعبود هذا الذي اراده كل عابد لغير الله انما يريد طلبا ويريد غرضا ويريد شيئا من عابد والا ما عبده وتختلف اغراض هؤلاء العابدين بين رغبة لمنفعة دنيوية وبين رغبة في منفعة اخروية وشفاعة وتقريب الى الله جل وعلا الى غير ذلك. وكل هذا لا ينفع هؤلاء المشركين شيئا. نعم. قال رحمه الله فهذه اشارة لطيفة الى السر الذي لاجله كان الشرك اكبر الكبائر عند الله وانه لا يغفر بغير التوبة وانه موجب للخلود في العذاب العظيم. وانه ليس تحريمه وقبحه بمجرد النهي عنه فقط. بل يستحيل على الله سبحانه وتعالى ان يشرع عبادة اله غيره كما يستحيل عليه ما يناقض اوصاف كماله ونعوت جلاله. اذا انتهى الى هنا انتهى كلام المؤلف رحمه الله في كتابه الداء والدواء و ما بعده الى اخر الكتاب كله من كتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله في الجزء الاول. المقصود ان المؤلف رحمه الله ختم هذا الفصل النافع بخلاصة بين فيها ان قبح الشرك معلوم من جهتي الشرع والعقل. وان الشرك اقبح الامور واشنعها على الاطلاق لامرين لانه اعظم الذنوب ولان عقوبته اعظم العقوبات وعرفنا سبب ذلك فيما مضى آآ الله تعالى اعلم نعم. قال رحمه الله تعالى واعلم ان الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به على اربعة اقسام اجلها وافضلها اهل العبادة والاستعانة بالله عليها. فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه ان يعينهم عليها ويوفقهم للقيام بها نهاية مقصودهم. ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى الاعانة على مرضاته وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه فقال يا معاذ والله اني احبك فلا ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. فانفع الدعاء طلب العون على ومرضاته تعالى انتقل المؤلف رحمه الله بعد بيان الشرك وما اليه الى بيان ظده وهو عبادة الله سبحانه وتعالى وحده. وآآ بالتنبيه على ان الناس منقسمي على ان الناس منقسمون في عبادة الله والاستعانة به الى اربعة اقسام. الله جل وعلا هو الصمد. والصمد كما قد علمت تسابقا هو الغني عن كل شيء. الذي يفتقر اليه كل شيء. فغنى الله جل وعلا وصف ذاتي يعني ملازم له. يستحيل ان يخلو عنه كما ان الفقر للعبد وصف ذاتي ملازم له يستحيل ان يخلو عنه فالفقر وصف ذات لازم ابدا. فالفقر لي وصف ذات لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي فالله جل وعلا غناه غنى ذاتي كما ان فقر العبد اليه فقر ذاتي ملازم له لا غنى للعبد عن الله سبحانه وتعالى من جهة كونه ربه ومن جهة كونه الهه فلا صلاح لقلبه ولا طمأنينة ولا سكينة ولا راحة ولا سعادة الا بان يكون الله جل وعلا ربه والا بان يكون الله جل وعلا الهه ومعبوده ومحبوبة والذي اليه المنتهى في كل شيء وان الى ربك المنتهى منتهى القصد ومنتهى الرغبة ومنتهى المحبة الى هذا الاله العظيم سبحانه وتعالى هذا الذي يجب وينبغي بل لا يصلح الحال الا به وما سواه ففساد عظيم لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لو كان هناك الهة سوى الله سبحانه تستحق العبادة لاضطرب حال هذا الكون بالكلية فانه لا استقامة لاحوال الناس ودنياهم ومعاشهم الا بان يكون الاله المعبود الحق واحدا لا شريك معه اذا سعادة العباد و نجاحه وفلاحهم مرتبط بان يكون الله سبحانه هو المعبود وهو المستعان هاتان علتان للعبد اما كون الله جل وعلا هو المعبود فعلة غائية له واما كونه تعالى هو المستعان فعلة فاعلية له يعني للعبد والفرق بين العلة الغائية والعلة الفاعلية ان العلة الغائية هي التي لاجلها يكون الشيء واما العلة الفاعلية فهي التي بها يكون الشيء فلا يمكن ان يكون شيء الا باعانة الله سبحانه وتعالى ولا يصح ان يكون شيء الا لاجله سبحانه وتعالى هذه خلاصة كل شيء لا يمكن ان يكون شيء البتة وشيء هنا نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء لا يمكن ان يكون شيء الا باعانته سبحانه وتعالى فاعانته علة فاعلية لكل شيء كما انه لا يصح ولا ينفع اي شيء الا ما كان لاجله سبحانه وتعالى الا ما كان هو المقصود به جل وعلا فهو العلة الغائية لكل شيء سبحانه وتعالى واذا كان ذلك كذلك فالناس امام هذه الحقيقة انقسموا الى اربعة اقسام ولا خامس لها اناس وفقهم الله جل وعلا للجمع بين الامرين فكان الله معبودهم وكان الله مستعانهم وقسم ضيعوا الامرين فلا عبد الله ولا استعانوا بالله وقسم عبدوا الله لكنهم ما استعانوا بالله او كانت استعانتهم بالله ضعيفة والقسم الاخير ضد هذا القسم عندهم استعانة بالله جل وعلا لكنهم لا يعبدون الله او عبادتهم له ضعيفة فهذا خلاصة ما ورد المؤلف رحمه الله وهو قد اختصر كلام الشيخ ابن القيم رحمه الله الذي اختصر كلام شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فان هذه الاقسام الاربعة قد شرحها شيخ الاسلام في مواضع من كتبه ومنها ما اورده في المجلد الاول من مجموع الفتاوى. قال اجلها وافضلها اهل العبادة والاستعانة بالله عليها. هؤلاء جمعوا بين اياك نعبد واياك نستعين هؤلاء هم الذين حققوا قوله تعالى فاعبده وتوكل عليه عليه توكلت واليه انيب. هؤلاء اهل السعادة. هؤلاء اهل التوفيق. هؤلاء هم الذين اراد الله عز وجل بهم الخير. قال فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه ان يعينهم عليها ويوفقهم للقيام بها نهاية مقصوده. عبدوا الله ومضى معنا العبادة وبيان ما هي؟ واستعانوا بالله. الاستعانة الاعتماد على الله تعالى. في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به. اذا الاستمعانة تجمع اصلية تجمع الاعتماد التفويض وتجمع ايضا الثقة وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى فمتى ما اجتمع الامران حصلت الاستعانة فالله جل وعلا هو الذي يجب ان يكون المستعان سبحانه وتعالى في كل شيء من امري الدنيا والاخرة وهؤلاء جمعوا بين الامرين اياك نعبد واياك نستعين تنبه هنا الى ان الاستعانة يعني طلب العون الالف والسين والتاء للطلب جزء من العبادة فلما عطفها الله سبحانه وتعالى على العبادة. اياك نعبد واياك نستعين قال اهل العلم الاستعانة جزء من العبادة لكن افرادها حتى يقصدها العابد بخصوصها حتى يقصدها العابد بخصوصها. وذلك انه لا يتحقق شيء من انواع العبادة الا بها لا يمكن ان يتحقق شيء من العبادة الا بها الا بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى لذلك تعلم مسألة مهمة يخطئ فيها كثير من الناس وسيأتي الكلام عنها وهي ان بعض الناس اذا جاء موضوع الاستعانة وموضوع التوكل فلا ينصرف ذهنه الا الى الاستعانة بالله سبحانه وتعالى في تحصيل الرزق ودفع المظار الدنيوية. وهذا مما يجب ان يستعان بالله عليه. لكن ثمة درجة وهي التي ينبغي ان يكون الاهتمام بها اكبر. الا وهي الاستعانة بالله جل وعلا على عبادته فانه لا يمكن ان يعبد الانسان ربه جل وعلا الا باعانته. الله سبحانه لم يعبد الا باعانته كما انه لم يعصى الا بمشيئته جل وعلا. طلب العون على طاعة الله عز وجل هذا من اهم الامور واعظمها ولذا شرع لنا اذا دعينا الى الصلاة اذا قيل لنا حي على الصلاة حي على الفلاح ان نستعين بالله جل وعلا ان نطلب منه العون وان نبرأ من حولنا وقوتنا فنقول لا حول ولا قوة الا بالله اذا اشرف ما يكون من الاستعانة حينما تكون استعانة بالله على طاعة الله وهذا من الامور التي ينبغي ان تتنبه لها وان تحرص عليها شتان بين من يستعين بالله على تحصيل رغيف وبين من يستعين بالله على اداء عبادة جل وعلا هذه استعانة وتلك استعانة وكلها عبادة ولكن بين العبادتين بول شاسع اذا هؤلاء اهل العبادة والاستعانة عبادة الله غاية مرادهم و طلبهم ان يعينهم نهاية مقصودهم ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى الاعانة على مرضاته وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه معاذ صحابي جليل يحبه النبي صلى الله عليه وسلم وبين له انه يحبه. فقال يا معاذ والله اني احبك وهكذا ينبغي للمسلم اذا احب اخاه ان يعلمه بذلك فان هذا من اسباب توثيق هذه المحبة فلا تدع فلا تدع لاحظ انه عقب على كونه يحبه النصيحة والتوجيه والحض على الخير والامر بالمعروف هذه هي المحبة الصادقة محبة يتبعها امر بالمعروف ونهي عن المنكر ونصيحة وترغيب في الخير لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. هذه هي المحبة التي تنفع صديقك من صدقك لا من صدقك المحبة التي تنفع بين الاخوة والمتصادقين هي التي تثمر النصيحة والحض على الخير والتوجيه والتنبيه على الاخطاء والا ما الفائدة من هذه المحبة ستكون وبالا على الانسان يوم القيامة اما اهل الايمان والتقوى فحالهم كما ارشد واومى اليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث والله اني لاحبك والله اني احبك فلا تدع ان تقول قال فلا تدع ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وهل هذا القول؟ يكون دبر الصلاة بمعنى في اخرها قبل السلام او يكون بعد السلام خلاف بين اهل العلم والاقرب والله اعلم انها تكون قبل السلام فدبر الشيء منه والله اعلم قال فانفع الدعاء طلب العون على مرضاته تعالى. وهذه كلمة نقلها ابن القيم رحمه الله في المدارج في الموضع الذي ذكرته لك عن شيخه ابن تيمية رحمه الله انفع الدعاء طلب العون على مرضاته تعالى وبين في هذا موضع ان كل دعاء سواه فاليه يرجع كل دعاء سوى هذا الدعاء فانه راجع الى هذا المعنى وها هنا تنبيه وهو ان من اهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله في موضع من كتبه اشار الى ان سعادة العبد هي ان يجتمع له عبادة الله والاستعانة به مع الهداية الى الصراط المستقيم والا فاستعانة على غير هدى او عبادة بغير اتباع فانها لا تنفع كم من الناس من عنده اعتماد وتفويض وثقة واستعانة بالله ولكن يعبدون الله جل وعلا بغير طريق سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا لا ينفع اصحابه انما الذي ينفع والذي يحصل من ورائه ثواب ان تكون العبادة وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم فمن جمع هذه الامور الثلاثة فقد جمع بين قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم اذا هي امور ثلاثة والذين لم يذكروا هذا فان كلامهم متضمن لهذا المعنى فان كلامهم متضمن لهذا المعنى وذلك ان العبادة العهدية لا تكون كذلك الا اذا كانت وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم فمعنى هذا ان يجتهد الانسان في العبادة وان تكون عبادته وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم بقي ايضا تنبيه ثان وهو ان الاستعانة بالله جل وعلا والاعتماد عليه والثقة به لا تتنافى واتخاذ الاسباب بل اتخاذ الاسباب مما امر الله عز وجل به وهو من مستلزمات او من مضمونات الاستعانة والتوكل وقد بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عظيم بين معاقد هذه المسائل التي ندور حولها ففي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن انتبه احرص على ما ينفعك سعادة الانسان في ان يكون له حرص وان تكون عنده همة وان يكون حرصه على ما ينفعه اما ذاك المهين الذي هو بليد لا همة له في شيء انما هو كسول وخامل فانه لا يصل الى خير لا في امور الدين ولا في امور الدنيا وذاك الذي عنده همة وعنده حركة وعنده حرص ولكن في غير ما ينفع ايضا لا ينتفع بهذا الحرص اذا السعادة في اجتماع الامرين ان يكون عندك حرص وان يكون حرصك على ما ينفع احرص على ما ينفعك ثم قال واستعن بالله ولا تعجزن مع هذا الحرص ومع هذا البذل تنبه الى اهم ما ينبغي ان تحرص عليه وهو ان تستعين بالله سبحانه وتعالى فاجمع بين الامرين وظن التنافي بينهما. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. ولا تعجزن. اياك والعجز والعجز هو التكاسل عن تحصيل الاسباب الممكنة ليس المقصود هنا يعني العجز الاضطراري شخص مقعد ما يستطيع ان يتحرك. انما المقصود ان يعجز عن الاسباب الممكنة يستطيع ويمكن وفي قدرته ان يفعل وان يذهب وان اه يحصل ولكنه يتكاسل هذا هو الذي جاء النهي عنه ولا تعجزن ثم قال وان اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. يعني هذا قدر الله طمن نفسك واربع على نفسك هذا قدر الله وبالتالي نعلم ان الواجب على العبد ان يتنبه الى الامرين في المستقبل وفي الماضي. من نتحدث عنه من العبادة والاستعانة فانهما يتعلقان بالمستقبل واما بالماضي فانما يتعلق بذلك الصبر والرضا فالرضا والصبر يتعلقان بالماضي والعبادة والاجتهاد والاستعانة يتعلقان بالمستقبل وايضا بالحاضر وبالتالي فيجب على العبد ان يجمع بين الامرين في المستقبل وفي الحاضر لا يعجز وفي وفي الماضي لا يجزع يجمع بين ترك العجز وترك الجزع يلجأ الى الله جل وعلا ويعتصم بالصبر والتسليم والرضا به سبحانه وتعالى وبهذا تتحقق سعادته في الدنيا والاخرة. نعم قال رحمه الله ويقابل هؤلاء القسم الثاني المعرضون عن عبادته والاستعانة به فلا عبادة لهم ولا استعانة بل ان سأله تعالى احدهم واستعان به فعلى حظوظه وشهواته. والله والله سبحانه وتعالى يسأله من في السماوات والارض ويسأله اولياؤه اعداؤه فيمد هؤلاء وهؤلاء. وابغض خلقه ابليس ومع هذا اجاب وقضى حاجته ومتعه بها. ولكن لما لم تكن عونا على مرضاته كانت زيادة في شقوته وبعده. نعم الثاني هم الذين لم يحققوا العبادة والاستعانة. وانتبه الى انه اراد بهذا القسم الذين ما حققوا العبادة ولا الاستعانة النافعة والا فان ترك الاستعانة بالكلية هذا امر لا يمكن ان يكون من انسان لابد ان يستعين بالله جل وعلا ولو كان كافرا بل ولو كان ملحدا لا بد ان يستعين بربه وخالقه شاء ام ابى لان اضطرارا الى ذلك اضطرار العبد اليه كما اسلفت. قضية ذاتية لا انفكاك للعبد عنها شاء ام ابى انما مراده ان يعبد الله وان يستعين بالله على ذلك وهذا لم يتحقق من هؤلاء الذين هم شر باقسام هؤلاء ما عبدوا الله جل وعلا. والمقصود انهم ما عبدوه العبادة التي تليق به ويستحقها وهي العبادة الخالصة ربما يكون هناك من يعبد الله لكنه يعبد معه غيره. هذا كأنه ما عبد الله. لا فرق بين ان يترك عبادة الله وبين ان نعبده ويعبد غيره الذي ينفعه هو ان يعبده وان تكون عبادته وان تكون عبادته خالصة له جل وعلا فاعبد الله مخلصا له مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص. قال فلا عبادة لهم ولا استعانة بل ان سأله تعالى احدهم وهذا الذي ذكرته من انه لا انفكاك للعبد عنه لابد ان يستعين بربه جل وعلا في امور الدنيا لابد ان يسأله لا بد ان يدعوه لا بد ان يضطر الى ان يثق به وان يعتمد ويفوض الامور اليه قال فعلى حظوظه وشهواته. همته مقصورة على الدنيا وبالتالي فاستعانته تتعلق بهذه الدنيا لا غير. قال والله سبحانه وتعالى يسأله من في السماوات والارض. ويسأله اولياؤه واعداؤه. فيمد هؤلاء وهؤلاء اجابة الدعاء من فروع الربوبية من فروع ربوبية الله سبحانه على كل شيء فكما ان الله جل وعلا هو رب كل شيء فانه يجيب كل من دعاه اذا شاء ولذا يقول جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب ماذا؟ اجيب دعوة الداعي اذا دعان. اي داع كان مسلما كان او كافرا. ولذا جاء الامر بعد ذلك بماذا فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي. اذا يجب عليهم ان يعبدوني انا اجيب كل داء لكن الذي يجب على العباد وعلى هؤلاء الداعين ان يستجيبوا لله وان يؤمنوا به ولذا فان الله اجاب دعاء شر الخلق وابغضهم اليه وهو ابليس. سأل الله ان يمده في هذه الحياة وفي العمر حتى يبقى الى اخر هذه الحياة فاجابه الله جل وعلا الى ذلك به تعلم ان اجابة الدعاء ليست متعلقة تحقيق العبادة. نعم اقرب الناس الى اجابة الدعاء هم اهل التوحيد والعبادة له جل وعلا ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى يجيب غيره هذا وجه. ووجه اخر ان الله جل وعلا انما يجيب العبادة لما ينفعهم اقصد بالعباد يعني اهل الايمان به وتوحيده. فانه يجيبهم سبحانه وتعالى بما ينفعهم ولا لابد ان تكون اجابة الله لعباده المؤمنين فيما ينفعهم. ولذا فهذه الاجابة قد تكون بتعجيل بمطلوبهم واعطائهم سؤلهم في الدنيا وقد يكون ذلك تأخيرا الثواب يجعل الله عز وجل مقابل هذا السؤال ثوابا اخرويا ينتفع به العبد في الاخرة وقد يصرف الله عز وجل عن العبد سوءا مقابل ما دعا. اذا لابد ان تحصل له فائدة ونفع من اجابة الله عز وجل له في دعائه. هذا اذا فرق ثان بين دعاء الموحد ودعاء المشرك. اذا الموحد اقرب الى الاجابة والموحد اجابة الله له نافعة ولا بد. اما المشرك فان الله جل وعلا اذا شاء ان يجيبه فلا تلزم او فلا يلزم ان تكون هذه الاجابة اجابة نافعة له. بل قد يجيبه سبحانه الى تقول ايه؟ الذي فيه شقوته. ولذا كان بقاء ابليس خيرا له او شرا بالنسبة له لا شك انه كان شرا لانه ازداد معصية لله سبحانه وتعالى وبالتالي يكون عقابه ويكون جزاؤه عند الله عز وجل اعظم. فالله سبحانه وتعالى يجيب المؤمنين ويجيب غيره ولكن غير المؤمنين لا يلزم ان تكون اجابتهم اجابة تنفعهم بل قد تكون اجابتهم مما يمكر الله عز وجل بهم. لانهم اهل ان يمكر بهم. هم ما عبدوا الله سبحانه وتعالى وما استجابوا لله وربما حادوا دين الله وعارضوا شرع الله ومكروا باهل الايمان فالله جل وعلا يجيبهم الى سؤلهم مع سبحانه ان هذه الاجابة فيها شقوتهم. وفيها خيبتهم وحسرتهم. فهذا من عزه سبحانه تعالى وحكمته جل وعلا. نعم. قال رحمه الله وهكذا كل من سأله تعالى واستعان به على ما الم يكن عونا له على طاعته كان سؤاله مبعدا له عن الله. فلذلك اذا سألت الله عز وجل شيئا من امور الدنيا مستقبلا فاسأله ان يجعل فيه النفع لك وان يكون في بطاعته سبحانه وتعالى فانك لا تدري. لربما تسأل الله شيئا من امور الدنيا فيكون سببا لابعاد عن الله ولضلالك نسأل الله العافية. لا تدري الامور مغيبة بالنسبة لك. فاذا سألت الله في امر مستقبلي فاسأله ان يجعله عونا على طاعته و احرص ايضا على الاستخارة اذا اقدمت على امر مستقبلي مع استعانتك بالله عليه احرص على الاستخارة. ولا تكون استخارتك لله جل وعلا استخارة الغافل اللاهي الذي يصلي هذه الاستخارة ويدعو الله عز وجل في هذه العبادة ومع ذلك فانه لا يظهر اضطراره الى الله جل وعلا. انما الذي ينبغي والذي ينفعك هو ان تكون استخارتك استخارة مفوض للامر لله سبحانه وتعالى وانه لا يدري وان الخير كله بيد الله جل وعلا وان الذي يختاره الله عز وجل لعبده هو الذي انفعه لتكن حالتك كحال الطفل الصغير الذي يفوض الامر لوالديه لا يدري انما ما يختاره والداه يقبل به ويرجع الى ما يقولان. والحال في هذه الصورة التي نتحدث عنها لا شك انها اعظم ولكن هذا لتقريب الامر. هكذا ينبغي ان يكون العبد فيما يستخير به ربه سبحانه وتعالى. يفوض الامر لله جل وعلا فاذا صرف الامر عنك فاعلم ان هذا من خيرة الله عز وجل وخيرته لك خير من خيرتك لنفسك. نعم. قال رحمه الله فليتدبر العاقل هذا وليعلم ان اجابة الله لسؤال بعض السائلين ليست لكرامته عليه بل قد يسأله عبده الحاجة فيقضيها له وفيها هلاكه سبحان الله. يقضيها له وفيها هلاكه. والله يعلم وانتم لا تعلمون ويكون معه حماية له وصيانا. والمعصوم من عصمه الله والانسان على نفسه بصيرة وعلامة هذا انك ترى من صانه الله من ذلك وهو يجهل حقيقة الامر اذا رآه سبحانه وتعالى يقضي حوائج غيره ويسيء ظنه به تعالى يسيئه. جزاك الله خير. ويسيء ظنه ويدوم بدون واو. اه. اذا رأى يسيء نعم قال رحمه الله اذا رآه سبحانه وتعالى يقضي حوائج غيره يسيء ظن يسيء ظنه به تعالى. وقلبه محشوم بذلك وهو لا يشعر وامارة ذلك حمله على الاقدار وعتابه في الباطن لها. ولقد كشف الله تعالى هذا المعنى اية الكشف في قوله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا. اي ليس كل من اعطيته ونعمته وخولته فقد اكرمته وما ذاك لكرامته علي ولكن ابتلاء مني وامتحان له. ايشكرني فاعطيه فوق ذلك؟ ام يكفرني فاسلمه اياها واحوله عنه لغيره. وليس كل من ابتليته فضيقت عليه رزقه وجعلت وجعلته بقدر لا يقدر عنه فذلك من هوانه عليك ولكنه ابتلاء وامتحان مني له؟ ايصبر فاعطيه اضعاف ما فاته؟ ام يتسخط فيكون حظه السخط. احسنت. هذه الحال التي شرحها لنا المؤلف رحمه الله حال الجاهل بالله سبحانه وتعالى. الذي الميزان عنده والمعيار في قربه وبعده من الله جل وعلا ومحبته وعدمها وكرامته على الله وعدمها. انما هو ما يحصل من النعيم الدنيوي. نكمل ان شاء الله في لدرس غد والله اعلم وصلى الله على محمد. يقول السائل ابي متوفى واريد ان احج عنه هل احج او هل احج متمتعا او مفردا؟ انت مخير بين الانساك الثلاثة ان شئت ان تحج عنهم متمتعا او مفردا او قارن والافضل ان تحج عنه متمتعا هل امتثال الشيطان امام الشمس عند سجود المشركين لها؟ هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الشمس انها تطلع بين قرني الشيطان هذا ما ذكر طائفة من شراح الحديث نعم. يقول اذا رقى الانسان نفسه هل يخرج من حديث لا يسترقون ولا لا يكتوون ولا يتطيرون آآ فرق بين ان ترقي وان تسترقي فرقية الانسان لنفسه هذه لا بأس بها بل هي مشروعة مستحبة مسنونة النبي صلى الله عليه وسلم رقى رقي عليه الصلاة والسلام. اذا عندنا ها هنا احوال الاولى ان ترقي نفسك فهذا لا بأس به وهذا مشروع الحالة الثانية ان ترقي غيرك وهذا ايضا مشروع وهذا ايضا من الاحسان الى اخوانك المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن هذا قال من استطاع ان ينفع اخاه فليفعل الحالة الثالثة ان ترقى بلا طلب يعني يأتي انسان يراك مريضا مثلا ويقول اريد ان ارقيك اسمح لي ان اه ارقيك فلا بأس ان تسمح له فرقيتك بلا طلب منك هذا لا بأس به والنبي صلى الله عليه وسلم رقي فقاه جبريل عليه السلام ورقته عائشة رضي الله عنها فهذا لا بأس به الحالة الرابعة ان تسترقي اي ان تطلب الرقية وهذا فيه تفصيل ان تسترقي لغيرك او ان تسترقي لنفسك. اما استرقاؤك لغيرك فلا بأس به. يعني ان تطلب الرقية لغيرك. والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح لما رأى في وجه صبية شيئا قال استرقوا لها فان بها النظرة يعني بها شيء من العين فقال استرقوا لها اطلبوا لها من يرقيها فهذا ايضا لا بأس به الحال الثانية ان شئت تجعلها قسمة خماسية هي ان تسترقي لنفسك يعني ان تطلب الرقية لنفسك تأتي الى انسان فتقول له ارقني هذا جائز لا حرج فيه ولا بأس به اذا كان ليس من اهل الشرك والشعوذة فلا بأس به لا بأس بان تطلب منه الرقية ولكن الاولى بك ان تترك ذلك حتى لا يفوتك هذا الفضل العظيم ان يكون الانسان من السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب وفي المسألة تفصيل اكثر من هذا هذا يسأل عن مسألة التحسين والتقبيح العقلي وان في كلام ابن القيم اه رد عليه ويطلب شيئا من الشرح لهذا الامر. طائفة من المتكلمين ذهبوا الى ان العقل لا يحسن ولا يقبح البتة. اللهم الا من جهة ادراك اللذة والمنفعة او ادراك ظدها اما ان يكون في ذات الشيء حسن يعلمه العقل وان يكون فيه قبح يعلمه العقل فان العقل لا يهتدي الى هذا انما هذا مستفاد من جهة الشرع فقط ولذا فانهم يقولون لا فرق عقلا بين النكاح والسفاح الا ان هذا اذن فيه الشرع وهذا حرمه. ولو عكست القضية لجاز. لم يكن هناك ما يمنع وبالتالي كل الامور القبيحة انما علم قبحها عندهم من جهة الشرع فقط والصواب الذي لا شك فيه هو ما عليه اهل السنة والجماعة وهو ان العقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وقد لا يدركه لكن الايجاب والتحريم لا يعلم الا من جهة الشرع اذا الشرع يحسن ويقبح يعني يعلمنا بحسن الاشياء وقبحها والعقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها ولكن العقل لا يوجب ولا يحرم انما يكون هذا من قبل الشرع فقط ويدل على هذا قول الله جل وعلا واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء والفاحشة هنا هي الطواف بالبيت طوافهم بالبيت عراة فقوله قل ان الله لا يأمر بالفحشاء يعني قل ان الله لا يأمر بما تعلمون انه فاحشة والا فلو كان المقصود قل ان الله لا يأمر بما ينهى عنه ما كان في الاية كبير فائدة فدل هذا على انهم يعلمون بعقولهم ان هذه فاحشة وبالتالي يجب ان ينزهوا امر الله سبحانه وتعالى عن ذلك امر هل من الجن من يدخل الجنة وهل اذا دخلوا الجنة يكونون اصدقاء للبشر هم سيدخلون الجنة. نعم مؤمنوهم من اهل الجنة دون شك يقول جل وعلا لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان يعني الحور في الجنة فدل هذا على انه يتأتى اتيانهم من قبل الجن كما انه يتأتى اتيانهم من قبل الانس اما انهم يكونون اصدقاء للبشر فان شاء الله ما ادري والله هل تقبيل المصحف بعد الانتهاء من القراءة بدعة هذه المسألة ونظائرها الضابط فيها مسألة الاستمرار. مسألة التكرار. مسألة المداومة. مسألة الالتزام. يعني يلتزم دائما انه يفعل فمثل هذا ان كان الانسان يتعبد به لله جل وعلا فلا اعلم دليلا عليه فهو امر محدث وان كان يداوم عليه فهذا ايضا يفتقر الى دليل ولا اعلم دليلا عن النبي صلى الله عليه وسلم او عن اصحابه رضي الله عنهم انهم كانوا يداومون على تقبيل المصحف بعد الانتهاء من القراءة فيه. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم اما ان حصل هذا الامر نادرا فعله الانسان مرة فان هذا ارجو انه من جملة المباحات والله اعلم هل يجوز تعظيم غير النبي صلى الله عليه وسلم من المخلوقات التعظيم يحصل للمخلوق كما انه يكون لله جل وعلا فللمخلوق تعظيم يليق به ويناسبه ولله جل وعلا تعظيم يليق به ويناسبه تعظيم الخالق ليس كتعظيم المخلوق والمقصود بالتعظيم هنا هو الاحترام والتقدير آآ اظهار رفعة المنزلة فهذا اذا كان في حدود المباح ما لم يصل الى ما حرم الله جل وعلا فانه لا بأس به ان يعظم الانسان مثلا والديه ان يعظم اهل العلم ان يعظم كتب حديث النبي صلى الله عليه وسلم مثلا فان مثل هذا لا بأس به والله اعلم هل اليزيديون من عباد الشيطان وما علاقتهم بعباد الشيطان الذين امريكا؟ كما ذكرت ان عبادة الشيطان او تعظيمه وتقديسه شيء اه كثير ومنتشر. وهذه الطائفة عندها تعظيم للشيطان نعم وعندها تقديس له وهذا في غيرهم ايضا قدماء المصريين من الفراعنة وقع في كتب اهل العلم بيان انه كان عند او شيء من التعظيم له