الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وجميع المسلمين. قال الشيخ احمد بن علي المقريزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد. ولقد كشف الله تعالى هذا المعنى غاية الكشف في قوله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه قال رحمه الله فليتدبر العاقل هذا وليعلم ان اجابة الله لسؤال بعض السائلين ليست لكرامته عليه بل قد يسأله عبده فيقضيها له وفيها هلاكه. ويكون منعه حماية له وصيانة. والمعصوم من عصمه الله والانسان على نفسه بصيرة وعلامة هذا انك ترى من صانه الله من ذلك وهو يجهل حقيقة الامر اذا رآه سبحانه وتعالى اقضه حوائج غيره يسيء ظنه بربي به تعالى. وقلبه محشو بذلك وهو لا يشعر. وامارة ذلك حمله الاقدار وعتابه في الباطن لها. ولقد كشف الله تعالى هذا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه به وسلم تسليما. اما بعد فقد وقف المؤلف رحمه الله عند تنبيه مهم وهو ان اجابة الله عز وجل لدعاء الداعين قضية راجعة الى حكمة الله عز وجل. وحكمة الله لا يمكن للعبد عبدي ان يحيط بها. فاذا عجل سبحانه باجابة الدعاء فهذا من من حكمته واذا اخر ذلك عن العبد فهذا ايضا من حكمته والله يعلم وانتم لا تعلمون. وهذه القضية مسار اشكال عند الجاهل الذي لم اقدر الله جل وعلا حق قدره ولم يستيقن بحكمة الله الحكيم سبحانه وتعالى ولذا فانه اذا تأخر مطلوبه مع اجتهاده في الدعاء سابرته حمت في قلبه الخواطر. ولربما نطق بلسانه فعبر عما يجول في قلبه وربما ارداه ذلك والقاه في واد سحيق اذا اساء الادب مع ربه وعارض الله عز وجل في حكمه القدري تأخير الاجابة ربما كان لمصلحة العبد وربما كان عقوبة من الله سبحانه لذنب اقترفه الداعي وليس تعجيل الدعاء ليس تعجيل المسئول في وليس تعجيل المسئول في الدعاء. علامة على كرامة العبد. بل قد يعجل الله اجابة الداعي وفيما دعا هلاكه وهذا واقع لا ينكر قال وعلامة ذلك انك ترى من صانه الله من ذلك وهو يجهل حقيقة الامر اذا رآه يعني رأى ان الله سبحانه يقضي حوائج غيره ولا يجد ان مطلوبه قد اجيب فانه يسيء الظن بربه. وقلبه محشو بذلك وهو لا يشعر وربما نطق بذلك وربما قال ما يكون سببا لعدم الاجابة. كأن يقول دعوت ودعوت فلم ار اجاب. فهذا من اسباب منع هذا السؤال سوء الظن بالله جل وعلا ليس من حال اهل الايمان بل من حال ضدهم مر بنا سابقا ان اعظم ذنب عصي الله عز وجل به هو سوء الظن به فهذا الذي يسيء الظن بالله اذا رأى ان الله اخر مطلوبه ولم يجبه الى ما دعاه فلربما اساء الظن بالله جل وعلا فربما وقع في شيء عظيم وقد سمعنا وقرأنا من هذا اشياء ربما توقع صاحبها في الكفر بالله سبحانه وتعالى فعلى العبد ان يعلم ان لله عز وجل الحكمة في كل شيء وان الدعاء نافع ولا بد ولكن تعجيز ذلك او تأخيره او تغييره راجع لحكمة الله عز وجل فقد يعجل ذلك وقد يؤخره وقد يغيره بما هو خير له والمقصود ان العاقلة خصيم نفسه اذا رأى تأخر الاجابة فانه يرجع الى نفسه باللائمة واما الجاهل فانه خصم لاقدار ربه وشتان بين هؤلاء وهؤلاء نعم قال رحمه الله ولقد كشف الله تعالى هذا المعنى غاية الكشف في قوله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا اي ليس كل من اعطيته ونعمته وخولته فقد اكرمته. وما ذلك لكرامته علي ولكنه ابتلاء مني هو امتحان له ايشكرني فاعطيه فوق ذلك؟ ام يكفروني فاسلبه اياها واحوله عنها لغيره؟ وليس كل من يا ليته فضيقت عليه رزقه وجعلته بقدر لا يفضل عنه. فذلك من هوانه علي ولكنه ابتلاء وامتحان مني له ايصبر فاعطيه اضعاف ما فاته؟ ام يتسخط فيكون حظه السخط؟ هذه اية عظيمة تنفع من تدبرها وهي اية الفجر فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه النعم ابتلاء كما ان المصائب والمحن ابتلاء والله عز وجل يبتلي بالخير ويبتلي بالشر هذا الذي اكرمه الله جل وعلا انما هو من اعطاه الله عز وجل النعمة الدينية ولذا تنبه الى الفرق بين هذه الكلمة التي تكررت فان بين الاولى والثانية فرقا قال فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن والجواب بعد ذلك جاء به كلا. يعني نفي فاكرمه الاولى ليست هي اكرما الثانية فالاكرام الاول هو الاعطاء والمن والهبة في امور الدنيا ولكن ليس هذا دليل على ان هذا العبد كريم على الله عز وجل وان له عنده المنزلة بل الله عز وجل يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب فانتبه واحذر ان تظن ان فتح ابواب الدنيا والسعة ورغد العيش. علامة على محبة الله ورضاه. الامر ليس كذلك والعكس صحيح قال جل وعلا واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه يعني ظيق عليه وقلل عليه في المعاش فيقول ربي اهانن يظن في ربه انه لا يرضى عنه لا يعطيه هذا دليل على ان الله لا يحبه. الامر ليس كذلك بل الله عز وجل قد يضيق في الرزق على من يحب وقد يوسع على من لا يحب فالدنيا لا تساوي عند الله شيئا ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء وانت ترى حالة كثير من الكفار كيف ان الله عز وجل وسع عليهم في الرزق واعطاهم من القوة وامدهم بالمال وجعل بلادهم جنات وانهارا ومع ذلك فهم ابغض الخلق الى الله جل وعلا وربما تجد من المسلمين من حاله حال صعبة وضيقة وبئيسة وهذا كله ليس بمعيار يحكم به على من رضي الله عنه. ومن لم يرضى عنه هذا كله ابتلاء وامتحان ابتلاء المصاب ولغيره وكذلك ابتلاء للمنعم عليه ولغيره ايضا فالقضية قضية ابتلاء وامتحان ولذا نفى الله سبحانه هذا الظن الخاطئ. فقال كلا اليس كل من اعطيته ونعمته وخولته فقد اكرمته وما ذاك لكرامته علي ولكنه ابتلاء مني وامتحان له وكذلك هو ابتلاء وامتحان لغيره فان من الناس من اذا رأى العاصي والفاسقة او الكافر قد فتح عليه من ابواب الدنيا ربما ظن ان هذا بسبب ما هو عليه وبالتالي فانه ربما يقول افعل كما يفعل فاذا كان يسرق واذا كان يرتشي واذا كان يزور ومع ذلك فالله عز وجل يعطيه. اذا الامر هين ولا يشدد الانسان على نفسه فيفعل كما فعل وهذا ايضا من ابتلاء الله عز وجل لهؤلاء قال وليس كل من ابتليته فضيقت عليه رزقه وجعلته بقدر لا يفضل عنه فذلك من هوانه علي ولكنه ابتلاء وامتحان مني نعم. قال رحمه الله وبالجملة فاخبر تعالى ان الاكرام والاهانة لا يدوران على المال وسعة الرزق تقديري هذه قاعدة مهمة تنبه لها يا ايها المسلم اعد قال فاخبر تعالى ان الاكرام والاهانة لا توران على المال وسعة الرزق وتقديره. فانه يوسع على الكافر لا لكرامته. ويخطر على المؤمن ويقتر احسن الله اليكم. ويقتر على المؤمن لا لهوانه عليه. وانما يكرم سبحانه من يكرم من عباده بان يوفقه معرفته ومحبته وعبادته واستعانته. هذه هي الخلاصة. هذا هو الاكرام الحقيقي. انما يكرم من يكرم من عباده بان يوفقه لمعرفته ومحبته وعبادته واستعانته. السعادة الحقيقية هي متصلة بالنعيم الابدي. وما يعقل هذا الا العالمون. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فغاية فغاية سعادة الابد في عبادة الله والاستعانة به عليها. ما احسن هذه غاية سعادة الابد في عبادة الله والاستعانة به عليها وفي المدارج فعادت من العود فعادت سعادة الابد الى عبادة الله والاستعانة به عليها وكله صحيح نعم قال رحمه الله القسم الثالث من له نوع عبادة بلا استعانة وهؤلاء نوعان. هؤلاء قسم ثالث مر بنا قسم جمعوا بين عبادة الله والاستعانة به وقسم اضاعوا الامرين فلا عبادة ولا استعانة. وهذا هو القسم الثالث. هو من عنده عبادة او نوع ولكنه فاقد للاستعانة او ضعيف الاستعانة بالله جل وعلا وهؤلاء افترقوا الى صنفين نعم. قال رحمه الله احدهما اهل القدر القائلون بانه سبحانه قد فعل بالعبد جميع مقدوره من الالطاف. وانه لم يبق في مقدوره اعانة له على الفعل. فانه قد اعانه بخلق الالات وسلامتها وتعريف الطريق وارسال الرسول وتمكينه من الفعل. فلم فلم يبق بعدها اعانة مقدرة اياها. نعم. هذا الصنف الاول وهم القدرية وقد تكرر الكلام فيهم. نريد القدرية النفات المعتزلة ومن ركب في ركابهم هؤلاء ينفون تعلق قدرة الله عز ومشيئته وخلقه بافعال الحيوانات. فالعباد هم الذين احدثوا افعالهم بقدرتهم هم ومشيئتهم هم دون ان يكون لله جل وعلا تعلق بها في ايجادها ولا انه هو الذي شاءها سبحانه وتعالى. وبالتالي نشأ عن هذا ان الهداية والاضلال عندهم ليست راجعة الى الله جل وعلا. انما حسب ما يكون هو ان يلطف الله عز وجل فاللطف الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله عند المعتزلة يعني عند هؤلاء القدرية هو ان يفعل الله عز وجل ما يقرب العبد الى الطاعة ان يفعل الله ما يقرب العبد الى الطاعة. يعني ما ينبغي ان يطيع عنده وليس ثمة قدر زائد على ذلك بمعنى ان الله جل وعلا هدايته لا تتجاوز انه يرسل الرسل وينزل الكتب ويعطي العقول والاسماع والابصار ولا شيء وراء ذلك ليس هناك قدر زائد على هذا. وكل ايات الهداية وكل ايات الاضلال والختم الصرف عن الحق ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم وامثال هذا من الايات فانها عندهم مؤولة. ولذا لو تأملت وقرأت فيما يقرره مثلا الزمخشري في تفسيره وهو على عقيدة اهل الاعتزال تجده يقرر هذا المعنى تجده واول ايات الهداية والاضلال او المشيئة المتعلقة بافعال العباد الى ما ذكرت لك ولا شك ان هذا ضلال ولا شك ان هذا انحراف ولا شك ان هذا قدح في قدرة الله سبحانه وتعالى. اذا كان الله جل وعلا انما يلطف انما يلطف بعباده المؤمنين الى هذا الحد فقط فمعنى هذا انه ليس ثمة فرق بين المؤمن والكافر من حيث لطف الله عز وجل به. هذا القدر الذي هو تقريب العبد الى الطاعة ووضعوا علامات الهداية على طريقه من ارسال الرسل والتمكين وسلامة الحواس الى غير ذلك. هذا قدر يشترك فيه المؤمن والكافر اليس كذلك؟ يعني ليس شيئا اختص الله عز وجل به المؤمن. والامر ليس كذلك بل الله عز وجل له نعمة خص بها المؤمن زائدة على ما ذكر الله عز وجل وفق الله عز وجل هدى هداية توفيق الله عز وجل حرك قلوب العباد الى الخير. وهذه نعمة زائدة وفضل خاص. خص الله عز وجل به من شاء من عباده المؤمنين. ولذا تأمل الى الفرق بين ما ذكروه من هذا اللطف الذي لا يخرج عن كونه الهداية الاولى التي هداية التي هي هداية الدلالة والارشاد. وانها لا تصل الى ان تكون هداية التوفيق. تأمل قول الله جل وعلا والله يدعو الى دار السلام وهذا امر عام يشمل جميع الناس المسلم والكافر ثم اختص الله عز وجل من هؤلاء طائفة بمزيد من النعمة والتوفيق. فقال ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم اذا هذا من الباطل بل مما تنفر منه قلوب اهل الايمان والتعظيم لله. ان يقال ليس لله نعمة زائدة على المؤمن خصه بها. زيادة على كافر هذا لا يمكن ان يقوله مسلم عظم الله عز وجل حق تعظيمه ولذا تأمل قول الله جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم. وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. هل هذا يقال في حق الكافر ايضا ان الله حبب اليه الايمان؟ وهل هذا هو مجرد ارسال الرسل؟ وانزال الكتب؟ هذا قدر زائد هذا توفيق هذا هداية هذا اصلاح من الله عز وجل للقلوب. اذا من علم الله عز وجل فيه الخير وانه اهل الهداية فانه سبحانه يقربه اليه. يجذب قلبه اليه. ويوفقه الى طاعته وهذا المعنى لم يهتدي اليه هؤلاء القدرية اذا كان ذلك كذلك اثمر هذا الانحراف في الاعتقاد اثرا في العمل والسلوك وهذا امر مضطرد اي انحراف في الاعتقاد لابد ان يظهر اثره في العمل وفي السلوك وفي الاخلاق لابد الارتباط بين الباطن والظاهر ارتباط وثيق فمتى ما كان هناك انحراف في العقيدة التي محلها القلب فلابد ان يكون هناك اثر لهذا الانحراف على الظاهر والعكس بالعكس لما اعتقد هؤلاء هذه العقيدة ولما ظنوا هذا الظن في الله عز وجل اضعف عندهم جانب التوكل على الله والاستعانة به سبحانه فيما يفعلون وفيما يأتون لماذا يستعينون بالله والله لا تعلق لقدرته ولا لمشيئته ولا لهدايته بافعالهم ثم معي يا اخواني اعتقادهم اثر في كونهم ماذا؟ ما استعانوا بالله عز وجل على طاعته وكانوا بالتالي ممن عندهم عبادة ربما عبدوا ربما كان عندهم شيء من الاجتهاد في الطاعة لكن جانب الاستعانة جانب التوكل على الله عز وجل عندهم ماذا؟ ضعيف. وهذا نتيجة لهذا الاعتقاد الذي اعتقدوه قال احدهما اهل القدر القائلون بانه سبحانه قد فعل بالعبد جميع مقدوره من الالطاف. ولم يبق في مقدوره اعانة له على الفعل الله المستعان. اين ايمانهم بقول الله جل وعلا؟ والله على كل شيء قدير. وهذا عموم محفوظ منه شيء. قال فانه قد اعانه بخلق الالات وسلامتها. وتعريف الطريق وارسال الرسول وتمكينه من الفعل فلم يبق بعدها اعانة مقدورة يسأله اياها. والله المستعان. نعم. قال رحمه الله وهؤلاء مخبولون موكلون الى انفسهم مسدود عليهم طريق الاستعانة والتوحيد. قال ابن عباس رضي الله عنهما الايمان بالقدر نظام التوحيد. فمن امن بالله وكذب بقدره نقض تكذيبه توحيده. نعم. لا شك ان هؤلاء اهل خذلان فكما ان من توكل على الله فهو حسبه كذلك من اعرض عن الله فانه يخذله سبحانه وتعالى. ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم فالاعراض عن الله عز وجل. سواء كان اعراضا عن عبادته. او اعراضا عن الاستعانة به فان ثمرته الخذلان والعياذ بالله وسد باب التوفيق وهذا ما كان في حق في حق هؤلاء قال قال ابن عباس رضي الله عنهما الايمان بالقدر نظام التوحيد. يعني هو ميزان التوحيد يستقيم التوحيد متى ما استقام الايمان بالقدر فمن امن بالله وكذب بقدره نقض تكذيبه توحيده فايمان العبد قدر الله عز وجل الذي ينتظم الامور الاربعة التي يقوم عليها باب القدر وهو علم الله عز وجل وكتابته ومشيئته وخلقه فان الارتباط بين هذا القدر ان تأملت والتوحيد بانواعه الثلاثة الربوبية والالوهية والاسماء والصفات ارتباط وثيق وبالتالي فان من كمل توحيده فانه ولا بد يكون محققا للايمان بالقدر ومتى ما كان هناك نقص في الايمان بالقدر وضعف في الايمان بالقدر فان ثمرة ذلك ان يكون توحيده ناقصا بل هذا مسبب عن ضعف توحيده ولذا قال الامام احمد رحمه الله وغيره ايضا من السلف القدر قدرة الله القدر قدرة الله من عظم الله عز وجل واعتقد ان الله عز وجل له القدرة العظيمة فانه سوف يذعن بتحقيق الايمان بالقدر فمباحث القدر كلها تدل على قدرة الله العظيمة له سبحانه وتعالى فالمخلوق قد يجعل مخلوقا مثله يفعل الشيء لا عن رضا خذ هذا المثل ربما يجبر شخص قوي وجبار شخصا ضعيفا على فعل شيء ولكنه يفعله كارها له اما الله عز وجل فانه اذا شاء من عبده شيئا جعله يفعله بمشيئته ورضاه وهذا دليل على قدرة الله العظيمة سبحانه وتعالى. اذا مباحث القدر كلها تشهد بقدرة الله العظيمة سواء تعلقت بعلم الله السابق الشامل لكل شيء او تعلقت بكتابة الله لكل ما يكون في هذا الكون تعلقت بمشيئة الله لكل ما شاء حدوثه ووقوعه او تعلقت بخلقه سبحانه لكل شيء من الاعيان ومن الافعال والصفات. اذا الايمان بالقدر شأنه عظيم واثره في الفعل والسلوك والاخلاق ايضا عظيم ثمة صنف اخر ظعف عندهم جانب الاستعانة مع وجود شيء من العبادة فيهم وهذا ما سيشرحه المؤلف الان نعم. قال رحمه الله النوع الثاني من لهم عبادة واوراد لكن حظهم ناقص من التوكل والاستعانة. لم تتسع قلوبهم لارتباط الاسباب بالقدر وانها بدون المقدور كالموات الذي لا تأثير له بل كالعدم الذي لا وجود له. وان القدر كالروح المحرك لها والمعول على المحرك الاول فلم تنفذ بصائرهم من السبب الى المسبب. ومن الالة الى الفاعل فقل نصيبهم من الاستعانة وهؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم ونصيب من الضعف والخذلان بحسب قلة استعانتهم ولو توكل العبد على الله حق توكله في ازالة جبل في ازالة جبل عن مكانه لازاله هذا الصنف الثاني ممن ظعفت استعانتهم وتوكلهم على الله عز وجل هؤلاء هم الذين قصروا نظرهم على الاسباب المحسوسة وضعف تعلقهم بالله سبحانه وتعالى فضعف توكلهم واستعانتهم عليه. وهذا مع الاسف كثير كثير من الناس انما تتوجه قلوبهم وتتعلق قلوبهم بالاسباب المحسوسة وبالتالي يظعف تعلقهم بمسبب هذه الاسباب وهذا مع الاسف كثير لا سيما مع طغيان المادية على كثير من الناس وضعف معرفتهم بالله سبحانه وتعالى ونعوت جلاله وعظيم سلطانه جل وعلا فانه مع ذلك او مع حصول هذا عندهم يضعف جانب التوكل على الله عز وجل عنده. وهذا لا شك انه نقص في الايمان وضعف في التوحيد فالتعلق بهذه الاسباب دون ان ينفذ النظر في الاسباب الى المسبب جل وعلا لا شك انه نقص عظيم وربما يصل الى ان يكون شركا اصغر وربما يفحش حتى يكون شركا اكبر اذا كان الاعتماد القلبي تاما على على السبب المخلوق لا على المسبب الخالق جل وعلا فقد يورد صاحبه موارد الشرك الاكبر عياذا بالله من ذلك قال وهؤلاء لهم نصيب من التصرف لهم نصيب من الفعل والنفوذ والتأثير بحسب استعانتهم وتوكلهم. ونصيب من الضعف والخذلان. لا شك انهم يخذلون بحسب ظعف توكلهم واستعانتهم على الله جل وعلا كما سبق ولو توكل العبد على الله حق توكله في ازالة جبل وكان مأمورا بازالته هذا القيد قيد به الكلام ابن القيم رحمه الله في المدارج لو توكل العبد على الله حق توكله في ازالة جبل وكان مأمورا بازالته امره الله عز وجل بازالته فانه سوف يزول عن مكانه بتوكله على الله سبحانه والله على كل شيء قدير. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. نعم قال رحمه الله فان قيل ما حقيقة الاستعانة عملا؟ قلنا هي التي يعبر عنها بالتوكل وهي حالة للقلب تنشأ عن معرفة في الله تعالى وتفرده بالخلق والامر والتدبير والضر والنفع. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فتوجب اعتمادا عليه وتفويضا اليه وثقة به. نعم. هذا الذي مضى في الدرس الماضي. وقلنا ان الاستعانة هي الاعتماد على الله جل وعلا في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في ذلك. وبالتالي فانها قائمة على اصلين على اعتماد وعلى ثقة. اعتماد على الله وعلى ثقة به وحسن ظن به سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله فتصير نسبة العبد اليه تعالى كنسبة الطفل الى ابويه فيما ينوبه من رغبته ورهبته فلو داهمه ما عسى ان يدهمه من الافات لم يلتجئ الى غيرهما. فان كان العبد مع هذا الاعتماد من اهل التقوى كانت له والعاقبة الحميدة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي فيه هذا مثال تقريبي والا الشأن في توكل العبد على ربه جل وعلا اعظم انما هو تقريب للافهام فحسب ارأيت حال طفل صغير تنوبه النوائب وابواه امامه ماذا يصنع سوف يفزع اليهما اليس كذلك؟ ويلتجئ اليهما ويرى ان الشيء الذي يفعلانه ويختارانه هو الصواب وهو الذي النجاة وحال العبد مع الله عز وجل ان كان صادقا في ايمانه وتوكله لا شك انه اعظم من ذلك واعظم قال فان كان العبد مع هذا الاعتماد من اهل التقوى كانت له العاقبة الحميدة لا شك في ذلك ولا ريب. ومن يتق الله يجعل له مخرجا نعم. قال رحمه الله القسم الرابع من له استعانة بلا عبادة وتلك حالة من شهد الله بالضر والنفع ولم يدري ما يحبه ويرضاه. فتوكل عليه في حظوظه فاسعفه بها. وهذا لا عاقبة له سواء كانت اموالا او رئاسات او جاها عند الخلق او نحو ذلك. فذلك حظه من دنياه واخرته. نعم لا حظ له في الاخرة لربما يعطيه الله عز وجل يمده من شأن الدنيا لكن لا اثر لهذا نافعا فالاثر الذي ينفع هو ما اتصل بالنعيم الابدي كما سبق فهؤلاء همتهم مقصورة على الدنيا فحسب فاذا استعان بالله عز وجل استعان به على شأن الدنيا لا غير. واما العبادة فلا همة منصرفة عنده اليها انما عنده استعانة بالله جل وعلا لانه يعلم ان الله على كل شيء قدير فاستعينوا به على تحقيق حظوظ نفسه رئاسات مناصب قيادة مال تجارة الى غير ذلك. لكنه ما حقق العبودية لله تبارك وتعالى وهذا ان شاء الله اعطى وان شاء لم يعطه. وان اعطاه فحظه مقصور في الدنيا لا في الاخرة. نعم قال رحمه الله واعلم ان العبد لا يكون متحققا بعبادة الله تعالى الا باصلين. احدهما متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. والثاني اخلاص العبودية. نعم. بعد ان بين رحمه الله قضية كبيرة وهي الجمع بين العبادة والاستعانة خلص الى قضية اخص منها وهي قضية العبادة وما ركناها اللذان اه تقوم عليهما اعني الاخلاص والمتابعة عرفت العبادة واحوال الناس فيها مع الاستعانة والان ما حال الناس مع العبادة بين رحمه الله ان العبد لا يكون متحققا بعبادة الله الا باصلين وذكرت لك سابقا ان العلماء قد يسمون هذين الاخلاص والمتابعة قد يسمونهما شرطين وقد يسمونهما ركنين وقد يسمونهما آآ اصلين وقد يقولان هما سببان وقد يقولان هما شيئان آآ يتحقق بهما قبول العبادة الى غير ذلك والامر في هذه التعبيرات يسير. المقصود ان العبادة لا تكون نافعة ولا تكونوا محصلة لثمراتها لا تكون مقبولة عند الله جل وعلا الا باجتماع هذين الامرين الا بتحقيق هذين الاصلين. الاخلاص لله المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل وماذا عن شرط الاسلام اليس الاسلام شرط قبول الاعمال الصالحة الاول الجواب نعم الله جل وعلا يقول من عمل صالحا من ذكر او او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة اذا لابد من شرط الاسلام فالله جل وعلا شرطه في تحصيل ثمرة العمل الصالح الاسلام كما انه بين جل وعلا ان ضده وهو الكفر والشرك سبب لعدم قبول العمل الصالح وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون اذا هذان نوعان من الادلة يدلان على ان غير المسلم لا يقبل الله عز وجل منه عملا صالحا. وعند الكافر اعماله الصالحة التي يعملها وربما يعمله. الكافر ربما يعمل عملا صالحا لكن ما اثرها؟ وما حكمها عند الله جل وعلا؟ الجواب التفصيل حسنات الكافر وقيد هذا فيما لا يفتقر الى نية فالصلاة والصيام والحج مثلا عبادات تفتقر الى نية لو عملها الكافر فانه لا اثر لهذه لفقد شرط النية اما ان عمل عمل اما ان عمل عملا صالحا لا يشترط له نية انقذ غريقا ساعد مسكينا كفل يتيما تصدق مثل هذه الحسنات تنفعه في الدنيا لا في الاخرة الله جل وعلا حكم العدل جل وعلا لا يظلم مثقال ذرة فالكافر اذا عمل حسنة في الدنيا جازاه عليها في الدنيا ودليل هذا ما اخرج الامام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله لا يظلم فقال فاما الكافر في طعم بحسنات ما عمل لله في الدنيا في طعم يعني يعطى يعطى الرزق يعطى الاكل يعطى الهواء يعطى الماء في طعم بحسنات ما عمل لله هذا شرط لابد ان يكون يريد وجه الله في الدنيا فاذا لقي الله لم تكن له حسنة يجزى بها اذا هو يثاب على ذلك بان يعطيه الله عز وجل من هذه النعم في الدنيا وهذا القدر الذي هو مكافئ ومجازي بهذه الحسنات لا يعاقب عليه في الاخرة فان الكافر في الاخرة يعاقب على كفره يعاقب على معاصيه يعاقب على عدم شكر النعمة التي انعم الله عز وجل عليه بها في الدنيا. الله ما ابى هذه النعم الا لاهل الاسلام الله ما اباح هذه النعم الا للمؤمنين به جل وعلا. اما الكافر فانه اذا تناول من نعم الله الدنيوية فانه ايجازى على هذا ويعاقب على هذا في الاخرة لانه ما ادى شكر هذه النعم وشكر هذه النعمة هو توحيد الله عز وجل وطاعة اذا هذا القدر الذي كوفئ به فانه لا يجازى عليه في الاخرة اما في الاخرة فانه لا يثاب على حسنة البتة هذا هو التحقيق في هذه المسألة اذا الشرط في قبول العمل الصالح الاول هو ان يبنى على عقيدة صحيحة ان يكون هناك اصل للايمان عند هذا العامل واما اذا بني على اساس الكفر فانه لا ينفع صاحبه عند الله جل وعلا على التفصيل الذي بينته لك لكننا نجد كثيرا من العلماء لا يذكرون هذا الامر. والجواب عن هذا انهم انما يتحدثون عن ماذا عن حسنات المسلمين هم يتحدثون في دائرة معينة هي دائرة المسلمين. فهؤلاء حققوا هذا الشرط تلقائية ولذا فانهم يسلطون الضوء على هذين الشرطين الاخلاص والمتابعة. الاخلاص والمتابعة بهما يتحقق شرط التقوى والله جل وعلا يقول انما يتقبل الله ممن ها من المتقين. ما المقصود؟ هل المقصود من وصل الى درجة التقوى يعني الايمان الكامل؟ هو فقط فالذي يقبل الله منه اما من كان عاصيا مثلي مثلا الضعيف الايمان لا يكون مقبولا اه له اعماله الصالحة؟ الجواب لا. انما المقصود في هذه الاية انما يتقبل الله عمل المتقي الذي اتقى الله في هذا العمل تحقق التقوى في هذا العمل. وهذا العمل انما يكون مقبولا اذا اجتمع فيه الاخلاص. والمتابعة. اذا تحقيق التقوى في العمل الصالح انما يكون بماذا بالاخلاص والمتابعة فمن اتقى الله في عمل بان اخلصه وتابع فان الله يقبله فان الله يقبله. ومعلوم عندنا ان الشرط ما يلزم من عدمه العدم. متى ما فقد الشرطان او احدهما فالعمل بالتالي غير مقبول العمل بالتالي غير مقبول. اذا الله جل وعلا خلق الخلق لعبادته اذا لا ينفع عنده الا ان يعبد هو وفق امره انتبه لهذا لابد ان يعبد هو وحده جل وعلا ولكن لا بالاهواء والاراء انما وفق ماذا وفق ما اراد هو سبحانه وتعالى. فالله يعبد وحده ولا يشرك به. والله يعبد بما اراد ان يعبد به. جل وعلا فمن حقق هذين الامرين فقد تحقق بشهادتين اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بهذين الامرين يقبل الله العمل الصالح. الاخلاص الاخلاص هو قصد المعبود وحده في العبادة قصد المعبود وحده في العبادة. يريد بهذا العمل وجه الله لا غيره. وهذه قظية مضى العمل ما مضى آآ الشرح لها وبيانها وعلمنا ان الله عز وجل انما امر بعبادة مخلصة فاعبد الله مخلصا له الدين. وما امروا الا ليعبدوا الله ماذا؟ مخلصين له الدين. وضع لنا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عامة ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وابتغي به وجهه اذا هذا الشرط الاول الشرط الثاني قال متابعة هو قدمه متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي ان تعلم انها على درجتين درجة واجبة ودرجة كاملة وكلام اهل العلم في هذا المقام عن المتابعة الواجبة لا الكاملة المتابعة الكاملة يعني ان يحقق العبد العمل كاملا بمستحباته وسننه وهذا القدر لا شك انه ليس مشروطا في في قبول العبادة من اصلها هو مشروط في تحصيل الثواب كاملا اما ان يكون مشروطا في قبول العمل من اصله فالامر ليس كذلك والا فانه آآ بالتالي لا يقبل لاعمال او لا يقبل من اعمال الناس الا النذر القليل. فمن الذي اكمل العبادة على وجهها الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى كاملا. اذا القدر الذي نتحدث عنه انما هو في ماذا المتابعة الواجبة. والمتابعة الواجبة هو او هي ان يؤدى العمل الصالح موافقا لشرع الله عز وجل موافقا لشرع الله عز وجل في اركانه وشروطه وواجباته يعمل العمل الصالح لا كيفما يحلو له ولا كيفما يتفق انما ان يكون موافقا لشرع الله عز وجل في ماذا في الاركان الشروط الواجبة هذا قدر واجب لابد منه وبالتالي اذا عمل العمل على هذا الوجه وضم اليه الاخلاص لله عز وجل فقد وعد الله وهو الذي لا يخلف الميعاد سبحانه انه يقبل هذا العمل من عمل صالحا من ذكر او مؤمن نعم قال جل وعلا ومن يسلم وجهه الى الله ماذا وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. اسلم لله هذا الاخلاص وهو محسن وافق الشرع تابع النبي صلى الله عليه وسلم في العمل قدمت لك ان الشرط يلزم من عدمه العدم. هذا كلام عام ولكن اه ثمة تفصيل. وراء دائما اهل العلم يقعدون قواعد عامة يذكرون اصولا عامة لكن عند التدقيق فانهم يفصلون ويبينون الاحكام في اوجه قد يكون فيها حكم مستثنى من الاصل العام اذا فقدت المتابعة فان عندنا ها هنا احوال الحال الاولى ان يكون العمل خارجا عن حكم الله بالكلية. يعني لا يوافق شرع الله في اصله ولا وصفه فهذا لا شك انه مردود ولم يستفد صاحبه الا العناء والتعب. اضافة الى ما يناله من الاثم وذلك بان يتعبد بما لا اصل له شرعا كأن يتعبد لله مثلا اه صوم يوم العيد نقول هذا عمل ماذا مخالف للشرع في ماذا في اصلي وبالتالي فانه لا ثواب فيه. الله لا يقبله. او شخص يتعبد لله عز وجل بكشف رأسه في الشمس يقف متعبد لله عز وجل في الظهيرة آآ يتعبد لله بذلك. ماذا نقول عبادة باطلة لا قيمة لها. الله عز وجل لا يقبلها. لانها مخالفة شرع الله عز وجل في اصله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وهذا اصل اصيل. ينبغي استصحابه عند المؤمن دائما. من عمل عملا ليس عليه امرنا ليس عليه امر النبي صلى الله عليه وسلم فالنتيجة ها؟ فهو رد الامر الثاني ما كان اصله مشروعا ولكنه اخل فيه بمشروع الاصل مشروع ولكن في ضمنه وقع شيء غير مشروع وهذا فيه تفصيل قد يقتضي هذا بطلان هذه العبادة وقد لا يقتضي مثال ذلك ان يحج فيأتي بالحج بكل ما فيه ولكنه اخل مثلا بالوقوف بعرفة ما حكم هذا الحج غير مقبول اخل فيه بركن من اركانه. والحج عرفة وبالتالي فهذا الحج غير مقبول. وبالتالي فان الذمة لا تزال مشغولة يعني هذا الرجل عليه ان يحج مرة اخرى ان كان هذا الحج اه حج الاسلام. طيب وقد يخل فيه بامر مشروع ولا يقتضي هذا بطلانه العبادة. وقد يقتضي اخلاله هذا كفارة من الكفارات على انواع آآ فيها في الشريعة وقد لا يقتضي هذا الا ان آآ يستغفر الله عز وجل كأن لا في حجه باداء واجب من الواجبات. او يصلي مثلا فيخل آآ صلاة الجماعة يصلي لله عز وجل لكن في غير جماعة على القول الصحيح في ان صلاة الجماعة واجبة وليست شرطا بعض اهل العلم ذهب الى ان الجماعة شرط في قبول وفي صحة الصلاة. والصحيح انها واجبة. اذا نقول هذه العبادة مقبولة ولكن عدم الواجب او عدم فعل الواجب فيها فانه مؤثر في حصول الاثم او في نقص الثواب بحسب قصد في حسب قصد الفاعل. الحالة الثالثة ان يزيد في المشروع ما ليس مشروعا يعمل عبادة لها قدر في الشريعة لا يلتزم بهذا القدر يتعمد الزيادة فيه يتعمد الزيادة فيه. وهذا ايضا فيه تفصيل قد يكون سببا يعني قد تكون الزيادة سببا لرد العبادة وعدم قبولها وقد تكون سببا في نقص الثواب او في الاثم مع قبول هذا العمل كأنه يصلي مثلا صلاة العشاء خمس ركعات هذه ماذا زيادة زيادة في المشروع ما ليس مشروعا. ما حكم هذه الصلاة؟ غير مقبولة ولا تبرأ بها الذمة. صلاة باطلة وقد يزيد ولا يترتب هذا الاثر كان يتوضأ مثلا يغسل العضو اربع مرات نقول اساء وتعدى وظلم ولكن الوضوء لو صلى بهذا الوضوء صلاته صلاته صحيحة وان كان اخطأ في هذه الزيادة بقي عندنا حال آآ رابعة وهو ان يبدل في المشروع ما ليس بمشروع يعني يبدل شيئا من كونه مأمورا بمشروع الى غير مشروع مثال ذلك ان يصلي وهو مأمور في صلاته بان يستر العورة واذا به يصلي بثوب مسروق فهل هذا يؤثر في الصلاة؟ او لا يؤثر في الصلاة او ان يصلي مثلا في ارض كما يقول الفقهاء مغصوبة. فهل هذه العبادة مقبولة؟ او غير مقبولة؟ هذا فيه بحث وتفصيل وخلاف طويل بين اهل العلم والذي يظهر والله اعلم انه ان كان هذا الوصف غير المشروع الذي نهت عنه الشريعة عائدا الى معنى في العبادة فانه لا شك ان هذه العبادة غير مقبولة. اما اذا كان المعنى المنهي عنه. راجعا الى امر خارجي فانه لا يؤثر في صحة العبادة الحالة الخامسة هي ان يفعل العبادة ولكن يصحبها امر غير مشروع مما حرم الله عز وجل العبادة يؤديها باركانها وشروطها وواجباتها. لكنه يخل فيها من حيث كونه صاحبها معصية صاحبها عصيان. فهل هذا يؤثر في العبادة ام لا؟ مثال ذلك ان يحج فيقع في وقت الحج او في اثناء حجه سب وغيبة وفسق وجدال الى غير ذلك. فما حكم هذه العبادة نعم العبادة صحيحة وتبرأ بها الذمة وان كانت المعاصي المصاحبة للعبادة مؤثرة في ماذا في الثواب تؤثر في ماذا؟ في الثواب. وقد مر معنا سابقا ان للمعاصي اثرا في الحسنات كما ان للحسنات اثرا في المعاصي كما ان الحسنات مؤثرة في مغفرة السيئات وتكفيرها كذلك السيئات تؤثر في الحسنات من جهة الاحباط. اما ان يكون احباطا للعمل او انقاصا لثوابه وان كان لا يحبط كل العمل الا بشيء واحد وهو الكفر بالله عز وجل. الاعمال كلها انما تحبط بالكفر لكن الحبوط الجزئي لثواب الاعمال قد يكون بالمعاصي. وهذا ما فسر به السلف قوله تعالى ولا تبطلوا اعمالكم والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وسلم. بسم الله الرحمن الرحيم يقول اه انذكر عن بعض اهل العلم انهم اضافوا شرطا ثالثا على الاخلاص والمتابعة وهو التوحيد. تكلمنا عن هذا. هل الدعوة الى التوحيد فرض عين الجواب ان الدعوة الى الله جل وعلا الى اصل الدين وفرعه فرض كفاية. اذا حصل المقصود بالبعض سقط الاثم عن الاخرين وان اخل الكل اثموا جميعا دعوة الى الله جل وعلا فرض كفاية هل الاستمرار على بعض الذنوب يقدح في التوحيد؟ لا شك ان الاصرار على المعاصي قادح في كمال التوحيد الواجب. وقد ذكرنا سابقا ان كمال التوحيد الواجب يقدح فيه الشرك الاصغر والبدعة والمعاصي الكبائر او الاصرار على الاصرار على الصغائر وذلك ان هذا العاصي اما ان يكون نقص عنده التصديق التصديق بنهي الله عز وجل عن هذه المعصية او نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها او ضعف عنده التصديق باثمها وعقابها الذي توعد الله عز وجل به. وضعف التصديق ضعف في التوحيد وقد يكون اصراره على هذه المعاصي ناشئا عن ضعفي خوفه من الله جل وعلا ولا شك ان هذا ايضا مخل بالتوحيد وقد يكون آآ فعله لهذه المعصية مسببا عن ضعف محبته لله جل وعلا وهذا ايضا خلل في التوحيد وضعف في التوحيد. فاصل التوحيد محبة الله جل وعلا فتجد ان الاصرار على المعاصي انما ينشأ من ضعف التوحيد. اما مع كمال التوحيد مع كمال التصديق والمحبة والخوف والرجاء فانه لا يقع من العبد الاصرار على المعاصي. يقول اريد الذهاب الى العمرة ولكن نريد ان اذهب الى جدة اولا فمن اين احرم؟ انت بين امرين. اما ان تحرم من هنا من المدينة وتذهب الى جدة باحرامك. فاذا قضيت شغلك ذهبت الى مكة. او ان تبدأ بمكة ثم بعد ذلك اذا تحللت ذهبت الى جدة. او ان شئت تذهب الى جدة ثم تعود الى هذا الميقات الذي تركته. وهو ذو وتحرم منه. المقصود ان هذا الميقات جعل الله عز وجل له حرمة. فليس لك ان تتجاوزه وانت مريد للنسك الا باحرام. سواء كنت تريد ان تبدأ بمكة او كنت تؤخر الوصول لها. فهذه اه الثلاثة امامك. اما ان تذهب الى جدة ثم تحرم من هناك فان هذا ليس لك. النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حدد المواقيت هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج والعمرة. هل يجوز تقديم طواف الافاضة بسبب الازدحام والتسهيل لا يجوز بنص القرآن. الله جل وعلا قال ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا وراهم وليطوفوا بالبيت العتيق. متى يكون هذا؟ يوم العيد هذا لا يكون الا يوم العيد هو اليوم الذي يقضي الانسان فيه تفثه يحلق فيه شعره ويذبح فيه هديه والله جل وعلا جعل الطواف متى؟ في هذا اليوم ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ان هذا فعله آآ صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال خذوا عني مناسككم لا يجوز التقديم لكن التأخير يجوز لك اذا خفت من الزحام ان لا تطوف في اليوم الاول يعني يوم العيد بل اخره الى اليوم الثاني من ايام التشريق او الثالث او حتى لو اخره الانسان الى اخر ذي الحجة فانه لا حرج فيه ان شاء الله. اما التقديم فانه لا يجوز ثبت في الحديث ان ابا لهب خفف الله عنه بسبب عتقه ثويبة حينما بشرته بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم اين هذا الحديث يا رعاك الله هذا ليس بحديث. انما هذا اثر اورده امام البخاري رحمه الله في صحيحه. وفيه قال فاريه بعض اهله هكذا. يروي احد التابعين قال فاريه بعض اهله. يعني هذا ليس كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا كلام احد من اصحابه. انما هو كلام احد التابعين هذا اولا ثانيا قال اريه يعني في المنام بعض اهله ولا ندري من هذا الذي رأى هذا ثانيا ثالثا هذه مجرد رؤية منامية ورؤيا المنام لا تترتب عليها احكام الا رؤية الانبياء عليهم الصلاة والسلام. هذا الامر الثالث او الرابع قال اريه بشر حيبة يعني بشر حال فقيل له ماذا فعلت؟ قال ما رأيت بعدكم خيرا غير اني سقيت بهذه واشار الى نقطة او نقرة في اصبعه بعتق ثويبا حينما بشرته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. فانت ترى يا رعاك الله ان هذا اثر عن تابعي وهو آآ مروي عن شخص مجهول ندري من هو الرائد والامر الثالث انها مجرد رؤية منامية فكل هذا لا يمكن ان نعارض به قول الله جل وعلا فلا يخفف عنه العذاب بل الكافر ليس له في الاخرة الا الزيادة. فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابه فلا يمكن ان تعارظ النصوص الشرعية بمثل هذا بارك الله فيكم. هل الانحناء؟ الانحناء لتقبيل يد الوالدة قلب التوحيد؟ لا. لانه غير مقصود. انما هو يريد ان يقبل اليد. ومن ضرورة ذلك ان ينحني. بدليل ان انه قد يقبل دون ان ينحني اذا كان مستلقيا على فراشه كمريض ومدت الام يده لها ليقبلها. المقصود ان هذا الانحناء اذا كان غير مراد وغير منوي وغير مقصود فانه لا يؤثر ان شاء الله النوع الخامس في الاحوال المؤثرة في المتابعة قلت ان يفعل العبادة آآ بشروطها وواجباتها واركانها ولكنه يصحبها معصية لله يصحبها شيء غير مشروع لا يتعلق بالعبادة نفسها لكنه يصاحبها ويكون مرافقا لها فهذا بحسب التفصيل الذي ذكرته لك لماذا قدم المؤلف متابعة النبي صلى الله عليه وسلم على الاخلاص؟ الله اعلم. ربما هذا الذي سنح في خاطره في ذلك الوقت فالامر في هذا يسير. يقول اشرح انواع الحج باختصار. انواع الحج ثلاثة انواع افراد وتمتع وقران. الافراد والقران مثل بعض سواء بسواء. وانما يفترقان في امرين في النية فهو ينوي حجا وعمرة في القران معا. يطوف فيكون طوافه للحج والعمرة معا. يسعى فيكون سعيه للطواف والحج للعمرة والحج معا. فلا يفترقان الا في النية وفي الذبح. يعني يجب على القارئ ان يذبح هديه واما العبادة فهي من حيث افعالها فانها هي هي. اما التمتع وهو افضل الانساك على فهو ان يأتي بعمرة كاملة ثم بعد ذلك يحرم بالحج يأتي بعمرة يطوف ويسعى ويقصر وبالتالي يكون قد تحلل من عمرته ثم يحرم والسنة ان يكون هذا الاحرام يوم التروية يعني يوم الثامن من ذي الحجة يحرم بالحج من محله الذي هو في المكان الذي يكون جالسا فيه يحرم فيه بالحج فيقول لبيك اللهم حجا ثم يمضي الى منى يبدأ باعمال الحج. الافراد هو ان ينوي حجا فقط. لا يصحب في سفرة اه لا ابو هذه السفرة اداء عمرة انما ينوي فقط ان يحج واه بالتالي فان هذا يكون اقل الانساك من جهة العمل. اقل الانساك عملا هو الافراد وان كان القران مثله الا ان فيه زيادة وهي الذبح. على كل حال هذه الانساك الثلاثة كلها على الصحيح مشروعة ويجوز للحاج ان يحج بها والتمتع افضل والله اعلم وصلى الله على محمد واله وسلم