الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ احمد بن علي المقديزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد. واعلم ان العبد لا يكون متحققا بعبادة الله تعالى الا باصلين. احدهما متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. والثاني اخلاص العبودية. والناس في هذين الاصلين اربعة اقسام. اهل الاخلاص والمتابعة فاعمالهم كلها لله واقوالهم. منع منعهم وعطاؤهم وحبهم وبغضهم كل ذلك لله تعالى. لا يريدون من العباد جزاء ولا شكورا. عدوا الناس كاصحاب القبور. لا عدوا الناس كاصحاب القبور لا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فانه لا يعامل احدا من الخلق الا لجهله بالله وجهله بالخلق. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد مضى في الدرس الماظي الكلام عن الاصلين المصححين العبادة وهما الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في هذين الاصلين انقسموا الى اربعة اقسام كما ذكر المؤلف اما القسم الاول فهم الموفقون السعداء الذين جمعوا بين هذين الاصلين فكانوا اهل اخلاص واهل متابعة هؤلاء هم الذين يتقبل الله عز وجل منهم فهم المتقون انما يتقبل الله من المتقين اعمالهم كلها لله كلها موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يريدون من العباد جزاء ولا شكورا عدوا الناس كاصحاب القبور. ما احسن هذه الكلمة وما احسن هذه الحال ان يعاملني الانسان الناس في تعبده لله جل وعلا معاملة اصحاب القبور فهو لا يرجوهم ولا يطلبهم ولا يقصدهم كل من على الارض في نظره تراب وكل الذي فوق التراب تراب فهو لا يرجوهم ولا يطلبهم ولا يرائيهم. ولا يتزين لهم ولا يقصد شيئا من اعمال ولا يقصد شيئا باعمال الخير لا يقصد شيئا من الدنيا باعمال الخير وقد علمت سابقا ان الذي يضاد الاخلاص امران الرياء وارادة الدنيا ارادة بالعمل الصالح امر مضاد للاخلاص كما ان الرياء مضاد للاخلاص اهل هذه الحال لا شك انهم ما وصلوا اليها الا بمجاهدة. فان الاخلاص شأنه عظيم وشأنه عزيز. ولا يتأتى الا بمجاهدة فما عالج الصالحون شيئا اشد عليهم من نيتهم. فانها كثيرة التلون وثمة دقائق وخفايا ربما يغفل الانسان في وقت ما عن قلبه فيدخل عليه الرياء من حيث لا يشعر و الذين عظم الله عز وجل في قلوبهم وقدروه حق قدره لا يمكن ان يريدوا غيره جل وعلا باعمالهم فهو منتهى امرهم ومنتهى قصدهم وان الى ربك المنتهى قال رحمه الله عدوا الناس كاصحاب القبور لا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فانه لا يعامل احدا من الخلق الا لجهله بالله وجهله بالخلق. لا يعامل احدا من الخلق يعني لا يعمل له لا يعمل لاحد من الخلق يتعبد يتصنع يتزين الا لجهله بالخلق وجهله بربهم سبحانه وتعالى. وذلك ان هؤلاء الذين تزين لهم المتزين قلوبهم بيد الله جل وعلا. وبالتالي فانه لو علم المرائي ذلك لم يرائي هؤلاء الذين يقصدهم الانسان بعمله قلوبهم بيد من يعصيه. وهو الذي يقدر جل وعلا على ان يجعل المدح الذي يرومه ويطلبه ذما فلا هو بالذي فاز بمطلوبه وهو مدح الناس ولا هو بالذي فاز بثواب الله جل وعلا فمن عرف الله وعرف الناس فانه لا يمكن ان يرائيه. الناس ما الذي يفيدونك به لو رأوك؟ ومدحوك واثنوا عليك. لا يقدمون ولا ينفعون ولا يؤثرون. قال النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك اذا ما فائدة الرياء؟ فما احسن ما قال الفضيل بن عياض رحمه الله من عرف الناس استراح من عرف الناس استراح. استراح من عبوديتهم. والتصنع لهم. والتكلف لاجلهم كما انه استراح من لومهم ومن ذمهم ومن معاتبتهم لانه يعلم انه ليس منهم شيء. ولا اليهم شيء. الامر كله لله جل وعلا فهو الذي يعطي وهو الذي يمنع وهو الذي يهب وهو الذي يأخذ اذا ما الفائدة ان تتعلق القلوب بهؤلاء العباد الذين ليسوا الا اسبابا فالبصير ينفذ من الاسباب الى المسبب كما مر معنا في الدرس الماضي اذا هذا حال اهل الاخلاص حال اهل السعادة عادة عندهم حرص عظيم على مدافعة نياتهم ان يلج اليها شوب من قصد الخلق. بل انهم كانوا يحرصون على ان لا يظن فيهم الخير اذا كان قد يخطر في بال السامع ان عندهم شيئا من الخير وهو ليس كذلك فانهم يدفعون هذا رغبة في الاخلاص ونفرة من الرياء. ومنا اللطائف في هذا ما جاء في حديث السبعين الفا اعني في طريق هذا الحديث والحديث متفق عليه في مسلم قال سعيد بن المسيب رحمه الله من رأى منكم الكوكب الذي انقض البارحة يقلم يكلم اصحابه وتلاميذه. فقال حسين بن عبدالرحمن انا. انا رأيته. ثم خشي ان يظن انه وكان في صلاة فقال اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت ثم اه سأله وماذا صنعت فكان روايته للحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما الشاهد انه حرص ان يدفع عن نفسه بهذا الظن وبالتالي فيحمد بما لم يفعل. وهذا دليل على عظيم الاخلاص. الذي كان عليه السلف الصالح فكيف بنا ونحن احيانا نحرص على ان نظهر اعمالنا حتى نمدح وحتى يثنى علينا وربما اتينا بقصة او بحادثة لاجل ان نخبر في اثنائها انه حصل منا كذا وصدر منا كذا والله المستعان فنسأل الله جل وعلا اخلاصا يخلصنا. لا يخلصك الا الاخلاص. والا فوالله ان اعمال المشركين الذين اشركوا مع الله عز وجل في قصدهم وبال عليهم. ما استفادوا منها شيء اجتهدوا اجتهدوا وتعبوا. والنتيجة انهم ما حصلوا شيئا فان الله جل وعلا لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والاخلاص هو العمل الذي لا يتقبل الله من عامل عملا صوابا عاريا منه. وهو الذي الزم عباده به الى الموت قال الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا انه جعل الاية في سطر مستقل لانه الان سيستدل على الامرين على الاخلاص والمتابعة. نعم. اه قال رحمه الله قال الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. وقال انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا. واحسن العمل اخلصه واصوبه. فالخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على وفق سنة رسول على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صل على محمد. اقتبس رحمه الله في هذه الجملة من اثر الفضيل بن عياض رحمه الله فقد اخرج ابو نعيم في الحلية عنه انه تلا هذه الاية اية الملك ثم قال اخلصه واصوبه يعني احسنوا العمل اخلصوا واصوبه قالوا يا ابا علي ما اخلصه واصوبه فقال رحمه الله الخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واخرج الامام احمد رحمه الله في الزهد عن عمر رضي الله عنه انه كان يدعو الله جل وعلا بهذا الدعاء العظيم اللهم اجعل عملي صالحا واجعله لوجهك خالصا. ولا تجعل لاحد فيه شيئا. فدعا الله جل وعلا ان يجمع له في اعماله بين الصواب والاخلاص. المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والاخلاص لله جل وعلا نعم قال رحمه الله وهذا العمل الصالح المذكور في قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو العمل الحسن في تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. وهو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد وكل عمل بلا متابعة فانه لا يزيد عامله الا بعدا من الله. فان الله تعالى انما يعبد بامره لا بالاهواء والاراء. هذا هو العمل الصالح الذي جاء في قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. ضابط العمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالسنة. هذا هو العمل الصالح الخالي من الرياء المقيد بالسنة وهو كذلك الذي جاء في قول الله جل وعلا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله هذا هو الاخلاص وهو محسن هذه هي المتابعة اتبع النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو الامر وهو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد يعني مردود لا يقبله الله جل وعلا كل عمل ليس على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينتظر عامله منه ثوابا وما احسن ما قال يحيى ابن يحيى الليثي الذي هو راوي الموطأ عن الامام مالك رحمه الله او من اشهر رواة الموطأ قال ليس في خلاف السنة رجاء ثواب ليس في خلاف السنة رجاء ثواب اذا كنت تعمل عملا على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم فلا تنتظر ان تثاب عليه فالله جل وعلا انما يعبد بما اراد لا بما اردت ليس الشأن ان تعبد الله بما تريد انما الشعب انما الشأن ان تعبد الله بما يريد هذه حقيقة العبودية الذي لله الذي ينفع عنده والذي يقبل عنده ما كان وفق مراده الشرعي سبحانه وتعالى. وهذا بعض ما قيل في قول النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس والشر ليس اليك ليس ليس مما يتقرب به اليك. من احدث في دين الله جل وعلا ما ليس منه وتقرب به الى الله جل وعلا فانه لا يصل اليه. لا يصل اليه الا الخير. والخير محصور في حدود ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ومعاه فليس بخير فالشر ليس الى الله انما يكون اليه جل وعلا يكون عنده مقبولا نافعا مثمرا ما انا مختوما بختم النبوة عليه طابع النبي صلى الله عليه وسلم. جاء من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن فعله وتقريره هذا الذي ينفع عند الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى الضرب الثاني من لا اخلاص له ولا متابعة وهؤلاء شرار الخلق وهم المتزينون باعمال الخير يراؤون وبها الناس وهذا الضرب يكثر فيمن انحرف عن الصراط المستقيم من المنتسبين الى الفقه والعلم والفقر والعبادة. فانهم البدع والضلال والرياء والسمعة ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. وفي اضراب هؤلاء نزل قوله تعالى لا الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم. الله المستعان الصنف الثاني عكس الصنف الاول هؤلاء جمعوا بين الشر من طرفيه فاعمالهم اعمال رياء مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم واصحاب هذا الصنف هم المراءون من اهل البدع هؤلاء هم المراؤون من اهل البدع جمعوا بين التعبد لله بالمحدثات ومع ذلك لم يكونوا مخلصين فيها بل كانوا يريدون غير وجه الله سبحانه وتعالى. قال وفي اضراب هؤلاء نزل قوله تعالى ولا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا. وعبارة ابن القيم في المدارج وهؤلاء لهم اوفر نصيب من قوله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. وعبارته رحمه الله احسن هؤلاء اتوا شرك او بدعة وضلال ومع ذلك فيحبون ان يحمدوا انهم من اصل من اهل الاخلاص والعمل الصالح والامر فيهم ليس كذلك بكل تأكيد فلا هم بالمخلصين ولا هم بالمتبعين نعم قال رحمه الله الضرب الثالث من هو من هو مخلص في اعماله لكنها على غير متابعة الامر كجهال العباد والمنتسبين الى الزهد وكل من عبد الله على غير مراده. والشأن ليس في عبادة الله فقط بل في عبادة الله كما اراد الله. ومنهم من يمكث في خلوته تاركا للجمعة ويرى ذلك قربى. ويرى مواصلة صوم النهار بالليل قربى. وان صيام يوم الفطر قربى وامثال ذلك هذا الصنف الثالث وهو الصنف الذي اهله يخلصون في اعمالهم يريدون بها وجه الله جل وعلا. لكنهم مع الاسف لم يوفقوا الى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم العباد الجهال عباد يعبدون لكن بغير بصيرة بل بجهل فهؤلاء ما وفقوا الى الهدى التام فكونهم يعبدون الله جل وعلا وفق اهوائهم وارائهم وما احدث لهم او ما احدثوا هذا لا ينفعهم عند الله جل وعلا ليس الشأن ان تعبد الله كما تريد. بل الشأن ان تعبد الله كما يريد هذا هو الابتلاء وهذا هو الامتحان وهذا الذي يتفاضل فيه الناس الله جل وعلا لا تنفعه طاعة الطائعين كما انه لا تضره معصية العاصين. لن ينال الله لحومها ولا دماؤها. ولكن ينال التقوى منكم اذا على الانسان وقد علم ان الله انما خلقه لعبادته ان يعبده وحده وفق امره سبحانه وتعالى وقد ذكر بعض اهل العلم ان هذه المتابعة انما تتحقق بموافقة النبي صلى الله عليه وسلم في ستة امور وهي التي جمعت في قول الناظم سبب وجنس ثم قدر معصفة زمن مكان تم شرط المتابعة سبب وجنس ثم قدر مع صفة زمن مكان تم شرط المتابعة اولا موافقة النبي صلى الله عليه وسلم في سبب العبادة فلو ان انسانا عبد الله جل وعلا عبادة احدث لها سببا فهو يتعبد لسبب غير مشروع فيقول مثلا جاءت الشريعة بصلاة العيد والسبب هو دخول آآ شهر شوال او رؤية هلال شهر شوال. ومتى ما دخل شهر شوال صلينا العيد قال فانا اصلي ايضا اذا دخل شهر شعبان فهذا قد خصص عبادة بسبب غير مشروع ما شأن هذه العبادة مقبولة غير مقبولة او شخص خص ليلة من ليالي ربيعنا الاول مثلا او غيرها من الليالي بعبادة بقيام او نهارها بصيام او بان يتدارس فيها شيئا من الحديث او السيرة هذا سبب ما لم يكن مشروعا فان هذه العبادة المبنية على هذا السبب لا تكون مشروعة قال سبب وجنس اذا كانت الشريعة قد جعلت للعبادة جنسا او شيئا يتعبد به. فليس لك ان تغيره ارأيتم لو ان انسانا قال يوم الاضحى الناس تذبح شيئا من الانعام من الابل او البقر او الغنم. انا ساتي بشيء اغلى من ذلك اذبحوا لله اغلى ما املك عندي فرس غالية جدا سأذبحها تقربا لله جل وعلا بالاضحية او في الاضحية ما رأيكم لا ينفع لانه لم يوافق الشرع في جنس العبادة سبب وجنس ثم قدر اذا حددت اذا حددت الشريعة قدرا معينا او عددا معينا فلم يتقيد الانسان بهذا الامر فان عبادته غير صحيحة لو انه زيادة في حب الطاعة قال اربع ركعات في العشاء لا تشفي ما في نفسي ساجعلها خمسا او ستا عبادة مقبولة قصده الخير يريد زيادة التعبد لله جل وعلا. هل ينفعه؟ لا ينفعه. ليس الشأن ان تعبد الله كما تريد انما الشأن ان تعبد الله كما يريد سبب وجنس ثم قدر مع صفة. اذا جاءت الشريعة بصفة معينة في العباد فليس لك ان تبدل ذلك وتغيره ارأيت لو قال انسان المقصود حصول العبادة لله جل وعلا في الصلاة وانا ايسر لي ان اجعل السجود قبل الركوع هذا ايسر واحسن فيما اراه. ما رأيكم صلاة مقبولة لو جعل السجود قبل الركوع والنتيجة انه ركعة وسجد ما رأيكم لماذا الم يسجد الم يركع قلنا نعم ولكن ما تقيد بالصفة الشرعية. ليس الشأن ان تعبد الله كما تريد. انما الشأن ان تعبد الله كما يريد سبب وجنس ثم قدر معصفة. زمن لو ان انسانا قال الشريعة جاءت بصيام شهر رمضان ولكن رمضان يأتينا ونحن في حر شديد. ما رأيكم؟ لو جعلنا الصيام بدل شهر شهرين لكن في الشتاء في غير رمضان اتقبل هذه العبادة؟ والله لو صام ستة اشهر غير رمضان ما نفعه ذلك. لا بد ان يوافق الشريعة في الزمن المحدد اخيرا المكان ارأيتم لو قال قائل اريد ان اعتكف لكن المساجد ربما الهت قلبي اريد ان اتعبد لله عز وجل بالاعتكاف في حجرة في منزلي او على رأس جبل اعتكف اتقرب لله بعبادة الاعتكاف في هذا المكان او يطوف لله جل وعلا على شجر او على قبر اتنفع هذه العبادة؟ لا تنفعه. لم يتقيد بالشريعة في مكان العبادة اذا هكذا تكون المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وها هنا مسألة بعض الناس اذا قلت لهم يا عباد الله العبادة لابد ان يكون فيها اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم. انت صليت او حججت او فعلت وفعلت ولكنك ما اتيت بالعبادة وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس يقول لكن العبرة بالنية انا نيتي طيبة انا لا اريد الا الخير فما رأيكم هل هذا الامر صحيح هل حسن القصد وحده؟ كاف في قبول العبادة الجواب؟ لا حسن القصد امر مهم واصل اصيل ولكنه غير كاف لابد ان يضم اليه قرينه لابد ان يضم الى النية الصالحة المتابعة لابد ان يضم المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والا فحسن القصد وحده لا يكفي ولا ينفع. وهذه شبهة مع الاسف الشديد تروج على كثير من المسلمين للاسف الشديد يتساهلون ويأخذون الامور على محمل اه التيسير. ويقولون لا بأس. المهم اننا نريد التعبد الى الله جل وعلا ومن هنا نشأت شبهة ما يسمى بالبدعة الحسنة تقول هذه بدعة ما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا بأس. بدعة حسنة فالبدعة الحسنة لا تنفعك يا عبد الله انما ينفعك العمل الحسن وهو المخلص الموافق للنبي صلى الله عليه وسلم. في صحيح البخاري قصة عظيمة تبين لنا خطأ هؤلاء الذي اين يقعون في هذا التوهم؟ وهي قصة ابي بردة ابن نيار الانصاري رضي الله عنه حينما ضحى يوم عيد الاضحى قبل الصلاة ذبح اضحيته متى قبل الصلاة والزمن الشرعي المحدد لهذه العبادة متى؟ بعد الصلاة وهذا الصحابي الجليل لم يوافق الشريعة في الزمن ماذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم يعني العبادة منك لم تحصل لم تؤدي عبادة الاضحية. اسألكم اكان او ايكون منا من يشك في اخلاص هذا الصحابي الجليل ما الذي نظنه في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم ابو بردة لا شك اننا نظن فيهم احسن الظن ونحمل افعالهم على احسن المحامل. فالظن انه كان مخلصا. ومع ذلك ما قال له النبي صلى الله عليه وسلم نيتك انا فعبادتك صحيحة انما قال شاتك شاة لحم. اذا لا يكفي النية الصالحة بل لا بد ان يضم اليها المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله الرابع من اعماله على متابعة الامر لكنها لغير الله تعالى كطاعات المرائين وكالرجل يقاتل رياء وسمعة وشجاعة وللمغنم. ويحج ليقال ويقرأ ليقال ويعلم ويعلم ليقال. فهذه اعمال صالحة لكن انها غير مقبولة. قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. فلم فلم يؤمر الناس الا بالعبادة على المتابعة والاخلاص فيها. والقائم بهما هم اهل اياك نعبد واياك نستعين. الله المستعان. هذا الصنف الرابع وهذا مما يحتاج ان يتذاكر به بين طلاب العلم والمتنسكين واهل الخير الذين عندهم بصيرة وعندهم علم ومعرفة وعندهم احتراز من البدع والمحدثات لكن البلية كل البلية عندهم هي المتعلقة بالامر الاول الاخلاص هذا الامر امر صعب ويحتاج الى مجاهدة ولكن من جاهد نفسه على الاخلاص هان الامر عليه حتى انه يصعب عليه ان يتعبد لغير الله. او ان يقصد غير الله. والعكس صحيح من عود نفسه مراعاة الناس لم يكن اشق عليه من ان يخلص لله جل وعلا فالباب باب عظيم من ابواب المجاهدة على الانسان ان يتنبه لذلك و الافة والبلية انما هي محبة الرفعة في اعين الناس ولو تأمل المتأمل لوجد ان ذلك لا يجدي على على طالبه شيئا فما الثمرة؟ وما النتيجة رأوك ومدحوك ثم ماذا لا شيء وراء ذلك لو تأمل الانسان مليا لا شيء وراء ذلك لا يمكن ان يعطوك شيئا زائدا عما قدره الله جل وعلا لك اذا اطلب الله جل وعلا واقصد الله جل وعلا حتى تنال مبتغاك البلية من ها هنا هذا هو مكمن الخطر وصدق من قال هل افة الناس الا الناس هل افة الناس الا الناس مع انه لو فكر الانسان لوجد انه لا يقدمون ولا يؤخرون ولا ينفعون ولا يضرون اذا علامة المخلص هو الذي يستوي عنده مادحه وذامه. انتبه لهذا عود نفسك او نعود انفسنا على هذا علامة المخلص ان يستوي عنده مادحه وذامه كلهم بالنسبة اليه سواء ولا يبالي لا بهذا ولا بهذا عمل خيرا فسمع به فمدحوه لا يكترث او عمل عملا يعتقد انه صالح ونافع فذموه وعابوه لا يكترث. لانه لا يعاملهم ولا يرجوهم انما هو يعمل لله جل وعلا ويراقب الله سبحانه وتعالى فبالتالي لا يبالي بالناس ولا يمثلون له شيئا وبالتالي هذا المخلص هو في خلوته كجلوته قالوا علامة المخلص ان يكون في خلوته كجلوته يعني في حال انفراده وكونه خاليا يعمل الاعمال التي يعملها ولو كان في اعين الناس لكن البلية هو الذي يكون في جلوته بخلافه في خلوته الذي يجتهد ويعمل وينشط في الاعمال الصالحة اذا كان حوله الناس فاذا كان وحده في بيته اصبح كسولا مهينا خاملا لا ينشط للطاعة اذا هذا عليه ان يتنبه ثمة اشكال في قلبه يحتاج الى معالجة عنده خلل في جانب الاخلاص هذا الامر يا اخواني لا يقال عن ترف ولا يقال عن آآ مجرد علم او ثقافة هذه مسائل نحن بحاجة ماسة اليها فان عليها المعول برحمة الله جل وعلا في الخلاص والنجاة الله جل وعلا غني هو اغنى الشركاء عن الشرك فلا يقبل منك شيئا الا اذا كان خالصا له جل وعلا اذا هذا باب يحتاج منا ان ندرسه ونتأمله وان نفتش فيه وان نفتش في انفسنا وان نعمل وان نعمل احوالنا وثمة دقائق كثيرة في هذا الجانب تحتاج من الانسان ان يتنبه ومن دقائق ما يذكر في هذا وبه يتنبه الى ما فوقه ما قال وكيع رحمه الله من استفهم وهو يفهم فهو طرف من الرياء. انظر الى هذه المسألة الدقيقة التي يغفل عنها بعض الناس من استفهم وهو يفهم من استفهم وهو يفهم فهو طرف من الرياء. يعني طالب علم يسأل ويستشكل ويورد الاستفسارات وهو يعلم الجواب لكن ليرتفع في عين معلمه هذا طرف من الرياء انظر ايضا الى مسألة اخرى ما اكثر الغفلة عنها هذا نافع ابن جبير ابن مطعم احد احد التابعين يقول رحمه الله من اتى الجنازة ليراه اهلها فلا يأتيها من اتى الجنازة ليراه اهلها يعني اهل الميت يرون انك قد حضرت تريد انك تحرص على ان ترى وان تشاهد يقول لا يحضرها الاولى به ان لا يحضرها لانه ما قصد وجه الله عز في هذا العمل وهو اتباع الجنازة انما قصد الناس رؤيتهم ومدحهم وثناؤهم والاولى به ان يتنبه انظر الى هذه المسألة الدقيقة التي قد نغفل عنها وقس على هذا امورا كثيرة اذا هذا الباب باب عظيم. وباب مجاهدة. وعلى الانسان ان يحرص وان يجد وان يجتهد قال فلم يؤمر الناس الا بالعبادة على المتابعة والاخلاص فيها والقائم بهما يعني الاخلاص والمتابعة هم اهل اياك نعبد واياك نستعين نسأل الله ان يجعلنا منهم. نعم. قال رحمه الله ثم اهل مقامي اياك نعبد لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربعة طرق. هم في ذلك اربعة اصناف. الصنف انتقل المؤلف رحمه الله الى مسألة اخرى وهي مسألة المفاضلة بين العبادات فان من رحمة الله جل وعلا انه ما جعل العبادات صنفا واحدا انما نوع الله جل وعلا فيها وجعلها امورا متعددة وذلك يجتهد الانسان ان يتعبد لله سبحانه وتعالى من كل باب وايضا لتزول السآمة والملل من نفوس العابدين فهم يتنقلون في طريق عبوديتهم لله جل وعلا من عبادة الى عبادة ومن صنف الى صنف وقد يوفق بعض الناس الى ان يجدوا وان يجتهدوا في صنف او صنفين او ثلاثة. وقد يوفق اخرون الى ان لله سبحانه وتعالى باكثر من ذلك المقصود ان الذكية الموفق المسدد هو الذي يحرص على ان يجعل همته في افضل الاعمال وافضل الاعمال تظهر من خلال معرفة ثلاثة امور من خلال معرفة محبة الله عز وجل للعمل ومن خلال كثرة ثوابه التي جاءت في النصوص ومن خلال الاوامر التي جاءت في الحث على هذا العمل ومن خلال النظر في هذه الامور الثلاثة يمكن ان يهتدى الى افضل الاعمال واحبها الى الله سبحانه وتعالى. ان تنظر في احب بالاعمال عند الله جل وعلا وهذا جاء في نصوص كثيرة وان تنظر في الاعمال الاكثر ثوابا زمن حياتك قصير فالاولى بك ان تستثمره في الاعمال التي تعود عليك بالثواب الاجزل والاجر الاكثر وهذا من آآ التوفيق الذي يوفق الله عز وجل به من شاء من عباده. وايضا من خلال النظر في الصيغ التي جاءت في الادلة من حيث الامر والحث والتأكيد. وما الى ذلك. اذا هذا باب شريف من ابواب العلم. ينبغي على طالب العلم ان يحرص عليه وهو معرفة افضل الاعمال. وبالتالي فيكون الحرص عليه اكثر يذكر المؤلف رحمه الله ان الناس اختلفوا الى اربع طرق في معرفة آآ ما افضل الاعمال؟ وبالتالي سلكوا هذه الطرق فاصبحوا اربعة اصناف. دعونا نتعرف على هذه الطرق الاربعة. نعم قال رحمه الله الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها. قالوا لانه ابعد الاشياء من هواها وهو حقيقة التعبد والاجر على قدر المشقة. ورأوا حديثا ليس له افضل الاعمال احمزها اي اصعبها شقها وهؤلاء هم ارباب مجاهدات والجور على النفوس. قالوا وانما تستقيم النفوس بذلك. اذ طبعها الكسل والمهانة والاخلاد الى الراحة فلا تستقيم الا بركوب الاهوال وتحمل المشاق هذا الصنف الاول رأى ان افضل الاعمال هو الاشق والاشد وبالتالي فانهم يطلبون دائما العمل الشاق لاعتقادهم ان المشقة تعني الاجر الاكثر الاوفر والذي ينظر في الادلة يجد ان للمشقة اثرا في الثواب الذي ينظر في الادلة يجد ان للمشقة وللشدة في العمل اثرا في حصول الثواب. هذا قدر لا ينكر الم تر الى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي خرجه الامام البخاري في صحيحه حينما سئل صلى الله عليه وسلم اي الصدقة افضل قال ان تصدق وانت صحيح شحيح ترجو اه الدنيا وتخشى الفقر او كما قال صلى الله عليه وسلم اذا تلحظ ان هذا العمل كان افضل عند الله جل وعلا لان فيه ماذا؟ مشقة. ليس الامر آآ بالسهولة التي تكون لمن يتصدق وهو مريض على فراش الموت. انما هذا صحيح آآ يرى ان الحياة امامه ويأمل البقاء في هذه الدنيا اه وبالتالي فالصدقة في حقه ماذا اصعب فكانت في حقه اكثر اجرا وقل مثل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس اجرا في الصلاة ابعدهم اليها ممشى. الحديث في الصحيحين فتجد انه زاد اجره لما كان الجهد والتعب في تحصيل العبادة اكثر فليس اجر الذي يأتي الى صلاة الجماعة من مكان قريب كالذي يأتيها من مكان بعيد وقل مثل هذا ايضا في ما خرج الشيخان ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ولكنها على قدر نصبك ولكنها على قدر نصبك. يعني على قدر تعبك يعني العمرة التي حثها عليها بعد او التي اذن بها بعد الحج لما كانت حائضا رضي الله عنها وبالتالي كلما كان هناك تعب في هذه العبادة فان لها اجرا عند الله سبحانه وتعالى لكن ينبغي عليك ان تتنبه في هذا الباب الى امرين الاول ان التعب والمشقة التي جاءت في هذه النصوص وفي امثالها ليست مقصودة لذاتها انما هي واقعة في اثناء تحصيل العبادة. فكان لها اثر في تحصيل الاجر. وليست مقصودة لذاتها وليس في الشريعة قصد التعب والمشقة يعني ليس هناك تعبد يكون فيه او تكون فيه العبادة هي المشقة هي ان يحصل الانسان شيئا شديدا لذاته. هذا غير موجود في الشريعة. بل الله عز وجل يريد بنا اليسرى. يريد يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. اذا هو امر حاصل في اثناء العبادة في طريق العبادة في سبيل تحصيل العبادة يحصل اثناء ذلك مشقة فيكون لها اثر في حصول الاجر. هذا الامر الاول. الامر الثاني ان تفضيل العبادة الشاقة انما هو تفضيل النسبي لا مطلق بمعنى ان هذه العبادة الشاقة افضل من غيرها مما هو من جنسها. لا مطلقا يعني عبادة واحدة كالذهاب الى صلاة الجماعة مثلا لكن قد تحصل بسهولة وقد تحصل بشدة وصعوبة. ايهما افضل اجرا واكثر ثوابا العبادة في صورتها التي تكون التي يكون تحصيلها معه مشقة اشق مشقة اشد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرته لك قبل قليل. كان اعظم اجرا في الصلاة لانه ابعد ممشى. مكانه بعيد فيبذل اكثر من الذي يسكن بجوار المسجد. اذا هي اعني هذه القضية مسألة تفضيل عبادة عبادة هي ماذا؟ من جنسها وليس مطلقا ولذا قعد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قاعدة حسنة في هذا ذكرها في مجموع الفتاوى وهي انه ليس كل شديد فاضلا. ولا كل يسير مفضولا ليس كل شديد يعني ليس كل عمل صعب فيه مشقة فاضلا وبالتالي ليس كل شيء يسير مفضولا ويدل على هذا يعني ان العمل اليسير قد يأتي في الشريعة باجر اكثر من عمل اخر هذا له نظائر في الشريعة. ارأيت قيام ليلة واحدة هي ليلة القدر. اليست افضل من قيام ليال اخرى في رمضان اجيبوا يا جماعة نعم طيب ايهما اشق؟ قيام ليلة او قيام ليال قيام ليلة اذا هذه عبادة اسهل وكان اجرها اعظم قل مثل هذا في صلاة فريضة واحدة في المسجد الحرام مقابل صلوات في غيره من المساجد ايهما اسهل وايسر الصلاة في المسجد الحرام او الصلاة في المسجد النبوي. مع ان المشقة في غير ذلك. اليس كذلك؟ التعب والجهد في غير ذلك. وهذا له في الشريعة شتى. ولذلك ذكر الفقهاء رحمهم الله من فوائد حديث ابي هريرة رضي الله عنه المخرج في الصحيحين وهو ان الفقراء اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب اهل الدثور بالاجور يعني الاغنياء فازوا بكل شيء. اخذوا الاجر يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم. ولهم فضول اموال فيتصدقون ولا نتصدق فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على عمل تدركون به من قبلكم ولا يدرككم من بعدكم الا من عمل مثل ما تعملون قال تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين الشاهد ان الفقهاء رحمهم الله نصوا على ان هذا الحديث دليل على ان العمل اليسير قد يكون ثوابه اكثر من عمل اكثر من عمل اشق. فهؤلاء الاغنياء لهم جهد في الحج لهم جهد في اه بذل المال لذلك ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى وكلامه حق صلى الله عليه وسلم اجر هذه العبادة اليسيرة التي لا تأخذ دقائق ولا تكلف شيئا من المال اعظم مما يفعله اه بعض الاغنياء في عبادات هي اشد فقه واشد وفيها بذل وفيها كلفة. اذا هذه القاعدة قاعدة ينبغي التنبه لها عند النظر في هذا الموضوع. ليس كل شديد فاضلا ولا كل يسير مفضولا. ومع ذلك نبه الى ان العبادات اذا كانت من جنس واحد وكان في تحصيل العبادة مشقة اكثر من غيرها من صور هذه العبادة فان لهذا اجرا وثوابا آآ اكثر من غيره والله جل وعلا اعلم قال ورواه حديثا ليس له اصل هذا حديث لا اصل له. افضل الاعمال احمزها يعني اشدها اشقها يقولون لبن حامز يعني اذا كان لاذع يقولون رمانة حامزة اذا كانت فيها حموضة اذا احمزها يعني اشدها واشقها ولكنه لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وهؤلاء هم ارباب ذات والجور على النفوس اه يعني يظنون ان الاخذ على النفس والازراء عليها هو الاولى والافضل دائما وهذا ليس بمسلم باطلاق انما الانفع للنفس ان تكون موافقة لعبودية الله جل وعلا في كل وقت فما كان متى كان الوقت وقت عبادة فيها مشقة كالجهاد كالحج كالصيام فان هذا هو الاولى بالانسان ومتى ما كان الوقت وقت عبودية فيها يسر وسهولة الذكر مثلا بعد الصلاة كما جاء في هذا الحديث او نحو ذلك فان هذا هو الانفع للعبد والله اعلم نعم قال رحمه الله الصنف الثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها غاية الامكان اقتراح الاهتمام بها وعدم الاكتراث لما هو منها. ثم هؤلاء قسمان فعوامهم ظنوا ان هذا غاية اليه وعملوا عليه وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة. ورأوا الزهد في الدنيا غاية كل عبادة ورأسها وخواصهم رأوا هذا مقصودا لغيره وان المقصود به عكوف القلب على الله تعالى. والاستغراق في محبته والانابة اليه التوكل عليه والاشتغال بمرضاته. فرأوا افضل العبادات دوام ذكره بالقلب واللسان. ثم هؤلاء قسمان فالعارف اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم. والمنحرفون منهم يقولون المقصود من القلب جمعيته فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم لم يلتفت اليه ويقولون يطالب بالاوراد من هو غافل فكيف بقلب كل اوقات ورد ثم هؤلاء ايضا قسمان. منهم من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته. ومنهم من يقوم بها ويترك السنن والنوافل تعلم العلم النافع لجمعيته والحق ان الجمعية حظ القلب واجابة داعي الله حق الرب. فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس من العبادة في شيء هذا صنف ثان رأوا ان افضل العبادة ان افضل العبادة التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها غاية الامكان والطراح والاهتمام بها الزهد كلمة عظيمة وشريفة وجاء فيها ادلة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تشتبه بكلمة اخرى قريبة منها في المعنى وهي الورع ولكن بينهما فارق دقيق اذا اجتمعا فبينهما فارق دقيق الزهد هو اجتناب ما لا ينفع واما الورع فاجتناب ما قد يضر الزهد اجتناب ما لا ينفع. واما الورع فاجتناب ما قد يضر ومن احسن من عرف الزهد وذكر اقسامه الامام احمد رحمه الله كما نقل هذا ابن القيم رحمه الله في المدارج وذكر ان كلامه هو من احسن الكلام في ذكر درجات الزهد قال رحمه الله الزهد على ثلاثة اوجه الاول الزهد في الحرام وهذا زهد العوام قال الثاني الزهد في فضول المباحات وهذا زهد الخواص. هذه درجة ارفع قال والدرجة الثالثة الزهد في كل ما يشغل عن الله وهذا زهد العارفين هذه درجة درجة ارفع وارفع. وهذا الكلام لا شك انه كلام نافع وكلام عالم ذي فهم ثاقب. فان الزهد ان تأملته وجدته راجعا الى هذه الدرجات والناس فيها متفاوتون الزهد فيما حرم الله جل وعلا اجتنابه لله سبحانه وتعالى وهذا ما يقع من كثير من الناس الذين وفقهم الله عز وجل لالتزام طاعة الله جل وعلا لكن ارفع من ذلك ان يترك الانسان فضول المباحات وما فضول المباحات فضول المباحات هي كل مباح لا يستعان به على بلوغ الدار الاخرة اي مباح لا ينفعك في بلوغ الدار الاخرة يعني الوصول الى الجنة فانه فضله وتركه احسن مع كونه مباحا اما اذا كان المباح ينفع في الوصول الى الجنة فانه نافع والله اعلم وصلى الله على محمد واله وسلم. يقول اعتمرت لابي مرتين الثانية كانت في شوال فهل لي ان اختار اي نوع؟ من انساك الحج؟ علما ان الحج لي لا فرق بين ان تكون العمرة لك او تكون العمرة لغيرك. يعني لاحد ميت اعتمرت عنه. فالحكم واحد كانك اعتمرت عن نفسك وانظر وفي خصوص هذه المسألة اذا كنت من اهل المدينة مثلا ذهبت الى مكة في شوال واعتمرت وعدت الى المدينة فان هذه العمرة قد انقطع حكمها وبالتالي لا اثر لها في نسك الحج اما اذا كنت رجعت الى غير بلدك كأن تكون اتيت افاقيا تكون افاقيا اتيت الى المدينة ثم ذهبت الى عمرة ثم ترجع الى المدينة تنتظر الى الحج ثم تذهب تحج فالان انت متمتع شئت ام ابيت انت متمتع صدقة في حقك انك جمعت بين عمرة وحجة في كفرة واحدة المقصود ان كون العمرة عن الاب او عن النفس لا فرق من حيث آآ تأثير ذلك في التمتع او عدم ذلك اذا اذا كنت من اهل المدينة وكانت العمرة لوالدك ثم رجعت الى بلدك عن المدينة فانت بعد ذلك مخير ان شئت تحج اه ان شئت ان تحج مفردا او متمتعا او قارنا الامر لك ما حكم من يزيد على اعمال البر على ما ورد في الشرع؟ كمن يخرج اكثر من النصاب تعبدا؟ ان اخرج اكثر من النصاب في الزكاة عبدا فان هذه الزيادة بدعة ليست من الشريعة والله جل وعلا اذا حدد حدا فانه يحب ان يتقيد به اذا جاءت الشريعة باخراج ربع العشر فاخرج ربع العشر ولا تزد الا اذا نويت الصدقة لا حرج بعض الناس يخرج مبلغا ويقول هذا الجزء الذي هو زكاة انا اخرجه بنية الزكاة وما زاد فهو صدقة تطوع هذا لا بأس به يقول اذا قام الشخص بترتيب ذكر يومي بعد الصلاة هل يكون احدث في الدين يعني اذا كان استحدث هو ذكرا من عند نفسه وداوم عليه وخصصه بما بعد الصلاة فان هذا حقيقة الاحداث. هذه هي البدع غالبا تكون البدع من هذا الجنس التي تسمى بدعا اضافية اصل العبادة مشروع وهو الذكر لكن الاحداث انما هو في التخصيص والتقييد مع المداومة تخصيص بهيئة تخصيص بعدد تقديس في زمان بمكان مع المداومة والمواصلة على هذا الامر هذا هو حقيقة البدعة لا سيما وان هذا الفعل ايضا فيه مضاهاة غير المشروع بالمشروع يعني كأن الانسان لسان حاله النبي صلى الله عليه وسلم حدد لنا اذكارا لنأتي بها بعد الصلاة وهذا الانسان يقول وانا ايضا احدد اذكارا كما حدد النبي صلى الله عليه وسلم فالتشريع ليس لك يا عبد الله انما هو لله جل وعلا ويبلغه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم يقول وصلت المدينة مساء الجمعة الماضي وغدا اسافر ان شاء الله بعد صلاة الظهر هل يجوز لي ان اجمع صلاة العصر مع الظهر هنا في الحرم ثم اسافر الذي يظهر انه ولا حرج انت مسافر بما انك مسافر عرفا فانت مسافر ولك انت تترخص باحكام السفر وهذا من من الخير لك ان تصلي بدل صلاة واحدة صلاتين فتفوز باجر الصلاة في المسجد النبوي في صلاة الظهر والعصر لا بأس به. لانك مسافر والله اعلم يقول جئت من بلدي الى المدينة قبل ايام واغلب الظن ان استقر فيها واريد العمرة ولكن اريد الذهاب الى جدة لغرض عمل وبعدها احرم من جدة. على كل حال لا فرق بين ان تكون قد نويت سكنا المدينة او عدم ذلك فلا فرق في اه كون ميقات ذي الحليفة بالنسبة لك الان كونك من اهل المدينة او من غيرها اذا كنت وصلتها لقول النبي صلى الله عليه وسلم هن هن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج والعمرة. وبالتالي فانت لا بد ان تحرم من هذا الميقات لابد ان تحرم من ذي الحليفة فابدأ بجدة وانت محرم واقضي اشغالك ثم اذهب الى مكة او ابدأ بمكة وانهي العمرة ثم اذهب الى جدة او اذهب الى جدة وانهي ما تريد ثم عد الى هذا الميقات الذي تركته واحرم. واذهب الى مكة ليس لك الا ان تفعل واحدا من هذه الصور الثلاثة ما حكم سد الفرج في الصلاة؟ لا شك انه واجب. يجب على المصلين ان يسدوا ان يسدوا الفرج في صفوفهم. وهذا مما جاء الامر به في الشريعة والشيطان يتخلل بين الصفوف فعلى الانسان ان يسد هذه الثغرات. مروره بين المصلين يؤثر في خشوعهم لله سبحانه وتعالى في الصلاة ما حكم من اذا بينت له مسألة في الدين يقول اترك الرسول صلى الله عليه وسلم جانبا واتني بدليل من كتاب الله اعوذ بالله كلمة من كرة وقبيحة كيف يقول اترك النبي صلى الله عليه وسلم جانبا هذا فيه سوء ادب مع النبي صلى الله عليه وسلم هذا اولا وثانيا ماذا يريد ايريد انه لا يقبل حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا امر خطير ومن اعتقد ان دين الله عز وجل لا يؤخذ من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو كافر بالله باجماع المسلمين وقد علمنا سابقا انه لا تنفع احدى الشهادتين الا بالاخرى من اتى باشهد ان لا اله الا الله دون اشهد ان محمدا رسول الله والله لا تنفعه كما ان من اتى باشهد ان محمدا رسول الله دون اشهد ان لا اله الا الله لا تنفعه. وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة. يجب ان يفهم هذا فالذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما جاء في كتاب الله عز وجل من حيث لزوم التعبد لله عز وجل به لا فرق بين ما جاء في الكتاب وبين ما جاء في السنة من هذه الجهة فهذا الاخ ينبغي ان يبين له انه على خطر. واخشى ان تكون وردت عليه شبهة من شبه اهل الضلال القرآنيين او من يسمى بالقرآنيين في هذا العصر. الذين يزعمون انهم لا يأخذون الا بكتاب الله ويطرحون سنة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلا. لا يرون حجيتها. وهذه فرقة كافرة باجماع المسلمين. فعلى هذا الاخ ان يناصح الاخ لعله يرجع عن هذا القول يوجد مسجد قريب من البيت ومسجد بعيد هل من السنة ان اذهب الى الاقرب ام الابعد قد علمت حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو ان اعظم ان اعظم لاجرك ان يكون المسجد ابعد الا لمعارضة امر ارجح الا لمعارضة امر ارجح يعني اذا كان الانسان يقصد في اه آآ صلاته في مسجده القريب حصول تعاون على البر والتقوى مثلا مع جيرانه ومواصلتهم ونحو ذلك من هذه المصالح الشرعية فصلاته في المسجد القريب افضل. اما اذا استوى الامران فلا شك ان صلاته في المسجد البعيد اكثر اجرا في ذلك اه يقول هل من الممكن ان تعيد لنا مثالي السبب والجنس؟ قلنا اذا كانت الشريعة رتبت عبادة على سبب معين ليس لنا ان نحدث سببا اخر مثال ذلك ان تكون الشريعة قد حددت آآ دخول وقت معين او حددت حصول امر معين على عبادة ما رتبت الشريعة عبودية اراقة الدم في العقيقة على سبب. وهو ان يرزق الانسان آآ ذرية يرزق ابنا او ابنة فهذا سبب رتبت الشريعة عليه عبادة فلو قال قائل انا ارتب ايضا عبادة وهي انني اريق الدم تقربا لله جل وعلا اذا اه حصل لي كذا وكذا وظيفة او مال او نحو ذلك. لاحظ ان التقرب هنا باراقة الدم تقربا لله جل وعلا هذا ليس بمشروع اما اذا كان المقصود اللحم وهو انه يتصدق باللحم لله جل وعلا فهذا الامر فيه واسع. اما التعبد باراقة الدم في سبب معين. فان هذا ليس له ان يفعله الا لما جاء في كذلك اذا جاءت الشريعة بجنس معين انه يؤخذ منه او يفعل منه التعبد. جاءت الشريعة في الاضحية بان تكون من بهيمة الانعام من الابل والغنم فاتى الانسان جنس بشيء اخر كأن يأتي مثلا نعامة او يأتي فرس او يأتي آآ بدجاج مثلا يذبحه اضحية فنقول هذا خالف الشريعة في الجنس الذي حددته في اداء عبادة هل يجوز هذه النسبة الحليم؟ لا بأس به. لانه يجوز اصلا تسمية الانسان بحليم. هذا من الاسماء التي يجوز التسمية بها فلا يظهر ان شاء الله ان في ذلك آآ اثرا والله تعالى اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه