الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ احمد بن علي المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد. الصنف الثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا. والتقلل منها غاية الامكان واطراح الاهتمام بها. وعدم الاكتراث لما هو من ثم هؤلاء قسمان فعوامهم ظنوا ان هذه غاية فشمروا اليها وعملوا عليه. فشمروا اليه وعملوا عليه وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة. فرأوا الزهد في الدنيا غاية كل عبادة ورأسها. وخواصهم او هذا مقصودا لغيره وان المقصود به عكوف القلب على الله تعالى والاستغراق في محبته والانابة اليه والتوكل عليه اشتغال بمرضاته فرأوا افضل العبادات دوام ذكره بالقلب واللسان. ثم هؤلاء قسمان فالعارفون اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم. والمنحرفون منهم يقولون المقصود من القلب جمعيته. فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم يلتفت اليه ويقولون يطالب بالاوراد من هو غافل فكيف بقلب كل اوقاته ورد ثم هؤلاء ايضا قسمان منهم من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته. ومنهم من يقوم بها ويترك السنن والنوافل تعلم العلم النافع لجمعيته والحق ان الجمعية حظ القلب واجابة داعي الله حق الرب. فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس من العبادة في شيء. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه سلم تسليما كثيرا اما بعد فكان الحديث قد توقف بنا في درس البارحة عند الكلام عن الصنف الثاني من اهل العلم الذين فضلوا الزهد في الدنيا والتجافي عنها على غيره من الاعمال ووقفنا عند كلمة حسنة للامام احمد رحمه الله بين فيها ان الزهد على ثلاثة اوجه الوجه الاول الزهد في الحرام قال وهذا زهد العوام وقد يستعمل اهل العلم كلمة الزهد في اجتناب المحرم وان كان الاكثر على ان الزهد يتعلق بغير ذلك يعني بالصنفين او بالوجهين الاخرين لكن هذا الزهد لا شك انه امر واجب سمي زهدا او سمي اجتنابا للحرام المقصود ان هذا القدر قدر لابد منه وواجب على جميع الناس ولكن مراد الامام احمد رحمه الله ان هذا القدر هو الذي وقف عنده العوام وما زادوا عليه والوجه الثاني هو الزهد في فضول المباحات وعرفنا ضابط فضول المباحات وهو كل مباح لا ينفع في الدار الاخرة يعني لا يوصل الى الجنة ولا يكون سببا في تحصيلها فانه من فضول المباحات وفضول المباحات تركها اولى واما الوجه الثالث قال فهو الزهد في كل ما يشغل عن الله وهذا زهد العارفين فالزهد الثاني وصفه بانه زهد الخواص واما الزهد الثالث فهو زهد العارفين يعني ان يتشاغل الانسان عن كل شيء الا عن ربه جل وعلا وبالتالي فكل ما يصد عن الوصول اليه سبحانه فلا شك ان الزهد فيه مطلوب وهذا شأن اهل التقوى والصلاح قيل لبعضهم ما الزهد قال ان ينتقل القلب من الاشياء الى رب الاشياء يعني الا يكون القلب معلقا بشيء من الاشياء بل ان يكون القلب معلقا بالله سبحانه وتعالى وهل هذه المرتبة هم اهل درجة تحقيق التوحيد المستحب الذين مضى الحديث فيهم ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فهذا كان بالله وكان كل عمله في الله مستعين بالله افعاله كلها راجعة الى مرضاته سبحانه وتعالى فهذا هو الزهد الذي ينفع صاحبه. هذه هي الدرجة العليا التي ينبغي ان يشمر اليها المشمرون مسألة الزهد في الدنيا مسألة فيها كلام طويل ومباحث متفرعة عند اهل العلم وبين من يحث وبين من آآ يكون دون ذلك والتحقيق في ذلك ان الزهد في الدنيا بمعنى اجتناب بهجتها وزينتها واموالها والتخلي عن ذلك هذا من حيث هو ليس مطلوبا لذاته وليس ثمة حث عليه من حيث هو انما الزهد في هذه الفضول مطلوب شرعا لاجل غيره لا لذاته بمعنى ان هذه الدنيا بمفاتنها وزينتها ربما تكون حجر عثرة امام العبد في طريق عبوديته لله جل وعلا فالتخفف من ذلك والتجافي عنه لا شك انه مطلوب شرعا فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب وما لا يتم المستحب الا به فهو مستحب اذا الدنيا من حيث هي لا تذم انما تذم من حيث كونها تصد عن الله سبحانه وتعالى وبالتالي متى ما كانت الدنيا تصد عن الله جل وعلا كان المطلوب شرعا تركها ومتى ما كانت الدنيا تقرب الى الله جل وعلا كان المطلوب شرعا القرب منها اذا هي وسيلة ان كانت وسيلة الى غير الله كان المشروع في حق المسلم ان يتجافى عنها. والا فاذا كانت تقربه الى الله جل وعلا. فانه يطلب منه يشرع منه ان يكون قريبا منها اذا كان تحصيل المال اذا كان اكتساب التجارات سببا يقرب الى الله جل وعلا فينفق في سبيل الله ويغاث الملهوف ويجاهد في سبيل الله جل وعلا حينئذ تكون هذه الدنيا مطلوبة لكن المطلوب ايضا ان تكون في اليد لا ان تكون في القلب وهذا هو محل الابتلاء والامتحان الدنيا كما ذكرت ليس مطلوبا التخلي عنها من حيث هي بل هذا غير ممكن اصلا ان يتخلى الانسان عنها من كل وجه لكن المطلوب ان تسخر في سبيل الله جل وعلا وهذا لا يكون الا اذا كانت في اليد لا في القلب وما احسن المثل الذي ضربه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله للمال قال المال بمنزلة الخلاء بمنزلة دورة المياه لا احد يستغني عنه ومع ذلك لا يتعلق لا يتعلق القلب به. لا احد قلبه معلق بالخلاء مع كونه ماذا لا يستغني عنه هو محتاج اليه. حتى اذا احتاج ان يصلحه وان ينشغل به بعض الشيء فهو كما هو محتاج الى ان يصلح الخلاء لانه محتاج اليه ولابد ان يكون صالحا فالمقصود اذا ان يكون المال ان تكون هذه الدنيا بهذه المثابة. في يد الانسان يطلبها لاجل حاجته اليها ولاجل انها وسيلة لتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى. اما وهو فقط عند حد تركها وان يكون القصد الاجتناب ثم لا شيء بعد ذلك فهذا ليس مطلوبا شرعا. ولم يكن هكذا حال النبي صلى الله عليه وسلم. ولا كان هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم من كان غنيا بل بل بل منهم من كان غنيا جدا كعثمان رضي الله عنه. ومنهم من كان فقيرا كابي هريرة رضي الله عنه وهذا وذاك كلاهما كانت الدنيا من حيث قربها او بعدها ليس عندهم شيئا مقصودا انما المقصود القرب من الله تبارك وتعالى. هذا هو الذي ينبغي ان يكون عليه حال المسلم هؤلاء الذين قالوا ان الزهد في الدنيا هو افضل الاعمال ذكر المؤلف انهم انقسموا الى قسمين منهم من ظن ان الزهد في الدنيا غاية ومنهم من ظن ان الزهد في الدنيا وسيلة اما الذين جعلوا الزهد في الدنيا غاية فلا شك انهم مخطئون الغاية نيل رضا الله سبحانه وتعالى. وليس ترك المباحات والزهد في الدنيا اما الذين رأوا انه وسيلة لغيره فهؤلاء ايضا منقسمون منهم من رأى ان المقصود عقوف القلب على الله جل وعلا والمقصود الاستغراق في محبته والانابة اليه ولكنهم اذا جاء امر الله سبحانه وتعالى فانهم يبادرون اليه ولا يقفون عند هذا الحد يعني ان الذين اثروا الزهد والعزلة وترك الخلطة لاجل ان تحصل لهم الجمعية هذا اللفظ الذي استعمله ابن القيم رحمه الله وتابعه عليه المؤلف المراد به عكوف القلب على الرب جل وعلا والخلوة بذكره هذا هو مقصودهم بكلمة الجمعية او جمعيتهم على الله جل وعلا عكوف القلب على الله عز وجل والخلوة بذكره و هؤلاء منهم من رأى ان يخلو بربه جل وعلا ويأنس بذكره وبدعائه وبالتأمل في صفاته في اياته الكونية والشرعية لكن اذا عارض هذا امر الله جل وعلا كان يأتي الامر بالصلاة او يأتي الامر ب واجب الجهاد او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او اتباع الجنائز او نحو ذلك بادروا اليه واقبلوا عليه ورأوا ان هذا لا ينبغي ان يقدم عليه هذا الانس وهذه الخلوة قال فالعارفون اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم اما الصنف الثاني فهم المنحرفون هم الذين قالوا المقصود من القلب جمعيته فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم يلتفت اليه ولا شك ان هذا انحراف وهذا استيلاء من الشيطان عليهم المقصود هو اجابة داعي الله سبحانه وتعالى. سواء كان هذا في الخلوة او كان هذا في الاختلاط بالناس؟ اكان هذا حال الجمعية او كان حال حصول آآ اللقاء بعباد الله المقصود ان الانسان يدور مع امر الله سبحانه وتعالى حيث كان ولذا سأل بعضهم احد العلماء عن كونه يكون في جمعيته فيأتي نداء الصلاة يأتيه الامر باجابة داعي ربه جل وعلا ايجيب ام لا فقال اجب ولو كنت تحت العرش لو كنت في اقرب مكان الى الله سبحانه وتعالى تحت عرشه في ذاك الملكوت العظيم ثم جاءك النداء بالصلاة باجاءة باجابة داعي الله جل وعلا واجب عليك ان تجيب وهذا فرقان بين اهلي الايمان والتقوى واهل الهوى والبدعة اهل الايمان والتقوى غايتهم ان يصلوا الى رضا الله سبحانه وتعالى اما هؤلاء وان تزيوا وان تزينوا فغايتهم تحقيق اهواء في انفسهم. وهذا ما بينه المؤلف رحمه الله والحق ان الجمعية حظ القلب واجابة داعي الله حق الرب فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس من العبادة في شيء. هذه هذه هي الخلاصة في هذه المسألة والله تعالى اعلم قال رحمه الله الصنف الثالث رأوا ان افضل العبادات ما كان فيه نفع متعد فرأوا افضل من فرأوه افضل من النفع القاصر فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدتهم بالجاه والمال والنفع افضل. لقوله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله واحبهم الى الله انفعهم لعياله. نعم هذا صنف ثالث من آآ اصناف اهل العلم الذين اختلفوا في الافضل من الاعمال قال هؤلاء الافضل من الاعمال الصالحة ما كان متعديا لا ما كان قاصرا المتعدي هو الذي يصل نفعه الى الغير. والقاصر الذي يقصر او الذي يقتصر نفعه على الفاعل فحسب الذكر مثلا تلاوة القرآن الصيام الصلاة عبادات قاصرة اما الجهاد والامر بالمعروف والرباط واغاثة الملهوف ونحو ذلك فهذه عبادات متعدية قالوا المتعدي افضل من القاصر وهذه قاعدة صحيحة في الجملة الاصل ان المتعدي افضل من القاصر وذلك لان الاجر المترتب على المتعدي لا ينتهي بانتهاء العمل بل انه يستمر ويكون هذا العمل سببا لتحصيل ثواب ولربما كان هذا العامل تحت التراب ولذا تجد في النصوص الشرعية اشارات تدلك على هذا في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه الصيام عمل قاصر والرباط في سبيل الله على ثغور المسلمين هذا عمل متعدد مصلحته مصلحة عامة فكانت ليلة او كان يوم واحد في هذا العمل المتعدي خيرا من صيام وقيام شهر كامل كذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند الترمذي وابي داوود وغيرهما قال الا ادلكم بما هو افضل من درجة الصلاة والصيام قالوا بلى يا رسول الله. قال اصلاح ذات البين فان فساد ذات البين الحارقة فالصلاة والصيام درجة من الطاعة عظيمة ولكنها قاصرة اما اصلاح ذات البين فانها درجة متعدية. وبالتالي فهي افضل بمنطوق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم لكن تنبه هنا الى ان هذه القاعدة مقيدة بضابطين اولا ان تفضيلا المتعدي على القاصر عند اتحاد الرتبة يعني تساويا في الرتبة هذا مستحب وهذا مستحب فتقديم المتعدي على القاصر افضل اما مع تفاضل الرتبة من حيث الاهمية في الشريعة. فلا شك ان الواجب مقدم على المندوب ولو كان قاصرا وبالتالي فمتى ما تعارض تحصيل واجب قاصر مع مندوب متعد ما الذي يقدم الواجب ولو كان قاصرا فاذا جاء مثلا وقت صلاة الفريضة فتعارض هذا مع الصدقة النافلة مثلا او مع عيادة مريض فما الذي ينبغي ان يقدم الصلاة الواجبة دون شك اذا هذا قيد لابد من مراعاته في هذه القضية الامر الثاني ينبغي ان يراعى ايضا ضابط مهم عند اهل العلم وهو تقديم ما يخشى فواته على ما لا يخشى فواته وبالتالي متى ما تعارض عندنا عمل صالح قاصر لكن يخشى فواته مع عمل صالح متعد لا يخشى فواته. فما المقدم ما يخشى فواته مثال ذلك الاذكار بعد الصلاة عمل صالح قاصر ولكنه مؤقت له وقت معين. متى بعد الصلاة وهناك عمل صالح متعد ولكن وقته متسع يمكن ان يؤدى بعد ذلك فما الذي يغم؟ فما الذي ينبغي عليك ان تفعله ان تقدم المؤقتة على الموسع او ما يخشى فواته على ما لا يخشى فواته. وعلى هذا يمكن ان يتنزل الحديث الذي ذكرناه في درس امس وهو حديث اهل الدثور لما شكى الفقراء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب اهل الدثور. يعني الاموال بالدرجات والاجور يصومون كما نصلي ويصلون كما يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلي. ولهم فضول اموال يتصدقون بها ولا نتصدق فقال النبي صلى الله عليه وسلم افلا ادلكم على عمل تسبقون به من بعدكم وتدركون به من قبلكم وتحمدون وتكبرون دبر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تلاحظ ان هذه عبادة قاصرة قدمت على عبادة ماذا؟ متعدية نظرا لماذا لانها مؤقتة لانها مقصورة على وقت معين ولا يخشى فوات تلك الامور وبالتالي فالذي يقدم ما يخشى فواته يكون قد حصل ماذا العملين اليس كذلك؟ بعكس الذي قدم الذي لا يخشى فواته فان ذاك يذهب وقته على كل حال في باب المفاضلة بين الاعمال الصالحة تنبه الى ان كلام اهل العلم انما يتعلق بحال المزاحمة يتعلق بماذا بحال المزاحمة. اما مع عدم المزاحمة فان قواعد التفاضل بين الاعمال غير واردة بمعنى يتحدث اهل العلم على ان هذا افضل من هذا في حال ماذا في حال ازدحام الوقت اما هذا واما هذا. فما الذي ينبغي ان يقدم؟ هذا هو الباب الذي ينبغي ان يكون عند العابد فقه فيه فيقدم الفاضل على المفضول. اما مع اتساع الوقت وامكان تحصيل كلا الامرين فان الامر حينئذ لا يحتاج او لا يحتاج فيه الى البحث في هذه المسائل لاننا نقول افعل العمل القاصر وافعل العمل المتعدي والحمد لله الامر في ذلك واسع والحمد لله. انما تحصل الحاجة الى هذه القواعد والضوابط عند اهل العلم في حال المزاحمة في حال تقديم او اه توقف اه الانسان امام عملين فايهما يقدم ولا يمكنه الجمع بينهما. والله جل وعلا اعلم يدل على هذه القواعد وقد ذكر المؤلف جملة من الادلة على ذلك وهو حديث آآ انا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله واحبهم الى الله انفعهم لعياله لكن هذا الحديث ضعيف بل جدا لكن ثبت معناه في احاديث اخرى عن عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مخرج اه مخرجة في عدد من كتب الحديث كالطبراني وغيره وكلها تدل على ان اه خير الناس انفعهم للناس فهذه الاحاديث بضمها الى بعض يدل ذلك على ان لها اصلا وبعض اهل العلم حسن تلك الاحاديث. فخير الناس انفعهم للناس الشريعة كلها تدل على هذا المعنى. نعم قال رحمه الله قالوا وعمل العابد قاصر على نفسه وعمل وعمل نفأه وعمل النفاع متعد الى الغير فاين احدهما من الاخر ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجر من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. فقال ان الله وملائكته يصلون على معلم الخير. وقال ان العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها قالوا وصاحب العبادة اذا مات انقطع عمله وصاحب النفع لا ينقطع عمله ما دام نفعه الذي تسبب فيه. وهذا مما ينبغي ان يحث المسلم على ان يحرص على الاعمال المتعدية لان حسنات صاحب العمل المتعدي قد تكون في ازدياد ولو كان تحت التراب ارأيت الى العالم الذي ترك علما ينتفع به تركه في تلاميذه تركه في مصنفاته تركه في دروسه المسموع ثم مات ولم تزل الاجيال ولم يزل الناس يستفيدون هذا يستفيدون من هذا العلم ما شاء الله ان يستفيدوا فان هذا كله مدون في حسنات هذا العالم ان كان اخلص لله سبحانه وتعالى ولذلك انظروا نحن نقرأ الان في كتاب عالم توفي قبل نحو ست مئة عام ولم نزل نستفد ولم نزل اه لم نزل نستفيد ولم نزل نأخذ وننهل من كلام هذا العالم وامثاله من اهل للعلم اذا اين حسنات العالم الصالح من حسنات غيره اين حسنات المالك العادل الملك العادل من حسنات غيره اين حسنات المجاهد الصادق من حسنات غيره. اين حسنات المحسن الباذل من حسنات غيره فحسنات هؤلاء حسنات كثيرة وحسنات وفيرة واجرها عند الله سبحانه وتعالى آآ اجرها عند الله سبحانه وتعالى عظيم. فهذه الحسنات المتعدية الاصل فيها انها اعظم وثوابها ثواب اجزل بعكس العبادة القاصرة التي ينتهي ثوابها او ينقطع ثوابها بانقطاع العمل. نعم قال رحمه الله والانبياء عليهم الصلاة والسلام انما بعثوا بالاحسان الى الخلق وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم. لم يبعثوا بالخلوات والانقطاع. ولهذا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على اولئك النفر الذين هموا الذين هموا بالانقطاع والتعبد وترك بمخالطة الناس ورأى هؤلاء ان التفرق لنفع الخلق افضل من الجمعية على الله بدون ذلك. قالوا ومن ذلك العلم والتعليم ونحو هذه ونحو هذه الامور الفاضلة نعم الانبياء عليهم الصلاة والسلام لما بعثوا الرسالة و امرهم الله عز وجل ان ينذروا وان يأمروا وان يعلموا ما اتوا بالانقطاع والخلوة والجمعية والعكوف انما برزوا للناس فدعوا الى الله سبحانه وتعالى وهكذا ينبغي ان يكون حال اتباعهم قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فهذه سبيل اتباع الانبياء عليهم الصلاة والسلام ولذا كان العلماء ورثة الانبياء وهذا كله لا يتوافق مع ما مضى عليه اصحاب هذا الرأي. ولذا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على اولئك الذين رجح رأيهم ان ينقطعوا. كالذي قال لا اتزوج النساء ينقطع ويخلو بربه جل وعلا ولا يتزوج فالنبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم وتبقى في مسألة الخلطة تنبيهات سيأتي الحديث عليها في كلام المؤلف القادم ان شاء الله. نعم قال رحمه الله الصنف الرابع قالوا افضل العبادة العمل على مرضات الرب سبحانه واشغال كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته هؤلاء الذين فازوا بالقول الصواب ان الصواب في افضل الاعمال هو اشغال كل وقت بما هو الافضل فيه بما هو مشروع فيه. فكل وقت من الاوقات وحال من الاحوال خصه الله جل وعلا بعبادة معينة اشغال النفس في هذا الوقت وفي هذه الحال بهذه بهذه العبادة المعينة افضل من اشغالها بغيرها وبالتالي فلا يطلق ان عملا معينا هو الافضل على الاطلاق. من هذه الاعمال التي يختلف اهل العلم في التفضيل اينها؟ بل هذا العمل في وقته افضل من غيره. والنظر هنا نظر الى التعيين. لا نظر الى انسي العمل الصالح فالمفضول في وقته افضل من الفاضل في غير وقته. هذا الذي يريد ان يصل اليه المؤلف رحمه الله. المفضول في وقته افضل من الفاضل في غير وقته. قد ينظر اهل العلم في مسائل من حيث النظر الى جنس العبادات فبعضها من حيث النظر العام افضل من بعض لكن بحثنا هنا بحث عملي ماذا عند العمل عند التطبيق اي ذلك اقدم؟ هذا نظر اخر. هذا اجتهاد اخر. فربما كان في النظر العام العمل مفضول لكنه في وقته افضل من غيره. مثال ذلك. تلاوة القرآن جنسها افضل من جنس التسبيح وبقية الاذكار في الجملة قراءة القرآن افضل من التسبيح ولكن في ادبار الصلوات ما الافضل هل الافضل انني اذا سلمت افتح المصحف واقرأ؟ لان تلاوة القرآن جنسها افضل من جنس بقية الاذكار او الافضل ان انشغل بالاذكار الان هذا هو المطلوب لما؟ لانه مفضول في وقته. والمفضول في وقته افضل من الفاضل في غير وقته فهذه هي الخلاصة المهمة التي ينبغي ان نصل اليها البحث في التفضيل بين اجناس العبادات شيء والبحث في العمل والتطبيق شيء اخر. نعم قال رحمه الله فافضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد. وان ال الى ترك الاوراد من صلاة الليل وصيام النهار. بل من ترك اتمام صلاة كما في حالة الامن. نعم. ولذلك صلاة الخوف فيها من التسهيل في اعمال الصلاة ما ليس واردا في اوقات الامن وذلك لضرورة الحال ولان الوقت وقت جهاد فالجهاد في وقته لا شك انه افضل من غيره من هذه العبادات الاخرى كصيام تطوع كصلاة نافلة كقيام ليل كتلاوة قرآن الى غير ذلك لكن تنبه ان كلام اهل العلم عن الجهاد الشرعي عن الجهاد الشريف عن الجهاد العظيم لا هذا الجهاد الذي ربما بعض الناس اليوم يرفع شعاره وهو بعيد مع الاسف الشديد عن الجهاد الذي جاء به الاسلام الاسلام جاء بجهاد واضح المعالم جاء به هاد ذي مروءة جهاد شريف نظيف ليس بجهاد الخيانة متى كان قتل النفوس المعصومة جهادا في سبيل الله متى كان سل السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم جهادا في سبيل الله متى كان تفجير الانفس وقتل المصلين في بيوت الله. وتلطيخ المصاحف بالدماء جهادا في سبيل الله هذا ليس جهادا في سبيل الله هذا جهاد في سبيل الشيطان. الاسلام اسمى من ذلك. وارفع من ذلك وكم شوه هذا الجهاد المزعوم سمعة الاسلام وصد عن سبيل الله وهذا شيء معروف بل وملموس لمس اليد ليس هذا هو الجهاد في سبيل الله. انظر هذه الصورة المشرقة لرحمة الاسلام ولعدل الاسلام وللمروءة التي يدعو اليها الاسلام في صحيح البخاري في قصة البعث الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة انفس فكمل لهم المشركون قرب مكة صعدوا الى جبل او مرتفع ثم رمى بعضهم هؤلاء المشركون فقتلوهم ونزل ثلاثة منهم الى هؤلاء المشركين واستأسروا لهم ثم قتلوا واحدا منهم في الطريق فبقي اثنان ومنهم خبيب ابن عدي الانصاري رضي الله عنه المهم انهم اخذوه هو وابن الدفنة رضي الله عنه باعوهما في مكة. فكان نصيب خبيب لبني الحارث ابن عامر وكان قد قتل اباهم في يوم بدر وضعوه في بيت من بيوتهم وسلسلوه بالحديد ثم لما اجمعوا على قتله طلب موسى او حديدة يستحد بها يتنظف ويتجهز لملاقاة ربه فكان اندب صغير صبي صغير دب اليه فاخذه واجلسه على فخذه اصبح الطفل الان على فخذه ولموسى في يده فدخلت الام ام هذا الصبي فرأته ففزعت صبي صغير عنده والموسى بيده وبعد قليل سيقتل. ما الظن وقع في نفسها انها انه سيقتله فلما رأى الفزع في وجهها قال اتظنين اني اقتله لا افعل ذلك ان شاء الله انظر الى مروءة الاسلام والى رحمة الاسلام والى عدل الاسلام هذا ابن لهؤلاء المشركين لهؤلاء الظالمين ولكن لا ذنب له فلماذا يقتل قال لا افعل ان شاء الله هذه اخلاق الاسلام اسلام عادل لا يظلم فيه احد ولا يجار فيه احد فان هذا الجهاد الذي يفعله بعض الناس اليوم فيقتلون بالظنة ويقتلون بغلبة الظن ويقتلون بما يظنونه مصلحة وربما دخلوا على اهل بيت فقتلوهم جميعا. خشية ان يخرج احد منهم اذا كبر فيثأر منهم الى غير ذلك مما يسمع عن حال هؤلاء. اذا اذا تكلم اهل العلم عن الجهاد فالمقصود الجهاد الشرعي الذي استجمع شروطه الذي يتوافق ومقاصد الشريعة واخلاقه. نعم قال رحمه الله والافضل في وقت حضور الضيف القيام بحقه والاشتغال به. لا شك فان القيام على الضيف من الايمان والنبي صلى الله عليه وسلم امر بذلك وحث عليه في احاديث كثيرة. فاذا نزل الضيف بالمسلم كان القيام بحقه اولى من الانشغال بغير ذلك من العبادات الاخرى التي هي فاضلة في وقتها. لكن في هذا الوقت الانشغال بالضيف واكرامه اولى من غيره قال رحمه الله والافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء. نعم. والافضل في وقت الاذان ترك ما هو فيه من الاوراد والاشتغال باجابة المؤذن. لا شك فان هذا هو الوقت المناسب لهذه العبادة ان يردد الانسان مع المؤذن ويقول الامر المشروع في حقه وكم نغفل يا اخواني عن هذه القضية العظيمة يترك الانسان ما بيده وينشغل المؤذن وبالتالي يحصل على هذه الاجور العظيمة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الاجور الحق انها تأخذ اللب والله مع انها كلمات يسيرة لكن فضلها عظيم جدا ومع ذلك فالغفلة عن هذا الامر عظيمة. في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال المؤذن الله اكبر الله اكبر فقال العبد الله اكبر الله اكبر الى اخر الحديث. قال النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة اذا قال فقط هذه الكلمات ردد وراءه وهو يقول مثلما يقول كانت النتيجة ماذا دخل الجنة ايضا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري وغيره اذا سمعتم المؤذن فقولوا اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمد الوسيلة والفضيل والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ما النتيجة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم حلت له شفاعتي يوم القيامة اي فضل هذا بسبب كلمات يسيرة ربما نضيعها ونحن نتفكه بالحديث او ربما تكلمنا بما لا ينبغي في هذا الوقت انظر ايضا الى ما اخرج الامام مسلم وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع المؤذن او من قال حين يؤذن المؤذن اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام وبالاسلام دينا غفر له ذنبه كلمات يسيرة نتيجتها فضل عظيم غفر الله له ذنبه. ومن هذا الذي هو غني عن مغفرة ذنوبه من الله سبحانه وتعالى اذا هذا لا شك انه احسن ما تفعل في هذه اللحظات نعم قال رحمه الله والافضل في اوقات الصلوات الخمس الجد والاجتهاد في ايقاعها على اكمل الوجوه. والمبادرة اليها في اول الوقت والخروج الى المسجد وان بعد لا شك الصلاة افضل الاعمال البدنية و تاركها تارك للاسلام فالعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن تركها فقد كفر والصلاة في جماعة واجبة وفي صحيح مسلم جاء اعمى الى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في ان لا يصلي في المسجد فقال صلى الله عليه وسلم اتسمع النداء؟ قال نعم. قال فاجب فدل هذا على ان صلاة الجماعة امر واجب. اذا افضل الاعمال اذا حل وقت الصلاة ان يبادر الانسان في جماعة نعم قال رحمه الله والافضل في اوقات ضرورة المحتاج المبادرة الى مساعدته بالجاه والمال والبدن. لا شك فالله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه اذا كان اخوك في حال شديدة وبحاجة الى من يقف معه فان المبادرة الى اسعافه لا شك ان ذلك في هذا الوقت افضل من الانشغال بغيره بغيره مما هو دونه في الفضل. نعم والافضل في السفر مساعدة المحتاج واعانة الرفقة. وايثار ذلك على الاوراد والخلوة نعم. والافضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره. والعزم على تنفيذ اوامره اعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك. لا شك ان هذا هو هو المقصود من تلاوة القرآن قصدا اوليا كتاب انزلناه اليك مبارك لم ليدبروا اياته فهذا هو الحكمة من تلاوة كتاب الله جل وعلا ان يصل الانسان الى التدبر وما احسن هذه الكلمة قال والهمة على تدبره والعزم على تنفيذ اوامره اعظم من جمعية القلب من جمع الهمة والتفكير و الحرص على فهم الكلام من من جاءه كتاب من السلطان ارأيت لو جاءك كتاب رسالة من الملك من رئيس الدولة يطلب فيها منك اشياء كيف تنظر اليها تأخذها باطراف اصابعك وتقرأها وانت غافل عنها ولا تبالي بها؟ ام تأخذها باهتمام وحرص؟ وتحاول ان تستجمع فكرك حتى تفهم ماذا يريد هذا فتأتي به على وجهه فكيف بكلام ملك الملوك سبحانه وتعالى الذي انزله واراد منك ان تتدبره ثم ان تعمل بما فيه ينبغي ان يكون اهتمامنا بتلاوة القرآن اعظم من هذه السورة التي ذكرها المؤلف نعم قال رحمه الله والافضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر. لا شك في حال الوقوف بعرفة افضل ما تفعل هو ان تجتهد في الدعاء والذكر. النبي صلى الله عليه وسلم فيما بين الظهر الى المغرب يعني قرابة كم ساعة خمس ست ساعات كل ذلك الوقت كان رافعا يده صلى الله عليه وسلم يدعو ويذكر من يطيق هذا كل هذا الوقت النبي صلى الله عليه وسلم كان مستغرقا فيه بالدعاء والذكر لان هذا هو افضل ما يكون واحسن ما يكون في هذه اللحظات. وهكذا ينبغي ان يكون المسلم اذا وفقه الله جل وعلا الى الوصول الى تلك العرصات عظيمة نعم قال رحمه الله والافضل في ايام عشر ذي الحجة الاكثار من التعبد لا سيما التكبير والتهليل والتحميد وهو افضل من الجهاد غير المتعين نعم كما في الصحيح وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله؟ الا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشيء فدل هذا على ان العمل الصالح في العشر افضل من غيره ويتأدب ويتأكد العمل الصالح ويزداد اجره ايضا في حال غفلة الناس عنه وما اكثر الغفلة عن هذه الاوقات العظيمة التي ربما آآ يوفقنا الله عز وجل لبلوغها ونسأل الله ذلك بعد وقت يسير بعد مرور ايام ربما يمد الله عز وجل في اعمارنا ونصل اليها. هذه اوقات عظيمة كثير من الناس او اكثرهم في غفلة عنها والعبادة في اوقات الغفلات لا شك انها افضل من غيرها. نعم قال رحمه الله والافضل في العشر الاواخر من رمضان لزوم المساجد والخلوة فيها مع الاعتكاف. والاعراض عن مخالطة الناس والاشتغال به حتى انه افضل من الاقبال على على تعليمهم العلم واقرائهم القرآن عند كثير من العلماء نعم العشر الاواخر من رمضان محل للطاعة والاجتهاد وللذكر والقيام فالاشتغال بذلك الاصل انه انفع من غيره وافضل من غيره ما لم يزاحم ذلك عمل يخشى فواته. نعم قال رحمه الله والافضل في وقت مرض اخيك المسلم او موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوة وجمعيتك في حال مرض اخيك المسلم المشروع في حقك ان تبادر الى عيادته وطائفة من اهل العلم ترى ذلك من فروض الكفايات لو ترك المسلمون جميعا عيادة هذا المريض مع علمهم به مع علمهم به اثم هؤلاء العالمون بحاله جميعا فالشأن في عيادة المريض شأن عظيم وهو حق احقه الله عز وجل على المسلم لاخيه وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم ست ومنها اذا مرض فعده واذا مات فاتبعه ففي حال المرض مرض المسلم فان افضل ما يفعل في هذه الحال ان يعاد كذلك اذا مات اخوك المسلم فاتباع جنازته والقيام على تكفينه لا شك ان هذا افضل ما ينبغي عليك ان تفعله في هذا الوقت. نعم قال رحمه الله والافضل في وقت نزول النوازل واذى الناس لك اداء واجب الصبر مع خلطتك لهم. والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم افضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم فخلطتهم في الخير افضل من عزلتهم فيه. وعزلتهم في الشر خير من خطتهم فيه. فان علم انه اذا خالطهم فان علم احسن الله اليك. فان علم انه اذا خالطهم ازاله وقلله فخلطتهم خير من اعتزالهم. هذا كلام من احسن الكلام واخصم في مسألة تفضيل العزلة على الخلطة او العكس. فخلطة الناس في الخير خير من اعتزالهم في الخير واعتزالهم في الشر خير من خلطتهم في الشر. الا في حال واحدة وهي انه اذا خالطه وفي الشر خففه او ازاله بالكلية فان خلطته لهم في هذا اولى بشرط الا يعود الشر عليه اما اذا كان يعلم انه يعود عليه شيء من الشر فالسلامة لا يعد لها شيء اما اذا كان اه يعلم من نفسه انه لا يتأثر ولا يحصل له آآ ضعف امام هذا الشر فلا شك ان الاولى ان يحضر فيزيل المنكر او يخففه اذا خالط الناس اذا كانت الخلطة في خير ولا تعتزل واعتزل الناس اذا كانوا في شر ولا تخالط هذا هو الاصل في ذلك وعلى هذا كان حال اهل الايمان الكامل. النبي صلى الله عليه وسلم خالط الناس وما اعتزل وهكذا اصحابه رضي الله عنهم خالطوا وما اعتزلوا وصبروا على الاذى وهذا لا شك انه افضل الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم. خير ممن لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم الخلفاء الاربعة الراشدون خالطوا الناس وحصل لهم اذى حتى ان ثلاثة منهم قتلوا في سبيل الله فدل هذا على ان الخلطة بالناس والصبر على الاذى خير من اه ترك ذلك الا من علم من نفسه الظعف وخشية التأثر فان الاولى في حقه ان يعتزل من علم انه اذا خالط الناس لا يصبر لا يصبر على اه هذا الشر فيتأثر به او لا يصبر على هذا الاذى فيحصل منه اعتراض على قدر الله عز وجل او اه اه معارضة اه قضائه جل وعلا فان الاولى في حقه ان يعتزل والناس في هذا درجات وقد جعل الله لكل شيء قدرا. ويتأكد الامر في حق من اتاه الله عز وجل علما وحكمة فيخالط الناس ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ينصح يعظ يذكر يقلل الشر هذا الذي ينبغي ان يكون عليه اهل الايمان. وهذا الذي ينبغي عليه ان يكون الحكماء الذين يريدون نيل الدرجات العلا يخالطون ويصبرون طلاب العلم الدعاة الى الله جل وعلا عكوفهم في بيوتهم وانعزالهم في مكتباتهم وترك الناس تتخبط في المعاصي والشرور وربما انحدروا الى الكفر بالله عز وجل والالحاد وهم يشاهدون ولا يحرك ذلك فيهم ساكنا لا شك ان هذا ضعف وخور بل هذا من قلة الايمان ينبغي على المسلم اذا رأى محارم الله عز وجل ان تنتهك ورأى اهل الشر قد اجتهدوا ونشطوا ينبغي ان يكون عنده غيرة على محارم الله ينبغي ان يكون عنده حرص على الخير يحب ان دين الله عز وجل يفشوا في الناس فنشكو الى الله جل وعلا في هذا الزمان جلد الفاجر وضعف الثقة نشكو الى الله جلد الفاجر وضعف الثقة اهل الشر يتعاونون ويتكالبون وينشطون ويشمرون عن ساعد الجد في مقابل ان بعض اهل الخير يكسلون تضعف همتهم عن النشاط في مجابهة هذا الشر فالله المستعان. نعم قال رحمه الله وهؤلاء هم اهل التعبد المطلق من هم من الذي يتحدث عنهم نعم؟ الرابع اهل الصنف الرابع ومن هم ها الذين يشغلون كل وقت بما هو مخصوص فيه من الطاعة الله جل وعلا جعل في كل وقت وحال عبادة جعل عبادة مخصوصة. فالانشغال بها لا شك ان هذا هو هو الاولى والافضل نعم قال وهؤلاء هم اهل التعبد المطلق والاصناف التي قبلهم اهل التعبد المقيد. فمتى خرج احدهم عن الفرع تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص ونزل عن عبادته. فهو يعبد الله على وجه واحد. وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره. بل غرظه تتبع مرضات الله تعالى. الله اكبر يدور مع الامر حيث دار وينزل متى حطت ركائبه ليس له غرض لشيء في نفسه او شهوة في نفسه يتبعها. ويحب شيئا معينا فتجد انه يحرص عليه. في مقابل انه يترك ما سوى ذلك ليس هذا حال اهل التعبد المطلق. هؤلاء ليس لهم غرض الا ان يصلوا الى مرضاة الله جل وعلا. فاذا قيل لهم ذات اليمين ذهبوا واذا قيل اذهبوا ذات الشمال ذهبوا. واذا قيل تقدموا او ارجعوا فعلوا ما جاء الامر به هذا حالكم لاهل الايمان. نعم قال رحمه الله وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره. بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى. ان رأيت العلماء رأيته ومعهم وكذلك في الذاكرين والمتصدقين وارباب الجمعية ووقوف القلب على الله فهذا هو الغذاء الجامع للسائر الى في كل طريق والوافد عليه مع كل فريق احرص على ان تصل الى الله جل وعلا وجنته من كل طريق احصن احرص على ان يكون لك سهم في كل باب من ابواب الخير هكذا ينبغي ان يكون الذكي المؤمن الحريص الذي يريد نيل رضوان الله جل وعلا لا ينبغي ان تفتر همته من نوع من انواع الخير لا من تلاوة لا من قيام لا من صيام لا من امر بالمعروف ونهي عن المنكر لا من طلب للعلم لا من دعوة الى الله جل وعلا لا من صدقة وان قلت احرص على ان يكون لك ولوج في كل نافذة توصل الى مرضاة الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله واستحضر هنا حديث ابي ان الفعل فعل امر واستحضر هنا احسن الله اليكم قال رحمه الله واستحضر هنا حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم بحضوره هل منكم احد ان اطعم اليوم مسكينا قال ابو بكر انا. قال هل منكم احد اصبح اليوم صائما؟ قال ابو بكر انا. قال هل منكم احد عاد اليوم فريضة قال ابو بكر انا قال هل منكم احد تبع اليوم جنازة؟ قال ابو بكر انا الحديث. نعم صام واطعم وعاد وتبع جنازة كانت النتيجة ان قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في امرئ الا دخل الجنة ما اجتمعن في امرئ الا دخل الجنة همة عالية كان عليها الصديق رضي الله عنه لا يترك بابا من ابواب الخير الا جد واجتهد في الوصول اليه. ففاز بهذا الفضل وفضل الله عز وجل واسع. نعم قال رحمه الله هذا الحديث روي من طريق عبد الغني ابن ابي عقيل قال حدثنا يغنم ابن سالم عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في جماعة من اصحابه فقال من صام اليوم؟ فقال ابو بكر رضي الله عنه انا. قال من تصدق اليوم؟ فقال قال ابو بكر انا قال من عاد اليوم مريضا قال ابو بكر انا قال فمن شهد اليوم جنازة قال ابو بكر انا قال وجبت لك يعني الجنة ويغنوا ابن سالم وانتم كل ما فيه لكن تابعه سلمة وردان. على كل حال لسنا بحاجة الى هذا الحديث في مسلم. يعني الرواية السابقة التي مرت معنا في مسلم. نعم. وله اصل صحيح من حديث ما لك عن محمد ابن شهاب عن حميد ابن عبد الرحمن ابن عوف عن ابي هريرة رضي الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من اهل نودي من باب الصلاة ومن كان من اهل الجهاد نودي من باب الجهاد. ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة. ومن كان من اهل الصيام دعي من باب الريان فقال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ما على من يدعى من هذه الابواب ضرورة. هل يدعى احد من هذه الابواب قال نعم وارجو ان تكون منهم. هكذا رواه ما لك موصولا مسندا. نعم هكذا هكذا رواه عن مالك موصولا مسندا يحيى ابن يحيى ومعن ابن ومعن ابن عيسى وعبدالله ابن المبارك ورواه يحيى ابن وعبدالله بن يوسف عن مالك عن ابن شهاب عن حميد مرسلا. وليس هو عند القعنبي مرسلا ولا مسندا. كل حل هذا الحديث غريب يعني هو في الصحيحين فليس من عادة المؤلف رحمه الله ان يخوض في هذه اه التفريعات في الاسانيد على كل حال هذا الحديث يدل على ان ابا بكر رضي الله عنه كانت همته همة عالية ولذا فانه يدعى يوم القيامة هذا الحديث الذي اه معنا اشتمل على درجتين درجة اهلي الهمة العالية الذين وصلوا الى الافضل وهو انهم نوعوا في الطاعات وحرصوا على ان يكون لهم نصيب من كل عمل صالح. وهذا ما تاقت اليه نفس ابي بكر رضي الله عنه فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم انه من اهل ذلك فيدعى يوم القيامة من ابواب الجنة جميعا ودرجة دون ذلك اهلها على خير ولا بأس عليهم وليس على من دعي او من يدعى من هذه الابواب من ضرورة. يعني لا نقص فيهم ولا اشكال عليهم والله جل وعلا كما قال الامام مالك رحمه الله قسم الاعمال كما قسم الارزاق الله قسم الاعمال كما قسم الارزاق من الناس من فتح له في باب فلزمه وبورك له فيه فالحمد لله هو على خير والكلام السابق ليس قدحا في حال اهل هذه الرتبة انما كان حثا على ما هو افضل لكن من اتى بالواجبات ولم يفرط في شيء منها ثم ان نفسه حبب اليها باب من ابواب الخير النافلة فانشغل بذلك عن غيره فهو على خير ان شاء الله. وهذا ما يكون آآ يوم القيامة حين يدعى اهل الصلاة من باب الصلاة واهل الصيام من باب الصيام واهل من باب الريان واهل الصدقة من باب الصدقة وهكذا وذكر المؤلف رحمه الله معنى قوله صلى الله عليه وسلم من انفق زوجين هذا فيه تنبيه حسن نعم قال رحمه الله ومعنى قوله من انفق زوجين يعني شيئين من نوع واحد من نوع واحد نحو درهمين او دينارين او فرسين او قميصين وكذلك من صلى ركعتين او مشى في سبيل الله تعالى خطوتين او صام يومين ونحو ذلك. وانما اراد والله اعلم اقل التكرار واقل كل وجوه المداومة على العمل من اعمال البر. لان لان الاثنين اقل الجمع. نعم كان هذا هو المقصود والله اعلم الحث على المداومة واحب الاعمال الى الله ادوم احب العمل الى الله ادومه وان قل. نعم قال فهذا كالغيث اين وقع نفع؟ صحب الله بلا خلق وصحب الخلق بلا نفس اذا كان مع الله عزل الخلائق مع وتخلى عنهم واذا كان مع خلقه عزل نفسه عزل نفسه من الوسط وتخلى عنها. فما اغربه بين الناس وما اشد وحشته منهم وما اعظم وما اعظم انسه بالله وفرحه به. وطمأنينته وسكونه اليه الله ان يجعلنا من اهل هذه الرتبة العظيمة والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه. نقول مسألة المفاضلة بين العبادات هل لها على بالتوحيد لا شك فا التوحيد توحيد الله عز وجل بالعبادة وهذه الاعمال عبادات. كما ان طلب اجورها طلب لامر غيبي وايمان به وكل ذلك من فروع علم الاعتقاد وباب التوحيد. قد يتمسك بعض طلاب العلم بفضل الخلطة على العزلة فيجلسون الاوقات الاوقات الطويلة في السمر والكلام في المباحات والضحك وتضييع الاوقات. ليس هذا هو المطلوب. لا شك ان كمخالطة الناس مع هذه الحال اولى؟ الذي يخالط الناس ويحث على مخالطتهم الذي يخالطهم في الخير. لا في تضييع الاوقات والا فجلوسك ببيتك وحدك خير لك من هذه الاوقات التي تضيع بلا فائدة ما حكم بناء المعابد الوثنية في بلاد المسلمين؟ لا يجوز باجماع المسلمين ما حكم من خالط الناس وهو يصبر على اذاهم ولكن يخشى فساد اولاده لا شك ان حرص الانسان على ذويه ومن يلوذ به ومن تحت يده كابنائه ينبغي ان يقدم على حرصه على غيرهم. فاذا تعارض بين ان يكون في مكان يجد في الدعوة فيه. لكن مع ظياع او يكون في مكان اخر يكون نشاطه الدعوي فيه اقل. لكن مع حفظ اولاده لا شك ان الحالة الثانية اولى به متى يقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا في الاذان فيه خلاف بين اهل العلم والاظهر والله تعالى اعلم انه يقول ذلك بعد قول مؤذن وبعد ان يقول بعد المؤذن اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا آآ رسول الله اذا ذكر الشهادتين فانه يقول ذلك بعده والله اعلم اذا اراد الرجل الحج ولم يستطع بسبب عدم المال فهل يذهب بدون تصريح انصحك بان لا تذهب الا بتصريح وما حكم اه نصيحة المدخنين في الحج نصيحتهم عمل صالح. وامر بالمعروف ونهي عن المنكر. لان التدخين في الحج وفي غير الحج معصية لكنه في الحج اعظم فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ماذا افعل اذا جاءني ضيف وانا صائم صوم قظاء؟ صوم القظاء واجب. فمتى ما شرعت فيه ليس لك ان تتركه وبالتالي فانك تبين هذا الضيف وتعتذر اليه وليس لك ان تفطر لاجل ان تأكل معه الفرق بين الجمعية وبين عقيدة جمع الجمع التي عند الاتحادية والحلولية على كل حال. هذه المصطلحات تساهل ابن القيم والله في استعمالها ولا سيما في كتابه مدارج السالكين. ولكنه استعملها في معنى صحيح فينبغي عليك ان تفهم هذه المصطلحات ومرادها اذا استعملها اهل السنة فتحمل على ما يقتضيه منهجهم ومسلكهم بخلاف ما اذا قرأتها او اطلعت عليها عند غيرهم فانها محمولة على مرادهم فمثل البين والجمعية وامثال ذلك من هذه الالفاظ قد يستعملها بعض اهل السنة ويستعملها غيرهم من اهل البدع فينبغي عليك ان تفهم المراد هنا وهنا وتحمل كلا على محله والاولى عند عدم الحاجة الى هذه الالفاظ اجتنابها والانشغال بالكلام بالالفاظ الواظحة التي لا لبس فيها رجل اراد ان يحج حج تمتع فاعتمر في شهر ذي القعدة ثم رجع الى المدينة فهل يحرم من ميقات المدينة اذا عزم على الحج يوم الثامن او يذهب بثيابه ويحرم من مكة ان كان من اهل المدينة فرجع اليها فحكم عمرته قد انقطع ولا لها بالحج اما اذا كان من غيرها ونزل الى المدينة بعد مكة ثم اراد ان يحج فهو لا يزال على تمتعه فهو بالخيار بين ان يأتي بعمرة اخرى وبين ان يحرم بالحج لكن الذي يظهر والله اعلم ان عليه ان يحرم من المدينة لان حكمه اصبح الان حكم اهل المدينة لقوله صلى الله عليه وسلم هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج والعمرة وهذا الرجل حينما يصل الى هذا الميقات ميقات ذي الحليفة هو مريد للحج. فلا يظهر لي والله ام ان له آآ مندوحة عن ان يحرم من هذا الميقات؟ والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه