الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ احمد بن علي المقريزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد الصنف الثالث الذين زعموا ان فائدة العبادة رياضة النفوس واستعدادها لفيض العلوم والمعارف عليها. وخروج قواها من قوى النفس السبوعية والبهيمية فلو عطلت العبادة فلو عطلت العبادة لالتحقت بنفوس السباع والبهائم. فالعبادة تخرجها الى مشابهة العقول. فتصير قابلة لانتقاش المعارف فيها وهذا يقوله طائفتان. احداهما من يقرب الى الاسلام والشرائع من الفلاسفة القائلين قدم العالم وعدم الفاعل المختار. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد ذكر المؤلف رحمه الله فيما مضى ان الناس مفترقون في حقيقتي العبادة وحكمتها الى اربعة اصناف وذكر ها هنا الصنف الثالث واصحاب هذا الصنف هم الفلاسفة الفلاسفة العبادات عندهم هي من قبيل الاخلاق ولاحظ اننا نتحدث عن الفلاسفة المؤلهة وقد مضى الكلام عن الفلاسفة واقسامهم والحديث ها هنا يتعلق بالفلاسفة المؤلهة هؤلاء العبادات عندهم هي من قبيل الاخلاق بمعنى انها ليست مقصودة لذاتها انما هي مقصودة لغيرها اي ان الغاية منها تهذيب الاخلاق ووصولها الى مرحلة الاستعداد لنيل العلم الذي يفيض عليها من العقل الفعال او من النفوس الناطقة على ما يقررون حقيقة الحال عندهم على وجه التفصيل ان الواجب على الانسان ان يصل الى الكمال الانساني والانسان له قوتان قوة عملية وقوة علمية اما قوته العملية فتتلخص في امرين كل قوته العملية تتلخص في امرين في الشهوة والغضب وكمال الشهوة ان يصل الى العفة وكمال الغضب ان يصل الى الشجاعة ويجب عليه ان يتوسط فيهما بين طرفي الافراط والتفريط وهذا هو العدل فصارت الكمالات الانسانية تعود الى العفة والعدل اه الى العفة والشجاعة والعدل فاذا وصل الى هذه الامور الثلاثة بلغ الكمال العلمي فالكمال فالقوة العلمية عندهم هي قوة النظر والتفكر وكمالها بالعلم فاذا جمع الامور الثلاثة وهي العفة والشجاعة والعدل نال العلم اصبح مستعدا للوصول الى العلم هذه الامور الاربعة هي الكمال الانساني ولا يكون الانسان كاملا الا بها والغاية المقصودة الوصول الى الامر الرابع وهو العلم لكن ما هو هذا العلم العلم عندهم هو العلم بالوجود المطلق فان الصانعة او ان الفاعل او ان الرب عندهم هو وجود مطلق لا وجود له في الحقيقة الوجود المطلق ما هو الا وجود في الاذهان فهو وجود مطلق بشرط الاطلاق عنده او هذا قول بعضهم هو العلم بكل الواجبات بنفسها من الرب او العقل الاول او العقول التي بعده الى العقل العاشر وهو العقل الفعال او النفوس الناطقة التي فاضت عن العقل الفعال العلم يدور على هذه الامور فحسب ومن قرب منهم الى الاسلام عبر عن هذا بانه العلم بواجب الوجود وواجب الوجود عندهم ليس الا وجودا مطلقا في الذهن هو عار عن كل صفة اما الله العظيم الله القيوم القائم بنفسه والمقيم لغيره الغني بنفسه والذي يفتقر اليه كل ما سواه الخالق الفاعل العالي على خلقه المستوي على عرشه الذي يتكلم والذي يحب عباده ويحبه عباده والذي يفعل بمشيئته وقدرته النافذة فهذا الرب ما عرفه ولا ارادوا العلم به سبحانه وتعالى والحق ان الذي ذكروه ليس من الكمال الانساني في شيء هو كمال نسبي لكنه ليس مقصودا لذاته فالكمال الذي نشهدوه لا يعدو ان يكون كمالا للابدان ولا يترتب عليه سعادة لا في الدنيا ولا في الاخرة انما الكمال الحق الذي يترتب عليه سعادة المرء في الدنيا والاخرة هو في كماله في القوة العلمية والقوة العملية وغاية ذلك ان يعرف ربه والهه سبحانه وتعالى ثم ان يعبده ليبذل له غاية الحب مع غاية الخضوع بفعل اوامره واجتناب نواهيه هذا هو الكمال الحق وهذا هو الغاية التي يجب ان يسعى اليها الانسان وبها ينال غاية وحكمة العبادة فيسعد في الدنيا ويسعد في الاخرة على كل حال هذا الذي ذكروه تخرصات و اه هذيانات عقلية ما استضاءوا فيها بالعلم الذي جاء به الانبياء عليهم الصلاة والسلام عن ربهم جل وعلا انما هي عقولهم المريضة التي اعرضت عن وحي الله سبحانه وتعالى فاتت بهذه آآ التخرصات التي لا تعود على اهلها لا بزكاة نفس ولا بسعادة لا في الدنيا ولا في الاخرة قال وهذا يقوله طائفتان احداهما من يقرب من الاسلام والشرائع من الفلاسفة. وهذا الذي يطلق عليه عند اهل العلم الفلاسفة المؤلهة ليس المقصود انهم موحدون او يعبدون الله عز وجل حقا انما المقصود انهم يؤمنون بوجود آآ موجد اول لهذا الكون لكنه عندهم لا يتصف بشيء ولم يفعل شيئا انما هو بسيط وعاقل ومعقول وتفيض عنه الاشياء دون ان يصدر منه فعل فعنه فاض العقل الاول وهو قديم قدمه مثله وبالتالي فهم يعتقدون ان هذا الكون قديم قدم الموجد الاول ثم ان هذا الوجود لا يترتب بعده شيء عند بعضهم ومن اثبت منهم معادا اثبت معادا روحانيا لا جسمانيا فثمة ما عاد ينعم به من كان مؤمنا بهذا الوجود المطلق لكنه نعيم روحاني فقط للارواح لا للاجسام ولا شك ان هذا من ابطل الباطل ومن افرى الفرى ومن اكثر الكفر بل المعاد الذي اخبر الله عز وجل به بلغه او بلغ الخبر عنه انبياء الله ورسله هو معاد للارواح والاجساد معا وانه نعيم حقيقي تناله النفوس وتناله الاجساد وكذلك العقاب والعذاب ولاجل هذا فهؤلاء الفلاسفة ليسوا من الدين الحق في شيء بل هم كفار بالله جل وعلا بثلاثة كفر الفلاسفة العداء اذ انكروها وهي حق مثبتة علم بجزئية حدوث عوالم حشر لاجساد وكانت ميتة الله جل وعلا لا يعلم عندهم الا علما كليا يعلم الاشياء علما كليا لا انه يعلم الاشياء على وجه التفصيل وعندهم ان هذا العالم اصله قديم ليس انه محدث احدثه الله وخلقه بعد ان لم يكن وعندهم ان لا حشر للاجساد ولا نعيم ولا عذاب ينالها انما ذلك متعلق بالارواح فقط نعم قال رحمه الله والطائفة الثانية من تفلسف من صوفية الاسلام وتقرب الى الفلاسفة فانهم يزعمون ان العبادات رياضات رياضات لاستعداد النفوس للمعارف العقلية ومخالفة العوائد. مجرد رياضات نفسية وعقلية هدفها ان تفيض عليها انواع العلوم او ان تنال النفوس الكشوف وهذا كله ارث من ارث هؤلاء الفلاسفة يرتاض الانسان فقط نفسه ويهذب اخلاقه حتى تفيض العلوم عليه فيظا ليس هناك شيء وراء ذلك او ان تكشف له فيحدث عن ربه مباشرة وبذلك يستغني عن الانبياء ويستغني عن اه ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به الانبياء قبله بالنسبة لاممه لا شك ان هذا كله ليس من الاسلام في شيء بل هي حقيقة الفلسفة والحكمة المطلوبة عندهم كما يزعمون عند هؤلاء الذين يسمون الحكماء وليس هذا من الاسلام في شيء. وان لبس او البس هذا بعضهم لباس الاسلام نعم قال رحمه الله ثم من هؤلاء من لا يوجب العبادة الا بهذا المعنى. فاذا حصل لها ذلك بقي متحيرا في حفظ اوراده او غالب الوارد عنها ومنهم من يوجب القيام بالاوراد وعدم الاخلال بها وهما صنفان ايضا. احدهما من يقول وجوبها حفظا للقانون وضبطا للناموس. والاخرون يوجبونها حفظا للوارد وخوفا من تدرج النفس بمفارقتها الى حالتها الاولى من البهيمية. يقول من هؤلاء من لو من لا يوجب العبادة الا بهذا المعنى فاذا حصل لها ذلك بقي متحيرا في حفظ اوراده او الاشتغال بالوارد الذي قصد الوصول اليه عنها في آآ الاصل يعني في المدارج بقي مخيرا في حفظه او رده او الاشتغال بالوارد عنها على كل حال الامر في ذلك سهل والمقصود بذلك ان المطلوب منك ان تعبد فتهذب اخلاقك حتى تصل الى هذا الشيء الذي تريد نيله وهو ان تفيض عليك العلوم او ان يحصل لك الكشف وبالتالي تصل الى مرحلة اليقين وبعد ذلك هل تستمر في العبادة او ترتفع عنك التكاليف لانك قد وصلت الى الغاية هم ها هنا متحيرون فمنهم من يقول يكفي ولا حاجة بعد ذلك الى ان تعبد الله لان العبادة لم يرد بها الا الوصول الى هذه المرحلة ويزعمون ان هذا تفسير قول الله جل وعلا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وبالتالي اذا وصلت الى اليقين وصلت الى الغاية فلا حاجة الى العبادة ولا شك ان هذا تحريف عظيم لكتاب الله جل وعلا والقول به كفر به سبحانه وتعالى بل اليقين باجماع المفسرين ها هنا هو الموت. اذا لا غاية يقف عندها الانسان في عبادة الله جل وعلا الا ان يفارق هذه الحياة الا ان يصل الى حد مفارقة روحه جسده بالتالي لا غنى للعبد عن طاعة الله سبحانه وتعالى ومن زعم او ظن او اعتقد انه يسعه ان لا يعبد الله جل وعلا ولا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم. وان التكاليف قد رفعت عنه فلا شك انه من جنس فرعون وابي لهب وابي جهل وليس من الاسلام في شيء وبعضهم يقول بل على الانسان ان يستمر يستمر في العبادة وان كان قد حصل الغاية منها اما حفظا للقانون وظبطا للناموس. الناموس هو بمعنى القانون وفي الاصل عند ابن القيم رحمه الله وضبطا للنفوس والمعنى قريب المقصود انه ينبغي ان يطرد القاعدة بما انه آآ كانت القاعدة ان يعبد فعليه ان يستمر على ذلك وان كان اه نتيجة ذلك تحصيل حاصل فانت وصلت الى الغاية ومع ذلك استمر عليها فهو اضبط او استمر على ذلك خشية من ان يحصل لك تراجع قال خوفا من تدرج النفس بمفارقتها يعني مفارقة العبادة الى حالتها الاولى من البهيمية وعلى كل حال هذا كله هذيانات بعيدة عن نور الوحي الذي انزله الله على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلم يزل نبينا صلى الله عليه وسلم عابدا لله متألها له الى ان يلتحق الا الى ان التحق بالرفيق الاعلى صلى الله عليه وسلم وهكذا اصحابه من بعده الذين هم اكمل الناس ايمانا والذين لا كان ولا يكون بعدهم مثلهم ومع ذلك ما احد منهم فاه بهذا الباطل الذي تفوه به هؤلاء بل كلهم يعتقدون انهم عبيد خاضعون ملزمون بطاعة الله سبحانه وتعالى والغاية التي يرومون الوصول لها الوصول الى ان يحبهم الله جل وعلا وان يرضى عنهم وان يثيبهم على ذلك بجنته ونعيمه هذا الذي عليه اهل الاسلام وما سواه فاقوال خارجة عن هذا الدين العظيم. نعم قال رحمه الله فهذه نهاية اقدامهم في حكمة العبادة وما شرعت لاجله. ولا تكاد تجد في كتب المتكلمين على طريق السلوك غير طريق من هذه الطرق الثلاثة او مجموعها. الله المستعان. نعم والصنف الرابع هم القائلون بالجمع بين الخلق والامر والقدر والسبب. فعندهم ان سر العبادة وغايتها مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه اله وان العبادة موجب الالهية واثر موجب احسن الله اليكم وان العبادة موجب الالهية واثرها ومقتضاها وارتباطها وارتباطها كارتباط متعلق الصفات بالصفات وكارتباط معلوم بالعلم والمقدور بالقدرة والاصوات بالسمع والاحسان بالرحمة والاعطاء بالجود. هذا هو القلب القول الحق الذي عليه الانبياء عليهم الصلاة والسلام واتباعهم وهو الذي عليه المسلمون قاطبة وهو ان غاية العبد ان يعبد الله سبحانه وتعالى فهذا الذي لاجله خلق الله الخلق فالله جل جلاله هو الاله الذي يجب ان تألهه النفوس فالارتباط بين كونه الها وكونه معبودا من العبد هذا ارتباط وثيق ارتباط متحتم ارتباط متحقق فلابد ان يكون العبد عبدا لله عز وجل متألها له سبحانه وتعالى وقد علمنا فيما مضى ان الانسان عبد ولابد لا ينفك من العبودية بحال فاما ان يكون عبدا لله او يكون عبدا لغيره اما ان لا يكون عبدا البتة فهذا امر مستحيل لانه مخالف لي الجبلة التي خلق عليها فهو مخلوق فقير فقير بالذات الفقر وصف ملازم له هو مفتقر الى رب يعتمد عليه ويعتقد فيه النفع والضر ومفتقر الى اله يتأله له ويسكن اليه ويطمئن به ويحبه ويخافه ويرجوه هو محتاج الى هذا ومفتقر اليه فقرا اضطراريا لا اختياريا فاما ان يوفق الى الحق والصواب فيكون عبدا لله جل وعلا او ان يظل عياذا بالله فيكون عبدا لغيره ثم بعد ذلك يموج في بحار الضلال قد يكون عبدا لجن وقد يكون عبدا لانس وقد يكون عبدا لملك قد يكون عبدا لحجر قد يكون عبدا للشجر قد يكون عبدا لثوبه قال النبي صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميل الى هذا الدرك قد يصل الانسان والعياذ بالله. وانت ترى اليوم امام عينك في اه الصور او ربما ترى ذلك مباشرة من يعبد بقرة ان من يعتقد في هذه البركة البقرة انها ربه وانها الهه انظر الى هذا المستوى السافل من التفكير والعقل الذي وصل اليه هؤلاء يدلك على ان قضية قضية لازمة للنفس البشرية ولابد اذا اهل الاسلام يعتقدون ان الغاية من وجود الخلق عبادة الله سبحانه وتعالى فاذا وصل الانسان اليها وصل الى الزكاة ووصل الى السعادة في الدنيا والاخرة قال رحمه الله وارتباطها كارتباط متعلق متعلق الصفات بالصفات وهذا ارتباط وثيق ليس هو ارتباطا ضعيفا بل هو ارتباط وثيق كارتباط الاصوات بالسمع فالسمع يرتبط به الصوت والصوت متعلق بالسمع فكل صفة متعلقة باثرها كذلك الالهية التي هي وصفه سبحانه وتعالى يتعلق بها اثرها وهو عبادة المخلوقات لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فعندهم من قام بمعرفتها على النحو الذي فسرناها به لغة وشرعا ومصدرا وموردا استقام له معرفة حكمة اداة وغايتها وعلم انها هي الغاية التي خلقت لها العباد. ولها ارسلت الرسل وانزلت الكتب وخلقت الجنة والنار لقد صرح سبحانه وتعالى بذلك في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالعبادة هي التي وجدت لاجلها الخلائق كما قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا. قال الشافعي رحمه الله لا يؤمر ولا ينهى قال غيره لا يثاب ولا يعاقب. وهما تفسيران صحيح ان الثواب والعقاب مترتب على الامر والنهي. والامر هو الطلب للعبادة وارادتها. سبق معنا الكلام في هذا الموضوع. وتكرر في هذه الرسالة في غير موضع ان الخلق خلقوا لغاية هي الحق الذي لاجله خلق الله كل شيء وهذه الغاية ترجع الى غاية مرادة من العباد وغاية مرادة بهم الغاية المرادة من العباد عبادة الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والغاية المرادة بهم الثواب والعقاب وهذا هو الذي يتحصل للناظر في كلام اهل العلم في هذا الموضوع. ولذلك انظر ما قال المفسرون او ما نقل المؤلف رحمه الله ها هنا اعني في قول الله جل وعلا ايحسب الانسان ان يترك سدى قيل لا يؤمر ولا ينهى وقيل لا يثاب ولا يعاقب. وكلاهما حق وكلاهما يجمعان الغاية من الخلق الغاية من الخلق. فالامر والنهي نتيجته طاعة الله سبحانه وتعالى وهذه هي الغاية المرادة من العباد والثواب والعقاب جزاء هذه العبادة وهذه هي الغاية المرادة بالعباد قال وهما تفسيران صحيحان فان الثواب والعقاب مترتب على الامر والنهي والامر والنهي هو الطلب للعبادة وارادتها العبادة كلها مطلوبة بالامر والنهي وعليه فالعبادة تنقسم الى قسمين فعل تنقسم الى قسمين فعل للمأمور واجتناب للمنهي كل العبادة تتلخص في هذين الامرين فعل للمأمور سواء اكان الامر امرا جازما وهو الواجب فالواجبات حقيقة العبادات هي العبادات او ان يكون الامر غير جازم. وهذه هي المستحبات. فالمستحبات هي ايضا من العبادات. اذا عادت العبادات الى انها فعل للواجبات والمستحبات او وهو القسم الثاني الكف عن المنهيات سواء كان هذا النهي جازما وذلك هو المحرمات او كان النهي غير جازم وذلك هو المكروهات فعادت العبادة الى الجمع بين الامرين. الى فعل للواجب والمستحب. والى كف عن المحرم والمكروه الكف لابد ان يكون حتى يكون عبادة لا بد ان يكون احتسابا والاحتساب يجمع امرين قصد ونية واخلاص اذا تكلم العلماء قالوا ان ترك المنهي او اجتناب المنهي او الكف عن المنهي عبادة فان مرادهم بذلك ان يكون هذا الكف احتسابا ومعنى كونه احتسابا لابد ان يكون عن قصد ونية. اما اذا ترك الانسان المنهي ذهولا عن الشيء فهذا ليس في حقه عبادة يثاب عليها بل لابد ان يكون منه قصد وارادة ونية وعزم الى غير ذلك الامر الثاني لابد ان يكون هذا الترك لله اما لو ترك لاجل الناس او خوفا على صحته مثلا فان هذا ليس من العبادة وليس مثابا على ذلك الخلاصة ان العبادة تتلخص في انها فعل و ترك فعل لماذا ها الواجبات والمستحبات وهو ما عبرن عنه بالمأمور امرا جازما والمأمور امرا غير جاز. والقسم الثاني الترك والمراد ترك المحرمات والمكروهات بشرط ان يكون ذلك احتساب قال وحقيقة العبادة امتثالهما. هذا الذي لخصه ابن القيم رحمه الله من هذا الذي شرحته لك. حقيقة العبادة امتثالهما. امتثال ماذا الامر والنهي على التفصيل الذي ذكرته لك نعم قال رحمه الله وحقيقة العبادة امتثالهما ولهذا قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. وقال تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت. اذا هذا الذي ذكره رحمه الله من هذه الايات الثلاث يدل او يعود الى ما قدم به قبل قليل وهو ان الخلق انما كان لحكمة ولغاية ولعلة يريدها سبحانه وتعالى ارادة شرعية ويحبها جل وعلا. نعم فاخبر الله تعالى انه خلق السماوات والارض بالحق المتضمن امره ونهيه امره ونهيه الغاية المرادة من العباد ها وثوابه وثوابه وعقابه. هذه الغاية المرادة بالعباد. نعم فاذا كانت السماوات والارض انما خلقت لهذا وهو غاية الخلق. فكيف يقال انه لا غاية له ولا حكمة مقصودة او ان ذلك لمجرد استئجار العمال حتى لا يتكدر حتى لا يتكدر عليهم الثواب بالمنة. كما هو قول القدرية الذي سبق بيانه نعم او لمجرد استعداد النفوس للمعارف العقلية وارتياضا لمخالفة العوائد. كما يقوله الفلاسفة. نعم. واذا اتأمل اللبيب الفرق بين هذه الاقوال وبين ما دل عليه صريح الوحي علم ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته لكمال محبته مع الخظوع له والانقياد لامره فاصل العبادة محبة الله بل افراده تعالى بالمحبة فلا يحب معه سواه وانما يحب ما يحبه لاجله. وفيه وانما وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه. كما يحب ورسله وملائكته لان محبتهم من تمام محبته. وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحبه اذا اصل العبادة ومنشأها ولبها واعظم درجاتها محبة الله سبحانه وتعالى بل هذا القدر ليس كافيا بل لا بد ان ان تكون هذه المحبة خالصة له جل وعلا. لا يشركه فيها غيره وان يكون هو صلى الله عليه ان يكون هو سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم احب اليه مما سواهما وبالتالي فان كل محبة سوى هذه المحبة فانها لا بد ان تكون منضبطة بقانون الشرع فعادت المحبة السائغة والتي هي آآ لا تدخلوا في الممنوع الى محبة الله سبحانه وتعالى هذا اولا وثانيا المحبة في الله سبحانه وتعالى كمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة الصالحين والمحبة وهذا الثالث باذنه سبحانه وتعالى. يعني المحبة التي اجازها واباحها سبحانه وتعالى. كمحبة الطعام محبة الشراب محبة الاولاد محبة الزوجة الى غير ذلك. اذا اعود فاقول المحبة تنقسم الى قسمين محبة جائزة او مشروعة ومحبة ممنوعة المحبة المشروعة ثلاث درجات اعظمها محبة الله سبحانه وتعالى وهذه المحبة هي المقصودة لذاتها وليس شيء يحب لذاته الا الله جل وعلا لا يجوز ان يكون ثمة محبوب لذاته الا الله سبحانه وتعالى وكل شيء فهو راجع الى هذه المحبة الامر الثاني المحبة في الله سبحانه وتعالى. هذه هي المحبة التي امر بها جل وعلا. وهي مقصودة لغيرها ترجع هذه المحبة الى محبة الله جل وعلا. فكل ما امر الله عز وجل بمحبته فغايته ترجع الى محبته هو سبحانه وتعالى اذ لم تحب هذه المحبوبات الا فيه ولاجله جل وعلا الامر الثالث محبة اذن بها الله جل وعلا اباحها الله جل وعلا رخص فيها سبحانه وتعالى لحكمته ولرحمته بعباده سبحانه وتعالى وهذه المحاب التي اباحها جل وعلا محبة الطعام والشراب الاصدقاء والولد ونحو ذلك اذا هذه هي المحبة المشروعة او المحبة الجائزة واما النوع الثاني فالمحبة الممنوعة والمحبة الممنوعة هي كل ما سوى هذه الانواع الثلاثة و هذه يتفاوت الحكم فيها بين ان تكون شركا او ان تكون معصية لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها. فهي انما تتحقق باتباع امره واجتناب نهيه عند اتباع الامر والنهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم على من عليها وشاهدا لها كما قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبتهم بمحبتهم الله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم ووجود ووجود المشروط بدون تحقق شرطه ممتنع. يذكر المؤلف رحمه الله انه اذا كانت المحبة هي العبودية فان علامة ذلك ودليله وبرهانه اتباع امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ها هنا تتبين المحبة وهذا ما يعرفه العقلاء جميعا من المسلمين ومن غيرهم فالمحبة لها لازم الا وهو الطاعة الطاعة للمحبوب متى كان الانسان صادقا في المحبة فلابد ان ان يكون مطيعا للمحبوب وبالتالي فمتى ما انتفت هذه الطاعة تحققنا خلو النفس من المحبة ولابد تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيعه اي محبة كانت سواء كانت جائزة او كانت ممنوعة برهانها ودليلها ولازمها الطاعة للمحبوب وانظر الى احوال المحبين والعشاق وغيرهم فيما تقرأه في التاريخ او تقرأه في الوقائع المعاصرة تجد ان المحبة ان كانت صادقة فلا بد ان تتبعها طاعة قالت وقد سألت عن حال عاشقها بالله صف ولا تنقص ولا تزدي فقلت لو كان رهن الموت من ظمأ وقلت قف عن ورود الماء لم يردني قالت صدقت فان الحب شيمته يا بردداك الذي قالت على كبدي انظر الى هذه المحبة التي وصلت الى هذه الدرجة فقلت لو كان رهن الموت من ظمأ وقلت قف عن ورود الماء لا تشرب المحبوب يقول لمحبه لا تشرب ما الذي يفعله لا يريدي لا يشرب الماء طاعة لمحبوبه فهذا الذي يعرفه العقلاء جميعا ان المحبة لها لازم وهو الطاعة. فمتى متن متى ما انتفت الطاعة دل هذا على عدم المحبة او ضعفها اذا انتفت الطاعة للمحبوب فهذا دليل اما على عدم هذه المحبة بالكلية او على ضعفها وشاهدوا هذا من كتاب الله قوله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يقول المؤلف رحمه الله فجعل اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم مشروطا بمحبتهم لله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم ووجود المشروط بدون تحقق شرطه ممتنع. يريد رحمه الله ان محبتهم لله جل وعلا شرط اتباعهم لرسوله صلى الله عليه وسلم. محبة العباد لله شرط اتباعهم لرسوله صلى الله عليه وسلم فانهم ما اطاعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لانهم ماذا عابدون محبون لله جل وعلا والا لم لم اطاعوه اذا صارت محبتهم لله جل وعلا شرطا في ماذا في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي دل عليه الشطر الاول من الاية. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الشطر الثاني يدل على ان اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم شرط محبته هو سبحانه لهم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم شرط محبة الله عز وجل له وهذه هي الغاية ليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب الغاية التي يسعى الانسان للوصول اليها ان ينال محبة الله جل وعلا له. شرط هذا ما هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم عند اهل العلم ان انتفاء الشرط يلزم منه ماذا انتفاء المشروط فالشرط يلزم من عدمه العدم واوضح من هذا ان يقال ان اتباع النبي صلى الله عليه وسلم دليل محبتهم لله وشرط محبة الله له هذا اوضح مما ذكر في هذه الجملة ان يقال ان اتباع النبي صلى الله عليه وسلم دليل محبتهم لله وشرط محبة الله جل وعلا لهم نعم قال رحمه الله فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واحب اليه مما سواهما احب احب اليه مما نعم هنا في خطأ احب اليه نعم احب اليه مما سواهما ومتى كان عنده شيء هذا لا شك انه من الواجبات بل من اوجب الواجبات ان تبلغ المحبة لله جل وعلا ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم اعلى ما يكون من الدرجات ان تكون محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلبه اعظم من كل المحاب على الاطلاق واذا وصل الى هذه المرتبة فانه ينال ثمرة عظيمة الا وهي ان يذوق حلاوة الايمان ولا يمكن ان يذوق حلاوة الايمان الا بتحقق هذا الامر قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال ثلاث من وجد فيه وجد حلاوة الايمان في رواية في الصحيح وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار المقصود ان وصول الانسان الى هذه المرتبة وهي ان يكون الله جل وعلا في قلبه احب من كل شيء ثم ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم احب الى قلبه من كل شيء الا من الله جل وعلا لا شك ان هذا امر واجب ولا يمكن ان يصل الانسان الى الايمان الواجب الا به ولذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين انه لا يؤمن احدنا قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين الوالد احب ما يكون الى الانسان والولد احب ما يكون الى الانسان ومع ذلك يجب ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم احب اليه منهما ومن كل محبوب على الاطلاق خلا ربنا جل وعلا. فالله جل وعلا هو الذي له المحبة العظمى. ثم نبيه صلى الله عليه وسلم. من لم الى هذه الدرجة فانه لم يأتي بالمحبة الواجبة نعم قال رحمه الله ومتى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراك الذي لا يغفره. قال تعالى قل ان كان وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله يهدي القوم الفاسقين. نعم. وكذلك قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. نعم وكل وكل من قدم قول غير الله على قول الله او حكم به او حاكم اليه فليس ممن احبه. نعم هذه الثمرة وهذا البرهان وهذه هي الطاعة التي ذكرت قبل قليل ان كنت صادقا في حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن لوازم ذلك ان تقدم قول الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل قول على كل مذهب على كل رأي على كل قانون على كل قول شيخ وامام هذه حقيقة المحبة الصادقة ان يكون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في قلبك اعظم من كل كلام وحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في نفسك اشرف من كل حكم اما الذي اذا قيل له هذا كلام الله هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ولكن المذهب عندنا يقول بخلاف ذلك فلا استطيع ان اترك المذهب يقال يا عبد الله هذا الفعل الذي تفعله في صلاتك في حجك يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول المعذرة هذا الحديث لا اخذ به لانه خلاف مذهبنا حتى قال قائل هؤلاء كل حديث بخلاف مذهبنا فاما ضعيف او مؤول او منسوخة سبحان الله العظيم اصبح المحكم قول غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمتشابه قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فيجب علينا ان نرد المتشابه الى المحكم ان نفهم الكتاب والسنة وفق تأويلنا لهما بما يوافق المذهب لا ان يكون المقدم والاعظم والذي يجب ان تطرح عنده كل الاقوال والمذاهب هو كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. عجيب حال بعض الناس يا ايها الاخوان والامر في هذا المقام عظيم والوعيد في هذا شديد انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ماذا ان يقولوا المذهب والشيخ والامام والعرف والقانون والنظام اجيبوا لا اذا وصلهم حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اخذوه بكل تعظيم وبكل تقدير وحفاوة ووضعوه على الرأس والعين انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا هذه المحبة الصادقة وما سواها فصاحبها على خطر عظيم. نعم قال رحمه الله لكن قد يشتبه الامر على من يقدم قول احد او حكمه او طاعته على قوله ظنا منه انه لا يأمر ولا ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فيطيعه ويحاكم اليه ويتلقى اقواله كذلك. فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك اذا كانت عنده شبهة فانه قد يعذر في هذا الامر وان كان هذا الاصل نفسه الذي آآ يعتذر به ليس صحيحا بمعنى بعض هؤلاء الغلاة بغير اقوال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كالذين يغلون في المذاهب او يتعصبون للمشايخ او غير ذلك عندهم شبهة يقول انا لا ارد كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ازعم ان هذا الامام وهذا الشيخ اعلم بالسنة لابد ان يكون اطلع على هذا الحديث فعنده علة تمنعه من اتباعه اما اطلع على علة تضعفه او ان ان ثمة ناسخ له او الى غير ذلك فانا بالتالي قلدت هذا الامام لانه اعلم بالسنة واعلم بهذا الحديث الذي تزعم انني خالفته هذا التأصيل غير صحيح انت لم تكلف اولا الا بما بلغك علمه ولم تكلف بما غاب عنك علمه ثانيا من قال لك ان احدا من الناس احاط بسنة النبي صلى الله عليه وسلم من اولها الى اخرها هذا التأصيل غير صحيح ليس احد من الناس محيطا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. حتى ابو بكر وحتى عمر. وحتى كبار الصحابة رضي الله عنهم فضلا عمن دونهم من التابعين. فضلا عن من دونهم من اتباع التابعين. فضلا عن الائمة الاربعة. فضلا عن من بعدهم من اهل العلم ليس احد محيطا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا تأمل في قصة الطاعون لما اقبل عمر رضي الله عنه مع الصحابة الى الشام واحتاروا في هذه المسألة يدخلون وفي البلد طاعون او يرجعون استشار رضي الله عنه اعني عمر رضي الله عنه استشار المهاجرين والانصار واهل بدر وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والكل كان يتكلم باجتهاده حتى جاء عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فاخبره بسنة سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عمر رضي الله عنها لا يدخلون اذا كانوا في غير البلد التي فيها الطاعون ولا يخرج منها ان اصاب هذه البلد وهم فيها. الشاهد ان هذا يدلك على ان جملة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او اكثرهم ما كانوا قد اطلعوا على هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بمن بعدهم من الائمة اذا يا عبد الله اياك ثم اياك اذا بلغتك الاية او بلغك الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم اياك ان تقدم عليه قول غيرهما او ان تتردد مجرد تردد هذا يجعلك على شفى هلكه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. والله لا يحصل الايمان الواجب الا بهذا القدر انك تعظم كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتذعن وتخضع للحق الذي جاء في الكتاب والسنة وتقدم ذلك على كل قول وكل مذهب وكل آآ رأي على وجه في الارض هذه حقيقة الايمان هذه هي حقيقة المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله واما اذا قدر على الوصول الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا او في بعض الامور كمسألة معينة ولم يلتفت الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى قول من هو اولى به فهذا يخاف عليه. والله انه لا يخاف عليه يخاف عليه من ان يكون قد وقع في شرك اصغر بل يخاف عليه ان يكون قد وقع في شرك اكبر ان كان اعراضه عن كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اعراضا تاما فوالله يخشى عليه انه وقع في الشرك الاكبر اهل العلم منارات علامات يستعان بهم على الوصول الى الحق الذي هو كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. لا يتجاوز شأن اهل العلم ذلك هم مثل النجوم هم مثل النجوم انت تحتاج الى النجوم حتى تعرف القبلة اليس كذلك؟ تستعين بهم لا لانهم مقصودون لذاتهم انما هم مجرد ماذا وسائل توصلك الى مقصودك وهو ان تستدل على القبلة طيب اذا وصلت الى الكعبة وعاينتها بعينك هل تحتاج الى النجوم لا تحتاج الى النجوم هكذا من بلغته الاية والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحا امامه هل يحتاج بعد ذلك ان يقول والله مذهبنا وامامنا وقولنا او او قانوننا او نظامنا لا يجوز له بهذا بحال والله العظيم لا يجوز له بحال فهذا ممن يخاف عليه فانتبه يا عبد الله قد تكون المسألة يقول بعض الناس هذه مسألة في الفقه يعني لماذا تضخمون المسألة؟ والله لو كانت في الاخلاق لو كانت في المعاملات لو كانت اسهل مسألة في نظرك لكن فيها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او كان او فيها اية ثم بعد ذلك تتوقف او تترك وتعرض انت والله على شفاهة لك فانظر لنفسك نعم قال رحمه الله وكل ما يتعلل به من عدم العلم او عدم الفهم او عدم اعطاء الة الفقه في الدين. او الاحتجاج بالاشباه والنظائر او بان ذلك المتقدم كان اعلى مني بمراده صلى الله عليه وسلم فهي كلها تعللات لا تفيد صدق والله ما تنفعك عند الله لا تنفعك عند الله وحقيقة الحال انك متبع لهواك فان لم يستجيبوا لك ماذا فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. نعم هذا مع الاقرار بجواز الخطأ على غير المعصوم. الا ان ينازع في هذه ان ينازعه. احسن الله اليكم. الا ان ينازع في هذه فتسقط مكالمته وهذا هو داخل تحت الوعيد. هذا كله اذا كان يقدم قول غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على قولهما اما اذا قال اذا كان يقدم ذلك وهو يزعم ان الامام ليس بمعصوم. ان الشيخ يجوز عليه الخطأ. اما لو زعم انه معصوم او انه لا يخطئ فهذه طامة كبرى هذا داخل تحت الوعيد. نعم فان استحل مع ذلك ثلب من خالفه وقرض عرضه ودينه بلسانه او انتقل من هذا الى عقوبته او السعي في اذاه فهو من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين. هذه ظلمات بعضها فوق بعض. ان اضاف الى ما سبق ايضا انه يحارب اهل الحق ويعادي اهل السنة والاتباع ويسعى في اذاهم ويفري في اعراضهم فهذه مصيبة عظيمة تجعله من الظلمة المعتدين عياذا بالله. بعض الناس والعياذ بالله من هؤلاء المتعصبة لي اه المذاهب والاراء وغير ذلك او للعوائد العادات التي نشأوا عليها اذا رأوا طلاب العلم واتباع السنة يبينون الحق ويعلمون الناس التوحيد والسنة عادوهم وبارزوهم بكل مصيبة حتى انهم ربما ابغضوهم اشد من بغض اليهود والنصارى وعادوهم اشد من هذا العداء وهؤلاء جاهلون ظالمون لانفسهم قبل ان يكونوا ظالمين لغيرهم عافاني الله واياكم من حالهم. نعم قال رحمه الله واعلم ان للعبادة اربع قواعد. وهي التحقق وهي التحقق بما يحب الله ورسوله ويرضاه. وقيام ذلك بالقلب واللسان والجوارح. فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الاربع. فاصحاب العبادة حقا هم قال رحمه الله فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الاربع فاصحاب العبادة حقا هم اصحابها. فقول القلب هو اعتقاد ما اخبر الله تعالى عن نفسه واخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن ربه من اسمائه وصفاته وافعاله وملائكته ولقائه وما اشبه ذلك. وقول اللسان الاخبار عنه بذلك والدعاء اليه والذب عنه وتبين بطلان البدع المخالفة له. والقيام بذكره تعالى وتبليغ امره. وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه والانابة والخوف والرجاء والاخلاص والصبر على اوامره ونواهيه واقداره. والرضا به وله عنه الموالاة فيه والمعاداة فيه والاخبات والاخبات اليه والطمأنينة به ونحو ذلك من اعمال القلوب التي فرضها اكد من من اعمال الجوارح ومستحبها احب الى الله تعالى من مستحب اعمال الجوارح واما اعمال الجوارح فكالصلاة والجهاد ونقل الاقدام الى الجمعة والجماعات. ومساعدة العاجز والاحسان الى الخلق ونحو ذلك وقول العبد في هذه هي الخاتمة لهذه الرسالة النافعة بين فيها رحمه الله ان العبادة ترجع الى اربعة اقسام وهذه الاقسام يذكرها اهل العلم في مبحث الايمان فالايمان انما هو هذه الاجزاء الاربعة والعبادة هي هذه الاجزاء الاربعة والحسنات والطاعات هي هذه الاجزاء الاربع فكل هذه المصطلحات تعود الى معنى واحد المقصود ان الايمان والعبادة اربعة اجزاء منها اثنان في الباطن واثنان في الظاهر قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح هذه الامور الاربعة هي التي يرجع اليها الايمان وترجع اليها العبادة وهي التي تواتر عن السلف رحمه الله رحمهم الله تفسير الايمان بها حينما يقولون الايمان قول وعمل مرادهم قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح قول القلب يعني اعتقاده ما يشمل التصديق والالتزام يعني الاقرار والاعتقاد والاجابة على النفس ونحو ذلك من المعاني اول ذلك واوجبه الايمان والاعتقاد باركان الايمان الستة ثم تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما اخبر به كل كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم يجب عليك ان تصدق بها ومن كذب النبي صلى الله عليه وسلم في كلمة بل في حرف فهو كافر بالله باجماع المسلمين اما الامر الثاني فهو قول اللسان قال الاخبار بذلك يعني النطق بالشهادتين فهذا ارفع اقوال اللسان ولا ينفع الانسان اعتقاد ليس فيه نطق لو قال انا اؤمن بقلبي لكن هاتان الشهادتان لا انطق بهما لا يكون مؤمنا بالاجماع بل لا بد ان يتفوه لا بد ان يتلفظ لا بد ان يتكلم باشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك جميع الطاعات التي تكون باللسان كالدعاء الى الله كالاذان كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر كالذكر وغير ذلك من العبادات التي تكون باللسان اما عمل القلب فالاعمال الصالحة التي تقوم بالباطن كمحبة الله والخوف منه ورجائه والتوكل عليه والانابة اليه وكتوقير النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته وتعزيره. وكمحبة المؤمنين في الله جل وعلا وغير ذلك من هذه العبادات والاعمال الصالحة التي محلها الباطن للظاهر ولا شك ان هذه العبادات الباطنة لها اصل واجب ثم لها بعد ذلك فروع مستحبة وفي الجملة الاعمال الصالحة الباطنة افضل من الاعمال الظاهرة هذا تفضيل في الجملة يعني جملة الاعمال الصالحة الباطنة افضل من جملة الاعمال الصالحة الظاهرة اما اعمال الجوارح فهذه العبادات التي تقوم بالبدن تظهر امام العيان كالصلاة والزكاة والحج والجهاد وامثال ذلك هذه اعمال يقوم بها الانسان ببدنه فرجع الايمان ورجعت الطاعة جميعا الى هذه الاجزاء والى هذه الاقسام الاربعة. نعم قال رحمه الله فقول العبد في صلواته اياك نعبد التزام احكام هذه الاربعة واقرار بها. الالتزام كما قد علمنا واظن اننا شرحنا هذا سابقا الالتزام ليس هو الفعل الفعل قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا. اما الالتزام فان هذا قدر لا بد منه في جميع ما جاء في اوامر الله عز وجل ونواهيه والمقصود بذلك اعتقاد آآ الالزام من الله جل وعلا الايجاب على النفس هذا هو معنى الالتزام وهذا هو معنى الاقرار هذا قدر لا بد منه ويتنافى هذا مع من زعم انه قد رفع عنه التكليف وانه غير ملزم باوامر الله واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا ليس بمسلم ولو فعل لو قال انا لست ملزما بالحج ومع ذلك ساحج تبرعا ما حكمه لا شك انه كافر بالله جل وعلا ولو حج قال ساحج هكذا تنزلا مني وتبرع والا لست مطالبا ولست مخاطبا ولست ملزما ان احج فنقول هذا القدر ان صدر من الانسان فانه كفر بالله جل وعلا. بخلاف من قال انا اعتقد انه يجب علي ان احج وانا مكلف بالحج وملزم لكن تجارتي ولكن الشيطان ولكن الهوى يمنعني. فنقول هذا مسلم عاصي فافترق الحكم ها هنا لانتفاء الالتزام والاقرار. نعم فقوله واياك نستعين طلب الاعانة عليها والتوفيق لها فقوله اهدنا الصراط المستقيم متضمن للامرين على التفصيل والهام القيام بهما وسلوك طريق السالكين الى الله تعالى. السعادة مجموعة في هذه الكلمات الثلاث. اياك نعبد واياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم ان تعبد الله وحده وان تستعين به وحده وان يكون هذا في الطريق الحق والصراط المستقيم وهو الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما سوى ذلك فهو ضلال فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان اياك نعبد تدفع الرياء واياك نستعين تدفع الكبرياء والشر كله راجع الى هذين الى الشرك والى التكبر على الله وعلى اوامره واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. فحاجة العباد الى هاتين الكلمتين والعمل بهما اعظم الحاجات على الاطلاق فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهلهما نعم والله الموفق بمنه وكرمه والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده واله وصحبه ووارثيه وحزبه. تم الكتاب الملك الوهاب نحمد الله عز وجل على ما يسر من المدارسة في هذه الرسالة العظيمة التي ينبغي عليك ان تعيد النظر فيها كرة بعد اخرى لعظيم العلم الذي احتوته والحاجة الماسة الى ما دون فيها. نسأل الله ان يعلمنا واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. الدرس ان شاء الله سيعود الى البرنامج القديم ستكون الدروس اه بعد العشاء في ايام الاسبوع سوى الاثنين والخميس وتكون بعد العشاء في هذا المكان نعود الى ما كنا عليه قبل الاجازة الدروس في ايام الاسبوع سوى الاثنين والخميس بعد العشاء وسنبدأ ان شاء الله يوم الثلاثاء القادم في كتاب اعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي. سنبدأ بعون الله عز وجل مدارسة هذا الكتاب. يوم الثلاثاء ان شاء الله العشاء وسيكون الدرس في هذا المكان وفي كل ايام الاسبوع الا الاثنين والخميس يقول اعد لنا درجات المحبة الجائزة. قلنا محبة الله او المحبة في الله ولاجله. او المحبة التي رخص فيها الله جل وعلا هذه هي المحبات الجائز انواعها الجائزة المحبوبة كذلك ذكرتم المحبة على قسمين ما اقسام الممنوعة؟ كل ما سوى هذه الثلاث فهي انواع ممنوعة كل ما سوى هذه الثلاث فهي انواع ممنوعة وقد تصل الى الشرك بالله وقد تكون امرا محرما فحسب هل يمكن ان تلحق الصغائر بالكبائر عند الاصرار او الاستهانة؟ نعم فلا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وهذا قول جماهير اهل العلم ما حكم من لم يشترط في عمرته او حجه؟ والله اعلم وصلى الله على محمد واله وسلم