الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ محافظ الحاكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. كم شروط العبادة الجواب ثلاثة الاول صدق العزيمة وهو شرط في وجودها. والثاني اخلاص النية والثالث موافقة الشرع الذي امر الله تعالى الا يدان الا به وهما شرطان في قبولها ما هو صدق العزيمة؟ الجواب هو ترك هو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في ان يصدق قوله بفعله. في ان يصدق قوله في ان يصدق قوله بفعله. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيذكر الشيخ رحمه الله هذا السؤال وهو كم شروط العبادة وجاء الجواب بان الشروط ثلاثة الاول صدق العزيمة والثاني اخلاص النية والثالث موافقة الشرع وعامة كلام اهل العلم اذا تناولوا هذا الموضوع فانما يريدون شرط قبول العمل الصالح شرط قبول العبادة وهذا الذي بينه في الشرطين الاخيرين اللذان هما الاخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ما عبر عنه بموافقة الشرع اما الاول وهو صدق العزيمة فعرفه بانه ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في ان قوله بفعله لا شك ان العمل اي عمل لا يمكن ان يكون الا بعزم صادق ومن ذلك العمل الصالح فهو كما ذكر الشيخ رحمه الله شرط في وجود الحسنة في وجود العبادة و قصده رحمه الله واضح لكن ايراد هذا ضمن هذه الشروط للعبادة ربما يكون فيه وقفة فان كان المراد بهذا الشرط انه شرط وجود العبادة فانه يقال انه شرط لكل عمل فكل عمل سواء كان صالحا او فاسدا فلا بد ان تكون العزيمة فيه صادقة والا فانه لا يوجد هذا اولا وثانيا انه ليس شرط ليس الشرط الوحيد في وجود الافعال وقد علمنا في دروس سابقة ان الفعل لا يكون الا باجتماع ثلاثة امور لابد من ارادة جازمة وهو ما عبر عنه الشيخ بصدق العزيمة ولابد من قدرة تامة ولابد من زوال الموانع فما وجه تخصيص هذا الامر على وجه الخصوص وان كان المراد انه يصدق قوله بفعله فيقول القول ويأتي بما يتبعه فليس كل العبادات الفعلية يسبقها اقوال حتى يكون ذلك شرطا في وجودها وان كان المقصود ان تكون عزيمته خالصة لله جل وعلا فلا يتكلم بكلام ونيته غير صالحة وبالتالي فلا يحقق ما يقول فقد رجع هذا الى شرط الاخلاص على كل حال ما ذكره الشيخ ها هنا آآ شيء آآ يتعلق بوجودها و المهم هو ما يتعلق بقبولها بقبول العبادة. وقبول العبادة كما اسلفنا في دروس سابقة يشترط له ثلاثة شروط الاول الاسلام والثاني الاخلاص والثالث متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وزاد بعض اهل العلم شرطا اخر وهو الخشوع وحضور القلب ولا شك ان الارتباط وثيق بين الخشوع وحضور القلب وبين تحصيل الثمرة المرجوة من العبادة وهي الثواب ولذا فالنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان الرجل يصلي وما يكتب له الا نصفها الا ثلثها الا ربعها حتى قال الا عشرها وذلك بحسب حضور القلب هذا امر على كل حال لا ينكر لكنه ليس شرطا في جميع العبادات كثير من العبادات اشترطوا له الخشوع وحضور القلب ولكنه ليس عاما في كل عبادة من العبادات وبالتالي فحينما يورد مع شروط قبول العمل الصالح هكذا باطلاق يكون الامر فيه نوع اشكال لاحظ ان اهل العلم اذا ذكروا هذين الشرطين فانهم يريدون انهما شرطان في كل عمل صالح ويبقى بعد ذلك ان لكل عمل صالح شروطا تخصه اليس كذلك؟ فالصلاة لها شروط تخصها والحج له شروط يخصه وكذلك الصيام هكذا لكن مرادنا هنا هو الشروط التي تعم جميع الاعمال الصالحة فهما اصلان لا يمكن ان يقبل العمل الصالح الا بهما مهما كان هذا العمل ثم انتقل الى تعريف الاخلاص. نعم قال رحمه الله ما معنى اخلاص النية؟ الجواب هو ان يكون مراد العبد بجميع اقواله واعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. وقال تعالى وما لاحد عنده من نعمة جزا الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. وقال تعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. وقال تعالى من كان يريد حرف الاخرة نزت له في حرثه. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب. وغيرها من الايات الاخلاص لله عز وجل هو كما بين المؤلف رحمه الله ان يكون مراد العبد بجميع اقواله واعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى يعني ان اه يقصد العابد المعبود وحده سبحانه وتعالى بالعبادة وهذه قضية معلومة بالضرورة فان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه قال جل وعلا في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وهذا الامر امر عظيم. وهو الاخلاص فان هذه القضية هي القضية التي اقضت مضاجع الصالحين فما عالجوا شيئا اشد عليهم من نيتهم واخلاصهم يقابل الاخلاص امران الرياء وارادة الدنيا بالعمل الصالح فهذان الامران مضادان للاخلاص كما مضى تفصيل ذلك في دروس سابقة في الرياء ان يقصد غير وجه الله سبحانه وتعالى ان يعمل العمل والمراد رؤية الخلق. لنيل مدحهم وثنائهم فهذا البلاء به عظيم وصاحبه على خطر فقد وفى وصف النبي صلى الله عليه وسلم الرياء بالشرك الاصغر وصفه بشرك السرائر الامر الثاني ارادة الانسان بعمله الصالح الدنيا يعني ان يعمل العمل الصالح ويريد نيل شيء من حطام الدنيا بهذا العمل والله جل وعلا يقول من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرف الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب. بقي الشرط الثاني وهو موافقة الشرع يعني متابعة النبي صلى الله عليه وسلم يعني الاصابة اصابة الحق وهو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. كما قال المؤلف رحمه الله في السلم شرط قبول السعي ان يجتمعا فيه اصابة واخلاص مع والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا انها على درجتين درجة واجبة ودرجة مستحبة واذا تحدث اهل العلم في هذا المقام على شرط قبول العمل الصالح فانما يريدون الدرجة الاولى وذلك بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وموافقة هديه وسنته في اصل العمل وشرطه وركنه وواجبه هذا القدر لا بد منه في قبول العمل الصالح وضد ذلك قد يترتب عليه بطلان العمل وقد يترتب عليه نقصان اجره وتفصيل ذلك مضى في درس سابق نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ما هو الشرع الذي امر الله تعالى الا يدان الا به؟ الجواب هي الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام. قال الله تبارك وتعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال تعالى افغير دين الله يبتغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها. وقال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. وقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى ام لهم شركاء شرع لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وغيرها من الايات هذا سؤال مهم ما هو الشرع الذي امر الله تعالى ان لا يدان الا به؟ فاجاب انه الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام الحنيفية هي التوحيد فالتوحيد الله جل وعلا هو الحنيفية التي امر الله عز وجل باتباعها وهو الذي كان عليه ابراهيم عليه السلام. ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا وهذا هو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه. ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وهذه الحنيفية توحيد الله جل وعلا والاقبال عليه والاعراض عما سوى ذلك الاصل في معنى الحنيف هو المائل فالحنف في اللغة الميل ومنه قيل احنف فلان احنف يعني ساقه بها ميل فابراهيم عليه السلام كان حنيفا يعني مائلا عن الشرك الى التوحيد معرضا عن كل احد الا عن ربه تبارك وتعالى ولا شك ان هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قد حاز اعلى درجات تحقيق التوحيد بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فاعظم الناس تحقيقا للتوحيد هما الخليلان محمد صلى الله عليه وسلم ثم ابراهيم عليه السلام ولذا وصفه الله عز وجل بصفات وبين احوال هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تدلك على انه كان من اعظم الناس تحقيقا للتوحيد فهو لاجل الله جل وعلا وظع ابنه بين يديه وسلم السكين لينحره استجابة لامر الله جل وعلا واخراجا لكل تعلق في قلبه لغير الله جل وعلا حتى فداه اعني اسماعيل ربنا جل وعلا بذبح عظيم ابراهيم عليه السلام هو الذي عظم توكله وثقته واعتماده على الله جل وعلا. فلما القي في النار ما توجه ولا ابتغى غير الله وانما قال حسبنا الله ونعم الوكيل فانجاه الله من النار ابراهيم عليه السلام هو الذي قال الله عنه اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ابراهيم عليه السلام هو الذي وصفه الله جل وعلا بقوله اذ جاء ربه بقلب سليم فما اعظم هذا الوصف كان ذا قلب سليم والقلب السليم هو الذي اسلم وسلم وسلم واستسلم وسالم اسلم لله فلم يتكبر ويتمرد ولم يشرك بالله وسلم من كل ما يقطع عن الله جل وعلا من شهوة او شبهة او غفلة وسلم لامر الله جل وعلا واستسلم لقضائه سبحانه وتعالى وسالم اولياءه وعاد اعداءه فلم تأخذه في الله لومة لائم والله جل وعلا حثنا على ان نقتفي اثره عليه الصلاة والسلام قد كانت لكم اسرة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده فهذه الحنيفية توحيد خالص واقبال على الله جل وعلا حتى يكون جل وعلا اليه المنتهى منتهى القصد والحب والرجاء والخوف والاقبال الى الله سبحانه وتعالى فهذا هو الدين الذي لا يقبل الله عز وجل دينا سواه عن التوحيد وآآ دل على هذا قوله جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين وسيأتي معنا ان الاسلام يطلق باطلاق عام وهو التوحيد فيشمل دين جميع الانبياء وبالتالي فمن يبتغي غير الاسلام دينا يعني توحيد الله جل وعلا الاسلام العام او الاسلام الخاص وهذا يطلق على دين النبي صلى الله عليه وسلم. فمنذ بعثته عليه الصلاة والسلام والى قيام الساعة فلا اسلام الا ما جاء به هو عليه الصلاة والسلام فمن يبتغي غير الاسلام دينا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاسلام الخاص دين محمد صلى الله عليه وسلم فلن يقبل وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار فاذا كان هذا في حق اهل الكتاب فكيف بمن هم اردأ منهم وابعد منهم عن الحق من المشركين والوثنيين فدل هذا على ان الله جل وعلا لا يمكن ان يقبل دينا سوى دين محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا من الامر المعلوم من الدين بالضرورة كل من لم يدن بدين النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر بالله. مخلد في عذاب النار ومن لم يؤمن بالله ورسوله فانا اعتدنا للكافرين سعيرا. نعم قال رحمه الله كم مراتب دين الاسلام؟ الجواب هو ثلاث مراتب. الاسلام والايمان والاحسان. وكل واحد منها اذا اطلق شمل الدين كله مراتب الدين بينها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل المشهور واطلاق هذه المراتب له وجها ان يذكر او ان تذكر هذه المراتب في سياق واحد او ان يذكر كل نوع منها على انفراد فاما اذا ذكر الواحد منها على انفراد فانه يشمل المرتبتين الاخريين وبالتالي فتكون المرتبة الواحدة اذا ذكرت على انفراد تدل على الدين كله على دين الاسلام عموما اما في حال الاجتماع فان المعنى يفترق فيدل كل مصطلح او تدل كل مرتبة على معنى خاص فاما الاسلام فيدل على الدين الظاهر واما الايمان فيدل على الدين الباطن واما الاحسان فيدل على اتقان المرتبتين الاوليين ولا شك ان هذه المراتب هي بالترتيب الاسلام وارفع منه الايمان وارفع منه الاحسان واذا قيل ان الاسلام هو الدين الظاهر فلا بد من قدر من الايمان يصححه واذا قيل ان الايمان هو الدين الباطن فلا بد من قدر من الاسلام يصححه وهذه المراتب اعم من حيث ذاتها واخص من حيث اهلها فمرتبة الاسلام اخص من حيث معناها وما يدخل فيها من الحقائق ولذا كانت هي المرتبة الاولى ولذا يدخل فيها كل من انتسب الى هذا الدين ولو كان من اهل الكبائر ولو كان من حديثي العهد بالاسلام من ممن لم آآ يتحقق الايمان في قلبه. قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا. ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوبنا الايمان اعم من حيثما يدخل فيه فهو يشمل الاسلام وزيادة والاحسان اعم من السابقين يعني الاسلام والايمان واما من حيث اهل هذه المراتب فان الامر بالعكس فاهل الاسلام آآ اعم واهل الايمان اخص واهل الاحسان اخص من اهل الايمان. اذا من حيثما يشمله هذا المصطلح وما تشمله هذه المرتبة فان مرتبة الاحسان هي الاعم. واما من حيث من يتصف بذلك فانه اخص. فالصفوة من عباد الله جل وعلا هم الذين يرتقون الى مرتبة الاحسان واكثر منهم من يصل الى مرتبة الايمان واكثر من اولئك من يكون من اهل الاسلام المؤلف رحمه الله تكلم بعد هذا الجواب عن معنى الاسلام ثم انطلق في الكلام عن معنى الايمان واخذ شوطا طويلا واتى في الثلث الاخير من الكتاب الى الكلام عن معنى الاحسان. نعم قال رحمه الله ما معنى الاسلام؟ الجواب معناه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. قال الله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله. وقال تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وقال تعالى فالهكم اله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين الاسلام كما تقدم قبل قليل يطلق باطلاقين اطلاق عام واطلاق خاص اما الاسلام بالاطلاق العام فهو التوحيد. وبالتالي فهو دين الانبياء جميعا. كما قال نوح عليه السلام ان اكون من المسلمين وكما قال ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ربنا واجعلنا مسلمين لك وكما قال يوسف عليه السلام توفني مسلما وكما قال انبياء انبياء بني اسرائيل عليهم السلام اه يحكم بها النبيون الذين اسلموا وكذلك قال جل وعلا ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون الى غير ذلك من الايات التي تدل على ان الاسلام بهذا المعنى هو التوحيد. وبالتالي فيعم دين الانبياء جميعا. اما الاسلام بمعنى خاص فهو دين محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء به من عند الله سبحانه وتعالى. فالاسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ليس الا هذا الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والذي اركانه خمسة كما سيأتي الكلام عنها ان شاء الله اما المعنى العام فهو الذي اراده المؤلف رحمه الله في الجواب. فقال معناه الاستسلام لله بالتوحيد استسلموا لله عز وجل بالتوحيد يذعن لله عز وجل بالتوحيد. يقبل على الله جل وعلا بالتوحيد. بتوحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد والصفات ويقابل ذلك التكبر او الشرك فمن تكبر على الله وتمرد فانه ما استسلم لله وكذلك من اشرك مع الله جل وعلا فانه ما استسلم لله بالتوحيد. قال والانقياد له بالطاعة وهذا متضمن في الاستسلام لله بالتوحيد. لكنه افرد لاهميته ولكنه افرد لاهميته. فلا يمكن ان يستسلم الانسان لله عز وجل بالتوحيد. وهو معرض عن طاعة الله هذا الذي يعرض عن طاعة الله عز وجل بالكلية متول وتولوا وهم معرضون ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين فالله جل وعلا انما ارسل الرسل عليهم الصلاة والسلام بالاسلام بالتوحيد جزاك الله خير لاجل ان يطاع وما ارسلنا من رسول ماذا؟ الا ليطاع باذن الله فمن لم يطع ومن لم يعمل ومن لم تنبعث جوارحه بطاعة الله عز وجل فما دام لله دينا اذا هذا التوحيد وهذا الاسلام لابد فيه من انقياد لله جل وعلا بالطاعة ويقابله التولي الكفري التولي الكفري هو الاعراض عن طاعة الله سبحانه وتعالى بالكلية. اما الذي يطيع ويترك ويعصي فانه اتى بالطاعة في الجملة فهو من اهل الاسلام ولكنه عاص وعلى خطر اما الذي يعرض عن طاعة الله جل وعلا بالكلية فهذا متول وليس له من هذا الدين نصيب الامر الثالث قال والخلوص من الشرك هذا التعريف عرفه او ذكره شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الاصول الثلاثة والذي اعلم انه انما اشتهر عنه وتلقاه الناس عنه بالقبول لكن هذه الجملة في النسخ المعتمدة من الاصول الثلاثة انما جاء فيها بدل هذه الكلمة والبراءة من الشرك واهله ولذا لو تأملت في النسخة المودعة في الدرر السنية وجدت ان الجملة هكذا ليست والخلوص من الشرك انما والبراءة من الشرك واهله وقد تتبعت ما جاء في كلام ائمة الدعوة رحمهم الله في الدرر السنية وكذلك في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية فما وجدت اهل العلم من ائمة الدعوة رحمة الله عليهم يستعملون كلمة الخلوص من الشرك انما يستعملون كلمة البراءة من الشرك واهله فالاولى استعمال هذه الجملة لانها هي المأثورة ولان كلمة الخلوص ربما لا يفهم منها ما يفهم من كلمة البراءة فلا يكفي اولا ان تخلص من الشرك بل لابد ان تخلص ايضا من اهل الشرك والامر الثاني ليس المراد الترك الذي قد يفهم من كلمة الخلوص ان يترك الشرك فحسب هذا القدر غير كاف بل لا بد من اعتقاد بطلان هذا الشرك ولابد من بغضه ولابد من تكفير اهله. ولابد من معاداتهم وهذا المعنى العظيم الذي تظمنته كلمة البراءة قد لا يفهم من كلمة الخلوص لذا فالتعبير بالبراءة من الشرك واهله او لا وقد سمعت قبل قليل قد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم ماذا؟ ان برءاء. انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله؟ تبرأوا من العابدين قبل المعبودات وما حقيقة هذه البراءة؟ كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء؟ ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده فهذا الذي تدل عليه كلمة البراءة اولى من كلمة الخلوص والله اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما الدليل على شموله الدين كله عند الاطلاق؟ الجواب قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وقال صلى الله عليه وسلم افضل الاسلام ايمان بالله وغير ذلك كثير. نعم. وكذلك الشأن في الايمان وكذلك الشأن في الايمان وسيأتي بيان ادلة ذلك. فاذا اطلق احد هذين او هاتين الكلمتين فانها تشمل الدين كله. نعم قال رحمه الله ما الدليل على تعريفه بالاركان الخمسة عند التفصيل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل عليه السلام اياه عن الدين الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا وقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس فذكر فذكرها فذكر هذه غير انه قدم الحج على صوم رمضان وكلاهما في الصحيحين الاسلام كل ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم واركان ذلك هذه الامور الخمسة. وسيأتي سؤال وجواب عن كل واحد من هذه الاركان على وجه التفصيل. نعم قال رحمه الله ما محل الشهادتين من الدين؟ الجواب لا يدخل العبد في الدين الا بهما. قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله الحديث وغير ذلك كثير لا شك ان الشهادتين محلهما من الدين محل رفيع فهما الدين كله ظاهره وباطنه واوله واخره الشهادتان اول ما يدخل بهما في الدين واخر ما يخرج به من الدنيا ومن كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة شهادة ان لا اله الا الله وقرينتها شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم اول الواجبات واول الاوليات واهم المهمات فهذه الشهادة هي مفتاح الاسلام ومفتاح دار السلام ولاجل هذه الشهادة خلق الله الخلق وخلق الجنة والنار وعلى هذه الشهادة انقسم الناس الى اهل سعادة والى اهل شقاوة وهذه الكلمة هي اعظم اركان الاسلام واعلى شعب الايمان فماذا يقول الانسان عن هذه الشهادة العظيمة ويكفي انها الشهادة التي شهد الله عز وجل بها لنفسه. شهد الله انه لا اله الا هو فهذه اعظم شهادة من اعظم شاهد على اعظم مشهود عليه الشهادة تعني النطق او الاخبار بما يعلم ويتحقق او بما يعلم ويتيقن منه وبالتالي فاذا قال القائل اشهد ان لا اله الا الله يعني انطق او اخبر بما اعلم واتيقن من انه لا اله الا الله اذا الشهادة تتضمن هذه الامور الثلاثة اولا لابد من يقين لابد من تحقق فان الشهادة في اصلها هي بمعنى الحضور فمن شهد منكم الشهر فليصمه وهذا الحضور وهذا التحقق قد يكون بالبصر وقد يكون بالبصيرة فانت انما تشهد على ما تتيقن على ما رأيته بعينك لا ما تشك فيه او تشهد بما تتحققه في قلبك وتراه ببصيرتك والامر الثاني لابد من علم فالجاهل لا يشهد لا يمكن ان يشهد شاهد على ما يجهل بل لابد ان يكون بما يشهد عليه ولابد ايضا من ان يتكلم لابد من ان ينطق لا بد ان يخبر بما في قلبه من هذا العلم يقين وبالتالي فانه لا يمكن ان يكون مسلما حتى ينطق بهذا المعنى الذي في قلبه فيقول اشهد ان لا اله الا الله الا اذا كان معذورا بالبكم عنده علة في لسانه فانه معذور. واما ما سوى ذلك فلو زعم زاعم ان في قلبه علما ويقينا بهذا المعنى العظيم وما تظمنته لا اله الا الله من المعنى لكنه امتنع عن النطق بلا اله الا الله فان ذلك لا ينفعه بالاجماع المعلوم من الدين بالضرورة اذا الخلاصة ان هذه الشهادة تجمع بين اعتقاد ونطق فلا يكفي نطق عن اعتقاد ولا يكفي اعتقاد عن نطق. بل لا بد ان يجتمع فيهما الامران ثم لازموا ذلك حصول العمل كما سيأتي بيان ذلك في شروط لا اله الا الله. لعلنا نكتفي بهذا القدر و نكمل ان شاء الله في الدرس القادم باذن الله و قد علمت حفظك الله ان الدروس آآ في اسبوع في ايام الاسبوع سوى الاثنين والخميس. ولكن لظرف طارئ آآ آآ فانني اعتذر عن الحضور في يوم الجمعة والسبت والاحد. والاثنين بطبيعة الحال سيكون آآ ليس هناك درس نكمل ان شاء الله يوم الثلاثاء والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. هل الدورات العلمية التي يستلم من يحضرها جائزة مالية معينة من ارادة الدنيا بالعمل الصالح. لا يمكن الجواب بجواب عام بل الامر راجع الى النية. وقد علمت قاعدة مهمة في هذا الموضوع لدرس ماظ لعلك تراجعه هذا سؤال عجيب يقول الله جل وعلا يقول ثم اوحينا اليك ان يتبع ملة ابراهيم حنيفا وانت تقول ان نبينا صلى الله عليه وسلم اعظم تحقيقا للتوحيد من ابراهيم عليه السلام مع ان النبي صلى الله عليه وسلم امره باتباعه هل يشك مسلم ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم اعظم الناس توحيدا على الاطلاق واعظم تحقيقا للتوحيد من إبراهيم عليه السلام. لا اظن ان هذا مما يشك فيه مسلم. ولا يختلف في هذا اهل العلم البتة والا فلما كان عليه الصلاة والسلام اعظم الناس ايمانا واقربهم الى الله جل وعلا. فهذه قضية متفق عليها بين اهل السنة واما الامر باتباعه صلى الله عليه وسلم لابراهيم عليه السلام فان هذا لا علاقة له بقضية الافضلية فان الاتباع انما كان لانه متقدم عليه زمنا والله جل وعلا امر نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع الانبياء جميعا. الم يقل الله جل وعلا فبهداهم ماذا؟ اقتدر وهل نقول بعد ذلك ان الانبياء جميعا اعظم من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا للتوحيد لاجل هذا يمكن ان يقوله انسان اذا لا تشك ان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم تحقيقا للتوحيد من كل احد من البشر على الاطلاق. حتى من ابراهيم عليه السلام. ويأتي بعده صلى الله عليه وسلم ابراهيم عليه السلام والله جل وعلا فضل بين الانبياء تلك الرسل وفضلنا بعضهم على بعض يقول قولنا اعظم الناس توحيدا نبينا صلى الله عليه وسلم وابراهيم هل فيه قدح في بقية الانبياء؟ لا التفضيل لا يعني عدم افضلية المفضول انتبه قضية التفضيل وان يقال هذا هو الافظل او هذا هو الفاظل ليس قدحا في ماذا؟ في المفضول. فالكل له فضل ولكن بعض اولئك افضل من بعض. اقرب لك الامر. حينما نقول ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افضلهم ابو بكر رضي الله عنه. فهل ازرينا بعمر وهل اصبح عثمان اذا قلنا انه يأتي بعد آآ بعد آآ الصديقين رضي الله عنهما او بعد الشيخين رضي الله عنهما؟ هل ازرينا بعثمان وعلي لا يقول هذا احد فالتفضيل لا يعني الازراء او القدح في المفضول الكل يشترك في الفضل ولكن بعظهم افظل من بعظ. والله عز وجل يخلق ويختار هل الذبيح اسماعيل او اسحاق؟ لا شك انه اسماعيل عليه السلام لدلائل كثيرة هل تصح الصلاة خلف رجل ساحر او كاهن اذا كان ساحرا؟ سحره يقتضي الكفر فلا تشك فلا شك ان الصلاة خلفه لا تجوز فكل من لم تكن صلاته هو غير صحيحة فلا تجوز صلاته بغيره. واذا كان حكم له بالاسلام فان صلاته لغيره صحيحة والقاعدة عند الفقهاء كل من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه