بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر شيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. ما دليل شهادة ان لا لا اله الا الله؟ الجواب قول الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم فاعلم انه لا اله الا الله وقوله تعالى وما من اله الا الله وقوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله الايات. وقوله تعالى قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لا ابتغوا الى ذي العرش سبيلا الايات وغيرها ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه تسليما كثيرا اما بعد فهذا شروع من المؤلف رحمه الله في بيان ما دلت عليه كلمة الاخلاص والتوحيد شهادة ان لا اله الا الله من المعاني العظيمة التي هي في حقيقتها الدين كله اصله وفرعه قال رحمه الله ما دليل شهادة ان لا اله الا الله ما الدليل الذي يدل على ثبوت هذه الشهادة العظيمة فاجاب رحمه الله تعالى بان الدليل قوله سبحانه شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم هذه اعظم شهادة من اعظم شاهد على اعظم مشهود به وهو انه لا اله الا هو جل ربنا وتعالى قال وقوله فاعلم انه لا اله الا الله هذا امر بالعلم بهذا المعلوم العظيم والمعلوم الخطر والمعلوم الخطير الا وهو انه لا اله الا الله سبحانه وجل في علاه كذلك قوله سبحانه وما من اله الا الله ولاحظ ان الاية تدلت على ثبوت الالهية لله عز وجل وحده ونفي الالهية عما سواه فاله هنا نكرة في سياق النفي ودخول من عند اهل اللغة في مثل هذا السياق يدل على تأكيد العموم فاذا كانت النكرة في سياق النفي تدل على العموم فلا اله البتة الا الله سبحانه فجاءت من لتؤكد هذا العموم وهذا يعني انتفاء الهية كل احد على سبيل الاستغراق الا رب العالمين الغني الحميد سبحانه وتعالى ايضا استدل بقول الله جل وعلا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله الشاهد في قوله وما كان معه من اله ولاحظ هنا ايضا ان من دخلت لتؤكد العموم فانه لو قيل وما كان معه اله لدل هذا على نفي كل معبود سوى الله عز وجل فعبادته باطلة فجاء بمن التي اكدت هذا العموم ايضا كما جاء بمن في نفي اتخاذ الله سبحانه وتعالى ولدا جل وعلا ما اتخذ الله من ولد ولو قال ما اتخذ الله ولدا لدل هذا على نفي ان يكون الله عز وجل ابا لاحد البتة لكنه زادها تأكيدا للعموم وقل مثل هذا في قوله تعالى قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا قال بعض اهل العلم اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا يعني بالمغالبة فتكون الاية على نسق قوله تعالى ولا على بعضهم على بعض يعني لا يرضى الاله الحق ان يكون معه اله سواه سبحانه وتعالى وبالتالي فانه سوف يغالب ويقهر كل اله سواه لانه لا يرضى ان يكون لعهو شريك في الالهية هذا اذا فرض وجود اله مع الله جل وعلا والواقع ان انتظام الكون يدل على ان مدبره هو الاله الحق الواحد وهو الله سبحانه وتعالى اذا لم تحصل مغالبة وبالتالي فلم يكن مع الله جل وعلا اله غيره واختار بعض المحققين ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكذلك تلميذه ابن القيم ان المعنى في الاية اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا بطلب الزلفى والعبادة والاقبال عليه وعليه فتكون هذه الاية دالة على نحو ما دل عليه قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه والمعنى لو كان معه الهة كما يدعي هؤلاء فان هؤلاء الالهة المعبودة دون الله سبحانه حقيقتها انها عابدة لله عز وجل هذه التي تعبدون هي نفسها تعبد الله فكيف تعبدون العابد ولا تعبدون المعبود هذا امر قبيح في العقل كان ينبغي عليكم ان تعبدوا من يعبده هؤلاء الذين تزعمونهم الهة فهذا من ادل الادلة واسرحها على توحيد ربنا سبحانه وتعالى وهذا الوجه ارجح الوجهين في الاية والله تعالى اعلم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ما معنى شهادة ان لا اله الا الله؟ الجواب معناها ان في العبادة عن كل ما سوى الله تعالى واثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته. كما انه ليس له شريك في ملكه. قال الله تعالى ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير وصل المؤلف رحمه الله الى مسألة هي اهم المسائل واعظمها الا وهي ما المعنى الذي دلت عليه كلمة التوحيد؟ لا اله الا الله هذا امر عظيم ومسألة كبرى لان الله جل وعلا انما خلقنا لاجل هذه الكلمة العظيمة ان نقولها وان نعتقد معناها وان نعمل بمقتضاها وبالتالي فانه لا يمكن ان نقوم بهذا الواجب ونحن جاهلون بهذا المعنى العظيم الذي دلت عليه هذه الكلمة العظيمة ولاحظ يا رعاك الله ان معنى لا اله الا الله من اوضح الاشياء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعجب كل العجب ان بعض المسلمين لم يفهم المعنى الصحيح الذي دلت عليه هذه الكلمة مع وضوحه يا لله العجب من اناس يرددون لا اله الا الله صباح مساء لكنهم مع الاسف الشديد يناقضون ما دلت عليه هذه الكلمة وبالتالي فانهم لا ينتفعون بهذا الترداد ولو استمر معهم ابد الدهر ومن الاسباب التي دلت على وقوع هذا الخطأ الفادح منهم جهلهم بما دلت عليه لا اله الا الله ولذا لو سألت بعض المسلمين عن معنى لا اله الا الله لربما وجدت ان الجواب الصواب قليل فيما تسمع مع كل اسف فما المعنى الذي دلت عليه لا اله الا الله؟ حقا وصدقا الفهم الصواب لهذه الكلمة العظيمة يرتكز على حسن الفهم لامرين وما وقع الخطأ في فهم لا اله الا الله الا من الخطأ فيهما اولا ما معنى كلمة اله وثانيا ما تقدير الخبر لا النافية في هذه الكلمة اذا هذا يجعلنا بحاجة الى ان يكون عندنا فقه في اللغة في المعنى والاعراب المتعلق بهذه الكلمة اما الامر الاول وهو ما معنى كلمة اله في اللغة فالجواب ان اله في اللغة تعني معبود فالعرب انما تعرف من هذه الكلمة ومن مصدرها معنى العبادة العبودية دون ما سوى ذلك فالها بمعنى عبدة واله فعال بمعنى مفعول بساط بمعنى مبسوط كتاب بمعنى مكتوب. فراش بمعنى مفروش. اله بمعنى مألوه يعني معبود وهذا اجماع من اهل اللغة كما نقله الطبري رحمه الله في تفسيره في الجزء الاول ونقله كثير من علماء اللغة رحمة الله تعالى عليهم اذا المعنى الذي لا معنى غيره لكلمة اله هي معبود اما من ظن ان معنى كلمة اله خالق او رب او غني عما سواه مفتقر اليه كل ما عداه فهذا لم يوفق الى المعنى الصحيح لكلمة اله. وبالتالي سيقع الخطأ هنا ولابد ممن لم يفهم المعنى الصواب لهذه الكلمة المهمة اذا علمنا ان معنى كلمة اله هي ماذا معبود هذا الذي اجمع عليه اهل اللغة ودلت عليه شواهد اللغة اله يأله عبد يعبد؟ فهو اله يعني عابد. وذاك مألوه يعني معبود وجمع هذه الكلمة الهة والاصل الذي كان ينبغي ويجب الا يكون لهذه الكلمة جمع الواجب الا يكون لهذه الكلمة جمع لان الاله لا يجوز ان يكون الا الله وحده سبحانه لكن لما اشتالت الشياطين كثيرا من بني ادم فعبدوا غير الله اصبحت هذه الكلمة لها جمع فكان هناك جمع لها ولذا قالت قالت اهل الجاهلية اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب فجمعوا كلمة كلمة الهة كلمة اله على الهة اذا اله تعني معبود سواء عبد بحق او عبد بباطل تنبه الى هذه المسألة الثانية كل ما عبد فهو اله بالنسبة الى عابده. عابده اتخذه ماذا الها وقد يكون هذا الاله حقا اذا عبد الله وقد يكون الها باطلا اذا عبد غير الله الامر الثاني ما الامر الثاني الذي يرتكز عليه الفهم الصحيح للا اله الا الله ان نعرف ما الخبر المقدر لا النافية وهذا يجرنا الى ان نأخذ المامة سريعة باعراب لا اله الا الله لا اله الا الله لاحظ معي لا اله الا الله. كم كلمة اربع كلمات لا هي النافية للجنس العاملة عمله انا اوليس ليس غلط لو كانت عاملة عمل الا لكان النطق بلا اله الا الله لا اله الا الله وبالتالي لو كانت العاملة عمل ليس لم تدل على معنى الوحدانية لم لان لا العامل عمل ليس انما تدل على نفي الوحدة ولا تدل على نفي الجنس ولذا فانه يصح ان اقول لا رجل في الدار بالرجلات لكن لا يصح ان اقول لا رجل في الدار بل رجلان هذا الكلام غلط لان لا النافية للجنس ماذا تصنع تنفي جنس ما دخلت عليه ولذا تسمى لا التبرئة فهي تبرأ جنس اسمها الذي دخلت عليه تبرأه من المعنى الذي دخلت عليه او دخل عليه هذا النفي ولا النافية للجنس ابلغوا ما تكونوا من ادوات النفي قال اهل اللغة لا النافية للجنس اقعد بالنفي من ماء ما اداة نفي ولاء ابلغ منها في النفي. ولذلك جاءت في كلمة التوحيد. طيب قلنا لا النافية للجنس تعمل عمله ان ان ماذا تحتاج اسم وخبر كما ان ان تدل او تحتاج الى اسم وخبر فما اسمها الى الى اسمه لا النافية للجنس العاملة عملائنا وما اعراب او ما حال هذا الاسم هم منصوبة لا الصواب انه مبني في محل نصب لان اسم لا اذا كان مفردا يعني غير مضاف ولا شبه مضاف فانه يبنى على ما ينصب به لو كان معربا اذا اله على الصحيح من كلام اللغويين اسم مبني في محل نصب واختلفوا في سبب البناء فالاكثر على انه تركب معنا تركيب خمسة عشر وبعضهم قال لانه وجد في هذا التركيب في لا اله وامثالها. معنى من التي تدل على استغراق النفي. لكن الاول هو الاقرب لا اله طيب الان عرفنا الاسم فعن اي شيء نبحث نبحث عن الخبر فاين الخبر الخبر الصواب انه محذوف قيلت اقوال لكن جماهير اهل اللغة على ان الخبر ها هنا محذوف وهذا هو الغالب على خبر لا الغالب ان يحذف وشاع في ذا الباب اسقاط الخبر اذا المراد مع سقوطه ظهر بل ان بعض العرب كبني تميم وكطائيين يلتزمون نفيه بل قال ابن هشام كثر حذف خبري لا حتى لا يكاد يذكر حتى لا يكاد يذكر ولا سيما اذا كان ذلك بعد اذا كان في السياق الا اذا كان في السياق الا اذا خبر لا عرفنا انه ماذا محذوف. فيا ترى ما هو التقدير لهذا الخبر المحذوف للناس في هذا اقوال اشهرها ثلاثة اقوال الاول قالوا نقدر الخبر موجود وبالتالي فلا اله الا الله تعني لا اله موجود الا الله وهذا التقدير تقرأه كثيرا في كتب التفاسير او كتب اللغة مع كونه خطأ بل هو خطأ فادح فلا يصح ان نقدر خبرنا بكلمة ماذا؟ موجود. لم؟ لانه يترتب على هذا احد خطأين اما الاول فهو ايهام معنى الاتحاد يعني ان كل ما عبد فهو الله لا اله موجود لا معبود موجود الا الله. اذا كل معبود فهو الله. فصارت المعبودات هي الله. صارت هي هو. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولا شك ان هذا من اعظم الكفر بالله عز وجل ان يعتقد ان الله عز وجل هو كل شيء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا اذا من الخطأ تقدير الخبر ها هنا بموجود. ولاحظ ان هذا الذي يذكره اهل العلم من تخطئة هذا التقدير انما هو لما يلزم عليه لا لان كل قائل بهذا التقدير قائل بهذا اللازم انتبهت لاننا نقول هذا يلزم على هذا القول ولازم القول ليس بقول ولكنه دليل على صحته او بطلانه نحن نستفيد من اللازم هنا ماذا معرفة هل هذا القول ماذا صحيح او غير صحيح. لا اننا ننسب هذا القول لكل من قدر هذا التقدير فاننا نجزم ان كل من قدر هذا التقدير من غير اهل الحلول والاتحاد هو في الحقيقة يبرأ الى الله من هذا التقدير لما قدره لم يكن يخطر بباله ان هذا لازم على هذا التقدير. لكننا نقول هذا اللازم يدل على ان هذا القول خطأ او وهو الخطأ الاخر مخالفة الواقع ولا يمكننا ان نخالف الواقع فكأن الذي يقول هذا التقدير لم يعبد احد الا الله وهل هذا الكلام واقع هل هذا الكلام صحيح هل لم يعبد في الواقع الا الله اجيبوا يا جماعة ما رأيك يا شيخ هل عبد غير الله عبدت كثير من الالهة مع الله عز وجل. كل شيء يكاد ان يكون قد عبد. نسأل الله العافية والسلامة فالاشجار عبدت والاشجار عبدت والاصنام عبدت والشمس عبد. عبدت والقمر عبد. والاشخاص عبدوا الحيوانات عبدت واشياء كثيرة عبدت اذا المعبودات كثيرة. واذا قال الله جل وعلا عن المشركين اجعل ها الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب اذا من الخطأ ان نقول انه لا اله موجود لم يعبد احد الا الله لان المعبودات سوى الله عز وجل كثيرة اذا هذا التقدير خلصنا الى انه تقدير غير صحيح. طيب التقدير الثاني قالوا نقدر الخبر لنا وبالتالي فتكون لا اله الا الله بمعنى لا معبود ها لنا الا الله ما رأيكم هذا التقدير ايضا غير صحيح لماذا لانه يدل على ان الذي نعبده معشر المسلمين هو الله لكنه لا يدل على انه الواجب ان يكون معبودا باطلاقه بمعنى يصح ان تقول على هذا التقدير لا معبود لنا الا الله لكن يجوز ان يكون لغيرنا معبود سواه وبالتالي فلم تكن لا اله الا الله دالة على استغراق النفي لكل ما سوى الله جل وعلا من المعبودات. طيب التقدير الثالث وهو التقدير الحق الصواب الذي لا يصح غيره هو حق او بحق ان شئت قدره كلمة مفردة او قدره بشبه جملة كله صواب لا معبود حق او لا معبود بحق الا الله وهذا هو الذي دلت عليه دلائل كثيرة من الكتاب والسنة كما سيأتي وهو الذي اجمع عليه المسلمون قاطبة سوى شذاذ اهل البدع وسيأتي الاستدلال على هذا ان شاء الله بقي عندنا الا الله الا اداة استثناء و اسم الجلالة وقع فيه خلاف طويل في اعرابه الصواب اولا انه مرفوع لا منصوب وهذا هو المشهور عند اهل اللغة ثم هل هذا الرفع على البدنية او على الخبرية الصواب انه على البدلية ثم هو بدل هذا الاسم بدل عن ماذا الاقرب والله تعالى اعلم انه بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف هذا احسن ما يمكن ان يقال في اعراب اسم الجلالة الله انه خبر آآ انه بدل عن الاسم بدل عن الضمير المستتر في خبر لا المحذوف قال في هذا ابن هشام رحمه الله وهذا التقدير لا كلفة فيه واختاره بعض المتأخرين وهذا الاقرب والله اعلم. ونص عليه جماعة من المفسرين الخلاصة يا ايها الاخوة اننا فهمنا هاتين المقدمتين المهمتين الا وهي ان اله تعني معبود وان خبر لا حق وبالتالي اصبح معنى لا اله الا الله لنا واضحا اذا اردت المعنى باختصار فهو لا معبود حق الا الله واذا اردت المعنى على وجه التفصيل فانه ما ذكر المؤلف رحمه الله نفس استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى واثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته كما انه ليس له شريك في ملكه. يعني نفي استحقاق العبادة عما سوى الله واثباتها لله وحده اذا لا اله الا الله اشتملت على شقين وان شئت فسمهما اشتملت او وان شئت فقل اشتملت على ركنين الركن الاول هو النفي وهو ما دل عليه شطرها الاول لا اله اما الشق الثاني فهو ركنها الاخر وهو الذي دل عليه الا الله وهو الاثبات اذا لا اله الا الله نفي واثبات لا اله الا الله تجريد وتفريط لا اله الا الله ولاء براء وولاء ولا يمكن ان يكون التوحيد الا باجتماع هذين الامرين النفي وحده ليس بتفي. النفي وحده ليس بتوحيد لان النفي عدم فضلا عن ان يكون توحيد والاثبات وحده ليس بتوحيد لانه لا يمنع المشاركة فلو قال احد الله اله وكرر هذا مئات المرات فهل يكون قد دخل في الاسلام اجيبوا لو قال الله اله الله اله الله اله وكرر هذا ما حكمه ما اتى بالتوحيد لان الاثبات وحده لا يمنع المشاركة اذا التوحيد مجموع الامرين. النفي والاثبات نفي العبودية عن كل ما سوى الله عز وجل واثباتها لله جل وعلا وحده اذا فهم هذا الامر من الاهمية بمكان فان من الناس من لا يستوعب هذا الامر فيدل لسان حاله او حتى لسان مقاله على ان التوحيد هو الاثبات فقط وبالتالي فهو يقول انا اعبد الله ولا اعبد غيره لكنه لا يعتقد بطلان عبادة سوى الله عز وجل. هو من حيث العمل؟ نعم لا يعبد الا الله لكنه اذا رأى من يعبد وليا او يسجد لقبر او يستغيث بجني فانه لا يبادر الى انكار ذلك ولا يعتقد ان هذا كفر مناقض للا اله الا الله اذا صاحبنا هذا اتى بالاثبات لكن ما اتى بالتوحيد. لم لان الاثبات وحده ليس توحيدا لابد ان يعتقد بطلان عبادة سوى الله عز وجل كل عبادة لغير الله عز وجل يجب ان يعتقد بطلانها ثم ان يثبت العبادة لله جل وعلا وحده اثبات نفي واثبات تجريد وتفريد كفر بالطاغوت وايمان بالله وحده لا شريك له استدل المؤلف رحمه الله على هذا لقوله سبحانه ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل فالاله الحق هو الله وما سواه فهي الهة عند عابديها لكنها الهة ماذا باطلة فجمع ربنا جل وعلا بين الامرين في هذه الاية بين نفي العبادة عما سوى الله واثباتها لله وحده وقل مثل هذا في قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه نفي واثبات وقل مثل هذا في قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. نفي واثبات وقل مثل هذا في قوله تعالى قال افرأيتم ما ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي ها الا رب العالمين نفي هو اثبات قل مثل هذا في قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون ها الا الذي فطرني اين النفي هنا؟ اينما يقابل لا اله انني براء مما تعبدون. اين الاثبات؟ اينما يقابل الا الله الا الذي فطرني وقل مثل هذا في قوله تعالى فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم. نفي واثبات هذا هو حقيقة التوحيد وهكذا دلت سنة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى العظيم الذي جاءت به هذه الكلمة العظيمة التي هي اكبر من السماوات والارض. لا اله الا الله قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين بني الاسلام على خمس. ما اول شيء قال شهادة قال شهادة ان لا اله الا الله جاء في رواية عند مسلم بني الاسلام على ان يعبد الله ولا يشرك به لاحظ معي ان هذه الرواية تفسر لنا ماذا ماذا لا اله الا الله. الرواية الاولى اتت باللفظ والرواية الثانية اتت بتفسير هذا اللفظ معنى لا اله الا الله اي ان يعبد الله ولا يشرك به. ولاحظ ان رواية ثالثة جاءت على ان يوحد الله اذا هذا يعني ان هذا هو التوحيد. الذي ينفعك عند الله عز وجل لا اله الا الله ومعناها وان هذا هو التوحيد وهذه روايات ثلاث في هذا الحديث دلت على معنى التوحيد الذي ينفع العبد عند الله سبحانه وتعالى اذا هذه قضية كبرى يا ايها الاخوة واجب علينا ان نبث هذا المعنى وان ننشره وان نعلمه فان كثيرا من الناس مع الاسف الشديد ما وصلوا الى فهمه الفهم التام الكامل. ولذلك فانهم يخطئون كثيرا في ذلك كم من الناس من يفسر لا اله الا الله بانه لا خالق الا الله. وبالتالي فاذا كان يعتقد ان الله عز وجل هو خالق السماوات والارض فانه لا يبالي بعد ذلك ان يعبد غيره واذا قلت له انت خالفت التوحيد يقول لك لا. انا اقول لا اله الا الله واعتقد المعنى انا اعتقد انه لا خالق الا الله اذا صار الاشراك مع الله عز وجل في العبادة وهو الذي دلت عليه او دل على نفيه لا اله الا الله بالمطابقة غير واضح عنده وبالتالي خالفه المهم ان اعتقد انه لا خالق الا الله. وبالتالي افعل بعد ذلك ما شئت وبعضهم يقول الاله هو المستغني عما سواه والمفتقر اليه كل ما عداه. وبالتالي فاذا اعتقد انه لا اله يعني لا غني عما سواه. ولا لا غني عن ما سواه ولا مفتقرا اليه كل ما عداه الا الله ولو عبد غير الله ولو سجد لغير الله ولو استغاث استغاثة بغير الله فانه ما خرج عن معنى لا اله الا الله ولا شك ان هذا من للباطل او كما ذكرت لك قبل قليل يعبد الله ولا يعبد غيره لكنه لا يكفر بالطاغوت فاذا مر في طريقه بمن يعبد غير الله من هؤلاء القبوريين او غيرهم فانه لا يتحرك فيه ساكن ولا يجد في قلبه بغضا وغضبا على هذا الذي يرى ولا يعتقد ان هذا الفعل الذي يفعلونه كفر بالله سبحانه وتعالى وان من اشرك مع الله عز وجل غيره فهو كافر وان الجنة عليه حرام وانه خالد مخلد في عذاب الله لا يعني او لا يستوعب هذا المعنى مع الاسف الشديد والسبب انه ما احسن الفهم وما اصاب فهم هذه الكلمة العظيمة نعم جزاكم الله خيرا قال رحمه الله تعالى ما هي شروط شهادة ان لا اله الا الله التي لا تنفع قائلها الا باجتماعها فيه. الجواب شروطها سبعة. الاول العلم بمعناها نفيا واثباتا. والثاني سيقان القلب بها. الثالث الانقياد لها ظاهرا وباطنا الرابع القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها. الخامس الاخلاص فيها السادس الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط. السابع المحبة لها ولاهلها. والموالاة والمعاداة لاجلها لا اله الا الله يا ايها الاخوة كلمة خفيفة اللفظ لكنها ثقيلة المعنى هي كلمة لا تقال باللسان فحسب بل يجب ان تقال باللسان وان يعتقد معناها بالقلب وان يعمل بمقتضاها والا فلو كان النطق بلا اله الا الله وحده كافيا دون ان يكون مع هذا قيود تقيد بها لو كان الامر كذلك لنفعت لا اله الا الله المنافقين. فانهم كانوا يقولون لا اله الا الله ولكنها لم تنفعهم بل هم في الدرك الاسفل من النار لا اله الا الله لها قيود ثقار وهذا المعنى قد اطبق عليه السلف الصالح واجمع عليه اهل السنة والجماعة ومن ذلك ان الامام الحسن البصري رحمه الله قد جمعه بالفرزدق جنازة زوجة الفرزدق فانتهز الحسن الفرصة وقال للفرزدق ماذا اعددت لهذا اليوم فقال اعددته له لا اله الا الله منذ سبعين سنة فقال الحسن رحمه الله نعمة العدة ولكن للا اله الا الله شروط للا اله الا الله ماذا؟ شروط فاياك وقذف المحصنة وفي رواية قال هذا العمود فاين الطرب الطنب يعني الحبل الذي تشد به الخيمة ونحوه اتيت بالعمود وهو لا اله الا الله لكن لا بد ان يقيد هذا وهذه القيود هي شروط لا اله الا الله وكذلك سئل رحمه الله ان قوما يقولون من قال لا اله الا الله دخل الجنة فقال رحمه الله من قال لا اله الا الله وادى حظ وادى حقها وفرضها دخل الجنة وعلق البخاري رحمه الله عن وهب ابن منبه التابعي الجليل رحمه الله انه قيل له ان لا اله الا الله مفتاح الجنة فقال نعم ولكن لكل مفتاح اسنان فان اتيت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح لك اذا هذا المعنى مطبق عليه عند اهل العلم وهو ان الذي لا اله الا الله شروطا وبعض اهل العلم يسميها حقوقا. وبعض اهل العلم يسميها قيودا. سمها بما شئت فلا قفل اصطلاح المقصود هو ان للا اله الا الله قيود او شروط لا تنفع قائلها الا باجتماعها. فهذا وجه تسميتها شروطا. فالشرط عند اهل العلم ما يلزم من عدمه العدم وبالتالي فان من لم يأتي بهذه القيود لا ينتفع بلا اله الا الله واهل العلم من تتبع كلامهم في هذا الباب وجد انهم ينصون على هذا المعنى لكنهم يتفاوتون بين تفصيل واجمال. بعضهم يطلق ان لله الا الله حقوقا وبعضهم يقول شروطا وبعضهم يفصل ذلك على وجه البيان ومن احسن من فعل هذا وفصل وحرر وبين الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب عليه رحمة الله الذي هو حفيد آآ الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب والذي يسمى المجدد او يلقب بالمجدد الثاني عليه هي رحمة الله فانه نص على ان للا اله الا الله سبعة شروط. وقد تلقى اهل العلم بعده كلامه بالقبول واشتهر هذا عند اهل السنة والجماعة. ولو تأملت في هذه الشروط التي ذكرها رحمه الله لوجدت انها جامعة لاصول الاعمال القلبية التي لا بد منها في الانتفاع بلا اله الا الله وان ما سواها فانه عند النظر الصحيح راجع اليها هذه الشروط السبعة هي ما ذكر المؤلف رحمه الله جمعها هو ايضا في كتابه الاخر وهو نظم سلم الوصول في قوله وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت. فانه لم ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها. العلم واليقين والانقياد فادر ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه وجمعها اخر وغير معروف عند اهل العلم لكن بيته مشهور ومعروف علم يقين واخلاص وصدقك مع وانقياد والقبول لها ولاحظ ايضا ان هذه الشروط السبعة ذكرها الشيخ عبدالرحمن في كتابه فتح المجيد وفي بعض رسائله الاخرى وفي كتابه قرة عيون الموحدين اظاف شرطا ثامنا. وهو الكفر بما يعبد من دون الله اظاف الشرط الثامن وهو الكفر بما يعبد من دون الله اذا صارت القسمة او صار العدد عند الشيخ عبدالرحمن تارة سبعة وتارة ثمانية والاكثر من اهل العلم على الاول وهو ان الشروط عدتها سبعة ووجه ذلك ان هذا الشرط الثامن وهو الكفر بما يعبد من دون الله هو عند التأمل شطر لا اله الا الله وليس شرطا لا اله الا الله فهمنا هذه الكفر بما يعبد من دون الله هو النفي الذي هو شطرها الاول اليس كذلك قلنا لا اله الا الله هي بمعنى قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فصار الكفر بما يعبد من دون الله من المعنى وليس شرطا في الانتفاع بلا اله الا الله. بمعنى ان الشيء لا يشترط في نفسه فهذا معنى لا اله الا الله وليس شرطا زائدا على المعنى فهمنا هذه اذا الاولى ان نقول ان الكفر بما يعبد من دون الله هو النفي هو الشطر الاول من لا اله الا الله هو ركن لا اله الا الله وليس شرط لا اله الا الله ولذا من عد هذا شرطا ثامنا فانك تجده يتكلم على الكفر بما يعبد من دون الله عند الكلام عن ركن لا اله الا الله وعند الكلام عن شرط لا اله الا الله وهذا قد يوقع المتلقي في شيء من اللبس على كل حال الامر في هذا يسير. الامر في هذا يسير هذه الشروط السبعة سيفصلها المؤلف رحمه الله ويبين المراد ويستدل لكل شرط منها فيما سيأتي ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ما دليل اشتراط العلم من من الكتاب والسنة؟ الجواب قول الله تعالى الا من شهد بالحق اي بلا اله الا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطق ما نطقوا به بالسنتهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة هذا هو الشرط الاول للا اله الا الله. وهو العلم يعني العلم بمعناها وما معناها النفي والاثبات. نفي الالهية عن كل ما سوى الله. واثبات الالوهية لله وحده اذا لابد حتى تنتفع بلا اله الا الله ان تدرك هذا المعنى وهذا شرط بدهي لا اشكال فيه عقلا كيف يقوم بحق لا اله الا الله. كيف يعمل بمقتضى لا اله الا الله؟ من هو اهل بمعناها هل هذا ممكن اجيبوا يا جماعة غير ممكن الحكم على الشيء فرع عن ماذا؟ عن تصوره. كيف تأتي باعتقاد نفي الالوهية عما سوى الله واعتقاد اثباتها لله وحده ثم تعبد الله عز وجل وحده وتدع عبادة كل ما سواه بل تعتقد كفر كل من عبد غير الله وانت لا تعلم هذا المعنى اذا لا يمكن ان تأتي بلا اله الا الله باعتقادها والعمل بمقتضاها الا اذا كنت ماذا عالما بمعناها فهذا شره فهذا شرط بدهي دل عليه العقل كما انه قد دل عليه الشرع اما الشرع فما ذكر المؤلف رحمه الله وهو قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله نعم عفوا قال الا من شهد بالحق وهم يعلمون. والحق في هذه الاية ذهب كثير من المفسرين من السابقين والمتأخرين الى انه لا اله الا الله الحق ها هنا هو لا اله الا الله. وبالتالي فيكون معنى الاية الا من شهد بلا اله الا الله وهو يعلم معناها الا من شهد بالحق وهم يعلمون. فهؤلاء الذين هم اهل التوفيق والسعادة كذلك قوله تعالى وقد ذكره المؤلف قبل سؤالين فاعلم انه لا اله الا الله. امر الله جل وعلا بالعلم بلا اله الا الله فهو امر واجب بل هو من اوجب الواجبات وهو المقدمة الاولى لي القيام بحق لا اله الا الله وقل مثل هذا في قول الله جل وعلا فاعلموا ان ما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو يعني واعلموا ايضا ان انه لا اله الا هو فامر الله جل وعلا بالعلم بماذا بلا اله الا الله والعلم بلا اله الا الله يعني العلم بلفظها والعلم بمعناها ثم يلزم على هذا اعتقاد هذا المعنى والعمل به ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم كما اخرج الامام مسلم رحمه الله في صحيحه من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة ولاحظ ها هنا ان عندنا قيد وبالتالي حصول النتيجة مرتبط بحصول هذا القيد فلا دخول للجنة وان اتى الانسان بلا اله الا الله حتى يأتي بماذا حتى يأتي بهذا القيد من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله حصلت له النتيجة وهو انه يكون من اهل الجنة ولاحظ ان هذا الحديث وامثاله يجب ان يضم الى الاحاديث الاخرى هذا حديث يجب ان ينضم الى اخوانه حتى يكون الفهم فهما صوابا بمعنى لا يأتين انسان فيقول اذا كان يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة ولو لم يقل لا اله الا الله لان الحديث فيه ماذا اشتراط ماذا؟ العلم فقط الجواب ان هذا الحديث يجب ان يضم اليه الاحاديث الاخرى والاحاديث متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها التقييد بالقول من قال لا اله الا الله وهذا كثير في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. كما ان فيه تقييدا باشياء اخر. ستأتي معنا ان شاء الله. اذا هذا لا يفهم وحده بل هذا مسلك يجب ان يسلكه المسلم في كل ابواب الدين والخلل والخطأ الذي يقع ها هنا هو الذي اوجب الانحراف عند اهل البدع في جميع البدع التي خالفوا فيها الحق فان من اهم الاسباب في حصول الانحراف عن جادة السنة ان تجد هؤلاء المبتدعة يأخذون طرفا من النصوص ويدعون طرفا اخر يأخذون طائفة من الايات والاحاديث ويعرضون عن اخرى اما اهل السنة والجماعة الذين هم اهل الحق فانهم يأخذون النصوص كلها ويؤمنون الكتاب كله ويدخلون في السلم كافة يجعلون الاحاديث بمثابة الحديث الواحد يضمون بعضها الى بعض ويسوقونها مساقا واحدا ويفهمونها فهما واحدا وبالتالي فانهم يفوزون بالصواب اذا من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله مع ها قوله او نطقه بها هذا واحد ومع ضم الشروط الاخرى. ومع ضم الشروط الاخرى. لعل في هذا القدر كفاية. والله تعالى اعلم صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان هذا يطلب اعادة المعنى في قوله تعالى الا اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا قلت الاقرب والله اعلم انهم لابتغوا الى ذي العرش وهو الله عز وجل سبيلا بالطاعة والعبادة وطلب الزلفى لديه هذا هو الاقرب والله تعالى اعلم فتكون هذه الاية على نحو قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. فهؤلاء المعبودون عند هؤلاء المشركين في حقيقة الحال هم عابدون لله جل وعلا الله عز وجل ينعى عليهم كيف تعبدون العابدين وتتركون المعبود الذي يعبدونه هم. والله عز وجل اعلم نعم الضمير المستتر في خبر لا نحن قلنا ما خبر لا حق هو الا الله. فهذا هو الضمير المستتر في هذا الخبر على كل حال يسأل عن قول لفظ الجلالة انا اقول لو قال اسم الجلالة فهو اولى. اذا قال عند اعرابي مثلا كلمة الله يقول اسم الجلالة كثير من علماء اهل السنة المحققين استعملوا هذه الكلمة كلمة لفظ الجلالة لكن لو قلنا ان آآ الاستعمال هو اسم الجلالة في نظري ان هذا اولى يقول ما حكم من اذا دعوته الى البراءة من الشرك والمشركين يقول علي بخاصة نفسي آآ لا اسأل عن هؤلاء هذا عنده خلل في الفهم بل من خاصة نفسك من الامر الذي طلبت منه في نفسك في ايمانك في اعتقادك ان تعتقد ان كل عبادة لغير الله عز وجل فهي باطلة وان هذا العابد قد اشرك مع الله عز وجل وانه لو مات على هذا الشرك فانه خالد مخلد في النار. هذا طلبت منه في خاصة نفسك. وستسأل عن هذا. قد كانت لكم اسوة حسنة. في ابراهيم والذين معه اذا قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ارأيت ابراهيم عليه السلام قد فعل مثل ما فعلت يا عبد الله قال علي بنفسي ولا علاقة لي بهؤلاء ولا يهمني اهم على صواب او خطأ آآ لا يهمني ان احبهم او ابغضهم لا ابالي بذلك ما فعل هذا وهو الذي امرنا باتباعه في ايات كثيرة والله جل وعلا يقول ثم اوحينا اليك انت نعم ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. فالله جل وعلا امرنا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا. والامر للنبي صلى الله عليه وسلم امر لامته يقول امرأة امرأة سعت ثلاثة اشواط ثم خرجت الى الفندق لعدم القدرة على الاكمال ثم عادت من من الغد واتمت فما حكم عمرتها على كل حال مسألة الموالاة في السعي مسألة خلافية عند اهل العلم واذا كانت هذه الاخت لا تزال في مكة فان صح ان تذهب فتسعى سعيا جديدا. خروجا من خلاف من قال بان السعي يشترط فيه الموالاة اه هذا يسأل عن اه حكم من لا يعلم معنى لا اله الا الله. اود ان نتنبه هنا الى الفرق بين امرين بين من لا يعلم معنى لا اله الا الله كما يحكيه اهل العلم او كما يصوغه اهل العلم او كما يعرفه طلاب العلم. لكنه يعلم المعنى باسلوبه. او بما يناسب مستوى عقله فهو يعبر بالتعمير الذي يناسبه. لكن هذا التعبير صواب اذا ليس المطلوب هو ان يحفظ هذه الالفاظ لا معبود حق الا الله او نفي استحقاق العبودية عما سوى الله واثباته لله وحده. هو المقصود ان يصل الى هذا المعنى وان عبر عن هذا بما يشاء. يعني لو جاء العامي وقال المعنى انني اعبد الله ولا اعبد غيره. وان هؤلاء الذين يعبدون المسيح او يعبدون بوذا او يعبدون القبور ان هؤلاء على دين باطل وانهم ليسوا مسلمين او معنى هذا الكلام فانه وبالتالي يكون اتى بمعنى لا اله الا الله والله تعالى اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه