بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه علام السنة المنشورة ما هو الايمان؟ الجواب الايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل اهله فيه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله بعد ان بين الاسلام واركانه الى الايمان فقال ما هو الايمان الايمان هو الامر العظيم الذي خلقنا الله جل وعلا لاجله ورتب عليه كل خير في الدنيا والاخرة ومن تأمل الكتاب والسنة وجد ان الله جل وعلا رتب على الايمان اكثر من مئة خصلة من خصال الخير وقضية الايمان وتعريفه من اهم القضايا التي ينبغي العناية بها نظرا لكثرة الخلل والخطأ في هذا الامر فان الناس قد اختلفوا في حقيقة الايمان ولوازمه اختلافا كثيرا بل الخلاف في هذه المسألة من اوائل ما وقع فيه الخلاف في هذه الامة اجاب الشيخ رحمه الله على تعريف الايمان انه قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل اهله فيه هذه الجملة المختصرة التي اجاب بها الشيخ رحمه الله لخصت منهج اهل السنة والجماعة في باب الايمان فانه قائم على ثلاثة اسس هي التي اوردها الشيخ رحمه الله اولا ان الايمان قول وعمل وثانيا انه يزيد وينقص وثالثا ان اهله متفاوتون فيه هذه الاسس الثلاثة التي يدور عليها مذهب اهل السنة والجماعة في باب الايمان اما تعريفة من حيث هو فانه قول وعمل واذا اطلق اهل العلم ان الايمان قول وعمل فان مرادهم انه قول مخصوص وعمل مخصوص لا انه قول مطلق وعمل مطلق ثمان هذا الاجمال له تفصيل ففصل المؤلف رحمه الله كون الايمان قولا وعمل الى انه خمسة اشياء منها يتركب الايمان وهو انه قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح تنبه رعاك الله في هذا المقام الى ان اهل السنة والجماعة لهم في تعريف الايمان عبارات مختلفة الالفاظ متفقة المعاني الغالب على المتقدمين ان يعرفوا الايمان بانه قول وعمل هذا هو الغالب على المتقدمين فالقسمة عندهم ثنائية هذا الاجمال يرجع الى تفسير ويرجع الى تفصيل فمرادهم بكونه قول القلب واللسان انه قول انه قول وعمل انه قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح هكذا يفسر عامة اهل العلم يجعلون هذه القسمة الثنائية تؤول الى قسمة رباعية يفسرون القسمين باربعة اقسام قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح وبعضهم يجعل تفسير القسمة الثنائية قسمة خماسية كما فعل المؤلف رحمه الله وها هنا وكما فعل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العقيدة الواسطية فيقول هؤلاء هو قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح فعادت القسمة الثنائية عندهم الى هذه القسمة الخماسية والغالب على المتأخرين ان يجعلوا القسمة ثلاثية فيقولون الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ولربما وجدت بعضهم يجمع بين القسمة الثنائية والقسمة الثلاثية في سياق واحد كما فعل ابو حاتم الرازي لما حكى عقيدته التي هو عليها وعليها ايضا من ادرك من اهل العلم قال الايمان قول وعمل وقول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح وهذا ايضا فيه زيادة بيان وايضاح اذا هذا الاختلاف في التعبير عن حقيقة الايمان ما هو الا اختلاف في الالفاظ اما المعنى فواحد فسواء قيل ان الايمان قسمان قول وعمل او ثلاثة اقسام او اربعة او خمسة او ربما زاد بعض اهل العلم زيادة غير ما سبق وهي اضافة كلمة نية او اظافة كلمة اتباع السنة او غير ذلك من هذه الالفاظ فكل ذلك يرجع الى معنى واحد الاختلاف انما هو في الالفاظ في زيادة الايضاح البيان لا اقل ولا اكثر والا فالمعنى لو دققت لوجدته واحدا في كل هذه التعبيرات والمؤلف رحمه الله سارة كما ذكرت لك على الايضاحي والتفصيل الكامل بان الايمان يرجع الى هذه الخمسة اقسام قول وعمل ومعنى ذلك انه قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح وهذا كما اسلفت لك هو الذي سلكه شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه العقيدة الواسطية وشيخ الاسلام ذكر تفسير كلام اهل العلم بانه قول وعمل في مواضع عدة في كتبه الا انه في كل المواظع في كتبه مما وقفت عليه يجعل القسمة رباعية الا في هذا الموضع الوحيد وهو في الواسطية جعل القسمة خماسية وبعض اهل العلم شكك في النسخة نسخة الوسطية وانه خطأ في النسخة وان شيخ الاسلام انما يقول انه قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح دون اضافة عمل اللسان وهذا ما ذكره الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمة الله عليه مفتي الديار في تعليقه على الوسطية ولكن هذا القول غير صحيح بل شيخ الاسلام ذكر في الواسطية في النسخة الصحيحة الثابتة التي قرأت عليه ان القسمة خماسية وكذلك في مناظرته على الواسطية ذكر هذه القسمة الخماسية وان كان هذا كما ذكرت لك ما سلكه في غير هذا الموضع. وكذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله تتبعت كلامه في كتبه فوجدت انه يجعل القسمة رباعية وهكذا غيرهما من اهل العلم والامر في ذلك على كل حال يسير فالمعنى واحد الذي اظاف عمل اللسان رأى انه يجدر افراده بالذكر فالاعمال التي تقوم باللسان هي الاعمال الصالحة من تلاوة كتاب الله والذكر والاذان والاقامة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما الى ذلك وخص قول اللسان بمفتاح دخول الاسلام وهو قول لا اله الا الله واما ما سوى ذلك فجعله عملا للسان والذي لم يذكر هذا القسم رأى ان قول اللسان شيء واحد يشمل شهادة التوحيد وغيرها من الاعمال الصالحة التي تقوم باللسان وهذا كله على كل حال اختلاف في التقسيم لا اقل ولا اكثر الايمان قول وعمل قول القلب واللسان. وعمل القلب واللسان والجوارح. قول القلب هو تصديقه وايقانه يصدق ويوقن بالله جل وعلا بربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته ويصدق ويوقن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبكل ما جاء به صلى الله عليه وسلم كل ذلك داخل في قول القلب ان يصدق بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبكل ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم اما قول اللسان فكما قدمت لك قبل قليل هو كل الاعمال الصالحة التي تكون باللسان فانها جميعا ايمان فقول لا اله الا الله ايمان وكذلك التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن وكذلك الاذان والاقامة وكذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى غير ذلك من الاعمال الصالحة التي تكون باللسان فهي جميعا ايمان اما عمل القلب فانه الاعمال الصالحة التي تقوم بالقلب من المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمحبة في الله للمؤمنين والخوف والرجاء والاخبات والاخلاص والتوكل وما الى ذلك من هذه الاعمال الصالحة التي محلها القلب كلها ايمان واما عمل الجوارح فانه الاعمال الصالحة التي تقوم بالبدن كالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وغير ذلك من الاعمال الصالحة التي محلها الجوارح فهذا كله ايمان اذا كل ما قام بالباطن او الظاهر مما امر الله جل وعلا به وحث عليه نبيه صلى الله عليه وسلم فانه ايمان وهو يتركب من هذه الامور التي ذكرتها لك وحكم هذا الايمان انه يزيد وينقص فكونه يزيد وينقص هذا حكم هذا الايمان وسيأتي الكلام فيه عن قريب ان شاء الله وايضا يعتقد اهل السنة ان اهل الايمان متفاضلون فيه فليزو فليسوا فيه على درجة واحدة وهذا ايضا سيأتي البحث فيه ان شاء الله من لطيف ما يذكر ها هنا ما ذكره الشيخ الفاضل حماد الانصاري رحمة الله عليه وهو من كبار علماء اهل السنة في هذه المدينة الطيبة وتوفي عن قريب سنة ثمان عشرة اربع مئة والف للهجرة عليه رحمة الله كان يقول ودون هذا ايضا في مقدمته لتحقيق كتاب تعظيم قدر الصلاة قال الايمان عند اهل السنة يتضمن خمس نونات قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان يقول هذه النونات الخمس هي ماذا هي الايمان عند اهل السنة والجماعة ومن عداهم انقص من هذه النونات فالايمان عند الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ثلاث نونات فقط قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان واما عند مرجئة الفقهاء فالايمان عندهم نونان فقط قول باللسان واعتقاد بالجنابة واما عند مرجئة المتكلمين فانه نون واحدة تصديق بالجنان واما عند الكرامية فهو نون واحدة قول باللسان واما عند الجهمية فانه نون واحدة وهو معرفة بالجنان فهذا تقسيم لطيف آآ ذكره الشيخ رحمة الله عليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما الدليل على كونه قولا وعملا؟ الجواب قال الله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم الاية. وقال تعالى فامنوا بالله ورسوله. وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين الا بهما وهي من عمل القلب اعتقادا ومن عمل اللسان نطقا. لا تنفع الا بتواطئهما. وقال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم يعني صلاتكم الى بيت المقدس قبل تحويل القبلة سمى الصلاة كلها ايمانا وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه واداء الخمس وغيرها من الايمان احسن الله اليكم. واداء الخمس وغيرها من الايمان. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل؟ قال ايمان بالله ورسوله بدأ المؤلف رحمه الله في تفصيل هذه الاسس الثلاثة مبتدئا بالاساس الاول فاورد هذا السؤال وهو ما الدليل على كونه يعني الايمان قولا وعملا اجاب رحمه الله بذكر جملة من الادلة كون الايمان قولا وعملا قضية عليها جملة كبيرة من الادلة حتى ان ابن القيم رحمه الله ذكر في كتابه زاد المعاد ان على كون الايمان قولا وعملا اكثر من مئة دليل اكثر من مئة دليل تدل على ان الايمان قول وعمل وبالتالي فالعمل داخل في مسمى الايمان وتجد اهل العلم يركزون على هذه القضية وهي كون العمل داخلا في مسمى الايمان اكثر من تركيزهم على انه داخل على ان قول اللسان واعتقاد القلب ايمان وذلك لان معترك الخلاف بين اهل السنة والمرجئة انما كان في دخول الاعمال في مسمى الايمان فالمرجئة بطوائفهم وهم في الجملة يرجعون الى الجهمية هذه طائفة والمتكلمون من الاشاعرة والماتوريدية والكرامية ومرجئة الفقهاء هذه الطوائف الاربعة هذه الطوائف الاربع هي التي يرجع اليها المرجئة فهم جميعا اتفقوا على ارجاء يعني تأخير العمل عن حقيقة الايمان لذا اهل العلم يركزون في هذا الباب على الاستدلال على ان العمل داخل في مسمى الايمان والمقصود كما اسلفت لك هو العمل الخاص الذي دل الشرع على ان الله يحبه ويرضاه لنا فكل ذلك من حقيقة الايمان وهذه القضية قضية اجماعية بين السلف الصالح واطبق عليها اهل السنة والجماعة ومن خالف فيها فقد اخطأ الصواب وخالف ما عليه اجماع اهل السنة والجماعة وهذا الاجماع قد حكاه جم غفير لا اقول من نص على ان الايمان قول وعمل بل اقول من نقل الاجماع على ذلك فهم كثر من اهل العلم منهم الاوزاعي رحمه الله ومنهم ابن ابي حاتم ومنهم اسحاق ومنهم الامام البخاري ومنهم كذلك ابو عبيد القاسم ابن سلام ومنهم كذلك ابن عبدالبر ومنهم كذلك محمد ابن نصر المروزي الى غير هؤلاء الى المتوسطين فالمتأخرين من اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من اهل العلم اما الذين نصوا على ان الايمان قول وعمل فانهم كثر بحيث يصعب نقل اقوالهم او حصرها فالامام البخاري رحمه الله يقول كما عند الللكاء باسناد صحيح لقيت اكثر من الف عالم من العلماء في الامصار فما وجدتهم يختلفون ان الايمان قول وعمل ويزيد وينقص وابن بطة رحمه الله في كتابه الايمان ساقى اسماء من وقف عليهم من كلام ابي عبيد يعني نقل عن ابي عبيد القاسم ابن سلمان ابن سلام رحمه الله من وقف عليه من اهل العلم ممن يقول ان الايمان قول وعمل فساق نحوا من مئة وثلاثين من العلماء من التابعين واتباع التابعين من تتبع في كلام اهل العلم لا شك انه سيجد اضعافا هذا العدد عند اهل العلم. اذا هذه قضية مقررة لا اشتباه فيها بوجه من الوجوه اما الاستدلال على كون الايمان قولا وعملا فان المؤلف رحمه الله اورد بعض الادلة التي تدل على دخول جزء من الايمان في حقيقته فمثلا استدل بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه يعني الايمان في قلوبكم اذا ما يقوم بالقلب داخل في ماذا داخل في مسمى الايمان وقد علمنا ان ما يدخل في القلب او ان ما يكون في القلب من الايمان قد يكون قول القلب وقد يكون عمل القلب وهذا كله من الايمان بنص القرآن كذلك استدل رحمه الله بسورة باية سورة الاعراف فامنوا بالله ورسوله وبين ان هذه الاية تترجم حقيقة الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقيقة الشهادتين والقائم بالشهادتين هو الذي امن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن للانسان ان يأتي بالشهادتين الا باجتماع امرين بان ينطق بلسانه وان يعتقد بقلبه ولازم ذلك عمل الجوارح لكن حقيقة الشهادة لابد ان يجتمع فيها الامران لا بد من ان يتواطى اللسان مع القلب فهاتان الشهادتان جعلهم الله جل وعلا في هذه الاية ايمانا فدل هذا على ان الايمان يدخل فيه ماذا يدخل فيه ها القول والاعتقاد يدخل فيه القول والاعتقاد. طيب ثم استدل ايضا بقوله تعالى في سورة البقرة وما كان الله ليضيعه ايمانكم وقد اطبق المفسرون على ان الايمان في هذه الاية هو ماذا هو الصلاة يعني الصلاة الى بيت المقدس قبل تحويل القبلة فتسمية الصلاة ايمانا يدل دلالة واضحة على ان عمل الاركان يعني عمل الجوارح من الايمان وذلك انه اطلق الكل على الجزء واطلاق الكل على الجزء دليل على ليس فقط انه جزء من هذه الحقيقة بل على انه جزء مهم على انه جزء مهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة فالوقوف بعرفة اذا من الحج اليس كذلك بل من اهم اجزاء الحج كذلك لما اخبر الله جل وعلا عن الصلاة بانها ايمان دل هذا على انها جزء من الايمان بل جزء مهم في الايمان والصلاة كما تعلم عمل بالاركان اذا عمل الاركان داخل في مسمى الايمان استدل ايضا رحمه الله فصل فقال سمى الصلاة كلها ايمانا وهي جامعة لعمل القلب ومنه الخشوع واللسان ومنه التكبير والتسبيح والتلاوة في الصلاة والجوارح وذلك برفع اليدين القيام الركوع السجود الجلوس هذه كلها اعمال بالجوارح اذا صارت الصلاة ايمانا وان كان آآ ذلك كذلك فهو راجع الى انها تشمل الاركان الثلاثة للايمان وهي القول والعمل والاعتقاد قال وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه واداء الخمس وغيرها من الايمان المؤلف هنا اتبع ما ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه فانه في كتاب الايمان بوب ابوابا عدة على هذا النسق قال الجهاد من الايمان صوم رمضان احتسابا من الايمان قيام رمضان تطوعا من الايمان قيام ليلة القدر من الايمان فالمؤلف رحمه الله سار على ما ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه واورد البخاري رحمه الله تحت هذا الباب دليلا استنبط منه هذا التبويب فتحت باب الجهاد من الايمان اورد قول النبي صلى الله عليه وسلم تكفل الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه الا ايمان به وبرسله ان يرجعه باجري ان يرجعه باجر وغنيمة او يدخله الجنة وجه الاستنباط كما ذكر شراح الصحيح انه لما كان سبب خروجه هو الايمان سمى الخروج ايمانا تسمية للشيء بسببه لما كان الخروج سببه ماذا لا يخرجه الا ايمان بي وبرسله لما كان سبب الخروج هو الايمان سمى الخروج ايمانا تسمية للشيء بسببه فان العرب تسمي الشيء بسببه هذا وجه تسمية او اطلاق المؤلف رحمه الله على ان الجهاد من الايمان وكما فعل البخاري رحمه الله كذلك لما جاء عند باب ان الصيام احتسابا من الايمان اورد قول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا اه غفر له ما تقدم من ذنبه. فلما كان سبب الصيام الايمان سمى الصيام ايمانا كذلك في قيام رمظان من قام رمظان كذلك في قيام ليلة القدر من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه اذا هذا دليل خاص على دخول هذه الاعمال في مسمى الايمان كذلك اداء الخمس دل عليه ما ثبت في الصحيحين من حديث وفد عبد القيس حينما وفدوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم صلى الله عليه وسلم امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم فقال صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا الخمس من المغنم فهذا الحديث دليل على ان هذه الامور المذكورة في الحديث وهي الشهادتان والصلاة والصيام والزكاة واداء الخمس كل هذا ماذا ايمان فدل هذا على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان قال وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل؟ وهذا الحديث في الصحيحين وغيرهما قال ايمان بالله ورسوله فسمى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان عملا لانه يتضمن العمل سمى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان عملا لانه لما قيل له اي الاعمال افضل قال ايمان بالله ورسوله والقاعدة ان السؤال معاد في الجواب فكأن النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الاعمال ماذا ايمان بالله ورسوله اذا سمى الايمان ماذا عملا لكونه يتضمن يتضمن العمل لكونه يتضمن العمل وعلى كل حال الادلة على كون الاعمال داخلة في حقيقة الايمان ادلة كثيرة جدا كما اسلفت من اصرحها واجمعها ما ثبت في الصحيحين من حديث شعب الايمان قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة هكذا اخرج البخاري واخرج مسلم الايمان بضع وسبعون شعبة كما اخرج مسلم ايضا الرواية بالشك الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة قال صلى الله عليه وسلم فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فتلاحظ يا رعاك الله ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع الاجزاء الثلاثة من الايمان في هذا الحديث فجمع القول وجمع ما يقوم بالقلب وهو الحياء وجمع ما يقوم بالجوارح وهو اماطة الاذى عن الطريق كذلك قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم الطهور شطر الايمان فالطهور عمل فدل هذا على انه من الايمان الاثار عن الصحابة ايضا تدل على هذا ومن تتبع وجد قسطا لا بأس لا بأس به من هذه الاثار ومنها ما علق الامام البخاري رحمه الله في صحيحه وهو اثر صحيح عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه قال ثلاث من جمعهن فقد جمع الايمان الانصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والانفاق من الاقتار فهذه كلها اه فهذه اعمال وصفها عمار رضي الله عنه بانها من الايمان. فدل هذا على ان الاعمال من الايمان لا سيما ما جاء في قوله والانفاق من الاقتار يعني مع الفقر اذا هذه بعض الادلة التي دلت على ان الاعمال داخلة في حقيقة الايمان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما الدليل على زيادة الايمان ونقصانه؟ الجواب قوله تعالى ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وزدناهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى ويزداد الذين امنوا ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا فاخشوهم فزادهم ايمانا وما زادهم الا ايمانا وتسليما وغير ذلك من الايات وقال صلى الله عليه وسلم لو انكم تكونون في كل حالة كحالتكم عندي لصافحتكم الملائكة او كما قال اورد الحاشية التي اورده المؤلف لفظ الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي في الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكني يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات طيب واورد الرواية الاخرى عند احمد لو تكونون لو لو انكم تكونون على لو تكونون او قال لو انكم تكونون على كل حال على الحال التي انتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة فيهم ولا زارتكم في بيوتكم؟ احسنت هذا الاساس الثاني عند اهل السنة والجماعة في باب الايمان وهو ان الايمان يزيد وينقص وهذه ايضا من القضايا الاجماعية بين اهل السنة والجماعة والاجماع عليها نقله جم غفير من علماء اهل السنة كما ان الادلة عليها ادلة يصعب حصرها من الكتاب ومن السنة ومن اثار الصحابة فمن فمن بعدهم من السلف الصالح وتنبه الى ان اهل السنة يرون ان الايمان يزيد وينقص من جهتين من جهة فعل العبد ومن جهة امر الرب سبحانه اما من جهة فعل العبد فالايمان يزيد وينقص سواء ما قام منه بالقلب او ما قام باللسان او ما قام بالجوارح وهذه قضية يشعر بها ويحس بها كل مسلم فانه تارة يزداد ايمانه اعني ايمانه الباطل وايمانه الظاهر وتارة ينقص ذلك ولو تأملت في حالك وفي نفسك لوجدت هذا ظاهرا جليا لك فحالك اليوم مثلا في الغالب ليس كحالك في رمضان وليس كحالك في ليالي العشر الاخير من رمضان مثلا الايمان في الغالب كان زائدا في ذلك الوقت ايمان الباطن حبك واقبالك على الله جل وعلا وخوفك ورجائك فيه او عملك الظاهر من القيام والصيام والذكر والتلاوة وما الى ذلك وكل هذا ايمان تجد انه كان في حال مرتفعة وليس الامر عليه في الغالب كذلك في هذه الايام اذا هذه قضية ايضا لا تقبل الاشتباه بوجه من الوجوه و الشاهد المحسوس من اكبر الادلة ايضا التي تدل على ثبوتها اذا الايمان يزيد وينقص من جهة ما يقوم بالعبد وايظا الايمان يزيد وينقص من جهة امر الرب جل وعلا فالايمان ليس على درجة واحدة لا من جهة ما يقوم به العبد بالفعل بل من جهة ما امر الله عز وجل به توضيح ذلك ان الايمان لم يزل يزداد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى ان كمل قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم اذا الايمان الذي امر الله عز وجل به في السنة الاولى من البعثة ليس هو كالايمان الذي امر الله عز وجل به في السنة الثانية بل لم يزل الايمان ماذا يزداد شيئا فشيء يزداد شيئا فشيئا يعني ان الله عز وجل يأمر بما هو ايمان سواء تعلق بالباطن او تعلق بالظاهر ثم زاد الامر في السنة الثالثة فالرابعة الى اخر العهد النبوي حتى كمل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ايضا الايمان الذي اوجبه الله عز وجل على الناس يزيد وينقص فالايمان الذي اوجبه الله عز وجل على العالم زائد على الايمان الذي اوجبه الله عز وجل على الجاهل بيان ذلك ان القيام بهذا الايمان من جهة الباطن او الظاهر يتبع العلم فلما كان القدر الذي يعلمه العالم اكثر كان الايمان الذي وجب عليه اكثر بخلاف الجاهل فالجاهل لما كان لا يعلم كثيرا من حقائق الايمان فان الله عز وجل لم يوجب عليه الايمان بهذا القدر الذي ما بلغه علمه انتم معي مشايخ انا لا اتكلم الان من حيث ما قام به قد يأمره الله عز وجل بايمان هو لا يقوم به هذا جانب اخر لكن انا اتكلم الان عن الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى ان يؤمن به العالم مثلا بلغه جملة من الايمان الذي يجب عليه ان يعتقده وما بلغ هذا الجاهل خذ مثلا كثير من الجهال الذين هم من عامة المسلمين ما بلغهم حديث القنطرة حديث البخاري من حديث ابي سعيد رضي الله عنه انه يحبس يحبس المؤمنون على قنطرة بين الجنة والنار هذا كثير من الجهال لا يعرف ان هناك ماذا شيء اسمه ماذا؟ قنطرة. طيب العالم او طالب العلم الذي بلغه هذا الحديث؟ ما الواجب عليه ما الشيء الذي اوجبه الله عليه نعم ان يؤمن بهذا الامر. هذا قدر اصبح ماذا واجبا عليه هذا ايمان يقوم بالقلب لانها قضية عقدية هذا القدر من الايمان لم يجب على على الجاهل لانه ماذا لانه ما بلغه العلم بذلك خذ مثلا هناك قدر من الايمان اوجبه الله على الغني لم يجبه على الفقير الزكاة مثلا ايمان او لا نعم ايمان هذا القدر من الايمان اوجبه الله على الغني ولم يوجبه على الفقير لا اتحدث الان عن كونه قام به او لا هذا جانب سابق انا اتكلم على ايجاب الله عز وجل. هذا قدر من الايمان من جهة الفعل من جهة ايتاء الزكاة هذا القدر اوجبه الله على الغني ولم يوجبه على الفقير. اذا على الغني قدر من الايمان زائد على على ما هو عليه الفقير من هذا الجانب من هذه الجهة. اذا كلا الامرين يدخلان في مسألة زيادة الايمان ونقصانه وقد بسط شيخ الاسلام رحمه الله هذه المسألة بسطم لا مزيد عليه في كتاب الايمان الكبير فارجع اليه ان شئت فهم المسألة على صورة واضحة اذا الايمان يزيد وينقص باي شيء يزيد وباي شيء ينقصه الجملة التي درجت عند السلف رحمهم الله انهم يقولون الايمان يزيد بي الطاعة وينقص بالمعصية ولاحظ ان الطاعة تشمل امرين تشمل فعلا وتشمل كفا او تركا الفعل يعني الامور الوجودية التي يفعلها الانسان فهذه ايمان يزيد القيام به مما امر الله عز وجل من القيام به كلما صلى الانسان زاد ايمانه الى سبح وهلل زاد ايمانه ويزيد الامران فالعلاقة بينهما علاقة تلازمية ايمان الباطن وايمان الظاهر فالايمان الباطن يزيد فيؤثر في زيادة العمل والعمل يزيد فيؤثر في في ايمان الباطن فكلا الامرين يؤثر في الاخر الايمان الظاهر يؤثر في الايمان الباطن زيادة والايمان الباطن يؤثر في الايمان ظاهر زيادة وان كان زيادة الايمان بفعل الطاعة او بترك المعصية يتفاوت بحسب بعض الاعتبارات فيتفاوت او تتفاوت زيادة الايمان ب فعل الطاعة من جهة فضلها وجنسها فلا شك ان الايمان الاصل انه يزيد بفعل الواجبات اكثر من زيادته بفعل المستحبات هذا هو الاصل وان كان في احوال خاصة بعض الناس قد يصلح قلبه ويزيد ايمانه بفعل المفضول اكثر من فعله الفاضل لكن الاصل هو ما ذكرت لك ايضا باعتبار ثان وهو ان الايمان يزيد بحسب كثرة الاعمال بحسب كثرة الاعمال. فالايمان يزيد صلاة اربع ركعات اكثر من زيادته بصلاة ركعة وهكذا وذلك واضح لان الاعمال من الايمان فكلما كثر العمل كلما كثر او كلما زاد الايمان. كذلك بحسب وهو اعتبار ثالث بحسب حسن العمل وحسن العمل يرجع الى تحقيق الاخلاص والمتابعة. فكلما كان العمل احسن كلما كانت زيادة الايمان بفعله اكثر و في الجانب الاخر يتفاوت او تتفاوت زيادة الايمان كثرة وما دونها بترك المعصية ايضا لوجه الله عز وجل بحسب قوة الدافع الى المعصية وضعف الدافع الى المعصية فكلما كانت او كلما كان الدافع الى فعل المعصية قويا كان زيادة الايمان بترك هذه المعصية اكثر كلما كان الدافع اقوى كانت زيادة الايمان بتركها اكثر ولذلك من كان شابا قويا نشيطا فتركه معصية الفاحشة او النظر تؤثر في زيادة ايمانه اكثر مما يؤثره ترك كبير السن وذلك لان الدافع في حقه ماذا الدافع في حقه الى فعل المعصية اكبر من غيره اذا كل الاعمال الصالحة كل الطاعات سواء كانت بالباطن او الظاهر تؤثر في ماذا في زيادة الايمان وان كانت في ذاتها تتفاوت بحسب الاعتبارات التي ذكرتها لك ايضا في الجانب الاخر وهو نقصان الايمان فالايمان ينقص والاصل ان نقصانه بفعل المعصية هذا هو الاصل والا فثمة احوال خاصة ينقص فيها الايمان بترك الطاعة وان كان ذلك ليس معصية وذلك مثاله المرأة الحائض بنص الحديث ايمانها ناقص ناقص من جهة معينة وهي من جهة الصلاة الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين وفسر هذا النبي صلى الله عليه وسلم فسر نقصان الدين بماذا انها اذا حاضت لم تصلي ولم تصم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم عدم صلاتها وصيامها في هذا الوقت وقت الحيض جعل ذلك نقصانا في دينها والدين والايمان شيء واحد فهل هي نقص ايمانها بفعل معصية اجيبوا لا لكن لما كان هذا القدر ايمانا الصلاة والصيام ايمان ام لا لما كان هذا القدر ايمان فلم تفعله كان هذا نقصا في حقها بالنسبة لها لو فعلت اليس كذلك؟ يعني في وقت طهرها هي تفعل قدرا من الايمان فيه صلاة وفيه صيام. هذا القدر الذي هو الصلاة والصيام في وقت الحيض اصبح ماذا غير موجود فاذا قارن بين حالها في وقت في وقت طهرها وفي وقت حيضها اصبح هناك زيادة ونقصان من هذه الجهة من جهة الصيام ومن جهة الصلاة. وان كانت قد تكون من جهات اخرى ربما يزيد ايمانها اكثر منها في حال الحيض اذا كانت مثلا تذكر الله كثيرا او آآ تأمر بمعروف او تنهى عن المنكر او تعلم علما الى غير ذلك لكن الاصل هو ان نقصان الايمان يكون بماذا بفعل المعصية وحينما نقول معصية المعصية تشمل فعلا وتشمل تركا ففعل المحرمات معصية ترك الواجبات بلا عذر معصية لا شك ان المعاصي فعلا او تركا كلها مؤثرة في نقصان الايمان وان كان هذا ايضا يتفاوت بحسب بعض الاعتبارات فمن جهة فعل المعاصي لا شك ان ذلك يتفاوت بحسب جنس المعصية فنقصان الايمان بفعل الكبيرة اعظم من نقصانه بفعل الصغيرة وثانيا من حيث الكثرة فنقصان الايمان بفعل معصيتين اعظم من نقصان الايمان بفعل معصية واحدة كذلك من جهة ثالثة وهو من جهة التهاون بها الذي يأتي المعصية متهاونا بها ينقص ايمانه اعظم ممن يأتيها وفي قلبه خوف ووجل وتردد انت خبير بان العاصي ليس على او ان العصاة ليسوا على حال واحدة من الناس من يأتي المعصية كأنما يشرب ماء يتساهل فيها ولا يبالي ومن الناس من يقدم رجلا ويؤخر اخرى ويتردد ويوجل ويخاف وربما يبكي مباشرة بعد المعصية لعظيم ندمه عليها فشتان في نقصان الايمان بين هذا وهذا كذلك المجاهرة بالمعصية دليل على التهاون بها فنقصان الايمان بفعل معصية يجاهر صاحبها بها لا شك انه اعظم من نقصان الايمان بمعصية يستتر الانسان فيها بستر الله عليه هذه اعتبارات يتفاوت فيها نقصان الايمان بفعل المعصية كذلك من جهة الترك من جهة ترك آآ الطاعة الايمان يتفاوت فمن ترك واجبا آآ بلا عذر ليس كمن ترك مستحبا وان كان هذا ليس بمعصية لكنه ترك للطاعة ايضا كانه او مثله مثل ترك الواجب بعذر كحال الحائط فهذا ايضا نقصان في الايمان ايضا يشار ها هنا الى ان نقصان الايمان بفعل المعصية تفاوت بحسب قوة الدافع وظعفه فكلما قل الدافع الى فعل المعصية كلما كان نقصان الايمان اعظم او اقل اعظم اذا قل الدافع الى المعصية كان نقصان الايمان بفعلها اعظم يدل على هذا ما اخرج الامام مسلم رحمه الله في صحيحه قال ثلاث لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة اشيمط زان وعائل مستكبر وملك كذاب لاحظ ان هؤلاء الثلاثة قل الدافع في حقهم لفعل المعصية اشيمط يعني رجل كبير في السن طاعن في السن ومع ذلك يزني والعياذ بالله هذا نقص الايمان في حقه اعظم وبالتالي كانت عقوبته اعظم كذلك عائل يعني فقير ومع ذلك هو ماذا متكبر على اي شيء يتكبر وهو وهو فقير. الدافع عندهم الى فعل هذه المعصية الدافع عنده الى فعل هذه المعصية ماذا ضعيف فكان بفعلها اعظم نقصانا في ايمانه كذلك ملك كذاب ملك حاكم سلطان ما الدافع الذي يدفعه الى ان يكذب فلما كان الدافع الى فعل المعصية في حقه ضعيفة كان نقص الايمان بفعل هذه المعصية اعظم اذا هذه بعض الامور التي اه هي من فقه هذا الباب وهذا من الامور التي ينبغي العناية بها وما احسن ما قال ابو الدرداء رضي الله عنه ان من فقه العبد ان يعلم ايزيد ايمانه ام ينقصه وان من فقه العبد ان يعلم نزغات الشيطان ان تأتيه هذا من الفقه العظيم الذي ينبغي على الانسان ان لا يحرم نفسه منه ان اراد النجاة عند الله سبحانه وتعالى نأتي الان الى ما ورد المؤلف رحمه الله من ادلة زيادة الايمان ونقصانه زيادة الايمان جاءت في القرآن نصا في ستة مواضع اورد المؤلف رحمه الله منها خمسة اورد اية الفتح ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم واورد اية المدثر ويزداد الذين امنوا ايمانا واية التوبة فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا واية ال عمران فاخشوهم فزادهم ايمانا واية الاحزاب وما زادهم الا ايمانا وتسليما وبقيت اية الانفال واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. هذا نص صريح لا لبس فيه ولا شبهة على ان الايمان يزيد وهناك ايات في القرآن بالمعنى دالة على ان الايمان يزيد ومن ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله وزدناهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى والهدى والايمان بمعنى واحد ايضا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم حنظلة حنظلة رضي الله عنه آآ شكى لابي بكر رضي الله عنه ما يحصل من نقصان الايمان بين حال كونه مع النبي صلى الله عليه وسلم وما يكون عليه بعد رجوعه الى بيته ومعافسته لاهله واولاده فهذا يدل على ان الايمان ماذا يزيد وينقص والنبي صلى الله عليه وسلم اخبره انهم لو كانوا على هذه الدرجة العالية من الايمان لصافحتهم الملائكة في الطرقات او على فرشهم فدل هذا على ان الايمان ماذا يزيد وينقص والادلة على هذا كثيرة من ذلك ما اخرج الامام احمد وابو داوود وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. تلاحظ ان هناك في المؤمنين ماذا اكمل اذا هناك زيادة في الايمان وهناك ما هو دونه فيكون نقصا ايضا في الجانب الاخر وهو نقصان الايمان وتلاحظ ان المؤلف رحمه الله ما اورد دليلا ينص على نقصان الايمان والحق ان انه لو لم يرد دليل ينص على ان الايمان ينقص فان الادلة على ان الايمان يزيد هي نفسها كافية في الدلالة على ان الايمان ينقص ووجه ذلك هو ما قال الامام احمد وكذلك ما قال الامام سفيان ابن عيينة وغيرهما ليس شيء يزيد الا وهو ينقص ليس شيء يزيد الا وهو ينقص اذا كان الايمان يقبل الزيادة فهو بالضرورة العقلية يقبل النقص كل ما هو قابل للزيادة فانه ماذا قابل للنقص لما؟ لانه لما زاد دل هذا على انه كان قبله ناقصا اذا القاعدة العقلية كل ما يقبل الزيادة فهو قابل للنقصان. اذا اذا دلت الادلة على ان الايمان يزيد فانها هي نفسها كافية في الدلالة على ان الايمان على ان الايمان ينقص. ومع ذلك فقد جاء في نقصان الايمان عدة ادلة اصلحها ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين والدين والايمان بمعنى فهذا نص صريح على ان الايمان ينقص وفسر النبي صلى الله عليه وسلم نقصان دين اي ايمان المرأة بماذا قال اليس اذا حاضت لم تصلي ولم تصم فدل هذا على ان الايمان ينقص وقل مثل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فهذا يدل على ايمان على ان ايمانه قد نقص حتى انه لم يكن على القدر الذي هو واجب لم يصل الى درجة الايمان الواجب في حال كونه زانيا عياذا بالله كذلك يدل على هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرج الامام مسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه ماذا قال وذلك اضعف الايمان. اقل درجات الايمان التي اه تجب على المسلم هي هذا الامر وهو انه ينكر بقلبه. اذا هذه كلها ادلة تدل على ان الايمان يزيد وينقص كذلك من اثار الصحابة رضي الله عنهم جملة من الادلة فقد اه ثبت عن عمر وعن ابن مسعود وعن معاذ وعن عبد الله ابن رواحة رضي الله عنهم بالفاظ متقاربة انهم كانوا يقولون هلموا نزداد ايمانا اذا كانوا يعتقدون ان الايمان يزيد وبالتالي فهو ينقص عندهم ايضا بل ثبت هذا اللفظ صريحا في قول عمير ابن حبيب الخطمي رضي الله عنه صحابي جليل قال الايمان يزيد وينقص. هكذا بهذا اللفظ الايمان يزيد وينقص قيل فما زيادته ونقصانه قال اذا سبحنا الله وحمدناه وكبرناه فهذه زيادته واذا نسينا وغفلنا وضيعنا فذلك نقصانه. اذا هذه جملة من الادلة التي تدل على نقصان الايمان وزيادة