الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما الدليل على تفاؤل اهل الايمان فيه؟ الجواب قال تعالى والسابقون السابقون اولئك المقربون الى قوله واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين. وقال تعالى اما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم. واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين قال تعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. الايات وفي حديث الشفاعة ان الله يخرج من النار من كان في قلبه وزن دينار من ايمان ثم من كان في قلبه نصف دينار من ايمان وفي رواية يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرا. ثم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن بره ثم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو الاساس الثالث من الاسس التي قام عليها منهج اهل السنة والجماعة في باب الايمان وقد مرت بنا في الدرس الماظي ان الايمان قول وعمل وان الايمان يزيد وينقص وهذا هو الاساس الثالث وهو ان اهل الايمان متفاضلون فيه فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان اهل الايمان ليسوا على مرتبة واحدة او على درجة واحدة بل هم متفاوتون فيه تفاوتا عظيما ودل على هذا ما اورد الشيخ رحمه الله من ايات سورة الواقعة في اولها وفي اخرها ففيها ان المنتسبين لهذا الدين منهم من بلغ درجة عالية في الايمان وهم السابقون ومنهم من كان دون ذلك وهم اصحاب اليمين فلم يكونوا درجة واحدة وبالتالي كان ثوابهم ثوابا مختلفا كما افصحت عن هذا هذه الايات يدل على هذا ايضا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين انا نائم اذ عرض علي ناس وعليهم قمص قمص جمع قميص منها ما يبلغ السدي الثدي جمع ثدي ومنها ما دون ذلك يعني انهم يلبسون ثيابا قصيرة جدا فتخيل ان الثوب لا يكاد يبلغ السرة يبلغ فقط ها هنا يلبس الثوب وحده الى ها هنا ومنها ما هو دون ذلك واختلف الشراح دون ذلك يعني انزل من ذلك واسفل من ذلك او هو اقصر من ذلك يعني ثوب اقصر حتى من ان يبلغ الثدي قال وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه ثوب يجره ثوب يجره يسحب في الارض قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين والدين والايمان بمعنى واحد فدل هذا على ان اهل الايمان ليسوا كدرجة واحدة بل هم درجات متفاوتة هذه المراتب والدرجات قد افصح عنها ما اورد الشيخ رحمه الله في اية فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله هذه الاية دلت على ان اهل الايمان في الجملة يرجعون الى هذه المراتب الثلاث المرتبة الاولى ما دل عليه قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه هذه المرتبة هي مرتبة الايمان المجمل او مرتبة مطلق الايمان او مرتبة اصل الايمان وهذه المرتبة تضم طائفتين الاولى هم الفساق الفساق المليون الذين هم من اهل التوحيد لكنه فساق اما بفعلهم الكبائر او بتركهم بعض الواجبات الصنف الثاني هم من دخل في الاسلام حديثا ولما تدخل حقائق الايمان في قلبه ويدل على هؤلاء قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم والغالب ان من يدخل حديثا في الاسلام فان معه ايمانا مجملا غير متمكن في قلبه ولربما لو شكك في تلك اللحظات الاولى لا شك وربما ارتد وان عافاه الله جل وعلا فان ايمانه يزداد شيئا فشيئا حتى يستقر في قلبه ويثبت فيحسن اسلامه وايمانه اذا هذه هي المرتبة الاولى المرتبة الثانية ما دل عليه قوله تعالى ومنهم مقتصد فهؤلاء هم اهل مرتبة كمال الايمان الواجب وان شئت فقل هم اهل درجة الايمان الواجب واهل هذه المرتبة ارفع درجة من المرتبة السابقة فهؤلاء اتوا بعد اصل الايمان بفعل الواجبات وترك الكبائر فهؤلاء حصلوا هذه المرتبة العظيمة وهي مرتبة كمال الايمان الواجب المرتبة الثالثة هي مرتبة كمال الايمان المستحب وانقذ وان شئت فقل مرتبة الايمان المستحب وهؤلاء اتوا باصل الايمان وكماله الواجب وزادوا على هذا فعل المستحبات وترك المكروهات والمشتبهات وفضول المباحات وهؤلاء اعلى الدرجات هؤلاء هم السابقون بالخيرات هؤلاء هم المعنيون بقوله تعالى والسابقون السابقون اولئك المقربون والمرتبة الثانية والثالثة يطلق على اهلها اهل الايمان المطلق فالايمان المطلق يعني الايمان الكامل ومطلق الايمان يعني اصل الايمان والايمان الكامل كما قد علمت على درجتين فكماله ينقسم الى كمال واجب والى كمال مستحب هذه المراتب الثلاثة هذه المراتب الثلاث مراتب اجمالية والا فاهل كل مرتبة فيها متفاوتون فيما بينهم تفاوتا عظيما فليس الذين هم من السابقين على درجة واحدة فليس ايمان ابي بكر مثلا كايمان عمر رضي الله عنهما بل ابو بكر ارفع درجة في الايمان منه وهكذا دواليك اذا هذه هي مراتب الايمان في الجملة وهي تقابل مراتب الدين الثلاثة فاهل المرتبة الاولى هم المسلمون واهل المرتبة الثانية هم المؤمنون واهل المرتبة الثالثة هم المحسنون ولاحظ يا رعاك الله ايضا ان اهل المرتبة الاولى من اهل الكبائر هؤلاء هم اهل الوعيد واما اهل المرتبة الثانية والثالثة فانهم اهل الوعد وفرق بين الامرين يدل على ذلك اعني على انهما من اهل الوعد حديث الاولياء وفيه يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه اهل هذه المرتبة هم اهل كمال الايمان الواجب ثم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه هؤلاء اهل المرتبة الثالثة اهل كمال الايمان المستحب ويدل على هذا ايضا ما ثبت عند النسائي واحمد باسناد جيد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من عبد الله لا يشرك به شيئا واقام الصلاة واتى الزكاة واجتنب الكبائر فله الجنة او دخل الجنة شك الراوي فاذا كان اهل هذه المرتبة وقد حققوا كمال الايمان الواجب بالاتيان باصل الايمان ثم بفعل الواجبات والكف عن الكبائر فان هؤلاء وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى بانهم من اهل الجنة اذا ما كان ارفع درجة منهم وهم اهل كمال كمال الايمان المستحب هم من اهل الجنة ايضا دون شك اذا علمت يا رعاك الله ان هذه قاعدة مؤصلة ادلتها كثيرة في الكتاب والسنة تدل على ان المؤمنين ليسوا كدرجة واحدة او على درجة واحدة كما يقول ذلك من يقوله من اهل البدع بل هم متفاوتون تفاوتا عظيما كما قد علمت ويجدر التنبيه على ان اهل العلم في كلامهم عن مسائل الايمان قد يدخلون هذا الاصل ضمن الاصل السابق وهو زيادة الايمان ونقصانه وقد يفردونه بالذكر بمعنى ان زيادة الايمان ونقصان ان زيادة الايمان ونقصانه ينظر اليها من جهة الانسان في نفسه او مقارنة بغيره فاذا فصل اهل العلم فذكروا الاصلين فان الاصل الثاني وهو زيادة الايمان ونقصانه وهو زيادة الايمان ونقصانه يتعلق بماذا بزيادة الايمان ونقصانه بالنسبة الى الشخص في نفسه وانه في نفسه يتفاوت الايمان فيه من وقت لاخر ومن حالة لاخرى واما الاساس الثالث فهو النظر الى زيادة الايمان ونقصانه بالنسبة الى الانسان مع غيره بالنسبة لاهل الايمان واما اذا تكلم اهل العلم عن الاساس الثاني فقط فانهم يتكلمون عن زيادة الايمان ونقصانه بالنسبة للانسان في نفسه او بالنسبة له لغيره فتنبه الى ذلك يا رعاك الله استدل المؤلف ايضا عدة من الاحاديث التي ثبتت في الصحيحين وفي غيرهما في اخراج اهلي الكبائر من النار وهم في ذلك متفاوتون كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من ليس في قلبه الا مقدار ذرة ومنهم من في قلبه مقدار برة ومنهم من في قلبه مقدار شعيرة ومنهم من في قلبه مقدار نصف دينار من ايمان ومنهم من في قلبه مقدار دينار من ايمان الى غير ذلك مما جاءت به احاديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا ليسوا على درجة واحدة كما يقول ذلك من يقول من اهل البدع والله تعالى اعلم؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما الدليل على ان الايمان يشمل الدين كله عند الاطلاق؟ الجواب قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد القيس امركم بالايمان بالله وحده. قال اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة. وان تؤدوا من المغنم الخمس هذا سؤال اخر يتعلق علاقتي الايمان بالاسلام قال ما الدليل على ان الايمان يشمل الدين كله عند الاطلاق هذه مسألة مهمة وفيها بحث طويل عند اهل العلم والناس فيها متفاوتون في فهمهم لهذا الموضوع الناظر في النصوص يجد ان الايمان اطلق واريد به في نصوص شيء واطلق واريد به في نصوص شيء اخر وليس هذا اضطرابا في النصوص وليس هذا تناقضا في النصوص انما الامر في ذلك راجع الى اختلاف الاطلاق بين ان يكون اطلاقا بانفراد او اطلاقا باقتران وتوضيح المقام ان الايمان اذا اطلق ومعنى قولنا اطلق يعني لم يذكر قرينا للاسلام كما قال المؤلف رحمه الله ها هنا ان الايمان يشمل الدين كله عند الاطلاق يعني ذكر الايمان وحده فانه حينئذ يشمل الاسلام كله يشمل الدين كله يشمل كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال والاعتقادات واما اذا ذكر مع الاسلام فلم يذكر مطلقا وانما ذكر مقيدا او مقترنا بمرتبة الاسلام فان له محملا اخر وتأصيل المسألة ان النظر في موضوع الايمان الذي يعينك على فهم الموضوع ب وضوح وايجاز يرجع الى ان اهل السنة ينظرون الى مسألة الايمان من جهتين من جهة المرتبة نفسها وما تشتمل عليه ومن جهة اهل المرتبة انتبه ينظر الى هذا الموضوع من جهتين من جهة المرتبة وما تشتمل عليه من اعمال او اقوال او اعتقادات وينظر الى الموضوع بنظر اخر وهو النظر الى اهل هذه المرتبة النظر الاول وهو النظر في المرتبة من حيث هي له شقان او جانبان او حالتان الاولى ان يذكر الايمان او ان تذكر مرتبة الايمان باطلاق يعني بانفراد دون ان تقترن بالمرتبة الاخرى. وهي مرتبة الاسلام فحينئذ تشمل الدين كله تشمل الظاهرة والباطن تشمل الاقوال والاعتقادات والاعمال وهذا الذي سأل عنه المؤلف رحمه الله في هذا السؤال ثم اجاب عنه يدل على هذا جملة من الادلة من ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله وهو حديث وفد عبد القيس فانهم لما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان تؤدوا الاخمس من المغنم. تلاحظ يا رعاك الله ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الايمان ها هنا بالاعمال الظاهرة مع انه في حديث جبريل فسر الايمان بالاعمال فسر الايمان بالاعتقادات الباطنة. فدل هذا على ان الايمان عند الاطلاق يشمل الامرين يشمل الامرين. واوضح من ذلك حديث شعب الايمان الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فاعلاها ماذا قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان فذكر هذه الشعب ومثل لها بما يدل على شمول الايمان للاعتقاد وللقول وللعمل اليس النبي صلى الله عليه وسلم جعل اعلى شعب الايمان لا اله الا الله مع انه جعل لا اله الا الله اول ركن من اركان الاسلام. اذا دل هذا على ان الايمان يشمل عند الاطلاق الدين كله ظاهره وباطنه اصله وفرعه كما ان الاسلام يقال فيه الامر نفسه الاسلام اذا اطلق شمل الدين كله اصله وفرعه ظاهره وباطنة و اذا تأملت هذا فهمت ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ما معنى مؤمنة يعني اتت بالاعمال الباطنة فقط دون الظاهرة الجواب لا انما المقصود ان النفس المؤمنة هنا هي التي اتت بالدين سواء تعلق هذا بالاعتقاد او تعلق بالقول او تعلق بالعمل اذا هذا هو الايمان عند الاطلاق واما عند الاقتران بان يذكر الاسلام والايمان معا في سياق واحد في نص واحد فان الايمان هو الاعمال الباطنة والاسلام هو الاعمال الظاهرة ويدل على هذا حديث جبريل المشهور فسر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالباطن وفسر الاسلام بالظاهر اذا عند الاقتران يحمل الاسلام على هذا ويحمل الايمان على هذا وانتبه الى قيد مهم ها هنا عند اهل السنة يقول اهل السنة الاسلام عند الاقتران مع الايمان هو الاعمال الظاهرة ولكن لابد من قدر من الايمان يصححه واذا ذكر الايمان مع الاسلام دل على الباطن. ولكن لابد من قدر من الاسلام يصححه اذا لابد من تلازم الامرين فلا ايمان صحيح الا بقدر من الاسلام يصححه ولا اسلام صحيحا الا بقدر من الايمان يعني من الاعتقاد الباطن يصححه. فالامران لا بد من ماذا من تلازمهما هذا هو الامر الاول وهو النظر الى الايمان ماذا من حيث من حيث ذاته من حيث النظر الى المرتبة نفسها النظر الثاني هو النظر الى اهل المرتبة وهذا نظر اخر وذلك ان اهل الايمان ارفع درجة من اهل الاسلام المؤمنون اعلى درجة من المسلمين. كما قد علمت قبل قليل اذا اهل هذه المراتب متفاوتون بمعنى اذا نظرنا الى اهل المراتب فان مرتبة الايمان اخص ومرتبة الاسلام اعم مرتبة الايمان اخص ومرتبة الاسلام اعم وبالتالي يصح ان نقول ان كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنة بمعنى الامر كما قال اهل العلم آآ نقل هذا شيخ الاسلام رحمه الله ان آآ جعفر الباقر رحمة الله عليه قال الاسلام كدائرة كبيرة والايمان دائرة في وسطها المقصود بهذا التمثيل هو النظر الى الاسلام والايمان من حيث اهلهما من حيث اهلهما فاهل الايمان الذين دخلوا الدائرة الصغرى هم بالضرورة ماذا دخلوا الدائرة الكبرى وهي دائرة الاسلام. لكن لا يلزم ان كل من كان في دائرة الاسلام قد دخل في دائرة الايمان اذا اهل هاتين المرتبتين متفاوتون فكل مؤمن فهو مسلم وليس كل مؤمن وليس كل مسلم فهو مؤمن يدل على هذا قول الله جل وعلا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم على اي شيء تدل هذه الاية تدل على ان اهل الايمان ارفع درجة من الاسلام ويشهد لهذا ايضا ما ثبت في الصحيحين من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه لما ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى عطاء لاناس وترك شخصا هو احب الى سعد ممن اعطاه فقال له النبي فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما بالك عن فلان ما بالك عن فلان؟ واني اراه مؤمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مسلما وكرر هذا ثلاث مرات يعني اعاد هذه الكلمة اه سعد رضي الله عنه قالها للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وكل ذلك يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله او مسلما فدل هذا على ان مرتبة الايمان ارفع درجة ولا يشهد بها لكل احد. وبالتالي فكل من كان من اهل هذا الدين فانه يقال في حقه انه ماذا مسلم لكن لا يقال لكل احد انه مؤمن الا لمن حاز مرتبة الايمان الواجب او مرتبة الايمان المستحب. فلا يطلق على الفساق انهم مؤمنون لا يطلق على الفساق انهم مؤمنون ولكن يطلق عليهم انهم مسلمون. اما كلمة الايمان فلا تطلق وعليهم هكذا باطلاق لا يقال مؤمنون انما يذكر في حقهم هذا اللفظ بالتقييد فيقال هم مسلمون هم فساق هم مؤمنون ناقصوا الايمان ولا يقال في حقهم انهم مؤمنون كما دلت على هذا النصوص السابقة. اذا تنبه الى هذه الخلاصة التي اعطيتها لك التي تتعلق بالتفريق بين هاتين المرتبتين بالنظر الى هذين النظرين بالنظر الى المرتبة من حيث هي فالنظر الى المرتبة من حيث هي مرتبة الايمان اعم ومرتبة الاسلام اخص وبالنظر الى اهلها فمرتبة الايمان اخص مرتبة الاسلام اعم وسيأتي الكلام ان شاء الله عن مرتبة الاحسان فاهلها اخص من اهل مرتبة الايمان وهذا ما سيأتي ان شاء الله الكلام عنه باذن الله عز وجل نعم الله اليكم قال رحمه الله ما الدليل على تعريف الايمان بالاركان الستة عند التفصيل؟ الجواب قول النبي صلى الله عليه وسلم لما فقال له جبريل عليه السلام اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. هذا حديث جبريل وفيه تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بما يقوم بالباطن وذكر اركان الايمان فهذه اصول ما يجب اعتقاده وثمة اشياء دون ذلك كلها من الايمان هذا كان عند التفصيل يعني اذا فصلت مراتب الدين اذا فصلت مراتب الدين فذكر الاسلام وذكر الايمان فالايمان يفسر بما ذكرت لك وهو بالايمان الباطن. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليلها من الكتاب جملة؟ الجواب قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق مغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. وقوله تعالى ان كل شيء خلقناه قدر وسنذكر ان شاء الله دليل كل على انفراده هنا يذكر الشيخ ما دليلها؟ يعني الاركان التي سبق ذكرها قبل قليل هل ذكرت في سياق واحد؟ الجواب نعم ذكر منها خمسة في سياق واحد وهو قول الله جل وعلا في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. فهذه اركان الايمان الخمسة ويبقى الايمان بالقدر وهو الركن السادس ويدل عليه ادلة كثيرة اورد الشيخ منها هذا الدليل وهو قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وسيأتي الكلام عن كل ركن آآ على انفراد ما يتعلق بادلته وتفصيل البحث فيه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما معنى الايمان بالله عز وجل؟ الجواب هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به. وهو الاول فليس قبله شيء. والاخر فليس بعده شيء. والظاهر فليس شيء والباطن فليس دونه شيء. حي قيوم احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وتوحيده الهيته وربوبيته واسمائه وصفاته بدأ المؤلف رحمه الله في الكلام عن اركان الايمان الستة بدأ ذلك بالكلام عن الركن الاول وهو الايمان بالله فقال ما الايمان بالله عز وجل فاجاب بان الايمان بالله يشمل الايمان باربعة امور الايمان بوجود الله والايمان بالوهيته والايمان بربوبيته والايمان باسمائه وصفاته قال هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد يعني ضد الوجود وهو العدم فالله عز وجل لم يسبق بالعدم بل لم يزل موجودا قائما بنفسه و بنعوت جلاله وجماله جل وعلا كما انه لا يلحقه عدم لا يلحقه فناء سبحانه وتعالى وكل شيء هالك وكل شيء فان الا ربنا العظيم سبحانه وتعالى. قال ولم يعقب به يعني لا يلحقه عدم كما انه لم يسبقه عدم تبارك وتعالى فلم يزل الله عز وجل موجودا فهو الاول الذي ليس قبله شيء جل ربنا وعز قال هو الاول فليس قبله شيء هو سابق الاشياء وهو قبل الاشياء وهو الذي لم يزل بذاته قيوما قائما بنفسه مقيما لغيره سبحانه وتعالى والاخر فليس بعده شيء هو الذي يفني الاشياء ويبقى سبحانه وتعالى يهلك كل شيء يوم القيامة جل وعلا ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض فكل شيء فان الا ربنا تبارك وتعالى وما ابقاه الله عز وجل فهو باق بابقائه يعني اذا كان الله عز وجل مبقيا الجنة وما فيها والنار وما فيها الى ابد الابدين الى ما لا نهاية فان ذلك ليس لذات هذه الاشياء وانما لابقاء الله عز وجل لها ولو شاء ان يفنيها في لحظة لا افناها اما الذي هو باق لذاته فهو الواحد الاحد سبحانه وتعالى فهو الذي يستحيل عليه الفناء جل ربنا وعز قال والظاهر فليس فوقه شيء هو الذي علا على كل شيء وهو الذي فوق كل شيء فالله جل وعلا له العلو المطلق سبحانه وتعالى هو فوق كل شيء على الاطلاق وكل شيء على الاطلاق فهو دونه وهو تحته سبحانه وتعالى قال والباطن فليس دونه شيء هذا بطون علمه سبحانه وتعالى واحاطته فالله عز وجل لا يخفى عليه شيء ولا يغيب عنه شيء ولا يخفي شيء عنه شيئا بل هو المطلع على كل شيء سبحانه وتعالى فيعمل فيعلم كل شيء مهما دق ومهما خفي سبحانه وتعالى قال حي له الحياة الكاملة كما اسلفنا التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء قيوم قائم بنفسه مقيم لغيره غني عن كل ما سواه وكل شيء فمفتقر اليه سبحانه قال احد له الاحدية سبحانه وتعالى بمعنى كمال الوحدانية فهو الذي انفرد بكماله سبحانه فلا يشركه فيه شيء انفرد بالوهيته وانفرد بربوبيته وانفرد باسمائه وصفاته جل وعلا وهذه الكلمة لا تطلق في حال الاثبات الا في حقه سبحانه وتعالى فحسب واما ما سواه فانه لا يطلق في حقه انه احد انما يقال هذا على سبيل على سبيل الاظافة او في مقام النفي وما شاكله اما في مقام الاثبات فلا يوصف بانه احد ولا يسمى بانه احد الا الله العظيم سبحانه وتعالى قال صمد الله عز وجل له الصمدية ومعنى ذلك انه السيد الذي كمل في سؤدده والعظيم الذي كمل في عظمته وهو الذي لاجل هذا تصمد اليه الخلائق في حاجاتها ترغب اليه الخلائق في حاجاتها سبحانه وتعالى والكلام في الصمد كلام فيه طول عند اهل العلم وقد تكلمنا عن هذا في درس شرح الاسماء الحسنى لم يلد ولم يولد انتفى في حقه جل وعلا الولادة والايلاد. انتفى في حقه ان يكون مولودا كما انه انتفى في حقه ان يكون والدا فليس له والد وليس له ولد جل ربنا وعز ولم يكن له كفوا احد ليس له نظير ولا مكافئ ولا شبيه ولا سمي سبحانه وتعالى قال وتوحيده بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وهذه كلها سيأتي عنها اه اسئلة واجابات مستقلة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما هو توحيد الالهية؟ الجواب وافراد الله عز وجل بجميع انواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان كما قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقال قال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقال تعالى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. وغير ذلك من الايات وهذا قد وفت به شهادة ان لا اله الا الله نعم هذه الجملة الاخيرة لخصت لك كلاما كثيرا فتوحيد الالهية فتوحيد الالهية وان شئت فقل توحيد الالوهية وان شئت فقل توحيد العبادة وان شئت فقل التوحيد العملي غير ذلك من هذه التسميات التي تختلف في الفاظها وتتفق في معناها توحيد القصد والطلب ايضا كل هذه تدل على شيء واحد وخلاصتها ان توحيد الالوهية هو معنى لا اله الا الله فلا اله الا الله دلت بدلالة المطابقة على توحيد الالوهية وذلك يعني ان يعتقد المسلم الموحد الموحد توحيد الالوهية بما دلت عليه معنى لا اله الا الله من النفي والاثبات فيكون موحدا لله عز وجل في الوهيته اذا كان مفردا الله جل وعلا بالعبادة ونافيا العبادة عمن سواه جل وعلا فمتى ما عبد مع الله عز وجل غيره لم يكن موحدا توحيد الالوهية ومتى لم يبرأ من عبادة ما سوى الله جل وعلا ربما يكون مفردا لله عز وجل بالعبادة ولكنه لم يكفر بالطاغوت. لم يعتقد بطلان عبادة غير الله عز وجل شك في ذلك او توقف او زين وان كان لم يعبد بالفعل الا الله عز وجل فانه ما اتى بتوحيد الالوهية حتى يجمع بين الامرين بين افراد الله عز وجل بالعبادة مع الكفر بالطاغوت مع اتخاذ هذه الانداد التي اتخذت مع الله عز وجل اتخاذها اعداء له فانهم عدو لي الا رب العالمين. لا بد ان يكفر بهذه العبادات ومعبوداتها كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده اذا هذا هو مضمون توحيد الالوهية وهو اول الواجبات واعظم المأمورات واهم المهمات على الاطلاق وهو الذي حاز اكبر قدر من دعوات الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام اذ هذه القضية هي التي كانت معتركة الخلاف بين الانبياء عليهم الصلاة والسلام واممهم وسيأتي تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع في هذا الكتاب العظيم اذ هذا القدر من التوحيد وهو توحيد الالوهية اكثر ما اهتم به الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب وفي غيره من المؤلفات لا سيما في كتابه معارج القبول وبالمناسبة كان هذا الكتاب مختصر لمعارج القبول اذا اشكل عليك فهم شيء في اعلام السنة فارجع اليه الى موطنه الى مظنته من المعارج تجده مبسوطا فهذا الكتاب كانه مختصر لمعارج القبول نعم الله اليكم قال رحمه الله ما هو ضد توحيد الالهية؟ الجواب ضده هو الشرك وهو نوعان شرك اكبر ينافيه بالكلية وشرك اصغر ينافي كماله انتقل المؤلف رحمه الله الى ضد توحيد الالوهية فقال ما هو ضد توحيد الالهية؟ فاجاب بانه الشرك الشرك بالله عز وجل هو ضد توحيد الله عز وجل في الالوهية قال وهو نوعان شرك اكبر ينافيه بالكلية وشرك اصغر ينافي كماله ولابد من تقييد هذه الكلمة بالواجب ينافي كماله الواجب فان كما لا التوحيد يطلق ويراد به امران يراد كماله الواجب ويراد كماله المستحب فالشرك الاصغر لا ينافي كماله المستحب بل ينافي كماله الواجب. اذا لا بد من تقييدي هذه الجملة الاخيرة بان يقال الواجب ينافي كماله الواجب اذا عندنا امران يضادان توحيد الالوهية هما الشرك الاكبر والشرك الاصغر والفروق بينهما ترجع الى اربعة مسائل الى اربع مسائل اولا ان الشرك الاكبر مخرج من الملة واما الشرك الاصغر فلا يخرج من الملة من اتى بشرك اكبر خرج من الاسلام اما من اتى بشرك اصغر فانه لا يخرج من الاسلام بل حكم من اتى بالشرك الاصغر حكم اهل الكبائر لانه اتى بكبيرة بل اتى بما جنسه اكبر الكبائر جنس الشرك الاصغر اعظم من جنس بقية الكبائر لكنه في الجملة ليس مخرجا من الاسلام الامر الثاني ان الشرك الاكبر يخلد صاحبه في النار سبب التخليد في النار هو الشرك الاكبر وهذا باتفاق المسلمين فان من اشرك مع الله عز وجل الشرك الاكبر فانه خالد مخلد في عذاب جهنم عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين قد يأس من رحمة الله سبحانه وتعالى اما الشرك الاصغر فانه لا يخلد صاحبه في النار وانما حكمه كما قد علمت حكم بقية الكبائر وان كان اكبرها الا انه لا يخلد في النار فاذا عذب صاحبه عليه فان عذابه في النار عذاب مؤقت لا عذاب دائم مؤبد الامر الثالث ان الشرك الاكبر يحبط جميع الاعمال ان مات عليه صاحبه وهذا قيد مهم هو الصحيح من قولي اهل العلم في هذه المسألة فالشرك يحبط الاعمال باتصال الموت وتظهر ثمرة الخلاف في المسألة فيما اذا اشرك ثم تاب هل تعود اليه او يعود اليه ثواب اعماله التي كانت قبل وقوعه في الشرك الصحيح نعم فانما تحبط اعمال المشركين ان ماتوا على الشرك ولم يتوبوا الى الله عز وجل قبل موتهم الامر الرابع هو محل خلاف بين اهل العلم وهو المغفرة فالشرك الاكبر لا لا يغفره الله عز وجل لمن مات عليه لا يغفره الله عز وجل لمن مات عليه من مات على الشرك الاكبر فقد حكم الله الذي لا يبدل القول لديه بانه لا يغفره البتة ان الله لا يغفر ان يشرك به اما ان تاب الى الله عز وجل منه في حياته فان الله عز وجل يقبل منه اما الشرك الاصغر فاختلف اهل العلم هل يقبل المغفرة او لا يغفر شأنه شأن الشرك الاكبر المسألة كما علمت خلافية بين اهل العلم والمراد كونه لا يغفر على قول طائفة من اهل العلم انه لا بد ان يدخل في الموازنة لابد ان يدخل في الميزان وهذا هو الذنب الذي لا يغفر ما معنى ذنب لم يغفر هو انه يبقى على الانسان حتى يدخل ضمن سيئاته التي توزن في الميزان. هذا معنى الذنب الذي لا يغفر اذا لا يمحى عنه قبل ذلك بل لا بد ان يدخل في الموازنة وبالتالي فانه ان كان عنده حسنات كثيرة زادت على سيئاته فانه لا يدخل النار وان زادت سيئاته على حسناته فانه يدخل النار. فاما من ثقلت موازينه واما من خفت موازينه. اذا هذا هو معنى او مراد من قال من اهل العلم ان الشرك الاصغر لا يغفر وذهبت طائفة من اهل العلم الى ان حكمه حكم الكبائر بمعنى انه مثله مثل الكبائر يدخل تحت قول الله عز وجل ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ورأى هؤلاء ان قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به خاص بالشرك الاكبر كما ان قوله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار محمولون عند الجميع على الشرك الاكبر فهذه الاية شأنها شأن الايات الاخرى. على كل حال ليس هذا محل ليس هذا محل بحث هذه المسألة على وجه التفصيل وانما اعطيتك هذه الفروق بين الشركين نتكلم عن الشرك الاكبر ثم الاصغر ان شاء الله في درس غد باذن الله عز وجل. الدروس ان شاء الله ستستمر في الحج آآ طيلة ايام الاسبوع. يعني لن يكون هناك انقطاع في يومي الاثنين والخميس بل سنستمر ان شاء الله في الدروس في اثناء موسم الحج ان شاء الله تعالى دون انقطاع. اسأل الله عز وجل ان يعلمني واياكم ما ينفعنا