الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. اللهم امين. قال شيخنا حافظ الحكيم رحمه الله تعالى في كتابه علام السنة المنشورة ما هو الشرك الاكبر الجواب هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين. يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله. ويلتجئ اليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويرغب اليه ويتوكل عليه او يطيعه في معصية الله او يتبعه على غير مرضات الله وغير ذلك قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وقال تعالى ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وقال تعالى ومن يشرك بالله فكأنما فر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق غير ذلك من الايات. وقال النبي صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا وهو في الصحيحين. ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر. قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من ار ولن تجد لهم نصيرا الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين وغير ذلك من الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد طرح الشيخ سؤالا عن الشرك الاكبر ما هو وهذا السؤال سؤال ذو خطر وله اهمية عظيمة فان الشرك الاكبر هو الذي ينقض اصل فهو اعظم الامور وهو افتح الامور وهو اخطر الامور على الاطلاق. ولعلكم تذكرون ما ذكر في دروس سابقة ان هذا الشرك اشنع الامور واخطرها انه اشنع الامور واخطرها وذلك لامرين اولا انه اعظم الذنوب. وثانيا ان عقوبته اعظم العقوبات. اما كونه اعظم الذنوب فيرجع الى امور. اولا انه غاية الانتقاص والاستهانة بحق الربوبية والالوهية العظيم. فان المشرك ما اشرك وهو يعظم الله كلا والله بل ما صرف خالص حق الله لغيره الا من استهانته بالجناب المعظم. ولو انه كان معظما لله حق التعظيم ما اشرك ارأيت لو ان انسانا استخدم خادما وقد بذل عليه الشيء الكثير. من المال والنفقة. ثم انه كان يعمل ويعطي الغلة لغير ارأيته يفعل ذلك؟ وهو يجله ويعظمه ويخاف منه او وهو تهينوا به لا شك انه لا يفعل ذلك الا من استهانته بحق سيده كذلك المشرك بالله ما اشرك بالله وبذل خالص حقه لغيره الا من تنقصه لمقام الالوهية ومقام الربوبية. ايضا ان هذا الشرك اعظم المعاناة لله رب العالمين. الله خلقك يا عبد الله. لاجل ان توحده. واذا بك عياذا بالله تأتي بضد ذلك على جهة الاطلاق. الله يخلق العبد لتوحيده وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وهذا يأتي على ضد ذلك اي معاندة اعظم من ذلك؟ وامر ثالث وهو ان هذا الشرك اعظم الذنوب وذلك ان الظلم ان الشرك اعظم الظلم وذلك ان الظلم وضع الشيء في غير موضعه واي ظلم اعظم من ان يجعل المخلوق الضعيف من كل وجه ندا وعدلا للغني العظيم من كل وجه فاي ظلم كهذا الظلم وصدق الله ان الشرك لظلم عظيم. اضف الى هذا امرا رابعا وهو ان هذا الشرك يتضمن سوء الظن بالله عز وجل. وهذا اعظم الذنوب فما اردى المشرك الا سوء ظنه بالله جل وعلا. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. فهذا ظن السوء. كما وصف الله المشركين الظانين بالله ظن السوء. هذا هو ظن الجاهلية. يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية هذا الظن السيء هو الذي اردى هؤلاء المشركين. فانهم اذا كانوا يزعمون انهم اشركوا مع الله عز وجل لانهم يطلبون لديه الشفاعة والزلفى والقربى من قبل هؤلاء الذين اشركوهم مع الله عز وجل فان هذا سوء ظن عظيم بالله عز وجل. اذ انهم ظنوا ان الله عز وجل لا يرحم. ولا يغفر ولا يعطي الا بمحرك يحركه. والا بمؤثر يؤثر عليه. فيا لله العجب من هذا الذي هو ارحم بالعبد من ارحم الراحمين سبحانه وتعالى. والذي هو اعلم بكل شيء وعلمه وسع كل شيء. فهؤلاء ظنوا بالله ظن السوء وان شأنه شأن الملوك ملوك الدنيا الذين يحتاجون الى من يعلمهم بحال الرعية ويعطف قلوبهم عليهم اضف الى هذا امرا خامسا وهو ان هذا الشرك ذنب لا شهوة تدعو اليه. وقد علمنا سابقا انه كلما ضعف الداعي الى الذنب كان اشنع وكان اثمه اعظم وكان ضعف الايمان بسببه اكثر فكيف وهذا الذنب لا سبب يدعو اليه اصلا؟ ولا داعي يؤز اليه بقية المعاصي جميعا لها اسباب لها شهوات لها دوافع تدعو اليها اما الشرك بالله فلا دافع يدعو اليه نفسيا فاذا كان المشرك يريد الرحمة فكيف يطلبها عند غير ارحم الراحمين؟ اذا كان يطلب القوة ويطلب الدفع عنه ورفع اذى الذي اصابه فاين يطلبه من غير الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء وهو على كل شيء قدير؟ اذا ما ثم الا خبث وهذا الخبث النار اولى به فاستحق صاحبه ان يكون خالدا مخلدا في النار. عافاني الله واياكم من ذلك. التوحيد على عظمته امر هين الشرك امر خبيث ولذلك في الصحيحين يقول الله عز وجل لاهون اهل النار عذابا يعني من الكفار من المخلدين في النار يقول الله عز وجل له ارأيت لو كان لك ما ما في الدنيا جميعا اكنت تفتدي به من عذاب هذا اليوم؟ قال نعم. قال فاني سألتك وفي رواية اردت منك ما هو اهون من ذلك وانت في صلب ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا الشرك اذا هذا خبث محض لا يليق به ولا يصلح له الا الاحراق بالنار والتخليد فيها عافاني الله واياكم من ذلك اما الشق الاخر وهو كون الشرك اعظم الذنوب فهذا قد اتضح لك في درس امس فهو اولا الذنب الذي لا يغفره الله لصاحبه البتة وقد حكم جل وعلا بانه لا يغفره ولا يبدل القول لديه. ان الله لا يغفر ان يشرك به. فقط في حالة واحدة وهي ان يتوب صاحبه منه هنا يقبل الله عز وجل التوبة ويغفر هذا الشرك. افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه؟ والله غفور رحيم الله عز وجل خاطب بهذا النصارى. الذين جمعوا بين الشرك وبين سبه تعالى بنسبة الولد اليه كذلك قال الله جل وعلا قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف الامر الثاني ان هذا الذنب يخلد صاحبه في النار عياذا بالله. دون بقية الذنوب اي ذنب فانه لا يقتضي التخليد في النار فانه ان لم يعفو الله عنه قضى سبحانه بتعذيب صاحبه فان دخوله النار دخول مؤقت لا مؤبد قال الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وما للظالمين من انصار. وفي الصحيحين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار الامر الثالث انه يحبط جميع الاعمال اذا اتصل بالموت اذا مات المشرك فان كل عمل صالح عمله في الدنيا فان الله جل وعلا يجعله هباء منثورا ولو ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون و هذا كله من الامر المعلوم بالضرورة من دين الله عز وجل اذا اتضح لنا ان هذا الشرك اخطر الامور واشنعها على الاطلاق. وانه اعظم الذنوب وان عقوبته اعظم العقوبات قال ما هو الشرك الاكبر قال هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين. نعم. هذا هو الشرك الاكبر قال ابن القيم رحمه الله في النونية والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا الشرك ليس بقابل الغفران وهو اتخاذ الند للرحمن ايا كان من شجر ومن انسان من حجر ومن انسان يدعوه او يرجوه ثم يخاف ويحبه كمحبة الديان هذا هو الشرك بالله عز وجل ان يشرك العبد مع الله عز وجل غيره فيما هو من خصائصه. والله عز وجل اختص بربوبيته وبالوهيته وباسمائه وصفاته هذا الشرك فيه تسوية غير الله في الله تسوية غير الله بالله فيه عدل غير الله بالله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين هذا المشرك هو الذي يعبد الله ويعبد غير الله اذا جعل غير الله مساويا لله في صرف العبادة له وهذا كما اسلفنا غاية الظلم واقبح ما يكون من الذنوب هذا الشرك قد يكون بقول وقد يكون بفعل وقد يكون باعتقاد يعني قد يعتقد الانسان اعتقادا يجعل فيه غير الله عز وجل مساويا لله فيكون مشركا كان يحب غير الله كمحبة الله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله فهذا اشرك في قضية عقدية وقد يشرك بلفظ بكلام بقول كالذين يدعون غير الله عز وجل فاذا دعا غير الله فانه بمجرد هذا اللفظ يكون قد اشرك فاذا قال يا عيدروس يا بدوي يا سيدة زينب المدد المدد يا رسول الله اغثني يا دسوقي يا شاذلي يا رفاعي اذا دعا غير الله عز وجل بان صاح وصرخ وسأل وطلب ميتا او حيا غائبا او حيا حاضرا فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل فقد اشرك بمجرد هذا القول ولا نظر الى شيء اخر انتبه فان الشرك كما يكون بالاعتقاد دون النظر الى شيء اخر كذلك يكون باللفظ دون النظر الى شيء اخر كذلك يكون بالفعل دون النظر الى شيء اخر فبمجرد القول يكون قد اشرك وكفر بمجرد الاعتقاد يكون قد اشرك وكفر. بمجرد الفعل يكون قد اشرك وكفر اذا كما ان الايمان يكون بالقول والفعل والاعتقاد كذلك الشرك يكون بالقول والفعل والاعتقاد اما بالفعل فكم فكأن يسجد لغير الله يركع لغير الله يذبح لغير الله كل هذا شرك اكبر بالله العظيم سبحانه وتعالى اذا نخلص الى ان الشرك لا ينحصر في شرك القلب كما يزعمه من يزعمه من اهل البدع بل الشرك كما قد علمت وهذا اجماع بين اهل السنة والجماعة انه يكون بالقول ويكون بالفعل ويكون بالاعتقاد والمؤلف رحمه الله ساق جملة من الادلة التي تدل على ذمي الشرك الشرك بالله عز وجل وقبحه قال قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وقال ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا وقال ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق فهذا بيان قبح حال الشرك وانه بهذه المثابة الشنيعة التي بين الله عز وجل في هذه الاية ضرب المؤلف رحمه الله امثلة لهذا الشرك فقال اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين. يحبه كحب الله يخشاه كخشية الله ويلتجئ اليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويرغب اليه ويتوكل عليه او يطيعه في معصية الله. او يتبعه على غير مرضاة الله. هذه الجملة او يطيعه في معصية الله او يتبعه على غير مرضات الله لابد من حملها على محمل صحيح فانها بهذا الاطلاق محل اشكال فان الطاعة في المعصية او الاتباع على غير مرضات الله عز وجل يكون شركا اكبر على احوال هي التي يحمل عليها كلام المؤلف رحمه الله ومن القواعد العلمية انه ما امكن حمل كلام اهل العلم الثقات على احسن المحامل فان هذا هو الذي ينبغي فعليه يقال ان الشيخ رحمه الله لعله اراد ان يطيع او يتبع في التبعة احدا في تحليل ما حرم الله او تحريم محل ما احل الله وعلى هذا فكأنه يشير الى قول الله جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وذلك بان يؤمر بتحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله فيعتقد ذلك فهذا لا شك انه شرك اكبر اطاعه في معصية كان بها شرك كان بها مشركا واتبعه على غير مرضات الله عز وجل فكان بهذا مشركا او يقال احتمال اخر انه اراد انه يطيعه في الشرك ويتبعه في الشرك بان يدعوه احد ما الى ان يشرك بالله عز وجل فيطيعه لا شك ان هذا شرك بالله عز وجل اكبر او يقال لعله اراد وهو الاحتمال الثالث ان احدا ما اعتقد هذا المشرك انه يطاع طاعة مطلقة وليس انه يطاع في طاعة الله عز وجل وفي غير معصيته سبحانه وتعالى ولا شك ان من اعتقد ان لغير الله عز وجل حق في ان يطاع باستقلال طاعة مطلقة فلا شك ان هذا شرك بالله عز وجل وتسوية غيره معه اما اذا كان اطاعه في مسألة ما دعاه او امره ان يشرب خمرا او ان يرابي او ان يرتشي فان اطاعه في هذا وهو يعلم انه عاص لله عز وجل ويعتقد ان هذا امر محرم وانه لا يجوز له ان يتبع احدا في معصية الله ولكن غلبه هواه او شهوة دنيوية فان هذا لا شك انه ليس شركا بالله عز وجل اذا يحمل كلام المؤلف رحمه الله على واحد من هذه الاوجه والله عز وجل اعلم قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا وعليه فان الذي اشرك مع الله عز وجل فانه يكون قد صرف خالص حق الله لغيره قال ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين الشاهد انه لا فرق في الشريعة بين من اشرك مع الله عز وجل غيره فاظهر ذلك او ابطنه الحكم واحد فهذا مشرك وهذا مشرك وهذا مخلد في النار وهذا مخلد في النار وهذا حبط عمله وهذا قد حبط عمله. اذا الاحكام الاخروية المترتبة على الشرك بالله عز وجل لا فرق فيها بين المظهر للشرك او المبطن له والمظهر والمظهر لخلافه لا فرق في الشريعة بين هذا وهذا كما انه ايضا لا فرق في الشريعة بين من اشرك مع الله عز وجل نبيا او وليا او ملكا او جنيا او شجرا او حجرا او حيوانا او غير ذلك كل ذلك شرك بالله عز وجل لا تفرقوا الشريعة بين هذا المشرك وذاك كل من اشرك مع الله عز وجل سواء اشرك شيئا جليلا في نظره او كان شيئا حقيرا في نظره او في نظر غيره لا فرق في الشريعة بين هذا وهذا كما انه ايضا لا فرق في الشريعة بين ان يكون المشرك يزعم انه انما اشرك يطلب الشفاعة او يطلب الزلفى او يطلب التقريب الى الله عز وجل او ان يعتقد ان هذا المدعو يستحق العبادة فعلا لانه هو الذي يخلق ويرزق ويعطي ويمنع لا فرق في الشريعة بين هذا وذاك متى ما كان مشركا بالله عز وجل فانه مهما كان الدافع له على الشرك فان حكمه وحكم غيره في ذلك سواء كذلك لا فرق في الشريعة بين من يشرك بالله عز وجل في عباده وبين من يشرك في عبادة اخرى او من يشرك في عباده ومن يشرك في عبادات كل اولئك في حكم الشريعة مشركون كل اولئك مشركون وبالتالي فلا فرق بين من اشرك في عبادة مرة واحدة ولم يتب الى الله وبين من هو مداوم على الشرك الحكم من حيث هو يعني الحكم بالشرك واحد وان كان المشركون بعضهم شر من بعظ دركاتهم في النار متفاوتة بحسب غلظ الشرك وبحسب ما يصحب الشرك من المعاصي وايضا بحسب محادة شرع الله عز وجل فان شرك المشركين يغلظ وبالتالي يتفاوت عذابه في الاخرة بهذه الاعتبارات الثلاثة اولا من حيث غلاظ الشرك فلا شك ان المشركين والكفار متفاوتون فليس شرك اهل الكتاب شرك المشركين عبدة الاوثان او كفر الملاحدة فلا شك ان كفر الملاحدة اعظم من غيره ايضا ليس سواء في درجة العذاب في الاخرة بين من هو مشرك بالله عز وجل ولا يقترف ظلما ولا معصية وانما هو يشرك بالله عز وجل في صومعته على رأس جبل واخر جمع بين الشرك وبين انواع الذنوب وصنوف الظلم والطغيان فهذا عذابه عند الله اشد والامر الثالث فرق بين من اشرك مع الله عز وجل وكفر به ولم يعارض الشريعة وما عاد اولياء الله وما عذب المؤمنين وبين من هو كذلك فلا شك ان الثاني اعظم اثما وعذابا عند الله عز وجل مع اشتراك الجميع في كونهم مشركين كفارا وفي كونهم خالدين مخلدين في النار. نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما هو الشرك الاصغر؟ الجواب هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى. قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم يقوم الرجل فيصلي يزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه. احسنت انتقل المؤلف رحمه الله بعد بيان الشرك الذي ينقض اصل الايمان الى الشرك الذي يقدح في كماله الواجب الا وهو الشرك الاصغر وقد علمت الفرق بين الشركين في درس البارحة قال رحمه الله ما هو الشرك الاصغر ففسره جوابا على هذا السؤال بذكر امثلة له والعلماء يا رعاك الله في بيان معنى الشرك الاصغر وتوظيحه وتفسيره لهم مسلكان المسلك الاول هو ان هو انهم لا يحدونه بحد جامع مانع وانما يذكرون امثلة له كما فعل المؤلف رحمه الله ها هنا فانه مثل لهذا الشرك باربعة امثلة سيأتي الحديث عنها ان شاء الله وكذلك فعل غيره كابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي وفي غيره ايضا من كتبه وغيره من علماء اهل التوحيد جمع من ائمة الدعوة الاصلاحية رحمة الله عليهم لو نظرت في كلامهم في الدرر السنية وفي غيرها تجد انهم اذا جاءوا الى بيان معنى الشرك الاصغر انما يكتفون بالتمثيل له فطائفة من اهل العلم عرفته بحد على طريقة الحدود والتعريفات جامع مانع ومما ذكر وهو اقرب ما يمكن ان يقال انه ما جاء وصفه في الشريعة لانه شرك ولم يبلغ حد الشرك الاكبر جاء وصفه في الشريعة بانه شرك ولم يبلغ حد الشرك الاكبر ولاحظ انه يعرف كونه بلغ حد الشرك الاكبر او لم يبلغ بالنظر الى الادلة والقرائن وهذا ما يعرفه ويميزه اهل العلم والتحقيق والله تعالى اعلم ان الامثلة التي تذكر للشرك الاصغر اذا تأملتها وجدتها ترجع الى شيئين يعني عامة ما جاء فيه انه شرك اصغر سواء جاء في النصوص او خرج عليه على ما جاء في النصوص اهل العلم بذكر امثلة تجده ان تأملت في الغالب راجعا الى امرين اما لصرف نوع طاعة لغير الله صرف نوع طاعة لغير الله كأن يقع منه شيء من التوكل على غير الله او شيء من الحب لغير الله او شيء من الخوف لغير الله وما شكل ذلك لم يكن هذا تنديدا واضحا وصريحا وكاملا وانما هو طرف منه فهذا يصدق عليه انه شرك اصغر الامر الثاني ان يقع ان يقع طرف من اعتقاد النفع والضر في غير الله ان يعتقد شيء من النفع والضر في غير الله سبحانه وتعالى يعني ان لا يكون اعتقاد انفراد الله عز وجل بالنفع والضر اعتقادا تاما كاملا بل فيه شيء من الشائبة وشيء من الغبش وهذا ما تلحظه في وصف تعليق التمائم بانه شرك اصغر او في باتخاذ او استعمال الرقى الممنوعة او غير ذلك من هذه الانواع تجد انها راجعة الى هذا المعنى او تدور في فلكه اذا ربما يضبط لك ما ذكرت لك من هذين الامرين ما تفرق من امثلة الشرك الاصغر والله تعالى اعلم المقصود ان المؤلف رحمه الله مثل للشرك الاصغر باربعة امثلة هي من اخطر ما يكون على اهل الايمان ومن اكثر ما يكون وقوعه والمعصوم من عصمه الله عز وجل قال رحمه الله هو يسير الرياء هذا الامر الاول هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى الرياء مصدر رائع يرائي رياء ومراءة وهو ارادة العمل ارادة العامل بعبادته غير وجه الله عز وجل ارادة العامل بعبادته غير وجه الله عز وجل حينما نتحدث عن الشرك الاصغر المتعلق بالرياء لا يغيب عن بالك اننا نتحدث عن الرياء الذي يقع من المسلم وهذا هو الذي تلحظه في كلمة المؤلف رحمه الله فانها كلمة دقيقة حينما قال يسير الرياء هذا الذي يمكن ان يقع من المسلم المسلم الذي عنده ايمان وتوحيد هو الذي يقع منه يسير الرياء وبالتالي تعرف ان ثمة شيئا اخر ليس هو موضوعنا في هذا المقام وهو الرياء التام او الرياء الكامل او الرياء المحض او رياء المنافقين هذا الرياء واقع الذي كان عليه المنافقون رياء واقع في اصل الدين وفروعه ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس رياء هؤلاء رياء تام لا قصد عندهم ولا ارادة لوجه الله سبحانه والدار الاخرة فلا شك ان من وصل الى هذه الدرجة وكان حاله كحالهم لا شك انه قد اشرك الشرك الاكبر وهذا لا حديث لنا فيه في هذا المقام. نحن نتحدث عن طرف من الرياء شيء يسير من الرياء يقع في بعض العبادات ولا يقع في اصل الدين ولا يقع في كل العبادات فهذا هو الذي ينعت بانه شرك اصغر ونحن اذا قلنا انه شرك اصغر فلا يعني هذا البتة ان يستهان به انى يستهان بالشرك الاصغر وهو الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بانه اخوف ما يخاف على اصحابه رضي الله عنهم لا شك انه امر عظيم حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حقه ان اخوف ارأيتم اخوف ما هو عندي عليكم من المسيح الدجال قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك الخفي لاحظ ان هذا الشر العظيم وهذه الفتنة التي ما خلق الله عز وجل فتنة اعظم منها منذ خلق ادم والى قيام الساعة وهي فتنة المسيح الدجال ومع ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على اصحابه هذا الرياء اعظم من خوفه عليهم فتنة المسيح الدجال اذا هو امر عظيم وامر خطير وهو كما قال ابن القيم رحمه الله بحر لا ساحل له بحر خضم لا يكاد يسلم منه احد نسأل الله السلامة والعافية وذلك ان خطورة الشرك الاصغر الذي هو الرياء تأتي من جهة انه قريب جدا وان الذي يدفع اليه امر يعسر التخلص منه فان لذة المدح والثناء لذة عظيمة يصعب التخلص منها ولذا يطلبها من يطلبها ولو كان ذلك من خلال عبادة كان يجب ان يصرفها لله سبحانه وتعالى فزينها وحسنها لغيره حتى ينال هذه اللذة قالوا اللذات ثلاثة انواع لذة حسية هي اقل تلك اللذات قدرا عند ذوي الهمم والنفوس الشريفة. لذة مطعم او مشرب او منكح او مركب هذه لذة حسية وربما يشترك فيها الحيوان مع الانسان واللذة الاعظم منها والاشرف منها هي اللذة التوهمية لذة توهمية هي التي اللذة التي يشعر بها من يمدح ويثنى عليه يجد في نفسه زهوا ولذة عظيمة او اللذة التي يجدها من له سلطة ومن له آآ جبروت ومكانة بين الناس وتصدر فيما بينهم هذه لذة حبيبة الى النفوس وربما بذل الانسان في سبيل تحصيلها ما يوبق دنياه واخراه نسأل الله السلامة والعافية مع ان حقيقتها لا شيء هي كاسمها لذة توهمية مجرد وهم ارأيت ان مدحك المادحون كان ماذا لا شيء مدحوك او ذموك ما زاد ذلك في رزق قدره الله عز وجل لك ولا رفعك ذلك عنده بل ذلك يرضيك عنده ولذا لا يسلم من هذه اللذة الا من عظم الله عز وجل فكان في قلبه اعظم من كل شيء ثم ادرك حقيقة الناس. وانهم لا ينفعون ولا يضرون وما احسن ما قال الفضيل ابن عياض رحمه الله فانها كلمة تكتب بماء العين قال رحمه الله من عرف الناس استراح من عرف الناس استراح وبالتالي لم يعذب نفسه بطلب المدحة والثناء والتزين عندهم خلص قلبه من عبء التعبد للمخلوقين فاستراح بعكس الذي كان الناس عنده لهم شأن عظيم ولذا قلبه منصرف اليهم يتعبد لهم ويتزين لهم. اسأل الله السلامة والعافية اذا هذا بلاء عظيم. فما افة الناس الا الناس ما افة الناس الا الناس لاجلهم يرائي ولاجلهم يسمع ولاجلهم يزين وبالتالي يضيع حظا عظيما له عند الله سبحانه وتعالى اذا حذاري يا ايها الاخوان من هذا الامر العظيم ولربما كان المتكلم اولى بالنصح في هذا المقام من غيره فان شأن الرياء والله عظيم خذلان عظيم وخسارة كبرى ان ينصب الانسان ويتعب ثم لا يفيد من عمله شيئا بل يكون وبالا عليه وعقوبة عليه نسأل الله السلامة والعافية قال الله جل وعلا انا اغنى الشركاء عن الشرك من اشرك معي غيري تركته وشركه هذا الشرك يكفي في قبحه ان سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك الاصغر وسماه بالشرك الخفي وسماه ايضا بشرك السرائر قال صلى الله عليه وسلم كما خرج ذلك ابن خزيمة وصححه وحسنه غير واحد من اهل العلم يا ايها الناس اياكم وشرك السرائر قال وما شرك السرائر يا رسول الله قال ان يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل وكذلك سماه صلى الله عليه وسلم كما اسلفت بالشرك الخفي وبينه صلى الله عليه وسلم بقوله في هذا الحديث وانتبه الى ان كلام المؤلف قد يوهم ان ما اورده حديث واحد والصواب انهما حديثان قوله صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر هذا حديث قوله ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه هذا حديث اخر فيه وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الامر بانه الشرك الخفي المقصود ان من انواع الشرك الاصغر بنص الحديث الرياء يكفي فيه قوله صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر وهذا الحديث اخرجه الامام احمد حسنه الحافظ ابن حجر في البلوغ وجود اسناده المنذري في الترغيب وصححه غير واحد من اهل العلم من المتأخرين قرينا وغيرهم الامر الثاني الذي هو داخل تحت حد الشرك الاصغر قال رحمه الله نعم ومن ذلك ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالاباء والانداد والكعبة والامانة وغيرها. فقال صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بابائكم ولا بامهاتكم ولا بالانداد. فقال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة. وقال صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا الا بالله. وقال صلى الله عليه وسلم من حلف بالامانة فليس منا. وقال صلى الله عليه وسلم من حلف غير الله فقد كفر او اشرك. وفي رواية واشرك. احسنت هذا نوع اخر مما يدخل تحت الشرك الاصغر وهو الحلف بغير الله و هذا النوع وصفه بانه شرك بالله عز وجل ثابت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي ولا فرق عند اهل العلم بين المحلوفات غير بين المحلوفات غير الله سبحانه وتعالى فلا فرق بين ان يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم او يحلف بولي او يحلف بكعبة او يحلف بشجر او يحلف بحجر او يحلف بحياة او يحلف بامانة او غير ذلك كل هذا حكمه عند اهل العلم المحققين واحد وكله امر محرم لا يجوز بل هو شرك بالله سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وان الانسان ليعجب مع تكاثر الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من الشرك والتنفير منه بل وصفه بالشرك ثم يقول من يقول من الفقهاء ان الحلف بغير الله مكروه كراهة تنزيه سبحان الله كيف يكون الشرك مكروها كراهة تنزيه هذا لا يتأتى على قواعد الشريعة البتة فان الشرك جنسه اغلظ من اي ذنب بل اغلظ من الكبائر جميعا فكيف يوصف بعد ذلك بانه مكروه كراهة تنزيه هذا في الحقيقة من اعجب ما يكون قال رحمه الله ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالاباء والحلف بالاباء اكثر ما كان يقع عند اهل الجاهلية وهذا السبب الذي يبين لك لما كان النهي عن الحلف بالاباء اكثر من غيره في النصوص يعني لو نظرت في مجموع الاحاديث الواردة في النهي عن الحلف بغير الله لوجدت اكثرها يدور على النهي عن الحلف بالاباء والسبب في هذا ان هذا كان اكثر ما يكون من اهل الجاهلية لعظم شأن الاباء في نفوسهم قال والانداد والكعبة والامانة وغيرها وقال صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بابائكم ولا بامهاتكم ولا بالانداد. يعني بهذه المعبودات التي تعظم من دون الله وقال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة وذلك ان هذا الحلف حلف بغير الله عز وجل حتى وان كانت الكعبة لها قدر شريف وعظيم الا انه لا يجوز ان يحلف بها البتة وانما يحلف برب الكعبة كما امر النبي صلى الله عليه وسلم ولذا في حديث قتيلة الجهنية الانصارية رضي الله عنها والحديث عند النسائي وصححه وصححه ايضا ابن حجر وغيرهما من اهل العلم ان يهوديا قال انكم تشركون تقولون والكعبة وقال وتقولون ما شاء الله وشاء محمد فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تحلفوا بالكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة وكذلك نهاهم عن قول ما شاء الله وشاء محمد وانما يقال ما شاء الله ثم شاء محمد او ما شاء الله ثم شئت وهذا يدلك على ان هذا اللفظ شرك بالله عز وجل لاقرار النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليهودي على ذلك فقول والكعبة شرك بالله عز وجل ويا لله العجب من ان يهوديا يعرف الشرك الاصغر وبعض من ينتسب الى الاسلام لا يعرف الشرك الاكبر ويقع في الشرك الاكبر وهذا امر عجيب في الحقيقة وها هنا ايضا فائدة اخرى وهي ان معرفة الحق لا تستلزم اتباعه ارأيت هذا اليهودي عرف هذا الامر الدقيق والذي عرفه حق وما ولكنه مع ذلك ما اتبع الحق. ما اتبع النبي صلى الله عليه وسلم. بل اتى باعظم الكفر والعناد والعداء لدين النبي صلى الله عليه وسلم كما انها هنا فائدة ثالثة يحسن ايرادها وهي ان الحق يؤخذ ممن قاله بغض النظر عن حاله سواء كان حبيبا او بغيضا سواء كان قريبا او بعيدا قبول الحق لا يتوقف على من اتى به ومن حمله ومن قال فالحق شيء يفرض نفسه وشيء يجب ان يقبل وان كان الذي حمله غير محق كحال هذا الحديث الذي بين ايدينا هذا اليهودي قال حقا لذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام واقره على ان هذا شرك وما احسن ما قال ابن مسعود رضي الله عنه ومن جاءك بالحق فاقبل منه وان كان بعيدا بغيضا كذلك قال صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا الا بالله بل ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت هذا امر من النبي صلى الله عليه وسلم. كل من اراد ان يحلف فهو بين خيارين اما ان يحلف بالله او او واجب عليه ان يصمت وان كان التخفيف من الحلف اولى بالمسلم تعظيما لاسم الله عز وجل من ان يبتذل كثيرا فعلى المسلم ان يقتصد من الايمان والاقسام والحلف بالله سبحانه وتعالى فكيف بالحلف بغيره سبحانه وتعالى وقال صلى الله عليه وسلم من حلف بالامانة فليس منا. وهذا يقع كثيرا من العامة. تجده يقول بالامانة او يقول والامانة والنبي صلى الله عليه وسلم لا يقول مثل هذا الكلام الا وهذا الذي حكم عليه بانه ليس منا قد اتى امرا عظيما. بل كبيرة من كبائر الذنوب. وهو ها هنا شرك اصغر بدلالة النصوص الاخرى كذلك قال صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك وفي رواية واشرك هذا الحديث فيه اربعة الفاظ واردة. اللفظ الاول من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. وهذا الذي اخرجه الترمذي رحمه الله وهو في هذه النسخة المعروفة المطبوعة وجاء في بعض نسخ الترمذي وكذلك هو عند احمد بالعطف بالواو فقد كفر واشرك كذلك جاء عند الحاكم من حلف بغير الله فقد كفر واللفظ الرابع جاء عند احمد من حلف بغير الله فقد اشرك اذا عندنا اربعة الفاظ في هذا الحديث فقد كفر او اشرك فقد كفر واشرك فقد كفر فقد اشرك فهذا نص صريح في ان الحلف بغير الله سبحانه شرك بالله عز وجل ولكنه ليس شركا اكبر وانما هو شرك اصغر اللهم الا اذا بلغ تعظيم المحلوف به عند الحالف كتعظيم الله عز وجل فها هنا لا شك انه صار شركا اكبر وهذا كحال عباد القبور واضرابهم الذين يسهل عليهم ان يحلفوا بالله كاذبين لكنهم لا يمكن ان يجرؤوا على ان يحلفوا على ان يحلفوا بطواغيتهم ومعبوداتهم وهم كاذبين. هذا دليل بين على انهم عظموا هذه المعبودات كتعظيم الله بل اشد وبالتالي فان هذا الحلف لا شك انه شرك اكبر اما ما سوى ذلك وهذا هو الغالب على الحالفين بغير الله لا شك ان ما حصل منهم او ما يحصل منهم شرك اصغر ويدل على هذا ايضا حديث الطفيل ابن سخبرة رضي الله عنه الذي هو اخو اخ لعائشة رضي الله عنها من امها وذلك انه رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فاقره النبي صلى الله عليه وسلم على ما فيها وذلك انه رأى جماعة من اليهود فقال لانتم القوم الا انكم تقولون عزير ابن الله فقالوا وانكم لانتم القوم الا انكم تقولون والكعبة او قال تقولون ما شاء الله وشئت فهذا آآ تكرر معه ايضا مع النصارى اقر النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء في هذه الرؤية من ان هذا المقول سواء كان حلفا بغير الله او كان فيه تسوية غير الله الله عز وجل من انه آآ شرك بالله عز وجل جاء النهي عنه صلى الله عليه وسلم الخلاصة ان الحلف بغير الله شأنه عظيم ما احسن ما قال ابن مسعود رضي الله عنه مما يبين لك خطر الحلف بغير الله قال لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا وهذا اثر صحيح خرجه عبد الرزاق في المصنف باسناد صحيح بل قال الشيخ الالباني على شرط مسلم فابن مسعود حينما يقول هذا الكلام هو يعلم ويستحضر خطورة الحلف بربنا جل وعلا كذبا ومع ذلك كان الحلف بالله كذبا احب اليه من الحلف بغيره صادقا اليس هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما خرجه آآ البخاري وغيره في الصحيح انه قال صلى الله عليه وسلم من حلف يمينا يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه هي غضبان ومع ذلك كان هذا الذنب اهون عنده من الحلف بغير الله عز وجل صادقا اذا على كل مسلم يريد نجاته عند الله عز وجل يتقي الله سبحانه وتعالى عليه ان ينزه لسانه عن الحلف بغير الله عز وجل البتة وفي كل حال. ولا يقبل له عذر بان يقول انا تعودت كما يفعل بعض الناس يجري على لسانه صباح مساء بين كل ثلاث كلمات تجد حلفا بغير الله والنبي وحياتك والامانة بالامانة ونحو ذلك هذا لا يعذر في الحقيقة في هذا التساهل النبي صلى الله عليه وسلم تخيل انه يحذرك يا عبد الله ينبهك ينهاك يبين لك ان هذا شرك وانت تصر هذا دليل على ضعف الايمان اتق الله عظم الله. احلف بالله او اصمت اما ان تحلف بغيره فانت تقع في امر عظيم والله. تب الى الله من ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنه قول ما شاء الله وشئت. قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال ذلك اجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده. هذا الامر الثالث الذي اورده المؤلف رحمه الله وهو التسوية بين الله عز وجل وغيره بالواو في هذا السياق بان يقال ما شاء الله وشاء فلان او ما شاء الله وشئت هذا صحابي نحن نقطع انه ما سوى الا في اللفظ. نحن نقطع انه ما سوى في اعتقاده بين النبي بين النبي صلى الله عليه وسلم وربه. انما هو فقط في اللفظ ومع ذلك ينكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا عليه هذا الانكار ويقول اجعلتني لله ندا وفي رواية اجعلتني لله عدلا وهو مجرد تسوية في اللفظ فقط فهذا يدلك على ان هذه التسوية من كرة ولا تجوز وان هذا القول من الشرك بالله عز وجل كما دل على هذا حديث قتيلة الذي ذكرته لك قبل قليل حينما قال اليهودي هم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت. اقر النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي على هذا. كذلك في حديث الطفيل بن سخطرة وهذا انما ذكر فيه التسوية ما شاء الله وشئت او ما شاء الله وشاء محمد ولم يذكر فيه ما يتعلق بالحلف بغير الله فهذا سبق لسان مني انما ذكر هذا الحديث في هذا الجانب وهو في جانب التسوية في شأن المشيئة بين المخلوق والخالق سبحانه وتعالى وسبحان الله النبي صلى الله عليه وسلم ينكر هذا الانكار على من سوى بينه وبين ربه جل وعلا في هذا اللفظ فقط. قال ما شاء الله وشئت وكان الواجب ان يقول ما شاء الله ثم شئت هذا قدر جائز او ما شاء الله وحده وهذا قدر احسن ومع ذلك لو قارنت يا رعاك الله بين هذا القول وبين غيره لوجدت البون عظيم ماذا تظنون لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع من يقول في حقه لو ناسبت قدره اياته عظما احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم ماذا تظنون ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو سمع القائل يقول له هذه علتي. وانت طبيبي ليس يخفى عليك في القلب داءه ماذا تظنون النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمن يقول ويستغيث به صلى الله عليه وسلم عد على عبد الرحيم الملتجي بحمى عزك يا غوث اليتامى واقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما. يطلب منه ان يغفر له ذنبه النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يغفر الذنب عند هذا بالله ما ظنكم في قول النبي صلى الله عليه وسلم لو سمع هذا فهذا يدلك على ان هذا الخطأ الذي عظم شأنه النبي صلى الله عليه وسلم وانكره هذا الانكار وقال لصاحبه اجعلتني لله ندا تلاحظ والله انه يتضائل كثيرا امام هذه المصائب العظام التي تقع من اناس ينتسبون الى الاسلام مع كل اسف والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنه قول لولا الله وانت ومالي الا الله وانت وانا داخل على الله وعليك ونحو ذلك قال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان. ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان. قال اهل العلم ويجوز لولا ثم فلان ولا يجوز لولا الله وفلان. كل هذا ايضا من الشرك بالله عز وجل كما يدل على هذا اثر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ذكر امثال هذا اللفظ وهذا مع الاسف الشديد يقع من بعظ العامة الى يومنا هذا ما لي الا الله وانت او الله لي في السماء وانت لي في الارض او انا متوكل على الله وعليك وامثال هذا من هذه الالفاظ التي هي اشد واشنع من قول ما شاء الله وشئت وكل ذلك لا شك انه منكر. ويجب انكاره وعلى من كان التوحيد في قلبه عظيما ان يكون عنده غيرة على حق الله عز وجل ان يكون عنده غيرة على محارم الله عز وجل. لا ينبغي ان تمر مثل هذه الالفاظ على سمعك يا ايها المسلم الموحد ثم لا تحرك ساكنا بل يجب عليك ان تنكر المنكر يجب عليك ان تغضب لحق الله عز وجل وتنكر الانكار الشرعي لا اريد ان تغضب فتنكر انكارا غير شرعي لكن اريد ان يكون عندك غيرة على محارم الله عز وجل اخرج ابو نعيم في الحلية عن زياد ابن حدير رحمه الله احد التابعين انه سمع رجلا يحلف بالامانة قال والامانة ماذا فعل بكى وبكى هكذا تقول الرواية بكى بكاء عظيما لم ما ضربه احد ولا شتمه احد انما سمع شخصا يقول ماذا والامانة فقال لان تحكى او لن يحك جلدي حتى يدمى احب الي من ان احلف بالامانة هذه مواقف تدل على عظم التوحيد في قلوب اهل التوحيد وعلى حرقة اهل التوحيد على التوحيد وهكذا ينبغي ان يكون المسلم يرعاكم الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما الفرق بين الواو ثم في هذه الالفاظ؟ الجواب لان العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية فيكون من قال قال ما شاء الله وشئت قارنا مشيئة عبدي بمشيئة الله مسويا بها بخلاف العطف بثم المقتضي للتبعية فمن قال ما شاء الله ثم شئت فقد فقد اقر بان مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى لا تكون الا بعدها كما قال تعالى وما تشاء الا ان يشاء الله وكذلك البقية. اذا عندنا في هذا المقام ثلاثة الفاظ لفظ هو منكر بل شرك ان يقول الانسان ما شاء الله وشئت لولا الله وفلان الدرجة الثانية او الحالة الثانية ان يقول الانسان لولا الله ثم فلان او ما شاء الله ثم شاء فلان او لو ما شاء الله ثم فلان ان يكون العطف بثم وهذا قدر لا بأس به كما ارشد الى هذا النبي صلى الله عليه وسلم الدرجة الثالثة هي ارفعها وهي الاكمل ادبا مع الله عز وجل ان يقول الانسان ما شاء الله وحده او لولا الله وحده هذا هو الارفع والاحسن والاكمل ادبا مع الله سبحانه وتعالى المؤلف هنا يقول ما الفرق بين ان تقول ما شاء الله وفلان او ما شاء الله وشاء فلان وان تقول ما شاء الله ثم شاء فلان اجاب بان العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية. ولا شك انه لا يجوز ان يجعل الله عز وجل مساويا للمخلوق ولو في اللفظ في مثل هذا السياق هذا اولا وثانيا ان هذا الاستعمال ايضا قد يجر الى الاعتقاد والى تعظيم المخلوق كتعظيم الله عز وجل. مع كثرة دور مثل هذه الكلمة على الالسن واستسهال النطق بها. لربما شيء من الاعتقاد الى القلب والشيطان له نزغات والشيطان له خطوات والشريعة احسن ما تكون في منافذ الشرك وذرائعه لذا حسمت الباب ونهت عن استعمال هذا اللفظ. بخلاف استعمال العطف بثم فان ثم كما قال بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية ثم في اللغة تقتضي المهلة مع مع التعقيب يعني هناك قدر من الوضوح في ان ما عطف بثم دون المعطوف عليه وبالتالي فان الانسان اذا قال لولا الله ثم فلان فانه يكون قد عظم الله عز وجل تعظيما لم يعظم مثله المخلوق ولم يشعر كلامه بالتفات للمخلوق كالتفاتي الى الخالق سبحانه وتعالى فكان هذا القدر قدرا جائزا لا حرج فيه والاكمل ان يقول لولا الله وحده او ما شاء الله وحده والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه