الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة؟ الجواب ادلة ذلك من الكتاب كثيرة. منها قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن وقوله تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين. وتقدم الايمان بهم من السنة في حديث جبريل عليه السلام وغيره. وفي صحيح مسلم ان الله تعالى خلقهم من نور والاحاديث في شأنهم كثيرة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله بعد الكلام عن ركن الايمان بالله الى الركن الثاني وهو الايمان بالملائكة فقال رحمه الله ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة معلوم ان الايمان بالملائكة ركن الايمان ودعامة للدين. ولا دين ولا ايمان. لمن لم يؤمن الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام. والادلة على هذا كثيرة منها ما دل على ان هذا الايمان من اعظم البر. قال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله والملائكة والكتاب والنبيين. كذلك دل الدليل على ان الكفر بي الملائكة عليهم الصلاة والسلام ضلال بعيد ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا كما بين الله سبحانه وتعالى ان الايمان بالملائكة هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون والمؤمنين قال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور ان الايمان بالملائكة ركن من اركان الايمان فلما سأله جبريل عليه السلام عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته اذا هذه الادلة كثيرة جدا تدل على ان الايمان بالملائكة ركن من اركان الايمان فلا يصح ايمان الا به وقد اه كثر ذكر الملائكة في القرآن والسنة جدا حتى ان ابن القيم رحمه الله ذكر انه لا تكاد توجد سورة في القرآن لم يذكر فيها الملائكة تصريحا او تلميحا او اشارة اذا الادلة على ثبوت الملائكة عليهم السلام. كثيرة جدا في القرآن والسنة. قال وفي صحيح ان الله تعالى خلقه من نور ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كما في صحيح مسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان يعني الجن من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم يعني من طين. فمادة خلق الملائكة من نور. ولا كيفية ذلك وهيئته وكنه امر غيبي الله اعلم به. لكننا نؤمن بان ملائكة عليهم الصلاة والسلام قد خلقوا من نور كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما معنى الايمان بالملائكة؟ الجواب هو الاقرار الجازم بوجودهم وانهم خلق من خلق الله مربوبون ومسخرون وعباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. ولا يسأمون ولا يستسحق ولا يستسخرون. ولا يستحسرون. ولا يستحسرون. احسن الله اليك. الملائكة خلق من خلق الله خلقهم الله جل وعلا من نور لعبادته ولتنفيذ اوامره جل وعلا والايمان بهم يتظمن امورا اولا التصديق الجازم بوجودهم عليهم الصلاة والسلام فلا ايمان كما اسلفت لمن لم يؤمن ويصدق ويعتقد ان ثمة خلقا الله جل وعلا هم بالنسبة لنا غيب هم الملائكة عليهم الصلاة والسلام والادلة على هذا كما علمت كثيرا وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم على هيئته ورأى صلى الله عليه وسلم من رأى امنهم وكذلك المؤمنون على غير هيئتهم فان الملائكة قد اعطاهم الله عز وجل القدرة على التشكل في صور مختلفة فالصحابة رضي الله عنهم رأوا جبريل عليه السلام في سورة رجل حسن الثياب حسن الوجه حسن الريح رأى بعض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه سلم كذلك نورا آآ في الليل كان هو الملائكة تنزلت لتلاوة كتاب الله جل وعلا الى غيره لذلك اذا هذا هو الامر الاول الذي يتظمته الايمان الذي يتضمنه الايمان بالملائكة الامر الثاني التصديق بما ثبت في شأنهم من اسماء وصفات واعمال. التصديق بما ورد في شأنهم من اسماء وصفات اعمال فالله جل وعلا وكل نبيه صلى الله عليه وسلم قد بين من هذا شيئا كثيرا فنحن قد بلغنا اسماء للملائكة عليهم الصلاة والسلام اسماء مجموعات منهم ولافراد منهم حملة العرش ومنهم خزنة الجنة ومنهم خزنة النار ومنهم المعقبات الى غير ذلك مما جاء من القابهم عليهم الصلاة والسلام ذلك علمنا من اسمائهم ما سيورد المؤلف رحمه الله كجبريل وميكال واسرافيل ومالك وهاروت وماروت وغيرهم ممن سيأتي الحديث عنهم ان شاء الله. اذا نؤمن ونصدق بما بلغنا من اسمائهم وكذا ما بلغنا من صفاتهم فانه قد جاء في الكتاب والسنة او اوصاف شتى لهم خلقية وخلقية من صفاتهم الخلقية انهم اولوا اجنحة مثنى وثلاثى ورباع واكثر من ذلك. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على هيئته مرتين له ست مئة جناح سد بها الافق وكان هذا الخلق خلقا عظيما جدا. ومن صفاتهم كذلك انهم يتكلمون والادلة على هذا كثيرة في الكتاب والسنة. ومن ذلك ايضا ان لهم اعينا. كما يدل على هذا حديث فقئ موسى عليه السلام لعين الملك لعين الملك. كما ان لهم اذانا يدل على هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. كذلك لهم ايدي كما قال الله جل وعلا باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم كما ان لهم قلوبا كما قال جل وعلا حتى اذا فزع عن قلوبهم كذلك وصفوا عليهم الصلاة والسلام بالحياء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ اذا الملائكة لهم اه هذه الصفة وهي صفة الحياء كما انهم ايظا يحبون فان الله جل وعلا اذا احب عبدا نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه وهكذا يخبر جبريل الملائكة فيحبونه اضف الى هذا ما دل عليه الكتاب والسنة من صفات كثيرة تتعلق بتعبدهم لله عز عز وجل وهذا اعظم خصائصهم وصفاتهم انهم مجبولون على طاعة الله عز وجل. وانهم دائبون ودائمون على هذه العبادة العظيمة دون كلالة ودون سأم. ومن ذلك انهم يخافون الله جل وعلا خوفا عظيما كما قال جل وعلا يخافون ربهم من فوقهم كذلك انهم مكثرون جدا من التسبيح بل التسبيح من اكثر ما جاء في النصوص من اعمال واوصاف الملائكة وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون كذلك انهم يصلون ويسجدون اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن البيت المعمور وانه يدخله كل يوم سبعون الف ملك يصلون فيه ثم لا يعودون اليه بعد ذلك وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربعة اصابع الا وفيه ملك قائم او ساجد. اذا هذه بعض صفات الملائكة التي تعلق قد بخلقهم او خلقهم او تعبدهم لله سبحانه وتعالى. اذا هذا هو الامر الثاني وهو التصديق بما ورد من شأنهم من اسماء وصفات واعمال الامر الثالث اعتقاد فضلهم وانزالهم منزلتهم فان للملائكة شأنا عظيما دلت عليه ايات الكتاب واحاديث رسوله احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالملائكة عند الله جل وعلا وكفى بهذه منزلة فالذين عند ربك هؤلاء الملائكة مقربون ولا الملائكة المقربون يعني من الله سبحانه وتعالى الملائكة وصفوا بانهم ملأ اعلى ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اذ يختصمون. والملأ هم الكرام اضف الى هذا انهم متصفون بالعلو. علو المكان وعلو المكانة. اذا اذا يجب اعتقاد هذه المنزلة الرفيعة التي حباهم الله سبحانه وتعالى اياها الامر الرابع الذي يتضمنه الايمان بالملائكة عليهم الصلاة والسلام هو موالاتهم ومحبتهم عليهم الصلاة والسلام واذا كان موالاة احاد المؤمنين امرا مطلوبا من المسلم والمحبة في الله جل وعلا من اوثق عرى الايمان فكيف بهؤلاء الملائكة الكرام الذين وصفهم الله عز وجل بانهم كرام وانه لا يعصون الله وانهم يخافونه وانهم يعبدونه والله عز وجل قد قربهم منه سبحانه وتعالى فكيف بعد هذا لا يكون الولاء والمحبة والتعظيم لهؤلاء الملائكة عليهم الصلاة والسلام واذا كانت سمة الكفار او كانت سمة بعض الكفار معاداة الملائكة عليهم الصلاة والسلام فان ضد ذلك بالضرورة هو حال المؤمنين. من كان عدوا لله ملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين. اذا المؤمنون على ضد هذا فهم اولياء للملائكة محبون مقدرون لهم عليهم الصلاة والسلام كما دلت عليه هذه الادلة وغيرها. ويتبع هذا اعني ولائهم ومحبتهم مراعاة الادب معهم كما ارشدت السنة الى هذا في ادلة كثيرة بل ارشد الى هذا ربنا الكريم سبحانه وتعالى في كتابه قال جل وعلا وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. قال المفسرون اي اجلوهم واكرموهم. فلا يروا منكم ما لا يليق والملائكة اذا كانوا يتأذون مما يتأذى منه ابن ادم فلا ينبغي للمسلم ان يؤذيهم. ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكل بصلا او ثوما فلا يقربن اجدنا فان الملائكة تتأذى منه تتأذى مما يتأذى منه بنو ادم. اذا هذا الحديث فيه حث على عدم اذية الملائكة ولو كان هذا بمجرد رائحة كريهة كذلك لا ينبغي تنفيرهم عن دخول منازلنا بان نضع صورا نعلقها كما يفعل كثير من الناس مع الاسف الشديد دون مبالاة بهذا الامر العظيم والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة وبعض الناس كما ذكرت لا يبالون بهذا الامر ربما وضعوا صورا معلقة على الحيطان وربما وهو اعظم يضعون صورا مجسمة يقولون هذه زينة تزين المجالس هذه زينة للشياطين يتزين البيت لدخول الشياطين وتنفر منه الملائكة والملائكة اذا دخلت البيوت فان في هذا الدخول باذن الله دخول للخير لهذا البيت كذلك لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب. الا ما جاء الاذن فيه. فالنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السالف قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة. اذا هذا بعض ما ينبغي مراعاته في استعمال الادب في حق هؤلاء الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام ايضا من اعظم ما يدخل في هذا ما يتعلق باذيتهم في الصلاة وهذا يتضمن آآ ان لا يبصق الانسان عن يمينه في الصلاة كما امر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ففي البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ان يبصق الانسان عن يمينه في الصلاة وقال ان عن يمينه ملكا فلا يليق ان تبصق عن يمينك يا رعاك الله المقصود ان بين المؤمنين والملائكة ولاء ومحبة ولو لم يكن الا ان الملائكة عليهم الصلاة والسلام اهل حرص علينا معشر المؤمنين حريصون علينا ويحبوننا ويدعون الله عز وجل لنا تأمل في قول الله سبحانه الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون لله امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك. وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم. ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم. انك انت العزيز الحكيم وقهم ما اعظم هذا الدعاء الذي لا يدعوه الا حريص عظيم الشفقة علينا معشر المؤمنين والله جل وعلا اخبر انهم يستغفرون للذين امنوا وانهم يستغفرون لمن في الارض و انهم يدعون ايضا لمن كان يجلس في المسجد يذكر الله عز وجل ولم يحدث كذلك هم حريصون على بشارتنا في الاحوال الظيقة العظيمة ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي ان كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. والذي حققه ابن القيم رحمه الله ان هذا التنزل هذه البشارة تكون في ثلاثة مواضع عند الموت وعند البعث وعند دخول الجنة فهنيئا لمن حباه الله عز وجل بهذه النعمة العظيمة وكذلك الملائكة لهم حرص علينا من جهة الحث على الخير ودعوتنا اليه فما من احد من الناس الا وقد وكل به قرين من الملائكة وقرين من الشياطين قرين الانسان من الملائكة يدعوه الى الخير. ويحثه عليه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ان لي الملك لمة وان للشيطان لمة وذكر ان لمة الملك اعاد بالخير وتصديق بالحق وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رده على المنطقيين ان مبدأ كثير من العلوم في القلوب لاهل العلم هو من لمة الملك يعني ما يفتح الله عز وجل على الانسان من انواع العلم والخير ربما كان منه السبب او كان بعض ذلك سببه هو الملائكة عليهم الصلاة والسلام مما يحثون ويدعون العبد اليه اذا شأن الملائكة عظيم وحقهم على اهل الايمان حق عظيم. والله تعالى اعلم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذكر بعض انواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به. الجواب هم باعتبار ذلك اقسام كثيرة. فمنهم الموكل اداء الوحي الى الرسل وهو الروح الامين جبريل عليه السلام. ومنهم الموكل بالقطر وهو ميكائيل عليه السلام. ومنه الموكل بالصور وهو اسرافيل عليه السلام ومنهم الموقر بقبض الارواح وهو ملك الموت واعوانه ومنهم الموكل باعمال العباد وهم الكرام الكاتبون ومنهم الموقر بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه وهم المعقبات ومنهم الموقر بالجنة ونعيمها وهم رضوان ومن معه ومنهم بالنار وعذابها وهم مالك ومن معه من الزبانية. ورؤساؤهم تسعة عشر. ومنهم الموكل بفتنة القبر وهم منكرون ونكير ومنهم حملة العرش ومنهم الكربيون ومنهم الموكل بالنطف في الارحام. من تخليقها وكتابة ما يراد بها ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم منهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر. ومنهم صفوف قيام لا يفترون ومنهم ركع سجد لا يرفعون ومنهم غير من ذكر وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر. ونصوص هذه الاقسام من الكتاب والسنة لا تخفى ساق المؤلف رحمه الله ها هنا جملة من اسماء واعمال الملائكة عليهم والصلاة والسلام قال اذكر بعض انواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به قال هم باعتبار ذلك اقسام كثيرة فمنهم الموكل باداء الوحي الى الرسل وهو الروح الامين. جبريل عليه السلام جبريل عليه السلام سمي بالروح الامين نزل به الروح الامين كما سمي بروح القدس قل نزله روح القدس القدس يعني الطهارة كما سماه الله عز وجل روحا تنزل الملائكة والروح كذلك جاء وصفه بصفات عظيمة منها قول ربنا جل وعلا انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطالب ثم امين كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما عند احمد وغيره انه رأى جبريل عليه السلام يقول مررت بجبريل عليه السلام يوم او ليلة عرج بي كالحلس البالي من خشية الله. الحلس يعني الكساء القديم من عظيم خوفه من الله سبحانه وتعالى صار كالحلس البالي فجبريل عليه السلام له هذه الصفات وله هذه المنزلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى فهو اعظم الملائكة وافضل الملائكة واشرف الملائكة واقرب الملائكة الى الله سبحانه وتعالى وهو الواسطة بين الله جل وعلا ورسل ربنا سبحانه يبلغون يبلغهم الوحي من الله جل وعلا. فجبريل عليه السلام اذا اعظم اولئك وافضلهم ومن معتقد اهل السنة والجماعة ان الملائكة متفاضلون ومن ذلك ان افظلهم الملائكة الثلاثة الكرام الكبراء كبراء الملائكة وهم الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل الى الله جل وعلا بربوبيته لهم. فكان يقول اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فهؤلاء الملائكة جبريل وميكائيل واسرافيل هم اعظم الملائكة وجاءت تسميته الثلاثة في السنة وفي القرآن جاءت تسمية اثنين منهم جبريل وميكال كما في اية البقرة التي سلفت فهذا هو جبريل عليه السلام وهو اعظم من ينبغي ان يحب ويوالى من ملائكة الله جل وعلا عكس ما عليه اهل غضب الله سبحانه وهم اليهود الذين اتخذوا جبريل عليه السلام عدوا وهم الذين توعدهم الله سبحانه وتعالى في الاية التي سبقت قال ومنهم الموكل بالقطر وهو ميكائيل. بل هو موكل بالقطر وبالنبات كما صح هذا من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وخرجه ابو الشيخ في العظمة والطبراني وغيرهما فهو موكل بالقطر يعني المطر وبالنبات قال ومنهم الموكل بالسور وهو اسرافيل عليه السلام وهذا اجماع من اهل العلم نقله غير واحد من اهل العلم ومنهم القرطبي ومنهم الحليمي وهو الذي لا غيره في كتب اهل العلم. وجاء في هذا بعض الاحاديث وفي اسانيدها مقال السور فسره النبي صلى الله عليه وسلم بانه قرن ينفخ فيه والقرن معروف السور هذا الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي تكون بالنفخ فيه آآ يكون البعث بالنفخ فيه. فالله جل وعلا اذا امر اسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور فانهم يبعثون قبل ذلك اذا نفخ في الصور ايضا فانهم يصعقون. جميع من يكون على وجه هذه البسيطة اذا نفخ اسرافيل عليه السلام النفخة الاولى فانهم يموتون ثم اذا شاء الله عز وجل امر اسرافيل فنفخ في الصور نفخة الثانية فاذا هم قيام ينظرون فاسرافيل عليه السلام هو صاحب السور وهو الموكل بالنفخ فيه قال ومنهم الموكل بقبض الارواح وهو ملك الموت واعوانه قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم و شاع عند العامة تسميته بعزرائيل. وهذه التسمية لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما انها لم ترد في بالله انما نسمي هذا الملك الكريم بملك الموت وله اعوان توفته رسلنا وهم لا يفرطون ملك الموت له اعوان يعينونه على قبض الارواح قال ومنهم الملك ومنهم الموكل باعمال العباد وهم الكرام الكاتبون الله جل وعلا وكل عبد من بني ادم وكل به ملكين احدهما عن يمينه والاخر عن شماله والله اعلم بموضعهما على وجه التحديد هذان الملكان وظيفتهما كتابة اعمال ابن ادم فما من شيء قليل او كثير من قول او عمل او حتى ما كان من اعمال القلوب. فان هذين الملكين الكريمين يدونانه يكتبانه يسجلان عليه وان عليكم لحافظين كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد صفتهما انهما رقيبان وعتيدان رقيبان يراقبان وعتيدان يلازمان ولا يخليان الانسان بل هما معه باستمرار يدونان كل شيء يفعله الانسان في كتاب فاذا كان يوم القيامة نشر هذا الكتاب امام ناظر الانسان وقيل له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبة اذا من الملائكة من هو موكل بكتابة اعمال بني ادم هم الملائكة الكرام الكاتبون وجاءت تسميتهم هم ايضا بالحفظة وذلك في حديث البطاقة الذي خرجه الترمذي وغيره يقول الله جل وعلا لمن نشر امامه تسعة وتسعون سجلا من ذنوبه يقول الله جل وعلا اظلمك كتبت الحافظون فهؤلاء هم هؤلاء الملائكة الموكلون بكتابة اعمال بني ادم قال ومنهم الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه وهم المعقبات الذين قال الله جل وعلا في شأنهم له معقبات من بين ايديهم من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله فهم يحفظونه مما يضره من هوام وسباع وجن وغير ذلك الا اذا كان الشيء الذي شاء الله عز وجل وقوعه فانهم بينه وبينه قال ومنهم الملك ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها وهو رضوان ومن معه الذي لا شك فيه وقد ثبت في القرآن ان للجنة خزنة يعني من الملائكة واما تسمية الملك الموكل بالجنة برضوان فان هذا لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ جاء في حديث ولكنه ضعيف جدا فلا اعلم دليلا يصح على تسمية ملك الجنة بانه رضوان قال ومنهم الموكل بالنار وعذابها هم ما لك ما لك ومن معه. وهذا ثابت في القرآن ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك وكذلك جاءت تسمية هؤلاء بالزبانية. قال جل وعلا سندعو الزبانية اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يؤتى بالنار يوم القيامة عافاني الله واياكم منها. لها سبعون الف زمام يجر يجر كل زمام منها سبعون الف ملك او لا موكلون بجر النار الى المكان الذي يشاءه الله سبحانه وتعالى. اذا هذا عدد عظيم جدا يدلك على عظيم عدد الملائكة. وما يعلم جنود ربك الا هو اذا كان للنار سبعون الف زمام ويجر كل زمام سبعون الف ملك فالعدد عظيم جدا اربعة الاف الف وتسع مئة الف من الملائكة الذين يجرون النار فقط ومما يؤكد ان هذه الاعداد عظيمة وهائلة جدا هذا الحديث الذي مضى. فالله جل وعلا يأذن لهؤلاء الملائكة وفي كل يوم يدخل سبعون الف ملك سبعون الف ملك يدخلون كل يوم ولا يعودون اخر ما عليهم. منذ ان خلق الله عز وجل هذا البيت المعمور والى اليوم والى ما شاء الله عز وجل. كم هذه الاعداد العظيمة؟ اذا الملائكة اعداد عظيمة جدا وما يعلم جنود ربك الا هو قال ورؤساؤهم تسعة عشر كما قال الله جل وعليها تسعة عشر قال ومنها الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكير كما ثبت هذا عند الترمذي في حديث فتنة القبر ان احدهما اسمه المنكر والاخر اسمه النكير وجاء وصفهما بانهما اسودان ازرقان. جاء وصفهما بانهما اسودان ازرقان. فالله اعلم كيف يكون ذلك هل هو سواد البشرة وزرقة العين او غير ذلك الله اعلم لكن الظاهر والله تعالى اعلم وتعالى اعلم انها هيئة فيها شيء من الخوف والرهبة لمن ينظر اليهما نسأل الله عز وجل ان يخفف ان ذلك قال ومنهم حملة العرش ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية هؤلاء الملائكة الكرام الذين يحملون عرش الرحمن سبحانه وتعالى وهم محتاجون الى الله والله غني عنهم هم ما اطاقوا حمل العرش الا باعانة الله عز وجل وامداده سبحانه وتعالى. والا فالله غني عنهم وعن غيرهم. وهو الغني الحميد سبحانه وتعالى وهؤلاء الملائكة خلق عظيم جدا كما سبق الحديث الذي ذكرته لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال اذن لي ان احدث بملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة عام اذا هذا يدل على ان هؤلاء الملائكة خلق عظيم جدا قال ومنهم الكروبيين اختلف اهل العلم في هؤلاء الكروبيين فمنهم من قال انهم هم حملة العرش او من هم حول العرش منهم من قال انهم ملائكة العذاب ومنهم من قال انهم ملائكة انما يسبحون ويعبدون الله سبحانه وتعالى ومنهم من قال غير ذلك ولكن الذي يظهر والله اعلم ان هذه التسمية لم تصح يعني لم يأتي فيها اية في كتاب الله ولا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت عن ابن عباس رضي الله عنهما لكن الاسناد في ذلك فيه ضعف اخرجه ابن ابي شيبة في كتاب العرش وغيره الذي يظهر والله اعلم ان هذه التسمية لم تصح والله اعلم قال ومنهم الموكل بالنطف في الارحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها كما ثبت هذا في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو الحديث المشهور حديث الصادق المصدوق وفيه ان الله جل وعلا بعد ان يمضي على النطفة اربعون واربعون واربعون يرسل الملك في كتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد قال ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم كما سبق قال ومنهم ملائكة سياحون يتبعون او يتبعون مجالس الذكر وهذا قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجه الامام مسلم ان الله تبارك وتعالى او ان لله تبارك وتعالى ملائكة سياحين او قال سيارة فضلا يعني فضلا عن كتبة الاعمال من الملائكة يتبعون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وصف بعضهم بعضا باجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا قال ومنهم صفوف قيام لا يفترون ومنهم ركع سجد لا يرفعون وقد اخرج الطبراني في الكبير باسناد قال المؤلف في كتابه معارج القبول انه لا بأس به ان لله ملائكة منذ خلق السماوات والارض وهم ركع وان لله ملائكة منذ خلق السماوات والارض سجود فاذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم الى الله عز وجل وقالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك سبحان الله العظيم ساجدون منذ خلق الله السماوات والارض والى قيام الساعة ومع ذلك فانهم يقولون ماذا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك الله المستعان ومنهم غير من ذكر وما يعلم جنود ربك الا هو. نعم ثمة ملائكة كثر جدا ولهم اعمال مختلفة منهم ملائكة منهم من وكله الله عز وجل بالجبال منهم ملائكة على انقاب المدينة وكذلك مكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال ومنهم ملائكة سياحون في الارض يبلغون نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم السلام عن امته كذلك من الملائكة من يكتبون الداخلين الى الجمعة الاول فالاول حتى اذا دخل الامام طووا صحفهم وهؤلاء فيما يبدو والله اعلم غير الملائكة الذين يكتبون اعمال بني ادم فهؤلاء ملازمون للانسان ولا يغادرونه الى غير ذلك حتى ان ابن القيم رحمه الله ذكر انه ما من شيء في السماوات والارض الا وقد وكل الله عز وجل بتدبيره ملكا من ملائكة اتفق المفسرون على انهم هم المدبرات امرا والجمهور ايظا على انهم المقسمات امرا فشأنهم عظيم وقد وكل الله عز وجل بهم تدبير شؤون هذا العالم في علويه وسفليه لذا كان الايمان بهم له شأن عظيم. بل هو احد اركان الايمان الستة كما مضى الحديث عن ذلك ينبغي ان يكون لهذا الايمان اثر في قلوبنا وفي اعمالنا من علم ما سبق من عبادة هؤلاء الملائكة عليهم الصلاة والسلام وانهم لا يسأمون ولا يستحسرون وانهم على ذلك دائمون فانه اذا نظر الى هذا احتقر عمله ولم يصب بشيء من الغرور. اذا قام سويعه او صام يوما او يومين او تلا شيئا من كتاب الله وظن انه اعبد العباد اين هذه العبادة عن هذه العبادة العظيمة التي عليها الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام ومع ذلك هم على خوف عظيم من الله جل وعلا يخافون ربهم من فوقهم مع هذا الاحسان العظيم مع انهم معصومون عصمهم الله تبارك وتعالى من الوقوع في المعاصي. لا يعصون الله ما اراه ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون هذا وان كان جاء في خزنة النار وفي زبانية النار الا انه من حيث الحكم عام للملائكة اجمعين فلا فرق بين هؤلاء وغيرهم في طاعة الله سبحانه وتعالى وترك معصيته ومع ذلك هم يخافون الله سبحانه وتعالى فما الذي علينا نحن ان نفعله ونحن مقصرون اعظم التقصير في طاعة الله؟ ومستريحون لمعاصي الله عز وجل الشيء الكثير الا من رحم الله سبحانه وتعالى. كذلك على الانسان ان يستحي من هؤلاء الملائكة الكرام الذين منهم من يكتب على الانسان اعماله اذا كان هؤلاء كراما بوصف الله سبحانه وتعالى فهم والله كرام اذا كان الانسان يستحي من كرام قومه ان يظهر امامهم بصورة لا تليق او ان يشاهدوه على حال لا تنبغي فكيف بالذين وصفهم الله جل وعلا بانهم كرام ينبغي على الانسان ان يستحي من ذلك. ايضا ان يوقن بعظمة الله العظيم سبحانه وتعالى. اذا كان لهؤلاء من القوة والقدرة الشيء العظيم فان معطي الكمال اولى به اذا كان هؤلاء لهم كمال ولهم قوة ولهم عظمة فان الله عز وجل اعظم من ذلك واقوى من ذلك. معطي الكمال لا شك انه اولى به فهذه بعض الثمرات التي ينبغي ان يكون لها اثر في قلوبنا من ايماننا بالملائكة عليهم الصلاة والسلام. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم