الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال شيخنا قال شيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة على كم قسم دلالة الاسماء الحسنى من جهة التظمن. الجواب هي على اربعة اقسام. الاول الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الاسماء الحسنى وهو الله. ولهذا تأتي الاسماء جميعها صفات له. كقوله تعالى هو الله الخالق البارئ المصور ونحو ذلك ولم يأتي هو قط تابعا لغيره من الاسماء. الثاني ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى قال السميع المتضمن سمعه الواسع جميع الاصوات. سواء عنده سرها وعلانيتها. واسمه البصير المتضمن بصره النافذة في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها واسمه العليم المتضمن علمه المحيط الذي لا يعزب عنه مثقال كل ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر. واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء ايجادا واعداما وغير ذلك الثالث ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق الباري المصور وغير ذلك. الرابع ما يتضمن ما ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس السلام ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذا سؤال يتعلق بتقسيم اسماء الله عز وجل من جهة معانيها وقد قسمها رحمه الله الى اربعة اقسام الاول الاسم الجامع لكل صفات الله سبحانه وتعالى وهو اسم الجلال اسم الجلالة الله والثاني الاسماء التي دلت على صفات الذات والثالث الاسماء التي دلت على صفات الافعال والنوع الرابع والاخير الاسماء التي دلت على التنزيه اذا هذه هي الاقسام التي ذكرها المؤلف رحمه الله لاسماء الله جل وعلا بالنظر الى معانيها قال اولا الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الاسماء الحسنى وهو الله هذا الاسم العظيم هو اعظم الاسماء واجمعها للصفات فانه يدل على جميع صفات الله جل وعلا ونعوت جلاله تبارك وتعالى سواء كانت هذه الصفات راجعة الى معاني الجلال والجمال او راجعة الى معاني العزة والقدرة او راجعة الى معاني الرحمة والرأفة كل تلك الصفات والمعاني قد تضمنها هذا الاسم الجليل العظيم الله واسم الله الصحيح من كلام اهل العلم انه مشتق واصله الاله من الهى يأله فهو اله ومن تأله له فهو اله يعني مألوف فعال بمعنى مفعول بمعنى معبود اذا الله هذه الكلمة اصلها الاله ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال وهذا معهود في كلام العرب كما فعلوا في ناس اذ اصل هذه الكلمة اناس ثم حذفت الهمزة تخفيفا لكثرة الاستعمال ثم التقى التقت اللام مع حرف التعريف اضغمتا وفخمت اللام فصار الاسم ينطق هكذا الله هذا هو الصحيح من كلام اهل العلم في اشتقاق هذا الاسم العظيم الله قال ولهذا تأتي الاسماء جميعها صفات له كقوله تعالى هو الله الخالق البارئ ونحو ذلك ولم يأتي قط تابعا لغيره من الاسماء وهذا واضح لا شك فيه في الكتاب والسنة فان جميع الاسماء الحسنى تأتي تابعة لهذا الاسم ولا يأتي هو تابعا ولا يأتي هو تابعا لها ولا يشكل على هذا ما جاء في مفتتح سورة إبراهيم الف لام راء كتاب انزل اليك كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض فان اسم الجلالة ها هنا محمول على احد وجهين اما باعتباره بدلا وليس صفة وانما هو بدل. بدل من العزيز الحميد او وهو الوجه الثاني انه على جهة تقديم الصفة على الموصوف الاصل ان يتقدم الموصوف على الصفة هذا هو الاصل ولكن قد يأتي في لغة العرب ان يتقدم او ان تتقدم الصفة على الموصوف الى صراط العزيز الحميد الله فالعزيز والحميد صفة واسم الجلالة هو الموصوف. كما تقول مثلا هذا كتاب الظريف محمد هذا كتاب الظريف او الاديب محمد فها هنا تقدمت الصفة على موصوفها وهذا لا بأس به لغة اذا هذه الاية محمولة على احد هذين الوجهين وبالتالي سلمت القاعدة وهي ان جميع اسماء الله جل وعلا تابعة لهذا الاسم العظيم اسم الجلالة الله قال الثاني ما يتضمن صفة ذات ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى السميع المتظمن سمعه الواسع سمعه الواسع جميع الاصوات سواء عنده سرها وعلانيتها واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها تنبه هنا رعاك الله الى ان اسميه جل وعلا السميع والبصير يدلان على ثبوت صفتي السمع والبصر لله جل وعلا ولكن وصف هذين الاسمين بانهما من الاسماء الدالة على او المتضمنة لصفات الذات لله جل وعلا هذا محمول على ان هذه الصفة وهي السمع وكذلك صفة البصر من حيث اصل اتصاف الله جل وعلا فيمكن اعتبارها اعتبارهما صفتي ذات فهما صفتا ذات باعتبار اصل اتصاف الله جل وعلا بهما فلم يزل الله جل وعلا سميعا بصيرا ولم يكن معطلا عن السمع والبصر ثم اتصف بهما اما باعتبار احاد اتصاف الله جل وعلا بالسمع والبصر فتنبه الى ان معتقد اهل السنة والجماعة ان الله جل وعلا يسمع الصوت عند وجوده ويرى الشيء عند وجوده ليس الشأن في السمع والبصر كالشأن في صفة العلم علم الله القديم. فان هذه الصفة فان هذه الصفة صفة ذات بمعنى انها ملازمة لله جل وعلا وليس ان الله سبحانه وتعالى كان يجهل الاشياء ثم يعلمها عند وجودها انما الله جل وعلا علم بعلمه القديم كل شيء قبل وجوده فعلمه واسع شامل لكل شيء. من الموجودات والمعدومات بل والممتنعات اما السمع والبصر فله ما شأن اخر فالله يسمع الاشياء يسمع الاصوات عند وجود الاصوات لا قبل ذلك ويرى الاشياء اذا وجدت لا قبل ذلك بخلاف صفة العلم. وذلك ان من اهل البدع والانحراف عن الجادة الصحيحة من جعل صفتي السمع والبصر من جنس صفة العلم باعتبار انهما قديمتين ولا يتعلقان بالامور الحادثة بمعنى عند هؤلاء الله جل وعلا سمع الاصوات في الازل قبل وجود هذه الاصوات ورأى المبصرات رأى الاشياء في الازل قبل قبل وجودها ولا شك ان هذا باطل الله جل وعلا بين في كتابه وكذا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم انه سمع ويسمع عند صدور الصوت لقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. اذا سمع الله عز وجل هذه الشكاية وهذا التحاور بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين من تشتكي زوجها عند صدور هذه الاصوات لا قبل ذلك اذا الخلاصة التي اريد ان اصل اليها ان الذي عليه السلف الصالح وهذا هو المعقول في اللغة والمعروف في العقل ان السمع والبصر يتصف بهما السميع والبصير عند وجود الاصوات وعند وجود عند وجود الاشياء فيسمع الصوت عند صدوره و يرى الاشياء حينما توجد اذا خلقها الله سبحانه وتعالى قال واسمه العليم المتظمن علمه المحيط الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الله جل وعلا عليم عليم فعيل بمعنى فاعل يعني الذي له صفة العلم وهذه الصيغة صيغة مبالغة يعني ان علم الله جل وعلا علم واسع شامل لكل شيء كما قدمت لك فهو علم ما كان وما هو كائن وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات اضاف الى هذا اسمه القدير المتضمن قدرته. قال واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء. ايجادا واعداما وغير ذلك كذلك صفة القدرة لله جل وعلا والقدرة هي كمال القوة القدرة كمال القوة. فالله جل وعلا قدير فعيل بمعنى فاعل قدير ابلغ من قادر فالله جل وعلا لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى. بل انه على كل شيء قدير والعموم ها هنا عموم محفوظ كل شيء فالله جل وعلا عليه قدير اذا شاء ايجاده واذا شاء اعدامه سبحانه وتعالى ولم يزل الله ولا يزال قديرا. فهذه صفة ذاتية لله جل وعلا. متصف بها ربنا سبحانه ازلا وابدا لم يكن في وقت من الاوقات عادما للقدرة ثم انه تعالى اتصف بها تعالى الله عن ذلك بل لم يزل الله ولا يزال متصفا بالقدرة هذا هو النوع الثاني وهو الاسماء التي تضمنت صفات ذاتية واشار الى الثالث بقوله ما يتضمن صفة فعل كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك. الله جل وعلا هو الخالق يعني الذي اتصف بصفة الخلق. فكلمة الخالق اسم ثابت لله جل وعلا كما قد علمنا يدل بالمطابقة على امرين على ذات الله سبحانه وعلى صفة الخلق التي يتصف بها سبحانه وتعالى. فالله عز وجل هو الخالق. والله جل وعلا هو الخلاق فهو يخلق سبحانه وتعالى ما يشاء اذا شاء متى شاء ولم يزل الله خالقا ولم يكن معطلا عن الخلق ثم بدأت يتصف بهذه الصفة بل لم يزل الله جل وعلا خالقا ومخلوقاته مخلوقات كثيرة لا حصر لها ويخلق ما لا تعلمون. كذلك هو الرازق الذي اتصف بصفة الرزق سبحانه وتعالى كذلك هو البارئ وكذلك هو المصور. البارئ قريب في المعنى من صفة قريب في المعنى من اسم الخالق دال على اتصاف الله جل وعلا بصفة البرء ولكنه اخص من الخالق من حيث انه يدل على اتصافه بخلق ما فيه روح واما صفة الخلق فانها عامة تشمل خلق الله جل وعلا لكل شيء كذلك المصور فان المصور هو الذي يعطي الاشياء صورها والصورة هي الهيئة فهو سبحانه وتعالى الذي يخلق وهو الذي يبرئ وهو الذي يصور ما يشاء كيف يشاء كما اخبر سبحانه وتعالى في كتابه من انه يصور عباده في الارحام كيف يشاء. جل وعلا اذا هذه كلها اسماء دالة على اتصافه جل وعلا بصفات فعلية قال الرابع ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس والسلام وقل مثل هذا في اسمه تعالى السبوح وقل مثل هذا في اسمه تعالى المتكبر فكلها متقاربة في معناها تدل على تنزيه الله جل وعلا عن كل عيب ونقص كالسنة والنوم والعبث واللعب واللغوب وما شكل ذلك مما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولعله يأتي ان شاء الله لاحقا ما يتعلق بمنهج اهل السنة والجماعة في هذه الصفات التي تدل على تنزيه الله جل وعلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كم اقسام الاسماء الحسنى من جهة اطلاقها على الله عز وجل؟ الجواب منها ما يطلق على الله مفردا او مع غيره وهو ما يتضمن صفة الكمال باي اطلاق. كالحي القيوم الاحد الصمد ونحو ذلك. ومنها ما لا يطلق على الله الا الا مع مقابله وهو ما اذا افرد اوهم نقصا. كالضار النافع والخافظ الرافع والمعطي المانع والمعز المذل ونحو ذلك. فلا يجوز اطلاق الضار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل كل على انفراده. ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك لا في الكتاب ولا في السنة. ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم. لم يطلق في القرآن الا مع متعلقه قوله تعالى انا من المجرمين منتقمون او باضافة ذو الى الصفة المستق منها كقوله تعالى والله عزيز ذو انتقام هذا تقسيم اخر لاسماء الله جل وعلا ولاحظ رعاك الله ان الشيء يمكن ان تقسم افراده باعتبارات متعددة يعني انك تنظر الى الشيء من جهة فتقسمه من هذه الجهة او بهذا الاعتبار ثم تنظر اليه بنظر اخر من جهة اخرى فتقسمه تقسيما اخر وهكذا الشأن في كل التقسيمات فانت اذا قسمت الشيء فانك تقسمه باعتبار معين. اسماء الله جل وعلا هي هي ولكننا نقسمها اذا نظرنا اليها من جهة كما ذكر المؤلف رحمه الله من جهة آآ المعاني التي تضمنتها ولنا ان نقسمها تقسيما اخر وهو من جهة اطلاقها على الله جل وعلا او تقييدها تقيد بمقارن لها او تطلق اطلاقا على الله سبحانه وتعالى. هذا هو التقسيم الاخر الذي اورده المؤلف رحمه الله قال منها ما يطلق على الله مفردا وهذه عامة اسماء الله جل وعلا لانها تتضمن الكمال المطلق وبالتالي فانها تفرض افرادا مطلقا اذا ما تضمن من الاسماء كمالا مطلقا فانه يفرد افرادا مطلقا. وهذه عامة اسماء الله جل وعلى قال وهو ما يتضمن صفة الكمال باي اطلاق كالحي القيوم الاحد الصمد ونحو ذلك وهذا واضح لا اشكال فيه فتسمي الله جل وعلا وتدعو الله جل وعلا وتعبد لهذه الاسماء دون ادنى اشكال اما القسم الثاني فهو ما يسمى بالاسماء المزدوجة وهو الذي قال فيه الشيخ رحمه الله ومنها ما لا يطلق على الله الا مع مقابله وهو ما اذا افرد اوهم نقصا هذا هو الضابط لهذه الاسماء وهو وهي الاسماء التي اذا افردت اوهمت نقصا مثل لهذا قال كالضار النافع والخافض الرافع والمعطي المانع والمعز المذل ونحو ذلك فلا يجوز اطلاق الدار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل كل على انفراده ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك. لا في الكتاب ولا في السنة اذا تنبه هنا الى ان هذه الاسماء المزدوجة انما هي كالاسم الواحد من جهة اطلاق ما يوهم نقصا لا من جهة الاسم المقابل الذي اذا اطلق فانه لا يوهم نقصه. محل البحث ها هنا هو في الاسم الاخر الذي لا يطلق لانه اذا اطلق اوهم نقصك. اما مقابله فلا لا حرج من ذكره مطلقا ولذلك عندنا ها هنا اسمان معطي ومانع البحث الذي نبحث فيه هو في اسم المانع فلا يطلق الا مع المعطي فاصبح مع المعطي كالاسم الواحد واضح ولكن المعطي وحده لا حرج فيه لا حرج ان يسمى الله جل وعلا المعطي ولا حاجة الى ان نقرنه بماذا؟ بالمانع. ولذلك في صحيح البخاري من حديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وان الله المعطي وانا القاسم فماذا تلحظها هنا؟ تلحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم اطلق ماذا اسمع المعطي على الله جل وعلا ولم يقرنه بماذا بالمانع والسبب ان هذا الاسم ماذا لو اطلق فانه لا يوهم نقصا بخلاف المانع فانه لو اطلق المانع فقط فان هذا يوهم نقصا فان الذي يمنع فقط ناقص اما الذي يعطي ويمنع فان هذا كمال فان هذا كمال فاعطاؤه من حيث هو دال على الكرم والله عز وجل الكريم وكونه يعطي ويمنع هذا كمال فوق كمال هذا يدل على انه كريم وعلى انه حكيم يدل على انه كريم وعلى انه حكيم. قل مثل هذا في اسم الله باسمي الله القابض والباسط. ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند ابي داوود والترمذي الترمذي واحمد وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله هو المسعر القابض الباسط لاحظ معي هنا ان كون الله جل وعلا باسطا يبسط الرزق على من يشاء هذا من حيث هو كمال هذه صفة كمال. وبالتالي فان هذا الاسم فان هذا الاسم يطلق على الله جل وعلا ويعبد له. فيقال الله الباسط ويقال عبد الباسط ولاحظ انك اذا قارنته بالقابض فان هذا يدلك على كمال فوق الكمال. وهو ان الله جل وعلا يبسط فهو كريم وعلى انه جل وعلا ذو سلطان وذو نفوذ وذو حكمة فانه جل وعلا اذا بسط فان هذا هو كرمه جل وعلا واذا قبض فان هذه هي حكمته جل وعلا ولو بسط الله الرزق لعباده ماذا لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء. اذا هذه ماذا هذه الحكمة فاصبح الاقتران بين اسميه جل وعلا القابض والباسط يجمع كمالا فوق كمال اذا الاسم الذي يوهم نقصا لا يفرد انما يذكر بماذا بمقابله بخلاف الاسم الذي اذا افرد فانه لا حرج فيه ولذلك الشيخ رحمه الله نبه على هذا بقوله فلا يجوز اطلاق الضار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل ولم يقل هذا في ماذا في المعطي ولم يقل هذا في آآ المعز ولم يقل هذا في النافع اذا هذه هي الاسماء المزدوجة والضابط فيها ما قد علمت. وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله هذا ومن اسمائه ما ليس يفرد بل يقال اذا اتى بقران وهي التي تدعى بمزدوجاتها افرادها خطر على الانسان اذ ذاك يوهم نوع نقص جل رب العرش عن عيب وعن نقصان اذا هذه هي الاسماء التي تدعى بالاسماء المزدوجة وبعض اهل العلم يسميها الاسماء المقترنة يبقى فقط التنبيه على ان هذه الاسماء التي اوردها الشيخ رحمه الله وهي ثمانية اسماء الضار والنافع والخافظ والرافع والمعطي والمانع والمعز والمذل لا اعلم دليلا على ثبوتها لله جل وعلا و ان دليلا في الكتاب او السنة الصحيحة دل على اطلاقها على الله سبحانه وتعالى وان كان بعض اهل العلم اثبتها لله جل وعلا وهؤلاء بين امرين اما ان يكونوا اثبتوها لله جل وعلا لورودها في حديث عد الاسماء وقد ذكرت لك في درسي امس ان لم اهم ان حديث ابي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة هذا القدر في الصحيحين. ولكن جاء خارج الصحيحين ببعض الروايات عند الترمذي وابن ماجه والحاكم وغيرهم تعداد هذه الاسماء التسعة والتسعين وذكرت لك انه لا يصح من هذه طريق الى النبي صلى الله عليه وسلم ونص على هذا الجم الغفير من علماء الحديث متقدمين ومتأخرين في بعض طرق هذه الاحاديث جاء ذكر هذه الاسماء وهي الخافض والرافع والمعطي والمانع والمعز والمذل الى اخره. ويبقى ان المعطي على وجه بالخصوص جاء عليه الدليل كما اسلفت لك وهو ما جاء في صحيح البخاري والله المعطي او وهو الاحتمال الثاني ان يكون من عد هذه الاسماء لله جل وعلا اخذها من طريق الاشتقاق وهذه مسألة كبيرة والبحث فيها يحتاج الى وقت واسع فان الله جل وعلا اخبر عن نفسه في كتابه وهكذا جاءت السنة بانه يعز ويذله فربما اخذ من اخذ من اهل العلم من هذه الاية يعز من يشاء ويذل من يشاء آآ اخذ منها اسميه المعز والمذل كذلك لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت كما ثبت هذا. عن النبي صلى الله عليه وسلم ربما اخذ هؤلاء العلماء هذين الاسمين من هذين الفعلين او من هاتين الصفتين عن طريق الاشتقاق على كل حال هذا بحث طويل لكن يمكن التمثيل بلا اشكال على هذه اه القاعدة او على هذا التقسيم باسميه جل وعلا الباسط والقابض والحديث في هذا كما قد علمت حديث صحيح قال ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم لم يطلق في القرآن الا مع متعلقه كقوله تعالى انا من المجرمين منتقمون. لم يأت في الكتاب ولم يأتي في السنة اطلاق هذا لم يأتي في الكتاب ولا في السنة الصحيحة اطلاق هذا الاسم على الله جل وعلا هكذا المنتقم انما انما جاء على سبيل التقييد انا من المجرمين منتقمون. وقد نبه على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى في الجزء الثامن وانه لم يقف او لا يعلم دليلا من الكتاب والسنة على اطلاق هذا الاسم على الله جل وعلى انما جاء مقيدا نذكره كما ورد فنقول الله جل وعلا من المجرمين منتقم سبحانه وتعالى او يقال كما ذكر الشيخ رحمه الله باظافة ذو. فنقول الله عزيز ذو انتقام. الله ذو انتقام. هذا لا حرج فيه وبالتالي فاننا بذلك نكون متبعين لما جاء في الكتاب والسنة. فاذا كان الله جل وعلا انما اخبر عن نفسه هذا الامر فاننا نطلقه كما ورد والله جل وعلا اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تقدم ان صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية فما مثال صفات الذات من الكتاب؟ الجواب مثل قوله تعالى بل يداهما مبسوطتان وقوله كل شيء هالك الا وجهه وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله ولتصنع على عيني وقوله ابصر به واسمع وقوله انني معكما اسمع وارى وقوله ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. وقوله وكلم الله موسى تكليما. وقوله واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين وقوله وناداهما ربهما الم منهكما عن تلكم الشجرة. وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبت مرسلين وغير ذلك يقول المؤلف رحمه الله تقدم ان صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية هذا احد تقسيمات صفات الله جل وعلا وهو تقسيمها باعتبار تعلقها بذات الله جل وعلا او بمشيئته فانها تنقسم حينئذ الى هذين القسمين الى صفات ذاتية والى صفات فعلية وبعضهم يقول اختيارية يعني انها الصفات التي هي ملازمة للذات فلم يزل الله جل وعلا ولا يزال متصفا بها او هي صفات فعلية او اختيارية وهي التي يتصف بها سبحانه وتعالى اذا شاء اورد المؤلف رحمه الله هذا السؤال فقال فما مثال صفات الذات من الكتاب وساق ادلة من كتاب الله جل وعلا على جملة من الصفات الذاتية العلية له تبارك وتعالى قال مثل قوله تعالى بل يداه مبسوطتان فهذه الاية فيها اثبات صفة اليدين لله تبارك وتعالى وبالتالي فانه يجب علينا ان نعتقد ان ربنا العظيم جل جلاله له يدان تليقان به لا تماثلان ايدي المخلوقين كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلله عز وجل يدان لو قال قائل كيف هما كيف يدا ربنا ما جوابكم ها اجب الكيف مجهول وهذا السؤال ممنوع وقلنا في دروس عدة سابقة احفظ هذه القاعدة فانها مهمة كلمتان ممنوعتان في بابين كلمتان ممنوعتان في بابين كيف في الغيبيات ولما في القدر فمسائل القدر لا تسل فيها لما لما فعل الله كذا؟ ولما قدر كذا فان لله الحكمة البالغة التي لا يبلغها عقلك وان علمت شيئا فانك تعلم طرفا يسيرا ولا تستطيع ان تحيط علما بحكمة الله العظيم سبحانه كذلك كيف السؤال عن الكيفية سؤال ممنوع كيف يد الله جل وعلا وكيف عين الله جل وعلا وكيف استواء الله جل وعلا؟ وكيف نزوله الى غير ذلك هذا سؤال غلط سؤال ممنوع سؤال فيه مجازفة سؤال فيه سلوك مسلكي عدم الادب مع الله تبارك وتعالى من انت يا عبد الله حتى تطمح الى ان تعلم كيفية صفات الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا لم نره تعلموا انكم لم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وايضا لم نر مثيلا له حتى نعرف كيف صفاته تعالى الله عنان يكون له مثيل لم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه كيفيات صفاته لم يقل الله جل وعلا وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم ان بيدي الله جل وعلا مبسوطتان على هيئة كذا وكذا وانها على كنه كذا وكذا وانها بكيفية كذا وكذا. ما اخبرنا الله جل وعلا بذلك. اذا نحن نثبت لله جل وعلا الصفة مع جزمنا واعترافنا باننا نجهل كيفية صفات الله سبحانه وتعالى لها كيفية لكن الله جل وعلا اعلم بهذه الكيفية قد يقول قائل انضيف لله جل وعلا اليد مع ان هذه من صفات المخلوقين الجواب اولا لسنا نحن الذين اضفنا اليد الى الله جل وعلا انما اظاف اليد اليه تبارك وتعالى من هو الاعلم بنفسه وهو هو سبحانه وتعالى اليس هذا هو كلام الله اليس الله جل وعلا هو الذي اخبر ان يديه مبسوطتان قال بل يداه مبسوطتان اذا هو سبحانه الذي اخبر بهذا ثم نبيه صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بربه جل وعلا اخبر بهذا تلا لنا هذه الاية واخبرنا في احاديثه هو صلى الله عليه وسلم الكثيرة بثبوت صفتي اليدين لله تبارك وتعالى فهل لنا ان نتوقف في اثبات ما اثبت الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتأتى هذا من مسلم صادق في ايمانه. هذا اولا وثانيا ثبوت القدر المشترك بين صفة الخالق والمخلوق لا يعني اصول التمثيل وهذه شبهة يجب ان تنتزع من قلبك وصدرك يا رعاك الله اعلم ان صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته وبالتالي فاذا حصل قدر مشترك بين صفة وصفة فان هذا لا يعني بحال ثبوت التمثيل عن الممنوع في الشريعة انما يكون التمثيل اذا كنت تسوي بين القدر المختص بصفة الله جل وعلا مع صفة المخلوق. ها هنا ان تمثلت والتمثيل شأنه خطير فمن شبه الله بخلقه فقد كفر كما قال السلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم اذا لله جل وعلا يد تليق به وللمخلوق يد تليق به ولا اشكال لا حرج من فهم هذه القضية ليست المسألة مسألة معضلة حتى يتوقف بعض الناس او يقع في قلوبهم شيء من الحرج اذا تلا هذه الاية ربما بعض الناس يجد في نفسه حرجا كيف يكون لله جل وعلا يد وهو الذي يقول ليس كمثله شيء نقول نعم لله عز وجل يد لا تماثل ايدي المخلوقين وبالتالي فلا اشكال المخلوق له يد تناسبه وتليق به ولله جل وعلا يد تناسبه وتليق به وانى يكون هناك توهم التشبيه بين اليدين والله جل وعلا وصف هاتين اليدين العظيمتين بصفات تقطع ادنى احتمال طولي توهم التشبيه اليس الله جل وعلا اخبرنا عن هاتين اليدين العظيمتين بصفات لا يمكن ان يحصل فيها اشتراك مع ايدي المخلوقين قال جل وعلا والسماوات مطويا والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه انى يكون هناك ادنى احتمال للتشبيه والتمثيل مع هذا الوصف لهاتين اليدين العظيمتين السماوات والارض تكون في قبضة الله سبحانه وتعالى يطويها الله عز وجل بيمينه يطوي السماوات جل وعلا بيمينه. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ان الله يقبض الارض ويطوي السماوات بيمينه ويقول انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون اخبروني اي يد هذه للمخلوقين تتصف بهذه الصفة ايوجد هل هناك يد تستطيع ان تطوي السماوات وان تقبض الارض لا والله انما هذا شأن يدي الا يدي ربنا العظيم سبحانه وتعالى وبالتالي فانى يقول قائل ان هناك ايهام تشبيه اذا اطلقنا ان لله جل وعلا يدين واذا اعتقدنا انهما يدين حقيقتين تليقان بالله سبحانه وتعالى. هذا مجرد توهم في النفس هذا من وسوسة الشيطان ومن تلبيسه على ابن ادم والا فانه لو احسن التأمل فيما دل عليه كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فانه يزول عنه كل اشكال ويكفي ان تعلم يا رعاك الله ان ايدي المخلوقين مع اشتراكهم في كونهم مخلوقين لم تتماثل اخبروني حينما اقول يد الفيل ويد النملة ويد الانسان ويد الباب هذه ايدي اربعة ولا لا هل هذه الاربعة مخلوقات ما رأيكم مخلوقات ما رأيكم لو قال قائل هذه الايدي متماثلة فان يد الفيل مثل يد النملة ايكون كلامه كلام عاقل لا يقول عاقل ذلك انما يقول هناك قدر مشترك بين اليدين مع وجود قدر مميز مع وجود قدر فارق فلا حصول للتمثيل وللتشبيه وها هنا. اين يد الفيل؟ من يد النملة اين يد الانسان من يد الباب؟ هذه يد حقيقية وهذه يد حقيقية ومع ذلك لم يحصل تماثل اليس كذلك فللإنسان يد تليق به وللباب يد تليق به. وما حصل عندنا اشكال في التفرقة بين القظيتين ان هناك قدرا مشتركا وان ان هناك قدرا مميزا فارقا وبالتالي فان فهم هذه القضية يزول معه هذا الاشكال الذي اه يتشوش لاجله بعض الناس. اعود فاقول اذا كان في المخلوقات مع كونها مخلوقات ومع كونها جميعا محدثات مع كونها جميعا ممكنات اذا كانت تفاوتت الحقائق حقائق الصفات وكيفيات الصفات وكنه الصفات فكيف بين الخالق والمخلوق اليس من باب اولى ثبوت الفارق العظيم بين كن هي صفة الله وكن من صفة المخلوق وبالتالي لا يمكن ان يرد على خاطر انسان ان هناك تشبيها اذا اطلقنا ان لله يدا او ان لله سمعا او ان لله عينا او ان وجها ابدا لا يريد هناك اي اي اشكال فلله وجه يليق به وللمخلوق وجه يليق به والحمد لله رب العالمين. وبالتالي نكون قد جمعنا بين الامرين بين اثبات ما اثبت الله لنفسه وبين تنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به. يكفي يرعاك الله ان تتأمل قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. سبحان الله العظيم. كيف ان الجمع بينهما يريح الانسان ويزيل عنه اي اشكال ليس كمثله شيء دليل على تنزيه الله جل وعلا عن مماثلة المخلوقين ولحكمة عظيمة اورد الله جل وعلا في هذا المقام هذين الاسمين الدالين على ثبوت صفتي السمع والبصر له جل وعلا فقال وهو السميع البصير فان المخلوقات الحية عامة تتصف بالسمع والبصر لا يكاد يوجد حي الا وهو ماذا يسمع ويبصر انظر ليس كمثله شيء ومع ذلك هو سبحانه وتعالى سميع بصير يسمع ويبصر. اذا لا تعارض بين الامرين الله يتصف بالسمع والبصر مع كونه ليس كمثله شيء الله يتصف بسمع وبصر لا يماثل سمع المخلوقات ولا بصر المخلوقات وبالتالي تكون قد جمعت بين الامرين. اذا احفظ عني هذه القاعدة المهمة لابد من الجمع بين الامرين بين اثبات القدر واثبات القدر المميز حصول الاشتراك في الاطلاق يد الخالق ويد المخلوق هذا في قدر مشترك لا وجود له في الا في الذهن لا وجود له في الخارج توجد الاشياء خارج الاذهان يعني في الحقيقة مميزة هذا هو القدر المميز الفارق هذا القدر لا اشتراك فيه فلله صفة تختص به وللمخلوق صفة تختص به ولذلك الله جل وعلا اخبر عن نفسه انه سميع بصير وقال جل وعلا عن المخلوق انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه ماذا سميعا بصيرا. اليس هو الله جل وعلا الذي اخبر عن نفسه انه سميع بصير؟ وهو سبحانه الذي قال عن المخلوق انه سميع بصير اثمة تناقض اجيبوا ايتناقض هذا الاثبات للسمع والبصر له وللمخلوق؟ مع قوله ليس كمثله شيء الجواب لا لما؟ لان الاشتراك الذي حصل في قدر ماذا مشترك في الذهن فقط سمع من حيث هو يعني ادراك الصوت بصر يعني ادراك المبصرات ادراك الاشياء لكن في الواقع لله سمع عظيم يليق به وللمخلوق سمع ضعيف يليق به وبالتالي فلا فلا ايهام للتمثيل ولا ايهام للتشبيه هذه قاعدة مهمة وينبغي ان تكون منك على ذكر اذا ولجت الى باب صفات الله جل وعلا وبالتالي فتفهم حقيقة مذهب اهل السنة والجماعة الذي هو المذهب الوسط بين افراطي من افرط وتفريط من فرط بين غلو من شبه وبين آآ تفريط من عطل صفات الله سبحانه وتعالى ايماننا معشر اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ايمان ايمان معتدل ايمان قائم على مقتضى دلالات النصوص فيه اثبات لا يبلغ درجة التمثيل والتكييف وفيه تنزيه لله جل وعلا لا يبلغ درجة التعطيل والتحريف لعلنا