الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر غناء انفعه وانفع به يا رب العالمين. اللهم امين. قال شيخنا حافظ الحكيم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. ما مثال صفات الذات من السنة؟ الجواب كقوله صلى الله عليه وسلم حجابه النور. عد الى السؤال السابق. وانتهينا قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة تقدم ان صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية فما من مثال صفات الذات من الكتاب؟ الجواب مثل قوله تعالى بل يداهما مبسوطتان وقوله كل شيء هالك الا وجهه وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله ولتصنع على عيني وقوله فابصر به واسمع. وقوله انني مع اسمع وارى وقوله يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وقوله وكلم الله موسى تكليما وقوله واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين. وقوله وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكم الشجرة. وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ وغير ذلك ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فكنا في درس البارحة قد بدأنا في شرح ما اورد المؤلف رحمه الله من ايات الكتاب التي تدل على صفات الذات لله سبحانه وتعالى وقفنا عند الاية الاولى وهي قوله تعالى بل يداه مبسوطة ففي هذه الاية اثبات صفة اليدين لله جل وعلا وهذا نص كتاب الله ودل عليه كثير من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نثبت لله ما اثبت الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم دون تكييف او تمثيل ودون تعطيل او تحريف قال كل شيء هالك الا وجهه هذه الاية دليل على ثبوت صفة الوجه لله سبحانه وتعالى فلربنا وجه موصوف بالجلال والاكرام له سبوحات بهاء وعظمة وجه الله جل وعلا يليق به لا كأوجه المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الاية فيها تفسيران لاهل العلم الاول ان الاية اخبار عن ثناء الاشياء وبقاء الله سبحانه وتعالى اذ هو الاخر فليس بعده شيء فكل شيء يهلك الا الله سبحانه وتعالى كل شيء هالك الا وجهه واذا كان وجه الله جل وعلا باق غير هالك فانه هو سبحانه وتعالى باق غير هالك لانه اذا بقي وجه الله جل وعلا بقيت ذاته ضرورة وذكر الوجه ها هنا ذكر مسلك او جار على مسلك كلام العرب في انهم يخبرون عن الذات بالوجه لشرف الوجه تخبرون عن الذات بالوجه لشرف الوجه او وهو القول الثامن وهو القول الثاني كل شيء هالك الا ما اريد به وجهه سبحانه وتعالى اذا الاعمال التي لم يخلص فيها ولم يرد فيها وجه الله جل وعلا فانها مضمحلة وزائلة وتكون هباء منثورا اما الاعمال التي اريد بها وجه الله جل وعلا فانها هي التي تدخر لصاحبها هي التي تنفع صاحبها هي التي تبقى لصاحبها فيثاب عليها وعلى كل حال الاية على اي وجه قيل في تفسيرها دليل على اثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى اذا الوجه صفة ذاتية له سبحانه بنص القرآن والسنة قال ولتصنع على عيني هذه الاية فيها اثبات صفة العين لله جل وعلا وهذا قد جاء في القرآن والسنة ايضا كثيرا يعتقد اهل السنة والجماعة ان لله جل وعلا عينين تليقان به يبصر بهما لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان هذا هو معتقد اهل السنة كما قال القحطاني وكما قال اهل السنة قاطبة فالله جل وعلا له عينان تليقان به لا كاعين المخلوقين وذكر العين ها هنا مفردة لاثبات جنسي هذه الصفة و جاءت ايضا في القرآن مجموعة في قوله تعالى تجري باعيننا والجمع اما على ان اقل الجمع اثنان او من باب التعظيم فيخبر العظيم عن نفسه وعن صفاته بصيغة التعظيم وهذا كثير في القرآن وفي السنة وفي كلام العرب ايضا اما ثبوت العينين فدليلهما فدليلهما السنة فيما سيأتي من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم ليس باعور فهذا الحديث دليل على ثبوت العينين لله جل وعلا لان العور فقد احدى العينين او فوق اوفقت ضوئ احدى العينين فلما كان الله جل وعلا منزها عن العور دل هذا على ثبوت عينين له تبارك وتعالى وهذا كما ذكرت لك اجماع اهل السنة والجماعة اذا العين صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى قال قوله تعالى اوصر به واسمع ابصر به واسمع هذه صيغة تعجب والمعنى ما ابصره وما اسمعه ابصر به واسمع يعني ما ابصر الله لكل موجود وما اسمع الله لكل مسموع اذا هذا فيه دليل على ثبوت السمع الواسع والبصر الواسع لله سبحانه وتعالى فلله سمع لا يفوته صوت ولله بصر لا يفوته شيء من الموجودات فالله يسمع كل صوت ويبصر كل شيء جل ربنا وتقدس وهذا المعنى في تفسير هذه الاية هو الذي عليه جماهير اهل العلم بل نقل بعضهم كالزجاج الاجماع عليه وقال قليل من اهل العلم ان الصيغة ها هنا صيغة امر ففيها الامر للنبي صلى الله عليه وسلم ان يبصر بربه وان يسمع بربه او وهو قول اخر عندهم ان يبصر بدين الله او يبصر او يسمع بدين الله لكن القول الاول كما ذكرت لك هو الصواب وهو الذي عليه جماهير اهل العلم او عليه اجماعهم ففي الاية اذا دليل على ثبوت السمع والبصر لله جل وعلا وهذه مسألة سبق الحديث عنها فالله جل وعلا متصف بصفة البصر وما في معناها جاء في النصوص وصف الله جل وعلا بالبصر وجاء وصفه بالرؤية وجاء وصفه بالنظر وكلها بمعنى فالله جل وعلا يبصر ويرى وينظر الى كل شيء سبحانه وتعالى وسبق الكلام عن وصف هاتين الصفتين بكونهما من صفات الذات يعني انهما في اصل الاتصاف صفتان ذاتيتان يعني اصل صفة السمع واصل صفة البصر قديم فلم يزل الله جل وعلا سميعا ولم يزل الله بصيرا. فهذا وجه تسمية الشيخ رحمه الله لهاتين الصفتين صفات او بانهما من الصفات الذاتية والا فالمعقول لغة وعقلا وايضا شرعا ان الله جل وعلا انما يسمع الاصوات عند صدورها وانما يرى الاشياء عند وجودها وكذلك الامر في قوله تعالى انني معكما اسمع وارى ففي هذه الاية اثبات ثلاث صفات السمع والرؤية على ما مضى وفيها ايضا اثبات صفة المعية لله جل وعلا بقوله انني معكما يعني موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام والمعية ها هنا هي المعية هي المعية العامة وهي التي تتضمن علم الله جل وعلا واحاطته وقدرته وسمعه وبصره فالله جل وعلا مع كل احد بهذه المعية وفي هذه الاية ايضا اثبات قدر زائد لي اه هذا المقام وهو كونه تعالى مع موسى وهارون وهو اثبات المعية الخاصة التي تقتضي النصرة والتأييد اذا الاية دالة على ثبوت المعيتين لله جل وعلا اولا في قوله انني معكما ثم جاء تفسير ذلك اسمع وارى وهذه هي المعية العامة ثم نستفيد المعية الخاصة من لازم هذه المعية في هذا السياق فاذا كان الله جل وعلا مع نبييه الكريمين موسى وهارون فيسمع ويرى ما يكون معهما اذا يلزم من هذا ان يكون الله جل وعلا ايظا معهما بنصرته واحاطته وحفظه وما الى هذه المعاني اذا يتلخص لنا ان المعية في صفات الله جل وعلا نوعان معية عامة وهذه معية راجعة الى صفة الذات وهذا الذي اورد المؤلف رحمه الله هذه الاية لاثباته لاثبات صفات الذات والتمثيل على ذلك و فيها ايضا او النوع الثاني المعية الخاصة وهذه صفة فعلية الله جل وعلا يتصف بها اذا شاء فهو مع من يشاء بعلمه بنصرته وحفظه وتأييده جل وعلا ثم انتقل الى ما يدل على ثبوت صفة العلم لله جل وعلا فقال يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. وهذا ايضا مما سبق الحديث عنه فالله جل وعلا متصف بصفة العلم الواسع ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فالله جل وعلا يعلم كل شيء ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات والممتنعات ثم انتقل الى صفة الكلام قال وكلم الله موسى تكليما صفة الكلام صفة ذاتية باعتبار اصل اتصاف الله جل وعلا بها وهذا وجه ايراد الشيخ هذه الصفة ضمن الصفات الذاتية فالله جل وعلا لم يزل متكلما ولم يكن معطلا عن الكلام ثم ابتدأه بل لم يزل الله جل وعلا متكلما واحادوا الكلام واحاد التكليم من الله جل وعلا صفة فعل فالله جل وعلا يتكلم اذا شاء متى شاء بما شاء سبحانه وتعالى فهو قد تكلم بالقرآن بعد ان لم يكن متكلما به وهكذا في التوراة وهكذا في الانجيل وهكذا في كل كلامه العظيم الكثير الذي لا يحصى وتنبه الى ان كلام الله جل وعلا ينقسم الى كلام شرعي ومنه ما انزل الله في الكتب التي انزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام فهذا كلام الله الشرعي ومنه كلام كوني وهذا هو النوع الثاني وهو الذي يدبر الله عز وجل به ويخلق الله عز وجل به انما كان قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فهذا من كلام الله الكوني والكلام في صفة الكلام كثير و هذه هي الخلاصة في معتقد اهل السنة والجماعة فالله جل وعلا يتكلم بكلام يليق به سبحانه وتعالى و يتكلم بمشيئته وكلامه جل وعلا بحرف وصوت فالله جل وعلا يتكلم بحرف كما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ بحرف من كتاب الله فله به عشر حسنات لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف ومعلوم ان القرآن بعض كلام الله اذا هو من صفات الله سبحانه وتعالى وبالتالي ثبت الحرف في كلام الله جل وعلا كذلك كلامه سبحانه بصوت و كلمة الصوت ثبتت في كلام الله جل وعلا في عدة احاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما ثبت في البخاري وغيره ان الله جل وعلا ينادي يوم القيامة بصوت يا ادم اخرج بعثا من النار بعثا من ذريتك الى النار اخرج بعثا من ذريتك الى النار الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في نادي بصوت فدل هذا على ان الله جل وعلا يتكلم بصوت ولولا ورود هذا الحديث بثبوت الصوت في كلام الله جل وعلا. لا كان هذا ثابتا في كلام الله جل وعلا دون شك لان هذا مقتضى كلام العرب فلا يكون الكلام كلاما الا بصوت اذا لله جل وعلا صوت يليق به سبحانه وتعالى قال واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين النداء نوع من الكلام وان شئت فقل هو اخص من الكلام فكل نداء كلام وليس كل كلام نداء النداء هو الكلام بصوت عال او هو الصوت الرفيع ويقابله المناجاة وكلاهما ثبت في صفات الله سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا وناديناه من جانب الطور الايمن ثم قال وقربناه نجية فالله جل وعلا ينادي بما يشاء اذا شاء وكذلك الله جل وعلا يناجي بما يشاء اذا شاء ومن ذلك ما يكون يوم القيامة فان الله جل وعلا يدني عبده اليه ويناجيه سبحانه وتعالى كما ثبت هذا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم المقصود ان الثابتة في هذا الباب لله جل وعلا بتتبع النصوص يرجع الى ما يأتي. الكلام والقول والحديث والنداء والمناجاة هذه خمسة الفاظ ثابتة في هذا الباب لله جل وعلا الكلام والقول والحديث وهذه الثلاثة بمعنى و يبقى بعد ذلك النداء والمناجاة قد علمت خصوصية هذين اللفظين بالنسبة الى الكلام وكذلك الامر في قوله تعالى وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة في هذا اثبات صفة النداء لله جل وعلا وكذلك الامر في قوله تعالى ويوم يناديه فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما مثال صفات الذات من السنة؟ الجواب كقوله صلى الله عليه وسلم حجابه النور وكشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. وقوله صلى الله عليه وسلم يمين الله ملأى لا تغيظها نفقا حاء الليل والنهار. ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض؟ فانه لم يقض من ما في يمينه فانه لم يقضي ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الاخرى الفيض او القبض يرفع ويخفض. فقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال ان الله لا يخفى عليكم ان الله ليس باعور واشار بيده الى عينك. الحديث. وفي حديث الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك نستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم. فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم انكم لا تدعون اصم ولا غائبا تدعون سميعا بصيرا قريبا. وقوله صلى الله عليه اذا اراد الله ان يوحي بالامر تكلم بالوحي. الحديث وفي حديث البعث يقول الله تعالى يا ادم اقول لبيك الحديث واحاديث كلام الله لعباده في الموقف وكلامه لاهل الجنة وغير ذلك مما لا يحصى انتقل المؤلف رحمه الله الى ايراد جملة من صفات الذات الوالدة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم المخرج في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه يعني هذا الحجاب لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه سبحات وجه الله جل وعلا يعني بهاؤه وعظمته لو كشف هذا الحجاب لا احرق ذلك كل شيء لان بصر الله جل وعلا يشمل كل شيء على الاطلاق وهذا الحديث فيه اثبات الوجه لله جل وعلا وفيه اثبات البصر لله جل وعلا ايضا اورد رحمه الله الحديث المتفق عليه وهو قول الله جل وعلا يمين الله ملأى يعني يده اليمين سبحانه وتعالى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ارأيت ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض ما في يمينه لم ينقص ذلك شيئا مما في يمين الله سبحانه وتعالى قال وعرشه على الماء وبيده الاخرى الفيض او القبض يرفع ويخفض هذا الحديث فيه اثبات صفة اليدين لله جل وعلا وجاء هذا في قوله يمين الله وجاء في قوله سبحانه وبيده الاخرى اذا لله عز وجل يدان وكلمة اخرى انما تقال بما هو شيئان فيقال هذا شيء وهذا هو الاخر او هذه هي الاخرى اذا هما يدان تليقان بالله سبحانه وتعالى و في هذا الحديث ايضا مسألة وهي قوله وبيده الاخرى هنا قال الفيض او القبض الشكوى ها هنا من الراوي الاكثر عند الرواة هو بالقاف القبض واختلف اهل العلم في المراد بالفيض او القبض والاقرب والله اعلم ان الفيض هو العطاء والهبة من الله سبحانه وتعالى فهو يعطي ويمنح ويهب ويرزق سبحانه وتعالى. وكل ذلك بيده جل وعلا واما القبض فقيل انه قبض الارواح فالله جل وعلا هو الذي يقبض الارواح الله يتوفى الانفس حين موتها وقيل القبض بمعنى انه يقدر او يقدر سبحانه وتعالى رزق خلقه فالله جل وعلا هو القابض وهو الباسط جل وعلا فيكون قد جمع في هذا الحديث بين هاتين الصفتين بين البسط في اول الحديث لما ذكر ان يده سحاء هذا هو البسط وذكر صفة القبض في هذا الجزء من الحديث وقد جاء عند البخاري وبيده الاخرى الميزان يرفع ويخفض اذا عندنا ثلاثة الفاظ في هذا الحديث الفيض او القبض او الميزان والمقصود بالميزان هو ان الله جل وعلا يقدر ما يشاء سبحانه وتعالى من الارزاق او انه يرفع ما يشاء ويخفض من يشاء سبحانه وتعالى على ما تقتضيه حكمته تبارك وتعالى. الشاهد ان المسألة ها هنا انه قد ثبت لله جل وعلا يدان بالاجماع وثبت تسمية احداهما باليمين بالاجماع وهذا في نص القرآن والسنة والسماوات مطويات بيمينه وفي الحديث احاديث عدة ومنها هذا الحديث الذي بين ايدينا وعندنا امر ثالث وهو وصف اليد الاخرى بانها اليد الاخرى وهذا ثابت في الحديث وثابت بالاجماع ايضا وبقيت مسألة رابعة وهي هل تسمى او هل يطلق على اليد الاخرى وصفه الشمال فيقال لله عز وجل يدان يمين وشمال ام لا محل البحث ها هنا هو بحديث في صحيح مسلم هو اصح ما جاء في هذا اللفظ والا فقد جاء في حديث او حديثين ضعيفان لا يصحان عن النبي صلى الله عليه وسلم انما محل البحر في حديث في صحيح مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ثم يأخذ الارض بشماله ففيه التنصيص على لفظ الشمال وهذا ما اختاره جمع من اهل السنة والجماعة وهو من المسائل الدقيقة القليلة التي تعددت فيها الاقوال عند اهل السنة والجماعة وذهب الى هذا من ذهب من اهل العلم ومنهم عثمان ابن سعيد الدارمي رحمه الله في نقضه على بشر وغيرهم من اهل العلم ومن المتأخرين الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله كما في كتاب التوحيد ومن المعاصرين الشيخ ابن باز وغيره من اهل العلم استدلوا على اطلاق لفظ الشمال على اليد الاخرى بهذا الحديث الثابت في صحيح مسلم وذهبت طائفة اخرى الى انه لا يطلق لفظ الشمال على اليد الاخرى وممن ذهب الى هذا ابن خزيمة رحمه الله وانتصر لهذا في كتابه التوحيد وذهب الى هذا ايضا غيره من اهل العلم رأى هؤلاء ان هذه الرواية انما جاءت من رواية عمر ابن حمزة ابن عبد الله ابن عمر وآآ عمر هذا روى هذا الحديث عن عمه سالم ابن عبد الله ابن عمر وعمر لا يحتمل تفرده بهذا اللفظ فان فيه ضعفا بل قال الامام احمد رحمه الله ان عنده مناكير فكيف وقد خالف رواية من هو اوثق منه فان هذا الحديث جاء من رواية سالم عن عبد الله ابن عمر وجاء ايضا من رواية نافع عن ابن عمر وجاء ايضا من رواية عبد الله ابن مقسم عن ابن عمر وما جاءت هذه اللفظة في هذا الحديث الا في رواية عمر ابن حمزة عن سالم عن ابن عمر فهذه اللفظة بين ان تكون شاذة او ان تكون من كرة وهذا الذي ذهب اليه اصحاب هذا القول من القوة بمكان ليس ثمة مانع يمنع من وصف هذه اللفظة اه من وصف هذه اليد بالشمال لله جل وعلا الا الثبوت فمتى ما ثبت هذا اللفظ فانه يطلق على اليد الاخرى لفظ الشمال وان لم يثبت فان الوقوف عند حد الوارد اولى والذي جاء في النصوص وصف هذه اليد بانها يمين ووصف تلك بانها اليد الاخرى فان لم يثبت لفظ الشمال عن النبي صلى الله عليه وسلم فالوقوف عند هذا الوارد اولى مع ثبوت ان كلا اليدين لا نقص فيهما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكلتا يديه يمين يعني في الخير والبركة لا كما يتوهم من يتوهم ان يدي الله جل وعلا على ما تعارف عليه الناس من ان الشمال ناقصة او معيبة في مقابل اليمين كلا بل يدي ربنا جل وعلا كلاهما في الخير والبركة يمين معظمتان وهذا لا يمنع ان تكون اليمين افضل من الشمال فان تفاضل الصفات ثابت دون شك بدليل انه ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المقسطون على على منابر من نور عن يمين الرحمن فاليمين افضل من الشمال وان كان ذلك لا يعني ان المفضول ناقص فمتى ما قيل ان بعظ الصفات افظل من بعظ كما يقول اهل السنة والجماعة فان هذا لا يعني ان المفضول انقص ان المفضول ناقص او معيب انما هو اه تفضيل بين فاضلين اذا قيل هذه الصفة افضل من هذه او ان بعض كلام الله افضل من بعض او ما شاكل ذلك فان هذا تفضيل بين فاضلين او بين فاضلين يعني بعض ذلك افضل من بعض والا فالكل فاضل هذه مسألة تفاضل الصفات باختصار اشار بعد ذلك او اورد حديث الدجال ان الله لا يخفى عليكم ان الله ليس باعور قال واشار بيده الى عينه هذا الحديث فيه مسألتان الاولى فيه اثبات بصفة العينين لله جل وعلا لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله ليس باعور والعبر والعور كما قد علمته وفقد نوري احدى العينين احدى العينين معطوبة هذا هو المعقول في اللغة في كلمة العور والله جل وعلا ليس باعور اذا له عينان لا نقص فيهما سبحانه وتعالى ويؤكد هذا اشارة النبي صلى الله عليه وسلم الى عينيه وهذه هي المسألة الثانية فان اشارة النبي صلى الله عليه وسلم الى عينه في هذا الحديث هي من باب تحقيق الصفة لا من باب التشبيه وحاشا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك انما المقصود من هذا اثبات ان لله عز وجل عينين حقيقيتين وليس المقام مقام مجاز او مقام كناية او ما شاكل ذلك مما قد يقوله من يقوله من المبطلين بل لله عز وجل عينان حقيقيتان وهذا على نسق ما جاء في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا واشار النبي صلى الله عليه وسلم الى عينيه والى اذنيه فهذا كما يقول اهل السنة فيه تحقيق لصفتي السمع والبصر وانهما صفتان حقيقيتان جل ربنا عنان يماثل فيهما وفي غيرهما من صفاته ان يماثلا في لذلك المخلوقين فالله ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد قال وفي حديث الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم لا اعلم وانت علام الغيوب هذا الحديث فيه اثبات صفتي العلم والقدرة ومضى الكلام فيهما قال وقوله صلى الله عليه وسلم انكم لا تدعون اصم ولا غائب تدعون سميعا بصيرا قريبا ففي هذا الحديث اثبات ثلاث صفات ثلاث صفات لله جل وعلا السمع والبصر والقرب ومضى في بعض الدروس السابقة الكلام بالتفصيل عن صفة القرب لله سبحانه وتعالى قال وقوله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله ان يوحي بالامر تكلم بالوحي اذا هذا الحديث فيه اثبات صفة الكلام لله جل وعلا قال وفي حديث البعث يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك وسعديك فهذا فيه ايضا اثبات صفة القول يعني الكلام والحديث لله سبحانه وتعالى قال واحاديث كلام الله لعباده في الموقف وكلامه لاهل الجنة وغير ذلك مما لا يحصى لا شك انه ثبت في احاديث كثيرة ان الله جل وعلا يكلم عباده في الموقف وانه يناجي عباده بل هذا ثابت في كتاب الله ويوم يناديهم فيقول اين شركائي ويوم يناديهم؟ فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ الى غير ذلك من هذه النصوص التي فيها كلام الله جل وعلا يوم القيامة كذلك كلامه جل وعلا لاهل الجنة كما ثبت هذا في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه ينادي اهل الجنة فيقول يا اهل الجنة فيقولون لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا فيقول الله جل وعلا الا ازيدكم فيقولون وماذا بعد هذا يا رب فيقول الله جل وعلا احل عليكم رضواني فلا اسخط بعد بعد ذلك عليكم ابدا ففي هذا الحديث اثبات كلام الله جل وعلا ايضا لاهل الجنة نسأل الله جل وعلا ان نكون ممن يقول ويسمع ما جاء في هذا الحديث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما مثال صفات الافعال من الكتاب؟ الجواب مثل قوله تعالى ثم استوى الى السماء وقوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله وقوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة مطويات بيمينه وقوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقوله تعالى فلما تجلى ربه جبل جعله دكا وقوله تعالى ان الله يفعل ما يشاء وغيرها من الايات صفات الافعال كما قد علمت هي الصفات التي يتصف الله جل وعلا بها اذا شاء ومن ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله قال مثل قوله تعالى ثم استوى الى السماء فالاستواء المضاف الى الله جل وعلا جاء في القرآن على ضربين الاول الاستواء المعدى بالى وهذا جاء في موضعين يتعلقان بالسماء جاء في سورة البقرة وجاء في سورة فصلت ثم استوى الى السماء والضرب الثاني ان يعد هذا الفعل استوى بحرف على ويتعلق بالعرش وهذا جاء في سبعة مواضع في القرآن ثم استوى على العرش اعراف يونس رعد ثم في طه فرقان السجدة والحديد بها استوى. هذه سبعة مواضع في القرآن اذا جاء في القرآن وصف الله جل وعلا بهذه الصفة صفة الاستواء في تسعة مواضع في موضعين اعدي ذلك بالى وفي البقية عدي بعلى والمعنى في الجميع العلو والارتفاع فمعنى قول الله جل وعلا ثم استوى الى السماء اي علا وارتفع باجماع اهل العلم ومن الخطأ بل من التأويل القول في هذه الاية ان معنى قوله استوى الى السماء يعني عمد الى خلق السماء هذا ليس بصحيح بل هذا تأويل مخالف لاجماع اهل السنة والجماعة انما الاستواء ان عدي بعلى وان عدي بالى فان العرب لا تفهم من ذلك الا معنى العلو والارتفاع اذا قال قائل فلان استوى الى السطح يعني علا وارتفع واذا قال استوى على دابته فان هذا ايضا بمعنى على وارتفع واعتدل اذا هذا هو الاستواء الثابت لله تبارك وتعالى ونحن نؤمن بان الله استوى الى السماء وانه استوى على العرش كما بذلك استواء يليق به جل وعلا لا كاستواء المخلوقين ايضا قوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في هذه الاية اثبات صفة الاتيان لله جل وعلا والله سبحانه يفعل ما يشاء ومن ذلك ما اخبر به في كتابه وما دلت عليه سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من انه يأتي اذا شاء ومن ذلك اتيانه يوم القيامة فالله جل وعلا يأتيانا يليق به لا كيتيان المخلوقين. ليس كمثله شيء وليس كاتيانه شيء من اتيان المخلوقين سبحانه وتعالى كذلك في قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ففي هذا اثبات صفتي القبض والطي لله تبارك وتعالى وهاتان صفتا فعل له جل وعلا يتصف بهما اذا شاء فالله يطوي ما يشاء اذا شاء ويقبض ما يشاء اذا شاء ومن ذلك انه يقبض الارض ويطوي السماوات بيمينه كما اخبر بهذا جل وعلا وكما ثبت ايضا عن صلى الله عليه وسلم كذلك في قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ما صفة الفعل ها هنا ها اين صفة الفعل صفة الخلق اذا هذه الاية فيها صفتان فيها صفة ذات وفيها صفة فعل. ما صفة الذات ها صفة اليدين وما صفة الفعل الخلق فالله جل وعلا يخلق اذا شاء ما يشاء سبحانه وتعالى والله هو الخلاق والله يخلق ما يشاء بل لا خالق الا هو سبحانه وتعالى الله خالقه كل شيء وخلق كل شيء فالله عز وجل يخلق ما يشاء اذا شاء تبارك وتعالى ولم يزل خالقا ولم يزل صانعا سبحانه وتعالى وفاعلا فالله جل وعلا لم يكن معطلا عن الخلق ثم بدأ يخلق بل لم يزل في الازل خالقا تبارك وتعالى. اذا صفة الخلق ثابتة لله تبارك وتعالى قال وقوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا اندك الجبل لتجلي الله سبحانه وتعالى والتجلي هو البيان والظهور تجلى يعني بان وظهر فالله جل وعلا بان وظهر للجبل كيف ذلك نعم ها نقول كيف ها الكيف مجهول وهذا السؤال ممنوع ليس لنا ان نسأل كيف بان الله جل وعلا وكيف تجلى؟ وكذلك كيف استوى؟ وكيف ينزل؟ وكيف يأتي الى غير ذلك؟ هذا السؤال ممنوع وليس من الادب مع الله جل وعلا ان نسأل هذا السؤال. اذا التجلي هو البيان والظهور تجلى الله عز وجل للجبل بكيفية سبحانه وتعالى لا نعلمها فمات مالك هذا الجبل الا ان اندك امام عظمة الله سبحانه وتعالى واخيرا اورد قوله تعالى ان الله يفعل ما يشاء فالله جل