الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. ما مثال صفات الافعال من السنة؟ الجواب مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر الحديث وقوله وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول انا فيقولون انت ربنا الحديث ونعني بصفة الفعل هنا الاتيان لا الصورة فافهم وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله يقبض يوم القيامة الارض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك. الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم ما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه ان ان رحمتي تغلب غضبي. وفي حديث احتجاج ادم وموسى عليهم السلام فقال ادم يا موسى ان الله اصطفاك بكلامه وخط لك التوراة بيده. فكلامه تعالى ويده صفتا ذلك وتكلمه صفة ذات وفعل معا. وخطه التوراة صفة صفة فعل. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. الحديث وغيرها كثير ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات ذات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذا سؤال تابع الموضوع الذي لا يزال المؤلف رحمه الله يورد الاسئلة والاجابات عليه وهو الذي يتعلق بصفات ربنا العظيم سبحانه وتعالى. قال ما مثال صفات الافعال من السنة. بعد ان اورد جملة من صفات الافعال من كتاب الله اربح فببيان جملة من صفات افعال الله سبحانه الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل اخر هذا الحديث فيه اثبات صفة النزول لله جل وعلا والنزول صفة ثابتة له جل وعلا. في احاديث كثيرة وله في السنة انواع من ذلك نزول الله جل وعلا الى سماء كل ليلة اذا بقي ثلث الليل الاخر. ومن ذلك نزوله تعالى الى سماء الدنيا عشية عرفة. ومن ذلك ايضا نزوله تعالى يوم القيامة لفصل الى غير ذلك مما ورد من احاديث تعود الى اثبات هذه الصفة هذه الصفة لله سبحانه وتعالى. وهذا الحديث المعروف والمشهور بحديث النزول حديث جليل القدر مقطوع بثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو من خمسة عشر صحابيا احاديثهم منشورة منثورة في الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها من كتب السنة. فهذا الحديث حديث عظيم جليل القدر وهو من اصول الاحاديث في باب الصفات ومن اقواها في قمع اهل البدع حتى وصفه عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في نقضه على بشر بانه اغيظ حديثا للجهمية واقومه في نقض دعواهم وذلك لانه يدل دلالة لا لبس فيها على اثبات صفات عظيمة لله جل وعلا هي اشد ما يكون على هؤلاء الجهمية المخالفين للحق ففيه اثبات صفة العلو وفيه اثبات صفة النزول وفيه ايضا اثبات صفة الكلام وهذه الصفات الثلاث من المسائل التي عظم الخلاف فيها بين اهل السنة والجماعة والجهمية. النزول الوم من جهة اللغة التي جاءت ايات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بها فالنزول قصد الشيء من علو الى سفن. والله جل وعلا يفعل ما يشاء وصف نفسه بهذه الصفة وبالتالي فانه يجب ان نعتقد ما اخبر الله به وما اخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم. فالله ينزل اذا شاء كيف شاء سبحانه وتعالى نحن نعلم معنى هذه الصفة من جهة اللغة لكننا لا ندري كيفية ذلك الله اعلم كيف نزول الله سبحانه وتعالى؟ واذا كانت كيفيات النزول بالنسبة للمخلوقين ليست واحدة انما تختلف باختلاف اشخاصهم وباختلاف احوالهم فنزول الانسان بالدرج ليس كنزوله بالمصعد وليس كنزوله من الجبل وليس كنزول المطر من السماء الى غير ذلك هذا كله نزول ولكن الكيفيات مختلفة. الله جل وعلا ينزل بكيفية تليق به لكن نزول المخلوقين. وقد سئل ابو جعفر الترمذي رحمة الله عليه ومن كبار علماء الشافعية وكان من دخول العلم توفي سنة خمس وتسعين ومائتين للهجرة سئل عن نزول الله جل وعلا كيف هو؟ فقال رحمه الله النزول غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة. فاجاب رحمه الله بنحو من جواب الامام مالك رحمه الله عن الاستواء هذا الاثر اورده الامام الذهبي رحمه الله في العلو وغيره من اهل العلم. اما اهل البدع فانه قد ظاقت صدورهم باثبات هذه الصفة العظيمة لله تبارك وتعالى بالتتبع ان وجدت من يثبت هذه الصفة لله جل وعلا على مقتضى قواعد السلف فانك تجد في باقي الصفات مثبتا لها. يعني لا تكاد تجد من يثبت هذه الصفة الا وهو في بقية الصفات. على صراط مستقيم سقيم. وذلك لانه لا يثبت هذه الصفة لله جل وعلا الا من سلمه الله من او دار التعطيل وشبه التمثيل. هؤلاء المبتدعة عظم في نفوسهم ان يكون الله جل وعلا متصفا بهذه الصفة لانها في زعمهم ان اثبتت لله جل وعلا على ظاهرها اقتضت التشبيه. وهذا لا شك انه ادعاء غير صحيح فاثبات هذه الصفة لله جل وعلا لا يقتضي هذا التمثيل الذي يزعمونه او التشبيه الذي يزعمونه بوجه من الوجوه فالله جل وعلا كما ان له حياة وللمخلوق حياة وكما ان له ذاتا وللمخلوق وكما ان له سمعا وبصرا وللمخلوق سمع وبصر. وكما ان له فعلا وللمخلوق فعل. كذلك له النزول الى المخلوق نزول ونزول الله جل وعلا لائق به ونزول المخلوق لائق به. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولما جمع اسحاق ابن اسحاق ابن مجلس مع احد المبتدعة وهو ابراهيم بن صالح في مجلس الامير عبدالله ابن امير خراسان قال هذا المبتدع انا اكفر برب ينزل من سماء الى سماء قال الامام اسحاق رحمه الله انا اؤمن برب يفعل ما يشاء. وما احسن هذا الجواب وما فالنزول فعل يفعله الله جل وعلا اذا يشاء. فمن الذي يحجر على الله سبحانه افعال انا ويقول انه يليق به كذا ولا يليق به كذا. انت لا تعرف كيف ذات كيف ذات والله سبحانه وتعالى وانت لم ترى الله ولم ترى مثيلا له. فكيف بعد ذلك تقول انه يموت به هذه الصفة او لا يليق به تلك الصفة. ما هذا الا رجم بالغيب وقول على الله سبحانه وتعالى بغير علم وهذا كله من مسالك الضلال التي يجب على المسلم ان يحذر منها الله جل وعلا اعلم بنفسه ثم نبيه صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق به وقد اخبر نفسه بهذه الصفات وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم. وهذه الصفات قد سمعها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما اشكلت على واحد منهم هؤلاء الاصحاب نحو من خمسة عشر صحابيا يروون هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعوه منه. وما قالوا له مرة يا رسول الله كيف نقول ان الله ينزل؟ وهل هذه الصفة تليق به؟ والا تقتضي هذه الصفة مشابهة الله للمخلوقين لم يكن هذا من احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم البتة. بل تلقوا هذا الحديث وامثاله. بالتسليم والاذعان والقبول والرضا دون ادنى اعتراض دون ادنى منازعة. وهكذا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رووا هذا الحديث للتابعين وتلقاه عنهم اعداد كبيرة وما ثبت عن واحد منهم قط انه اعقب رواية هذا الحديث وامثاله بان قالوا لهم انتبهوا اياكم ان تعتقدوا مقتضى هذه الصفة فانها تقتضي التشبيه. ومن شبه الله بخلقه فقد كفر وانما كانوا يأخذونه على ظاهره ويعتقدون مقتضاه دون ادنى تردد دون ادنى تحريف انما هو محمول على ظاهره كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانهم يستصحبون قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء. اذا هو ينزل وليس نزوله كنزول المخلوقين. كما انه استوى وليس استواءه كاستواء المخلوقين وهكذا في بقية الصفات. كانوا يتلقون هذا بالايمان. كان هذا الحديث وامثاله يزيدهم ايمانا وتعظيما لله جل وعلا هذا صحابي يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصف ربه جل وعلا بانه يضحك يضحك الله جل وعلا في احاديث كثيرة ثبتت هذه الصفة لله جل وعلا والذي اخبرنا بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم يسمع هذا الصحابي وهو ضمام ابن ثعلبة رضي الله عنه هذا الحديث بيقول يا رسول الله اويظحك ربنا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم نعم فيقول لا عدلنا من رب يضحك خيرا. انظر ما اثر في نفسه ايمانه بهذا هذه الصفة العظيمة من عظيم الرجاء في الله سبحانه وتعالى وما قال كما يقول المتحذلق الذين فرحوا بما عندهم من العلم واعرضوا عن مقتضى منهج السلف الصالح ما قال يا رسول الله الظحك من صفات المخلوقين فكيف نثبته لله؟ ما قال هذا ولا قال هذا احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا احد من السلف الصالح بعدهم البتة. اذا خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ثم واصحابه ثم هدي التابعين اتباعهم فالزم هذا السبيل يا رعاك الله ما جاء في النصوص ايمانا كاملا ما يعتريه ادنى منازعة ولا ينتابه ادنى شك. وبذلك تكون قد اتيت بالذي اوجب الله سبحانه وتعالى عليك قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة فيأتيهم الله في سورة التي يعرفون فيقولون فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا. هذا الحديث حديث متفق عليه خرجه الشيخان فيه اثبات صفة الاتيان الله جل وعلا وفيها ايضا اثبات الصورة لله جل وعلا نبحث الصورة لله سبحانه وتعالى يتعلق به مسألتان الاولى هل لله جل وعلا صورة والمسألة الثانية ما جاء في حديث ان الله خلق ادم على صورته اما المسألة الاولى فنقول نعم. ليس نحن الذين قلنا بهذا بل قال هذا الم الخلق بالله وهو نبيه صلى الله عليه وسلم. فالله جل وعلا له صورة. والصورة في اللغة هي الصفة والهيئة فلله جل وعلا صورة لا كصورة المخلوقين لله جل وعلا صفة لا كصفات المخلوقين. الله جل وعلا يأتي المؤمنين يوم القيامة كما ثبت في هذا الحديث والحديث طويل في صورة لا يعرفونها فيقولون فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك نحن هنا حتى يأتينا ربنا نعرف الله جل وعلا وبالتالي فهم معذورون في هذه الكلمة. ثم الله جل وعلا تارة اخرى في الصورة التي يعرفون. حينئذ يقولون انت ربنا فالله جل وعلا له صورة تليق به جل وعلا كما ان له وجها يليق به وكما ان له سمعا وبصرا وكما ان له عينا الى غير ذلك من هذه الصفات الثابتة له جل وعلا. هذا ما دل عليه هذا الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله وانتبه الى ان ايراد المؤلف ها هنا لهذا الحديث هو لاثبات صفة الاتيان لانه اورده ضمن ده صفات الفعل والذي ينتمي الى صفات الفعل ها هنا هو هو الاتيان ولذلك نبه هذا التنبيه فقال ونعني بصفة الفعل هنا الاتيان لا الصورة. طيب الصورة ترجع الى ماذا؟ الى صفات الذات ترجع الى صفات الذات يتعلق بموضوع السورة المسألة الثانية وهي ما ثبت في الصحيحين وغيره بهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله خلق ادم على صورته وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد صحيح انه قال ان الله خلق ادم على صورة الرحمن فهذا الحديث حديث ثابت صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قد يقول قائم ما معنى هذا الحديث الجواب قبل ان يقال ما معنى الحديث؟ يجب ان تؤمن وتوقن بان اثبات الصورة لا يقتضي التمثيل بحال كون الشيء على صورة شيء اخر لا يقتضي التماثل انتبه هذا كون الشيء على صورة شيء اخر لا يقتضي التماثل. واضرب ولك مثالا على ذلك. ارأيت ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو مخرج في الصحيحين. من قوله صلى الله الله عليه وسلم اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر. ماذا قال قال اول اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر. السؤال الان هل هؤلاء الاخيار الذين هم اول زمرة تدخل الجنة جنة نسأل الله ان يجعلنا منهم. النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انهم على صورة القمر. يعني هل اصبحت رؤوسهم او وجوههم اقبارا نعم القمر كبير جدا بالنسبة لهؤلاء اليس كذلك؟ و المؤمنون اذا دخلوا الجنة طولهم ستون ذراعا فقط صورتهم تناسب ذلك فما قول النبي صلى الله عليه وسلم على صورة القمر ليلة البدر الجواب المراد بهذا ان ثمة قدرا مشتركا بينهم وبين القمر. هذا القدر المشترك في ماذا؟ في البهاء ها في الحسن في الجمال. اي شخص يعرف لغة العرب يسمع هذا الحديث لا يفهم منه الا هذا. صح ولا لا انتم معي؟ اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر يعني؟ في البهاء في الحسن في الجمال في الانارة الى اخر ذلك اذا لم يقتضي هذا الحديث حصول المماثلة اليس كذلك فاذا كان ذلك كذلك في حق مخلوقين الانسان والقمر ومع ذلك لا تماثل انما هو ثبوت قدر مشترك فقط بين هذا وهذا فلأن يكون التماثل منفيا بين الخالق والمخلوق من باب اولى اذا هذا الحديث لا يقتضي التشبيه يعني التمثيل الذي يزعمون بحال من الاحوال. ان الله خلق ادم على صورته لا يقتضي التمثيل بحال كما انه لم يقتضي ذلك في هذا الحديث. انما هذا الحديث فيه اثبات مشترك بين صفات الخالق وصفات المخلوق. وهذا الامر واضح لا شك فيه ولا لبس في نصوص كثيرة يعني لو لم يأتي هذا الحديث فاننا نقطع بان ثمة قدرا مشتركا بين صفة الخالق وصفة المخلوق الم يصف الله نفسه بانه سميع بصير؟ فقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير؟ الم يقل الله جل وعلا عن المخلوق عن الانسان انه سميع بصير انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. اذا الله سميع بصير. والمخلوق سميع بصير. وليس السميع كالسميع ولا البصير بصير ولا السمع كالسمع ولا البصر كالبصر. هناك ماذا؟ قدر مشترك. ما هو هذا القدر المشترك هو كما يقول المناطق في المطلق الكلي. يعني اللفظ عند الاطلاق قبل التقييد وهذا لا او وجود له الا في الذهن. الاشياء لا توجد في الخارج لا توجد في الحقيقة الا مقيدة. لا توجد الاشياء مطلقة الا في ماذا؟ في الاذهان. يعني هل يوجد في الواقع شيء اسمه سمع؟ هكذا سمع. بصر لا يوجد لكن يوجد يوجد السمع والبصر ماذا؟ مقيدا. هناك سمعك وسمع فلان وبصرك وبصره فلان لما سمعه هكذا مطلق هذا شيء يتصوره الذهن فقط. اذا هذا الذي حصل فيه الاشتراك وهو الصفة قبل الاظافة وهذا ايعلم من جهة لغة العرب؟ فالله جل وعلا سميع والمخلوق سميع. واجتمع او اشترك في ثبوت صفة السمع من حيث هي قبل الاضافة. بمعنى نحن في نظرنا الى الصفات لابد ان نلاحظ ثلاثة امور انتبه لها اولا الصفة قبل الاظافة. ثانيا الصفة مظافة الى الخالق. ثالثا الصفة مضافة الى المخلوق اولا الصفة مطلقة غير مقيدة سمع من حيث هو يعني ادراك الاصوات هذا القدر لا حرج من الاشتراك فيه بين الخالق والمخلوق. واذا قلنا الله يسمع والمخلوق يسمع هذا مرادنا الاشتراك في اصل الصفة في القدر المشترك وهو ادراك الاصوات. طيب المرحلة الثانية تنظر الى الصفة باعتبارها مضافة الى الخالق وها هنا اخذت الصفة خصائص الخالق. هنا لا اشتراك. هذا يسمى القدر المميز او القدر الفارق من وقع في اعتقاد الاشتراك بين الخالق مخلوق في القدر المميز الفارق فهذا ممثل هذا مشبه ومن شبه الله بخلقه فقد كفر. فهمنا يا اخواني طيب ان ننظر بعد ذلك في مرحلة ثالثة الى الصفة مضافة الى المخلوق فيكون لها خصائص مخلوق وبالتالي هذا قدر مميز قدر فارق للمخلوق. سمع الله جل وعلا لما اظيف الى الله كان له خصائص الخالق سبحانه وتعالى فهو اولا سمع لم يسبق بعدم ولا يلحقه فناء ولا يطرأ عليه خلل كذلك هو سمع واسع سبحان من وسع سمعه الاصوات. سمع لا يمكن ان يخفى عليه شيء البتة هذا القدر قدر اختص الله سبحانه وتعالى به لا اشتراك فيه بين الخالق والمخلوق اذا قلنا سمع المخلوق فان المراد حينئذ السمع الذي يليق به سمع كان معدوما وسيفنى اذا مات الانسان وهو معرض للخلل في الحياة وهو بكل حال ضعيف. سمع محدود. لا يسع كل شيء وبالتالي هو سمع مختص به لا اشتراك فيه مع الخالق سبحانه وتعالى. اذا هذا الحديث ان الله خلق ادم على صورته يدل على ثبوت القدر المشترك بين صفات الخالق وصفات المخلوق بمعنى الله جل وعلا خلق ادم سميعا كما ان الله سميع وان كان السميع ليس كالسميع خلق الله ادم وبصيرا كما انه سبحانه بصير. وان كان البصير ليس كالبصير ولا البصر كالبصر. خلق الله ادم متكلما والله جل وعلا متكلم وان كان المتكلم ليس كالمتكلم وليس الكلام كالكلام وهكذا في بقية في الصفات التي كان فيها اشتراك بين صفة الخالق وصفة المخلوق. فهمنا يا اخواني؟ اذا هذا الحديث يدل على ماذا على ثبوت القدر المشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق. خلق الله ادم على صورته يعني سميعة بصيرا متكلما له وجه وله عين ويسمع ويبصر ويفعل كما ان الله جل وعلا متصف باصل هذه الصفات على قدر لائق به يختص به سبحانه وتعالى. واذا فهمنا هذا هل اصبح هناك مستمسك اهل البدع في زعمهم ان اثبات هذا الحديث يقتضي التشبيه؟ الجواب لا لانه لو لم نسمع بهذا الحديث فاننا نقر بثبوت ماذا؟ هذا القدر المشترك بين الخالق والمخلوق في اصل الاتصاف. ولذلك لا يستطيع احد البتة ان ينفي وجود هذا القدر المشترك اللهم الا اذا كان ملحدا والعياذ بالله ينفي وجود الله جل وعلا فانه لا بد ان يثبت حتى هؤلاء المعطلة لابد ان يثبتوا قدرا مشتركا بين صفة الخالق وصفة المخلوق. فاننا نقول لهم هل تعتقدون ان الله حي؟ كما اخبر عن نفسه في كتابه وكما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم ام لا؟ لا لابد ان يقولوا ماذا؟ هو حي ونقول وهل المخلوق حي الجواب نعم وكل عاقل يدرك ذلك. اذا هل حصل ها هنا تماثل او تشابه؟ الجواب لا لاننا نقول لله حياة تليق به وللمخلوق حياة تليق به. ولو سلمنا انه قال انا لا اثبت له الحياة جحد واستكبر فنقول هل تثبت له ذاتا؟ ام لا تثبت له ذاتا؟ هو مضطر الى ان يقول ماذا؟ لله عز وجل ذات فنقول وللمخلوق ذات فهل حصل ها هنا تشابه؟ وتماثل على ما تزعم؟ الجواب لا بل لله ذات تليق به وللمخلوق ذات تليق به. اذا ثبوت القدر المشترك هذا شيء لا بد منه. انما المهم ان لا يحصل الاشتراك في ماذا؟ في القدر المميز الفارق افهم هذه القاعدة فانها مريحة لك. هذه هي العقدة التي من تجاوزها فما بعدها ايسر منها. كثير من الناس تظن ان وصف الله عز وجل بصفة يتصف باصلها المخلوق فان هذا موقعه في لبس او حرج او او اشكال مع انه ينبغي ان يفهم هذه قاعدة وهي قاعدة القدر المشترك والقدر المميز. لابد ان يدرك ان صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته وبالتالي اصبح عندنا قدر مشترك هو الصفة قبل الاظافة هو ما يعرف في لغة العرب من معنى هذه الصفة قبل ان تظاف الى الله او المخلوق وهناك قدر مميز او قدر فارق يتعلق بالله جل وعلا او يتعلق بالمخلوق. ولذا من نفى القدر المشترك وقع في التعطيل ومن نفى القدر المميز وقع في التمثيل انتبه لهذه المسألة من نفى القدر المشترك وقع في التعطيل لانه لم يثبت لله الصفة اصلا. ومن نفى القدر المميز فانه قد وقع في اه التمثيل لانه لم يثبت لله جل وعلا وحدته وانفراد فيما اتصف به سبحانه وتعالى. قال وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله يقبض يوم القيامة الارض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك. هذا الحديث فيه اثبات صفة القبظ كما ان في اثباته كما ان فيه اثبات صفتي آآ القول لله سبحانه وتعالى كما ان فيه اثبات صفة اثبات صفة ذاك وهي صفة اليمين لله سبحانه وتعالى وهذه مسألة تكلمنا عنها في صفة اليدين لله سبحانه وتعالى قال وقوله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه ان رحمتي تغلب غضبي الحديث فيه اثبات اليد وهي صفة ذاك كما ان فيه اثبات صفة الكتابة وكما سيأتي ايضا اثبات صفة الخط الله جل وعلا والله يفعل ما يشاء ونحن نؤمن برب يفعل ما يشاء. اذا شاء سبحانه ان يكتب واذا شاء سبحانه ان يخض فان الله لا معقب لما يفعل والله على ما يشاء سبحانه وتعالى قدير بل هو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى. هذا الحديث في الصحيحين ليس فيه كتب بيده لكن هذه اللفظة ثابتة وصحيحة اخرجها الترمذي وابن ماجه وغيرهما باسناد ثابت صحيح الى النبي صلى الله عليه وسلم اذا نحن نعتقد ان الله جل وعلا يكتب اذا يشاء كما انه يأمر ما يشاء بان يكتب ما يشاء كما يأمر القلم القلم اه الذي كتبت به المقادير فان الله جل وعلا يأمره ان يكتب اذا يشاء كما انه امر الملائكة ان تكتب ما يشاء والله جل وعلا يفعل ما يشاء جل وعلا. قال وفي حديث ادم وموسى فقال ادم يا موسى ان الله اصطفاك بكلامه وخط لك التوراة بيده كما سبق الكتابة والخط اعلم متقارب وكلها صفات تليق بالله سبحانه وتعالى لا يماثل فيها المخلوق فالله يكتب لا ككتابة المخلوقين ويخط لا كخط المخلوقين. يقول المؤلف هنا رحمه الله فكلامه تعالى ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا. وخطه التوراة صفة فعل المؤلف رحمه الله يريد ان ينبهك الى ان هذين الحديثين اشتملا على ما يرجع الى صفات الذات والى ما يرجع صفات الفعل لله سبحانه. قال كلامه تعالى ويده صفتا ذات. اما اليد فهذا واضح لا اشكال فيه. واما الكلام فانه اراد اصل الكلام. اصل صفة الكلام صفة ذاتية اراد اصل صفة الكلام فانها صفة ذاتية. فالله جل وعلا لم يزل متكلما ولم يكن معطلا عن الكلام تبارك وتعالى. قال وتكلمه صفة ذات وفعل معا. هذا موضع اراد فيه المتعلق بصفة الكلام. الكلام لله سبحانه وتعالى صفة باعتبار اصل الكلام اصل الصفة. وهو صفة فعل باعتبار احاد الكلام. الله جل وعلا يتكلم اذا شاء بما شاء كما قد علمنا هذا سابقا وقلنا ان الصفة ينظر اليها باعتبار اصلها وينظر اليها باعتبار احادها وبالتالي فانه يمكن ان يقال ان هذه الصفة صفة ذات باعتبار اصلها وصفة فعل باعتبار احادها فالله جل وعلا لم يزل متكلما ولم يكن معطلا عن الكلام بل لم يزل متكلما في الازل هو متكلم سبحانه تعالى واما احاد الكلام فالله عز وجل يتكلم به بعد ان لم يكن متكلما به تكلم بالتوراة لما شاء وتكلم بالقرآن لما شاء وتكلم بالانجيل لما شاء وهكذا. قال وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى فيبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويا يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. هذا فيه ايضا اثبات صفة البسط لله سبحانه وتعالى فالله يبسط يده اذا شاء جل وعلا وهذا يدلوا عليه ثبوت اسمي القابض الباسط له جل وعلا وهذا سبق الحديث عنه فيما مضى قال وغيرها كثير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هل يشتق من كل صفات الافعال اسماء ام اسماء الله كلها توقيفية؟ الجواب لا بل اسماء الله تعالى كلها توقيفية لا يسمى الا بما سمى به نفسه في كتابه او اطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وكل فعل اطلقه الله تعالى على نفسه مطلقا اه ولا كلها يشتق منها اسماء بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعالى الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم وسمى نفسه الخالق الرازق المحيي المميت المدبر ومنها افعال اطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء والمقابلة. وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعالى يخادعون الله وهو ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. نسوا الله فنسيهم. ولكن لا يجوز اطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الايات فلا يقال انه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك. وكذا لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ولا يقوله مسلم ولا عاقل فان الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والكيد والخداع الا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق. وقد علم ان المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق. فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم هنا سؤال وهو يتعلق باشتقاق اسماء الله جل وعلا انا قد علمت سابقا ان كل اسم يتضمن صفة لله جل وعلا ولا يصح العكس كل اسم لله جل وعلا يدل على صفة وليس كل صفة تدل على اسم لله جل وعلا على هذه القاعدة من قواعد اهل السنة في هذا الباب. يقول الشيخ رحمه الله لا لا يشتق لله من كل صفة اسما لا يسمى الا بما سمى به نفسه في كتابه او سماه به نبيه صلى الله عليه وسلم قال وكل فعل يعني ولا يسمى الا بكل فعل وبكل فعل اطلقه الله تعالى على نفسه مطلقا. يرى المؤلف رحمه الله انه يصح اشتقاق الاسماء لله جل وعلا من الصفات التي اضيفت الى الله جل وعلا مطلقا لا مقيدا. هذا الذي ذهب اليه المؤلف رحمه الله وهي مسألة كبيرة يحتاج البحث فيها الى وقت واسع. كان ينبغي على المحقق ان يضعها اهنا فاصلة حتى يكون الكلام واضحا. لان ما بعد هذه الكلمة جملة مستأنفة. ولا كل يشتق منها اسماء هذه جملة جديدة. يشتق اسماء الله جل وعلا من الصفات التي اضيفت مطلقا لانها صفات مدح ثم قال ولا كلها يشتق منها اسماء لم؟ لان هناك صفات اضيفت الى الله جل وعلا اضافة مقيدة. وبالتالي فلا يصح ان نشتق منها اسماء. قال بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعالى الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم قال وسمى نفسه الخالق الرازقا المميت المدبر ومنها افعال اطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء والمقابلة وهي فيما سقسيقت له مدح وكمال كقوله تعالى يخادعون الله وهو خادعهم ومكروا ومكر الله والله خير ما كريم نسوا الله فنسيهم. هذه الصفات جملتها ترجع الى ما يأتي المكر والخداع المحال والمحال اشد المكر والكيد والسخرية والاستهزاء يا عم والاعراب. هذه الصفات جملة كلام اهل العلم يرجع اليها في هذا السياق هذه الصفات اضيفت الى الله جل وعلا اضافة مقيدة. بمعنى انها اضيفت من الله جل وعلا على سبيل الجزاء. بمعنى الله سبحانه وتعالى يتصف بها ويفعلها في حق من يستحق. وبالتالي فتكون كمالا في هذا السياق عندنا ها هنا ثلاثة اه احتمالات الاحتمال الاول ان نطلقها على الله سبحانه وتعالى آآ اطلاقا ان يطلقها على الله سبحانه وتعالى اطلاقا هكذا دون تقييد. فنقول الله جل وعلا يمكر والله عز وجل يخادع فقط ونسكت؟ الجواب لا. لانها لم ترد هكذا في النصوص هذا اولا. ولانها بهذه الصيغة توهموا نقصا في حق الله جل وعلا. وكل ما اوهم نقصا في حق الله عز وجل فانه باطل. فان المكر قد يكون مكرا بحق وقد يكون مكرا بباطل. والله جل وعلا لا يوصف بالمكر اذا كان باطلا بل انما يوصف بالمكر اذا كان حقا وذلك اذا مكر جل وعلا بمن يمكر بالمؤمنين وبمن يمكر بدين الله جل وعلا فانه حينئذ مدح لما؟ لانه دال على عدل الله والعدل صفة مدح ام لا؟ العدل صفة مدح ثم انه دليل على عزة وقدرة وقوة نافذة لله سبحانه وتعالى وهذه كلها صفات كمال. اذا اطلاق هذه الصفة دون تقييد كان يقول الله يخادع الله يستهزأ الله يسخر الله ينسى فان هذا لا شك انه باطل. بالمناسبة النسيان يطلق ويراد به في اللغة امران. النسيان بمعنى الذهول يقول والله انا نسيتك يا فلان او نسيت ان اتي وهذا منفي عن الله عز وجل مطلقا. والنسيان الثاني هو النسيان بمعنى ترك وهذا هو الذي جاء في نحو قوله تعالى نسوا الله فنسيهم. فلما تركوا الاستجابة لامر الله واعرضوا عن فان الله عز وجل تركهم وخلاهم ولم يقبل الله سبحانه وتعالى عليهم هدايتهم وبمنحهم ما ينفعهم الى غير ذلك من هذه المعاني. اذا الاطلاق هكذا دون تقييد لا شك انه لا يجوز هذا واحد. ثانيا ان يشتق اسم لله جل وعلا. وهذا من باب اولى لا يجوز. اذا كان لا يجوز ان نطلق هذا صفة لله او فعلا لله هكذا فمن باب اولى الا نسمي الله جل وعلا بذلك فلا يجوز لحال بل لا يجرؤ مسلم بل لا يجرؤ عاقل على ان يصف الله العظيم بهذا فيقول الله هو الماكر او الله هو المخادع تعالى الله عن ذلك. الحالة الثالثة ان تضاف الى الله جل وعلا في السياق الذي جاءت به النصوص فبالتالي فانها تقتضي مدحا وذلك بان يقال انها كانت على سبيل الجزاء وفعلت هذه الافعال بمن يستحق فهذا والله جل وعلا يوصف به فنقول الله عز وجل يمكر بمن يمكر بدينه الله عز وجل يخادع من قاطعه المؤمنين الله يستهزئ بمن يستهزأ بنبيه صلى الله عليه وسلم وهكذا من هذه آآ المقابلة التي تكون اذا كان ذلك كذلك وتنبه الى مسلك خاطئ يسلكه اهل البدع وهو انهم يقولون ان هذه الصفات على سبيل المقابلة وبالتالي فانهم يعتقدون انها مجازات لا دقائق هذه الصفة يقولون ماذا؟ مجاز انما قيلت على سبيل المقابلة وقد يقولون على سبيل المشاكلة والمشاكلة على الصحيح عندهم من باب المجاز. وذلك ان يستعمل لفظ في غير ما اريد له لوقوعه في آآ سياق المعنى الاول حقيقة او تقديرا هكذا يقولون او قريبا من هذا في تعريف المشاكلة. لكن انتبه اهل السنة والجماعة يقولون في السياق الذي كانت فيه هذه الافعال. مدحا الله يتصف بها ماذا؟ حقيقة لذلك انتبه من كلمة المقابلة هذه اذا اطلقها احد انظر هل هو على طريقة اهل السنة فانه يريد ان السياق فيه ماذا؟ مقابلة يخادعون الله وهو خادعهم. ولا يريدون بالمقابلة ما يسمونه بماذا في المقابلة او انها فعل مجازي. واضح يا اخواني؟ اذا اذا اضيفت هذه الصفة لله جل وعلا فهي كغيرها من الصفات على ظاهرها وهي صفات حقيقية تليق بالله سبحانه وتعالى. قال فان الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والكيد والخداع الا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق وقد علم ان المجازاة