وصلى الله على عبده ورسوله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. يا رب العالمين رحمه الله تعالى في كتابه وعلى السنة المشهورة بسم الله تعالى على عرشه كلام الله تبارك وتعالى الحمد لله رب العرشين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه هذه مسألة تتعلق بثبوت لله سبحانه وتعالى. رحمه الله ان صفة الملوك من الله جل وعلا تتضمن ثلاثة امور كل عام جل وعلا وكل يتضمنه هذه السنة الا وهي علو هذه الامور ترجع صفة العدو لله سبحانه وتعالى. وله العلو من الجهات جميعها الشام الشام وكل مدينة بعزة ونحن ومنهم فضل الله جل وعلا ولا يعني الله جل وعلا هو العلي القاسم. وله ثانيا علو الصدر كما قال جل وعلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا فشعرهم عظيمة له سبحانه وتعالى فاقصى ما يكون من الكمال وهو ثابت لله تبارك وتعالى. وهذا في ثبوتهما لله سبحانه وتعالى. اما المعنى الثالث فهو معترك الخلاف. بين اهل السنة والجماعة. بين اتباع الانبياء عليهم الصلاة والسلام. بين السلف ومن سار على منهجهم ومن يضادهم وهم اهل البدعة والضلال وذلك هو علو الذات. يعني ان يكون هو سبحانه وتعالى عال على خلقه فوق كل شيء وكل شيء فتحته تبارك وتعالى هذا ما يتضمنه ايضا معنى صفة العلو بل هذا اول ما يتبادر الى الذهن الذي سلم من اوظار التعطيل اول ما يرد على ذهنه من هذه المعاني الثلاثة هو معنى علو الذات للبارئ سبحانه وتعالى وهو سبحانه العلي وهو الاعلى وهو المتعالي وهو الظاهر هذه الاسماء كلها تدل على صفة العلو لله سبحانه وتعالى وانت خبير بان كل اسم لله جل وعلا فانه يتضمن صفة له سبحانه وهذه الاسماء الاربعة كلها اسماء حسنى ثابتة له جل وعلا تدل على ثبوت هذه الصفة لله جل وعلا فهو العلي والاعلى والمتعال والظاهر الذي ليس فوقه شيء كما فسر هذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم والمؤلف رحمه الله لخص هذا المعنى في هذه الاسطر التي قرأها الشيخ عبدالله جزاه الله خيرا فهي دالة على ثبوت هذه المعاني كلها لله سبحانه وتعالى وسيأتي الاستدلال على كل معنى من هذه المعاني لله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل الفوقية من الكتاب؟ الجواب الادلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى فمنها هذه الاسماء وما في معناها ومنها قوله تعالى الرحمن على العرش استوى في سبعة مواضع من القرآن ومنها قوله تعالى امنتم من في السماء الايتين ومنها قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم ومنها قوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقوله تعالى تعرج الملائكة والروح اليه قوله تعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي وغير ذلك كثير انتقل المؤلف رحمه الله الى الاستدلال على علو الذات لله جل وعلا وهو ما عبر عنه بصفة الفوقية لله جل وعلا وان كانت الفوقية لله سبحانه تشمل المعاني الثلاثة ايضا فلله فوقية القدر ولله فوقية القهر ولله ايضا فوقية الذات لكن المؤلف رحمه الله ارادها هنا فوقية الذات فما الادلة على هذه الصفة لله جل وعلا وهكذا المؤلف رحمه الله يعلمنا ويربينا على ضرورة ان نعتني بالادلة فيما نقرر وفيما نعتقد وفيما نثبت لا سيما في هذه المطالب العظيمة وهي المطالب الالهية فيقول ما دليل الفوقية من الكتاب ادلة اثبات علو الله جل وعلا سواء اكانت من الكتاب او من السنة او من العقل او من الفطرة شيء يصعب حصره حتى ذكر جمع من الائمة ان تلك الادلة تبلغ الف دليل نص على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم والذهبي وغيرهم كثير بل قال ابن القيم رحمه الله انها تبلغ الفا دليل انها تبلغ الفي دليل يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان اترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان فهي ادلة كثيرة جدا اورد المؤلف رحمه الله من هذه الادلة ما يرجع الى سبعة انواع ولكثرة هذه الادلة فان الائمة رحمة الله عليهم يجعلون هذه الادلة في انواع حتى يسهل فهمها. ويدخل تحت كل نوع ما لا يكاد يحصى الا صعوبة من افراد هذه الادلة وممن اعتنى بهذا وانا اوصيك بالرجوع اليه فانه في غاية الاهمية ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين فانه جمع من انواع ادلة العلو لله جل وعلا ثمانية عشرة نوعا يدخل تحت كل نوع اشياء كثيرة من مفردات الادلة بل انه اوصلها في قصيدته النونية الى واحد وعشرين نوعا من انواع الادلة على ثبوت علو الله سبحانه وتعالى وقد اورد المؤلف رحمه الله ها هنا بعضا من تلك الانواع قال فمنها هذه الاسماء وما في معناها وهي اسمه العلي واسمه الاعلى واسمه المتعال واسمه الظاهر هذه الاسماء دالة على ثبوت صفة العلو لله سبحانه وتعالى ويمكن ان يضاف اليها ايضا اسمه تعالى الجبار فان من معاني الجبار العلي من قولهم جبارة للنخلة العليا التي فاتت لكل بنانه فمن معاني الجبار العالي اذا هذه خمسة اسماء او اكثر دالة على ثبوت صفة العلو لله سبحانه وتعالى قال ومنها قوله تعالى الرحمن على العرش استوى في سبعة مواضع من القرآن الله جل وعلا كما مر معنا في درس ماظ وصف نفسه بالاستواء في تسعة مواظع في سبعة منها عدي الاستواء بعلى. وفي موضعين عدي الاستواء باله وها هنا ذكر المؤلف رحمه الله ما يتعلق باستوائه تعالى على العرش في سبعة مواضع اعراف يونس رعد ثم في طه فرقان السجدة والحديد بها استوى والاستواء من ادلة العلو فان الاستواء في اللغة بمعنى العلو والارتفاع والاعتدال ايضا وبالتالي فان الله جل وعلا عال على العرش وقد ثبت باجماع المسلمين وبالادلة الكثيرة على ان العرش اعلى المخلوقات واذا كان الله جل وعلا عال على العرش اذا له الفوقية المطلقة فيكون جل وعلا فوق كل شيء وكل شيء فدونه سبحانه وتعالى اذا اذا ثبت الاستواء لله جل وعلا على العرش فان هذا يستلزم بالضرورة ثبوت ماذا علوه المطلق على جميع المخلوقات وبين الاستواء والعلو علاقة هي في اثبات صفة العلو لله جل وعلا. وان كان بينهما ايضا فارق من جهة ان صفة العلو صفة ذاتية واما صفة الاستواء فانها صفة فعلية فالله جل وعلا لم يزل ولا يزال علي واما الاستواء فانه فعل يفعله الله عز وجل اذا شاء يفعله الله جل وعلا اذا شاء فانه جل وعلا بعد ان خلق السماوات والارض استوى على العرش الخلاصة ان الاستواء علو خاص علو خاص يعني علو خاص على العرش. والعرش فوق كل شيء من هذه المخلوقات والله جل وعلا بالتالي يكون فوق كل شيء سبحانه وتعالى قال ومنها قوله تعالى اامنتم من في السماء هذه الاية وجاءت في موضعين في سورة تبارك فيها اثبات صفة الفوقية وعلو الذات لله سبحانه وتعالى وذلك ان معنى قوله جل وعلا اامنتم من في السماء يرجع الى امرين لا ثالث لهما باجماع من فسر هذه الاية من اهل العلم لا يمكن ان تفسر هذه الاية الا بهذه الا بهذين المعنيين الاول ان السماء بمعنى العلو وهذا معروف في لغة العرب فان كلما علا في اللغة فانه يسمى سماء حتى قالت العرب للسقف سماء وحتى قيل للسحاب سماء فكل ما علا وارتفع فانه سماء واذا كان الله جل وعلا في العلو المطلق فوق كل شيء سبحانه وتعالى اذا صح انه في السماء اذا هذا هو المعنى الاول في السماء يعني ها في العلو المطلق فوق كل شيء سبحانه وتعالى والمعنى الثاني ان في هذا الحرف للجر بمعنى على وهذا جاء في اللغة في مواضع كثيرة فيأتي في اللغة استعماله فيه بمعنى على وعليه فيكون فيكون قول الله جل وعلا اامنتم من في السماء يعني على السماء فتكون السماء ها هنا هي السماء المخلوقة فالله جل وعلا خلق السماوات السبع فالله جل وعلا فوق السماوات السبع ففي ها هنا بمعنى على وهذا جاء كثيرا في اللغة كما اسلفت وله شواهد في القرآن والسنة من ذلك قول الله جل وعلا فامشوا في مناكبها يعني على مناكبها ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني على جذوع النخل وقل مثل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء فما المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يعني الذين في جوفها وفي داخلها والا من عليها فكما فهمنا الشطر الاول فلنفهم الشطر الثاني ارحموا من في الارض يعني على الارض يرحمكم من في السماء يعني على السماء وعليه فالله جل وعلا فوق السماوات وعال على كل شيء سبحانه وتعالى قال ومنها قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم هذا النوع الرابع الذي فيه اثبات فوقية الله جل وعلا الادلة التي فيها اثبات الفوقية نصا صريحا ومن ذلك قول الله جل وعلا وهو القاهر فوق عباده ومن العجيب تحريف المحرفين ها هنا قال قائل هؤلاء ممن ضاق ذرعا باثبات علو الله جل وعلا قال ان معنى قوله وهو القاهر فوق عباده يعني وهو القاهر وهو افضل من عباده فجعل الفوقية ها هنا فوقية ماذا فوقية القدر ما رأيكم الله عز وجل لا شك ان له القدر العظيم والشأن العالي ولكن هل هذا هو معنى الاية هل يسوق في الكلام البليغ بل في كلام البليد ان تقول قشر البصل او تقول الذهب افضل من قشر البصل ما رأيكم هل هذا كلام يقوله من يريد ان يكون كلامه بليغا مستقيما لا يتأتى المتر ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف امضى من العصا اذا الله عز وجل يريد ان يبين لنا انه افضل من عباده وهذا الامر معلوم بالضرورة وتحصيله حاصل الاخبار به انما الامر في شأن اعظم من ذلك وهو انه يخبر انه ماذا فوق عباده بذاته سبحانه وتعالى قال اهل العلم سلمنا لكم جدلا ان هذه الاية محمولة على هذا فماذا انتم قائلون في قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم وباجماع اهل اللغة فانه اذا صدرت كلمة فوق بمن فانه لا يراد الا علو الذات لا تعرف العرب في لغتها الا هذا اذا قيل هذا من فوق هذا فان المراد ماذا ها علوم الذات قولا واحدا لا يحتمل هذا السياق علو ماذا علو القدر اذا هذا نص صريح وهي وهو قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم ثم اشار رحمه الله الى نوع خامس وهو الادلة التي تدل على صعود الاشياء اليه سبحانه وتعالى والاشياء لا تصعدوا الا الى عال وهذا المعلوم عقلا بالضرورة. اليس كذلك الصعود لا يكون الا لعالم لمرتفع اليس كذلك ومن هذا قوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب اليه يصعد الكلم الطيب. وهذا يقتضي يقتضي بالضرورة ان يكون الله جل وعلا عاليا سبحانه وتعالى والا فكيف يصعد اليه الكلم الطيب قال والعمل الصالح يرفعه سيأتي ادلة رفع الاشياء اليه في نوع اخر قال وقوله تعالى تعرج الملائكة والروح اليه هذا النوع السابع وهو اه عفوا السادس وهو الادلة التي تدل على عروج الاشياء الى الله والعروج هو الارتفاع فاذا كان الله جل وعلا تعرج الملائكة ويعرج الروح اليه فان هذا يقتضي بالضرورة ماذا كونه عاليا سبحانه وتعالى وبالتالي في هذه الادلة ثبوت صفة العلو لله جل وعلا وذكر اخيرا قوله تعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي فجعل غاية الرفع الى الى من اليه هو سبحانه وتعالى ورافعك الي والرفع لا يكون الا لاعلى هل يكون الرفع لاسفل؟ او يكون الرفع لموازي؟ لا يكون الرفع الا الى اعلى وبالتالي فان الله جل وعلا لما كان عاليا جل في علاه فقد رفع عيسى عليه السلام الى العلو فكان عليه الصلاة والسلام حيا في السماء حتى ينزل في اخر الزمان كما صحت بذلك الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الادلة ايضا يمكن ان يضاف الى ما ذكر الشيخ رحمه الله الادلة التي فيها رفع الايدي الى الله جل وعلا وهذا ثابت ب السنة الفعلية وثابت بالسنة القولية ايضا فقد قال صلى الله عليه وسلم ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه اليه ان يردهما صفرا والاحاديث متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في رفع يده الى الله سبحانه وتعالى اذا دعا وهذا فعل المسلمين جميعا حتى الذين ينكرون علو الله جل وعلا فان فطرتهم تغلبهم حال الدعاء اذ يرفعون يدهم الى الله سبحانه وتعالى. فالى اي شيء يرفعون ايديهم الى اعلى لو لم يكن الله المدعو المقصود المرجو سبحانه وتعالى في العلو وقل مثل هذا في نوع اخر وهو الادلة التي فيها الاشارة الى الله سبحانه وتعالى وهذا ثابت في الصحيحين. فعله النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو اعلم الخلق بالله وهؤلاء الضالون يقولون ان من رفع اصبعه الى السماء اشارة الى الله وجب قطعها يا لله العجب من هذا الظلال والانحراف وقد فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم وثابت عنه هذا باصح اسناد فانه قال في اعظم محفل اسلامي في خطبة عرفة قال اللهم فاشهد اللهم فاشهد. يشير الى السماء الى ربه جل وعلا ثم ينكت اصبعه الى اصحابه رضي الله عنهم وقل مثل هذا في ادلة النزول فان المعقول في اللغة ان النزول قصد الشيء من علو الى سفن كما مر معنا سابقا لما كان الله جل وعلا عليا كان اتيانه الى سماء الدنيا كل ليلة في ثلث الليل الاخر نزولا و قل مثل هذا ايضا في ادلة الرؤية فان الرؤية والعلو امران متلازمان من اثبت الرؤيا اثباتا حقيقيا فانه ولابد يكون مثبتا لعلو الله جل وعلا على خلقه فان الله جل وعلا انما يرى من اعلى لا يرى من محاذاة ولا يرى من اسفل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انما يراه العباد من اعلى سبحانه وتعالى ولذلك لما كان نفاة العلو ممن يطردون مذهبهم ولا يتذبذبون جمعوا بين الامرين بين نفي العلو وبين نفي رؤية الله جل وعلا كما فعل هذا الجامية والمعتزلة لان اثبات احدهما دون الاخر تناقض وبعض المتكلمين تذبذب فاثبت الرؤيا ونفى العلو ثم اتى بشيء عجيب وهو ان الله جل وعلا يرى لا مما كان وهذا امر باطل عقلا قبل ان يكون باطلا قبل ان يكون باطلا شرعا على كل حال الادلة الشرعية في اثبات علو الله جل وعلا شيء كثير يصعب حصره والمخالفون لهذه الادلة الكثيرة صنفان منهم المعطلة ومنهم الحلولية وان شئت فقل منهم الجهمية المعطلة ومنهم الجهمية الحلولية اما المعطلة فهم الذين يقولون ان الله ليس في مكان. لا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال ولا داخل العالم ولا خارج العالم الى اخر ما يذكرون من هذا الهذيان واما الجهمية الحلولية فانهم الذين يقولون ان الله جل وعلا في كل مكان تعالى الله عن هذين القولين وغيرهما من اقوال اهل الضلال بل الله جل وعلا عال على خلقه وفوق كل شيء سبحانه وتعالى يضاف الى هذا دليل العقل فان العقل يقتضي بالضرورة ان يكون الله عاليا على خلقه وذلك لان القسمة العقلية الحاصرة تقتضي لمن اثبت وجود الله جل وعلا ان يقول انه سبحانه اما ان يكون داخل العالم او خارج العالم فان قيل انه داخل العالم فان هذا قول هو كفر باتفاق المسلمين بل الله جل وعلا اعظم من كل شيء واكبر من كل شيء. وهذا العالم ليس امام عظمة الله عز وجل بشيء بل السماوات والارض هذا الملكوت كله كحبة خردل في كف احدنا بالنسبة الى الله جل وعلا. والامر في حق الله اعظم من ذلك وهذا تقريب فقط للفهم اذا لا يمكن بحال ان يكون الله جل وعلا داخل العالم والا للزم من هذا ايضا ان يكون في اجواف بني ادم ان يكون في الحشوش وغيرها من الاماكن القذرة وهذا مما ينزه عنه تبارك وتعالى باجماع المسلمين فثبت اذا ان الله جل وعلا عال ان الله جل وعلا خارج العالم واذا كان خارج العالم فلا يخلو الامر اما ان يكون تحت العالم او فوقه فاما كونه تحت العالم فان هذا ممتنع في حق الله جل وعلا لاجماع المسلمين على تنزيه الله عز وجل من كل معاني النقص والمعقول عند العقلاء ان السفل نقص في مقابل العلو الذي هو كمال فثبت اذا ان الله جل وعلا عال على هذا الكون كله سبحانه وتعالى. فلا يقدر شيء عال الا والله عز وجل فوقه فله العلو المطلق سبحانه وتعالى هذه القضية ايضا ثابتة بالفطرة فان الناس جميعا بل حتى الحيوانات مفطورة على ان الله فوق كل شيء وانه عال على كل شيء ولذا ما التفت القلب الى الباري سبحانه وتعالى برجاء وقصد وسؤال الا وكان منه اتجاه الى جهة العلو ضرورة يتبع هذا بصره ويتبع هذا وجهه ويتبع هذا يده كل ذلك دليل على ان العبد مفطور على ان الله عز وجل فوق فوق كل شيء سبحانه وتعالى وفي هذا قصة مشهورة وما احسن تكرارها للطافتها وجمالها وهي قصة الهمذان رحمه الله مع ابي المعالي الجويني فان ابا المعالي كان يقرر في مجلسه نفي علو الله سبحانه وتعالى ويأتي بكلام لا وزن له في ميزان العلم المهم ان الهملاني قال له يا استاذ دعنا من هذا الكلام واخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا ما قال عارف قط يا الله الا التفت قلبه الى العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فهل عندك لهذه الضرورة من حل يقول فبكيت وبكى الحاظرون فما كان من ابي المعالي الا ان ظرب بكمه على الكرسي ويقول يا حبيبي الحيرة الحيرة والدهشة الدهشة يقول لها ابو المع يقول الهمداني رحمه الله انه لما دخل خلوته ابلغني بعض تلاميذه انه صار يقول ان يرني الهمدان ان يرني الهمدان وصدق الامر لا يمكن ان يجابه يمكن ان تغالط بسفسطة وبمغالطات عقلية وبكلام يروج على الجاهل لكن ان تغالط في قضية هي ضرورة فطرية هذا امر من الاستحالة بمكان وفي هذا ايضا قصة حصلت لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ذكرتها غير مرة ولا بأس من تكرارها وهي انه قد جاءه مرة احد نفاة العلو الذين ينفون علو الله جل وعلا يقول جاء اليه يطلب حاجة من الحاجات يقول فتعمدت تأخيره وتشاغلت عنه جعله جالسا وانشغل عنه فطال الامر عليه فما كان منه الا ان رفع طرفه ورأسه الى السماء وقال يا الله ارزقني الصبر ماذا فعل رفع رأسه وطرفه الى السماء وقال يا الله ارزقني الصبر فما كان من شيخ الاسلام الا ان التفت اليه وقال باي شيء ترفع رأسك الى السماء وليس فوق عندك شيء وانت محقق يقول فقال استغفر الله فبدأت ابين له الادلة من الكتاب والسنة وما عليه عقيدة المسلمين حتى رجع وتاب الى الله جل وعلا من هذا القول الذي كان يقوله وقد ذكرت لك سابقا ان ابن القيم رحمه الله ذكر بعض القصص عن بعض الحيوانات انها تثبت علو الله جل وعلا وارجع في هذا الى فصلي اللطيف ذكره في اجتماع الجيوش الاسلامية في كتابه اجتماعي الجيوش الاسلامية فحتى الحيوانات اذا حصل عليها ظيق وكرب فانها ترفع صوتها مع رفع رأسها الى السماء لانها مفطورة على علو الله سبحانه وتعالى فعلى المسلم الذي اراد نجاة نفسه ان يتقي الله في نفسه ان يعتقد ما دل عليه الكتاب والسنة وما مضى عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والمسلمون وهو ان الله جل وعلا عال على خلقه وليحذر كل الحذر من شبه هؤلاء المخالفين للكتاب والسنة فانك يا رعاك الله ان تجتهد في فهم دليل واحد او دليلين وتخالف فيهما الصواب امر يمكن ان يقع لكن ان يأتي انسان فيخالف عشرات بل مئات بل اكثر من ذلك من الادلة كلها تتوارد على معنى واحد وهو ثبوت علو الله جل ثبوت علو الله جل وعلا على خلقه هذا في الحقيقة امر لا يكون الا من ظعف في العقل او ظعف في العلم او ظعف في الاتباع لا يمكن ان يكون هذا الا بسبب واحد من هذه الامور الثلاثة والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل ذلك من السنة الجواب ادلته من السنة كثيرة لا تحصى منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الاوعال والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه وقوله صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه قصة قريظة فقد حكمت فيهم بحكم الملك من من فوق سبعة ارقيعة وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء. قال اعتقها فانها مؤمنة واحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألون وهو اعلم بهم الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم من تصدق بأجل تمرة من كسب طيب ولا يصعد الى الله الا الطيب الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله خضعانا قد طمعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان الحديث وغير ذلك وقد اقر بذلك جميع المخلوقات الا الجهمية. احسنت اورد المؤلف ايضا احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم دالة على ثبوت صفة العلو لله جل وعلا وهي لا تخرج في دلالتها عما سبق في ايات الكتاب منها كما ذكر الشيخ حديث الاوعال وفيه والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه وفي هذا الحديث اثبات العلو واثبات باستواء الله جل وعلا على العرش فان تفسير استوائه على العرش هو كونه فوق العرش سبحانه وتعالى وفيه ايضا اثبات علم الله الواسع فهو لا يخفى عليه شيء جل ربنا وعز وان كان هذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته ضعفه غير واحد من اهل العلم صححه ابن القيم وغير واحد من اهل العلم وعلى كل حال ما دل عليه هذا الحديث دلت عليه عشرات الاحاديث الاخرى فثبوته وعدم ثبوته لا يؤثر في ثبوت الحكم يدل عليه قال وقوله لسعد رضي الله عنه في قصة قريظة لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة ارقعة واحذر الى تحريف بعظ المحلفين الذين يقرأون لهذا الحديث فيقولون لقد حكمت فيهم بحكم الملك ويعنون جبريل عليه السلام يا لله العجب النبي صلى الله عليه وسلم يثني على سعد رضي الله عنه في انه وافق حكم جبريل فاين هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثابت في الصحيحين لقد حكمت فيهم بحكم الله وعند النسائي في الكبرى لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات اذا ليس هذا الا من التحريف الذي سلكه هؤلاء وان كان هذا اللفظ من فوق سبعة ارقعة ارقعة يعني سماوات السماوات تسمى ارقعة كأن كل سماء رقعة للسماء التي تليها. او لان السماء الدنيا مرقعة بالنجوم على ما ذكر اللغويون لكن هذا اللفظ في ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم نظر فانه قد رواه ابن اسحاق وكذلك ابن سعد مرسل كما حكم عليه الذهبي رحمه الله في كتابه العلو لكن يغني عنهما في الصحيحين لقد حكمت فيهم بحكم الملك او بحكم الله يدل عليه او يدل على ما دل عليه ايظا ما خرجه النسائي في الكبرى باسناد صحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ومن ذلك ايضا حديث الجارية وهو حديث جليل عظيم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سألها اين الله فقالت في السماء فكان الحكم من النبي صلى الله عليه وسلم لها بالايمان فقال اعتقها فانها مؤمنة هذا مرتب على اي شيء هذا الحكم بالعتق مرتب على اي شيء نعم على حكمه لها بالايمان وهذا الحكم مرتب على اي شيء على جوابها على هذا السؤال. السؤال كان ماذا اين الله والسؤال بأين؟ عند جميع العقلاء الذين يعرفون لغة العرب سؤال عن المكان اين يختلف عن متى يختلف عن اي اليس كذلك فاين الله كان جوابها في السماء ويعني في السماء على السماء او في العلو المطلق كما مر معنا سابقا فهذا دليل صريح على اثبات علو الله جل وعلا وعلى جواز السؤال بايين في حق الله سبحانه ان يقال اين الله هذا سؤال مشروع سائغ جائز سأله اشرف الخلق وسيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم لا كما يتحرج بعض الناس اليوم عن هذا السؤال اشد الحرج واعجب منهم من يحرفون يأتون الى اشياء في غاية الوضوح فيحرفونها عن مواضعها فيقولون اين الله فيكون الجواب في السماء يعني الله عظيم هكذا يذكر بعضهم في السماء يعني ماذا الله عظيم هل الجواب مناسب للسؤال حينئذ السؤال باين لا يحتمل في اللغة السؤال عن القدر والمنزلة انما هو سؤال عن ماذا عن المكان وان كنا لا نطلق كلمة المكان في حق الله جل وعلا ولا ننفيها ايضا لعدم الدليل لكن المقصود ان العرب تفهم من هذه الكلمة هذا المعنى دون ادنى لبس فلما كان هذا كذلك جاء هؤلاء المحرفون فقالوا في السماء يعني الله عظيم افيحكم النبي صلى الله عليه وسلم لها بالايمان بناء على هذا الجواب الذي يخالف السؤال لا يكون هذا يعني انا اسألك اين فلان؟ فتقول لي فلان رجل طيب هل الجواب مناسب للسؤال اجيبوا ليس مناسبا للسؤال لكن المناسب للسؤال ان تقول فلان فيه كذا هناك الى غير ذلك اذا هذه دعوة مرفوضة من جهة الشرع ومرفوضة ايضا من جهة اللغة بل هذا دليل صريح على اثبات علو الله جل وعلا والحديث من اصح الاحاديث فانه خرجه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه قال واحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم فان الله قد عرج بنبيه صلى الله عليه وسلم ورفعه الى السماء حتى كان قاب قوسين او ادنى على احد التفاسير في هذه الاية فكان قاب قوسين او ادنى قال وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو اعلم بهم ادلة عروج الملائكة الى السماء دليل على عروج دليل على علو الله سبحانه وتعالى كذلك قول الله قول النبي صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد الى الله هذا هو الشاهد لا يصعد الى الله الا الطيب اثبات العلو لله جل وعلا وقل مثل هذا اذا قضى الله الامر في السماء لما كان الله جل وعلا في السماء يعني في العلو كان بالضرورة امره في ماذا في السماء فهذا وجه اثبات علو الله جل وعلا من هذا الحديث قال وغير ذلك كثير وقد اقر اقر بذلك