الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه الام السنة المنشورة ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء الجواب قولهم باجمعهم رحمهم الله تعالى الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم. وهكذا قول في جميع ايات الاسماء والصفات واحاديثها امنا به كل من عند ربنا امنا به واشهد بانا مسلمون. امنا بالله احسن الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد استكمالا ما ذكر المؤلف رحمه الله من مسألة العلوم والاستواء ذكر المؤلف رحمه الله وهذا السؤال فقال ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء ما هو المنهج الذي اتبعه هؤلاء الائمة الاعلام في هذه القضية العظيمة وهي استواء الله على عرشه فاجاب رحمه الله ان قولهم اجمعين هو ان الاستواء غير مجهول اي غير مجهول معناه غير مجهول لغة اي معلوم من جهة اللغة العربية التي نزل القرآن بها الله جل وعلا انزل هذا القرآن بلسان عربي مبين لي يتدبر المؤمنون اياته والتدبر فرع عن معرفة المعنى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ومن ذلك ايات الصفات بل هي اشرف ايات الله جل وعلا وعليه فان كلمة الاستواء ليست من جملة الطلاسم او الكلمات الاعجمية او الحروف المجمعة التي لا معنى لها فان هذا مما يصان كتاب الله جل وعلا عنه ليس في كتاب الله كلمة لا يمكن الوصول لمعناها هذا مستحيل لا وجود له الله جل وعلا يسر القرآن للذكر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر فلا يمكن ان يكون في كتاب الله كلمة لا يمكن لاحد ان يصل لمعناها يمكن ان تكون هناك كلمة اجهلها انا لقلة علمي او تجهلها انت لقلة علمك لكن ان يجهلها الناس اجمعون ولا يمكن الوصول لمعناها هذا امر لا يمكن ان يكون في كتاب الله وبل ان في هذا قدحا في كتاب الله جل وعلا ووسيلة للطعن في كتاب الله ولذا يقول الله جل وعلا ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته اعجمي وعربي لو كان هناك كلمات هي من قبيل الكلمات الاعجمية التي لا يفهمها العرب الذين نزل القرآن بين ظهرانهم لكان في هذا سبيلا للطعن في هذا القرآن القاعدة التي ينبغي ان تكون واظحة في اذهاننا جميعا هي ان هذا القرآن انزله الله ليعقل ليتدبر يسر ذكره وفهمه وسهله على طالبه وعليه فلا يمكن ان يكون ثمة كلمة لا يمكن الوصول لفهم معناها في كتاب الله ومن ذلك ايات الاستواء وامثالها من ايات صفات الله سبحانه وتعالى اذا ائمة الدين قالوا ان الاستواء غير مجهول غير مجهول المعنى لكن ثمة طرف اخر هو المجهول وهو ان يعقل كيفية اتصاف الله جل وعلا بهذه الصفة كيف استوى الله جل وعلا وكيف ينزل الله وكيف يأتي هذه قضية اخرى ليست هي مسألة فهم المعنى قال رحمه الله والكيف غير معقول يعني نحن لا نعقل كيفية اتصاف الله جل وعلا بالصفة فالمعنى معلوم من جهة لغة العرب واما كيف ذلك وكيف يكون اتصاف الله جل وعلا بهذه الصفة او بتلك فهذا ما لا سبيل لعقولنا اليه وذلك ان الله جل وعلا بالنسبة لنا غيب نحن لم نرى الله ولم نر مثيلا لله حتى نقيس النظير على نظيره تعالى الله عن ان يكون له مثيل فما بقي عندنا الا ان نقف عند الخبر الذي جاءنا عن الله والخبر الذي جاءنا عن الله فيه ثبوت الصفة من حيث هي لله جل وعلا وليس فيه كيف اتصف الله الله جل وعلا فالله اخبرنا انه استوى على العرش. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا انه ينزل الى سماء الدنيا كل ثلث ليل ويقول هل من داع؟ هل من سائل؟ هل من مستغفر ولم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الكنه والكيفية وعن حقيقة هذا النزول الالهي لربنا جل وعلا فالواجب ان نقف عند حدود ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فان ادراك كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى بالنسبة لنا امر خارج عن حدود عقولنا والواجب ان يقف الانسان عند حد ما يعلم اذا كنا نجهل كيف اتصف بعض المخلوقات بصفاتها فجهلنا بكيفية اتصاف الله جل وعلا بالصفات من باب اولى اخرج اللاكائي رحمه الله عن ابن مهدي عبدالرحمن ابن مهدي رحمه الله انه بلغه عن رجل انه يخوض في كيفية اتصاف الله جل وعلا بصفاته. يعني يخوض في شيء من هذه التكييفات والتشبيهات لصفات الله سبحانه وتعالى فدعاه اخبره بما بلغه عنه فبدأ يتكلم فقال له على رسلك نحن اذا كنا عاجزين عن ادراك كيفية اتصاف المخلوق بصفته فعجزنا عن ادراك كيفية اتصاف الخالق بصفته من باب اولى بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى جبريل له ست مئة جناح سد بها الافق قال قد عقلت الجناحين فركب لي ثالثا يعني انا اتصور شيئا له جناحان لان هذا شيء رأيته واعقله لكن ما موضع الجناح الثالث؟ لن اسألك عن خمس مئة وسبعة وتسعين جناحا اين محلها ساسألك فقط عن الجناح الثالث ما محله فما كان من هذا الرجل الا ان وقف وقال لان كنا عاجزين عن ادراك صفة المخلوق فعزنا عن ادراك صفة الخالق من باب اولى ورجع عن قوله اذا لابد من التفريق بين هاتين القضيتين اللتين يلبس من خلالهما اهل الضلال والانحراف فرق بين ادراك المعنى وادراك الكيفية واثباتنا معشر اهل السنة والجماعة لصفات الله جل وعلا انما هو اثبات صفة لا اثبات تكييف يعني نثبت لله جل وعلا انه يتصف بهذه الصفة بمقتضى ما دل عليه الكتاب والسنة اما كيفية ذلك وكنهوه وحكاية هيئة الاتصاف فهذا ليس لنا ان نخوض فيه. اذا الكيف غير معقول قال والايمان به واجب لان هذا هو مقتضى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ايمان هذا الذي لا يتضمن التصديق بكل ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اذا كان الله جل وعلا اخبرنا انه استوى على العرش فانك فانك لا تملك يا ايها المسلم الا ان تصدق بما اخبر الله به وبما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم والا فاعلم ان ايمانك على جرف هار سيهوي بك عياذا بالله في عذاب الله ومقته واليم عقابه اياك ان تأتيك الاية او الحديث عن رسوله صلى الله عليه وسلم ثم تتردد في تصديق ما اخبر الله به او رسوله صلى الله عليه وسلم فان هذا مضاد لاصل الايمان من كل وجه انما حقيقة الايمان ان تصدق وان تسلم وان تذعن لكل ما جاء في الكتاب والسنة قال والسؤال عنه يعني عن الكيف بدعة مجرد ان تسأل لا ان تخوض بل مجرد ان تسأل كيف اتصف الله بهذه الصفة هذا السؤال من حيث هو ممنوع هذا سؤال محدث مبتدع انت فيه اثم يا عبد الله فحذاري منه قال ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم وهذا هو محض وزبدة الايمان هذه الجملة روي معناها عن ام سلمة رضي الله عنها وان كان الاسناد اليها لا يصح لكنه صح باسانيد صحيحة كالشمس عن الامام مالك رحمه الله فقد روى معنى هذا الكلام الذي سمعت روى عنه يعني عن مالك هذا الامر نحو من عشرة من تلاميذه وفيهم الائمة الثقات فهو ثابت عن الامام مالك امام دار الهجرة دون شك وكذلك ثبت عن شيخه ربيعة بن ابي عبدالرحمن الذي يلقب بربيعة الرأي اذا هذا المعنى ثابت عن هذين الامامين كما ثبت معنى هذا الكلام عن ابي جعفر الترمذي كما سبق معنا في درس فائت لكن نزل هذا الكلام على صفة النزول لا على صفة الاستواء ومهما يكن من شيء فان هذه القاعدة وهي ان الصفة غير مجهولة والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة هذا ميزان يطبق على جميع الصفات وقد تلقى اهل العلم هذا الكلام بالقبول فهو بين ان يكون لسان مقالهم ولسان حالهم اجمعين نعم على كل حال من كان طالبا للعلم حريصا على الفائدة فاني اوصيه في مسألة العلو والاستواء على وجه الخصوص ان يراجع فيها ما دونه العلماء في كتبهم التي حوت بين دفاتيها كلام الائمة الاعلام الذين عليهم المعول في استقاء هذه المسائل التي اخذوها عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واخص منها كتابين احرص على قراءتهما ان كنت حريصا على الفائدة وعلى تحقيق هذه المطالب العظيمة على مقتضى نهج السلف اولا كتاب العلو للعلي الغفار للذهب رحمه الله فانه كتاب من انفس الكتب في تحقيق هذا الموضوع وهو جمع كلام العلماء الائمة من المتقدمين الى عهده هو عهد الذهبي رحمه الله فهذا الكتاب لا نظير له في هذا المعنى وايضا كتاب اجتماع الجيوش الاسلامية لابن القيم رحمه الله هذان الكتابان مهمان جدا لطالب العلم وللمسلم الذي يريد ان يعرف ما منهج السلف الصالح في تحقيق هذه المسألة مسألة العلو ومسألة الاستواء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل علو القهر من الكتاب؟ الجواب؟ ادلته كثيرة منها قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وهو متظمن لعلو والقهر والفوقية وقوله تعالى سبحانه هو الله الواحد القهار. وقوله تعالى لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار وقوله تعالى قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار. وقوله تعالى ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها وقوله تعالى يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان. وغير ذلك من الايات سبق معنا ان صفة العلو لله جل وعلا تتضمن ثلاثة معان علو الذات وعلو القهر وعلو القدر وله العلو من الجهات جميعها ذاتا وقهرا مع علو الشأن وسبق الحديث عن علو الذات واتبعه المؤلف رحمه الله بعلو القهر فقال ما دليل علو القهر من الكتاب ما الدليل على اتصاف الله جل وعلا؟ بهذا العلو وهو انه قاهر جل وعلا على كل شيء فالله سبحانه له العظمة والكبرياء وله السلطان والجبروت فلا مغالب ولا منازع ولا مكافئ له جل وعلا في هذا الكون بل كل شيء فانه خاضع لعظمته وذليل لسلطانه ومستكين امام كبريائه فالله جل وعلا له علو القهر على كل شيء وهذه الايات التي سمعتها دالة على ثبوت هذا المعنى لله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل ذلك من السنة؟ الجواب ادلته من السنة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم انك تقضي ولا يقضى عليك. انه لا من واليت ولا يعز من عاديت وغير ذلك كثير ادلة سنة النبي صلى الله عليه وسلم دلت على ما دلت عليه ايات الكتاب وكل ذلك وحي من الله سبحانه وتعالى فهذه الادلة من السنة هي مؤكدة للمعاني التي دلت عليها الايات السالفة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل علو الشأن؟ وما الذي يجب نفيه عن الله عن الله عز وجل؟ الجواب اعلم ان علو الشأن هو ما تضمنه اسمه القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله. فتعالى في احذيته ان يكون لغيره ملك او قسط او قسط منه. او يكون عونا له او ظهيرا او شفيعا عنده بدون اذنه او عليه وجير وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته عن ان له منازع او مغالب او ولي من الذل او نصير. وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكف والنظير وتعالى في كمال حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسنة والنوم والتعب والاعياء وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه في الارض او في السماء وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا وعن ترك الخلق سدى بلا امر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء. وتعالى في كما لعدله عن ان يظلم احدا مثقال ذرة او ان يهضمه شيئا من حسناته وتعالى في كمال غناه عن ان عن ان يطعم او يرزق او يفتقر الى غيره في شيء. وتعالى في جميع ما وصف به نفسه فوصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم عن التعطيل والتمثيل فسبحانه وبحمده وعز وجل وتبارك وتعالى وتنزه وتقدس عن كل ما ينافي الهيته وربوبيته واسماءه واسماءه الحسنى وصفاته العلى وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. ونصوص الوحي من الكتاب والسنة في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرة وشهرتها سبحان الله وما اعظم الله هذا علو القدر علو الشأن لله العظيم سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا هذا الكلام الذي سمعناه نقطة من بحر ما يتضمنه قدر الله العظيم وعظمته الكبرى سبحانه وتعالى وخلاصة ذلك ترجع الى ثلاثة امور اولا ثبوت الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى فكل كمال فالله جل وعلا له اقصى درجاته والامر الثاني تنزيهه عن ان يكون له مشارك في كماله هذا الكمال الذي اتصف الله جل وعلا به من جميع الوجوه يتعالى ويتنزه ويتقدس عنان يكون له فيه مشارك بل له الوحدة والانفراد في هذا الكمال العظيم والامر الثالث انه يتنزه جل ربنا عن كل عيب ونقص وسوء فاي معنى تضمن شيئا ولو احتمالا وتقديرا لسوء او عيب او نقص فان الله جل وعلا ويتنزه عنه اذا هذه الامور الثلاثة هي التي يتضمنها علو القدر لله العظيم سبحانه وتعالى وادلة هذا مشهورة معلومة وعلى كل حال علو القهر وعلو القدر مما اجمعت عليه الامة جميعا بجميع طوائفها وكافة مذاهبها انما محل الخلاف الذي تميز فيه اهل الاتباع الصادق عن غيرهم انما هو في النوع الاول وهو علو الذات لله جل وعلا فاثبته الانبياء واتباعهم والسلف الصالح ومن بعدهم ونفاه من تنكب هذه الطريق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الاسماء الحسنى من احصاها دخل الجنة الجواب قد فسر ذلك بمعاني منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها اما ان ما كان يصوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد فيمرن العبد نفسه على ان يصح له الاتصاف بها. فيما يليق به وما كان وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الاقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي صفة منها وما كان فيها معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرؤوف الحليم الجواد الكريم بل يقف منه عند الطمع والرغبة وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز بانتقام شديد العقاب سريع الحساب. بل يقف منه عند الخشية والرهبة ومنها شهود العبد اياها واعطاؤها حقها معرفة وعبودية. مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستوائه على عرشه بائنا من خلقه مع احاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث حيث يصير لقلبه صمد يعرج اليه مناجيا له. مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بان فيشعر بانك كلمة اهو احسن الله فيشعر بان كلمه وعمله وعمله صاعد اليه معروض عليه فيستحي ان يصعد اليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الامر والمراسيم الالهية الى اقطار العوالم كل وقت بانواع التدبير والتصرف من الاماتة والاحياء والاعزاز والخفظ والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وارساله ومداولة الايام بين الناس الى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء. يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه وكذلك من شهد علمه وكذلك من شهد علمه من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد الا السابقون المقربون اسأل الله ان يجعلنا منهم انتقل المؤلف رحمه الله الى مسألة جديدة وهي مسألة عظيمة القدر بل هي كما قال اهل العلم قطب السعادة وما جاء ومدار النجاة والفلاح الا وهي احصاء اسماء الله الحسنى ويكفي في فضل هذا الامر العظيم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي مر معنا سابقة ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة فيكفي فضلا لاحصاء اسماء الله جل وعلا انها سبب لدخول جنات النعيم وهذا من اعظم اسباب نيل رحمة الله ورضوانه فالسائر الى الله جل وعلا من طريق اسمائه وصفاته شأنه عجب وحاله عجب وصاحب ذلك قد حيزت له السعادة وهو مستلق على فراشه اذا هو مطلب لا يشمر له الا الموفقون السعداء فالله الله بالحرص عليه احصاء اسماء الله جل وعلا ذكر المؤلف رحمه الله خمسة معان تجمع هذا الاحصاء فاحصاء الله جل وعلا يجمعه هذه المراتب الخمس التي اشار اليها رحمه الله وهي حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ثم ان ما كان يسوغ الاقتداء به فيمرن العبد نفسه على ان يصح الاتصاف له الاتصاف بها فيما يليق به والامر الخامس الذي ذكره شهود العبد شهود العبد اياها واعطاؤها حقها معرفة وعبودية وان كان الامر الرابع والخامس يرجعان الى شيء واحد المقصود ان هذه المعاني التي ذكرها الشيخ وذكرها غيره ايضا تتلخص في الاتي من احسن من تكلم عن معاني احصاء الله جل وعلا ومراتب ذلك ايضا ابن القيم رحمه الله فانه ذكر ان مراتب احصاء اسماء الله جل وعلا في كتابه بدائع الفوائد ترجع الى ثلاثة امور اولا احصاؤها وعدها يعني حفظها فان الاحصاء يأتي بمعنى الحفظ واحصى كل شيء عددا والامر الثاني معرفة معانيها لا يكون الحفظ الحفظ لالفاظها مجردة بل مع تعقلها وتدبرها ومعرفة ما دلت عليه من نعوت الجلال والجمال والعظمة والامر الثالث دعاء الله جل وعلا بها ودعاء الله عز وجل باسمائه وصفاته يتضمن ثلاثة امور ذكرها في هذا الكتاب وحققها ايضا في كتابه مدارج السالكين اولا دعاؤه بها جل وعلا دعاء مسألة وثانيا دعاؤه بها دعاء ثناء وثالثا دعاؤه بها دعاء تعبد اذا هذه مراتب دعاء الله جل وعلا باسمائه الحسنى دعاء المسألة ودعاء الثناء ودعاء التعبد اما الامر الاول فيحرص الانسان على معرفة الفاظها ويعدها ويحفظها وهذا من اهم واحسن ما يحفظ ان تحفظ اسماء الله الحسنى جل وعلا وما احسن ان تمرن الناشئة وان تعود على حفظ اسماء الله الحسنى هذا اولى من حفظ اي شيء اخر من اسماء الناس او ما يتشاغل الناس فيه من هذه الملهيات ثم معرفة معاني هذه الاسماء الحسنى وهذا باب رحب واسع ينبغي على الانسان ان يكون على طرف من العلم به فقه اسماء الله جل وعلا من احسن انواع الفقه واعظم انواع العلوم والذي عرف اسماء الله جل وعلا ومعانيها ومعاني صفاته جل وعلا فقد حاز علما عظيما فاي علم اعظم من هذا العلم ان تعلم اسماء الله وصفاته جل وعلا فينبغي الحرص على هذا الامر العظيم الامر الثالث قال دعاؤه بها والدعاء الذي اراده المؤلف وها هنا هو انه يسأل ويطلب بهذه الاسماء ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ومن ادب ذلك ان تختار من الاسماء لدعائك ما يليق بالحال الذي تدعو فيه فان كنت طالبا للمغفرة فادعو بالاسم المناسب لذلك كأن تقول يا غفور يا غفار واذا كنت طالبا للرحمة فكذلك واذا كنت طالبا لكشف الكربة واذا كنت طالبا لانزال الفضل والهبة والكرم تناسب تتخذ من هذه الاسماء في دعائك ما يناسب حالك الذي تدعو فيه. فهذا من احسن الادب الذي ينبغي ان يراعى وهو من اعظم الوسائل الى تحقيق مطلوبك الامر الثاني الثناء على الله جل وعلا بذلك فتثني على الله سبحانه بلسانك وقلبك من خلال معرفة وتأملي وذكري هذه المعاني التي تضمنتها هذه الاسماء الحسنى والله جل وعلا لا احد احب اليه المدح منه سبحانه وتعالى ولذلك اثنى على نفسه الله جل وعلا يحب ان يمدح ويحب ان يثنى عليه وهو احق من مدح وحمد واثني عليه جل وعلا فينبغي على الالسنة ان تلهج بهذا الامر العظيم والا تغفل عنه ثم اشار الى امر رابع وهو ان ما كان يسوغ الاتصاف به مما يليق بالعبد فيمرن العبد نفسه على ذلك وهذا قد جاء الحث عليه في جملة من النصوص فالله عفو يحب العفو والله وتر يحب الوتر والله رفيق يحب الرفق والله طيب لا يقبل الا طيبا والله جميل يحب الجمال والمؤمن القوي خير واحب اليه من المؤمن الضعيف والراحمون يرحمهم الرحمن وامثال هذا من هذه المعاني التي ينبغي ان تكون فقيها فيها صفات الله جل وعلا تنقسم من حيث معانيها الى قسمين المعنى الاول ما يمكن للعبد ان يتصف بمقتضاه وان يعمل باثره فهذا مما ينبغي ان يحرص عليه وهو من ضمن معاني احصاء اسماء الله الحسنى والمعنى او النوع الثاني اسماء مختصة معانيها لائقة بالله جل وعلا لا بالعبد فهذه لا يتصف بمقتضاها وانما تورث في القلب اثرا عظيما كما سيأتي الكلام عن ذلك كاسمه تعالى الخلاق والخالق والجبار والمتكبر وامثال هذه الصفات التي تضمنتها اسماؤه الحسنى اذا يكون الامر كما ذكر المؤلف رحمه الله ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على ان يصح له التصاف بها فيما يليق به وهذا راجع الى ان الله جل وعلا يحب ذاته ويحب صفاته ويحب من يتصف بمقتوى صفاته التي تليق بالعبيد. تنبه الى هذا الامر الله جل وعلا يحب ذاته ويحب صفاته وبالتالي فانه يحب من يتصف بمقتضى صفاته التي تناسب العبيد وتليق بهم قال وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر ومثل ذلك الخالق والخلاق والعزيز وغيرها فعل العبد الاقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها وما كان فيه معنى الوعد كالغفور والشكور والعفو والرؤوف والحليم والجواد والكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة وهذا كله راجع الى المعنى الخامس الذي ذكره وهو شهود العبد اياها واعطاؤه حقها معرفة وعبودية لله جل وعلا في كل اسم من اسمائه عبودية تختص به انتبه لهذا لله جل وعلا في كل اسم من اسمائه عبودية تختص به واحب الخلق اليه من اتصف واحق واحب الخلق اليه من تعبد بكل اسمائه الحسنى سبحانه وتعالى ولم يشغله تعبده باسم منها عن تعبده باسمه الاخر فيتعبد الانسان لله جل وعلا باسمه الرحيم واسمه الغفور ويتعبد له جل وعلا باسمه الحكيم فيلحظ ويشهد حكمة الله العظيم سبحانه وتعالى كما انه يتعبد لله جل وعلا باسمه الجبار وباسمه العظيم وباسمه العزيز فيورثه ذلك خوفا من الله جل وعلا ووجلا واخباتا الى الله جل وعلا يتعبد لله باسمه القدير واسمه القوي فيورثه ذلك توكلا على الله العظيم وثقة به واعتمادا عليه وتفويضا للامور اليه الى غير ذلك وهذا باب واسع وباب يتفاضل المؤمنون فيه تفاظلا عظيما هذه الابواب يا اخواني التي نتحدث فيها ليست من مسائل الثقافة كما يقولون او من مسائل الترف العلمي او من مسائل الحفظ والتدوين في الكتب والدفاتر ثم لا شيء وراء ذلك هذه مسائل جليلة عظيمة قدرها عظيم جدا هذه المسائل من اثمن واغلى ما يتعلق بحياتك فخذها على محمل الجد والاهتمام وليكن عندك همة الى ان تورث في نفسك وفي عملك وفي اقبالك على الله عز وجل ما يليق بهذا العلم مؤسف والله ان يكون حظنا من الكلام ومن العلم بهذه المسائل وهذه المسائل العظيمة ان يكون حظنا من ذلك يقف عند الكلام وعند العلم المجرد دون ان يكون لذلك اثر في ايماننا وعملنا وعملنا الصالح ومحبتنا لله العظيم سبحانه ورجائه والخوف منه والتوكل عليه هذه هي الزبدة والخلاصة هو الهدف من هذا العلم والا فليتنا والله ما تعلمناه فان ذلك كله حجة علينا اذا ما لم يفدك العلم شيئا فليتك ثم ليتك ما علمته اذا هذا بعض ما يتعلق بهذا الامر العظيم والذي ارجع فاقول انه قطب السعادة وسبيل النجاة والفلاح فالله الله بالحرص عليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما ضد توحيد الاسماء والصفات