الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما ضد توحيد الاسماء والصفات؟ الجواب ضده الالحاد في اسماء الله في اسماء الله وصفاته واياته. وهو ثلاثة انواع الاول الحاد المشركين الذين عدلوا باسماء الله تعالى عما هي عليه. وسموا بها اوثانهم فزادوا ونقصوا. فاشتقوا اللات من الاله والعزى من العزيز. ومن ات من المنان الثاني الحاد مشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لالحاد المشركين. فاولئك سوء المخلوق برب العالمين. وهؤلاء جعلوه بمنزلة الاسلام المخلوقة. وشبهوه بها تعالى وتقدس الثالث الحاد الوفاة المعطلة وهم قسمان قسم اثبتوا الفاظ اسمائه تعالى ونفوا عنه ما تظمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة واطردوا بقيتها كذلك وقسم صرحوا بنفي الاسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة. سبحان الله تعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده والصبر لعبادته هل تعلم له سميا؟ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقال بلا ان ابدأ كلامي عن هذا الدرس انبه الى كلمة سبق بها لساني في درس امس ونبهني احد الاخوة الفضلاء عليها اردت ان اقول ان القرآن مؤلف من هذه الحروف التي يتكلم العرب بها فقلت ان القرآن مكون من هذه الحروف التي يتكلم العرب بها وكلمة مكون في هذا السياق فيها احتمال فهي موهمة لمعنى باطل ما جرى انما كان سبق لسان والا الصواب ان يقال ان القرآن مؤلف من هذه الحروف هذا سؤال يتعلق بضد توحيد الاسماء والصفات وبعد ان بين المؤلف رحمه الله المنهج الحق الذي مضى عليه السلف الصالح في باب اسماء الله وصفاته وهو اثبات ما اثبت الله لنفسه وما اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم اثباتا لا يبلغ درجة التكييف والتمثيل ينزهون الله جل وعلا تنزيها لا يبلغ درجة التحريف والتعطيل فهم يعلمون معاني صفات الله جل وعلا ويفوظون العلم بكيفيتها هذا هو المنهج المنهج الوسط بين طرفي الانحراف من عطل صفات الله جل وعلا ومن مثلها وشبهها بصفات المخلوقين انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن ضد هذا المنهج الحق وهذا مما نستفيده من المؤلف رحمه الله اذ لا يزال يكرر هذا المنهج لا العظيم المهم وهو انه يوضح الحق ويوضح ضده ايضا لابد ان تعرف الحق وان تلتزم به ولابد ايضا ان تعرف الباطل حتى تجتنبه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه طالما هو ضد توحيد الاسماء والصفات قال رحمه الله ضده الالحاد في اسماء الله وصفاته واياته الالحاد في اللغة هو الميل ومنه سمي لحد القبر لحدا لانه مائل عن وسط القبر واما الالحاد في اسماء الله جل وعلا فانما يراد به الميل عن الحق الواجب فيها الالحاد في اسماء الله هو الميل عن الحق الواجب فيها هذا هو ضابط هذا الالحاد المنهي عنه الذي توعد الله جل وعلا اهله قال سبحانه ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فهذه صيغة تهديد ووعيد لهؤلاء الذين يلحدون في اسماء الله جل وعلا اي خوض يخوضون في هذا الباب العظيم باب اسماء الله وصفاته بالباطل اذا المقام مقام عظيم لا ينبغي ابدا التساهل فيه او التهاون به او استصغار المخالفة في شأنه فالله جل وعلا قد توعد الذين يلحدون في اسماء الله جل وعلا بانهم سيجزون ما كانوا يعملون اذا على المسلم ان يخاف وان يلجأ الى الله جل وعلا ان يجنبه الخطأ والانحراف في هذا الباب العظيم باب اسماء الله وصفاته ومع الاسف الشديد فان الانحراف في هذا الباب قد وقع فيه كثير من الناس اما الى جانب غلو حتى انهم شبهوا صفات الله جل وعلا بصفات المخلوقين او كيفوها واما من حرف فعطل وهؤلاء البلية بهم اكثر في هذه الامة فداء التعطيل في الامة اكثر من داء التشبيه وكل شر وفساد الميل عن الحق الواجب فيها وهو الذي سبق شرحه يدخل تحته اصناف من الانحرافات نبه المؤلف رحمه الله الى ثلاثة منها وهذه الثلاثة تؤول الى اربعة فانه ذكر رحمه الله الحاد المشركين وذكر الحاد المشبهة وذكر ايضا الحاد المعطلة وذكر الحاد النفات وجمع بين النوعين الاخيرين في اه فريق واحد قال وهو ثلاثة انواع الاول الحاد المشركين الذين عدلوا باسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها اوثانهم فزادوا ونقصوا يعني ان من الالحاد ما كان عليه المشركون الاولون وهو انهم كانوا يشتقون لاصنامهم اسماء من اسماء الله ومن ذلك ما مثل به المؤلف رحمه الله فاشتقوا اللات من الاله اشتقوا اللات من الاله واللاة صنم كان بالطائف اشتقوا له على احد القولين هذا الاسم من اسم الله الاله وعلى القول الاخر اشتقوا هذا الاسم من اسم الله الله قولان لاهل العلم في اشتقاق هذا الاسم قول اخر في اسم هذا الصنم وهو انه اللات على على زنة اسم الفاعل وهذه قراءة لرويس علي يعقوب ترى بها والا فالجمهور على قراءة افرأيتم اللات والعجزى وقرأ هو افرأيتم اللات والعزى وهذا اسم فاعل ملة يلت وذلك ان هذا الرجل الذي عبد قبره ثم عبدت الصخرة التي بجوار قبره كان رجلا صالحا يلت السويق يعني يخلط الدقيقة بالماء او الزيت ويطعمه الفقراء والحجيج الشاهد انه لما مات عكفوا على قبره ثم عبدوا هذا القبر وعبدوا الصخرة التي بجواره على كل حال هذا الاشتقاق صحيح على قراءة الجمهور اما من اسم الله الاله او من اسمه الله كذلك اشتقوا العزى من العزيز كذلك اشتقوا من المنان اسم صنمهم منات وهذا كله من الفجور ومن الفساد العظيم الذي في قلوبهم اذ سووا هذه الاصنام بالله جل وعلا فيما يستحقه جل وعلا من هذه الاسماء الحسنى مع انها له جل وعلا مختصة به ولله الاسماء الحسنى اما الصنف الثاني من هذا الالحاد فذكر رحمه الله انه الحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لالحاد المشركين فاولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الاجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس قبل ان انتقل الى هذا الالحاد الثاني اعود الى الالحاد الاول وهو الحاد المشركين لاحظ يا رعاك الله ان الحاد اولئك كان في كونهم سموا اصنامهم باسماء لله تبارك وتعالى وهذا كان عليه المشركون الاولون لكن المشركين الاخرين اتوا بشيء ليس ببعيد عن عالم عن حال هؤلاء وهو انهم اشتقوا ووصفوا الهتهم التي يعبدونها مع الله جل وعلا وصفوها بصفات الله جل وعلا التي تضمنتها اسماؤه بيان ذلك ان هؤلاء الذين اشركوا مع الله عز وجل غيره كثير منهم اعتقدوا في معبوداتهم وفي الهتهم التي يتوجهون اليها وصفوها بصفات اختص الله تبارك وتعالى بها فكان هذا الحادا في اسماء الله وصفاته الم تر الى حال هؤلاء المشركين الذين اعتقدوا في معبوداتهم ان لها من القدرة مثل ما لله جل وعلا حتى صرح قائلهم بان معبوده الفلاني الذي يتوجه اليه من دون الله جل وعلا يقدر على كل ما يقدر عليه الله سبحانه وتعالى فهذا نعم لم يسمي معبوده بالقدير لكنه الحد في معنى ما دل عليه هذا الاسم من الصفات وهو اثبات القدرة التامة لله سبحانه وتعالى فهو على كل شيء قدير جل وعلا. وعند هذا معبوده مثل الله جل وعلا يقدر على ما يقدر عليه الله جل وعلا ولربما جعلوا من الكمال لمعبودهم اكثر مما لله جل وعلا في تفسير سورة الاعراف من تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله ذكر قصة تعتبر شاهدا على ما اذكر لك وهي انه سمع مرة يحكي قصة حصلت معه سمع مرة امرأة تدعو وتصرخ وتقول يا متبولي يا متبولي فقلت لها بعد ان هدأ روعها لم دعوتي المتبولي ولم تدعين الله جل وعلا فقالت المتبولي بلهجتها العامية ما يستناش المتبولي ما يستناش يعني ان المتبولي هذا الولي الذي تعبده وتدعوه وتهتف باسمه اسرع اجابة من الله سبحانه وتعالى يجيبها في حال الاضطرار باعجل مما يجيب الله عز وجل ارأيت هذه الحال التي وصل اليها هؤلاء وانا لله وانا اليه راجعون. اوصل اليها المشركون الاولون؟ لا والله المشركون الاولون ما وصل بهم اعتقادهم بالهتهم الى هذا الحد غاية الامر انهم جعلوها مقربة الى الله تقربهم زلفى الى الله مجرد شفعاء لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك اما هؤلاء فان معبوداتهم تقدر بل هي اسرع اجابة من الله سبحانه وتعالى ولعلك تذكر قصة اخرى ذكرتها لك في درس ماظ وذكرها الالوسي رحمه الله في تفسيره ولعل ذلك كان في سورة النحل فانه ذكر عن بعض هؤلاء المشايخ المعممين الذين يبثون الشرك في الامة مع الاسف الشديد انه لقيه وهو صغير فقال له اذا نزلت بك نازلة فاياك ان تدعو الله اياك ان تدعو الله فان الله لا يهمه ما نزل بك ولا يعجل باجابتك ولكن عليك بالاولياء الجأ اليهم عند قبورهم فانهم يسارعون الى اجابتك انظر هذا في تفسير سورة النحل من تفسير الالوسي هذا كلام يقال هذا كلام يعتقد هذا كلام واقع ليس نسيا من الخيال مع الاسف الشديد هذا كله واقع من اناس ما قدروا الله حق قدره ما عظموا الله عز وجل حق تعظيمه الله هو العظيم والله هو العزيز والله هو القدير والله هو القوي والله هو الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الله هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه فيا عبد الله لاي سبب تعرض عن دعاء الله عز وجل وعن اللجوء اليه وعن الرجاء في فضله الى غيره يا لله العجب من اناس يلجأون الى اموات ويعرضون عن رب الارض والسماوات والله انهم لفي ظلم عظيم كيف يفعل هذا عبد مربوب لله العظيم سبحانه وتعالى والله ان هذا مما يستحق عليه اشد المقت واشد العذاب من الله سبحانه وتعالى فالله يغار وغيرته ان تنتهك محارمه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الحارث الاشعري لما ذكر ما امر الله عز وجل يحيى ابن زكريا ان يعظا ويدعو بني اسرائيل فيه قال وامركم ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فان مثل ذلك كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله من ذهب او ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وادي الي فكان يعمل ويؤدي الى غيره فايكم يرظى من عبده ذلك انت تستقدم عاملا او تستقدم خادما لك دفعت عليه وبذلت في تحصيله او في تحصيل جهده عندك ثم انه كان يعمل ويؤدي الغلة الى غيرك الا يستحق هذا منك المقت والعقاب من يرظى من خادمه ذلك وشأن الله اعظم من هذا بكثير فالله عز وجل هو الذي خلقنا ورزقنا فكيف نشرك به غيره في بعض الاثار يقول الله جل وعلا انا وابن ادم في شأن عجيب اخلق ويعبد غيري وارزقه ويشكر سواي خيري اليهم نازل وشرهم الي صاعد اتحبب اليهم بالنعم ويتبغضون الي بالمعاصي اذا يا ايها الاخوان من اعظم الالحاد في اسماء الله وصفاته هو الحاد هؤلاء المشركين الذين جعلوا هذه الاسماء او ما تضمنته من المعاني لمعبوداتهم التي يعبدونها من دون الله جل وعلا فليتربص هؤلاء هذا الوعيد العظيم وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون اما النوع الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله فهو الحاد المشبهة هؤلاء الذين يكيفون صفات الله جل وعلا يحدونها بحدود ويذكرون لها كنها وكيفية او يشبهونها بصفات الخالق سبحانه وتعالى و يجعلون ما هو متصف به تبارك وتعالى من جنس ما يتصف به المخلوقون فعندهم ان الله جل وعلا يتصف بصفات كالتي يتصف بها المخلوق ولا شك ان هذا من اعظم الالحاد في اسماء الله وصفاته وقد علمت سابقا ما اطبق عليه اهل السنة والجماعة مما بينه الامام نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله قال من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه اما النوع الثالث فقال الحاد النفاة المعطلة وهم قسمان قسم اثبتوا الفاظ اسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة واطردوا بقيتها كذلك هؤلاء عندهم ان اسماء الله تبارك وتعالى ما هي الا اعلام مجردة لا تحتوي ولا تتضمن معان فيها وانما هي اسماء مرتجلة كما هي اسماء المخلوقين. شأنها كشأن اسماء المخلوقين سواء بسماء فيسمى صالحا من ليس فيه صلاح ويسمى بحسن من لاحسن فيه وهكذا وهذا لا شك انه انحراف عظيم وقد علمت سابقا ان القاعدة المبنية على دلائل الشرع واجماع السلف ان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف فكل اسم من اسمائه الحسنى تظمن ماذا صفة من الصفات اما هؤلاء فعندهم الله الله رحيم والله رحمن ولكن لا يدل هذا على ماذا على ثبوت صفة الرحمة والله عزيز ونسمي بعبدالعزيز ولكن لا يعني هذا ان الله متصف بالعزة فهو عزيز بلا عزة وبصير بلا بصر وسميع بلا سمع. وهلم جرا وهذا هو الذي وقع فيه المعتزلة وهم من اصناف المعطلة لصفات الله سبحانه وتعالى ما زعموه من من اثبات الاسماء لله جل وعلا لا شك انه ليس باثبات على الحقيقة الاثبات الصادق الحقيقي لاسماء الله جل وعلا هو ان نثبت لله ما اثبت الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي اثبت له تبارك وتعالى انما هو اسماء تتضمن احسن ما يكون من المعاني واشرف اشرف ما يكون من نعوت الجلال والجمال له تبارك وتعالى ثمة صنف اخر من هؤلاء المعطلة هم اردا واخبث من سابقيهم وهم النفاة هؤلاء نفاة صرحاء لا يتصف او عفوا لا يسمى الله جل وعلا عندهم بهذه الاسماء التي يزعمون ان تسمية الله عز وجل بها تسمية الله بهذه الاسماء يقتضي تشبيهه هؤلاء هم الجهمية لا يسمون الله جل وعلا باي اسم من الاسماء بدعوى ان هذه التسمية تقتضي التشبيه فاذا سميناه بصيرا صار ماذا كالبصير من المخلوقات او سميعا صار كالسميع من المخلوقات وهكذا ولذا فانهم سموا الله جل وعلا مثلا بالقدير لانهم جبرية العبد ليس عنده ليس له قدرة عنده فيسمون الله جل وعلا بالقدير كما انهم يسمونه ب الاسماء التي تقتضي الفعل لان عندهم العبد لا يفعل. العبد مفعول به وليس بفاعل واما ما سوى ذلك فانهم لا يثبتونه لله سبحانه وتعالى. فماذا يصنعون بهذه النصوص الكثيرة التي جاء فيها اسماء جمة لله جل وعلا؟ الجواب انهم يأولونها بمخلوقات منفصلة عنهم فالعزيز عندهم مخلوق منفصل عن الله وكذلك البصير والسميع والعلي الى غير ذلك قال وقسم صرحوا بنفي الاسماء ومتظمناتها بالكلية. ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة هؤلاء كما ذكرت لك هم هؤلاء الجهمية حتى ان وجود الله عز وجل عندهم انما هو وجود مطلق بشرط الاطلاق ومعلوم عند جميع العقلاء ان الوجود المطلق انما هو في الاذهان فقط لا في الواقع وليس في الحقيقة انما في الذهن الذهن يتصور اشياء يتصور حقيقة تسمى مطلقة وقلنا سابقا انه لا توجد حقيقة مطلقة الا في الذهن اما في خارج الذهن فالحقائق حقائق ماذا مقيدة حقائق مقيدة وليست مطلقة هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله ابن القيم رحمه الله كان له عناية ب ذكر انواع الالحاد في اسماء الله جل وعلا وقد ذكر في كتابه النونية في قصيدته النونية من انواع هؤلاء الملاحدة في اسماء الله جل وعلا ثلاثة اصناف قال وحقيقة الالحاد فيها الميل بالاشراك والتعطيل والنكران فالملحدون اذا ثلاث طوائف فعليه غضب من الرحمن جعل القسمة عنده ماذا؟ ثلاثية فحقيقة الالحاد فيها الميل الاشراك اذا الحاد المشركين فحقيقة الالحاد فيها الميل بالاشراك والتعطيل هؤلاء هم الذين عطلوا الاسماء عن معانيها وصفاتها وهم المعتزلة الذين ذكرهم المؤلف رحمه الله في النوع الثالث والنوع الثالث الذي ذكره هم المنكرون لهذه الاسماء من اصلها فهذه ثلاثة اصناف ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد زاد على ما ذكر في النونية اورد ما اورده المؤلف رحمه الله وزاد عليه نوعين اخرين اولا تسمية الله جل وعلا بما لا يليق به علمنا سابقا ان اسماء الله جل وعلا وصفاته توقيفية. ما معنى توقيفية نعم يعني يوقف فيها عند حد الوارد اين يرد بالكتاب والسنة يعني لا نسمي الله ولا نصفه الا بما جاء في الكتاب والسنة وهذا اجماع بين اهل العلم وبالتالي فمن سمى الله بما لم بما لم يسمي به نفسه او بما لم يسمه به نبيه صلى الله عليه وسلم فانه خالف الحق الواجب فيها وبالتالي كان ماذا الحادا لان الالحاد هو ماذا الميل عن الحق الواجب فيها. فمن سمى الله بما لم يسمي به نفسه فقد الحد في اسمائه فكيف اذا كان يسميه باسماءه لا تليق به هؤلاء الذين وصفهم هؤلاء آآ الذين وصفهم ابن القيم رحمه الله هم الذين سموا الله ووصفوه بما لا يليق به ومثلني هذا بتسمية النصارى له ابا تعالى الله عن قولهم وكذلك تسمية الفلاسفة له موجبا بالذات او انه علة فاعلة الموجب بالذات هو الذي تصدر عنه الاشياء دون ارادة يعني الاحراق يصدر عن النار دون ارادة ليس للنار ارادة يعني هل تستطيع النار الا تحرقه نعم لا لان هذا يصدر عنها من ذاتها يقولون موجب بالذات عندهم الله جل وعلا فاض عنه الكون او فاضت عنه المخلوقات لايجابه بالذات دون ان يكون منه خلق دون ان يكون منه فعل دون ان يكون منه ارادة. تعالى الله عن قولهم ولا شك ان هؤلاء الفلاسفة من اقل الناس حظا من المطالب الالهية ومن اعظمهم تعطيلا لصفات الله سبحانه وتعالى كذلك الذين يسمونه علة فاعلة لا يليق ان يسمى الله جل وعلا علة فالعلة كلمة تدل على معنى لا يليق بالله سبحانه وتعالى وهذا مع الاسف قد يحصل من بعض الناس من بعض الادباء او من بعض الاعلاميين ربما يقرأ الانسان ان يسمع بعض ما يضاف الى الله سبحانه وتعالى مما لا يليق ان يطلق عليه جل وعلا بعض الناس مثلا تجده يقول مهندس الكون ما هذه العبارات القبيحة التي ليس فيها مراعاة الادب مع الله سبحانه وتعالى اذا تسمية الله عز وجل بما لا يليق من جملة الالحاد في اسماء الله جل وعلا واسوأ من هؤلاء وهذا الصنف الاخر الذي زاد على ما ذكر اه زاد فيه ابن القيم على ما ذكر المؤلف رحمه الله هو اسوأ من سابقه وهو وصف الله جل وعلا بالنقائص كما يفعله الجبابرة العتات الذين قست قلوبهم والذين تجرأوا هذه الجرأة العظيمة على الله سبحانه وتعالى كاليهود الذين وصفوا الله جل وعلا بانه فقير قالوا انه فقير وهم اغنياء. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ويفعل هذا من لا خلاق له ومن لا دين له من هؤلاء اللادنيين والملاحدة المعاصرين وغيرهم كلهم من هذا الطراز الذي زال يعني حالهم انه زال من قلوبهم اي تعظيم لله سبحانه وتعالى وبالتالي فانهم يسمونه او يصفونه بالنقائص تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هل جميع انواع التوحيد متلازمة فينا فيها كلها ما ينافي نوعا منها؟ الجواب نعم هي متلازمة فمن اشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية. مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه الا الله فدعاؤه اياه عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله. فهذا شرك في الالهية وسؤاله اياه تلك الحاجة من جلب خير او دفع شر معتقدا انه قادر على قضاء ذلك هذا شرك في الربوبية. حيث اعتقد انه متصرف مع الله في ملكوته. ثم انه لم يدعو هذا الدعاء من دون الله الا مع اعتقاده انه يسمعه على البعد والقرب في اي وقت تنكان وفي اي مكان ويصرحون بذلك وهذا وهو وهو شرك في الاسماء والصفات حيث اثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد. فاستلزم هذا الشرك في الالهية الشرك في الربوبية والاسماء ايها الصفات نعم هذا من دقة فهمي وفقه المؤلف رحمه الله حيث اشار الى هذا الامر الواقع من حال غالب او جل المشركين الغالب على هؤلاء انهم جمعوا الشر من اطرافه لم يشركوا في نوع واحد في من انواع التوحيد التي يجب افراد الله جل وعلا بها بل جمعوا ضعفا الى كما يقولون اشركوا مع الله عز وجل في الالوهية وحالهم يشهد ايضا انهم مشركون مع الله عز وجل في الربوبية بل وفي باب الاسماء والصفات كذلك ودونك حال هؤلاء القبوريين اذا تأملت في احوالهم وقرأت في كتبهم او فيما دونوه من ما يزعمون انه كرامات وما الى ذلك تجد هذا الامر واظحا لا يحتاج الى كبير عناء حتى تصل اليه فاولا انهم انهم يصرفون خالص حق الله عز وجل لغيره واعظم ذلك الدعاء الدعاء اعظم انواع العبادة ليس هذا كلامي او كلام احد هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم فانه القائل الدعاء هو العبادة هذه الصيغة اي احد يفهمها يعلم ان الدعاء درجة عظيمة في ماذا في العبادة اطلق الكل على البعض اطلقت العبادة على نوع منها دليل على ان هذا النوع نوع ماذا عظيم وله قدر شريف في العبادة اذا من يدعو مع الله عز وجل غيره دعاء شركيا. ما هو الدعاء الشركي الدعاء الشرك واحد من ثلاثة اشياء احفظها وحفظها اولا دعاء الاموات مطلقا اي دعاء لميت فانه شرك اكبر مخرج من الملة قال جل وعلا ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم هذا حال الاموات ثم قال الله ويوم القيامة ماذا يكفرون بشرككم اذا اشركتم مع الله او لا؟ اذا دعوتم هؤلاء الاموات نعم اشركتم مع الله؟ هذا بنص القرآن اذا دعاء الموتى مطلقا عند القبر او بعيدا عنه لا فرق كل من دعا ميتا سأله اي حاجة من حوائج الدنيا والاخرة فانه قد وقع في حمأة الشرك صرف خالص حق الله لغيره. هذا واحد اثنان دعاء الحي الغائب شخص بعيد عنك لا يسمعك ولا يدري عنك ثم تهتف باسمه كما يفعل بعض هؤلاء مع الاسف الشديد تجده ينادي باسم شيخه هو في المدينة وشيخه في اقصى الديار يا سيدي فلان المدد المدد اجبني اغثني اني في كرب فهذا والعياذ بالله شرك اكبر النوع الثالث او الامر الثالث في هذا الباب هو دعاء الحي الحاضر فيما لا يقدر عليه الا الله يأتي الى شخص حاضر عنده فيسأله شيئا لا يقدر عليه الا الله كان يقول اريد الولد اعطني يا سيدي الولد او يقول انزل لنا المطر او انبت لنا الزرع هذه كلها اشياء لا يقدر عليها الا الله العظيم سبحانه وتعالى فمن دعا غير الله عز وجل بهذه الانواع الثلاثة كان دعاؤه دعاء ماذا شركيا طيب ماذا نستفيد من هذا انك لو سألت لو طلبت لو دعوت شخصا حيا حاضرا قادرا ما تكون مشركا يعني لو جئت لك وقلت لك يا فلان انت امامي تسمعني اعطني مئة ريال عندك هذا سؤال ماذا ها لحي اثنان حاضر عندي يسمعني يراني. ثلاثة قادر لان ما سألته هو في مقدور البشر صح ولا لا ان يعطوا مال او او طلبت شخص ان يعطيني كأس هذا كله في مقدور ماذا البشر فهذا لا اشكال فيه وبالتالي تنبه الى تلبيس الملبسين حينما يقولون كيف تنكرون دعاء غير الله والله يقول في القرآن فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه سبحان الله هذا خارج عن محل النزاع بيننا وبينكم هذه اغاثة بمن بحي حاضر قادر ليس هذا موضوعنا هذا لا بأس به جائز لكن البلية كل البلية والمصيبة كل المصيبة بان تدعو ميتا او حيا غائبا او حيا حاضرا بما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى اذا هؤلاء اولا اشركوا في الالوهية صرفوا خالص حق الله لغيره والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله حكم جازم صارم تعليم للتوحيد تربية للنفوس على ان تتعلق بالله لا بغيره ثم لاحظ في حال هؤلاء ثانيا تجدهم غالبا ما يعتقدون في معبوداتهم التي يتوجهون لها بالدعاء او بالذبح او بالنذر او بالطواف او بغير ذلك من انواع العبادة تجد انهم يعتقدون انهم قادرون على التصرف في الكون والتدبير فيه حتى يقولون كما ذكرت لك ان فلانا يقدر على ما يقدر عليه الله عز وجل تفريج الكروب ازالة الضرر دحر العدو انزال المطر اشياء كثيرة في هذا الكون كما ان الله يقدر عليها ففلان وفلان من الاولياء والسادة ومن تتعلق قلوبهم بهم يقدرون عليها ايضا وبالتالي فيكونون اشركوا ايضا في ماذا في توحيد الربوبية اشرك مع الله بما يجب افراد الله عز وجل فيه وهو ربوبيته العظيمة التي انفرد بها سبحانه وتعالى فهو الخالق وهو القادر وهو المدبر. من اعتقد ان مع ان مع الله عز وجل مؤثرا في هذا الكون باستقلال فانه مشرك شركا اكبر وهذا يقعها يقع هؤلاء فيه مع الاسف الشديد كثيرا فجمعوا بين الشرك في الالوهية اذا والشرك في الربوبية والامر الثالث الذي ذكره الشيخ ايظا ان كثيرا منهم يهتف باسمي معبوده مع البعد ويعتقد في قلبه ان الشيخ الفلاني وهو في قبره او حتى وهو بعيد عنه وهو حي انه يسمعه ولو ناداه من بعيد ومن الذي له السمع الواسع المحيط بكل الاصوات اليس الله سبحان من وسع سمعه الاصوات فالله جل وعلا هو الذي يسمع كل الاصوات هؤلاء يعتقدون ان الشيخ يعلم حالك يعلمه حتى انك تجدهم يخافون على واردات يخافون على انفسهم من واردات القلوب لانه يعتقد في شيخه انه يطلع على ماذا على ما في القلب يخشى ان يشاهد الشيخ شيئا ما خاطئا في قلبه. لذلك يخاف هؤلاء خلعوا على هؤلاء المعبودات من دون الله جل وعلا ما هو من صفات الله التي انفرد بها فالله جل وعلا هو وحده الذي علمه شامل لكل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلم الله بكل شيء عليم وحده لا شريك له كذلك اعتقدوا كما اسلفت لك ان لهذه المعبودات قدرة وقوة وسلطان مثل قدرة الله وقوته وسلطانه وبالتالي فيكونون اشرك مع الله في ماذا في اسمائه وصفاته فصار ما ذكره الشيخ رحمه الله كلاما صحيحا مستقيما في غالب الحال غالب الحال ان هؤلاء الذين يقعون في الشرك يجمعون بين هذه البلايا الثلاث وهي انه يشركون مع الله عز وجل في الالوهية يشركون مع الله عز وجل في الربوبية يشركون مع الله عز وجل في الاسماء والصفات اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعيذني واياكم من ان نشرك به ما نعلم ونعوذ به ان نشرك به ما لا نعلم كما نسأله تبارك وتعالى ان يحيينا على التوحيد الخالص وان يميتنا عليه ان يحيينا على لا اله الا الله قولا وعملا