الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. ما دليل اسماء الحسنى من الكتاب والسنة؟ الجواب قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه وقال سبحانه قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى. وقال الله عز وجل الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. وغيرها من الايات. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة وهو في الصحيح. وقال صلى الله عليه وسلم اسألك اللهم بكل اسم هو لك انتبهي نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي الحديث الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد قال المؤلف رحمه الله ما دليل الاسماء الحسنى من الكتاب والسنة مر معنا في درس البارحة ان الله جل وعلا له الاسماء الحسنى وقلنا ان معنى كونها حسنى اي بالغة في الحسن غايته فلا حسن وراء حسنها وحسن اسماء الله جل وعلا يظهر من اوجه متعددة وانما يحيط الانسان علما بطرف يسير من حسن اسماء الله العظيم جل وعلا ومما يظهر من حسن اسماء الله جل وعلا حسن كل اسم على انفراد فكل اسم من حيث هو اذا تأمل المتأمل معناه وجد انه دال على احسن ما يكون من المعاني والصفات والنعوت وهذا امر قطعي لا شك فيه ويظهر حسن الاسماء من وجه اخر وهو بالنظر الى ان كل اسم من هذه الاسماء فانه يدل على معنى او معنيين او ثلاثة او اربعة او اكثر وكلها حق وكلها احسن ما يكون من المعاني وهذا دليل على عظمة هذه الاسماء فهذا شيء انفردت وتميزت به هذه الاسماء الحسنى وحق لها ان تكون حسنا ولذا تأمل فيما ذكر اهل العلم في معنى اسم الله العزيز او معنى اسمه الحكيم او معنى اسمه الجبار او معنى اسمه الودود او غير ذلك من هذه الاسماء فانك تجد معان عظيمة كلها دل عليها الاسم وكلها حق وكلها احسن ما يكون من المعاني ايضا من اوجه حسن اسماء الله جل وعلا ما يظهر باقتران بعضها ببعض فانه اذا كان كل اسم منها كمالا بالنظر اليه على انفراد فانه اقتران بعض الاسماء ببعض تزداد كمالا فوق كمال ولذا تأملي الاقتران بين الغفور والرحيم والعزيز والحكيم. وبين الاول والاخر والظاهر والباطن ونحوها من الاسماء الحسنى فانك تجد انه باقتران الاسم بالاسم الاخر اجتمع كمال فوق كمال وحصل كمال فوق كمال ايضا مما تظهر فيه او تظهر منه حسن او يظهر منه حسن اسماء الله جل وعلا كونها لا ترادف فيها وانما يكون ان بعظها كالتفصيل لبعظ بمعنى ان انك لا تجد اسما يدل على ما يدل عليه الاسم الاخر من كل وجه وانما تجد ان هذا الاسم يدل على معنى اخص او ان ذاك يدل على معنى اعم فانت اذا جمعت بين الاسمين ونظرت في معناهما ظهر لك ايضا كمال فوق كمال وهذا كما تلحظه في اسمي الله العظيم سبحانه العليم والخبير او الخالق والبارئ ونحو ذلك من هذه الاسماء الحسنى اذا هذا مجال رهب وعظيم للتأمل فيما تدل عليه هذه الاسماء من الكمالات ومن المعاني التي هي احسن ما يكون اورد المؤلف رحمه الله ثلاث ايات فيها التنصيص على ان لله الاسماء الحسنى فهي اسماء له جل وعلا اختص بها وهذا ما يظهر من دلالة قوله ولله الاسماء الحسنى وقد وصف الله جل وعلا اسماؤه بانها حسنى في اربعة مواضع من كتابه اورد المؤلف رحمه الله ثلاثة منها وهي اية الاعراف والاسراء وطه وبقيت اية الحشر هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى فهذه الاسماء له جل وعلا اختص بها سبحانه وتعالى اما من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانه استدل على هذا حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم اولهما قوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة اذا لله اسماء تسمى بها وهذه الاسماء جاء من فضلها ما جاء في هذا الحديث وهو ان من احصى من اسماء الله جل وعلا هذه التسعة والتسعين فانه يدخل الجنة كما بشرنا بهذا نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الحديث تنبه فيه الى ان هذا القدر منه هو الصحيح ان لله تسعة وتسعين أسماء وفي رواية مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة واما ما يروى بعد ذلك مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم من تعداد هذه الاسماء فانه لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في بعض طرق الحديث في خارج الصحيحين عند الترمذي وابن ماجه والحاكم وغيرهم جاء سرد هذه الاسماء ذلك ما تجده في بعظ اللوحات والاوراق التي تعلق هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم الى اخره الى نهاية تسعة وتسعين اسما فاعلم يا رعاك الله ان هذه الاسماء المعدودة ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وانما ذلك من كلام بعض الرواة وهذا مما اطبق عليه المحققون من علماء الحديث بل نقل شيخ الاسلام رحمه الله الاتفاق على انها ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الحق فانها رويت من ثلاثة طرق الى النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح منها شيء اذا هذا القدر هو الثابت الصحيح ايضا تنبه في هذا الحديث الى مسألة اخرى وهي ان هذا الحديث لا يدل على حصر اسماء الله جل وعلا في تسعة وتسعين بل اسماء الله عز وجل اكثر من ذلك بل اسماء الله عز وجل لا يستطيع العباد لها حصرا فمن هذه الاسماء ما علمه العباد ومنها ما لم يعلمه العباد اذا لا نستطيع لها حصر وهذا هو الذي مضى عليه سلف الامة وائمتها ونقل الاتفاق عليه غير واحد من اهل العلم اذا ما معنى هذا الحديث؟ اذا الجواب ان هذا الحديث اولا ليس فيه صيغة من صيغ الحصر لو كان المراد ان اسماء الله عدتها تسعة وتسعون لا غير لكانت صياغة الحديث او كان اسلوب الحديث بخلاف ذلك لقيل مثلا اسماء الله تسعة وتسعون من احصاها دخل الجنة انما هذا الحديث فيه ان من اسماء الله عز وجل تسعة وتسعون شأنها ان من احصاها دخل الجنة لله من اسمائه تسعة وتسعون اسما شأنها ان من احصاها دخل الجنة هذا هو معنى هذا الحديث وبالتالي لا يفهم من هذا انه ليس لله اسماء اخرى انما هذا كقول القائل عندي الف ريال اعددتها للحج هذا لا يدل على انه ليس عنده الا هذه الريايلات انما هذه الريالات لها خاصية او لها شأن خاص وهو ان من اه انه اعدها لكي يحج بها بالتالي نعلم ان اسماء الله عز وجل اكثر من تسعة وتسعين واننا لا نستطيع حصرها انما يعلمها الله جل وعلا وهذا ما دل عليه الحديث الاتي وهو المعروف بحديث الهم وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم اسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك اذا ثمة اسماء استأثر الله عز وجل بعلمها فان للعباد ان يحصروها وهذا الحديث فيه بحث طويل من جهة ثبوته وقد صححه ابن القيم وغير واحد من اهل العلم وعله بعض الائمة المتقدمين ايضا مما يدل على ان اسماء الله جل وعلا غير محصورة قول النبي صلى الله عليه وسلم في بعض كلامه صلى الله عليه وسلم وفي بعض ما جاء في الحديث لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ومن المعلوم ان كل اسم من اسماء الله عز وجل يتضمن صفة والله جل وعلا انما يثنى عليه بذكر صفاته ونعوت جلاله فاذا لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو اعلم الخلق بالله اذا لم يكن محصيا ثناء على الله عز وجل فبالتالي فانه لا يحصي صفاته واسماءه اضف الى هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث الشفاعة وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سجد تحت العرش فان الله يفتح عليه بمحامد لم يكن يحصيها في حياته صلى الله عليه وسلم انما يفتح الله عليه بها في ذاك الوقت ومعلوم ان الله عز وجل انما يحمد ويمدح بصفاته تبارك وتعالى اذا لا نعلم كل اسماء الله وصفاته. هذه قاعدة ينبغي ان تتنبه لها ايضا مما يدل عليه هذا الحديث حديث الهم ان اسماء الله جل وعلا توقيفية الم تر الى انه قد جاء في الحديث اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك اذا اسماء الله جل وعلا انما كانت اسماء له بتسمية الله عز وجل بها لنفسه لا من جهة تسمية العباد بها. بمعنى انه ليس العباد هم الذين انشؤوا هذه الاسماء لله جل وعلا انما الله سبحانه هو الذي سمى نفسه وبالتالي فالقاعدة المقررة عند اهل السنة والجماعة ان اسماء الله جل وعلا توقيفية. ومن قال ان اسماء الله غير توقيفية بل هي اجتهادية وبالتالي فانه يمكن ان يسمى بكل اسم يظهر انه حسن فلا شك ان هذا القول قول باطل غير صحيح بل اسماء الله عز وجل توقيفية ولو تأملت يا رعاك الله يا يا رعاك الله في قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى لعلمت ان اسماء الله توقيفية لان اسماء الله بالغة في الحسن غايته ومن ومن الذي يستطيع ان يحصي احسن الاسماء فيظيفها الى احسن مسمى واعظم مسمى وهو الله جل وعلا اذا صدق النبي صلى الله عليه وسلم لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك احسن الله اليكم قال رحمه الله ما مثال الاسماء الحسنى من القرآن؟ الجواب مثل قوله تعالى ان الله كان عليا كبيرا ليه؟ ان الله كان لطيفا خبيرا. وقوله انه كان عليما قديرا. وقوله ان الله كان سميعا بصيرا. وقوله ان الله كان عزيزا حكيما وقوله ان الله كان غفورا رحيما. وقوله انه بهم رؤوف رحيم. وقوله والله غني حليم وقوله انه حميد مجيد. وقوله ان ربي على كل شيء حفيظ. وقوله ان ربي قريب مجيب قوله ان الله كان عليكم رقيبا وقوله وكفى بالله وكيلا وقوله وكفى بالله حسيبا وقوله وكان الله على كل شيء مقيتا وقوله انه على كل شيء شهيد. وقوله انه بكل شيء محيط. وقال تعالى هو والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وقوله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم والله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى وغيرها من الايات احسنت اورد المؤلف رحمه الله جملة من اسماء الله الواردة في القرآن مثل بها على اسماء الله عز وجل وهذه الاسماء كما ترى اسماء كثيرة يصعب التعليق عليها وبيان معانيها هذا الامر من الاهمية بمكان واوصيك بالحرص على تعلم ومعرفة معاني اسماء الله جل وعلا فان الخير كل الخير في ذلك وهذا ما سيأتي ان شاء الله الكلام عنه عند الكلام عن احصاء اسماء الله الحسنى المقصود ان معرفة هذه الاسماء وحفظها وتدبر معانيها من احسن ما يكون من العلوم فاطلب ذلك عند اهل العلم المحققين الذين يعطونك المعنى الصواب والخلاصة واللب مما يذكره اهل العلم ومن احسن ما انت قارئ في هذا ما دونه ابن القيم رحمه الله في مواضع من كتبه ولا سيما ما اورده في النونية وكذلك ما دونه ابن ابن سعدي رحمه الله تفسيره وقد طبع ذلك باستقلال كذلك ما دونه العلماء المعاصرون في معاني اسماء الله جل وعلا في اعطاف كتبهم كما فعل هذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغيره من اهل العلم انما يحسن التنبيه على ما جاء في قول الله جل وعلا ان الله كان عليا كبيرا كان لطيفا خبيرا. كان عليما قديرا ونحوها من هذه الايات فان معنى هذه الايات وامثالها ان الله جل وعلا كان ولم يزل كما قال هذا ابن عباس رضي الله عنهما فلا تفهم من هذه الايات ان هذا فعل ماظ يعني كان الامر كذلك وانتهى بل الله عز وجل كان ولم يزل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما مثال الاسماء الحسنى من السنة؟ الجواب مثل قوله صلى الله عليه وسلم لا اله الا الله الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم. لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم. وقوله صلى الله عليه وسلم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا بديع السماوات والارض. وقوله صلى الله عليه وسلم بسم الله الذي لا يضر مع ما اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم. وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والارض رب كل شيء ومليكه. الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السماوات والارض ومن فيهن الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وقوله صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب الحديث وغير ذلك كثير هذه ايضا نبذة من اسماء الله جل وعلا الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وينبغي ان نعلم ان اهل السنة والجماعة بل المسلمون عامة الا ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم ككتاب الله جل وعلا من حيث وجوب الاخذ و اعتقادي ما تضمنته النصوص فلا فرق عند اهل السنة والجماعة بين ان يثبت الحكم العملي او العقدي في اية او حديث وعليه فان اسماء الله جل وعلا نثبتها من خلال ما جاء في كتاب الله سبحانه وكذا نثبتها من خلال ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الصفات وكذلك غير ذلك من المعاني التي اشتملت عليها نصوص الكتاب والسنة لا فرق بين القرآن والحديث فكل ما جاء في القرآن فعلى الرأس والعين وكل ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ايضا فعلى الرأس وعلى العين وانما خالف في هذا طائفتان الطائفة الاولى هي التي تسمت او ادعت انها من القرآنيين اناس من اهل الضلال بل الكفر ادعوا انهم قرآنيون فلا يأخذون الا بما جاء في كتاب الله جل وعلا والحق ان هؤلاء مخالفون للقرآن من كل وجه فهم مكذبون بالقرآن قبل ان يكونوا مكذبين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لان ايات الكتاب لا تحصى في دلالتها على وجوب الاخذ بما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم الطائفة الثانية هي طائفة من اهل البدع التي لا شك انها اهون شرا وخطأ من الطائفة التي قبلها لكنها مع ذلك اخطأت خطأ فادحا حينما زعمت انه لا يؤخذ في باب الاسماء والصفات بما جاء في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الاحاد انما يؤخذ بما جاء في القرآن او في متواتر السنة اما الاحاديث الاحاد فانه لا مكان لها في ابواب الاعتقاد ولا شك ان هذا القول قول باطل ترده شرائح الكتاب والسنة ويرده ايضا اجماع السلف الصالح فان الادلة دلت على ان السمع يعني الادلة النقلية حجة مطلقة ومن ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأتي تقييد ذلك بان تكون الاحاديث متواترة او غير متواترة قال الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه. قال الله تعالى لانذركم به ومن بلغ ولم يأتي تقييد ذلك بكونه متواترا اذا كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يجب قبوله والعمل به واعتقاد ما دل عليه لا فرق في ذلك بين متواتر واحاد واما دعوة ان اخبار الاحاد ظنية وباب الاعتقاد باب قطعي فلا يقبل في القطعي الا ما كان قطعيا فهذه مغالطة و كلام غير صحيح بل احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي صحت عنه ولو جاءت من طريق احد لا شك انها تفيد العلم عند العالم بها وذلك ان احاديث الاحاد الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليست كغيرها ليست كغيرها من اي اخبار اخرى بل هذه لها ميزة وخاصية استفادت العلم والقطع من جهة المخبر ومن جهة المخبر ومن جهة المخبر به ومن جهة المخبر عنه وتفصيل هذا تحتاج الى وقت اوسع الشاهد ان الذي عليه اهل السنة والجماعة دون شك عدم ترددهم في قبول احاديث النبي صلى الله عليه وسلم متى ثبتت عنه ولا يفرقون في هذا بين متواتر واحاد وهذا الذي اورده المؤلف رحمه الله اشتمل على جملة كبيرة من اسماء الله جل وعلا الحسنى التي هي جديرة بالتأمل والتدبر نعم الله اليكم قال رحمه الله على كم نوع دلالة الاسماء الحسنى؟ الجواب هي على ثلاثة انواع دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما هذا اه موضوع مهم وهو من فقه باب الاسماء الحسنى يقول العلماء ان الدلالة الوضعية اللفظية هي لا تخرج عن هذه الدلالات الثلاث دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام وان كان بعض اهل العلم نازع في ذلك فبعضهم يرى ان الدلالة الوضعية اللفظية هي دلالة المطابقة فحسب واما دلالتا التظمن والالتزام فدلالة وضعية عقلية. وبعضهم يجعل الدلالة الوضعية اللفظية هي دلالة المطابقة والتضمن واما دلالة الالتزام فانها دلالة عقلية على كل حال هذا بحث منطقي ليس آآ من مجال كلامنا في هذا الدرس المقصود ان الدلالات الوضعية للكلام لا تخرجوا عن هذه الدلالات الثلاثة اللفظ يدل معناه على هذه الدلالات. يعني تصوروا المعنى الذي يتكلم به المتكلم انما يرجع الى هذه الدلالات الثلاث فاذا فهم الانسان المعنى كله الذي تكلم به المتكلم فانه يكون قد فهم ما دل عليه اللفظ مطابقة ما معنى مطابقة يعني فهم المعنى كاملا المطابقة عندهم يقولون كما يقال طابق النعل النعل يعني سواء بسواء المعنى كاملا فاذا فهم الانسان او تصور المعنى كله فانه حينئذ يكون قد فهم بدلالة ماذا المطابقة اما اذا فهم بعض المعنى الذي دل عليه اللفظ فهم جزءا من المعنى الذي دل عليه اللفظ فانه حينئذ يكون قد فهم بدلالة التظمن واما اذا كان فهم من اللفظ معنى اخر لازم لهذا المعنى الذي ذكره لكنه خارج عن ماهيته فانه يكون قد فهم بدلالة الالتزام مثال ذلك لفظ البيت فان من فهم معنى كلمة معنى كلمة بيت فانه يتصور الجدران وآآ السقف والارض والنوافذ والابواب وما الى ذلك فهذا الذي تفهمه فهمته بدلالة المطابقة فان كامل المعنى هو الذي فهمته من هذا اللفظ اما تصورك للسقف مثلا فقط او تصورك للجدار فقط فانه دلالة ماذا تظمن فهمت بعظ المعنى واما فهمك لشيء اخر ملازم لهذا البيت كأن اقول مثلا لك انني زرت البيت فانك تفهم انك لقيت اهل البيت من اي جهة من خلال دلالة الالتزام. مع انني ماذا ما ذكرت كلمة آآ فلان او الاهل او ما شاكل ذلك. انما هذا شيء فهمته بدلالة ماذا الملازمة ملازمة كانه شيء يرافق هذا الشيء الذي تكلمت به فانت من خلال فهمك لهذا الشيء فهمت شيئا اخر لكونه ماذا ملازما له لكونه ملازما له اذا قلت لك مثلا اه عندي سيارة جيدة فانك تفهم ان هذه السيارة كلها جيدة آآ كما يقولون مكينتها جيدة وجرمها الخارجي جيد واطاراتها جيدة فهمت هذا كله من خلال دلالة المطابقة اذا قلت لك عندي سيارة جيدة فانك يمكن ان تقول لي اذا هي ذات مكينة جيدة معاني ما اتيت بكلمة مكينة فمن اين فمن اين فهمت هذا المعنى بدلالة التظمن بدلالة التظمن لان هذه المكينة جزء من السيارة اذا قلت لك حضرت السيارة فانك تفهم او تقول لي يعني حضر فلان فاقول لك انا ما قلت فلانا. انا قلت حضرت السيارة ستقول لي بدلالة الالتزام فهمت ان فلانا قد حضر. لان ارى ما تحظر بنفسها؟ تحضر بالسائق وسائقها؟ هو فلان اذا هذه هي الدلالات الوضعية التي آآ يفهم بها كل كلام طبق هذا على اسماء الله جل وعلا الواردة في الكتاب والسنة يظهر لك من ذلك ما يأتي اولا ان اسماء الله جل وعلا اذا قرأتها وتلوتها في كتاب الله جل وعلا او في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانك تفهم منها امرين الذات العلية والصفة التي اشتمل عليها الاسم مجموع الامرين يسمى دلالة ها مطابقة يسمى دلالته مطابقة او لا تذكرون اننا قلنا في درس امس ان اسماء الله جل وعلا اعلام واوصاف ومن حيث كونها اعلاما مترادفة فلا فرق في الدلالة على الذات بين اسم الله الرحمن او العزيز او الكريم او الرحيم فكلها تجتمع وتتفق في كونها دالة على ماذا على ذات الله سبحانه وتعالى فتقول الله الكريم تقول الله الرحيم وهكذا من جهة اخرى هي اوصاف بمعنى ان كل اسم يدل على ان الله متصف بهذه الصفة التي دل عليها هذا الاسم فالكريم دال على ذات الله عز وجل اولا ودال ثانيا على انه متصف بصفة الكرم سبحانه وتعالى وقل مثل هذا في العزيز وقل مثل هذا في العلي وهكذا اذا دلالة دلالة الاسم على الذات والصفة التي دل عليها الاسم تسمى دلالة المطابقة تسمى دلالة المطابقة. ولذلك ابن القيم رحمه الله في النونية يقول ودلالة الاسماء انواع ثلاث كلها معلومة ببيان دلت مطابقة كذاك تظمنا وكذا التزاما واضحا برهان اما مطابقة الدلالة فهي ان الاسم يفهم منه مفهومان ذات الاله وذلك الوصف الذي يشتق منه الاسم بالميزان. اذا يدل على ماذا على هذين الامرين هذين المفهومين. لكن دلالته على احداهما بتظمأ بتظمأ فافهمه فهم بيان. دلالة اللفظ عفوا دلالة الاسم على الذات فقط دلالة تظمن دلالة الاسم على الصفة فقط دلالة تطمن دلالة تضمن لكن دلالتها على احداهما ماذا بتظمن فافهمه فهم بيان وكذا دلالته على الصفة التي ما اشتق منها فالتزام داني دلالة الاسم على الصفات الاخرى لله جل وعلا فانها دلالة التزام ولاحظ ها هنا ان هذه الدلالة التي هي دلالة الالتزام او الدلالة اللزومية قد تشمل جميع اسماء الله جل وعلا قد تشمل ماذا جميع اسماء الله جل وعلا لاننا قد علمنا ان دلالة الاسم على الذات دلالة ماذا تضمن اليس كذلك وبالتالي فذات الله العلية سبحانه وتعالى دلت على كل كمال له جل وعلا وانه مستحق له وبالتالي فتكون قد دلت على ماذا على جميع الصفات لكن من خلال دلالة الالتزام ما فهمنا هذا طيب نحن قلنا ان الاسم يدل على ثلاث دلالات دلالة مطابقة وذلك هو دلالة الاسم على الامرين جميعا الذات والصفة التي تضمنها الاسم كما قلنا كل اسم يدل على صفة. طيب هذا واضح كل اسم يدل على احد الامرين فقط بدلالة التظمن على الذات فقط هذه دلالة تضمن على الصفة فقط دلالة تظمن طيب تدل على يدل الاسم على صفات الله عز وجل الاخرى وبالتالي اسماء الله عز وجل الاخرى بدلالة الالتزام لما لان هذا الاسم قد دل على الذات اليس كذلك واذا كان دل على الذات فذات الله جل وعلا متصفة بماذا بالكمال اذا هي مستحقة لكل صفات الكمال الاخرى لله سبحانه وتعالى ولكل اسماء الله الحسنى الاخرى كذلك لان هذا هو الكمال الذي تحقه الذات والذات قد دل عليها هذا الاسم والذات قد دل عليها هذا الاسم. فبالتالي اصبح هذا الجزء من المعنى وهو ما دل على الذات دالا على كل الصفات والاسماء الاخرى بدلالة بدلالة الالتزام اما بالنظر الى المعنى الاخر او الجزء الاخر او الشق الاخر من هذا الاسم وهو دلالة اللفظ على المعنى فانه يدل على ما يناسبه من الصفات ما يناسبه من ماذا؟ من الصفات. فمثلا اسم الله السميع دال على الذات ودال على صفة السمع. ودال على احدهما دلالة تظمن تأمل معي ماذا تفهم من كوني ربنا جل وعلا سميعا يعني كونه متصفا بالسمع نفهم انه حي اليس كذلك نفهم ان له ذات قائمة بنفسه سبحانه وتعالى نفهم انه متصف بالكمال المطلق سبحانه وتعالى الى غير ذلك من هذه المعاني العظيمة التي تفهمها بتدبر معنى الصفة تفهمها بتدبر معنى الصفة هذا من جهة النظر الى الدلالة اللزومية للصفة. اما بالنظر الى الدلالة اللزومية للذات فان الذات العلية على ماذا على كل الصفات وكل الاسماء واضح طيب نلاحظ هنا ان الشيخ رحمه الله يقول هي على ثلاث هي على ثلاثة انواع دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ودلالته على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما ما رأيكم هنا موطن اشكال ليس بصحيح ان دلالة المطابقة على اسماء الله جل وعلا مقتصرة على ماذا دلالة الاسم على الذات لو كان الامر كذلك لم تكن اسماء الله اعلاما واوصافه لكانت اسماء الله غير مشتقة لك انت اسماء الله مرتجلة والذي عليه اجماع اهل السنة ان اسماء الله ماذا مشتقة يعني تتظمن ماذا معان جليلة تتضمن صفات عظيمة واضح؟ فكيف يقال بعد ذلك؟ انه بدلالة المطابقة ما دلت الا على الذات فاين الصفة لا سيما وانت تلحظ انه قال بعد ذلك ودلالتها على الصفات المشتقة منها ماذا تظمن اذا لو كان اللفظ يدل على شيء ما تظمنا اذا هو يدل عليه وعلى غيره بالمطابقة هذا شيء عقلي ولا لا اعيد اذا كان اللفظ يدل على شيء ما تظمنا اذا العقل يقتضي انه يدل عليه وعلى غيره مطابقة والشيخ ما اورد الصفات في دلالة المطابقة فلعل ذلك كان سبق قلم منه رحمه الله والا فهذا الذي ذكرته لك هو الذي قرره اهل السنة المحققون الذين تناولوا هذه القضية ومن احسن من بسط هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع كثيرة من كتبه في شرح حديث النزول وفي كتاب الايمان وفي الصفدية وفي منهاج السنة في الفتاوى الكبرى في مواضع في مجموع الفتاوى في عشرات المواضع ربما كذلك ابن القيم رحمه الله في النونية كما ذكرت لك وكذلك في موضع حسن في بدائع الفوائد وكذلك في جلاء الافهام كذلك في مدارس السالكين في مواضع اخرى من كلامهم رحمهم الله وكذلك غيرهم من علماء اهل السنة. اذا هذا الموضع تنبه الى هذه اه الملحوظة التي جاءت في كلام الشيخ رحمه الله ودعونا نأخذ مثالا على هذه الدلالات الثلاث. نعم. السلام عليكم. قال رحمه الله ما مثال ذلك؟ الجواب. مثال ذلك اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات مسمى وهو الله عز وجل مطابقته. وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا. وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها كالحياة والقدرة التزاما. وهكذا سائر اسمائه وذلك بخلاف المخلوق فقد يسمى حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظالم وعزيزا وهو ذليل وشريفا وهو وضيع وكريما وهو لئيم وصالحا وهو طالح وسعيدا وهو واسدا وحنظلة وعلقما. وليس كذلك فسبحان الله وبحمده وكما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه الاوتار الامر كما ذكر الشيخ رحمه الله مع التنبيه اليسير الذي نبهتك عليه فنقول ان اسمه تعالى الرحمن او ان اسمه تعالى الرحيم دال على ماذا مطابقة على ذاته سبحانه و صفة الرحمة كلاهما جمعتهما او جمعهما دلالة المطابقة طيب والتظمن هو ذكر رحمه الله على الرحمة او على صفة الرحمة تظمنا نقول على صفة الرحمة تظمنا وايظا على ذات الله عز وجل فقط تظمنه وعلى بقية الصفات او على ما ذكر الشيخ رحمه الله بالنظر الى الصفة التزاما وهكذا سائر اسمائه تعالى ثم اشار الى ان اسماء الله جل وعلا اوصاف بخلاف اسماء المخلوقين فانه اه فانها اسماء مرتجلة وليست اسماء مشتقة اذا استثنينا اسماء النبي صلى الله عليه وسلم فانها في حقه ايضا