الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما دليل الايمان بالرسل؟ الجواب ادلته كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا وبين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرق بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالله ورسله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فان المؤلف رحمه الله انتقل الى بيان الركن الرابع من اركان الايمان الا وهو الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام قبل الكلام عن هذه المسألة المهمة يجدر التنبيه على ثلاث مسائل ممهدة في بيان اعتقاد اهل السنة والجماعة في هذا الباب العظيم فاولا حاجة الناس الى الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لا شك ولا ريب ان حاجة البشرية الى الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام اعظم حاجة بل ان هذه الحاجة اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب بل الى النفس وذلك ان الخير كله معقود على باتباع انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام لا يمكن الوصول الى الهدى البتة الا من طريق الوحي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي ولا وحي الا عن طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام اذا الخير كله منوط ببعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام بل ان هذه الاركان كلها لا يمكن الوصول الى تحقيقها الا من خلال الرسل عليهم الصلاة والسلام كيف نؤمن بالملائكة وبالكتب وباليوم الاخر وبالقدر ما لم يبين لنا هذا كله الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام من خلال ما اوحى الله جل وعلا اليهم بل حتى الايمان بالله سبحانه لا يمكن ان يحصل الايمان الذي ينبغي بالله سبحانه الا اذا بين ذلك انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام فصارت جميع اركان الايمان وحقائق الاسلام النور والهداية والخير كله مرتبط بعثة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فالحاجة اذا الى هؤلاء الانبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام والوحي الذي اوحاه الله اليهم اعظم الحاجات ان جميع القلوب مظلمة وميتة ما لم تشرق عليها انوار النبوة هذا هو الامر الاول اما الامر الثاني فهو معتقد اهل السنة والجماعة في النبوة يعتقد اهل السنة والجماعة اعتقاد متوسطا بين طرفي ضلال في النبوة يتلخص في امرين الاول ان النبوة اصطفاء من الله سبحانه وتعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس اذا لا يمكن الوصول الى النبوة البتة لا باجتهاد في الطاعة ولا برياضة نفسانية ولا بكشوف ورؤى شيطانية ولا بغير ذلك لا يمكن الوصول الى هذه الرتبة العلية الا باصطفاء من الله سبحانه وتعالى والامر الثاني هو ان الله تبارك وتعالى انما يصطفي لهذه الرتبة العالية من هم من خيار الناس وامثالهم واحسنهم اذا علمت هذا علمت توسط اهل السنة والجماعة في هذه القضية العظيمة بين قول من يقول انه يمكن الوصول الى النبوة عن طريق الرياظات والتعبدات والخلوات كما يقول هذا من يقوله من الفلاسفة ومن اتبعهم كما انه يخالف قول من يقول انه يمكن ان يبعث اي احد ولو كان شر الناس وافسدهم وافسقهم كما يقوله من يقوله من المتكلمين بل الله جل وعلا انما يصطفي على علم منه سبحانه وتعالى بمن هو اهل لهذه الرتبة العظيمة الله اعلم حيث يجعل رسالته الله جل وعلا يختار لهذه الرحمة ولهذه النعمة من هو اهل لها الامر الثالث وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام تتلخص في ثلاثة امور عليها مدار بعثة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام الامر الاول تعريف العباد بربهم سبحانه وتعالى وما يجب له من حق العبادة وما يستحقه سبحانه وتعالى من صفات الجلال والجمال والربوبية الامر الثاني تعريف العباد بالطريق الموصلة الى رضا ربهم ومعبودهم سبحانه وتعالى اي انهم يبينون للناس كيف يعبدون الله جل وعلا وكيف يصل الى ما يحبه وكيف يجتنبون ما يبغضه سبحانه وتعالى والامر الثالث هو تعريفهم بالجزاء لمن اقبل او اعرض فمن اقبل فله الجزاء الحسن من الله سبحانه وتعالى والرحمة والجنة ومن اعرض وابى كان له العذاب والشقاء والغضب من الباري سبحانه وتعالى اذا كل ما يتعلق بوظيفة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام يدور على هذه الامور الثلاثة هذه مقدمات ممهدات لموضوع هذا الركن العظيم وهو الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام اما هذا السؤال الذي اورده المؤلف رحمه الله وهو ما دليل الايمان بالرسل فلا شك ان الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام ادلته كثيرة ومنها ما ذكر المؤلف رحمه الله من ايات النساء وكذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالله ورسله وهو حديث متفق عليه والنبي صلى الله عليه وسلم كما مر معنا غير مرة جعل الايمان بالرسل ركنا من اركان الايمان وبالتالي فانه لا ايمان الا بتحقيق هذا الركن العظيم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما معنى الايمان بالرسل الجواب هو التصديق الجازم بان الله تعالى بعث في كل امة رسولا منهم يدعوهم الى عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دون الله وان جميعهم صادقون بارون راشدون. كرام بررة اتقياء امناء هداة مهتدون. وبالبراهين وبالبراهين الظاهرة والايات الباهرة من ربهم مؤيدون. وانهم بل وانهم بلغوا جميع ما ارسلهم الله به لم ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند انفسهم حرفا ولم ينقصوه. فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ وانهم كلهم على الحق وان الله تعالى اتخذ ابراهيم خليلا واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا. وكلم موسى تكليما ورفع ادريس مكانا عليا وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. وان الله وان الله فضل بعضا وهم على بعض ورفع بعضهم درجات كيف يكون الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام؟ هذا ما بسطه المؤلف رحمه الله في الاسطر التي سمعت ويتلخص هذا في خمسة امور الاول الايمان بهم جملة والايمان بمن علمنا منهم تفصيلة يعني ان نؤمن بان لله جل وعلا انبياء ومرسلين علمنا منهم قليلا ولم نعلم الاكثر فنؤمن بما بمن لم نعلم منهم وانهم انبياء ومرسلون وهم كثر تبلغ عدتهم كما في حديث ابي ذر رضي الله عنه عند ابن حبان باسناد جيد ان عدة الانبياء مئة واربعة وعشرون الفا واما الرسل فانهم ثلاث مئة وبضعة عشر رسولا وفي حديث ابي امامة عند ابن حبان ايضا والمستدرك باسناد حسن انهم ثلاث مئة وخمسة عشر رسولا والذين نعلمهم منهم وبينهم الله جل وعلا في القرآن كما سيأتي الحديث عنهم خمسة وعشرون اضافة الى قلة جاء بيانه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روي في بعض الاحاديث ما يدل على نبوة يوشع وشيف وغيرهما من الانبياء عليهم الصلاة والسلام. اذا الايمان بهم جملة والايمان تفصيلا لمن بلغنا العلم عنهم هذا هو الامر الاول الامر الثاني اعتقاد ما ورد او ما جاء عنهم من اخبار في الكتاب والسنة فكل ما بلغنا من اخبارهم وشؤونهم فاننا يجب ان نصدق به كما بلغ ذلك لنا نبينا صلى الله عليه وسلم الامر الثالث محبتهم وتبجيلهم وتعظيمهم فان من اوجب الواجبات على المسلم ان يحب هؤلاء الانبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام ويجلهم ويكرمهم ويعظمهم التعظيم الشرعي اللائق بهم وقد اتفق المسلمون على ان من سب نبيا من الانبياء عليهم الصلاة والسلام فانه يكون مرتدا خارجا عن دين الاسلام ومن فروع هذا الامر اعتقاد انهم جميعا فاضلون وانهم افضل البشر وان بعضهم افضل من بعض تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فالانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام مع كونهم مشتركين في الفضل والمكانة العلية فانهم متفاوتون في هذه الافضلية. فبعضهم افضل من بعض وقد اجمعت الامة على ان الرسل افضل من الانبياء لانهم جمعوا بين النبوة والرسالة ان اولي العزم من الرسل افضل من غيرهم فاولوا العزم كما سيأتي الحديث عنهم ان شاء الله افضل من غيرهم وان الخليلين افضل اولي العزم ابراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام وان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم افضل الخليلين دون شك فيكون النبي صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء فيكون النبي صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء والمرسلين على الاطلاق صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل كيف الجواب عن الحديث الذي جاء في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الانبياء وما جاء في معناه فالجواب عن هذا ان الواجب ان يؤلف بين النصوص وان يجمع بينها والجمع الذي ذكره اهل العلم بين ما دل على المفاضلة بين الانبياء ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وهذا الحديث وامثاله هو بانه لا تجوز المفاضلة بما يقتظن بما يقتضي انتقاص المفضول لا تجوز المفاضلة بما يقتضي انتقاصة المفضول فانه اذا فضل بعض الانبياء على بعض فان هذا لا يعني البتة ان المفضول ناقص او مقدوح فيه بل الكل مشترك في الفظيلة وانهم اهل مكانة عليا وانهم افضل البشر والله جل وعلا اختارهم على علم سبحانه وتعالى وبالتالي يمكن الجمع بين ما جاء في المفاضلة بينهم وبين ما جاء من النهي عن ذلك فالنهي محمول على هذا الوجه على سبيل الخصوص والله تعالى اعلم الامر الرابع هو اعتقاد انهم بلغوا البلاغ المبين وانهم ما تركوا شيئا يعلمون انه يقرب الى الله عز وجل الا بينوه ولا شيئا يبعدهم عن الله جل وعلا وعن رحمته الا بينوه وحذروا منه فالانبياء عليهم الصلاة والسلام منزهون ومعصومون عن الخيانة في تبليغ الرسالة هم معصومون ان ان يكونوا قد اه بدلوا او غيروا او انتقصوا حاشاهم عليهم الصلاة والسلام وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم الامر الخامس اتباع خاتمهم وامامهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام فالانبياء جميعا لهم الايمان بنبوتهم مع المحبة والتبجيل والتعظيم ويتميز نبينا صلى الله عليه وسلم عنهم جميعا بوجوب اتباعه هو لا غير بل ان جميع الانبياء والمرسلين قد اخذ عليهم العهد من الله جل وعلا انه لو بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهم احياء فانهم يجب ان يتبعوه صلى الله عليه وسلم حتى ولو كانوا من اولي العزم من الرسل ولذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مع عمر رضي الله عنه اوراقا من التوراة غضب عليه الصلاة والسلام وقال امتهوكون يعني متحيرون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباع اذا كان هذا في حق كليمي الرحمن عليه الصلاة والسلام موسى عليه السلام ان الذي لا يسعه غيره هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بغيره اذا الواجب على جميع الخلق من الجن والانس منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والى نهاية هذه الدنيا يجب على الجميع ان يتبع هذا النبي الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار اذا كان هذا في حق اهلي الكتاب الذين هم اهون شرا واخف كفرا بالنسبة لي غيرهم من المشركين والوثنيين فكيف بغيرهم اذا لا يسع احدا لا من الانس ولا من الجن بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الا ان ينقاد الى شريعة هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اذا هذه الامور الخمسة يتلخص فيها كيفية الايمان بالنبي صلى الله كيفية الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام ما ذكره المؤلف رحمه الله انما يدور حول ما ذكرته نعم الله اليكم قال رحمه الله هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه الجواب اتفقت دعوتهم من اولهم الى اخرهم على اصل العبادة واساسها. هو التوحيد بان يفرد الله تعالى بجميع انواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا ويكفر بكل ما يعبد من دونه. واما الفروض واما الفروض المتعبد بها فقد يفرظ على هؤلاء من والصوم ونحوها ما لا يفرض على الاخرين. ويحرم على هؤلاء ما يحل للاخرين امتحانا من الله تعالى. ليبلوكم ايكم احسن عملا بين الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام اتفاق في قدر واختلاف في قدر اخر اما القدر المتفق عليه فهو العقيدة العقيدة في الله سبحانه وتعالى من جهة توحيد الالوهية ومن جهة توحيد الربوبية ومن جهة توحيد الاسماء والصفات وما يتفرع عن ذلك كالايمان بالملائكة والايمان بالكتب واليوم الاخر وما الى ذلك فهذا الاصل الاول الذي اتفقت عليه شراع شرائع ورسالات الانبياء جميعا عليهم الصلاة والسلام التوحيد والعقيدة هذا قدر مشترك اتفقت رسالات الانبياء والمرسلين عليه ايضا اتفقت رسالات الانبياء على اصول العبادات اصول العبادات كالصلاة والصيام ونحو ذلك. هذه ايضا محل اتفاق قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم وابراهيم الذي وفى ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى الا تزر وازرة وزر اخرى. وان ليس للانسان الا ما سعى. وان سعيه سوف يرى. ثم يجزاه الجزاء الجزاء الاوفى وامثال ذلك من هذه النصوص التي تدل على اصول التعبدات لله سبحانه وتعالى فان الانبياء عليهم الصلاة والسلام مشتركون فيها كذلك هم مشتركون في الحفاظ على الضرورات الخمس وما يتعلق بها وهي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض او النسل وحفظ المال فكل ما يحافظ ويؤدي الى المحافظة على هذه الاصول فان الانبياء والمرسلين جميعا متفقون على ذلك ولذا فان ما يضاد ذلك فهو محرم في الشرائع جميعا كالقتل وكالسرقة وكالزنا وما شاكل ذلك كل هذا لا شك انه منهي عنه باجماع الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام الامر الرابع انهم مشتركون في الدعوة الى اصول الاخلاق كالصدق والامانة وبر الوالدين وما الى هذه الاخلاق كل الانبياء عليهم الصلاة والسلام متفقون على ذلك اذا هذا القدر محل اتفاق بين دعوات وشرائع الانبياء عليهم الصلاة والسلام ويبقى بعد ذلك قدر فيه اختلاف بين الانبياء عليهم الصلاة والسلام فقد جعل الله جل وعلا لكل نبوة ولكل لكل رسالة ما تختص به عن غيرها وهذا ما بينه المؤلف رحمه الله في قوله واما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يفرض على الاخر. يعني هناك اصول في هذه العبادات ويبقى بعد ذلك التفاصيل كيفية هذا الصيام وكيفية هذه الصلاة لا شك ان الامر فيها متفاضل ومختلف بين شرائع الانبياء عليهم الصلاة والسلام. نعم الله اليكم قال رحمه الله ما الدليل على اتفاقهم في اصل العبادة المذكورة الجواب الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل. اما المجمل فمثل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون. واما المفصل واما واما المفصل فمثل فمثل قوله تعالى ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره افلا تتقوا والى وقوله والى ثمود اخاهم صالحا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقوله والى عاد اخاهم هودى قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقوله والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقوله واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. وقال موسى انما الهكم الله الذي لا اله الا هو وسع كل شيء علما وقوله وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وقوله قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار. وغيرها من الايات هذه جملة من الادلة المجملة والمفصلة على اتفاق الانبياء عليهم الصلاة والسلام على اصل الاعتقاد وهو اعظم ما اتفقت عليه دعوات الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام والادلة المجملة كقول الله جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون واما على وجه التفصيل فكما سمعت هؤلاء رسل كرام اربعة نوح وصالح وهود وشعيب كلهم يخبر الله جل وعلا عنهم انهم صدعوا في اقوامهم بقولهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره كذلك الخليل ابراهيم عليه السلام كان كانت دعوته اوضح وافصح من غيرها بهذا الاصل العظيم. بالنسبة للانبياء قبله وبعده الا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الذي قال لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني كذلك الكليم موسى عليه السلام فهو الذي قال انما الهكم الله الذي لا اله الا هو وسع كل شيء علما وكذلك نوح وكذلك المسيح عيسى عليه السلام قال اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة الى خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله جل وعلا له قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار وهو الذي قال له قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم الى غير ذلك من الايات الكثيرة التي تدل على اتفاق الانبياء عليهم الصلاة والسلام في هذا القدر وكذلك ما يتعلق بالجوانب الاخرى كالتزكية والعبادة قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى. ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى الى غير ذلك من الادلة الكثيرة التي تدل على الاتفاق في هذه الاصول التي سمعت. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل اختلاف شرائع ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها من الحلال والحرام الجواب قول الله عز وجل لكل امة جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا الخيرات قال ابن عباس رضي الله عنهما شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة. ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسد وابو اسحاق السبعي. وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الانبياء اخوة اخوة اخوة لعلات لعل اخوة احسن الله اليكم. اخوة لعلات ديننا واحد يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول ارسله وضمنه كل كتاب انزله. واما الشرائع فمختلفة في الاوامر نواهي والحلال والحرام ليبلوكم ايكم احسن عملا ما دليل اختلاف الانبياء عليهم الصلاة والسلام في الشرائع يعني في الفروع في الحلال والحرام الله جل وعلا حكيم ومن حكمته انه شرع لكل امة ما يناسب حالها وما يحقق المصلحة فيها وشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا شك انها اكمل الشرائع في كل شيء حتى في جانب الاعتقاد فقد نص علماؤنا علماء اهل السنة على ان ما جاء في الكتاب والسنة من بيان من بيان التوحيد ومن التحذير من دق من ضده ومن التنبيه على سد ذرائع الشرك ومن بيان اسماء الله وصفاته ومن بيان حقائق اليوم الاخر لا شك انه اكثر مما جاء في غير دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فاكثر الدعوات بيانا لهذه الامور ولا شك هي دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى في جانب الحلال والحرام وكيف لا هذه الشريعة هي الشريعة الخاتمة التي تصلح لكل زمان ومكان الى ان يرث الله الارض ومن عليها ولذا وصف الله جل وعلا هذا القرآن بقوله تبيانا لكل شيء وهذا التبيان ينقسم الى تبيان مجمل يعني فيه بيان الاصول الكلية التي يستنبط منها كل ما يتعلق بالفروع وفيها ايضا التبيان للتفاصيل المهمة التي يحتاجها الناس اذا تبيان هذه الشريعة الوارد في الكتاب والسنة هو على قسمين او على ظربين وهو تبيان قطع امر لا شك فيه ولا ريب تبيان لكل شيء على ما تقتضيه هذه الكلمة من العموم ولكن هذا التبيان قد يكون تبيانا كليا ببيان الاصول والقواعد الكلية التي يندرج تحتها كل الفروع التي يحتاجها الناس في امور عباداتهم ونوازلها وفي امور معاملاتهم وفي امور احوالهم الشخصية الى غير ذلك كلها يمكن استنباطها من خلال القواعد الكلية التي دلت عليها الشريعة اضف الى هذا انها بينت من الفروع والتفاصيل ما هو المهم او الاهم؟ وما الحاجة اليه امس من غيره فاجتمع اذا من هذا وذاك ان هذه الشريعة بينت كل شيء وكانت اكمل من غيرها من الشرائع والادلة كما ذكر المؤلف على اختلاف الانبياء عليهم الصلاة والسلام كثيرة منها قوله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا اي سبيلا وسنة ويشهد لهذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم المخرج في الصحيحين نحن معاشر الانبياء اخوة اخوة لعلات علات جمع علة يعني ضارة علات يعني ضرائر يعني هم الاخوة الذين ابوهم واحد وامهاتهم شتى يقابلهم الاخوة الاخياف او اخوة اخياف او الاخوة لاخياف هؤلاء الذين امهم واحدة واباؤهم شتى والقسم الثالث هم بنوا اعيان يقال بنو اعيان وهم الاخوة الاشقاء الذين ابوهم واحد وامهم واحدة اذا الاخوة ينقسموا الى هذه الاقسام الثلاثة اما ان يكونوا اخوة لعلات او لاخياف او يكونوا بني اعيان الشاهد ان قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الانبياء اخوة لعلات ديننا واحد يعني العقيدة يعني التوحيد يعني اصول العبادة فالانبياء متفقون على ذلك وان كانوا في تفاصيل الشرائع لا شك انهم مختلفون في ذلك ليبلوكم اي احسن عملا. نعم الله اليكم قال رحمه الله هل قص الله جميع الرسل في القرآن؟ الجواب قد قص الله علينا من انبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة. ثم قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل واجمالا فيما اجمل نعم الله جل وعلا لحكمة يعلمها قص علينا بعض الانبياء والمرسلين لم يقص علينا البقية وما قص الله جل وعلا علينا من اخبار هؤلاء الانبياء قصصهم واحوالهم فيه العظة وفيه الخير الذي اراد الله جل وعلا ان يحصل من هذه المعرفة واما البقية فنؤمن بهم اجمالا ورسلا قد قصصنا قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل واجمالا فيما اجمل؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كم سمي منهم في القرآن الجواب سمي منهم فيه ادم ونوح وادريس وهود وصالح وابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ويوسف ونون وشعيب ويونس وموسى وهارون والياس وزكريا ويحيى ويحيى واليسع وذا الكفن داوود وسليمان وايوب وذكر الاسباط جملة وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين الذين سماهم الله جل وعلا من هؤلاء الثلة الكريمة من الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام هم خمسة وعشرون. هؤلاء الذين عينوا جمع الله جل وعلا منهم ثمانية عشر في موضع واحد في سورة الانعام وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين واسماعيل وليسعى ويونس ويونس ولوط وكلا فضلنا على العالمين. هؤلاء عدتهم ثمانية عشر رسولا كريما ويبقى بعد ذلك سبعة وهم ادم ادريس وشعيب وهود وصالح وذو الكفل ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فسبعة وثمانية المجموع خمسة وعشرون هؤلاء الذين سمى الله جل وعلا في القرآن نعم الله اليكم قال رحمه الله من هم اولو العزم من الرسل؟ الجواب هم خمسة ذكرهم الله عز وجل عن انفرادهم في موضعين من كتابه الاول في سورة الاحزاب وهو قوله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. الاية الموضع الثاني في سورة الشورى وهو قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم موسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه الاية هؤلاء شطر من الرسل عليهم الصلاة والسلام هم اولو العزم اختلف اهل العلم في اولي العزم اختلافا كثيرا حتى بلغت الاقوال في تعيينهم عشرة اقوال ذكرها علماء التفسير ومن تلك الاقوال ان جميع الرسل هم اولوا عزم فاولو العزم هم الرسل وبالتالي فمن هنا بيانية وليست تبعيضية في قوله تعالى آآ اه فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل يقولون هذا يعني اصحاب هذا القول كما تقول هذه قطعة من حرير او هذا ثوب من قطن لكن الذي عليه جمهور اهل العلم وهو المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من السلف ان اولي العزم من الرسل هم هؤلاء الخمسة الذين جمعهم الله عز وجل في ايتي الاحزاب والشورى وهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وابراهيم ونوح وموسى وعيسى عليهم جميعا الصلاة والسلام ومعنى اولي العزم اي انهم اهل الثبات والحزم الذين بذلوا في ذات الله جل وعلا اكثر من غيرهم وصبروا في سبيل الله اكثر من غيرهم فاستحقوا بذلك هذا الوصف والنظر الصحيح فيما قص الله عز وجل من حال هؤلاء الانبياء الخمسة عليهم الصلاة والسلام يقتضي ان له ميزة على غيرهم في البذل والصبر في سبيل الله سبحانه وتعالى وان كان الكل قد بذل في سبيل الله جل وعلا ما اوجب الله سبحانه وتعالى عليه وبلغ البلاغ المبين. لكن لهؤلاء مزية وفضل عليهم والله تعالى اعلم نعم الله اليكم قال رحمه الله من اول الرسل الجواب اولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام كما قال تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. وقال تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم اول الرسل لا شك انه نوح عليه السلام بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فان في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في قصة الشفاعة العظمى التي تكون يوم القيامة انه لما يستغيث الناس بادم عليه السلام يقول لهم اذهبوا الى نوح فانه اول رسول الى اهل الارض فاذا ذهبوا اليه فانهم يقولون له انك اول الرسل الى اهل الارض فهذا نص صريح على ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام. واما ادم عليه السلام فانه نبي مكلم فهو نبي كريم كما اه قال النبي صلى الله عليه وسلم نبي مكلم وليس من الرسل. اما اول الرسل فهو نوح عليه السلام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله متى كان الاختلاف الجواب قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين نوح وادم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين نعم اه ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما خرجه ابن ابي شيبة والطبري وغيرهما انه قال بين ادم ونوح عشرة قرون كلها على شريعة من الحق وفي رواية كلها على الاسلام وما المقصود بالاسلام هنا الاسلام العام وهو التوحيد فهذا كما تعلمنا سابقا ان الاسلام يطلق باصطلاح عام وبالتالي هو شريعة جميع الانبياء يعني التوحيد ويطلق باصطلاح خاص وهو شريعة محمد صلى الله عليه وسلم اذا بين ادم ونوح عشرة قرون وهذا القدر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي امامة كما عند الحاكم وابن حبان وغيرهما باسناد لا بأس به ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين ادم ونوح عشرة قرون وعلى كل حال اثر ابن عباس هذا له حكم الرفع دون شك فكلهم كانوا على شريعة من الحق يعني كانوا على الاسلام يعني كانوا على التوحيد ثم حصل الاختلاف عن هذا الطريق اختلف الناس بعد ذلك الى اهل توحيد والى اهل شرك فان اول شرك وقع في الامة هو في قوم نوح ويدل على هذا ما جاء في تفسير قول الله جل وعلا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا فقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال هذه اسماء رجال صالحين في قوم نوح فلما ماتوا قالوا انصبوا على اماكنهم التي كانوا يجلسون او على مجالسهم انصابا حتى تنشطوا في العبادة فلما فعلوا ذلك لم تعبد حتى هلك اولئك وتنسخ العلم فعبدت هذا هو اول شرك وقع على وجه الارض ونستفيد من هذا فائدتين الفائدة الاولى ان التوحيد هو الاصل وان الشرك هو الطارئ بخلاف قول من يقول من اهل الضلال والانحراف ان الشرك هو الاصل في بني ادم والتوحيد هو الطارئ لا شك ان هذا غلط ومخالف للنصوص ومنها ما بين ايدينا بل الاصل في بني ادم هو التوحيد وهو الفطرة التي فطر الله الناس عليها والشرك هو الشيء الطارئ الذي بعث الله الرسل الى محاربته والى ارجاع الناس الى الاصل والى الفطرة التي فطرهم الله عليها وفائدة ثانية ان نعلم ان اول شرك وقع على وجه الارض انما كان بسبب الغلو في الاموات وهذا اول شرك وهذا اعظم شرك ولم يزل الامر الى هذا الزمان اعظم الشرك الذي يقع بين الناس عافاني الله واياكم من ذلك انما هو بسبب الغلو في الصالحين والغلو في هؤلاء الاموات الصالحين والاولياء والانبياء ونحوهم فهذا يقتضي منا مزيدا من الحذر ومزيدا من التنبه الواقع شاهد واضح لا يحتاج الى اطناب وهو ان الغلو في الانبياء والصالحين وقبورهم ومقاماتهم ومشاهدهم هو اكثر ما يقع من الشرك نسأل الله السلامة والعافية فالحذر الحذر هذا امر ينبغي ان لتنبه له اهل التوحيد واهل الاسلام اريد الذي ينظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد ان الشريعة المحمدية جاءت بسد ادق ما يكون من النوافذ والمنافذ الى هذا الشرك حتى ان الشريعة تمنع رفع القبر شيئا زائدا عن الشبر الشريعة تمنع من الكتابة على القبر الشريعة تمنع من انارة القبور الشريعة تمنع من تجسيص القبور الشريعة تمنع من البناء على القبور الشريعة تمنع من الصلاة عند القبور. الشريعة تمنع من اشياء كثيرة كلها ذرائع ووسائل قد تفضي اما حالا واما مآلا الى الوقوع في الشرك فهذا من الامور التي ينبغي التنبه