الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. ما دليل فتنة القبر ونعيمه او عذابه من الكتاب الجواب قال الله تعالى كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون وقال تعالى وحاط بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون هنا اشد العذاب. وقال تعالى ثبتوا الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. الاية. وقال تعالى او ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة تباسط ايديهم اخرجوا انفسكم. اليوم تجزون عذاب الهون. اليوم تجزون عذابا هون وقال تعالى سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم. وغير ذلك من الايات. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله الكلام عن المباحث العقدية المتعلقة الحياة البرزخية فقال ما دليل فتنة القبر ونعيمه او عذابه من الكتاب مبحث البرزخ يتعلق به موضوعان الاول فتنة القبر والثاني عذاب القبر ونعيمه الاستدلال الذي اورده المؤلف رحمه الله بهذه الايات وما يتبعه من الاحاديث متعلق بكليهما فالموضوع الاول هو فتنة القبر وفتنة القبر تعني سؤال الملكين الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم يعتقد المسلمون سوى شذاذ من اهل البدع ان الانسان اذا وضع في قبره اتاه ملكان فيسألانه هذه الاسئلة الثلاث من ربك؟ وما دينك وماذا كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم فيوفق الله اهل الايمان الصادق ويثبتهم بالقول الثابت فيجيبون بالسداد فيقولون ربنا الله وديننا الاسلام وهو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم واما من كان بخلاف ذلك وهو الكافر او المنافق فانه يضل عن الحق نسأل الله العافية والسلامة فيقول ها ها لا ادري هذه هي الفتنة العظيمة وهي امر غاية في الفتنة والاخافة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح انه قال انه قد اوحي الي انكم تفتنون في قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال هذا الدجال الذي ما خلق الله فتنة منذ خلق ادم والى قيام الساعة ما خلق الله فتنة اعظم منه فتنة القبر مثل فتنته او هي قريب من ذلك فالمقام مقام عظيم ولا شك ويتبع الفتنة عذاب القبر او نعيمه يعني عذاب القبر او نعيمه قضية تأتي مرتبة بعد فتنة القبر ونتيجة لفتنة القبر ويتعلق بفتنة القبر مسائل اولا الصحيح من كلام اهل العلم ان الفتنة عامة لجميع الامم بخلاف قول من قال انها خاصة بامة محمد صلى الله عليه وسلم والصحيح ايضا وهي المسألة الثانية ان الفتنة تحصل للمؤمن والكافر بخلاف قول من قال انه انما يفتن المؤمنون والمنافق دون الكافر والمسألة الثالثة انه قد جاء استثناء بعض الموتى من الفتنة من اولئك من مات شهيدا في سبيل الله جل وعلا وفي النسائي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما بال الشهيد لا يفتن في قبره فقال كفى ببارقة السيوف فوق رأسه فتنة وممن لا يفتن ايضا من مات مرابطا في سبيل الله ففي صحيح مسلم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالخصال التي ينالها المرابط في سبيل الله قال ومنها وامن الفتان يعني الذي يسأله في قبره ومن اولئك ايضا الصغير والمجنون على الصحيح من كلام اهل العلم فان الفتنة فرع عن التكليف وهذان لا تكليف عليهما ومن اولئك ايضا من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة كما اخرج هذا الامام احمد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة امن الفتان وهذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته وممن اه حكم عليه بالثبوت الشيخ الالباني رحمه الله فانه قال انه بمجموع بمجموع طرقه حسن او صحيح قال انه بمجموع طرقه حسن او صحيح والحافظ ابن حجر رحمه الله فيفتح الباري اورد طريقين للحديث وضعافهما فالله اعلم هؤلاء طائفة ممن لا يفتنون في قبورهم ويعافون من هذه الفتنة العظيمة المسألة الرابعة قد يقول قائل كيف يفتن الانسان في قبره وقد مات اي ان هذا اصبح ميتا فكيف يؤتى في قبره ويقعد في قبره كما جاء في الحديث ويسمع سؤال الملكين ويجيب فيتكلم هذه كلها من صفات الاحياء لا الاموات والجواب عن هذا ينبغي ان تعلم يا رعاك الله ان الميت اي ميت كان مسلما كان او كافرا صالحا كان او طالحا فانه اذا قبر فان الروح تعود له لكن هذا العود عود اخر بمعنى انه يحيى في في قبره حياة برزخية ليست هي الحياة الدنيوية وبسط ذلك هو ان تعلم ان للروح مع البدن تعلقات خمس للروح مع البدن تعلقات خمسة سبق الحديث عنها في درس ماظ وكل واحدة من هذه التعلقات لها حكم يختلف عن الاخر فالروح اولا لها تعلق بالبدن اذا نفخ في الجنين الروح وهو في بطن امه يرسل الملك الى الجنين وهو في بطن امه اذا مضى عليه مئة وعشرون يوما فينفخ فيه الروح كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم التعلق الثاني تعلق الروح بالبدن اذا خرج الانسان من بطن امه وهو التعلق الدنيوي الذي يرتبط به التكليف التعلق الثالث تعلق الروح بالبدن حال كون الانسان نائما فان حالة النوم حالة متوسطة بين الحياة والموت فالروح مرتبطة بالبدن من وجه ومفارقة له من وجه اخر قل اذا جاءت النصوص بتسمية النوم وفاة التعلق الرابع تعلق الروح بالبدن في البرزخ يعني اذا كان الانسان في قبره وقد ثبت في مسند الامام احمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث البراء رضي الله عنه في حديثه الطويل الذي هو كما يقولون ام الباب في مسائل الفتنة وعذاب القبر ونعيمه وهو حديث عظيم جليل فيه من تفاصيل مسائل البرزخ ما ليس في غيره. فهو اجمع الاحاديث في مسائل البرزخ الشاهد ان في هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم فتعاد روحه في بدنه يعني الميت اذا وضع في قبره قال فتعاد روحه في بدنه وبالتالي فيكون في قبره حيا ولكن ليس فيها هذه الحياة التي نعيشها هي حياة اخرى ما كيفيتها الله اعلم لم نجرب ذلك وما وصل انسان الى تلك الحياة ثم عاد واخبرنا وبالتالي فانها حياة غيبية بالنسبة لنا. الله اعلم كيف يكون ذلك. لكنها بالتأكيد ليست من جنس هذه الحياة واقرب لك ذلك امر يعلمه كل انسان وهو ان الانسان لو وضع في قبره وكان قد عادت له الحياة التي هي من جنس هذه الحياة التي نعيشها فان هذا يقتضي انه سيموت مرة اخرى بعد ذلك بدقائق. اليس كذلك لما لان قانون الحياة الدنيوية ان الانسان لا يعيش الا بوجود هواء. اليس كذلك وهل في القبر هواء ليس في القبر هوى ومع ذلك فان هذا الميت يحيا هذه الحياة البرزخية الى يوم يبعثون فدل هذا على انها حياة من جنس اخر وبهذا تدرك الجواب عن تلبيس بعض المتعلقين بالقبور الذين يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم او الاولياء والصالحون في قبورهم احياء وبالتالي فنحن اذا سألناه فانما نسأل ماذا احياء الجواب ان هذا تلبيس مردود فماذا تعنون بالحياة؟ اتعنون انها الحياة الدنيوية كالتي نعيشها الجواب ان هذا باطل قطعا وهذا مردود بالضرورة وبالتالي فسقطت هذه الشبهة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا الانبياء والصالحون وكذا كل المسلمين بل وكذلك كل الكافرين احياء في قبورهم ولكنها حياة برزخية الله اعلم بها لا تتعلق بها امور الحياة الدنيوية وبالتالي فقياس هذه على تلك لا شك انه قياس غير صحيح اذا هذه هي المسائل التي تتعلق بالفتنة وبقي مسألة خامسة وهي ان الذي يتولى فتنة القبر ملكان موكلان بهذا العمل و جاء عند الترمذي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذين الملكين بالمنكر والنكير وجاء عند الطبراني وغيره بحذف الالف واللام منكر ونكير منكر بفتح الكاف ويخطئ من يقرأ ذلك منكر وضبط منكر بفتح الكاف فلست ادري فيه من خلافي. فهذا تعال هذا آآ هذان الملكان اسمهما المنكر والنكير وجاء في هذا الحديث وصفهما بانهما اسودان الزرقان واما ما يقوله بعض الناس من ان هذين هما الملكان الموكلان بفتنة الكافر واما المؤمن فانهما المبشر والبشير فهذا لا دليل عليه الصواب ان هذين الملكين المنكر والنكير موكلان بفتنة المسلمين وغير المسلمين وصفهما او اطلاق المنكر والنكير عليهما من جهة ان المنكر هو غير المعروف فلكونهما مجهولان لا يعرفهما الميت صح ان يقال في حقهما انهما المنكر والنكير والله تعالى اعلم ننتقل بعد ذلك الى المسألة الثانية وهي ما يتعلق بعذاب القبر ونعيمه. نسأل الله ان يجعلنا من اهل نعيم القبر ونعوذ بالله من عذاب القبر هذا الامر لا شك انه حق والقبر اهله اما ان يكونوا في نعيم واما ان يكونوا في عذاب وهذه عقيدة راسخة دل عليها ايات الكتاب واحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم واجمع على هذا المسلمون. ويتعلق بهذا الموضوع مسائل اولا ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان عذاب القبر ونعيمه واقعان على الروح والبدن معا بحيث ان الروح تنعم او تعذب متصلة بالبدن وتنعم او تعذب منفردة عن البدن بيان ذلك ان النصوص دلت على ان الروح يتصل العذاب والنعيم الذي ينالها مع البدن كما دلت على هذا النصوص. ومن ذلك ما ثبت في الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ان الميت يقعد ومن ذلك انه يضرب بمرزبة بين اذنيه ومن ذلك ان النصوص دلت ايضا ان القبر يضيق عليه حتى تختلف اضلاعه الى غير ذلك من هذه النصوص التي تدل على ان هذا العذاب يقع على ماذا يقع على البدن وبالتالي فان القول الذي لا شك فيه ان البدن يناله ما يشاء الله ان يناله من هذا النعيم او العذاب كما دلت النصوص على ان الروح قد تنفرد بما يكون من ذلك ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم انما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله وتعالى الى جسده يوم القيامة ومعنى قوله يعلق يعني يرعى ويأكل فروحوا المؤمن تعلق وتتنعم في نعيم الجنة وهذا لا شك انه نعيم للروح فحسب لان البدن في القبر لا يزال في هذه الارض ولم يصل الى الجنة فهذا نعيم للروح فحسب. اذا هذا هو القول الصحيح الذي لا شك فيه بخلاف قول من قال ان الذي ينعم او يعذب هو الروح فحسب او ان الذي ينعم او يعذب هو الجسد فحسب ويخلق الله ادراكا للجسد. يحس به بالنعيم او العذاب فكلا القولين لا شك في بطلانهما المسألة الثانية هل يستمر نعيم القبر وعذابه؟ ام يكون الى مدة ثم ينقطع فالجواب عن هذا ان المقام فيه تفصيل اما عذاب الكافر فلا شك انه مستمر الى يوم القيامة ويدل على هذا قول الله جل وعلا النار يعرضون عليها غدوا وعشية. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فقوله غدوا وعشيا كناية عن الاستمرار فان الزمن لا يخلو من هذين فدل هذا على ان عذاب الكافر مستمر الى يوم القيامة. واما العاصي ثبت في النصوص ان من العصاة من يستمر عذابه الى يوم القيامة ومن اولئك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين بينما رجل يجر ازاره من الخيلاء تعجبه نفسه اذ خسف به فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة ومن ذلك ايضا ما ثبت في صحيح البخاري من حديث سمرة رضي الله عنه في الرؤيا الطويلة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم رأى قوما يعذبون في البرزخ ومنهم قال رجل يشق شدقه الشدق جانب الفم يشق شدقه او يخدش شدقه قال هذا كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الافاق فيفعل به ذلك الى يوم القيامة. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كذلك رأى النبي صلى الله الله عليه وسلم في هذا الحديث رجلا يشدخ رأسه واخبر انه رجل اتاه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار وفي رواية وينام عن الصلاة المكتوبة فيفعل به ما رأيت الى يوم القيامة اذا دل هذا على ان من العصاة من يستمر عذابه الى يوم القيامة ومن العصاة من لا يستمر عذابه الى هذا الوقت اما ليه ان هذا العاصي كان كانت معصيته اخف من غيره واما لسبب من الاسباب يرجع الى عمل عمله في الدنيا او لعمل اهدي اليه في قبره او لمحض مشيئة الله سبحانه وتعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار. ويدل على هذا ان في حديث سمرة ايضا رأى النبي صلى الله عليه وسلم الزناة والزواني ورأى اكل الربا ولم يذكر فيهم ما ذكر في الاولين من انه يفعل بهم الى يوم القيامة فالذي يظهر والله اعلم ان التفريق بين هذين يدل على ان الحكم فيهما مختلف. التفريق بين هاتين الحالتين او بين هؤلاء وهؤلاء يدل على ان الحال مختلف والله تعالى اعلم ايضا من المسائل المتعلقة بهذا الامر وهي المسألة الثالثة ما الاسباب التي تقتضي عذاب القبر لا شك ان المعاصي جملة قد تكون سببا لعذاب القبر ولبعض المعاصي مزيد اختصاص في اقتضاء هذا البلاء العظيم ومن ذلك ذنبان جاء ذكرهما في حديث واحد وهو ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال انهما يعذب ذبان وما يعذبان في كبير بلى انهما لكبير يعني ما يعذبان في كبير في نظريهما كان يستسهلان الامر او ما يعذبان في كبير تركه. يعني لا يشق تركه. امر سهل ان يتركانه ومع ذلك كانا يفعلانه قال اما احدهما فكان لا يستنزه من البول. لا يستبرئ من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. اذا هذان ذنبان مقتضيان لعذاب القبر عافاني الله واياكم من ذلك الاول عدم الاستبراء عدم الاستنزاه عدم التنظف من النجاسة فالتساؤل في هذا الامر شأنه عظيم. والذي ينبغي على المسلم ان يتنبه الى هذا الامر فينظف جسده. وينظف ثيابه عن النجاسة والناس في هذا المقام بين طرفين ووسط منهم من يتساهل ويستعجل ولا يبالي ويبقى عليه ما يبقى من النجاسة دون ان يستنزه منه وهذا متوعد بهذا الامر كما قد علمت. وطرف يقابله وهو الذي يغالي في الامر حتى يصل الى نوع من الوسوسة ويوقع نفسه في حرج عظيم. وكلا طرفي قصد الامور ذميمه. والوسط الذي يستنزه ويستبرأ دون ان يصل به الحد الى هذه المغالاة او الى هذا التساهل ايضا ان يمشي بالنميمة بين الناس هذا الذي ينقل الكلام بين الناس بغرض الافساد والنمام يفعل ما لا يفعله الساحر شأن النميمة عظيم واثرها كبير في تقطيع الاواصر وفي اه قلبي الصداقات والعلاقات الطيبة الى عداوات هذه نفوس مريضة لا تستكين ولا تستريح الا اذا اججت المشاعر واللبتها بعضها على بعض فينبغي ان يحذر الانسان من هذا الذنب العظيم الذي لا لا يكترث له او لا يبالي به كثير من الناس نسأل الله السلامة والعافية ينقل يقول يا فلان سمعت فلانا يقول فيك كذا ويقول للاخر اما اما دريت ما قال فلان البارحة فيك قال كذا وكذا وهكذا يأنس ويطرب لهذه العداوة والشحناء التي يزرعها في النفوس نسأل الله السلامة والعافية. من اه ذلك ايضا ما جاء في الحديث السابق الذي ذكرته لك وهو اسبال الثوب عن خيلاء فحذاري من هذا الامر احذر يا مسلم من اسبال الثوب عموما وان يكون هذا عن خيلاء وكبر وتعاظم في نفسك هذا اعظم واعظم ايضا من ذلك ما جاء في حديث سمرة وقد سمعته وفيه ان من اسباب عذاب القبر الزنا نسأل الله العافية والربا. وكذلك الذي يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الافاق الذي نسميه اليوم بالاشاعات الذي يختلق الاشاعات يكذب كذبة وتنتشر عنه ربما كان هذا اليوم اسهل من سابقه مع وجود وسائل التواصل الحديثة يختلق انسان خبرا قضية قصة شيئا ما مثيرا للرأي العام كما يقولون. ينتشر عنه والواقع انه لا شيء من هذا اصلا فصاحبوا هذا الاسلوب الرديء ينبغي عليه ان يستذكر هذا الحديث كذلك هذا الذي ينام عن الصلاة المكتوبة عليه ان يحذر ان يكون ممن يعذب في قبره. هذه جملة من عذاب القبر ويبقى بعد ذلك ان نعلم ما هي الاسباب الواقية من عذاب القبر الجواب عن هذا ان من اسباب الوقاية من عذاب القبر الشهادة في سبيل الله عز وجل وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم من او اخبر عن خصال الشهيد التي ينالها اذا استشهد في سبيل الله جل على انه يجار من عذاب القبر يجار من عذاب القبر كذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من مات بسبب داء البطن فانه يعافى من عذاب القبر. قال صلى الله عليه وسلم من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره واختلف اهل العلم في تحديد هذا الامر فمنهم من قاله ان يموت بالطاعون ومنهم من قال انه اي ان يصيبوا البطن اه يكون سببا للوفاة وهذا اقرب ايضا من اسباب الوقاية من عذاب القبر وهو سبب يسير على من يسر الله عز وجل عليه وهو ان يقرأ سورة الملك تبارك الذي بيده الملك كل ليلة وهذا فيه احاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه ان هذه السورة كانوا يسمونها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمانعة يعني المانعة من عذاب القبر من اراد الوقاية من هذا المقام العظيم فعليه ان يحافظ على قراءة سورة تبارك كل ليلة. والله تعالى اعلم. نعود الان بعد هذا الموجز عن هذين الامرين اللذين هما الفتنة والعذاب والنعيم في القبر الى ما اورد المؤلف رحمه الله من استدلالات على كليهما. اما الاستدلالات التي جاءت من كتاب الله جل وعلا فكلها تتعلق بعذاب القبر ونعيمه الا الاية الثالثة فهي المتعلقة بفتنة القبر الاية الاولى اية المؤمنون كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون برزخ يعني حاجز وسمي ما يكون في القبر بالبرزخ او بالحياة البرزخية لانها حالة متوسطة بين الحياة الدنيوية ويوم القيامة وهذه الاية فيها تهديد بعذاب القبر. ومن ورائهم برزخ وفي البرزخ عذاب كما دل على هذا النصوص فهي على وزان ما جاء في التهديد بعذاب جهنم كما قال تعالى ومن ورائهم عذاب ومن ورائه عذاب غليظ وامثال ذلك من النصوص الاية الثانية اية غافر وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب هذه الاية قال فيها ابن كثير رحمه الله انها اصل كبير عند اهل السنة في الاستدلال على عذاب القبر وذلك لان الله جل وعلا اخبر ان ال فرعون يعرضون على عذاب النار غدوا وعشيا. ثم قال ويوم تقوم الساعة ادخلوا الف يرعون اشد العذاب ختام الاية يدل على ماذا على ان هذا العرض كان متى ها قبل دخول النار وقبل دخول النار ليس عندنا الا داران الدار الدنيوية والبرزخية. وفي الدنيا لم يكونوا كذلك قطعا فما بقي الا ماذا انهم في قبورهم يعني في الحياة البرزخية انهم كانوا يعرضون على النار واذا عرضوا على النار ماذا يكون هل يتنعمون بهذا لا شك انهم يعذبون بهذا ويأتيهم من سمومها وحرها. نسأل الله السلامة والعافية ايضا استدل باية ابراهيم في قول الله جل وعلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة هذه الاية فسرها النبي صلى الله عليه وسلم وتفسيره احسن التفاسير واعظم التفاسير ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مات اذا مات المسلم اتي في قبره فشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. اذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية بفتنة القبر. وكذلك ثبت في الصحيح من اه قول البراء بن عازب رضي الله عنه. يعني البراء رضي الله عنه فسر هذا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق وفسر هذا من كلامه الموقوف عليه ايضا. فسر هذا بان ثبتوا الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة قال في القبر والمقصود بالاية ان الله يثبت الذين امنوا في هذه الحياة على لا اله الا الله فيقومون بها قولا وعملا واعتقادا وفي الاخرة يعني في القبر وبالتالي فموضع الشاهد من الاية اين ها في قوله وفي الاخرة فالاخرة هنا مراد بها فالمراد بها القبر. بخلاف قول بعض المفسرين كطاووس وقتادة الذين قالوا ان الاية تتعلق بفتنة القبر في قوله في الحياة الدنيا فعكسوا جعلوا الفتنة في القبر هي المراد بقوله في الحياة الدنيا واما في الاخرة فجعلوها يوم القيامة ولا شك ان الصحيح هو الاول الصحيح هو الاول ايضا استدل بقول الله تعالى في سورة الانعام ولو ترى اذ اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون هذه الاية في عذاب القبر ويدل على هذا وجهان فيها اولا في قول الله جل وعلا باسطوا ايديهم يعني الملائكة اي بالضرب فتكون هذه الاية على وزان قوله تعالى ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم. وذوقوا عذاب الحريق. فقوله باسط وايديهم يعني بالضرب وهذا نوع من العذاب ايضا وجه ثان وهو في قوله تعالى اليوم تجزون عذاب الهوند يقول ابن القيم رحمه الله في بيان وجه الاستدلال هنا ان الملائكة رضي الله عنهم قالوا هذا في حال كون هؤلاء الكفار في البرزخ والملائكة صادقون فقالوا اليوم تجزون عذاب الهون. اذا العذاب متى يقع في حال وفاتهم ولو اخر هذا الى يوم القيامة لم يصدق قولهم اليوم تجزون عذاب الهون. اذا في قوله اليوم تزى بعد تجزون عذاب الهون. دليل على ان هذا العذاب يحل بهم في ذلك الوقت الذي يتوفون فيه فيكون دليلا على ماذا على عذاب القبر ايضا من الاستدلالات التي اوردها المؤلف رحمه الله قول الله تعالى في سورة التوبة سنعذبهم مرتين ثم ثم يردون الى عذاب عظيم وقد فسر ابن عباس وقتادة ومجاهد وغيرهم رضي الله عنهم فسروا العذاب بان احد العذابين فسروا العذابين بان احدهما في الدنيا يعني في اه يكون بالسبي او القتل او المصائب الدنيوية وما شاكل ذلك واما الاخر فانه في البرزخ يعني في القبر اليوم سنعذبهم مرتين. ثم يردون الى عذاب عظيم. دل هذا على ان هذا العذاب الثاني كما الاول سيكون متى قبل دخول النار فيكون احد العذابين في الدنيا والاخر في البرزخ ثم بعد ذلك يكون عذاب النار وهذا ما اختاره ايضا المفسرين الطبري عليه رحمة الله. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ما دليل ذلك من السنة؟ الجواب الاحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ فمنها حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه ليسمع قراع نعالهم اتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم. فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد من الله ورسوله. فيقال له انظر الى مقعدك من النار قد ابدلك الله به قادم من الجنة فيراهما جميعا. قال قتادة وذكر لنا انه يفسح في قبره. ثم رجع الى ثم رجع الى حديث انسا الى حديث انس رضي الله عنه انه قال واما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا ادري كنت واقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يلين غير الثقلين وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم اذا مات ورضى مقعده بالغداة والعشي ان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة. وان كان من اهل النار فمن اهل النار. فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة. وحديث القبرين وفيه انهما ليعذبان. وحديث ابي ايوب وحديث ابي ايوب رضي الله الله عنه انه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها حديث اسماء رضي الله عنها انها قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة. وقالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة بعد احسن الله اليك. وقالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة الا تعوذ من عذاب القبر. وفي قصة الكسوف وامرهم صلى الله عليه وسلم ان يتعوذوا من عذاب القبر. وكل هذه الاحاديث في الصحيح فقد سقنا منها نحو ستين حديثا من طرق ثابتة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم يرفعونها في شرحنا على مسلم يرفعونها في شرحنا على السلم. يعني سلم الوصول وشرحه عليه معارج القبول. هذه احاديث من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على الامرين على فتنة القبر وعلى عذاب القبر ونعيمه. والاحاديث اكثر من هذا بكثير. كما ذكر المؤلف رحمه والله وقد آآ نص على تواتر احاديث فتنة القبر ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح واورد السيوطي رحمه الله وفي كتابه شرح الصدور جملة من هذه الاحاديث بلغت من رواية ستة وعشرين من الصحابة. واما احاديث عذاب القبر ونعيمه فاكثروا من ذلك وهي بالغة مبلغ التواتر لا شك في ذلك والكتان في نظم في نظم المتناثر جمع منها احاديث من رواية اثنين وثلاثين من الصحابة رضي الله عنهم اول تلك الاحاديث ما ثبت في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه ليسمع قرع نعالهم اتاه ملكان. كما سبق في الحديث السابق انه يأتيه هذان الملكان وان اسمهما المنكر والنكير. لكن في حديث انس خارج الصحيحين وكذلك في حديث ابي سعيد في مسند احمد وعند ابي داوود وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاه ملك او جاءه ملك فكيف نجمع بين هذا وهذا هذا الحديث وكثير غيره فيه ان الذي يأتي ماذا ملكان وجاء عندنا ايضا في احاديث صحيحة انهما ملك فكيف الجمع مما قيل في الجمع بين هذا وهذا اولا ان ذلك يختلف باختلاف حال الموتى فمنهم من يأتيه ملكان ومنهم من يأتيه ملك والقول الثاني او التوجيه الثاني انهما اثنان لكن الذي يتولى السؤال واحد منهما وآآ هذا الثاني اقرب هذا الثاني اقرب والله تعالى اعلم. ذكر هذين القرطبي رحمه الله في كتابه التذكرة قال فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد من الله ورسوله فيقال له انظر الى مقعدك من النار قد ابدلك الله به مقعدا من الجنة يراهما جميعا قال واما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا ادري كنت اقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت وفي بعض الاحاديث انه يقول ها ها لا ادري وهذا فيه زيادة في التوبيخ التقريع وذلك ان الانسان اذا كان يجهل شيئا فان تركه الجواب او اعرابه عن جهله اسهل مما اذا كان يذكر ثم نسي اليس كذلك فهذا الرجل كان يسمع ما يقال في هذه الدنيا من ان الله هو الاله الواحد وان الاسلام هو الدين الحق وان النبي صلى الله عليه وسلم هو الرسول من عند الله جل وعلا. هذا كلام كان يسمعه لكنه لم يوفق الى التزامه واتباعه ولذا فانه يقول ماذا كالذي يستذكر او يحاول ان يستذكر شيئا فيقول ها ها ثم يرجع اه مخزيا فيقول لا ادري. ما يدري ما هو الجواب والصواب. عافانا الله واياكم من هذه الحال قال فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين. يعني ان الجن والانس لا يسمعون جملة ما يكون في البرزخ وهذا من رحمة الله عز وجل وحكمته تخيلوا لو ان الناس كانوا يسمعون ما يكون في القبور هل تهنأ لهم حياة هل يسعدون في معاشهم الجواب لا لا يهنؤون بحياتهم البتة. ولذا ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان لا تدافنوا لدعوت الله ان يسمعكم من عذاب القبر ما اسمع فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع من عذاب القبر ومن شفقته على هذه الامة انه امتنع عن الدعاء بهذا الدعاء وهو ان يسمع هذه الامة ما يسمع هو صلى الله عليه وسلم وبين حكمة من ذلك في قوله لولا ان لا تدافنوا يعني لولا ان تتركوا دفن موتاكم لا يدفن بعضكم بعضا والسبب انكم لا تستطيعون ان تقربوا من من المقابر من شدة وعظيم ما تسمعون نسأل الله السلامة والعافية. فيصبح الموتى بلا اقبال. لا احد يجرؤ على انه يقرب من هذه المقابر كذلك تخيل لو ان الانسان يسمع شيئا من عذاب قريبه او حبيبه او او ابنه او ابيه كيف سيكون حاله وكيف سيكون ايضا خزيه بين الناس؟ اذا هي حكم كثيرة ورحمة من الله سبحانه وتعالى ان حجب عنا سماع او الاطلاع على ما يكون في القبور وفي هذا ايضا حكمة اعظم من ذلك وهو تحقيق الايمان بالغيب لو كان هذا الامر مشاهدا ما اصبحت القضية ماذا غيبية يمتحن الناس بالايمان بها ولا استوى الناس في اعتقادها. لكن لما كانت قضية غيبية تميز اهل الايمان الذين وصفهم الله عز وجل بقوله الذين يؤمنون بالغيب قاله حديث عبدالله ابن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة واذا عرض عليه هذا او هذا اتاه اثر من ذلك اما من النعيم واما من العذاب قال وحديث القبرين وفيه انهما ليعذبان وقد مضى الكلام فيهما. لكن هنا مسألة وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان اخبر بهذا الحديث او قبل ذلك اقول هل هؤلاء يمكن ان يقال انهما كانا من الكفار نعم او انهما من المسلمين لا شك انهما من المسلمين. لم؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان عذابهما في القبر كان مترتبا على ماذا على هذين الذبين ولو كان من الكفار لعلق العذاب بما هو اعظم وهو وهو الكفر بالله عز وجل. اذا الا يعذبان وهما مسلمين بسبب هذين الذنبين الصغيرين في عيني في عينيهما عيني هذين الرجلين. المهم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر بهذا الحديث يقول ابن عباس رضي الله عنهما فاخذا غصنا فشقه باثنتين غصن شجرة اخذه قسمه الى قطعتين. ثم وضع على كل قبر جزءا ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا اذا هذا كما يقول ابن القيم رحمه الله دليل على ان عذابهما يستمر الى يوم القيامة لم؟ لانه جعل فترة التخفيف مؤقتة بماذا بكون العود اخطر فاذا يبس فانه ماذا؟ يرجع العذاب هل يشرع لنا ان نفعل هذا الامر اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم. نأتي الى القبور ونضع عليها جريدة او غصنا او شيئا من هذا القبيل ما رأيكم لماذا؟ فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم ها ها يا شيخ جميل احسنت فعل النبي صلى الله عليه وسلم كان مرتبا على امر وهو معرفة على معرفة ان هذين ماذا؟ كانا يعذبان. فان كنت على علم كعلم النبي صلى الله عليه وسلم فافعل وهل يستطيع احد يعلم ان هذا القبر او ذاك صاحبه يعذب ليس لنا اطلاع على هذا فاذا زال الاصل زال ما زال الفرع هذا امر. الامر الثاني ان الذي حصل هو شفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم وضع هذا الغصن هو توقيت لمدة ماذا لمدة هذا التخفيف يعني ليس الغصن هو المؤثر في ماذا؟ ليس هو المؤثر في التخفيف انما الذي اثر في التخفيف انما هو ماذا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الغصن مجرد ماذا مؤقت لمدة التخفيف لعله يخفف عنهما ماذا ما لم ييبسا. اذا لا يشرع ما يفعله بعض الناس ويظن انه آآ يتبع هذا الحديث وهو انه يأتي يغرس على القبور شيئا من هذه الاشجار ولربما اه غرس او زرع بعض الناس في المقابر هذه الاشجار اتباعا اه لهذا الذي وقع في نفوسهم ولا شك ان هذا ليس بمشروع ايضا ذكر حديث ابي ايوب رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس يعني غربت فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها وما اجدرهم واحقهم بذلك قال ايضا وحديث اسماء قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة يعني فزعوا وصاحوا لعظيم الامر ولا شك ان هذا امر عظيم. نحن يا اخواني نتكلم طبعا هذا الامر الان ونحن في هذا المكان مستريحون ونقرأ في الكتب ونسمعه ونتكلم به لكننا والله سنراه عيانا وسيكون هذا الامر بالنسبة لنا حق اليقين لا عين اليقين فقط وكل منا سيباشر هذا الامر ولذا خذ هذا الموضوع على محمل الجد وعلى محمل العمل وليس على محمل العلم فحسب اجعل هذا الموضوع واعتقادك وعلمك به سببا لان تستعد لهذا المقام الذي ستمر عليه والله وستراه رأي عيب قال وقالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة الا تعوذ من عذاب القبر هذا فيه قصة وهي ان يهودية كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم. وما كانت اه تصنع لها عائشة رضي الله عنها شيئا الا قالت لها اجارك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه المقولة فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم عذاب القبر حق عذاب القبر حق ثم عطفت على هذا بان قالت انها ما رأت بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الا تعوذ من عذاب القبر. وفي تتمة الحديث ذكرت ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج وقد كسفت الشمس فامرهم ان يتعوذوا من عذاب القبر قال وكل هذه الاحاديث في الصحيح وتلحظي يرعاك الله ها هنا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ من عذاب القبر وهذا احد اسباب الوقاية منه ونسينا ان نذكره انفا. لا شك ان من اسباب الوقاية من عذاب القبر كثرة لا شك ان من اسباب عذاب القبر كثرة الاستعاذة منه. والا فما فائدة ان يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الامر واعلم ان الاستعاذة من عذاب القبر جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم على اضرب من ذلك ما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الكلمات اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار بفتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. اذا هذا اولا كان ماذا كان فعله صلى الله عليه وسلم. ثانيا ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بان يستعيذ الانسان من هذه الامور الاربعة بعد التشهد فثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تشهد احدكم فليقل اللهم من يعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. اذا هذا امر به امرا خاصا في ماذا في الصلاة وهو ان الانسان اذا تشهد تعوذ من هذه الامور وذهب بعض اهل العلم الى وجوب هذا بعد التشهد بقوله فليستعذ وهذا فعل فعل امر والامر يقتضي الوجوب. الامر الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمه وهذا ايضا في مسلم. كان يعلمه هذا التعوذ كما يعلمهم السورة من القرآن. كان يعلمهم التعوذ من هذه الامور الاربعة كما يعلمهم السورة من القرآن كيف تعلم السورة من القرآن ها بعناية وتلقين وتكرار اليس كذلك تركز وتكرر على من تعلمه حتى ماذا يضبط ذلك ويحفظه. اذا هذا يدل على عظيم عناية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. الامر الرابع انه امرهم بالاستعاذة من عذاب القبر امرا مطلقا كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها امرهم ان يستعيذوا من عذاب القبر اذا عندنا اربعة اظرب جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الاستعاذة من عذاب القبر جاء في ذلك فعله وجاء في ذلك امره المطلق وجاء في ذلك امره الخاص بماذا؟ في الصلاة وجاء في هذا رابعا تعليم النبي صلى الله عليه وسلم تعليما خاصا بعناية وتكرار كما يعلمهم السورة من القرآن. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين يقول ما حكم من خرج من منى نهارا في ايام التشرك؟ لعله يقصد التشريق ثم يرجع الى منى ليلا بدون عذر لا حرج عليه ان شاء الله لا شك ان الاولى والاكمل والاوفق للسنة ان يمكث الانسان في منى ايام التشريق ليلا ونهارا. لكن القدر الواجب هو المبيت يعني في الليل فاذا كان يذهب لسبب من الاسباب الى مكة في النهار ويعود في الليل فهذا ان شاء الله لا حرج عليه من هم يأجوج ومأجوج؟ هم قوم من بني ادم. لكن اتاهم الله عز وجل من القوة والصلابة يعني شيئا عظيما كما تدل على هذا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا يسأل عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم اه موسى عليه السلام يصلي فهذا دليل على ان الانبياء احياء على كل حال نحن قلنا هذا. قلنا النبي صلى الله عليه وسلم واخوانه الانبياء والاولياء والمسلمون عامة والكفار كل في قبره ماذا حي ولكنها ماذا ولكنها حياة برزخية الله اعلم بها ولا يترتب عليها شيئا من احكام الدنيا ومن ذلك السؤال والطلب ومن ذلك السؤال والطلب هذا السؤال يتعلق بقوله تعالى قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا سؤال جيد ذلك ان ظاهر قوله تعالى ظاهر قوله تعالى يا ويلنا من بعثنا مرقدنا هذا ما وعد الله ما وعد الرحمن وصدق المرسلون يدل على ان اهل القبور ينامون نومة قبل يوم القيامة وهذا ما جاء عن ابي ايوب ما جاء عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ومجاهد وجماعة من السلف وروي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يصح فهذه الاثار اثار ثابتة عن السلف رحمهم الله تدل على ان اهل القبور ينامون بين النفختين وبالتالي يفتر عنهم العذاب في هذه الفترة ولذا فانهم اذا بعثوا اذا نفخ في الصور النفخة الثانية وهي نفخة البعث فانهم يقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيأتيهم الجواب على خلاف بين المفسرين هل هم الملائكة؟ ام هم المؤمنون؟ هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه