الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. كيف صفة العرض والحساب من الكتاب الجواب قال الله تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية الايات. فقال تعالى وعلى ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة الايات. وقال تعالى ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن باياتنا فهم يوزعون. حتى اذا جاءوا قال اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما؟ اما اذا كنتم تعملون. فوقع قول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. فقال تعالى يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. فقال تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا كانوا يعملون وقال تعالى وقفوهم انهم مسؤولون الايات وغيرها. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن العرض والحساب يوم القيامة وها هنا مقامان العرض والحساب وذلك انه اذا بعث العباد من قبورهم حشروا الى ارض المحشر ذلك الصعيد الواحد الذي يجتمع فيه الاولون والاخرون. فيسمعهم الداعي خذهم البصر ثم يطول مقامهم وكربهم في هذا الموقف عند ذلك يهرع الناس الى الانبياء عليهم الصلاة والسلام المذكورين في الحديث فيذهبون الى ادم فنوح فابراهيم فموسى فعيسى وكلهم يعتذر وكلهم يقول نفسي نفسي وكل يقول ان الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب له مثله ولن يغضب بعده مثله. حتى ينتهوا الى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها فينطلق فيسجد تحت العرش. ويحمد الله جل وعلا بمحامد يفتحها عليه في حينه. ثم يقبل الله عز وجل شفاعته فيأتي ويجيء وينزل سبحانه وتعالى لفصل القضاء. اذا يتبع قيام الناس في الموقف. الشفاعة العظمى ثم مجيء الله العظيم سبحانه وتعالى ونزوله لفصل القضاء وهذا لم يشر اليه المؤلف رحمه الله وهو مقام عظيم. يقول الله جل وعلا وجاء ربك والملك صفا صفا. هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك فالله جل وعلا يأتي سبحانه وتعالى الى حيث ويقضي بين العباد وهذا الاتيان والمجيء والنزول حقيقي يتصف الله سبحانه وتعالى به على ما يليق به. والله يفعل ما يشاء سبحانه وتعالى وقد مضى الكلام عن موضوع صفات الله سبحانه وتعالى الاختيارية. ومنها الاتيان والمجيء والنزول. فاذا جاء ربنا سبحانه واشرقت الارض بنور لربها فانه سبحانه يتجلى لعباده فيرونه فيحصل بمجيء الله سبحانه وتعالى. او اذا جاء الله سبحانه وتعالى الا فان العباد يرونه جل وعلا وها هنا يكون موقف العرض على الله سبحانه وتعالى. ويليه الحساب هكذا ما يظهر من النصوص من حيث ترتيب ما يكون. اذا جاء الله جل وعلا يوم القيامة يراه العباد ويعرضون عليه ثم يحاسبهم سبحانه وتعالى. اذا جاء الله يوم القيامة يراه العباد ويعرضون عليه ثم يحاسبهم سبحانه وتعالى. و هذا الموطن الذي معنا جمع فيه المؤلف رحمه الله الكلام او الاستدلال على العرض والحساب. اما العرض فان العرض جاء في النصوص المتعلقة باليوم الاخر. جاء ويراد به امران عرض العباد على الله سبحانه وعرض الاعمال على ابن ادم عرض العباد على الله سبحانه وعرض اعمال بني ادم عليه. وآآ ما نتكلم فيه في مقام العرض هو الاول. واما الثاني فيأتي الكلام عنه في موقف الحساب اما عرض العباد على الله سبحانه فانه اذا جاء جل وعلا لفصل القضاء فان العباد يعرضون عليه عرضا حقيقيا كما اورد المؤلف رحمه الله واستدل فيما سمعت يومئذ تعرض يعني على الله سبحانه. لا تخفى منكم خافية. وكذلك في قوله جل وعلا وعرضوا ربك صفا. لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة. وثبت في صحيح مسلم عن للنبي صلى الله عليه وسلم انه قال اما انكم ستعرضون على ربكم فترونه كما يرون القمر اما انكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون القمر ولا شك ان هذا مقام عظيم. والناس فيه بين مقرب ومبعد وبين مكرم ومهان بحسب اعمالهم وبحسب توحيدهم وايمانهم فهذا هو مقام العرض على الله سبحانه وتعالى ثم ان الله جل وعلا يحاسب العباد ومعنى الحساب هو توقيف الله جل وعلا العبادة على اعمالهم سألتهم وتقريرهم بها وتذكيرهم ما نسوه منها توقيف الله العباد على اعمالهم ومساءلتهم وتقريرهم بها وتذكيرهم ما نسوه منها. فكل ما يتعلق بالنصوص المتعلقة حساب ترجع الى هذا المعنى الذي ذكرته لك. والحساب كما دلت النصوص الى قسمين الى عرض ومناقشة اما العرض فهو الحساب اليسير. وهو ان تعرض اعمال الانسان عليه فيعرف منة الله سبحانه وستره عليه ثم انه يسامح و فسر هذا النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي ان شاء الله في الكلام عن جملة الادلة المتعلقة بهذا النوع فسره النبي صلى الله عليه وسلم انه ينظر في كتابه ثم يتجاوز عنه ان ينظر في كتابه ثم يتجاوز عنه. وهذا هو الحساب اليسير. فقد سمعت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته بقوله اللهم حاسبني كتابا يسيرا والحديث عند احمد باسناد صحيح وهذا من الادعية التي ينبغي ان تعتني بها في صلاتك اللهم حاسبني ان يسير فسألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم ما الحساب اليسير؟ فقال صلى الله عليه وسلم ان ينظر في كتابه ثم يتجاوز عنه فاللهم حاسبنا حسابا يسيرا يا كريم اما النوع الثاني من الحساب فانه المناقشة والمناقشة تعني التدقيق وعدم المسامحة ان يكون هناك عرض للاعمال ومسائلة وتوقيف عليها ولكن مع تدقيق وعدم المسامحة فاذا حوسب الانسان حسابا كهذا فانه هالك ولا بد وصدق صلى الله عليه وسلم حيث قال من نوقش الحساب عذب وفي رواية ليس احد يناقش لا هلك فمن الذي قام بكل ما اوجب الله عليه؟ ومن الذي انتهى عن كل ما نهى الله عنه ومن الذي قام بشكر الله عز وجل على كل نعمه؟ لا شك ان التقصير هو على ابن ادم ولذا فانه اذا حسب هذه المحاسبة التي فيها تشديد وتدقيق ولم يعفو الله عز وجل ويسامح فان الانسان هالك ولا بد. فالى هذين تنقسم المحاسبة او ينقسم الحساب كما سيأتي في حديث عائشة بعد قليل ان شاء الله الى كم ينقسم الحساب؟ الى قسمين ما هما؟ الى عرض ومناقشة ينقسم الحساب الى قسمين الى عرض ومناقشة طيب ثمة طائفة من المؤمنين ليس لهم حساب انتبه الى ان العرض عام. يعرض الناس جميعا على الله سبحانه وتعالى. اما الحساب فثمة استثناء يعني ان طائفة استثناهم الله جل وعلا من هذا المقام العظيم تكريما لهم واولئك هم اولا الانبياء عليهم الصلاة والسلام. فانهم لا يحاسبون على اعمالهم. انما يسألون عن تبليغهم الدعوة اقامة للحجة على اقوامهم اقامة للحجة على اقوامهم. وان اريد بالمحاسبة هذا المعنى فانهم يحاسبون بهذا المعنى اما ان اريد انهم يحاسبون على اعمالهم فلا شك انهم لا يحاسبون هذه المحاسبة ثانيا الشهداء فالشهداء لا يحاسبون على اعمالهم كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجه المستدرك فيما اخرجه الحاكم في المستدرك باسناد صحيح. انه ذكر الشهداء وانهم يدخلون الجنة بغير حساب انهم يدخلون الجنة بغير حساب ثالثا المؤمنون المتصفون بالصفات الاربع التي جاءت في حديث السبعين الفا وذلك انه ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر عرض الامم يوم القيامة الى ان قال وفيهم سبعون الفا يعني امة النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم فسر هذا النبي صلى الله عليه وسلم فبين انهم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. صفات اربع من اتصف بها فليبشر بهذا الفضل العظيم. ان يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. واذا تأملت هذه الصفات وجدت انها جامعة بين تحقيق كمال التوحيد الواجب وتحقيق كمال التوحيد المستحب اما تحقيق الكمأ اما تحقيق الكمال الواجب ففي قوله صلى الله عليه وسلم لا يتطيرون فان التطير يعني التشاؤم امر محرم ومنكر بل قد يكون شركا اصغر وما اكثر ما يقع هذا من بعض الناس. فبعض الناس يتطير ويتشائم باشياء كثيرة منهم من يتطير بحيوان ومنهم من يتطير بلون ومنهم من يتطير بعدد ومنهم من يتطير بعاهة ومنهم من يتطير بحادث ومنهم من يتطير بكلمة الى غير ذلك من انواع المتطير المتطيرات بها. وكل هذا لا شك انه من ضعف الايمان. انما الواجب على الانسان ان يحسن الظن بالله وان يحسن التوكل عليه سبحانه وتعالى ولا يبالي وان يعلم ان الامر كله بيد الله جل وعلا. وانه لن يصيبه الا ما كتب الله سبحانه وتعالى فتذكر يا عبد الله قول النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيارة شرك فحذاري من هذا التشاؤم والتطير الذي يقع فيه بعض الناس اما الوصف الثاني الذي يدل على تحقيق كمال التوحيد الواجب فهو في قوله صلى الله عليه وسلم وعلى ربهم يتوكلون فلا شك ان التوكل على الله امر واجب فهؤلاء اتوا بهذه الدرجة. وهي انهم اتوا بتحقيق التوحيد الواجب ثم ارتقوا الى تحقيق التوحيد المستحب. وذلك انهم لا يكتوون. والاكتواء معلوم هو المعالجة بالحديد المحمى بالنار ونحوه على طرائق يعرفها المعتنون بهذا الشأن وهذا نوع من العلاج كان العرب يعرفونه ويتعاملون به قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. والاكتواء جائز لكن تركه اولى وبه يحصل الانسان هذه الرتبة وهي ان يكون من هذا الصنف المنيف الشريف. وهو انه لا يدخل الجنة بعد محاسبة او سابقة عذاب انما يدخل الجنة من غير حساب ولا عذاب. والصنف الثاني او الصفة هي ترك الاسترقاء الاسترقاء طلب الرقية يعني ان يطلب الانسان من غيره ان يرقيه وعندنا ها هنا مسائل ينبغي ان تفرق بينها فانه قد يشتبه الامر احيانا على بعض الناس عندنا اولا رقية الانسان لنفسه هذه جائزة بل مشروعة اذا اصاب الانسان مرض حسي او معنوي فانه يرقي نفسه بكلام الله جل وعلا او بالاذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فهذه رقية مشروعة. ترقي نفسك ثانيا ان ترقي غيرك ابنك زوجك قريبك اخوك المسلم اصيب بمرض فانك ترقيه. فهذا ايضا امر حسن مندوب اليه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله اذا عاد مريضا. وهذا من التي قل من يتنبه لها فاذا زرت مريضا فاحرص على ان ترقيه. لربما كانت رقيتك سببا لشفائه. هذا من الاحسان الى اخيك المسلم ثالثا ان تسترقي لغيرك. هذا لا حرج فيه. يعني ان تقول لانسان او ان تطلب من انسان ان يرقي شخصا اخر تقول يا فلان لعلك ترقي فلانا فلان مريض لعلك ترقيه. هذا لا حرج فيه. وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم. فانه رأى طفلة فيها شيء فقال استرقوا لها فان بها النظرة. يعني ان بها شيئا من العين الامر الرابع ان يسترقي الانسان لنفسه. يعني يكون مريضا او به بلاء من سحر او او عين او ما شاكل ذلك فيأتي الى احد الاشخاص ويقول له يا فلان ارقني اريدك ان تقرأ علي اريدك ان ترقيني هذا جائز. لكنه خلاف الاولى الافضل والاحسن ان تتركه حتى لا تفوتك هذه الفرصة التي هي ان تكون من هذا الصنف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. والبحث في هذا الموضوع فيه كلام كثير وتفاصيل ليس هذا محلها. المقصود ان هذا صنف ممن يستثنون. وهم الذين لا ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون هؤلاء مستثنون كم عددهم سبعون الفا هكذا جاء في الصحيحين. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خارج الصحيحين عند احمد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومع كل الف سبعون الفا ومع كل الف سبعون الفا وهذه رواية جيدة كما قال ابن كثير وكما قال الحافظ ابن حجر وغيرهما كم العدد الان كم العدد الان ها تسع الاف تسع مئة الف بس قرابة الخمسة ملايين ها اضافة الى السبعين الفا الاولون. اضافة الى السبعين الفا الاولين. هذه درجة ثانية تفظل الله سبحانه تعالى بها على هذه الامة. وجاء في رواية جيدة الاسناد ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومع كل الف سبعون الف فن وثلاث حثيات من حثيات ربي بكفيه. وهذه ايضا بإسناد جيد ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فصار العدد الان اعظم ونسأل الله من فضله. والله عز وجل فضله عظيم. سبحانه وتعالى وجاء ايضا درجة رابعة لكن الاسناد فيها ضعيف وهي ان مع كل الف مع كل واحد سبعون الفا لكن هذه الرواية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما بين هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله اذا هذه ثلاثة اصناف تستثنى من الحساب نأتي الى مسألة محاسبة الكفار هل يحاسب الكفار؟ ام لا يحاسبون؟ الله جل وعلا يقول ولا يسأل عن ذنوبهم ماذا المجرمون ولكنه ايضا يقول سبحانه وقفوهم انهم مسؤولون. فكيف الجمع الجواب ان يقال ان الكفار لا يحاسبون ولا يسألون سؤال استعلام وانما يسألون سؤال تقرير وتقريع وتوبيخ فيكون النفي محمولا على شيء والاثبات محمولا على شيء اخر والادلة قطعية بثبوت هذا النوع من المحاسبة في ادلة كثيرة ايضا من مسائل الحساب ان نعلم ان اول الامم محاسبة امة محمد صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت عند ابن ماجة باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون الاولون في الامم يقال اين الامة الامية ونبيها فنحن السابقون فنحن الاخرون الاولون. يعني في الحساب. نحن الاخرون في الزمن. نحن اخر الامم ونبينا صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء. لكن في مقام الحساب ان امة محمد صلى الله عليه وسلم اول الامم محاسبة. والحمد لله على ذلك. ايضا من مسائل هذا الموضوع ان نعلم ان اول الاعمال محاسبة الصلاة اول ما يحاسب عليه العبد من اعماله الصلاة ان كانت صالحة فليبشر بالخير ويسأل اول ما يسأل في شأن صلاته عن الفرائض فان اتمها والا نظر في نوافله فتكمل بالنوافل تلك الفرائض فاستكثر يا رعاك الله من النوافل كما انه ينبغي ان نعلم ان اول ما يقضى فيه بين العباد من المظالم الدماء يوم القيامة يوم الدين يوم الجزاء يوم العدل يوم الاقتصاص يقتص فيه للمظلوم من ظالمه واول ما يقضى فيه بين العباد الدماء. ثم ما بعده من هذه المظالم. اذا نعتقد ان اول الاعمال محاسبة الصلاة واول ما يقضى بين العباد في الدماء. فهذه بعض المسائل المتعلقة بموضوع الحساب و ننظر فيما اورد المؤلف رحمه الله على وجه الايجاز من ادلة. قال رحمه الله قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. وقال تعالى وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة. اتاني الايتان متعلقتان بالعرض وما بعدها متعلقة بالمحاسبة ولاحظ ان الاية الثانية جاء فيها ذكر العرض بصيغة الفعل الماظي وعرضوا مع ان هذا امر ماذا لم يحصل بعد وانما سيحصل. والجواب عن هذا انه لما كان قطعي الوقوع كان في حكم الواقع. لما كان قطعي الوقوع كان ماذا في حكم الواقع اذا نحن نستيقظ بهذا حتى لكأنه ماذا واقع فعلا او قد وقع فعلا وكل ما علم الله عز وجل انه كائن فان وقوعه متحقق لا شك في ذلك ولا ريب. اذا تحقيقا لوقوعه ذكر هذا الفعل ماذا بصيغة الفعل الماضي قال وعرضوا على ربك صفا اختلف اهل التفسير في قوله تعالى ها هنا صفا فقيل انهم يقفون جميعا الامم كلها كبيرها وصغيرها وعبدها كلهم يقفون في صف واحد يعرضون على الله سبحانه وتعالى وقيل انهم يكونون صفوفا ولاهل العلم اجتهادات في تحديد هذه الصفوف. قالوا ذكر المفرد والمراد الجمع على وزان قول الله جل وعلا ثم نخرجكم طفلا يعني اطفاله فيكونوا وعرضوا على ربك صفا يعني ها صفوفا وقيل ان قوله صفا بمعنى جميعا وقيل ان قوله صفا بمعنى قيام اذا عندنا اربعة اقوال لاهل التفسير في قوله تعالى وعرضوا على ربك صفا. كذلك في قوله تعالى ويوم نحشر من كل امة فوج ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون. يوزعون يحبسون ويوقفون حتى اذا جاؤوا قال اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما؟ اما اذا كنتم تعملون. وهذا يدل على وقوع الحساب على على الكفار ومن ذلك ايضا قول الله سبحانه في سورة الزلزلة يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم. هذا يدل على ان الحساب يقع ثم يصدر الناس اشتاتا يصدر الناس يعني يرجعون بعد حسابهم الصدر الرجوع. يرجعون بعد حسابهم ليروا جزاء اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ولاحظ انه قال سبحانه يومئذ يصدر الناس ماذا اشتاتا سيكونون مختلفين سيكونون متفاوتين سيكونون اصنافا وهذا ما بينه الله سبحانه وتعالى في قوله يومئذ يتفرقون. يومئذ يصدعون. يختلف الناس بعد الحساب فمنهم المقربون ومنهم اصحاب اليمين ومنهم اصحاب الشمال منهم اهل السعادة ومنهم اهل شقاوة. اذا يصدرون بعد الحساب اشتاتا على اصناف متنوعة بحسب ما قدموا وبحسب ما سوف يلاقونه جزاء لاعمالهم. كذلك قول الله سبحانه فوربك لنسألنهم اجمعين عما فكانوا يعملون وكذلك قوله وقفوهم انهم مسؤولون كلاهما او كلا الايتين يدل على على ثبوت مقام المحاسبة والله تعالى اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله كيف صفة ذلك من السنة فيه احاديث كثيرة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب قالت عائشة رضي الله عنها اليس يقول الله الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض. ذلك؟ قال ذلك العرض. احسن الله اليكم. وقال صلى الله عليه وسلم يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا اكنت تفتدي به؟ فيقول نعم فيقال قد سئلت ما هو ايسر من ذلك. وفي رواية فقد سألتك ما هو اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي فابيت الا الشرك. وقال صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم من عمله وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى الا فلا يرى الا النار فلا يرى الا النار تلقاء وجهي فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة. فقال صلى الله عليه وسلم يدنو احدكم يدنو احدكم يعني المؤمنين من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول اعمدت كذا وكذا؟ فيقول نعم. ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول اني سترت عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. وغير ذلك من الاحاديث هذه جملة من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في شأن موقف الحساب اورد منها ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب عذب. ليس المقصود ان الله سبحانه وتعالى اذا ناقش الانسان فان هذه المناقشة هي العزاء هي العذاب انما المقصود ان من نوقش فان نتيجة من نوقش هذه المناقشة التي فيها استقصاء فانه سوف يعذب نتيجة هذه المحاسبة على هذا الشكل نتيجتها ماذا؟ نتيجتها العذاب. من نوقش الحساب عذب. قالت عائشة رضي الله عنها اليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا وهذا فيه جواز ان يسأل الانسان عما يشكل عليه من الادلة من ايات الكتاب واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا من التفقه في دين الله جل وعلا من التفقه في الكتاب والسنة. يسأل الانسان كيف الجمع بين هذه الاية وتلك او بين هذه الاية وذاك الحديث او بين هذين الحديثين هذا امر لا بأس به اذا كان الغاية من ذلك الوصول الى العلم الذي ينفع قال قالت رضي الله عنها اليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا مع ان الاية مع ان الحديث فيه عموم من نوقش الحسابة عذب والاية تدل على ان طائفة من الناس ماذا؟ سوف يحاسبون حسابا يسيرا. فالحديث فيه عموم والاية تدل على ان هذا العموم ليس على بابه يعني ليس محفوظا فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا العموم يراد به الخصوص. هذا عام اريد به الخصوص. يعني اريد به نوع من الحساب اريد به نوع من الحساب وهو ماذا؟ المناقشة فقال صلى الله عليه وسلم ذلك العرض يعني الذي جاءه في الاية اذا الخلاصة الجمع بين الاية والحديث اي الحديث حديث من نوقش الحساب عذب. الجمع بين هذا وتلك هو ان الحديث يتعلق بنوع من الحساب وهو المناقشة والاية تتعلق النوع الاخر وهو العرض. اذا الاية تعلقت بنوع والحديث تعلق بنوع اخر وقال صلى الله عليه وسلم يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له ارأيت لو كان لك ملئ الارض ذهبا؟ اكنت تفتدي به؟ يعني من عذاب الله فيقول نعم فيقال قد سئلت ما هو ايسر من ذلك. والله ان اوامر الله يسيرة من التوحيد فما دون. والله ما ولا امرنا بشيء فوق طاقتنا وقدرتنا بل ما امرنا الا بما فيه سعادتنا وراحتنا. ونعيمنا في الدنيا قبل الاخرة لكن اولئك حقت عليهم كلمة العذاب. نسأل الله السلامة والعافية. ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم قال قد سئلت ما هو ايسر من ذلك وفي رواية قد سألتك ما هو اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي فابيت الا الشرك كذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان وكذلك الحديث الاخر وهو الادناء كلاهما يدلان على حصول المحاسبة وان الله تعالى يكلم عبده هو مكافحة يعني يكلمه مباشرة دون ان يكون هناك بينه وبينه ترجمان وهذا يدل على ثبوت صفة الكلام لله سبحانه وتعالى. فالله يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء. والعبد يسمع كلام الله سبحانه وتعالى. ولذا فانه يجيب على ما يكلمه ربه سبحانه وتعالى. وفي الحديث ايضا ان الله جل وعلا اعني الحديث الثاني فيه ثبوت صفة الادناء فالله يدني اليه من يشاء. يدني يعني يقرب وقد مر معنا ما يتعلق صفة القرب لله سبحانه وتعالى. وقلنا ان الله تبارك وتعالى يقرب ممن يشاء ويقرب اليه من يشاء. ومن ذلك انه يدني يعني يقرب عبده المؤمن اليه سبحانه وتعالى يوم القيامة ويضع عليه كنفه ويقرره يقرره بذنوبه. وهذا من معنى الحساب الذي عرفناه قبل قليل. فيقول عملت كذا؟ اعملت كذا وكذا؟ فيقول نعم. ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره وهذا يدلك على ان المقام مقام عظيم فيه حياء عظيم من الله سبحانه وتعالى واذا كان بعض السلف كالفضيل بن عياض والحسن وغيرهما يبكيان ويقولان وسوء اتاه منك وان عفوت يعني نحن نشعر بالسوءة من هذا المقام العظيم بين يديك يا ربنا فالانسان اذا اخطأ على احد من البشر مخلوق مثله ثم عفا عنه فانه ان لقيه بعد ذلك فانه يستحي منه. لانه قد اخطأ في حقه فكيف كيف بحق الله العظيم سبحانه وتعالى علينا؟ فالامر لا شك انه والله عظيم ولذا تخفف يا عبد الله من الذنوب. تخفف من الذنوب. فانك ستذكر وستقرر بهذه الذنوب ومسألة العفو هذه مسألة الى مشيئة الله سبحانه وتعالى. قد يعفى عنك وقد لا يعفى قد تحاسب الحساب اليسير وقد تحاسب الحساب العسير اعني المناقشة لكن اقل ما هنالك هذا الموقف العظيم. الذي فيه الحياء من الله سبحانه وتعالى الشاهد ان الله تعالى يقول اني سترت عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. وهذا يدلك على فائدة مهمة وهي ان الذنوب المكتومة المستورة ارجى مغفرة حذاري يا عبد الله من الاعلان والمجاهرة بالذنوب فان صاحبها بعيد عن العفو. قال صلى الله عليه وسلم كل امتي معافى الا المجاهرون. الا المجاهرون فعلى الانسان ان يحذر من المجاهرة والاعلان والمبارزة لله سبحانه وتعالى بمعاصيه. اذا ابتليت بمعصية فاحرص على ان تستر نفسك. ان تكتمها عن الناس ولا تجاهر فان هذا اقرب الى ان يعفو الله سبحانه وتعالى. تأمل هذا صريحا في الحديث. فاني او قال اني سترت عليك في الدنيا. وانا اغفرها لك يوم فهنيئا لمن عوفي من هذه المجاهرة فانه اقرب الى المعافاة واقرب الى المغفرة. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجيرنا ويعيذنا من من الذنوب صغيرها وكبيرها كما اسأله تبارك وتعالى ان يوفقنا الى طاعته وان يستعملنا في مراضيه وان يملأ قلوبنا السنتنا بذكره ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان فيسأل عمن طلب الرقية ثم تاب من ذلك ارجو ان شاء الله انه اه ان يكون منا هذا الصنف الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث تقول ايهما اولى ان يدعو الانسان بان يكون من السبعين الفا لا شك ان الدعاء بهذا امر مطلوب ام يدعو بان يحاسبه الله حسابا يسيرا كلا الامرين كلا الامرين اه ينبغي على الانسان ان يدعو بهما هل يدخل ما يسمى بالكي البارد في الحديث والله لا اعرفه هذا الكي البارد لكن على كل حال الحديث تعلق بشيء معين فيه تعذيب بالنار ولذلك كان شيئا مكروها اما هذا الكي البارد لا اعرفه. هل يجوز شرب زمزم بعدة نيات؟ وهل هو لما شرب له في كل مرة؟ الظاهر نعم الحديث هذا انه في كل مرة تشربه بهذه النية يقول وظعت حقيبتي في مكاني في الحرم وقد استودعتها الله وبعد العودة اليها لم اجدها فهل هذا يدل على عدم صدقي في التوكل؟ لا. يدل على ان الله والله جل وعلا اذا احب عبدا ابتلاه. هذا دليل وعلامة على خير ان شاء الله اذا احتسبت وصبرت هذا ان شاء الله علامة على خير يعوضك الله خير هذا يسأل عن رؤية الله سبحانه وتعالى رؤية الله جل وعلا دلت الادلة على انها تكون في في موضعين في عرصات القيامة كما ذكرت لك قبل قليل انكم تعرضون على ربكم فترونه كما ترون القمر والموضع الثاني في جنات النعيم نسأل الله ان نكون من اهل ذلك ما الفرق بين رؤية الله في موقف العرض ورؤية المؤمنين له في الجنة الفرق ان هذه رؤيا تكون في موقف العرض وهذه تكون رؤية في الجنة مسألة الميثاق تكلمنا عنها في اه درس ماض كنتم تذكرونه اه يسأل عن اه حكم الكتابة على القبر على سيراميك نوع من الحجر حتى يعرف مكانه عند زيارته وهل يجوز استعمال اسمنت حتى تثبت ترابه لا يجوز الامران. لا يجوز الكتابة على القبر ولا يجوز لك ايضا ان تضع الاسمنت لانك اذا وضعت الاسمنت في العرف يعد هذا بناء. والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور. انما تظع التراب ولا حرج ايظا ان تظع من الحصى هذا الحجر الصغير اذا خفت ان التراب ينزاع هذا لا حرج فيه اما ان تضع الاسمنت هذا بناء ولا يجوز ما معنى الحديث الشريف اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك هذا الحديث يدل على ان الحد الذي تكون فيه الرقية ممنوعة ان يكون فيها شرك وبالتالي فان الرقية اذا كانت بكلام من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم او بالكلام المباح. فان هذا لا حرج فيه لان الصحابة سألوه عن رقى كانوا يرقون بها قبل مجيء النبي او قبل النبوة او قبل الرسالة او قبل هذه الشريعة فلم تكن مستفادة من الكتاب والسنة فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل حدا للرقية المشروعة من غيرها فقال لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك والله اعلم الله على نبينا محمد واله