الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكيم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما دليل الصراط من الكتاب الجواب قال الله عز وجل وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا. وقال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم الايات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله بعد الكلام عن الميزان الى الكلام عن الصراط هذا المقام العظيم الذي هو من اعظم مواقف القيامة حين يمر الناس على هذا الجسر الذي سيأتي من اوصافه ما يدلك على انه مقام في غاية الصعوبة جهنم عافاني الله واياكم منها اسفل هذا الجسر وهو مدحضة مذلة حاد كحد السيف او كحد الموسى وعلى جنبتيه امور عظيمة كلاليب وخطاطيف تأخذ من امرت به فمن نجا من الصراط فانه يكون ناجيا ويدخل الجنة بتوفيق الله عز وجل ومن اوبقته اعماله فانه يسقط من على هذا الصراط نسأل الله السلامة والعافية الصراط من امور الغيب التي يجب على المسلم ان يؤمن بها ويتعلق به امور اولا ما هو هذا الصراط الصراط في اللغة هو الطريق المراد به شرعا اذا كنا نتحدث عن مباحث اليوم الاخر فان الصراط شرعا هو جسر منصوب على جهنم يعبر عليه جسر منصوب على جهنم يعبر عليه صفات هذا الجسر اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فهو اولا مدحضة مزلة يعني لا تثبت عليه الاقدام وهذا من عظيم الابتلاء وعظيم الامتحان ان هذا الصراط يصعب المرور عليه ولا يثبت الا من ثبته الله سبحانه ثم هو حاد ليس المرور عليه مرورا سهلا بل فيه صعوبة من جهة انه حاد كحد السيف او كحد الموسى وثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود عند الحاكم ومن قوله ايضا عند الحاكم وايضا ثبت عن ابي موسى الاشعري وايضا جاء عن عائشة رضي الله عنها كما عند احمد وكذلك من حديث انس عند البيهقي وجاء ايضا في صحيح مسلم من قول ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بلغني ان الصراط احد من السيف وادق من الشعر وهذا ايضا يدلك على عظيم المقام ثالثا ان على جنبتي هذا الصراط كلاليب وخطاطيف تأخذ من امرت به فتلقيه في جهنم او تجرح من امرت بجرحه وخدشه وهذا ايضا يدلك على ان المقام مقام عظيم جدا اذا هذه صفات الصراط تدلك على لعظم هذا المقام ايضا من مسائل هذا الموضوع ان نعلم من الذي يمر على الصراط الذي يمر على الصراط هم المظهرون للاسلام سواء اكانوا في الباطن مؤمنين او كانوا كافرين وبالتالي فان الذين يمرون على الصراط هم المسلمون والمنافقون وماذا عن الكافرين الكافرون الذين اظهروا كفرهم يؤخذ بهم قبل ذلك الى النار فقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم اخباره بان الله جل وعلا يأمر كل امة يوم القيامة ان تتبع ما كانت تعبد حينما يطول بهم الامر ويعظم بهم الحال يقولون يا ربنا عطشنا فيمكر الله عز وجل بهم وهم اهل لذلك فيقول وقد اشير الى ناحية يقال لهم الا تريدون؟ يعني الا تشربون فيذهبون بي واذا بجهنم عافاني الله واياكم فيتقحمونها ولا يبقى الا من اظهر هذا الاسلام المسلمون الذين اظهروا الاسلام والمنافقون ثم بعد ذلك ينصب الجسر على متن جهنم اذا الذين يمرون على الصراط هم المسلمون والمنافقون يتعلق بهذا المقام ايضا ان نعلم احوال الناس في مرورهم على الصراط تفصيل ذلك ان احوالهم تنقسم الى احوالهم من حيث السرعة والبطء واحواله من حيث النور والظلمة اما من حيث السرعة والبطء فان الناس تختلف احوالهم في مرورهم على الصراط اختلافا عظيما بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عنه في عدة احاديث في الصحيحين وغيرهما فالناس في مرورهم على الصراط منهم من يكون في غاية السرعة حتى ان سرعته كسرعة طرف العين ومنهم من سرعته كالبرق ومنهم من سرعته كالريح ومنهم من سرعته كالطير ومنهم من سرعته كاجاويد الخيل ومنهم من سرعته كاجاويد الابل ومنهم من يعدو عدوا يعني يجري ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يسحب سحبا اذا هم متفاوتون هذا التفاوت العظيم بحسب اعمالهم وما قدموا في هذه الدنيا فاذا كنت تريد ان تكون من المسرعين على هذا الصراط فاسرع الى طاعة الله عز وجل في هذه الدنيا سابقوا الى مغفرة من ربكم اما احوال من حيث النور والظلمة فقد بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم بين ان احوالهم تختلف وتتفاوت وتتفاوت تفاوتا عظيما حتى ان اول زمرة كما ثبت في الصحيحين يمرون ووجوههم كالبدر كالقمر ليلة البدر الناس قبل الصراط يكونون دونه في ظلمة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يكونون دون الجسر يعني قبل الجسر قبل الصراط في ظلمة ثم يعطون انوارهم بحسب اعمالهم وجاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند الحاكم باسناد صحيح ان منهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه يعطى نورا عظيما ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك اكثر من هذا ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك ومنهم من يعطى نوره عند ابهام قدمه يطفأ تارة ويضيء تارة سبحان الله العظيم تخيل ان هذا الظوء يكون عند حد الابهام فقط ابهام القدم فهو ضوء ضئيل جدا ومع ذلك فانه يضيء تارة ويطفأ تارة وما ربك بظلام للعبيد انها نتيجة الاعمال في الدنيا هذه احوال الناس في مرورهم على الصراط ايضا مما ينبغي علينا ان نؤمن به مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق بهذا المقام العظيم ان نؤمن بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ان الامانة والرحم ترسلان فتكونان على جنبتي الصراط الامانة والرحم قال اهل العلم كان هذا والله اعلم ليشهدان ليشهد للقائم بحقهما وليشهد على من فرط فيهما فتنبه يا عبد الله هذا يدلك على عظيم امر هذين الان. الشيئين الذين هما الامانة والرحم ايضا مما يجب علينا ان نؤمن به ان هذا المقام العظيم لا ينبس فيه الانسان ببنت شفه لا يتكلم احد من هول المقام الكل في سكوت مطبق الا الرسل عليهم الصلاة والسلام فانهم الوحيدون الذين يتكلمون وكلامهم هو اللهم سلم سلم كلام الانبياء هو دعاء وابتهال الى الله جل وعلا ان يسلم هؤلاء الذين يمرون على الصراط يقولون اللهم سلم سلم ايضا مما علينا ان نؤمن به ما يتعلق بنتيجة المرور على الصراط كيف تكون هذه النتيجة للمارين على هذا الصراط الذي شأنه هذا الشأن العظيم الجواب ان الناس ينقسمون في مرورهم على الصراط الى ثلاثة اقسام الاول الناجي المسلم ينجي الله سبحانه من شاء من عباده ورحم يمرون على هذا الصراط وقد سلموا من الوقوع فيه ونجوا من تلك الكلاليب والخطاطيف التي هي على جنبتي الصراط وحافتيه وتأخذ من امرت به او تجرحه يسلم هؤلاء من الامرين. يسلمون من السقوط في النار. ويسلمون من جرح هذه الكلاليب. نسأل الله ان يجعلنا منهم الصنف الثاني هو المخدوج به او المكلم المسلم مكلم يعني مجروح وسلم من الوقوع في النار اصابته هذه الخطاطيف وهذه الكلاليب وهذا الشوك الذي على جنبي على جنبتي الصراط ولكن الله جل وعلا سلمه فهو يسلم مع كونه قد جرح وهذا الجرح والله اعلم ليس بالامر السهل حتى انه جاء في الصحيح قال المخردل ثم ينجو تدري ما معنى المخردل يعني المقطع فهو قد اصابته هذه الكلاليب التي لا يعلم عظمتها وشدتها الا الله سبحانه وتعالى قد قطعت منه ما قطعت كذلك هذا الحديث الذي بين ايدينا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم مخدوج به ما معنى خداج كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي سداج يعني ناقصة اذا كان هذه الكلاليب تنقص منه شيئا كانها تأخذ منه شيئا وهذا يدلك على ان حاله قد اصابه شيء عظيم ولكنه يسلم من السقوط في النار واما الصنف الثالث فهو الذي سقط في جهنم عافاني الله واياكم من ذلك هذا الذي اخذته الكلاليب والقت به في جهنم نسأل الله السلامة هؤلاء صنفان المنافقون وهم المظهرون للاسلام المبطنون للكفر والصنف الثاني من شاء الله عز وجل تعذيبه من عصاة المؤمنين. ولم يشأ العفو عنها العفو عنه ومغفرة ذنوبه هذان الصنفان هم الذين يسقطون في جهنم نسأل الله السلامة والعافية اذا دخول العصاة النار انما يكون من خلال سقوطهم من على الصراط هذه احوال او نتائج المرور على الصراط ايضا مما علينا ان نؤمن به وان الناجين من النار اعني الذين نجوا من خلال المرور على الصراط وبالتالي نجوا من النار فانهم يقولون كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يقولون الحمد لله الذي انجانا منك بعد ان اراناك يعني جهنم لقد اعطانا ما لم يعطى احد الحمد لله الذي انجانا منك بعد ان اراناك يعني رأيناك ولكن الله انجانا لقد اعطانا ما لم يعطى احد نسأل الله ان يجعلنا ممن يقول هذا القول هذه بعض المسائل المتعلقة هذا الموضوع العظيم وهو موضوع الصراط وبقيت مسألة اخيرة وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه كما في الصحيحين قوله او اخباره ان اول من يجيز هذا الصراط هم النبي صلى الله عليه وسلم وامته فالنبي صلى الله عليه وسلم وامته اول من يجوز على هذا الصراط كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم اما ما اورده المؤلف رحمه الله من الاستدلال على من الاستدلال على آآ الصراط او المرور على الصراط من القرآن فقد اورد المؤلف رحمه الله ايتين تتعلقان بذلك و ما فعل المؤلف رحمه الله هو الصواب بخلاف قولي من قال ان هذا الموقف من مواقف القيامة لم يرد في القرآن هذا القول مجانب للصواب بل الصواب ان المرور على الصراط قد جاء ذكره او الاشارة اليه في القرآن في هاتين الايتين اما الاية الاولى فقول الله جل وعلا وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا اختلف اهل العلم في هذه الاية هل الورود الوارد في الاية هو دخول النار او هو المرور على الصراط قال بعضهم ان الورود ها هنا هو دخول النار وبالتالي فتكون الاية دالة على ان كل احد لا بد ان يدخل النار وان منكم الا واردها ولكن هذا القول ليس بصحيح بل الصواب والارجح والله اعلم هو ان الورود ها هنا انما هو المرور على الصراط من جهة اللغة الامر يحتمل القولين الورود في اللغة يحتمل الامرين فيقال لمن اشرف على الشيء انه ورد عليه سواء دخله او لم يدخله من دخل بعد ان اشرف فانه يعد واردا كما قال سبحانه عن فرعون يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود وقال في الحال الاخرى وهي عدم الدخول على الشيء قال سبحانه في حق موسى عليه السلام ولما ورد ماء مدين هو اشرف على الماء ولكنه ماذا لم يدخل في الماء فاللغة لا تسعف في هذا المقام لقبولها للامرين لكن السنة دلت على ترجيح القول الثاني وهو ان هذا الورود انما هو المرور على الصراط يدل على هذا ما جاء في الاحاديث الواردة في الصراط فانها ذكرت ما يكون ثمة دون ذكر الدخول في النار ولذا تأمل في الحديث الذي سيأتي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم آآ قال يمر المؤمن عليها يعني على هذا الصراط وهذه اه المدحضة المزلة يمر عليها وهي على النار يعني يمر على هذه هذا الصراط الذي على النار قال كالبرق وكالريح الى اخره ولم يذكر ماذا لم يذكر دخول النار ايضا يشهد لهذا حديث السبعين الفا وقد مر بنا في درس قريب وفيه انهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ولو دخل هؤلاء النار لكانوا ماذا معذبين فدل هذا على ان على انه ليس امرا لازما على كل احد ان يدخل النار كما تدل عليه هذه الاية ان كانت في دخول النار وان منكم الا واردها فهذا دخول مؤكد ايضا يشهد لهذا ما ثبت في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلن لا يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة فقالت حفصة رضي الله عنها بلى فانتهرها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت وان منكم الا واردها يعني كانها تقول جوابي مبني على دليل فهمته من القرآن وهو قوله تعالى وان منكم الا واردها فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا يعني قد قال الله ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جثية وجه هذا الحديث اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كما في درء التعارض وكذلك ابن ابي العز في شرح الطحاوية اشار النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الى ان انعقاد سبب الشر لا يدل او لا يستلزم الدخول في الشر انعقاد سبب الشر لا يستلزم دخول الشر فان اتمنى طلبه العدو حتى كادوا ان يمسكوا به ثم افلت منهم يقال انه ماذا نجا منهم اليس كذلك فدل هذا على انه لا يلزم من النجاة الوقوع في ماذا الوقوع في الشر والمهلكة بل يمكن ان يقرب الانسان من الوقوع ثم بعد ذلك يفلت من الوقوع وبالتالي يقال في حقه انه نجا وبالتالي فان المؤمنين ينجيهم الله ينجيهم الله عز وجل بعد ان كانوا ماذا قريبين اليس كذلك لان المرور على الصراط مرور على ماذا على جهنم التي تكون تحت الصراط وبالتالي فالذي ينجيه الله سبحانه وتعالى يكون قد قرب واشرف ثم ماذا عافاه الله عز وجل ونجاه وبالتالي فتكون هذه الاية دليلا على المرور على الصراط وهذا الذي اورد المؤلف رحمه الله هذا الدليل لاجل اثباته ايضا استدل المؤلف رحمه الله بقوله تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم هذه الاية ايضا فيها اشارة الى موقف المرور على الصراط ووجه ذلك ان السلف رحمهم الله فسروا النور ها هنا بالنور الذي يعطاه المؤمنون عند مرورهم على الصراط كما ثبت هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير الاية وايضا عن غيره من السلف رحمهم الله فالمأثور عن السلف في تفسير هذه الاية هو ان النور ها هنا هو نور المؤمنين اذا اعطوا ايا اذا اعطوه حين المرور على الصراط يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم يسعى نورهم لانهم يسعون يعني لم يكن النور ثابتا وبالتالي فانهم اذا سعوا تركوه خلفهم بل هو ينتقل بانتقالهم فمهما تحركوا ومهما انتقلوا ومهما سعوا فان النور يستمر معهم ومر بنا احوال الناس من حيث النور والظلمة حينما يمرون على الصراط قال وبايمانهم اختلف المفسرون في قوله تعالى وبايمانهم فمنهم من قال ان المراد بذلك انهم يعطون نورهم حولهم ايضا ليس فقط بين ايديهم يعني امامهم بل يعطون ايضا نورهم فيما حولهم من جميع الجهات وانما ذكر اليمين ها هنا تشريفا له تشريفا لجهة اليمين ومنهم من قال ان قوله بايمانهم ها هنا اشارة الى اخذهم كتبهم بايمانهم فيكون في الاية دليلا على امرين لا امر واحد على النور الذي يعطونه عند الصراط وعلى اخذهم الكتب بايمانهم وعلى كل حال كلا الامرين ثابتان لا شك في ذلك في ادلة كثيرة في الكتاب والسنة والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل ذلك وصفته من السنة؟ الجواب فيه احاديث كثيرة. منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة يؤتى بالجسر كيف يجعل بين يدي ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر قال مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها سعدان يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح الخيل والركاب هناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر اخرهم يسحب سحب الحديث في الصحيح. وقال ابو سعيد رضي الله عنه بلغني ان الجسر ادق من الشعرة واحد من سيف استدل المؤلف رحمه الله على ما يتعلق بالمرور على الصراط بهذا الحديث الصحيح الثابتة في الصحيحين حديث الشفاعة حديث طويل اخرجه الامام البخاري وكذلك الامام مسلم من حديث ابي سعيد وجاء ايضا بمعناه من حديث ابي هريرة وجاء ايضا بنحوه من حديث حذيفة وجاء ايضا من حديث انس رضي الله عنهم اجمعين وفي هذا الحديث الذي بين ايدينا يقول النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالجسر وان شئت فقل الجسر يجوز فتح الجيم وكسرها في هذه الكلمة الجسر او الجسر معروف هو ذلك الشيء الذي يوضع على الانهار والاودية ونحوها فيعبر عليه كالقنطرة ونحوها وسمي الصراط بالجسر لانه يضرب على جهنم فيكون طرفه في ارض الموقف وطرفه مما يلي الجنة ويعبر عليه الناس فسمي جسرا لهذا قال فيجعل بين يديه ظهري جهنم يعني يجعل فوق جهنم نسأل الله السلامة والعافية قلنا يا رسول الله ما الجسر قال مدحضة مزلة او مزلة وجهان مشهوران في هذه الكلمة مزلة ومزلة ومدحضة ومزلة او مزلة كلها كلاهما يدلان على عدم الثبات يعني لا تثبت الاقدام على هذا الشيء الشيء الذي هو مدحضة او مذلة هو الذي يصعب الوقوف والمشي عليه لا تثبت عليه الاقدام ولا يثبت في ذلك المقام الا من ثبته الله سبحانه وتعالى قال عليه خطاطيف وكلاليب عليه يعني على حافتيه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وعلى حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة باخذ من امرت به مأمورة باخذ من امرت به اما قوله خطاطيف وكلاليب فالخطاطيف جمع خطاف والكلاليب جمع كلوب او كلاب كلاهما صحيح وهذان بمعنى واحد وهو الحديدة المعقوفة التي يؤخذ بها الشيء او يعلق بها الشيء هذه الحديدة التي يعلق بها اللحم عند الشواء مثلا اذا وضع في حفرة يشوى هذه تسمى كلوب او خطاف او التي يعلق بها اللحم عند من يبيع اللحم هذه كذلك تسمى كلوبا او خطافا ولكن عظم ما يكون على الصراط لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى قال عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة الحسكة شوكة صلبة مفلطحة يعني عريظة المفلطح من الشيء هو الشيء الذي فيه اتساع وفيه ويكون عريضا قال لها شوكة عقيقاء عقيفاء بمعنى معقوفة يعني ملتوية كالصنارة مثلا تكون بنجد يقال لها السعدان. السعدان نبات مشهور ومعروف. والذي يعرف البر ونباته يعرف نبات السعدان معروف نبات اه قريب من التكوير فيه شوك وهذا ترعاه الابل وهو من احسن مرعى الابل قال يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكاجاويد الخيل والركاب. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اربع صفات وثبت في غير هذه الرواية احوال او صفات اخرى وقد ثبت في الصحيح قبل ذكر البرق قال كطرف العين وطرف العين هذا هو اللحظة التي اه تغلق فيها العين وتفتح وهي اسرع ما يكون فهذا اسرع بقليل من البرق ومما جاء ايضا انه قال بعد الريح كالطير والطير اسرع اذا كانت من الطيور السريعة فهي اسرع من اجاويد الخيل اجاويد الخيل يعني الخيول الجيدة النشيطة السريعة والركاب يعني كاجاويد الركاب. الركاب يعني الابل ايضا سرعة الابل السريعة او الجيدة دون سرعة الخيل ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في غير هذه الرواية الى ان منهم من يكون كشد الرجال شد الرجال يعني جريهم منهم من يجري جريا وسرعة ذلك دون سرعة ما قبله ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في غير هذه الرواية ومنهم من يمشي مشيا منهم من يكون مروره على الصراط مرور ماذا الماشي ومنهم من يزحف زحفا واخر ذلك كما جاء في هذا الحديث اخرهم يسحب سحبا. كأن الملائكة تسحب هذا الذي آآ يكون حاله بهذه المثابة وهذا دليل على ضعف الايمان ولكن الله عز وجل يسلمه من السقوط في جهنم نسأل الله السلامة والعافية قال النبي صلى الله عليه وسلم فناج مسلم هذه الحال الاولى حال السعداء الذين ينجون من الوقوع في جهنم ويسلمون من ماذا من تلك الكلاليب والخطاطيف وذلك الشوك فهؤلاء نجوا من الامرين وسلموا قال وناج مخدوش ناج من الوقوع في النار لكن تلك الخطاطيف اصابته اصابته فجرحته فسمي ماذا مخدوشا كذلك جاء في بعض الروايات انه مخدوش مرسل مرسل يعني قد ارسل وسلم من الوقوع كذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مخدوش مسلم يعني سلم من الوقوع في النار كذلك جاء انه مخدوج به يعني جرح وكان شيئا من لحمه قد قطع وكذلك جاء المخردل ثم ينجو المخردل يعني المقطع الذي قطعته تلك الكلاليب ثم ينجو هذه هي الحال الثانية التي يكون عليها المارون على الصراط قال صلى الله عليه وسلم ومكدوس في نار جهنم. نسأل الله السلامة والعافية المكدوس هو المدفوع من دفع من خلفه دفع من ظهره فانه يسمى في اللغة ماذا مكدوسا وجاء في هذا او في هذه الحال اربع روايات جاء مكدوس وجاء مكروس وجاء منكوس وجاء الموبق بعمله اما المكدوس كما في هذه الرواية فهو كما علمت المدفوع وجاء المكروس المكروس هو الذي ربطت يداه ورجلاه انظر الى هذه الحالة البائسة الذليلة التي يكون عليها حين سقوطه من على جهنم نسأل الله العافية وجاء ايضا انه منكوس منقوص يعني ساقط لكن ليس من قدميه ولكن من رأسه مقلوب منكوس يعني مقلوب وجاء انه موبق بعمله. ما السبب ان هذا صدق سقط في جهنم نسأل الله السلامة الجواب عمله ما قدم في هذه الدنيا هذا الجزاء هو الجزاء الذي استحقه هذا هو الجزاء الوفاق بحسب عمله جزاه الله عز وجل وما الله بظلام للعبيد هذا ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وعقب على كلامه صلى الله عليه وسلم الراوي ابو سعيد الخدري كما عند مسلم قال رضي الله عنه بلغني ان الجسر ادق من الشعرة واحد من السيف وهذا يرد قول من قال ان الجسر عريض ومتسع كما ذهب الى هذا من ذهب من اهل العلم كالقرافي العز ابن عبد السلام وسبقهم الى هذا ايضا البيهقي ولكن هذا القول ليس بسديد والصواب انه دقيق وليس بمتسع وابو سعيد رضي الله عنه صحابي جليل واذا تكلم بهذا الكلام لا يتكلم الا بعلم لا يتكلم ابو سعيد رضي الله عنه بهذا الكلام الا عن علم وكذلك يدل على انه حاد ودقيق ايضا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي في حديث ابن مسعود انه تحدي السيف وكذلك جاء كما اخبرتك عن ابي موسى وجاء ايضا من حديث عائشة ومن حديث انس ايضا من اقوال غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم كل ذلك يدل على ان الصراط دقيق وحاد وليس بواسع وعريض والله سبحانه وتعالى اعلم لعلنا نقف عند هذا الحد واسأل الله عز وجل ان يرزقنا الامامة الصحيح الكامل والعمل الصالح الذي يرضى به ربنا عنا وينجينا به